134921:
شهادة التوحيد متضمنة لأنواع التوحيد الثلاثة
السؤال:
هل شهادة أن (لا إله إلا الله وحده لا شريك له)
تشمل توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ،
أم توحيد العبودية فقط ؟
لأنني قرأت في معنى ( أشهد أن لا إله إلا الله )
أنه ( لا معبود بحقٍ إلا الله ،
وإنني أُقر بأنني أثبت على عبادة الله وحده
وأتقي عبادة غيره ) ،
وهذا المعنى الذي أستحضره عند قولها عندما أريد أن أتوب ،
فهل شهادتي ناقصة ؛
لعدم استحضاري لتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ،
مع أنني مؤمنٌ بهما ،
فهل تصح توبتي ؟
الجواب :
الحمد لله
كلمة الإخلاص ، وشهادة التوحيد هي أصل الدين ،
وعنوان النجاة ، وبرهان الفلاح ،
والتي ما خلق الجن والإنس إلا للقيام بها حق القيام .
وهي متضمنة لأنواع التوحيد الثلاثة :
توحيد الربوبية ،
وتوحيد الألوهية – وهو توحيد العبادة - ،
وتوحيد الأسماء والصفات .
وعلى المتلفظ بها أن يؤمن بذلك ويستحضره عند النطق بها ،
وأن يستقر ذلك في نفسه استقرارا تاما
غير مدخول ولا مشوش عليه ،
دون أدنى تكلف أو معاناة .
فحاجة النفس إلى التوحيد ومعرفته
أشد من حاجتها إلى الطعام والشراب والنفس ،
وهي حاجة فطرية تلقائية ،
وإنما الواجب على المكلف
أن يسعى في تحقيق المعرفة وتحصيل العلم
الذي به تتحقق فيه شرائطها ،
وتنتفي عنه موانع الإخلاص والصدق فيها .
ولمعرفة شروط كلمة التوحيد عند التلفظ بها
يرجى مراجعة جواب السؤال
رقم : (9104) ،
ورقم : (12295) .
وأنواع التوحيد الثلاثة متلازمة ،
فمن أقر بواحد منها لزمه الإقرار بجميعها ،
يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :
" توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية ويدل عليه ويوجبه ،
وتوحيد الأسماء والصفات : توحيد الربوبية يستلزمه ;
لأن من كان هو الخلاق الرزاق والمالك لكل شيء ,
فهو المستحق لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلى ,
وهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله ,
لا شريك له , ولا شبيه له ,
ولا تدركه الأبصار وهو السميع العليم .
ومن أتقن أنواع التوحيد الثلاثة ,
وحفظها واستقام على معناها ,
علم أن الله هو الواحد حقا ,
وأنه هو المستحق للعبادة دون جميع خلقه ,
ومن ضيع واحدا منها أضاع الجميع فهي متلازمة ,
لا إسلام إلا بها جميعا "
انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (1 / 38-39) .
وما دمت على إيمان بذلك كله ،
وعلى يقين منه ،
فليس في شهادتك نقص ولا خلل ،
وليس في توبتك شيء ،
بحيث تحتاج إلى تجديدها ؛
والمرء قد يعزب عنه بعض ما يعلمه في موقف من المواقف ،
وقد يغلب عليه في موقف
استحضار معنى اسم من أسماء الله تعالى ،
أو صفة من صفاته ،
دون أن يكون في ذلك خلل في إيمانه
بباقي الأسماء والصفات .
وهكذا قد يكون في مقام العبودية والطاعة ،
فيغلب عليه استحضار معنى توحيد العبودية ،
وإخلاص العمل لله .
وقد يكون في مقام طلب الرزق ،
أو كشف الضر ،
فيغلب عليه شهود ربوبية الله لخلقه ،
وتفرده بالتدبير والتصريف ،
وهكذا .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
http://islamqa.info/ar/134921