مارأيته في عراق الأحتلال ح 4 : حول المهاجر وعلي الفالي والقبنجي ؟
قاسم سرحان
عندما يسود الجهل والأمية والتخلف مجتمعا ما , ماعليك الاّ أن تشهد وترى العجائب والعظائم فيه , خاصة اذا كان هذا الجهل منظما وحسب برامج واجندات وضعها المحتلون وعملائهم .
لقد شاع الجهل والتخلف والرجعية في المجتمع العراقي بصورة لم تحدث حتى في أسوء تأريخ ظلامه وتخلفه وأميته , حتى أمست الخزعبلات الدينية والمذهبية, الى المعجزات التي يحققها بعض الأولياء أو من ينتمي اليهم نسبا … الى المفاهيم والعقائد والخرافات التي ينقلها ويصورها لهم زعماء المذهب الصفوي من خلال شرعه وفقهه المضلّل, الى الأيمان الراسخ بعلم , وعلوم الغيّبيات , ذات الأبواب الوسعة والمتينة في معتقد هولاء , ظاهرة واضحة وخطيرة على المجتمع العراقي ……..
ومنها وأشهرها عقيدتهم في الجن , والجن هنا اثنان :
أولهم مبارك يهتم ببعض ابناء الشيعة ويقدم لهم بركاته ,
والثاني شرير …! خاصة الجن الذي يتزوج من بعض النساء الحسناوات في النجف الأشرف والمدن الشيعية الجنوبية من العراق ؟
انّ قضية زواج الجنّ من العراقيات المحصنات تحتاج الى فتح ملف خاص , كون انّ النجف الأشرف وكربلاء وبغداد , الى باقي مدن الجنوب الشيعي, تضمّ , اضافة للأمة المعصومين- عليهم السلام - مجموعة كبيرة من الأولياء الصالحين , وهؤلاء ينتشرون بين قرية وأخرى , ولكلّ منهم مقاما كبيرا , تطوف حوله مجموعة صالحة من ملائكة الله الصالحين , حسب مايخبرنا به الروزخونية بمجالسهم وأحاديثهم الممتدة على طول العام بأسم مصاب الحسين وذريته …….
لاأعرف حقيقية كيف يتجمع هذا الجنّ الشرير والفاسق , في مدن تضم عددا ليس بقليل من مراقد وقبور الأنبياء والأئمة المعصومين , الى ذريتهم وابنائهم الى أوليائهم الصالحين , هذا عنك الوجود المبارك للمرجعيات الشيعية المنتشرة على طول وعرض المدن الشيعية , من بغداد وحتى البصرة …. كيف تسنى لهذا الجنّ الشرير والفاسق أن يخترق بركات وحصون كلّ الانبياء والمعصومين , والأولياء الصالحين , من الراقدين في ارض الجنوب العراقي الشيعي , ليتزوج هذا الجنّ من بناتنا وأخواتنا ومن يرجعنّ الينا بنسب , حتى أمست قضية زواج الجن من العراقيات الشيعيات الحسناوات, وللاسف الشديد ظاهرة في المجتمع العراقي .
أعيش في الولايات المتحدة الامريكية منذ أكثرمن عقد ونصف العقد من الزمن , وبجواري كندا والمكسيك وكلّ امريكا اللاتينية , ولي اصدقاء في أوربا واستراليا ونيوزيلند , وهذه القارات والبلدان يعيش فيها أجمل نساء الله على الكرة الأرضية , من الشقراء ذو العينين الخضراوتين أو الزرقاوتين, الى الجمال القوقازي الصارخ وبشعره الأحمر والاشقر المتناثر والغض الذي يشبه خيوط الشمس أو شعاع القمر , الى اللاتينيات الشبيهات بالعربيات , من ذوات الشعر الأسود الطويل والعيون السوادء والعسلية الكبيرة , الى الأجساد الخلابة بطولها وقامتها التي تفننّ ربّ العباد بصنعها وخلقها , كلّ هذا الجمال الآسر موجود في هذه البلدان , وهذه البلدان في ديننا ومذهبنا نحن المسلمون , أنّها دار كفر ورذيلة ؟ وعلى هذه القاعدة سيكون كلّ الشياطين و- الجنّ - من الذين يلاحقون النساء ويتزوجوهنّ في هذه البلاد الفاسقة , حسب التوجه الأسلامي الشيعي أو السني الوهابي ؟!
لم أتعرف وعلى طول أقامتي في الولايات المتحدة الأمريكية , أو من خلال اصدقائي الكثيرين في هذه البلدان , عن زواج - الجني - من أمرأة أو من حسناء ……
السوآل هنا, ونلحّ فيه ونقول :
لماذا يتزوج - الجني الفاسق - هذا من نساء الشيعية في الجنوب العراقي ؟!
يعني هل فقد الجني هذا صوابه وترك كلّ هذه الحسناوات في العالم , وكل مفاتنهن وخلاعتهن الظاهرة اليه , ليتوجه الى العراق ليشبع - جنيته - او غريزته من نساء الشيعة المنكوبات بأكثر من مصيبة وبلاء في الجنوب العراقي ؟!
لماذا لم يقف الأئمة المعصومين والأولياء الصالحين وقبور بعض الأنبياء - مثل صالح وهود وابراهيم - والمرجعية الدينية المقدسة, عقبة بوجه هذه الجنّ والجنون الشريرة التي تغتصب أعراض بناتنا وأخواتنا ؟!
لماذا يتجمع هذا العدد الهائل من الجنّ في أرض ومكان يجتمع فيه عدد لابأس فيه من قبور الأنبياء والأئمة المعصومين الى غيرهم من الأولياء الصالحين ….. نتسائل ونقول : كيف, ولماذا , تجمع هؤلاء الشياطين في مكان مقدس مثل ارض - شنعار - التي اراد اليهود النيل منها وتدميرها على طول التأريخ .
ينقل التأريخ الأوربي عن فترة ظلامه - العصور المظلمة في اوربا - من انّ رجال الدين من القساوة , كانوا يبيعون قطع اراض للمسيحيين في الجنة , وكان بعض القساوة يتزوج أكثر من مائة حسناء - سرا - من أجل الوصول بها الى الجنة ؟!
هذا الوضع المهين لسلطة الكنيسة في اوربا لم يدم طويلا , فسرعان ماعرف المواطن الأوربي دجله وخداعه للأمة والدين , خاصة بعد الحملة الهمجية التي قادتها الكنيسة وقساوستها ضدّ العالم والرياضي الفلكي الكبير غاليلو, وقبله العالم البولوني الكبير ************ولاس كوبر************وس , من الذين وضعوا الكنيسة ودينها ومذهبها, الى مفاهيمها الدينية المتحجرة , كعقبة جاهلية صلبة امام تقدم الأنسان ونهضته .
نهاية العصر المظلم في أوربا انتهى الى واقع العلم والحقيقية وعالمها الأنساني الخلّاق , هذا العالم الذي صنع من اوربا مشعلا كبيرا للحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان, بعيدا عن مفاهيم الظلاميين والدجالين والراديكاليين الشاذين من أبناء الكنيسة البائسة في ذلك العصر المظلم , ذلك العصر الذي دفع ثمنه الملايين من ابناء الديانة المسيحية في اوربا .
في العراق المحتل, هذا العراق, الذي تسلّطّ فيه الظلاميون والقتلة والمتجاورن من عملاء المحتل, وصل فيه الجهل والأمية والأنحطاط الحضاري والاخلاقي والتربوي, الى مستوى خطير وكارثي , لبلد كان قبل عقود من الزمن يعتبر من البلدان الأولى في العالم الثالث او البلدان النامية , تقدما وعلما وثقافة .
لقد تعرفت من خلال زيارتي للعراق المحتل , على الشيخ عبد الحميد المهاجر والشيخ علي الفالي الى بعض شيوخ الطريقة - الروزخونية - من ملالي المنبر الحسيني الشيرازي , هذا المنبر الذي تهلهل وتطبل له على مدار العام فضائية الأنوار والفرات المدعومة من قبل جمهورية الولي الفقيه الايرانية .
عبد الحميد المهاجر, خطيب حسيني بكائي , ينتمي منذ عهد صباه معتقدا ودينا الى المدرسة الشيرازية, وتعتبر هذه المدرسة واحدة من أهم وأخطر حركات التشيع الصفوي على المذهب المحمدي العربي الأثني عشري الشيعي - وهو على مااعتقد أحد تلامذة المرجع حسن الشيرزاي .
يتفوق عبد الحميد المهاجر عن غيره من الخطباء والملالي الحسينيين , بحديثه عن الغيّبيات, الى أحاديث ليس لها حقيقية ووجود في الفقه الشيعي وكتبه الأصولية الحقيقية , اللهمّ الاّ في احاديث شيخه المجلسي وموسوعته الصفوية …..
ظهرت صورة ورسم الشيخ عبد الحميد المهاجر في العراق بعد الأحتلال الأمريكي والايراني للعراق , وأشتهر هذا الشيخ بتقدمه على من سبقه من الملالي والخطباء ووعودهم للشعية من العامة, على موعد ظهور الأمام الحجة المنتظر - عليه السلام - في العراق أو في غيره من بلاد المعمورة ….. في عام 2005 خطب الشيخ المهاجر ومن مجلسه المهيب في ظلّ المدرسة الشيرازية في كربلاء قائلا : الأمام المهدي سيظهر هذه السنة , وهذه السنة ستكون نهاية العالم وظهور الحجة الأمام اوراحنا له الفدى …
مضى العام ومضى العام الذي بعده , والأمام المنتظر- ع - الذي بشرنا به المهاجر لم يظهر بعد ؟!
عامة الشعب العراقي ينتظرون الكهرباء والماء الصالح للشرب , الى الخدمات الأخرى مثل توفير ابسط الخدمات الصحية والتربوية , هذه الخدمات التي لاتقل اهمية للشيعي العراقي المظلوم من أهمية شغفه بظهور الأمام المهدي - عجل الله فرجه - الذي بشر به الشيخ الشيرازي عبد الحميد المهاجر ……. المهدي لم يظهر حسب بشارة وخطبة الشيخ المهاجر ؟!
رجع وعاد عبد الحميد المهاجر , وهذه المرّة قاطعا , في مجلس حسيني آخر له في كربلاء , نقلته فضائية - الأنوار - الشيرازية - وبتسويق جديد وواضح من قبل بعض المراجع الشيرازيين , من انّ الأمام المهدي سيظهر للأمة في هذا الشهر أو في هذه الأيام المباركة ….. تمضي الأيام المباركة ويمضى الشهر والأمام المهدي الحجة المنتظر لم يظهر …
الشيخ محمود أحمدي نجاد رئيس جمهورية العمائم الصفوية في ايران , خطب قبل اسابيع في حشد من اتباع جمهورية الولي الفقيه شمال ايران قائلا : انّ الامام الحجة ابن الحسن العسكري يخشى الظهور بسبب القوى العظمى المتناهية لأمريكا , ونحن نتألم ونحزن كثيرا لعدم ظهور الامام …..؟!
الشيخ عبد الحميد المهاجر ومدرسته الشيرازية , عليه وعليهم , تحليل هذا الأفق الفلسفي الفقهي الأسلامي الذي نورنا به واحد من أعظم تلامذة زعيم جمهورية الولي الفقيه الاسلامية .
في الجانب الآخر من المصاب العراقي الكبير , يطل علينا شيخ أسمر بعمامة سوداء اسمه الشيخ علي الفالي , وهذا الفالي كان يعيش في قضاء الكويت المحتل , لقراءة بعض اللطميات والحسينيات التي حددها له شيوخ الكويت , وهم من الطائفة السنية .
بعد الاحتلال الأمريكي للعراق طرد الشيخ علي الفالي من الكويت الى العراق …. بعضهم يقول ان طرده تمّ بسبب شتمه صحابة رسول الله , وبعضهم قال انّ طرده قد تمّ من قضاء الكويت العراقي بسبب مجونه وفساده المستشري بالمال والنساء …..
علي الفالي يظهر ايضا من فضائية الأنوار الشيرازية الى بعض فضائية - اللطم والنحيب الصفوية - محاضرا فينا, وفي شيعة آل البيت العربي الشيعي العراقي مخاطبا : من قال , ومن يتجرأ القول انّ - التطبير - والضرب على الرؤوس بالسيوف - والقامات - حرام ؟
من يستطيع ويتجرأ في هذا المصاب أن يحرم علينا التطبير وضرب اجسادنا بالسيوف والزناجيل … أنه مصاب الحسين , مصاب بيت آل بيت رسول الله , انّه مصيبة زينب الحوراء , مصيبة لم تكن مصيبة مثلها في الدينا.. في الدنيا بأجمعها … مصيبة الطفل الرضيع … ومصيبة علي الأكبر والقاسم … انها مصيبة مولانا وسيدنا ابو الفضل العباس … مصيبة رسول الحسين مولاي وسيدي مسلم ابن عقيل … كيف لانضرب انفسنا بالسيوف على مصاب كهذا …..! ويكمل الشيخ أو السيد على الفالي مستشهدا ببعض مراجعه العظام من الذين افتوا - بحلال التطبير وشقّ الروؤس وتمزيق الأجساد - حباّ بالحسين وبأل الحسين في واقعة طفّ كربلاء قائلا :
هنالك عدد كبير من علماء الأمة وفقهائها ومراجعها العظام من الذين سمحوا للأمة - بالتطبير - وضرب الزناجيل وبكل مايمثل انواع الحزن والأسى على الحسين وأهله , لقد أقرّ هذا المرجع الكبير شريعة مداري , وقد أقرّ هذا العزاء والمصاب السيد حسن الشيرزاي , وغيرهم عدد كبير من الفقهاء والعلماء ……..
الشيخ الفالي لم يذكر واحدا من المراجع الأربعة المقيمين في النجف الأشرف , هو ذكر - شريعة مداري - وحسن الشيرازي , ولا اعرف انّ هو يقصد بشريعة مداري السياسي الايراني في زمن الخميني ام احد مراجع علماء الدين ؟ اما حسن الشيرازي هذا المرجع لاوجود حقيقي له في العراق , فهو مات في ايران وليس له مقلدين في العراق , اللهمّ الاّ الشيخ الفالي الذي كان يعيش في المهجر, والمدرسة الشيرازية محصورة ببعض البسطاء من اهالي مدينة كربلاء , حتى انّ مرجعية محمد تقي المدرسي تدفع بطاقات التلفون مجانا للزائرين الى كربلاء من اجل حضور مجلسه !
لاأعرف السبب الذي يمنع الشيخ علي الفالي من أخذ – قامة – أو سيف, وينزل من منبره في البصرة الفحياء وأمام مجلسه ليفجر رأسه بضربة أو ضربتين حبّا وحزنا وتأسيا بالأمام الحسين - عليه السلام - حتى يكون قدوة لمجلسه الكبير هذا في التطبير وشقّ الرؤوس , لا أن يدعوهم الى التطبير وهو يجلس في بيته مع اهله وابنائه وأخوته والمقربين اليه سالمي الرؤوس والهامات والأجساد , ليكون من بعدها ابناء - الخايبة - من البسطاء الشيعة العرب العراقيين ضحية لدعوته الدموية هذه .
الشيخ صدر الدين القبنجي , واحد من رؤوس المجلس الاعلى للثورة الأسلامية في العراق , هذا المجلس الذي حذف ثورته ليكون : المجلس الأعلى الاسلامي (( الصحيح والأدق بعد حذف - الثورة - ان يكون المجلس الأسلامي الأعلى )) لهتك الشيعة وتصفية علمائهم وخبارائهم, من أجل المصالح الأيرانية العليا في العراق المحتل .
الشيخ صدر الدين القبنجي لايقل جريمة وقتلا ودموية عن زميله في المجلس هذا , جلال الدين الصغير, وهو قطعا لايقل أرهابا وذبحا للمسليمن الشيعة العرب في الجنوب العراقي عن الجلاد المعروف وقائد منظمة بدر الأرهابية هادي العامري , هذا المجرم وجناحه الأرهابي , الذي أبكى وادمى قلوب عوائل عراقية كثيرة بسبب انتساب أبنائها للقوات العسكرية العراقية في زمن الحرب بين العراق وايران , هذه الحرب التي فرضها الخميني على الشعب العراقي , وأستمرت الى 8 سنوات عجاف , قدم فيها الشعب العراقي فلذات اكباده من الشباب والرجال , الى تدمير بنيته الفوقية والتحتية , حتى خرج العراق منها وبعد العناد الفارسي والخميني الطويل , مكسور القوى ومكسور الجناح .
لقد أحزنتني كثيرا قصص بعض العراقيين عن تصفية قوات بدر والمجلس الأعلى لكثير من العلماء والخبراء العراقيين , وقد احزنني أكثر هروب مجموعة كبيرة من المع وأشهر علماء الطاقة والهندسة والرياضيات والصناعات العسكرية والمدنية من العراق , بسبب ارهاب وتصفية المجلس الأعلى وجناحه المسلح بدر , ليكون مصير هؤلاء العلماء والقادة - من الذين صرفت عليهم الدولة العراقية عمرا وجهدا ومالا كبيرا - خبراء وعاملين في المعاهد الأمريكية والأوربية , خاصة بعد المنحة التي قدمها لهم العالم الأمريكي , وصاحب برامج مايكروسوفت بيل كيت .
يتربع جناح مجلس الحكيم وحزبه على ادارة بلدية النجف الأشرف , هذه البلدية التي صادرها المجلس الأعلى, ليجعل منها مرقدا لمحمد باقر الحكيم , الى تكية أو ديوانية تدعى مؤسسة الأمام الحكيم , ونحن لانعرف من الذي منح البلدية هذه لمجلس الحكيم …. يقولون تارة الجعفري منحها لهم مقابل مبلغ 10 آلاف دينار عراقي - أقل من ثمانية دولار 8 امريكي – وتارة أخرى يقولون انّ المالكي وهبها لهم مقابل هذا المبلغ ؟!
قبل القاء محاضرة الشيخ صدر الدين القبنجي في يوم الجمعة , كما هو المعتاد , يصدر أمر الى كلّ قوات وحواشي المجلس الاعلى لحضور - الخطبة - او ماتسمى بالقراءة الحسينية التي سيتفضل بطرحها واحد من أخطر علماء المجلس الأعلى الأسلامي ………
عادة مايكون بعض النواشيش للشيخ القبنجي قد أحاطوا شوارع ومخارج البلدية التي تشرف على نصب ثورة العشرين التأريخي في النجف الأشرف , ومهمة هؤلاء كما رأيتهم , هو توزيع بطاقات تلفونية مجانية بسعر 10 دولار أمريكي لكل من يحضر خطبة الشيخ صدر الدين القبنجي ……..
خطبة القبنجي هذا , تبث مباشرة من تلفزيون الفرات , وكانت مخصصة للمسيرة الاربعينية للأمام الحسين - عليه السلام - خطب الشيخ القبنجي بمن جمعهم من العراقيين البسطاء الى بعض من اتباعه قائلا :هذه المسيرة , المسيرة الى ابي عبد الله الحسين تمثل عند الله بمنزلة 300 حجة لبيت الله الحرام ؟!
وأكمل : في هذه المسيرة المقدسة تظهر بشائر الأيمان من الكفر , هنا يتضح الايمان على حقيقيته والكفر على حقيقيته , هنا يظهر المؤمن الحقيقي من المؤمن الكاذب , هذه المسيرة ايّها المؤمنون تمثل النصر والفوز الحقيقي للاسلام … انّ السير الى سيدي ومولاي الحسين يمثل ثوابا عظيما لآل بيت الرسول , قد يكون أعظم عند الله من زيارة بيت الله الحرام ………. انظروا أيّها المسلمون الى هذه الملايين الزاحفة الى قبر سيدي ومولاي ابا عبد الله حسين …. هذه الجموع الزاحفة فيها الأستاذ الجامعي المختص بمنهجه , وفيهم الدكتور الفيزيائي …. أيّها الاخوة هناك مجموعة كبيرة من الأطباء وقادة الجيش العراقي يسيرون معكم وانتم لا تعرفونهم , الدكتور والطبيب والمهندس والعالم الذري والفيزيائي يسيرون اليوم مشيا الى ابي عبد الله الحسين ……. هذه مسيرة عظيمة … الأقدام تسير فيها الى الجنة ؟!
بعض من اصدقائي من الذين ساروا كعادة مذهبية , او كحب لشعائر الأمام الحسين , كذبوا ماقاله صدر الدين القبنجي , معظمهم نفى وجود أيّ عالم يمشي بينهم , خاصة من مجموعة علماء الدين أو المؤسسة الدينية ……. أحد اصدقائي الذي سار مع من سار الى الأمام الحسين قال لي : شاهدت بعض المعممين بسيارات لاندكروز حديثة , يتوقفون هنا أو هناك من أجل تسجيل بعض الأفلام أو التقاط بعض الصور ….
الشيخ صدر الدين القبنجي لم يسر الى هذه المسيرة او هذه الحجة التي تعادل 300 مرة زيارة بيت الله الحرام , وهو أبدا لم يكن بين العلماء الأعلام السائرين الى قبر الأمام الحسين , مثله مثل - المعدان والشوركية - التي توجهها مرجعياتهم الأعجمية في العراق …. الشيخ صدر الدين القبنجي مثله مثل عمار الحكيم وباقر صولاغ وجلال الصغير وهادي العامري ناموا في تلك الليلة قريرين العيون بمن تضاجعوا بهنّ ومعهنّ متعة في مصاب العراق العظيم .
لقد حرّم هذه الشعائر الفارسية والهندية معظم مراجع المسلمين الشيعة , ومنهم الخميني نفسه , الى السيد الكلبيكاني والسيد آيه الله حسين منتظري الى زعيم دولة الولي الفقيه علي خامنئي , ومن المراجع العرب الكبار من الذين حرّموا التطبير او عدم السماح للرعية بممارسته , سماحة السيد المرجع الكبير آية الله محمد باقر الصدر والمرجع السيد محمد حسين فضل الله , الى العلماء والمراجع الكبار من مراجع المدرسة الخالصية المباركة , كما حرمه سماحة الأمام المجاهد آية الله السيد أحمد الحسني البغدادي , الى مجموعة كبيرة من العلماء الأعلام في الفقه الشيعي الأثني عشري الأمامي الجعفري .
انّ الدين والمذهب في العراق قد هزل وضعه ومصيره في ظلّ الأحتلال الأمريكي والفارسي له , فألاحتلال وجرائمه ومصائبه على الشعب العراقي ليس لها قيمة تذكر في ظلّ المرجعيات الدينية الأعجمية وأحزابها السياسية الحاكمة في المنطقة الخضراء , بقدر ما للمذهب الشيعي والمرجعية الدينية والشعائر الحسينية من تهديد وخطر كبير …… حقيقية انّها هزلت في العراق .