وفيك بارك.
أما بخصوص سليمان بن عبدالوهاب - رحمه الله-
فقد ذكر أئمة الدعوة رجوعه, ومنهم العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ - رحمه الله-
قال: "هذا وقد منَّ الله وقت تسويد هذا بالوقوف على رسالة لسليمان فيها البشارة برجوعه عن مذهبه الأول، وأنه قد استبان له التوحيد والإيمان، وندم على ما فرط من الضلال والطغيان". اهـ.
والرسالة موجهة منه إلى أحمد بن محمد التويجري، وأحمد ومحمد ابني عثمان بن شبانة، وهم كانوا على ما كان عليه سليمان من العداء للدعوة.
وسأذكر مقاطع منها، وهي موجودة بتمامها وكمالها، وكذلك الجواب عليها في كتاب "مصباح الظلام"، للشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ - رحمه الله.
قال الشيخ سليمان بن عبدالوهاب:
"فأحمد إليكم اللهَ الذي لا إله إلا هو، وأُذكِّركم ما منَّ الله به علينا وعليكم من معرفة دينه، ومعرفة ما جاء به رسوله - صلى الله عليه وسلم - من عنده، وبصَّرنا به من العمى، وأنقذنا من الضلالة، وأُذكِّركم بعد أن جئتمونا في الدرعية من معرفتكم الحق على وجهه، وابتهاجكم به، وثنائكم على الله الذي أنقذكم، وهذا دأبكم في سائر مجالسكم عندنا، وكل من جاءنا - بحمد الله - يثني، والحمد لله على ذلك، وكتبت لكم بعد ذلك كتابين غير هذا أُذكِّركم وأحضُّكم، ولكن، يا إخواني، معلومكم ما جرى منَّا من مخالفة الحق، واتباعنا سبل الشيطان، ومجاهدتنا في الصد عن اتباع سبل الهدى".
وقال أيضًا: "والمطلوب منكم أكثر مما تعملون الآن، وأن تقوموا لله قيام صدقٍ، وأن تبينوا للناس الحق على وجهه، وأن تصرحوا لهم تصريحًا بيِّنًا بما كنتم عليه أولاً من الغي والضلال".
وقال: "وهذا شيءٌ أذكِّركمُوه مع أني - بحمد الله - أعلم أنكم تعلمون ما ذكرت لكم، ومع هذا فلا عذر لكم عن التبيين الكامل الذي لم يبقَ معه لبس، وأن تذاكروا ما جرى منا ومنكم أولاً، وأن تقوموا مع الحق أكثر من قيامكم مع الباطل، فلا أحق من ذلك، ولا لكم عذر".
هذا بعض رسالة الشيخ سليمان، وقد أرسلوا ردًّا على رسالته تستحق الذكر، ومنعًا للإطالة سأذكر كذلك مقاطع، وهي كافية - بإذن الله - لمن أراد الحق والبصيرة.
قالوا: "وبعد؛ فوصل إلينا نصيحتكم، جعلكم الله من الأئمة الذين يهدون بأمره، الداعين إليه وإلى دين نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - فنحمد الله الذي فتح علينا، وهدانا لدينه، وعدلنا عن الشرك والضلال، وأنقذنا من الباطل والبدع المضلة، وبصرنا بالإسلام الصرف الخالي من شوائب الشرك".
وقالوا: "فالمأمول والمبغيُّ منا ومنكم وجميع إخواننا التبيينُ الكامل الواضح؛ لئلا يغترَّ بأفعالنا الماضية من يقتدي بجهلنا، وأن نتمسَّك بما اتَّضح وابلَولَج من نور الإسلام، وما بيَّن الشيخ محمد - رحمه الله - من شريعة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلَقَد حاربنا الله ورسوله، واتَّبعنا سبيل الغيِّ والضلال، ودعونا إلى سبيل الشيطان، ونكبنا كتاب الله وراء ظهورنا، جهلاً منا وعداوةً، وجاهدنا في الصد عن دين الله ورسوله، واتبعنا كل شيطانٍ تقليدًا وجهلاً بالله، فلا حول ولا قوة إلا بالله".
وقالوا: "فنحمد الله الذي لا إله إلاَّ هو؛ حيث منَّ علينا بهذا الشيخ في آخر الزمان، وجعله بإذنه وفضله هاديًا للتائه الحيران". اهـ.
وقالوا: "وإنا نشهد بذلك، وقمنا مع أهله ثلاثين سنة، وعادينا من أمَرَ بتجريد التَّوحيد العداوة البيِّنة التي ما بعدها عداوة". اهـ. بتصرف.