بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمه
تظاهرت نصوص الكتاب والسنة على ذم مخالفة قول الإنسان عمله؛ لأن ذلك نوع من الكذب، ويدل على ضعف الإيمان، وهو طريق إلى النفاق نعوذ بالله تعالى من ذلك، والنصوص الواردة في ذلك كثيره
ولا شك أن الأنبياء عليهم السلام - هم رؤوس المصلحين وأئمة الدعاة والخطباء- توافق أقولهم أفعالهم، حتى إن المكذبين بهم من أقوامهم لم يرموهم بمخالفة أفعالهم أقوالهم
كما فعل شعيب عليه السلام حين وعظ قومه، فبين لهم أنه أول من يمتثل ما يدعوهم إليه حين حكى الله تعالى عنه أنه قال
[وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ] {هود:88}. فموافقة القول العمل فيها تأسٍ بالأنبياء عليهم السلام.
وقد ذم بني إسرائيل على عدم إتباع العلم العمل فقال سبحانه [أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ] {البقرة:44}.
,وحصل الوعيد الشديد المتنوع في مخالفة الإنسان قوله فعله:
1- فصاحبه متوعد بمقت الله تعالى، كما في قوله سبحانه [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ الله أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ] {الصَّف:2-3}.
جاء في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ: أَيْ فُلَانُ، مَا شَأْنُكَ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ».([5])
,وقد جاء في الخطباء وعيد خاص إذا خالفت خطبهم أفعالهم كما في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:«رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رِجَالاً تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ ، قُلْتُ : مَنْ هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَؤُلاءِ خُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا يَعْقِلُونَ»
وقدقال الشاعر في ذم من ينهى الناس عن خلق ويأتي بمثله
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ... عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
بعد هذه المقدمه نعرض من كتب الشيعه أقوال المعصومين في الزواج
ثم نرى هل تتطابق أقوالهم مع أفعالهم
_________
ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله انه قال: (اختاروا لنطفكم فان الخال أحد الضجيعين)، وقد روي عنه صلى الله عليه وآله: (تخيروا لنطفكم فان الابناء تشبه الاخوال)، والظاهر ان هذا الخبر نقل بالمعنى لرواية منقولة في كتاب كنز العمال. وعن الامام أبي عبد الله (ع): (انما المرأة قلادة، فانظر ما تتقلد)، وعنه صلى الله عليه وآله: (اياكم وخضراء الدمن، قيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء). وعن أبي جعفر (ع) عنه صلى الله عليه وآله: (من تزوج امرأة لا يتزوجها الا لجمالها لم ير فيها ما يحب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها الا له وكله الله إليه، فعليكم بذات الدين). وأن تنظر المرأة وأولياؤها في صفات الرجل الذي يريد الزوج بها فعن الرسول صلى الله عليه وآله: (النكاح رق فإذا أنكح أحدكم وليدته فقد أرقها، فلينظر احدكم لمن يرق كريمته). وأهم الصفات التي ينبغي أن يدور حولها الاختيار في كل من المرأة والرجل على السواء: الخلق والدين، فانهما جماع الخصال الحميدة والسلوك الرضي، وأوثق ما تضمن به السعادة للاسرة، وأحفظ ما تصان به صلة الزواج المقدسة في الاسلام، وعنه صلى الله عليه وآله: (اذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير)، ومما يستحب من صفات المرأة أن تكون بكرا، ولودا، ودودا، عفيفة، كريمة الاصل، عزيزة في أهلها، ذليلة مع بعلها، ان أنفقت انفقت بمعروف، وان امسكت أمسكت بمعروف، ومما يطلب فيها أن تكون جميلة، ضحوكا، حسناء الوجه، طويلة الشعر، كما نطقت بذلك كله أحاديث الرسول وأهل بيته الهداة (ع).
عن ابي جعفر ( ع ) من حديث فيه ماينبغي ان يفعله الزوج عند الدخول قال ( ع ) : اذا دخلت فمرهم قبل ان تصل اليك ان تكون متوضئة ثم انت لاتصل اليها حتى تتوضأ وتصلي ركعتين ثم مرهم ان يامروها ان تصلي ركعتين ثم مجد الله وصل على محمد وال محمد وامر من معها ان يؤمنوا على دعائك وقل اللهم ارزقني الفها وودها ورضاها ورضني بها ثم اجمع بيننا باحسن اجتماع وايسر ائتلاف فانك تحب الحلال وتكره الحرام . ( كافي 2 / 58 )
( اختاروا لنطفكم ) ؟؟؟
(اياكم وخضراء الدمن )
(انما المرأة قلادة، فانظر ما تتقلد)
لماذا معصومكم يخالف ماينهاكم عنه
ينهى عن خلق ويأتى بمثله ,