العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الـمـنـتـدى الــرمــــضـانـــي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-07-15, 04:38 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


شدُّ المئزر والاعتكاف تحرّياً لليلة القدر

بسم الله الرّحمن الرحيم
شدُّ المئزر والاعتكاف تحرّياً لليلة القدر

في فضل عشرُ رمضانَ الأخيرةُ، فيها الخيراتُ والأجور الكثيرة،
فمنْ خصائِصها أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم،كان يجتهدُ بالعملِ فيها أكثرَ مِن غيرها،
وفي الصحيحين عن عائشه رضي الله عنها قالت(كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم،إذا دخل العشر شد مِئزره وأحيا ليلَه وأيقظ أهلَه)
ففي هذه الأحاديث دليلٌ على فضيلة هذه العشرِ،لأن النبي صلى الله عليه وسلم،كان يجتهد فيها أكثر مما يجتهدُ في غيرِهِا،وهذا الاجتهادِ شامل في جميع أنواع العبادة من صلاةٍ وقرآن وذكرٍ وصدقةٍ وغيرِها،ولأن النبي صلى الله عليه وسلّم،كان يشد مئزره يعني يعتزل نساءه ليتفرغَ للصلاةِ والذكر،كان يحيي ليله بالقيامِ والقراءة والذكر بقلبه ولسانِه وجوارِحِه لِشَرفِ هذه الليالِي وطلباً لليلة القدر التي من قامها إيمانَاً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه،
ومما يدل على فَضيلةِ العشرِ من هذه الأحاديث أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله فيها للصلاةِ والذكرِ حرصاً على اغتنام هذه الليالي المباركة بِما هي جديرة به من العبادةِ فإنها فرصةُ العمرِ وغنيمة لمن وفقه الله عز وجل، فلا ينبغِي للمؤمن العاقلِ أنْ يُفَوِّت هذه الفرصةَ الثمينةَ على نفسِه وأهله فما هي إلاَّ ليَالٍ معدودة ربما يدرك الإِنسان فيها نفحة من نفحات المولى فتكونُ سعادةً له في الدنيا والآخرة،
وإنه لمِنَ الحرمانِ العظيمِ والخسارةِ الفادحةِ أنْ تَرى كثيراً مِنَ المسلمينَ يُمْضُونَ هذه الأوقات الثمينة فيما لا ينفعهم،يسهرون مُعْظَمَ الليلِ في اللَّهوِ الباطلِ، فإذا جاء وقتُ القيام نامُوا عنه وفوَّتُوا على أنفسهم خيراً كثيراً لعَلَّهُمْ لا يَدركونَه بعد عامِهم هَذَا أبَداً، وهذا من تلاعُبِ الشيطانِ بِهم ومَكْرهِ بهم وصَدِّهِ إياهُم عن سبيلِ الله،وإغْوائِهِ لهم، قال الله تعالى(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ)الحجر،
والعاقلُ لا يتخذُ الشيطانَ ولِيّاً من دَونِ الله مع عِلْمِهِ بَعَدَاوَتِهِ لَه،قَالَ الله تعالى(أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّـالِمِينَ بَدَلاً)الكهف،
ومن خصائص هذه العشر أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم،كان يعْتَكِفُ فيهَا، والاعتكاف،لزوم المسجد للتفرغِ لطاعةِ الله عزَّ وجلَّ وهو من السنن الثابتة بكتاب الله وسنةِ رسولِه صلى الله عليه وسلّم، قال الله عزَّ وجل(وَلاَ تُبَـاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)البقرة،
وأنَّ فيها ليلة القدر التي هي خير من ألفِ شهرٍ فاعْرفوا لهذه العشر فضلها ولا تضيعوها،فوقتها ثمين وخيرها ظاهر مبين،
والمقصود بالاعتكاف،انقطاع الإِنسان عن الناس ليتفرغ لطاعةِ الله في مسجدٍ من مساجده طلباً لفضله وثوابِهِ وإدراكِ ليلة القَدْرِ، ولذلك ينْبغِي للمعتكفِ أنْ يشتغلَ بالذكرِ والقراءةِ والصلاةِ والعبادة،وأن يتجنب ما لا يعنيه من حديثِ الدنيَا ولا بأس أن يتحدثَ قليلاً بحديثٍ مباحٍ مع أهْلِه أو غيرهم لمصلحةٍ،
وإن كان خروج المعتكف لأمر فهو لثلاثة أقسام،
الأوَّل،الخروج لأمرٍ لا بد منه كقضاء حاجة البول والغائط والوضوء،والغسلِ أوْ غيرها والأكلِ والشربِ فهذا جائزٌ إذا لم يمكن فعله في المسجد،فإن أمكن فعله في المسجدِ فلا،مثلُ أن يكونَ في المسجدِ حَمَّام يمكنه أن يقضي حاجته،وأن يغتسلَ فيه، أوْ يَكونَ له من يأتيه بالأكِل والشربِ فلا يخرجُ حينئذٍ لعدمِ الحاجة إليه،
الثاني،الخروج لأمر طاعة لا تجب عليهِ كعيادة مريضٍ وشهودِ جنازةٍ ونحو ذلك،لذلك فلا بأْسَ به،
الثالث،الخروجُ لأمرٍ ينافي الاعتكافَ كالخروج للبيعِ والشراءِ، ونحو ذلك، فلا يفعله، لأنه يناقضُ الاعتكافَ وينافي المقصودَ منه،
ويستحب الاجتهاد في ليلة القدر،ولا يخرج المعتكف إلا لحاجة،
وأما كونه لا يكون إلا في المساجد فلأن ذلك هو معنى الاعتكاف شرعا إذ لا يسمى من اعتكف في غيرها معتكفاً شرعاً،وقد ورد ما يدل على ذلك كحديث(لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة)أخرجه ابن أبي شيبة،من حديث حذيفة،
وأما مشروعية الاجتهاد في العمل فلحديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم،كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل كله وأيقظ أهله وشد المئزر وهو في الصحيحين وغيرهما،
وأما مشروعية قيام ليالي القدر فلحديث أبي هريرة في الصحيحين وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم(من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)رواه البخاري،ومسلم،
فقوله(إيماناً واحتساباً) يعني،إيماناً بالله وبما أعد الله من الثواب للقائمين فيها،واحتساباً للأجر وطلب الثواب،
وقد أخفى سبحانه علمها على العباد رحمة بهم،ليكثر عملهم في طلبها في تلك الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر والدعاء فيزدادوا قربة من الله وثواباً، وأخفاها اختباراً لهم أيضا ليتبين بذلك من كان جاداً في طلبها حريصاً عليها ممن كان كسلان متهاوناً، فإن من حرص على شيء جد في طلبه وهان عليه التعب في سبيل الوصول إليه والظفر به،
وربما يُظهِر الله علمها لبعض العباد بأمارات وعلامات يراها كما رأى النبي،صلى الله عليه وسلم،علامتها أنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين،فنزل المطر في تلك الليلة فسجد في صلاة الصبح في ماء وطين)رواه البخاري،
وقال تعالى(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ،وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْر،لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ،تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ،سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) سورة القدر،
القدر، بمعنى الشرف والتعظيم، أو بمعنى التقدير والقضاء،لأن ليلة القدر شريفة عظيمة يقدِّر الله فيها ما يكون في السنة ويقضيه من أموره الحكيمة
(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) يعني في الفضل والشرف وكثرة الثواب والأجر، ولذلك كان من قامها إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه،
(تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا) الملائكة عباد من عباد الله قائمون بعبادته ليلاً ونهاراً،
يتنزلون في ليلة القدر إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة،
(والروح) هو جبريل ،عليه السلام،خصه بالذكر لشرفه وفضله،
(سَلَامٌ هِيَ) يعني أن ليلة القدر، ليلة سلام للمؤمنين من كل مخوف لكثرة من يُعتق فيها من النار، ويسلم من عذابها،
(حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)يعني أن ليلة القدر تنتهي بطلوع الفجر لانتهاء عمل الليل به،
دعاء ليلة القدر،عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ،أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر ما أقول فيها،قال قولي( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ) رواه الترمذي،
وفقنا الله إلى مرضاته,وأعاننا على قيام هذه الليالي إيماناً واحتساباً،
اللهم وفقنا لما فيه صلاح ديننا ودنيانا،وأحسن عاقبتنا،برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم بلغنا ليلة القدر وأرزقنا قيامها علي الوجه الذي يرضيك عنا،اللهم آمين.






 
قديم 26-06-16, 02:29 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 29-06-16, 02:06 AM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:16 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "