العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > منتدى فضح النشاط الصفوى > كتب ووثائق منتدى فضح النشاط الصفوي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-10-08, 09:27 PM   رقم المشاركة : 1
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Arrow بروتوكولات ملالي إيران

!






!





!

بروتوكولات ملالي إيران(1)

علاء حمدى : بتاريخ 20 - 10 - 2008
ـ فى أوائل ديسمبر عام 2000 استضاف الاعلامى المحترم الأستاذ سامى كليب فى برنامجه " زيارة خاصة " الذى تبثه قناة الجزيرة ، السيد أبو الحسن بنى صدر ، أول رئيس لإيران بعد الثورة الخمينية ، فى حوار مفتوح كشف فيه الرئيس عن حقيقة المشروع الحلم الذى كان يراود آية الله الخمينى قائد الثورة قائلا : ( كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان ، وعندما يصبح سيداً لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج " الفارسي " للسيطرة على بقية العالم الإسلامي ) على حد قوله فى الحوار الذى سنعود الى بقيته لاحقا .

ـ هذا المشروع الاستراتيجى السياسى الذى كشفه " بنى صدر " لم ينته بوفاة الخمينى ، ولكنه أصبح الهدف المؤسسى الأول الذى يتبناه بالفعل كل من ينتمى الى مؤسسة الساسة والملالى الايرانية دون استثناء سواء كانوا اصلاحيين أو متشددين ، وهو مشروع لابد له من " بروتوكولات " محددة وصارمة أتصور أنها تستند الى محورين أساسيين ، أولهما قبول اسرائيل لوجود هذا الحزام وهو ما يحتم بداهة وجود تعاون وثيق بين الطرفين ، وثانيهما اضعاف مصر ، بصفتها قلعة السُنَّة فى المحيط الاسلامى والقوة الكبرى فى العالم العربى ، ومنعها من مواجهة هذا المشروع الضخم الذى يمس أمنها القومى مباشرة ، وذلك عن طريق الهائها فى " موضوع " محاربة نشر المذهب الشيعى بين أبنائها ، بينما الهدف الحقيقى هو تفجير نطاق أمنها القومى !

ـ فالايرانيون ليسوا من الغباء ليركزوا جهدهم على تحقيق ما فشلت فيه الدولة الفاطمية بكل سطوتها طوال حكمها لمصر قرابة القرنين من الزمان استخدمت فيهما كل وسائل الترغيب والترهيب لنشر مذهبها الشيعى فى مصر ورغم ذلك فشلت نتيجة لما تصح تسميته بفطرة " الوسطية " عند المصريين التى جعلت اسلامهم السُنّى خليطا رائعا ومتفردا من الالتزام بنهج السُنّة والجماعة والحب اللا محدود لآل بيت النبى صلى الله عليه وسلم ، لذلك فالبروتوكول الناجح لاضعافها هو حصار نطاق أمنها القومى وتلغيمه بالمشاكل الدموية شرقا ، صراع فتح وحماس وفتنة لبنان ، لصرف الانتباه عن تغلغلهم حول مقتلها أو شريان حياتها فى الجنوب وعبثهم فى السودان ودعمهم المادى والمعنوى لحركات التمرد الانفصالية الاثنية على أراضيه كما اتضح فى محاولة " حركة العدل والمساوة " لاحتلال " أم درمان " والخرطوم " مؤخرا بعد تلقيها الدعم من ايران واسرائيل ، وهو ما يؤكد أن المشروع الأمريكى الاسرائيلى المعروف للجميع ضد المنطقة يعتبر ، دون تعارض ، وجه العملة الآخر للمشروع الايرانى غير المعروف للكثيرين ، وهو ربما ما دفع بالمشروعين لتحالف شيطانى قامت أمريكا على أساسه بغزو العراق وتقديمه بأغلبيته الشيعية على طبق من ذهب الى الهيمنة الايرانية ، فى حضور اسرائيل كوصيف ، مقابل شىء ما غير معلن رسميا حتى الآن ! وان كان يقودنا الى البحث عن اجابة السؤال حول حقيقة العلاقة بين ايران من جهة وكل من أمريكا واسرائيل منفردتين أو مجتمعتين من جهة أخرى .

ـ البداية كشف عنها كتاب ( نقطة اللاعودة - الاستخبارات الإسرائيلية في مقابل إيران وحزب الله ) للكاتب رونين برغمان محلل الشؤون الاستخبارية في صحيفة " يديعوت أحرونوت " واستعرض فيه سعى اسرائيل إلى استقدام 40 ألفاً من يهود إيران بعد الثورة الإيرانية وعلى مدى ثلاث سنوات بين 1979 و1981، عن طريق حملة منظمة نفذتها الموساد بواسطة عملاء من يهود إيران ، ورغم ما ذكره مؤلف الكتاب الا أن إيران اليوم ما زالت تضم أكبر عدد من اليهود في المنطقة ، خارج إسرائيل ، يصل عددهم الى 25 ألف يهودى ايرانى يرون فى ايران أرض مخلصهم " كورش " فاتح بابل ، والأرض التى تضم رفاث " النبي دانيال " و" النبي حبقوق " و" بنيامين " شقيق النبي " يوسف " عليه السلام ، وهو مادفع بالرئيس الايرانى " أحمدى نجاد " لاستقبال وفد كبير من يهود " أصفهان " على رأسهم زعيم الطائفة اليهودية الإيرانية " هارون ياشاني " واستهل " نجاد " كلمته بصفعة مؤلمة على وجوه العرب حين أعاد ترديد مقولة لأبى القاسم الفردوسى الفارسى شاعر أصفهان القديم فى ملحمته الشعرية " الشهنامة " يقول فيها ( الكلب يلعق الثلج في أصفهان والعربي يأكل الجراد في الصحراء (! يقصد أن رفاهية كلاب أصفهان تجعلها تستمتع بالثلج ، أو بشرب الماء البارد ، فما بالكم بالبشر فيها ، بينما العربى البائس لم يجد فى صحرائه القاحلة الا الجراد ليأكله ! ، ثم عدد " نجاد " أسماء القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين وقتها من يهود أصفهان الايرانية مثل الرئيس الإسرائيلي " موشية كاتساف " ووزير الدفاع " شاؤول موفاز "مشيرا الى أن يهود إيران تشكل نسبتهم داخل إسرائيل 3,5% من عدد سكانها .

ـ هذا الحديث الودى الغزلى ، وتعمد " نجاد " انتقاء مقولة الشاعر " الفردوسى " عن ترف كلاب اصفهان ، معقل اليهود الايرانيين ، مقابل حقارة حياة العرب ، العدو المشترك للطرفين ، ليلقيها فى هذا الحفل أمام هذا الحشد اليهودى الكبير ، جاء متعمدا ليثبت أن العلاقات الصهيونية الإيرانية راسخة ولم تتغير بتغير " الشاه " ومجيء الملالى الى الحكم ، وأنها علاقة مصالح بعيدة عن وحدة الدين تحرص ايران على اخراجها من دائرة الصراع العربى الاسرائيلى ، على غرار تركيا مع الفارق أن ايران تسعى للتحالف مع الغرب الموالى لاسرائيل لتسهيل فرض نفوذها وهيمنتها السياسية على دول وشعوب المنطقة وهو ما يجعلها تتعامل بوجهين وتتبنى خطابين متناقضين نلمسهما فى تصريحات الرئيس " نجاد " النافية للمحرقة اليهودية ورعايته لعقد إيران مؤتمرا فى ديسيمبر 2006 للباحثين عن حقيقة المحرقة حثهم فيه بنفسه على العمل تحت تشجيع ايران ورعايتها داعيا لازالة اسرائيل من الخريطة ! ألا أن هناك سيل من التصريحات والمواقف الايرانية تختلف 180 درجة عن تصريحات " نجاد " وتظهر مثلا فى الحديث النادر الذى نشرته صحيفــــة " يدعوت أحرنوت " الإسرائيلية لرئيس جمهورية إيران السابق محمد خاتمي على هامش مؤتمر دافوس يناير 2007 قال فيها ( أندد بشدة بعقد هذا المؤتمر حول المحرقة ، يقصد مؤتمر " ايران نجاد " ، مكملا تصريحه : لأن المحرقة ضد الشعب اليهودي مثلت أشد الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية في عصرنا , ولا يوجد أدنى شك في أنها حدثت وأدعوا الجميع إلى فصل المحرقة عن المباحثات الفلسطينية والعربية ) ، أيضا تصريحه الخطير أثناء زيارته للولايات المتحدة الأمريكية فى سبتمبر 2006 الذى قال فيه ( أن الهلوكست حقيقة حتى إذا تم استغلالها وتم فرض ضغوط هائلة على الشعب الفلسطيني !! وينبغي ألا نسكت حتى إذا قتل يهودي واحد ولا ينبغي أن ننسى أن من جرائم هتلر والنازية والاشتراكية القومية الألمانية المذبحة التي طالت الأبرياء وبينهم الكثير من اليهود ( ، وفي تصريح آخر لمجلة " التايم " خلال رحلته قال خاتمي ( المحرقة حقيقة تاريخية ومطلقة )، وفي لقاء مع مسلمي أمريكا في فرجينيا قال ( أن منفذيها لن يدخلوا الجنة ) ونفس هذا الاتجاه سار فيه وزير خارجية ايران ، بل ان " علي أكبر ولايتي " أحد كبار المؤسسة الدينية والمستشار الدبلوماسي للمرشد الأعلى علي خامئني أكد في حديثه لصحيفــة " لاريبوبليكا " الإيطالية فبراير 2007 ( أن محرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية حدثت وأنها حقيقة تاريخية )

ـ اذا يمكننا اعتبار تصريحات الرئيس " نجاد " الحماسية ليست الا جزءا من بروتوكولات المشروع الايرانى ، فقد صيغت التصريحات عن عمد وبعناية فائقة لتلقى قبولا وترحيبا عند الرأى العام العربى تحديدا ، الباحث عن زعامة تستطيع دغدغة عواطفه المشحونة ضد اسرائيل ولو بمجرد اهانتها علنا ، وهى أحد الوسائل الخبيثة التى تقرها بروتوكولات ملالى ايران والتى تأتى بنتائج جيدة جدا فى الدول التى يصعب احتوائها عن طريق نشر المذهب الشيعى فيها كمصر ، فتستخدم الوسيلة كطعُم شهى يؤدى الى صيد البسطاء واستقطابهم وحصد تأييدهم للمشروع الايرانى الذى يروج له ، كذبا ، على أنه مشروع اسلامى وحدوى ، فى الوقت الذى يوجد فيه خطاب رسمى آخر فى كواليس السياسة الدولية يختلف تماما عن ديماجوجية خطاب الرئيس " نجاد " ، بمعنى استخدام بروتوكول آخر لتقديم رأس العربى الغافل مذبوحا على صينية من صفيح لصالح اسرائيل مقابل صتمها عن المشروع الايرانى ودعمه ، وهو ما يقودنا الى البحث فى حقيقة علاقات محور " أمريكا واسرائيل وايران " ليكون موضوع حديثنا القادم ان أراد الله تعالى , ثم أذنت لنا الجريدة المضيفة ، وكان فى العمر بقية .


ضمير مستتر ، يقول تعالى :
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ } البقرة204

http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=55357&Page=7&Part=1






من مواضيعي في المنتدى
»» المخابرات الإيرانية تعتقل أحوازية
»» mbc3 تم حذفكم بقلم محمد الرطيان
»» إحياء الآثار بداية الشرك على الأرض
»» د.السميط.. أسلم على يديه 11مليونًا ولا زال مقصرًا!
»» في دعم الأحواز ينتهي الخطر الإيراني
 
قديم 28-10-08, 08:44 PM   رقم المشاركة : 2
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Thumbs down بروتوكولات ملالي إيران(2)

بروتوكولات ملالي إيران(2)

علاء حمدى : بتاريخ 27 - 10 - 2008

استعرضت مع حضراتكم فى المقال السابق ، تحت عنوان بروتوكولات ملالي إيران (1) ، حقيقة المشروع الحلم الذى كان يراود " آية الله الخمينى " قائد الثورة الإيرانية وسعيه لإقامة حزام " شيعي " يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان يُمكِّنه من السيطرة على ضفتي العالم الإسلامي ثم استخدام النفط وموقع الخليج العربي لاستكمال هذه السيطرة حسب ما ذكره " أبو الحسن بني صدر " ، أول رئيس لإيران بعد الثورة الخمينية ، في حواره في أوائل ديسمبر عام 2000 مع قناة الجزيرة ، وقلت أن هذا المشروع السياسي وضِعَت له ، على حد تصوري ، بروتوكولات محددة لضمان تنفيذه ، ولو على المدى الطويل ، تستند على محورين رئيسيين ، أولهما حصار نطاق أمن مصر القومي لتحجيم دورها كقلعة للمسلمين السُنّة وكأكبر قوة عربية , وثانيهما اكتساب التأييد الأمريكي والإسرائيلي ، كحليفين على عدو مشترك هو العرب عموما سُنّة أو شيعة ! وقلت كذلك أن الساسة الإيرانيين ، وحسب تصوري أيضا ، يستخدمون بروتوكول " فوبيا " نشر المذهب الشيعي بين العرب " السُنّة " كستار يشغلهم عن الهدف السياسي الذي وضعه " الخميني " في مشروعه .

ـ واليوم نعود إلى استكمال استعراض ما يعنينا في حوار " بني صدر " لقناة الجزيرة خاصة قوله ( كان الخميني مقتنعاً بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ حلمه ، فقلت له إن الأمريكيين يخدعونك ، ورغم نصائحي له ونصائح الرئيس عرفات الذي جاء يحذره من نوايا الأمريكيين فإنه لم يكن يريد الاقتناع ) هذا ما قاله " بني صدر " حرفيا ، ويُفهم منه أن ، المرحوم ، الرئيس " عرفات " كان على علم كامل بخطة " الخميني " وأن تحذيره له كان خوفا على مشروعه من عدم سماح الأمريكيين ، لا خوفا من خطورة المشروع نفسه على الأشقاء الذين لا نَدرِ ما إذا كان الرئيس "عرفات " قد حذرهم وقتها أم أنه فضل الصمت ! أيضا نلاحظ أن عبارة بني صدر للخميني ( إن الأمريكيين يخدعونك ) يُفهم منها أن المشروع الإيراني كان معلوما للأمريكيين وتم إقراره بالفعل من حيث المبدأ ، وأن المفاوضات تجرى حول ضمانات تنفيذه وتتم بعلم " بني صدر " تحت رعاية " الخميني " وباطلاع شخصيات عربية ، على نوايا الأمريكيين ، كالرئيس " عرفات " !

ـ إذا فالمشروع الحلم لن يتحقق إلا بتقديم ضمانات تكفل الحصول على موافقة الإدارة الأمريكية بصورة كاملة أهمها طمأنتها باستمرار التعاون مع إسرائيل كما كان عليه في عهد " الشاه " قبل " الثورة " ، هذا على فرض أن أمريكا كانت بالفعل مرتابة أو قلقة جدا وتحتاج إلى طمأنة ! فعلى حد تصوري ، فإن فرصة تحقيق نتائج إيجابية لصالح المشروع " الأمريكي ـ الإسرائيلي " في المنطقة مضمونة مع " إيران الملالي " على عكس " إيران الشاه " التي كان لها نفس الأطماع السياسية إلا أنها لم تسع لتحقيقها عن طريق الزعم بمسئوليتها أمام الله تعالى عن نشر مذهب عقائدي أو أنها نموذج يُحتذى لما يجب أن تكون عليه الدولة الإسلامية الراشدة ، لذلك لم يكن لها نفوذ إقليمى يُذكر على المستوى الجماهيري ، وبالتالي فلم يكن لها دور محوري فعّال في المنطقة يمكن استغلاله كآلية جيدة لصالح المشروع " الأمريكي ـ الإسرائيلي " ويضطر الأمريكيين إلى استمرار دعمها ، لذلك توقف دورها عند مرحلة الحليف القوى لأمريكا في مواجهة دوائر الحكم الإقليمية دون أن يكون لها أي تأثير ملموس على رجل الشارع العربي ، على عكس " إيران " وبروتوكولها شديد الذكاء الذي ادعت من خلاله أنها " ثورة إسلامية " لدغدغة عواطف " الطيبين " في دولنا العربية تحديدا وبالتالي الحصول على تعاطفهم وتأييدهم الجماهيري الضاغط كمرحلة أولى ، يليها دعم الحركات ، غير الشرعية ، داخل هذه الدول لضمان ولائها " للملالي " ومن ثم تكرار تجربة الثورة الإيرانية في بلادهم أو على الأقل إثارة القلاقل فيها ، تحت رعاية " الأب الروحي الإيراني " ، حتى لو كان هؤلاء المتعاطفون المدعومون من المسلمين السُنّة ! وبالتالي ينجح البرتوكول الشيطاني في جعل المشروع " الأمريكي ـ الإسرائيلي " هو الأشد حاجة والأكثر إلحاحا وحرصا على التحالف مع مشروع " إيران الملالي " ، وهذا ، إن لم يشطح بى تصوري ، ربما يكون أحد المبررات الرئيسية ، غير المعلنة ، التي دفعت بالأمريكيين للتخلي عن رَجُلِهم " الشاه " بسهولة واستبداله " بالخميني " وثورته التي رُوج لها كثورة إسلامية ، رغم ما يفترض من أن نجاح " الخميني " ، لو تم رغم إرادتهم ، فإنما يعنى تصدير ثورته وكذلك مصطلحه " أن أمريكا هي الشيطان الأكبر " إلى دول الجوار " المعتدلة " حتى ولو بدون دعم ، فالثورات ، في رأيي ، دائما ما تكون مادة جيدة التوصيل بين الشعوب التي لها نفس الواقع والظروف ، خاصة لو كانت ثورات دينية حقيقية ، وربما عدم انطباق وصف "حقيقية " هذا بمفهومه الديني هو السبب في منع تكرار التجربة الإيرانية على المستوى الشعبي في دول عربية أخرى حتى الآن رغم مرور ما يقرب من ثلاثة عقود على ثورة " الخميني " !

ـ وفى نفس الحوار ، كشف " بني صدر " أيضا كيف وضع " الخميني " بنفسه أسس البروتوكول التعاوني مع إسرائيل قائلا ( في اجتماع للمجلس العسكري أخبرنا وزير الدفاع أننا بصدد شراء أسلحة من إسرائيل ، عجبناً كيف يعقل ذلك ؟! سألته: من سمح لك بذلك ؟ فأجابني: الإمام الخميني ، قلت: هذا مستحيل !! قال: إنني لا أجرؤ على عمل ذلك وحدي ، سارعت للقاء الخميني ، وسألته: هل سمحت بذلك ؟ أجابني : نعم فالإسلام يسمح بذلك ، وأضاف قائلاً: إن الحرب هي الحرب ، صعقت لذلك صحيح أن الحرب هي الحرب ولكن أعتقد أن حربنا نظيفة ، الجهاد هو أن تقنع الآخرين بوقف الحرب ، والتوق إلى السلام ، نعم ، هذا الذي يجب عمله وليس الذهاب إلى إسرائيل وشراء سلاح منها لمحاربة العرب ، لا ، لن أرضي بذلك أبدا ً، حينها قال لي : إنك ضد الحرب وكان عليك أن تقودها لأنك في موقع الرئاسة ) ، وأتصور أن الجزء الخطابي الأخير من كلام " بني صدر " الذي تولى رئاسة إيران لمدة 17 شهرا منذ اندلاع الثورة وحتى إقالته في آواخر مايو 1981 ، ربما أراد منه غسل يديه من بروتوكول " الخميني ـ إسرائيل " لمجرد تحسين صورته أمام " بعض " الدوائر الرسمية العربية الغنية ، بعد خروجه من السلطة وتحوله إلى معارض لنظام " الملالي " ، إذ ليس من المنطقي أنه لم يكن على دراية ، مثلا ، أن إيران اشترت في عهده من الإسرائيليين إطارات لطائراتها من طرازF5 ، F4 في بداية حربها مع العراق (1980 – 1988) !

ـ الشاهد أن بروتوكول التعاون الإيراني الإسرائيلي استمر ، وحتى الآن ، وظهر في أكثر من موقف منها قضية " إيران ـ كونترا " الشهيرة ، وهى الخطة التي باعت بمقتضاها إدارة الرئيس الأمريكي " رونالد ريجان " بواسطة نائبه " جورج بوش الأب " صواريخ مضادة للدروع إلى إيران عن طريق إسرائيل تحت زعم إطلاق سراح خمسة من الأمريكيين المحتجزين في لبنان " !! " ثم استعمال عائد الصفقة في تمويل حركات "الكونترا" المناوئة للنظام الشيوعي في " ************اراجوا " بعيدا عن رقابة الكونجرس ، الذي صنف " إيران الملالي " أمام الرأي العام الأمريكي كدولة عدوة لا يجب التعامل معها ، كذلك شراء إيران لصواريخ أخرى من الإسرائيليين عام 1986 ، وغير ذلك الكثير الذي دفع " ببنيامين نتنياهو " رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد ذلك (1996 – 1999) إلى إصدار أمره بعدم الإعلان عن أي تعاون سابق أو لاحق بين إسرائيل وإيران ، وذلك حتى يمنع " ناحوم منبار " ، المتهم بتصدير كيماويات خاصة إلى إيران في تلك الفترة ، من الحصول على معلومات خطيرة عن صفقات الصواريخ والأسلحة ، وذلك بعد أن حاول محاميه السعى لاثبات أن " منبار " هذا ليس هو الإسرائيلي الوحيد الذي يبيع السلاح لإيران ، وأن هناك شبكة علاقات واسعة لإسرائيل " الرسمية " معها ، وربما ، وعلى حد رأيي أيضا ، أراد " نيتنياهو " بقراره هذا حماية سرية بنود التعاون مع إيران ، لأن كشفها سينسف كل البروتوكولات المتفق عليها مسبقا ، وسيفضح محاولات " إيران الرسمية " المستمرة لارتداء مسوح " الأب الروحي " الداعم للثورات الإسلامية أمام الشعوب العربية ، وسيهدم تبنيها لشعار " إزالة إسرائيل من على الخريطة " الذي لا يعدو عن كونه بروتوكولا شيطانيا آخر لخداع البسطاء العرب ، تحت زعم معاداة إسرائيل ، لتستطيع من خلاله تحقيق مشروعها الحلم !

ـ نفس هذا التوجه يظهر بجلاء فى بعض الدراسات والتصريحات الإسرائيلية المعنية ، منها ما قاله " افرايم كام " ، الباحث في مركز " جافي " للدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب ( إن إيران لا تعتبر إسرائيل العدو الأول لها ولا حتى الأكثر أهمية من بين أعدائها ) ونفس المعنى قاله " زيو مائور " الباحث بمعهد " أوميدا " الإسرائيلي في بحثه تحت عنوان " إيران بحاجة إلى إسرائيل " جاء فيه ( إن إيران لا تشكل أي خطر على إسرائيل ولا تريد تدميرها , بل هي في حاجة إليها وتعتبرها مكسبًا استراتيجيًا مهما حتى تظل قوة عظمى في المنطقة ) , وتصريح آخر " لديفيد ليفى " وزير خارجية إسرائيل الأسبق لجريدة " هاآرتس " الإسرائيلية عدد 1/6/1997 قال فيه ( إن إسرائيل لم تقل في يوم من الأيام أن إيران هي العدو ) ، وفى صحيفة " معاريف " الإسرائيلية عدد 23 /9/1997 يقول الصحفي " اوري شمحوني " ( إن إيران دولة إقليمية ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها ، فإيران تؤثر على مجريات الأحداث وبالتأكيد على ما سيجري في المستقبل ، إن التهديد الجاثم على إيران لا يأتيها من ناحيتنا بل من الدول العربية المجاورة فإسرائيل لم ولن تكن أبدا عدواً لإيران ) وعن جريدة " لوس انجلس تايمز " نقلت جريدة الأنباء العدد 7931 مقالا للصحفي الإسرائيلي " يوسي مليمان " قال فيه ( في كل الأحوال فانه من غير المحتمل أن تقوم إسرائيل بهجوم على المفاعلات الإيرانية فقد أكد عدد كبير من الخبراء تشكيكهم بان إيران - بالرغم من حملاتها الكلامية - تعتبر إسرائيل عدواً لها . وان الشيء الأكثر احتمالا هو أن الرؤوس النووية الإيرانية موجهة للعرب ) ثم نختتم بما جاء في مذكرات " أرييل شارون " ، التي سنعود إليها لاحقا إن شاء الله ، صفحتي 583-584 الطبعة الأولى 1992 ، ترجمة أنطوان عبيد / مكتبة بيـسان ـ بيروت ، يقول ( لم أرَ يوماً في الشيعة أعداء لإسرائيل على المدى البعيد ) ، هذا بصرف النظر عن جدية رأيه أو كونه يدق " إسفينا " لصب الزيت على نيران الفتنة المذهبية الإسلامية التي " تصقل وتضيء " مستقبل إسرائيل القوية بضعف الآخرين ، طبقا لبروتوكولات " حكماء صهيون هذه المرة " !

ـ وعلى الجانب الآخر من " مزاد " الغزل غير العفيف ، وفى تصريح " لاسفنديار مشائي " نائب الرئيس الإيراني " نجاد " نقلته صحيفة " اعتماد " ووكالة أنباء " فارس " الإيرانيتين فى 20-7-2008 يقول ( إن إيران اليوم هي صديقة الشعب الأمريكي والشعب الإسرائيلي ) وهو التصريح الذي انتقدته الدوائر المقربة من " المحافظين " الإيرانيين بشدة ، ليس لأن إسرائيل تحديدا هي من نعلم ، ولكن لأنهم يرون أن شعبية الرئيس " نجاد " في العالمين العربي والإسلامي مبنية على مهاجمة إسرائيل والتشكيك بالمحرقة وليس على صداقتها !

ـ والى هنا نصل إلى نهاية هذا الاستعراض ، المتواضع ، لبروتوكولات العلاقات " الإيرانية الإسرائيلية " ، ليبقى لدينا الحديث عن البروتوكولات بين " أمريكا وإيران " و" حدوتة حزب الله " ، وطابور " الملالي العرب " من غير " الشيعة " ، إن جاز عليهم هذا التعبير ، ورغم أنه قد يضعني داخل عش للدبابير ، إلا أنني أرجو أن يكون هو موضوع حديثنا القادم إن أراد الله تعالى , ثم أذن مضيفونا ، وكان في العمر بقية .
ـ

ضمير مستتر ، يقول تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118

[email protected]

http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=55654&Page=7&Part=1






من مواضيعي في المنتدى
»» نجاد يعزل 40 سفيراً ساندوا المعارضة
»» خطورة إيران الخميني على أمتنا
»» خبر صغير وشر مستطير
»» من هو الحلاج ؟
»» الأحواز المحتلة عام 1925م - قضية العرب المنسية
 
قديم 31-10-08, 11:26 AM   رقم المشاركة : 3
عدو الباطل
عضو ذهبي






عدو الباطل غير متصل

عدو الباطل is on a distinguished road


ونحن في سباتنا غافلون

اللهم هيء لنا من أمرنا رشدا







التوقيع :
أحــــب الرســول وآل الرســول مـحبة مــستمــسك بالــــهدى
لهم في فؤادي هوىً من هوى أبيهم ألـيـسـوا بـــنـي أحـمـــد
وأرجـوا بـحبـي لـهــــم زلـــفــة إلـى الله عـنـد النـشــور غــدا
ولا سيما من تباهت بهم ذرى المــجد والــفضل لــن يــجحــدا
عــلــي وفــاطــم والحــســنان ومن مثلهم في الورى سـؤددا
بــرئت إلــى الله مـن كــل مـن أسـاء لـهـم فـافتـرى وأعتـدى
أســاء الغــلاة وضــل الجـفــاة فــكـل عـن الـحـق قـــد أبـعـدا
من مواضيعي في المنتدى
»» الرسول وعلي تزوجوا متعة ......... أخزاكم الله يارافضة
»» الطائر الذي يلعن مبغضي آل محمد .... بالصور
»» معشر السنة أريد ردًا على هذا الحديث
»» ياترى مامعنى (آية الله) !!..هلموا هنا
»» ألجمهم الشيخ عثمان الخميس .... فلجأو للكذب عليه
 
قديم 07-11-08, 03:15 PM   رقم المشاركة : 4
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Thumbs down بروتوكولات ملالي إيران(3)

بروتوكولات ملالي إيران(3)

علاء حمدى

بتاريخ 4 - 11 - 2008

ـ
على صفحات المصريون وبتاريخ ( 7/ 5 / 2008 ) و( 14 /10 / 2008 ) ، استعرض الكاتب الأردنى الأستاذ " على باكير " كتابا صدر مؤخرا للدكتور " تريتا بارسي" أستاذ العلاقات الدولية في جامعـة " جون هوبكينز " الأمريكيـة ، ورئيس المجلس القومي الإيرانى - الأمريكي ، عنوانه " التحالف الغادر: التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران وأمريكا "
Treacherous Alliance: THE SECRET DEALING OF ISRAEL, IRAN AND THE U.S.

كشف فيه المؤلف عن الكثير من الوثائق والمعلومات التى تؤكد وجود تحالف شيطانى بين المشروعين الأمريكى والايرانى ، كما سبق وطرحت من تصورات فى المقالين السابقين ، اتضحت أبعاده فى عملية غزو العراق بحيث يستفيد المشروع الأمريكى من البترول ويقترب المشروع الايرانى من تحقيق المرحلة الأولى من حلمه للسيطرة على منطقته الاقليمية ، ويكشف المؤلف كذلك ، كما بين الأستاذ " باكير " ، أن الايرانيين وجدوا فرصة ذهبية أخرى لكسب الدعم الأمريكى ، خلاف تعاونهم مع اسرائيل ، وذلك عن طريق تقديم مساعدة أكبر وأهم للامريكيين في غزوهم للعراق عام 2003 , فقدموا وقتها عرضا احتوى على مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية فى عدد من المواضيع الحساسة منها برنامجهم النووي , محاربة القاعدة ، والتفاوض على أسلحة الدمار الشامل والإرهاب و الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي كما ورد فى " الجزء " الذى اكتفى الأستاذ " باكير " بتناوله على صفحات " المصريون " من هذا الكتاب تناولاً قيما أنصح المتابعين بالعودة اليه .

ـ وليسمح لى القارىء أن أضيف هنا ما طلبته ايران مقابل هذه التنازلات ، حسب ما ذكره مؤلف الكتاب ولخصه فى عدة نقاط أهمها الغاء تصنيف ايران كدولة داعمة للارهاب ورفع العقوبات الاقتصادية والتجارية عنها والافراج عن أموالها المجمدة فى البنوك الغربية وعدم دعم حركة مجاهدي خلق المعادية لنظام الملالى واحترام مصالحها الدينية في العراق والسماح بوصولها الى الطاقة النووية السلمية والحصول على التكنولوجيا البيولوجية والكيماوية ، ولكن الأخطر من كل ما سبق كان مطلب ايران الحصول على إقرار واعتراف أميركي بها كقوة إقليمية فى المنطقة ، وهو ما يعنى أن تصبح ايران صاحبة اليد العليا في الخليج وهو ما رفضه الأميريكيون الذين رأوا ان ايران ساوت نفسها بالولايات المتحدة الأمر الذي ما كان يتم قبوله للاتحاد السوفياتي " الراحل " فكيف بايران ! وهو ما حال دون اتمام الصفقة ، حسب رأى المؤلف الذى يمكننا تلخيصه فى أن هناك حالة من " العداء " مع أمريكا دفعت الايرانيين الى تقديم هذا العرض ! هذا ما أورده الكتاب الذى تناوله آخرون غير الأستاذ " باكير " منهم " مارشا كوهين " الباحثة بمركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة فلوريدا الأمريكية ، الى جانب كتب أخرى لا تقل أهمية تحدثت عن العلاقات الايرانية الامريكية ولكن من منظور آخر منها كتاب " الصداقة المُرّة فى أحضان الأعداء " للصحفية الأمريكية " باربارا سليفن "
Bitter Friends, Bosom Enemies: Iran, the U.S. and the Twisted Path to Confrontation

وهو كتاب لا يقل أهمية عن غيره ، وربما أعود لاستعراضه على حضراتكم اذا سنحت الظروف فى مناسبة أخرى .
ـ وفى رأيى الشخصى ، الذى يحتمل الخطأ بكل تأكيد كما قد يحتمل الصواب أيضا ، فان الأمريكيين رفضوا اتمام هذه الصفقة ، اذا صحت ، لأسباب أخرى غير التى أشار اليها الكتاب ، أولها ، ومازلت اتحدث بتحليلى الشخصى ، الحرص على سرية العلاقة مع الحليف الايرانى حتى يستمر تأثيره " الديماجوجى " الفعال من خلال تبنيه لعملية " التغييب " والنُصّرَة الدينية المزيفة التى يمارسها على العقل العربى بدعوى الثورة الاسلامية والعداء لاسرائيل وتحدى أمريكا .. الخ ، وبالتالى يصبح هذا الحليف فى وضع مميز يسمح بتمرير أى توجهات أو أيدولوجيات أمريكية الى عقل العربى " الغافل " من خلاله فى الوقت الذى يدور وراء الكواليس أمور أخرى تختلف كليا عن ذلك ، هذه واحدة ، والثانية ، وهى الأهم وان صُنِّفت تحت باب مناورات الذئاب ، هى عدم السماح لايران بالسيطرة على بترول الخليج بسهولة ويسر ، وأقول بسهولة لأن أمريكا تعلم يقينا أن هذه السيطرة ستأتى مع الأيام رغما عنها لا ريب فى ذلك وأنها مسألة وقت لا أكثر ، لأن حكمة الله تعالى وضعت خزانات البترول الخليجية فى المناطق ذات الكثافة السكانية "الشيعية " الكبيرة والمتزايدة والتى من البديهى أن ولائها بالدرجة الأولى سيكون للأب الروحى فى " ُقم " الايرانية قبل مواطنها الأصلية دون أدنى شك .

ـ وهذا التصور ، ان صح ، فهو يوضح عمق الاستراتيجيات الأمريكية وحُسن قراءتها لمستقبل المنطقة وقواها الاقليمية وكيفية توظيفها الجيد لخدمة هذه الاستراتيجيات مهما كانت التضحيات ، على عكس الصورة السطحية الاستخفافية التى يخدعنا بها البعض عن غباء الأمريكيين وانجرارهم الى مستنقعات الاحتلال الموحلة بسبب افتقارهم للتخطيط ! وخطأهم فى تقدير قوة " الأشاوس " المحتَلين أو بنى جلدتهم المجاورين !

ـ لذلك وُضِعت الخطط والاتفاقات منذ عهد " الخمينى " وربما قبل أن يقوم بثورته ، لاحتواء عنفوان هذا الحليف الايرانى الفَتِى المتنامى القوة صاحب السيطرة على البترول فى المستقبل القريب ، وذلك بطرق تضمن مصالح الغرب حاليا ومستقبلا ، وتضمن كذلك تحويل هذا الحليف الصاعد الى حارس من نوع خاص جدا يحمى مصالح السيد الأمريكى فى الخليج ، حارس له دور محدد ومرسوم بدقة متناهية لا تستطع أن تقوم به اسرائيل ، ولا يُوثَق أبدا فى اسناده الى أى دولة عربية مهما كانت قوتها أو حتى ، عفوا ، درجة " انبطاحها " ، وذلك ببساطة لأن أمريكا ، بعيدة النظر الباحثة عن مصالحها فى المقام الأول ، لن تراهن يوما ما على دول تفتقد الثوابت السياسية وتتنقل نُظمها الحاكمة بين القومية والليبرالية والاشتراكية والديمقراطية والرأسمالية و" المهلبية " أيضا !

وهو ما قد يجوز اختصاره فى عبارة " الشرق الأوسط الجديد " أو اعادة تقسيم المقسم أصلا باتفاقية " سايكس بيكو " من قبل ، مع بقاء محور " اسرائيل ـ ايران " عسكريا واقتصاديا لضبط ايقاع النبض العربى ، والآسيوى خاصة الاسلامى ، ليظل الجميع يسبح ويقدس صبح مساء بحمد العم " سام " والعياذ بالله ، والا لماذا تغاضت أمريكا عن الاحتلال الايرانى " الاسلامى الثورى " لجُزر " ُطنب " الاماراتية بما لها من أهمية استراتيجية فى تهديد خطوط ملاحة ناقلات البترول الا اذا كان لهذا الاحتلال دور مفيد لأمريكا ! ولماذا لم تضغط الامارات لتحرير هذه الجزر على غرار حرب تحرير الكويت !

ـ سبب آخر يمكننا تلخيصه فى مسألة استيعاب الأمريكيين لتجربة الملك فيصل أثناء حرب اكتوبر 1973 وتزعمه لعملية منع البترول العربى ، عدا بترول العراق وليبيا والجزائر ، عن الدول المتعاونة مع اسرائيل فى الوقت الذى كانت البحرية المصرية فى باب المندب تمنع ناقلات " ايران الشاه " من الوصول بامداداتها البترولية اليها ، ومقولته الشهيرة " لهنرى كيسينجر" وزير الخارجية الأمريكى وقتها : " نحن كنا ولا نزال بدوا , وكنا نعيش في الخيام , وغذاؤنا التمر والماء فقط ، ونحن مستعدون للعودة إلى ما كنا عليه ، أما أنتم الغربيون فهل تستطيعون أن تعيشوا بدون النفط ؟ " فى اشارة واضحة الى استعداده لردم آبار البترول العربية لصالح كرامة العرب والعروبة ، وقتها أصبح " الفيصل " قوة اقليمية عظمى مؤثرة يمكنها تهديد المصالح الغربية فى المنطقة وليس فى بلاده فقط. كذلك استيعاب الأمريكيين أيضا لتجربة " الشاه محمد رضا بهلوى " وتجربة " الرئيس صدام حسين " ورغبة كل منهما فى الهيمنة على بترول الخليج وتحويل بلده الى قوة بترولية تستطيع لىِّ ذراع الدول العظمى الصناعية لأسباب مختلفة عند كل من الزعيميين ، لذلك تخلص الأمريكيون منهما معا لصالح نظام الملالى فى الحالتين ، بدون مصادفة ! وكخطوة أولى على طريق تحقيق مشروع " الخمينى " بالتعاون الأمريكى لانشاء " الهلال الشيعى " بدلا من " الهلال الخصيب " تمهيدا لضم الجزيرة العربية ومصر وشمال افريقيا للمشروع ، وهو بالمناسبة ما ظهر مؤخرا فى الدعوة غير المفهومة التى أطلقها القائد الليبى معمر القذافى لاحياء الدولة الفاطمية الشيعية من جديد ! وهو ما سنعود اليه بالتفصيل لاحقا باذن الله .
ـ بقى أن نقول أن التحالف الايرانى السرى مع أمريكا ظهرت أواصره فى مناسبتين ، الأولى تسهيل الغزو الأمريكى لأفغانستان ، السُنّية ، والذى لم يكن ليتحقق مطلقا بغير الدعم الايرانى ، راجع خريطة المنطقة ، أو بدون فتح المجال الجوى الايرانى أمام المقاتلات الأمريكية والدعم اللوجيستى المحمول جوا والصواريخ التى تطلق من حاملات الطائرات المتمركزة فى الخليج العربى عبر نفس المجال الجوى الايرانى لتدك جبال " تورابورا " وغيرها من المدن الافغانية لما يقرب من ثلاثة شهور متصلـة حتى انتهت افغانستان ومقوماتها وبنيتها التحتية كدولة ، وانتهت كذلك معها " حدوتة طالبان " التى كانت تقُضّ مضاجع ايران " الرسمية " ليل نهار بتشددها السُنّى .

ـ المناسبة الثانية كانت فيما قدمه نظام الملالى الى الأمريكيين من دعم وخدمات جليلة مكنتهم من احتلال العراق فى 2003 ، وتسلمه منهم بعدها ، منها الدور المحورى شديد الخطورة الذى قام به " فيلق بدر " العراقى الشيعى المتشدد ، الذى تشكل سنة 1980 كمخلب لايران داخل العراق ثم أصبح جزءا من الحرس الثورى الإيرانى ! حيث كان دوره حماية قوات المارينز الأمريكية القادمة من الكويت لاحتلال العراق وكذلك خطوط دعمها اللوجيستى بعد ذلك من عمليات المقاومة العراقية ، وتأمينه لمنطقة " البصرة " ، ذات الأغلبية الشيعية كما تابعنا وقتها ، وهو ما لخصه تصريح " محمد أبطحي " مدير مكتب الرئيس الايرانى وقتها قائلا " لولا الدعم الإيراني لأمريكا لما استطاعت أن تحتل أفغانستان ثم العراق " !!

ـ اذا ، وفى الحالتين ، افغانستان والعراق ، يمكننا القول أن ما حدث كان تنسيقا بين قوى حليفة بالفعل ولم يكن أبدا مجرد التقاء مصالح ينتهى بانتهاء تحقيق هدف وقتى محدد ، اذ لم يكن الايرانيون ، بطبيعتهم التفاوضية البارعة ، ليفعلوا ذلك دون الاتفاق على المقابل المرضى السَّخى خاصة وهم المشهورون بصناعة السجادة الفاخرة فى ساعة بينما يمكنهم التفاوض حول سعرها لسنة كاملة دون كلل !! وأيضا لم يكن الأمريكيون ليُقدِموا أو يجرأوا على خطوة غزو افغانستان أو العراق قبل التنسيق الكامل مع " الشريك " الايرانى ، وسرا ، فى الوقت الذى أظهروا فيه أمام العالم العربى أن حليفهم الأول فى احتلال العراق هم الحكام العرب ! كما سبق وأظهروا أمام العالم الاسلامى ان حليفهم لاحتلال أفغانستان هو الرئيس الباكستانى وقتها " برويز مشرف " ، الذى لم يع وقاحة الدروس الأمريكية ، ولم ينتبه الى ما يهدد مستقبله السياسى كراعى لأول قنبلة نووية اسلامية ، ان لم يكن يهدد مستقبل حياته كلها ! وهى قصة أخرى حتى لا نخلط الأوراق والمواضيع .

ـ هذا ما حاولت ايجازه عن برتوكولات العلاقة بين ملالى ايران وأمريكا " الشيطان الأكبر " رغم ضخامة الموضوع وأسانيده ، وعلى قدر امكانى وجهدى المتواضع ، ليبقى لدينا الحديث عن " حدوتة حزب الله " ، وطابور " الملالى العرب " من غير " الشيعة " ، ان جاز عليهم هذا التعبير ، وذلك ان أراد الله تعالى , ثم أذن مضيفونا ، وكان فى العمر بقية .

ضمير مستتر :
يقول تعالى : {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } فاطر10


[email protected]

http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=56011&Page=7






من مواضيعي في المنتدى
»» لامية ابن عمر الضمدي في الاستسقاء
»» سوسيولوجيا الدماء الدينية ثنائية المسيح والحسين
»» اعترافات كنت قبوريًا
»» أبناء إيران ياأبناء الأزهر
»» إقصاء رفسنجاني عن إمامة جامعة طهران
 
قديم 09-11-08, 12:23 PM   رقم المشاركة : 5
الفجرالباسم قادم
عضو ماسي






الفجرالباسم قادم غير متصل

الفجرالباسم قادم is on a distinguished road


وماذا عساناا ان نقول وماابوسعنا ان نفعل !

لاحول ولاقوة لنا الا بالله العلي العظيــــــــــــــم .

حسبناا الله وكفى والله اكبر من خلقه جميعااا والله ناصر اولياءه ولو كره الكافرون

اللهم رد كيدهم في نحررررهم اللهم رد كيدهم في نحرهم اللهم رد كيدهـم في نحررهم

ابناء الاباحيه الفارسيه







 
قديم 11-11-08, 10:11 PM   رقم المشاركة : 6
صلاح المصري
مشترك جديد





صلاح المصري غير متصل

صلاح المصري is on a distinguished road


جزاك الله كل خير اخي ابوالعلا
والمتابع للتاريخ يجدهم اشبة بقاعات الصابون
فلادين ولادنيا منصورة
(كلما اوقدوا نار للحرب اطفاءها الله)
قال البخاري رحمه الله: حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله . البخاري (2952) ومسلم (2918)

فهم اخي حتى بالحرب لايصمدون فهذا صدام حسين رحمة الله الذي كان اقل منهم عددا وعتادا سقاهم المر والعلقم وكان مرعبا لهم وهزمهم شر هزيمة
وهذه طالبان حينما اعدمت الدبلوماسيين الايرانيين جبنوا عن وخافوا من حرب الافغان
انه في حالة دعم الاقليات الكثيرة المعارضة سوف تنتهي ايران عن الخارج وتشتغل في الداخل
وشكرا لك







 
قديم 12-11-08, 11:36 PM   رقم المشاركة : 7
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


إخواني: bent-al sunnah ، صلاح المصري جزاكما الله تعالى كل خير

وشكرا على المرور والتعليق






من مواضيعي في المنتدى
»» كلمة صباح الموسوي الأحوازي مؤثرة عن الأحواز وايران
»» خبراء يؤكدون أهمية الوضوء صحيًّا
»» بُرْدَةُ اَلتَّوْحِيْد
»» إقصاء رفسنجاني عن إمامة جامعة طهران
»» طرفة و ابتسامة
 
قديم 23-11-08, 11:51 AM   رقم المشاركة : 8
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


بروتوكولات ملالي إيران (4)

بروتوكولات ملالي إيران (4)

علاء حمدي : بتاريخ 22 - 11 - 2008

ـ ليس بوسعنا الحديث عن " حزب الله " اللبناني دون أن نعرج أولا ، في عجالة ، على العلاقات " السورية الإيرانية " التي تُعتبر التحالف الاستراتيجي العربي الوحيد مع الثورة الإيرانية منذ بدايتها ، والذي نشأ كنتيجة طبيعية للعداء المذهبي بين " العراق " ، ذي الأغلبية الشيعية الذي تحكمه الأقلية السُنِّية القوية متمثلة في الرئيسين " أحمد حسن البكر " ثم " صدام حسين " منذ سبيعينيات القرن الماضي وحتى سقوط بغداد 2003 ، وبين " سوريا " ، ذات الأغلبية السُنِّية ، حوالي 70% من عدد السكان ، التي تحكمها الأقلية الشيعية القوية منذ انقلاب لؤي الأتاسي عام 1963 ، الذي أتى بحزب البعث إلى السلطة ، مرورا بانقلاب نور الدين الأتاسي عام 1966 ، ثم سبيعينيات القرن الماضي وحتى الآن متمثلة في الرئيسين " الأسد " المنتميين إلى المذهب " الشيعي العلوي النصيري " ، نسبة إلى " محمد بن نصير البصري النميري " الذي عاصر " الحسن العسكري " ، الإمام الحادي عشر للشيعة الاثني عشرية ، وزعم أنه ورث مرجعيته بعد غياب ابنه " محمد المهدي " الإمام الثاني عشر ( 847 م ) أو إمام الشيعة الغائب ، وهو موضوع أخر ليس هنا مجال الخوض فيه .

ـ الشاهد أن هذا التحالف ظهرت فعالياته في التأييد السوري المطلق للإيرانيين في حربهم ضد العراق ( 1980ـ 1988 ) واستمر حتى فقد أهميته الاستراتيجية بسقوط النظام العراقي في 2003 كما يرى " إدوارد لاتووك " الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في مقال له بعنوان " الحليفيين " نشر في جريدة The wall street journal في يناير 2007 ، أو كما يقول " عبد الحليم خدام " ، رُكن النظام السوري سابقا والمعارض حاليا ، في حديثه لجريدة المستقبل اللبنانية 8 فبراير 2007 ( في الماضي كان هناك تحالف استراتيجي وكان لسوريا مصالح ولإيران مصالح وكانت نقطة الالتقاء الأساسية لهذا التحالف هي وجود صدام حسين لكن الأمور تحولت بعد ذلك نتيجة غياب نقطة الالتقاء الأساسية وضعف سوريا التي لم يعد لديها أي استراتيجية ) .
ـ إلا أنني اختلف مع الرأيين السابقين ، حيث أتصور أن غياب نقطة الالتقاء الأساسية هذه التي أشار إليها " خدام " والتي وضع غيابها نهاية للعداء المذهبي بين النظامين العراقي والسوري بالفعل ، هو نفسه الذي يدفع بالطرفين السوري والإيراني إلى التمسك بإطار التحالف بينهما بصورة أكبر ولأسباب أكثر إلحاحا تتفق ومقتضيات الوضع الإقليمي الجديد بعد سقوط بغداد ، وان اختلفت التفاصيل أو الخبايا ، طبقا لمصالح كل طرف منهما !


ـ فالسوريون بعد تدهور علاقاتهم مع العرب عموما خاصة مصر والسعودية نتيجة تحالفهم مع النظام الإيراني ، وهو التحالف الذي انعكست آثاره بعد سقوط بغداد على الوضع المتردي في لبنان وصراعات فتح وحماس ، أي شرق الأمن القومي المصري ، فإنهم ، أي السوريين ، يحرصون بشدة على بقاءه لعدة أسباب أهمها في رأيي :

أولا : حماية أمنهم الإقليمي المهدد شرقا من الوجود الأمريكي في العراق ، كما بين الأستاذ " خالد الحروب " في بحثه القيم ( تداعيات الغزو الأميركي للعراق على خريطة القوى بالمنطقة ) الذي نشرته مجلة شؤون عربية العدد 113 عام 2003، وجنوبا ، ليس من إسرائيل ولكن بكل أسف من لبنان الشقيق ، الذي تخشى سوريا الرسمية أن يستكمل اكتساب التأييد والدعم العربي ، والغربي أيضا ، ليصبح شوكة في جانبها ، خاصة وقد اضطرت إلى سحب جيشها منه في مارس 2005 واتهامها بتدبير اغتيال رفيق الحريري وعدد من الشخصيات اللبنانية الأخرى .

ثانيا : رغبة مؤسسة النظام السوري " العلوي " في دعم نفسها داخليا في مواجهة الأغلبية السُنّية وعلى رأسها جماعات السلفيين والإخوان المسلمين ، الذين تختلف أهدافهم على الأرض عن أهداف زملائهم في مصر ، لذلك سمح النظام السوري للإيرانيين بتأسيس حوزات ، مدارس دينية ، شيعية كنوع من الترسيخ للدور الإيراني وتمكينه من نشر مذهبه على المستوى الشعبي ، وهو ما سيصب لصالح مؤسسة النظام السوري كنظام " شيعي " في النهاية سواء بقي تحالفهم مع الإيرانيين مستقبلا أو نُقِض تحت أي ظروف ، وهو ما دفع بالرئيس الإيراني " أحمدي نجاد " للتصريح لجريدة السفير اللبنانية يناير 2007 مبررا بقاء هذا التحالف قائلا ( إن أمن سوريا هو أمن إيران ) ، وكأن " فوبيا الأمن " انتقلت عدواها من إسرائيل إلى سوريا ، ركن العروبة الحصين ، بعد أن تشابهت ظروف العزلة عن المحيط الإقليمي ، مع فارق التشبيه والمبررات والدوافع .


ـ أما الإيرانيون ، وعلى حد تحليلي أيضا ، فربما هم الأكثر حرصا على استمرار هذا التحالف ولكن لأسباب أخرى تختلف عن " حدوتة " الأمن الواحد التي يرددها " نجاد " ، وتحديدا للدور الحيوي الذي يقوم به النظام السوري في احتواء ، أو قمع ، الأغلبية الُسّنية السورية التي تعتبر ، بعد سقوط بغداد ، حائط الصد الوحيد الباقي والقَويَّ الذي يقف كحجر ، بل جبل ، عثرة يعرقل مشروع الهلال الشيعي الكبير ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن تخلي الإيرانيين عن سوريا الرسمية في هذا التوقيت سيدفعها فورا لتحسين علاقاتها مع العرب ، وكلهم دون استثناء من السُنَة نُظما أو شعوبا ، وكذلك توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل ، وهو ما يعنى في الحالتين خروج سوريا من دائرة النفوذ الإيراني ومنعها لمصالحه الاستراتيجية التي تمر خلالها بصفتها جزء أساسي من مشروعه " الخميني " المأمول .

ـ هذا الحرص الإيراني على استمرار " احتواء " الحليف السوري من المفيد جدا أن نقرأه بعيون الإيرانيين أو بمخاوفهم ونواياهم ، من عدة نقاط يأتي على رأسها :
أولا : نظرة " الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية " للنظام السوري وإمكانية تقبلها له كنظام يمكن الوثوق به ودعمه والتعامل معه مستقبلا .

ثانيا : أطر الصراع داخل مؤسسة النظام السوري وتداعياتها ، سلبا أو إيجابا ، على مستقبل العلاقات الإقليمية سواء مع إيران ، أو لبنان وبقية العرب ، أو إسرائيل ، وخاصة في ظل التقارب التركي ـ السوري مؤخرا .

ثالثا : مستقبل " حزب الله " ، كذراع إقليمي للإيرانيين ، إذا خرجت سوريا ، جسر الربط الوحيد مع الحزب ، عن دائرة نفوذهم ، وبالتالي سيخسر الإيرانيون ورقة ضغط قوية على إسرائيل والأمريكيين في " مناورات الذئاب " .

رابعا: تأييد السوريين لترسيخ دور سياسي " لحزب الله " على الساحة اللبنانية ذات التوازنات السياسية المعقدة ، وما إذا كان هذا التأييد هو الوجه الرئيسي للتحالف مع الإيرانيين ، أو كان الهدف منه إضعاف السُنّة في لبنان وتقليص نفوذهم لصالح " حزب الله " ، الشيعي خاصة بعد اغتيال الحريري ، وبالتالي إضعاف شوكة الأغلبية السُنّية السورية حتى يستتب الأمر للنظام " العلوي " السوري حاليا أو مستقبلا ، وهو الأمر المفيد لإيران في الحالتين على أي حال .

خامسا : موقف " تركيا " الباحثة عن دور إقليمي يتناسب مع نفوذها وإمكانياتها ويقنع الاتحاد الأوروبي في نفس الوقت بقبول انضمامها لعضويته إذا استطاعت إثبات أنها لاعب أساسي في المنطقة يستطيع بنفوذه إضافة فوائد كثيرة للاتحاد ، وبالتالي كان توسطها لتحقيق تقارب " سوري إسرائيلي " دفع بالرئيس بشار أن يعرض فض تحالفه مع إيران مقابل حل عادل للمشكلة " السورية ـ الإسرائيلية " يضمنه الأمريكيون ! رغم أنه لم يوضح منظوره أو مفهومه لهذا الحل العادل أو مستقبل الجولان المحتلة ! وإن كان اشترط دور واسع لنفوذ النظام السوري في لبنان كأساس للدخول في مفاوضات مع بقية الأطراف المعنية ، رغبة منه ، حسب تحليلي ، في دعم مصيره كنظام شيعي وسط بحيرة إقليمية تموج بالمسلمين السُنّة ، أو ليكون هذا النفوذ ورقة ضغط عكسية على الملالي في إيران لصالح أطراف أخرى !! وتأكيدا لجدية العرض ، أطلق الرئيس بشار تصريحات " مغازلة " عبر فيها عن عدم اهتمامه من الناحية العسكرية بأي حرب مستقبلية ضد إيران أو حزب الله !

سادسا : علم الإيرانيين أن إسرائيل , رغم تعاونها القوى معهم منذ الثورة ، فإنها لن تسمح لنفوذهم بتعدي حدود معينة ضدها أمام العرب السُنّة قبل الشيعة ، وهو أحد الأسباب " السياسية " التي دفعت إسرائيل إلى الانسحاب المفاجئ من جنوب لبنان عام 2000 مفضلة أن تبدو في صورة " المهزوم " مقابل تجريد حزب الله من شرعيته الشعبية كتنظيم مقاومة يحظى بإعجاب الشارع العربي الذي لم يهتم بتبعيته للنفوذ الإيراني ، على حد رأى دكتور " تريتا بارسي" في كتابه " التحالف الغادر: التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران وأمريكا " الذي تعرضت له في الجزء الثالث من السلسلة .

سابعا : عرقلة أي اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل قبل الاتفاق مع الأمريكيين أولا على الإطار الخاص بدور إيران الإقليمي ونفوذها في الخليج ، وكذلك عرقلة أي محاولة تقارب بين سوريا والعرب خاصة مصر ، بالتأكيد لعلمهم أن المحور " السوري ـ المصري " القوي هو الملجأ والحصن في كل المحن والكوارث التي مرت بهذه الأمة ، وأن العرب بخير ما التقت القاهرة ودمشق ، هكذا أثبت التاريخ قديمه وحديثه بدروسه التي استوعبها الإيرانيون جيدا بينما تفرغنا نحن لتكرار كل أخطائنا التاريخية دون أن نتعلم أو نفهم !


ـ هذا من ناحية قراءة الإيرانيين لاستمرار احتواء الحليف السوري ، أما الأمريكيون ، وبعد سقوط بغداد ، فقد قرروا إغراء السوريين لفض التحالف إضعافا لموقف إيران ، كما ذكرت آنفا ، ليس تمهيدا لضربها الذي لن يمنعه بقاء هذا التحالف بأي حال ، ولكن حرقا لأوراقها وتقليما لأظافرها قبل عقد صفقة سياسية مرتقبة للتعاون بين المشروعين الإيراني والأمريكي الإسرائيلي ، يرجح أن تتم بعد استقرار الإدارة الأمريكية الجديدة إذا استطاع الجميع أن يتوصلوا لحل مرضي حول مطالب إيران المتشددة للهيمنة الإقليمية ومنحها اليد العليا في الخليج مع اعتراف أميركي صريح بها كقوة أساسية في المنطقة ، الأمر الذي رفضه الأمريكيون من قبل ، ولكنني أتصور أن هذه المفاوضات ستشهد تنازلات كثيرة سيقدمها الأمريكيون إذا حصلوا على تعهدات إيرانية قوية تضمن عدم العبث بإمدادات بترول الخليج مستقبلا ، وعدم تكرار تجربة " محمد مصدق " الذي أمم البترول الإيراني 1951 وعزل الشاه " محمد رضا بهلوي " وأجبره على مغادرة البلاد للمرة الأولى قبل أن يعود إليها من جديد بتدبير المخابرات الأمريكية والبريطانية ، أو تجربة " الملك فيصل " في حرب أكتوبر ، أو تجربة الرئيس " صدام حسين " التي عجلت بنهايته بعد قطعه البترول العراقي عن أمريكا لمدة شهر كامل تضامنا مع انتفاضة الأقصى سبتمبر 2000 في الوقت الذي قام فيه " الأشقاء العرب " بتعويض حصة العراق المقطوعة حتى لا يتضرر " الأشقاء الأمريكان " أو تعاني " كلابهم " من قلة التدفئة في برد أمريكا القارص !

ـ هذه التنازلات سيضطر الأمريكيون إليها ، وربما لأكثر منها ، ليمكنهم إبرام الصفقة مع إيران مقابل " بيع " أو التخلي عن كل حلفائهم في الخليج ، وذلك ببساطة لأنهم يعلمون أن سيطرة إيران الملالي على بترول ضفتي الخليج مسألة وقت ليس إلا ، خاصة في ظل وجود منابعه على الضفتين وسط كثافة سكانية " شيعية " كبيرة ومتزايدة ، وعلمهم كذلك أنه ليس باستطاعتهم إبقاء قواعدهم في الخليج إلى يوم القيامة لذلك كانت رغبة الغرب عموما في تعيين حارس قوى لمصالحه في الخليج يناسب مرحلة " الشرق الأوسط الجديد " يكون له دور محدد ومرسوم بدقة متناهية لا يناسب إسرائيل ولا يُوثَق في إسناده إلى أي دولة عربية مهما كانت قوتها كما ذكرت في الجزء الثالث من السلسلة ،
وهنا تجدر الإشارة إلى أن أهداف السياسة الأمريكية ، كدولة مؤسسات حقيقية لا شك في ذلك ، لا تتغير مع وصول الديمقراطيين أو الجمهوريين إلى الحكم ، لأن ما يختلف بين الفريقين هو طريقة الوصول إلى الهدف الثابت ، أشبه بمن يسلك الطريق الصحراوي للوصول إلى مدينة الإسكندرية مثلا بينما يفضل غيره الطريق الزراعي ، ولكن في النهاية محطة الوصول تبقى واحدة رغم اختلاف الطرق المؤدية إليها ، أو كما يقول المثل الروماني القديم " كل الطرق تؤدى إلى روما " !


ـ إذاً نصل إلى أن هذا الحرص السوري الإيراني على بقاء صيغة مشتركة للتحالف بينهما ، بعد سقوط بغداد ، يستطيع كل طرف من خلالها استغلال الآخر كورقة ضغط على المحور " الإسرائيلي ـ الأمريكي " للحصول على مكاسب محددة في أي مفاوضات محتملة ، دفع بالطرفين إلى توقيع اتفاقية للدفاع المشترك في منتصف يونيو 2006 ، أطلق عليها " اتفاق تعاون عسكري " ونشرت تفاصيلها في صحيفة الحياة اللندنية عدد 16 يونيو 2006 ، وأياً كان الاسم ، فان حرية كل دولة في البحث عن مصالحها وحقها في إبرام التحالفات مع الغير لا يتفق مطلقا ، في رأيي ، مع التصور المفترض للعلاقات بين دول " الوطن العربي " مهما استبدلوه بمصطلح " الشرق الأوسط الكبير " حيث ستبقى وحدة المصير شئنا أم أبينا ، دون ارتداء مسوح القومية العربية حتى لا نُغضِب معتنقي " العولمة " وأشياعهم ، لذلك فالاتفاقية ، من حيث المبدأ ، تعد اختراقا مباشرا للأمن القومي العربي لصالح الإيرانيين ، ومخالفة صريحة من النظام السوري لاتفاقية الدفاع المشترك العربية الموقعة في ابريل 1950 في عهد الرئيس السوري " هاشم الأتاسي " حتى ولو لم يكن لها أهمية أو جدوى تذكر على الأرض أو في الواقع !

ـ الغريب أن توقيع هذه الاتفاقية لم يسبب إزعاجا للإسرائيليين رغم الحرب المعلنة مع سوريا منذ احتلال هضبة الجولان بعد هزيمة الخامس من يونيو 1967 وحتى الآن ! كذلك لم يظهر الأمريكيون أي درجة من القلق ! رغم أن الاتفاقية تعنى صراحة إعلان سوريا الحرب عليهم إذا تعرضوا لإيران بضربة عسكرية ! وذلك لأن الفريقين ، المعنيين مباشرة بنتائج الاتفاقية ، يعلمان جيدا أنها اتفاقية مسرحية تنحصر نتائجها على مستوى المناورات السياسية فقط ولا يمكن استراتيجيا استخدامها بمفهومها العسكري مطلقا في ظل وجود العراق ، خارج الاتفاقية ، وكونه فاصلا جغرافيا يمنع انتقال أي دعم " لوجيستي " برا أو جوا بين طرفيها ، إضافة إلى وقوعه حاليا ، ولأجل طويل غير مسمى ، تحت سيطرة الأمريكيين المفترض أن الاتفاقية موقعة للتعاون ضدهم في المقام الأول ! كذلك فإن الفريقين يعلمان أن لكل من سوريا وإيران آلياتهما العسكرية القوية التي بوسع أيهما استخدامها منفردة وبكفاءة تامة وموجعة دون احتياج لتوقيع اتفاق تعاون عسكري مع الطرف الآخر أو تلقي دعمه ، سواء إيران في ظل تطويرها لصواريخ الردع الباليستية عابرة القارات أو الصاروخ " سجيل " الذي أعلن عنه في 12 نوفمبر 2008 والذي يصل مداه إلى 2000 كيلو متر والذي صاحبه تصريح " حنجوري " للرئيس " نجاد " عن استعداد إيران " لسحق " كل من يعرقل تقدمها العلمي ! ، أو سوريا في ظل امتلاكها للصواريخ الكورية التي تصل إلى أي نقطة داخل إسرائيل ، وصواريخ سكود الروسية مدى 500 و700 كيلومتر ، وصواريخ أرض - أرض ، اسكندر- إي ، أس 300 المضادة للطائرات ، إضافة إلى الصناعة العسكرية السورية ، المحمودة ، التي نجحت بالتعاون مع إيران وكوريا الشمالية في تجميع صواريخ سكود وتصنيع صواريخ أخرى بتصميم سوري هي التي يدعم بها السوريون حزب الله ، هذا باب الصواريخ فقط خلاف المدرعات والمدفعية والطيران !


ـ إذاً فالهدف من الاتفاقية، بإيجاز، ليس التعاون العسكري في حالات الحروب وإنما هو، في رأيي، هدف سياسي ذو شقين:
الأول : استغلال الآخر كورقة ضغط تدعم موقفه في أي مفاوضات مرتقبة كما قلنا ،
والثانى : تحسبا لفشل المفاوضات وما سيعقبها من تغير المصالح وتَعرُضّ نظام الملالي لضربة عسكرية أمريكية ، حيث سيقع تنفيذ شق الاتفاق العسكري من الاتفاقية على كاهل السوريين وحدهم عن طريق الضغط على إسرائيل سواء بتصعيد الموقف على هضبة الجولان أو تحريك ميليشيات " حزب الله " لتكرار تجربته في " استدراج " إسرائيل لضرب لبنان في منتصف يوليو 2006 كما سنعرض إليه بالتفصيل لاحقا ! هذا بافتراض اتخاذ قرار بضرب إيران ، وهو ما أظنه لن يحدث .

ـ أيضا أتصور أن اتفاقية التعاون العسكري هذه كان من شروطها " الأدبية " عدم توريط إيران أو استدراجها للمشاركة في أي عمل عسكري سوري في الجولان أو ضد مصالح الأمريكيين عموما ، أو حتى دعم سوريا في حالة تعرضها لاعتداء أمريكي أو إسرائيلي ، وهو ما اتضح في الموقف السوري ، واحتجاجه " المهذب " ، الذي رأيناه مرتين ، اختباريتين ، الأولى بعد تعرضه لأكثر من غارة طيران إسرائيلية ، والثانية بعد الغارة الأمريكية الأخيرة على عمال البناء المدنيين منذ أسابيع دون أن يطلب السوريون من " الحليف الإيراني " موقفا أقوى من الاستنكار حتى ولو بمجرد التلويح بتفعيل الاتفاقية ، مكتفين بمجرد التحذير من " العواقب الوخيمة " إذا تكررت الاعتداءات ، التي تتكرر بالفعل !

ـ إذاً فالأمر ليس إلا مجرد " ضحك على الذقون " أو " تبويس لحى " كما يقول أهلنا في الشام ، وتنافس إقليمي " إسرائيلي أمريكي ـ إيراني " سيعقبه اتفاق تعاوني يحكم " لجام " عدو مشترك هو العرب عموما سُنّة أو شيعة أو مسيحيين ، تحت زعم معاهدات السلام وما سيليها من أمن ورخاء وبهللة واسترخاء ، أو تحت زعم أوهام النصرة الإيرانية لقضايا العروبة والإسلام عن طريق استخدام الخطاب الديني المؤثر الذي يعتبر الباب الملكي للعبور إلى قلوب شعوبنا العربية البسيطة ، وللحديث بقية إن أراد الله تعالى , ثم أذن مضيفونا ، وكان في العمر بقية .

ـ ضمير مستتر :
يقول تعالى : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }
آل عمران173
[email protected]

http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=56763&Page=7&Part=1






من مواضيعي في المنتدى
»» راعي البنات المغازلجي
»» خبراء يؤكدون أهمية الوضوء صحيًّا
»» باحث يمني يحذر من مخاطر انتشار التشييع في البلاد
»» التسخيري والدولة الفاطمية
»» الشيخ عمر القزابري يؤم المصلين برواية ورش عن نافع
 
قديم 06-05-09, 11:15 PM   رقم المشاركة : 9
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


بروتوكولات ملالي إيران (5)

بروتوكولات ملالي إيران (5)


علاء الدين حمدي


(المصريون) : بتاريخ 5 - 5 - 2009



حزب الله


تمهيد



ـ بعد استقلال لبنان ، 22 نوفمبر 1943 ، وفى ظل قوى وصراعات ومصالح ودوافع سياسية متباينة ، وضعت الدولة الوليدة لنفسها أعرافا دستورية لها طبيعة خاصة ، صيغت على خلفية أن " تمتلك " كل طائفة من طوائف المجتمع اللبناني تمثيلا معينا ، كوتة ، داخل المنظومة الحاكمة ، وفقا لقوة كل منها وحجم نفوذها وعدد المنتمين إليها ،
بمعنى أن الدستور ، الذي نص في مقدمته فقرة " ح " على أن ( إلغاء الطائفية السياسية هدف وطني أساسي يقتضي العمل على تحقيقه وفق خطة مرحلية ) ، جاءت أعرافه بتجميع هيكلي لطوائف المجتمع اللبناني لتركيب آلية محددة للحكم وإدارة الدولة ، وليس لصهر هذه الطوائف بكاملها في بوتقة الوطن لتشكيل كيان واحد تنتقى منه الإرادة الشعبية أدواتها الحاكمة دون قيد أو شرط أو ترجيح للنفوذ الطائفي وعناصر قوته القابلة للتغير وفقا لمقتضيات الأمور وسنن الحياة ،

وبالتالي سعت هذه القوى إلى تقسيم الإطار السياسي ومناطق النفوذ الجغرافية داخل الدولة فيما بينها بدلا من توحيدها على أساس " حق المواطنة " أو الوحدة الوطنية ، فأضحى الانقسام هو الأصل والولاء للطائفة يسبق الولاء للوطن الكبير ، وباتت الدولة ، بأعرافها الدستورية ، هي الراعي الرسمي لهذا الوضع الذي لا يوجد مثيل له ، على الأقل في عالمنا العربي



، والذي ربما كان أحد أسباب خروج الكثير من صفوة اللبنانيين إلى دول المهجر ، فأصبح لبنان " جمهورية ديمقراطية برلمانية " ولكن طوائفية ، نظامها وعرفها الدستوري يستوجبان توزيع السلطات على الطوائف ال 18 المؤلفة للمجتمع اللبناني ،
فمثلا رئيس الجمهورية يجب أن يكون مسيحي ماروني ، ورئيس الوزراء مسلم سني ، ثم بعدها أصبح رئيس مجلس النواب مسلم شيعي ، الخ ! وذلك وفقا للقوى الطائفية والتركيبة السكانية كما قلنا دون اعتبار للمتغيرات التي من الممكن أن تطرأ مستقبلا لتقلب موازين القوة بين الطوائف سلبا أو إيجابا ، وبالتالي يمكن لإحداها المطالبة بمنصب الرئاسة مثلا ! أو ظهور قوة طائفية مسلحة يمكنها تغيير المنظومة " المتعارف " عليها بالقوة وفقا لإرادتها أو لإرادة الدولة الراعية الداعمة لها ،

كما حدث بعد رفض الدولة اللبنانية الرسمية لوجود " شبكة اتصالات حزب الله " في مطار بيروت مؤخرا ، وما تلاه من نزول ميليشياته إلى الشارع واحتلالها لبيروت ، ومحاصرتها لسراي الحكومة بغية إسقاطها ، وتوجيه سلاحها الإيراني إلى صدور شركاء الوطن والمصير ! الأمر الذي عجزت فيه الدولة الرسمية بكل أدواتها عن اتخاذ قرار حاسم حياله ، فاضطرت للتراجع والخضوع للأمر الواقع ، لتعود ميليشيات الحزب إلى قواعدها بعد أن أصابت البنيان اللبناني بشرخ جديد عميق تصعب مداواته على المدى القريب .



ـ الشاهد أن النتيجة الحتمية لهذا الوضع الغريب كانت تحول تلك " الطوائف " إلى دول شبه مستقلة داخل الدولة الأم ، دول لها ثقافات وقوانين وأعراف متباينة ، ومذاهب دينية خاصة ، يتم توظيفها جميعا للحصول على مكاسب سياسية وفقا لقوة كل طائفة وعلاقاتها الخارجية إقليميا ودوليا ، دول لها مدن وعواصم ومناطق نفوذ جغرافية ارتضاها الجميع ، مرغما أو إلى حين ! واتفق على أن تجاوز ذلك يعتبر بمثابة إعلان للحرب ، للدرجة التي جعلت التجول داخل بعض مناطق الوطن الواحد يستلزم تصريحا خاصا من أصحاب مناطق النفوذ ! فسمعنا عن بيروت الشرقية وبيروت الغربية ، وعن الشمال والجنوب ، الخ !

فكانت الخطوة الطبيعية المكملة لهذا الوضع هي البحث عن سبل الحماية ، والتنافس المحموم على إنشاء قوات مسلحة خاصة بكل طائفة ، ميليشيات ، بلغت حد تشكيل جيوش شبه نظامية لها هيكل عسكري متكامل من ضباط وصف وجنود ، وإقامة حفلات وعروض عسكرية لتخريج دفعات جديدة من هذه الميليشيات بعلم الدولة ورعايتها وبتغطية من وسائل إعلامها المختلفة وبحضور رسمي لممثلين عن الدول الداعمة لهذه الطوائف ! فكان نتاج ذلك تنامي مشاعر الغرور بالقوة وترسيخ عقيدة " أن الطائفة هي الأساس " ، وليس الوطن بمفهومه التقليدي !



ـ ودفع استفحال هذا المناخ سياسيا وعسكريا بلبنان إلى أن يصبح بيئة خصبة للتوترات والحروب الأهلية التي ليس في وسع مؤسسات الدولة منع نشوبها في ظل وجود الميليشيات التي أعدت أصلا انتظارا لهذا اليوم ، وفى ظل الحكومات التي يتم " تجميعها " ، رغم دستوريتها ! لتكون ممثلة عن الطوائف المختلفة ولخدمة وتنمية مصالحها المقتطعة من الجسد اللبناني ومقوماته وجغرافيته التي لا تتغير !


بمعنى أن أي مكاسب إضافية لطائفة ما ، هي بداهة انتقاص من مصالح طائفة أخرى ، لذلك لا يمكن الحصول عليها إلا عنوة أو نتيجة خوف الآخرين ! وكذلك في ظل عدم وجود جيش نظامي بمعناه المعروف يخضع لسيطرة الدولة بصورة كاملة باستطاعته تحجيم هذه الميليشيات أو حلها ، ناهيكم عن وجود الطائفية داخل قوى الجيش نفسه ، بل إن الدولة سمحت ، وقتا ما ، للاجئين الفلسطينيين المحتمين داخل أراضيها بالدفاع عن أنفسهم ضد الغارات الإسرائيلية دون انتظار حماية منها ! فكان من الطبيعي أن يرفع أولئك السلاح في وجه أي قوى تهدد وجودهم على الأرض وبقائهم على الحياة بما فيها اللبنانيين أنفسهم ، خاصة بعد أن أصبحوا ، وأغلبهم من المسلمين السنة ، جزء لا يستهان به من التركيبة السكانية للبنان ومصدر قلق طائفى لجنوبه الشيعى تحديدا ،

الأمر الذي تسبب في كثير من الصراعات الدموية كمذبحة مخيم " تل الزعتر " 1976 التي ( قام بها الجيش السوري ، بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم تل الزعتر في لبنان ، شرق بيروت ، وراح ضحيتها أكثر من ثلاثة ألاف فلسطيني حيث تم القيام بعمل إبادة جماعية لسكان المخيم بعد قطع الماء والكهرباء والطعام لعدة أيام عن المخيم قبل المذبحة مما سهل الأمر على الجيش السوري وبعض المليشيات اليمينية اللبنانية المتعاونة معهم من تحقيق هدفها والقضاء على المقاتلين المتحصنين بالمخيم وأهاليهم بالكامل حيث قام الأهالي الناجون من المذبحة بأكل لحوم الأموات من المقاتلين ولحوم الكلاب والقطط خوفاً من الموت جوعا ) " محمد عبد الغني النواوي ـ الصراع العربي الإسرائيلي " .


وأيضا مذبحة " صابرا وشاتيلا الأولى 1982 ( أكثر من 3500 قتيل أغلبهم من الفلسطينيين ، شنتها ميليشيات حزب الكتائب المارونى وقوات " سعد حداد " التي سبق وضمت إلى صفوفها 2000 مقاتل من عناصر " منظمة أمل الشيعية " لتشكيل ما سمى " بالحرس الوطني " في الجنوب اللبناني تحت رعاية إسرائيل ( مجلة " الأيكونومست يوليو1982 " ، وجرت المجزرة بتعاون إسرائيلي قاده" آريل شارون " الذي حاصر المخيم بقواته العسكرية وأطلق قنابله المضيئة ليلا في سمائه لينير الطريق أمام " جزاري " الكتائب وحلفائهم !

ثم تلاها في 1985 ما اصطلح على تسميته " مجازر حرب المخيمات " ( شنتها " منظمة أمل الشيعية " ، الأب الروحي لحزب الله ، بقيادة " نبيه برى" واثنين من أعوانه هما " داود داود وعقل حمية " مدعمة بقوات لوائين من الجيش اللبناني يسيطر عليهما ضباط شيعة ، على مخيمات الرشيدية والبرج الشمالي والجنوب وبرج البراجنة وصبرا وشاتيلا للمرة الثانية ، وهى مجازر أسفرت عن ما يفوق ال 3100 قتيل أغلبهم من الفلسطينيين ) " أمل والمخيمات الفلسطينية ـ د. عبد الله الغريب " ، " نصر الله رئيسا لوزراء لبنان ـ شاكر النابلسى ".



ـ والطوائف في أي مجتمع ، ليس بإمكانها أن تصبح ذات سطوة ونفوذ داخلي إلا إذا تلقت الدعم الخارجي السياسي والمالي من الدول التي لها نفس الأيدلوجية السياسية أو الثقافية أو الدينية للطائفة ، وبالتالي لها مصالح داخل دولتها الأم أو في نطاقها الإقليمي ،

أو ببساطة دعم الطائفة لتكون مخلب القط لصالح الدولة الداعمة ، دون الوقوف طويلا أو قصيرا عند مسألة الولاء للوطن والُلحمة الوطنية وما شابه مما يأتي في مراحل متأخرة جدا من أيدلوجيات الطائفة ، وهذا هو مدخلنا للحديث عن " حزب الله اللبناني " ، مع تحفظي الشخصي على الاسم .

ـ فلبنان ، بشعبه العبقري المحب للحياة المتميز بمراحل عن غالبية الشعوب العربية ، وبالخلفية السياسية المختصرة التي سردتها آنفا ، وبموقعه الجغرافي كأحد أهم مناطق " الهلال الخصيب " عربيا ، أو" الهلال الشيعي " في المشروع الإيراني المنشود , إضافة إلى كونه يضم طائفة شيعية قوية ذات تاريخ مرجعي يجعلها الأب الروحي ، والأم أيضا ، لكل الشيعة " الإثني عشرية " على مستوى العالم حتى في إيران !



لكل ذلك أصبح لبنان بمثابة المعبر الأمثل الذي يسمح للساسة الإيرانيين عموما باختراق المنطقة ، خاصة مع تاريخية العلاقة المذهبية المشتركة بينهما التي كتب عنها الكثيرون ، مثل " وضاح شرارة ـ دولة حزب الله " ،
" أحمد الكاتب ـ تطور الفكر السياسي الشيعي " ،
" أوليفيه روا ـ تجربة الإسلام السياسي " ،
" عبد المنعم شفيق ـ حزب الله رؤية مغايرة " ،
" حسن غريب ـ مجموعة أبحاث " ،
" مهدى فرهانى الإيراني ـ هجرة علماء الشيعة " ،

وغيرهم الذين شرحوا كيف بدأت هذه العلاقة منذ تأسيس الدولة " الصفوية " 1501 : 1722 م ، وقرار ، أو دهاء ، مؤسسها " أبى المظفر شاه إسماعيل الهادي الوالي الصفوي " بالتحول من " مذهب السنة والجماعة " ، الذي استمر في إيران وأغلب المناطق حولها طيلة ما يقرب من الألف عام السابقة على تأسيس دولته ، إلى المذهب الشيعي الإثني عشري ليصبح المذهب الرسمي الجديد للدولة ، ربما ليس عن اقتناع ديني ، فلم يكن هناك ما يحتم ذلك ،

ولكن ، في تحليلي ورأيي الذي قد يحتمل الخطأ ، كان رغبة منه في توطيد أركان الدولة الصفوية الوليدة سياسيا , وتحصينها شعبيا ، باختلاق مبرر ديني يظهرها بمظهر جند الله المدافعين عن " مذهبه الحق " وذلك لاكتساب نوع من الشرعية تمكنه من حشد الشعوب الخاضعة لسيطرته ومن ثم تمنحه القوة لمواجهة دولة الخلافة العثمانية القوية ذات المذهب السني ، وهى نفس الايدولوجية الديماجوجية في ادعاء احتكار الحق والحقيقة للوصول إلى أهداف سياسية بحتة عن طريق استغلال الدين التي تمارس منذ بدء الخليقة حتى عند الوثنيين !

والتي دائما ما تأتى بنتائج مضمونة على المستوى الجماهيري ، هذا إضافة إلى رغبة المؤسس ، بنزعته العنصرية ، في استخدام المذهب " الإثني عشري " كسلاح شعبي قومي يحافظ على تفرد وبقاء واستقلالية الهوية " الفارسية " التي كادت تذوب وتتلاشى في محيطها الإقليمي بعد تلاشى هيمنتها على دولة الخلافة العباسية عقب سقوطها في الشرق 1258م ، قبل سقوطها الأخير في مصر 1517 م ،



وبالمناسبة ، وبين قوسين ( بقيت من دولة الخلافة العباسية إمارة وحيدة اسمها " بستك " على الضفة الإيرانية للخليج العربي ، ظلت تحت حكم العباسيين من نسل حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنه ، وعلى مذهب الإمام الشافعي ، إلى أن سقطت نهائيا تحت سيطرة إيران الشاه عام 1967 م ) .

ـ كان المذهب الشيعي الإثني عشري في ذلك الحين ، أي مع بدايات ظهور الدولة الصفوية ، مهمشا خاضعا لنظرية "الانتظار والتَّقِيَّة" ، منزويا ومحصورا في منطقة " جبل عامل " بجنوب لبنان وسط بحيرة إقليمية واسعة تموج بالمسلمين السنة ، لذلك كان فقهاء " جبل عامل " يمثلون أهم المرجعيات الإثني عشرية على الإطلاق بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر الميلادى ،

وهو ما دفع بالصفويين الى الاستعانة بهم واستجلابهم ، مع قلة أخرى من علماء العراق والبحرين ، للمساهمة فى توطيد أركان الدولة الصفوية كما ذكرت آنفا ، عن طريق ترسيخ التشيع بهيكل فقهي وبنيان دعوي إلى جانب ما تقوم به الدولة بحد السيف !

ومن هنا بدأ الارتباط المصيري" الإيراني ـ اللبناني " وتحولت إيران إلى المذهب الشيعي الإثني عشري ، وتبدلت المواقف والمواقع لتصبح " قُم " الإيرانية قبلة الشيعة الإثني عشرية على مستوى العالم ، حتى لأولئك الباقين في " جبل عامل " حاليا ، وليصبح لبنان بؤرة لاهتمام الساسة الإيرانيين عموما من وقتها وإلى الآن ،

ونستكمل في حديث قادم إن أراد الله تعالى ، ثم أذن مضيفونا ، وكان في العمر بقية .



ضمير مستتر، يقول تعالى :

{ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } المجادلة 6


http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=63590&Page=7&Part=1






من مواضيعي في المنتدى
»» حَسَن وإيران وإعدام العملاء
»» خطورة إيران الخميني على أمتنا
»» لعبتا المال والجنس عند الشيعة
»» مخططات الإرهاب الإيرانية في الكويت والخليج العربي
»» مفتي مصر السابق الشيخ نصر واصل يؤيد الشيخ اللحيدان
 
قديم 08-07-09, 04:46 PM   رقم المشاركة : 10
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


بروتوكولات ملالي إيران (6)

بروتوكولات ملالي إيران (6)..



حزب الله ـ موسى الصدر ـ



علاء الدين حمدي


(المصريون) : بتاريخ 7 - 7 - 2009



ــ
في عام 1958 , توفى " عبد الحسين شرف الدين " المرجع الديني لشيعة لبنان بعد أن أوصى أن يخلفه في مرجعيته حفيد المرجع " عبد الحسين العاملي " أحد كبار علماء الشيعة اللبنانيين الذين ساهموا في ترسيخ المذهب الاثنى عشري في بدايات الدولة الصفوية واستقروا فيها كما ذكرنا في الحلقة السابقة .

ـ كان هذا الحفيد هو الإمام الشيعي " موسى الصدر " الذي ولد في إيران وتتلمذ على يدي " الخميني " قبل أن يصبح صهرا له ، وتنفيذا للوصية ، التي أثبتت مع مرور الأيام بعد نظر الموصى وصواب اختياره ! جاء " موسى الصدر " إلى لبنان سنة 1958 وعمره حوالي الثلاثين عاما ، وحصل على الجنسية اللبنانية وبدأ في التفاعل الفوري مع القوى السياسية المختلفة بطريقة ذكية تنم عن دهاء كبير يفتقده الكثير من السياسيين المحترفين ربما يعود إلى خلفيته العلمية كأحد خريجي كلية الحقوق والاقتصاد والسياسة من جامعة طهران ،



طريقة اعتمدت على تكثيف الروابط داخل لبنان وخارجه ، فأصبح الرجل قطبا لبنانيا كبيرا له وزنه المحلي والإقليمي ، وصاحب رسالة " سياسية " محددة لخدمة طائفته نذر نفسه لتحقيقها بكل إخلاص وبطريقة تستوجب الاحترام حتى لو اختلفنا معه ، ساعده على ذلك الدعم المالي الكبير الذي قدمه شاه إيران وقتها " محمد رضا بهلوي " الذي كان حريصا ، لأسباب سياسية ، على قمع الحركات الدينية داخل إيران ، سنية أو شيعية ، حريصا على دعمها الكامل خارجها ، وعلى رأسها حركتا " موسى الصدر " في لبنان ، و" محمد باقر الصدر " في العراق ، لذلك فقد دعم الشاه تنفيذ وصية المرجع " شرف الدين " على أساس أن ذلك من شأنه تعزيز مشروع الهلال الشيعي ، العراق وسوريا ولبنان .



ـ كانت الطائفة الشيعية اللبنانية عند وصول " الصدر " متفرقة مشتتة ليس لها أي ثقل أو تأثير يذكر على الساحة السياسية اللبنانية ، حتى في معقلها التاريخي في " جبل عامل " في الجنوب اللبناني الذي أصبح يعج بالفلسطينيين النازحين من الأراضي المحتلة تحت وطأة المذابح الصهيونية ، وكانت خاضعة لهيمنة الطائفة السنية باعتبارها صاحبة مذهب " إسلامي " ،

أو كما يقول الأستاذ " عبد المنعم شفيق ـ حزب الله رؤيا مغايرة ":
( جاهد الصدر كثيراً لضم الشتات المبعثر لشيعة لبنان ، وما إن بدأ الالتئام حتى سعى إلى الانفصال التام بالشيعة باعتبارها طائفة مستقلة عن المسلمين السنة في لبنان ، فقد كان للمسلمين في لبنان وقتها مُفتٍ واحد ودار فتوى واحدة ، وكان المفتي وقتها هو الشيخ حسن خالد ، رحمه الله ، وادعى الشيعة أن الشيخ حسن خالد رفض التوصل إلى عمل مشترك معهم ، وفكر الشيعة في إنشاء "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" عام 1966م ووافق مجلس النواب اللبناني على إنشائه واختير الصدر رئيساً للمجلس ، وبهذا أصبح الشيعة طائفة معترفاً بها رسمياً في لبنان كالسنَّة والموارنة ، وأصبح هذا المجلس المرجعية السياسية والدينية الجديدة التي تهتم بكل ما يتعلق بالشيعة اللبنانيين وبجميع شؤون حياتهم ومماتهم ) .



ـ وبعد نجاحه في إنشاء هذا " المجلس الشيعي " ، أثبت " الصدر " مرة أخرى أنه بالفعل رجل سياسة من الطراز الأول بإمكانه تحريك الشارع واستقطابه بكل أطيافه ، وذلك حين قام ، ربما اقتداء بالزعيم الهندي " غاندي " وتجربته المشابهة الناجحة ، بتأسيس حركة اجتماعية سماها " المحرومين " كانت تنادى بتحسين أحوال الشيعة اللبنانيين خاصة في الجنوب ، وضع لها شعارات براقة ، كالإيمان بالله والحرية والعدالة الاجتماعية والوطنية و " تحرير فلسطين " ! ، مروجا أن الحركة تأسست لتكون ملاذا لجميع المحرومين وليس للشيعة فقط


، وبذلك استطاع تجميع وتوحيد عناصر الشيعية اللبنانية المختلفة داخل الإطار القوى لحركته ، وأن يجعل من " الحرمان " ، بما تحمله الكلمة من إيحاء بالزهد والتجرد من متع الدنيا ، شعارا مميزا لهم بصرف النظر عن الفروق الاجتماعية والثقافية والمادية ، وهو ما ساعده أيضا على استقطاب الشباب الذي سبق وانضم إلى تنظيمات سياسية مدعومة من سوريا أو العراق أو تنظيمات ماركسية ويسارية مختلفة بسبب افتقاده لوجود تنظيم لبناني قوى يعبر عن إيدولوجية سياسية واضحة وحقيقية يستطيع من خلاله المشاركة في العمل السياسي الوطني .




ـ كان من أهم التنظيمات المنضمة تحت لواء حركة " المحرومين " هي " الجماعة الإسلامية " الشيعية الإيرانية الولاء لاحقاً ، والتي تحولت بعد ذلك إلى جناح مسلح عرف باسم " أفواج المقاومة اللبنانية " وعبر عنه اختصارا بحركة " أمل " وكان هدفه الأول توفير الأمن للطائفة ثم التحول بلبنان كله إلى دولة شيعية متى أتيحت الفرصة ، وكان أحد أهم عناصر هذا التأمين إلى تَشَكَلَ الجناح المسلح على خلفيتها هو مواجهة اللاجئين الفلسطينيين ، وأغلبهم من المسلمين السُنّة , بعد أن شكل وجودهم الكثيف في الجنوب اللبناني بما يقترب من النصف مليون نسمة منذ 1948 ، إضافة إلى الفارين بعد ذلك من مذابح " أيلول الأسود " نتيجة مواجهة التنظيمات الفلسطينية مع السلطة الأردنية ، شكل خللا في موازين القوى داخل لبنان بين السنة والشيعة لصالح السنة ،



وبالتالي أصبح وجودهم يمثل خطرا شديدا لعدة أسباب أهمها :

ـ أولا : اتخاذ الفلسطينيين من الجنوب اللبناني قاعدة لعملياتهم الفدائية ضد الصهاينة ، ربما اقتناعا منهم بالقومية العربية وبأن الجرح الفلسطيني جرح لكل العرب ، وهو ما أسفر عن الغارات الإسرائيلية المتواصلة التي ربما كان تركيزها على مناطق وقرى الشيعة لدفعهم إلى الثورة على الفلسطينيين وإخراجهم من الجنوب إلى الأبد .


ـ ثانيا : خطورة استقرار الفلسطينيين ، السنة على أغلبهم ، في الجنوب بعتادهم وسلاحهم وخبرتهم القتالية حتى ولو لم تحدث منهم عمليات فدائية ضد الصهاينة ، وعلى خلفية العداء التاريخي بين السنة والشيعة ، كان من البديهي أن يشكل ذا الوضع تهديدا قويا ومباشرا على وجود الطائفة الشيعية وسطوتها التي خلقها " الصدر " ونَسْف كل الجهود التي بذلها لتوحيدها .


ـ هذا الموقف الشائك في الجنوب ، تناوله " الصدر " بكل حذر وكياسة ، فداهن المقاومة الفلسطينية بما ذكره في أدبيات حركة المحرومين ( فلسطين ، الأرض الـمـقــدســـة التي تعرضت ، ولما تزل ، لكل أنواع الظلم ، هي في قلب حركتنا وعقلها ، وإن السعي إلـى تحـريــرها أول واجباتنا ، وإن الوقوف إلى جانب شعبها وصون مقاومته والتلاحم معها شرف الحركة وإيمانها ) ،

وهى مناورة ، في رأيي الذي قد يحتمل الخطأ ، سببها يقين " الصدر " أنه لم يكن بوسعه ولا بوسع حركته البقاء والاستمرار على الساحة اللبنانية إذا استشعر الفلسطينيون خطرها من اللحظة الأولى ، وأن أي صدام مع الفلسطينيين في بدايات تجميع حركته ستكون نتيجته لصالحهم لا ريب ! إضافة إلى أنه لم يكن بمقدور شيعة لبنان تغيير الوضع في الجنوب لصالحهم قبل أن يصبح لهم كيان مسلح قوى ،




لذلك وضع " الصدر " منذ البداية خطة بعيدة المدى تركزت فيها إستراتيجيته على محورين :

الأول : النهوض بالطائفة الشيعية ودعمها اجتماعيا وعلميا ، بعيدا عن العمل الديني أو السياسي بشقيه المدني والعسكري ، وذلك للقضاء على آفات أي مجتمع وأسباب ضعفه من فقر وجهل ومرض ، فانشأ مدارس ومعاهد تعليم مهنية ومستشفيات ومراكز رعاية اجتماعية وكل ما من شأنه التدعيم بعناصر القوة الاجتماعية إن جاز التعبير ،
مع ترك حقل العلوم الدينية والإمامية إلى المرجع " حسين فضل الله " الزعيم " الروحي " لحزب الله بعد ذلك
وصاحب المقولة الشهيرة ( لم يـكـن هؤلاء الذين حكموا العالم الإسلامي في الماضي يحكمون باسم الإسلام )
" باتريك سيل ـ الأسد .. الصراع على الشرق الأوسط " ،
وأيضا مقولته الأشهر ( الفقيه العادل هو أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم ) "
وضاح شرارة ـ دولة حزب الله " .


ثانيا : التحول ، بعد امتلاك عناصر القوة المجتمعية والاستقلال عن الطائفة السنية ، إلى حركة سياسية ذات أنياب وأظافر منذ 1974 عندما خطب " الصدر " يوم 18 فبراير من نفس العام ، أو فلنقل أعلن عن هذا التحول قائلا ( إن اسمنا ليس الـمَـتَاوِلة ، إننا جماعة الانتقام ، أي هؤلاء الذين يتمردون على كل استبداد ، حتى إذا كان ذلك سـيـكـلـفـنـا دمَنا وحياتنا ، إننا لم نعد نريد العواطف ، ولكن نريد الأفعال ، نحن تعبون من الكلمات والخـطابات ، لقد خطبت أكثر من أي إنسان آخر ، وأنا الذي دعا أكثر من الجميع إلى الهدوء ، ولـقــد دعوت إلى الهدوء بالمقدار الذي يكفي ، ومنذ اليوم لن أسكت أبداً ، وإذا بقيتم خاملين ، فأنا لست كذلك " ،


" لقد اخترنا اليوم فاطمة بنت النبي ، يا أيها النبي ، يا رب ، لقد اجتزنا مرحلة المراهقة ، وبلغنا عمر الرشد ، لم نعد نريد أوصياء ، ولم نعد نخاف ، ولقد تحررنا ، على الرغم من كل الوسائل التي استخدموها لمنع الناس من التعلم ، ولقــد اجتمعنا لكي نؤكد نهاية الوصاية ، ذلك أننا نحذو حذو فاطمة ، وسننتهي كشهداء" )
" الإمام المستترـ فؤاد عجمي " ،
" الإسلام الشيعي عقائد وأيديولوجيات ـ يان ريشار ترجمة حافظ الجمال ـ بيروت " ،

مع ملاحظة أن كلمـة " المتاولة " يطلقها أهل الشام على الشيعة ومعناها " الذين يؤولون كتاب الله وآياته والأحاديث النبوية الشريفة " وذلك من باب رفضهم للتسليم المطلق بكتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .




ـ ثم وعلى نفس المحور ، وفي خطابه في 20/1/1975 دعا " الصدر " المواطنين اللبنانيين إلى تشكيل مقاومة لبنانية تتصدى للاعتداءات الإسرائيلية ، حسب مبرره المعلن وقتها ، ثم أعلن في مؤتمر صحفي في 6/7/1975 عن ولادة أفواج المقاومة اللبنانية " أمل " , على إثر انفجار وقع في معسكر تدريبي لحركة " المحرومين " في قرية " عين البنية " في قضاء بعلبك الهرمل ، قتل فيه أكثر من 35 من شباب الحركة ، ورغم أن لبنان وقتها كان مسرحاً لانفجارات أعنف وأكثر دماراً لم تكن تستهدف طائفة معينة ، إلا أن انفجار " عين البنية " كانت له نتائج مختلفة أسفرت عن ولادة الجناح المسلح الذي أراده " الصدر " لتعزيز قدرة طائفته العسكرية ،


ومن الطريف ، أو المبكى ، أن الزعيم الفلسطيني الراحل " ياسر عرفات " هو الذي اقترح الاسم " أمل " على " الصدر " ، ( " نبيه بري " لمجلة الوسط عدد 28/4/1997) .


ـ الشاهد أن " الصدر " ، ذلك السياسي البارع ، حرص على توطيد تحالفه وعلاقاته الجيدة مع الفلسطينيين في بداية تأسيس حركته احتماء بهم عسكريا ضد أي قوى لبنانية أخرى تحاول إجهاض مشروعه الوليد ، لذلك استطاع الوصول بعلاقاته مع الفلسطينيين ، جيران الجنوب الأقوياء ، إلى الحد الذي جعل منظمة " فتح " بما لها من خبرة قتالية كبيرة ، تتولى بنفسها تدريب ميليشيات " حركة أمل " على فنون القتال المختلفة بكل إخلاص ومثابرة ، بل وإمدادها ببعض الأسلحة البسيطة أيضا دون أن تعلم أنهم يتدربون تحت يديها اليوم لقتالها غدا !!

( كينيث كاتزمان ـ الحرس الثوري الإيراني نشأته وتكوينه ودوره ، وضاح شرارة ـ دولة حزب الله )
.



ـ هكذا كانت براعة " الصدر " في الانتقال خلال أقل من العشرين عاما ! بمجموعة من " الأُسر" الشيعية المتشرذمة المفككة دون رابط ، إلى مجتمع موحد قوي يشبه الدولة المستقلة يعتمد في بقائه على عقيدته وتلاحمه وقوته لا على الدولة الرسمية ، مجتمع له اقتصاده وعلومه وتكافله الاجتماعي وعلاقاته الخارجية بل وجيشه شبه النظامي أيضا .ا.هـ مختصرا

ونستكمل في حديث قادم إن أراد الله تعالى ، ثم أذن مضيفونا ، وكان في العمر بقية .



ضمير مستتر :


يقول تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } الحج 17





http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=66653&Page=7&Part=1






من مواضيعي في المنتدى
»» معلومات سرية عما تخطط له إيران للعراق
»» الرد على القبوريين للشّيخ محمّد الغزالي رحمه الله تعالى
»» مستشرق بلغاري يعتنق الإسلام بعد ترجمته معاني القرآن
»» القضية الأحوازيّة والفتنة الإيرانيّة في المدينة النبويّة
»» العرب وإيران حقائق الجغرافيا والتاريخ
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:11 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "