العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية > الرد على شبهات الرافضة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-01-08, 09:44 PM   رقم المشاركة : 11
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


ملف الدفاع عن ابوهريرة رضي الله عنه


http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=69221







 
قديم 01-09-08, 09:49 AM   رقم المشاركة : 12
معتمد
عضو ينتظر التفعيل





معتمد غير متصل

معتمد is on a distinguished road


الرد بالارقام على دعوى كثرة الاحاديث التي رواها ابوهريرة /د محمد عبدة يماني

ان ما اتى به ابو هريرة مع المكررات في كتب الحديث التسعة هي 253 حديثا، ثم ان
الاحاديث التي انفرد بها ابو هريرة بدون تكرار ولم يروها احد غيره في الكتب
التسعة هي 42 حديثا،



http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=74123







التوقيع :
اذا اردت اجابة على سؤال لك ابحث اولا في هذا الرابط ستجد الجواب ان شاء الله
محرك بحث من قوقول خاص في منتدى الدفاع عن السنة

http://tinyurl.com/55wyu5
من مواضيعي في المنتدى
»» «ثوابت الأمة» يتهم رجل الدين الشيعي محمد الفالي بالتطاول على الذات الإلهية
»» تخريج حديث لو أنكم دليتم [ رجلا ] بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله
»» جبهة علماء الأزهر سوريا التي جمعها نهار بني أمية يمزقها اليوم ليل النُصَيْريِّين
»» مفتي لبنان حزب الله يخطف بيروت وصبر السنة بدأ ينفد
»» حملات التضامن مع القرضاوي تتصاعد في أنحاء العالم الإسلامي
 
قديم 30-03-12, 06:19 AM   رقم المشاركة : 13
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


شبهات حول أبي هريرة 5

الشبهة الخامسة:اتهام أبي هريرة بسرقة أموال إمارة البحرين:

قال زكريا : و حين توفي النبي ولاه الخليفة عمر(عام 20هـ) على البحرين؛ بعد وفاة العلاء بن الحضرمي، و سرعان ما عزله وولى مكانه عثمان بن أبي العاص الثقفي، أما السبب في ذلك فكان عندما أجابَ الخليفة عمر بأنه-أبو هريرة – يملك عشرين ألفاً من بيت مال البحرين حصل عليها من التجارة (بقوله كنت أتجر(1)و كان رد الخليفة عمر : عدو الله و الإسلام ، عدو لله و لكتابه، سرقت مال الله ، حين استعملتك على البحرين و أنت بلا نعلين ما رجعت بك أميمة (أمه) إلا لرعاية الحمير و ضربه بالضرة حتى أدماه(2).

الجواب عن هذه الشبهة:

قلتُ:كعادة زكريا و منهجه في بث الشبهات؛ لم يأت بالروايات كاملة؛ لأن فيها خلاف ما يذهب إليه ؛لذلك فقد اكتفى بانتقاء الشبه و إبرازها ،-و هذا صنيع غير محمود و يفتقر للأمانة العلمية- أما أنا فقد اكتفيتُ بالقليل المفيد؛لرد الشبهة و دحضها من نقل النصوص كاملة من مصادرها التي ذكرها:
والروايات كما نقلها الذهبي في تاريخ الإسلام(3):
الرواية الأولى:
عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة؛ أن عمراً قال لأبي هريرة: كيف وجدت الإمارة. قال: بعثتني وأنا كاره، ونزعتني وقد أحببتها. وأتاه بأربعمائة ألف من البحرين.
قالعمر) أظلمت أحداً؟ قال: لا.
قال: فما جئت به لنفسك؟ قال: عشرين ألفاً .قال: من أين أصبتها؟ قال:كنت أتجر.
قال: أنظر رأس مالك ورزقك فخذه، واجعل الآخر في بيت المال.
الرواية الثانية:
عن محمد بن سيرين قال: استعمل عمر أبا هريرة على البحرين؛ فقدم بعشرة آلاف. فقال له عمر: استأثرت بهذه الأموال يا عدو الله وعدو كتابه!
قال : لست بعدو الله، ولا عدو كتابه، ولكني عدو من عاداهما.
قال: فمن أين هذا؟
قال: خيل نتجت لي، وغلة رقيق، وأعطية تتابعت علي. فنظروا فوجدوه كما قال. ثم بعد ذلك دعاه عمر ليستعمله فأبى.
فهذه الروايات عزيزي القارئ- كاملة كما هي في تاريخ الذهبي- فيها براءة الصحابي الجليل مما اتُهِمَ به، و قد اقتطع منها زكريا الجزء الذي فيه الشبهة و أبرزه ليوهم الناس أن أبا هريرة - t- ليس ثقة و لا أميناً حتى يأخذَ منه الحديث عن النبي- r - و الحمد لله الذي أظهر الحق و أزال الشبهة عن صحابي رسول الله -r -.
أما قول زكريا نقلاً من العقد الفريد-و كان رد الخليفة عمر: ... استعملتك على البحرين و أنت بلا نعلين ما رجعت بك أميمة (أمه) إلا لرعاية الحمير و ضربه بالضرة حتى أدماه.
قلت:هذا- ربما كان- من قول أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي صاحب العقد الفريد و لم يثبت عن عمر رضي الله عنه- و الرواية المذكورة ليس لها إسناد و لم يسم لها راوياً ولا مصدراً؛ و فد بحثت فلم أجد ذلك في كتاب آخر،و نص الرواية حرفياً من العقد الفريد(4):
قال احمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي): ثم دعا أبا هريرة فقال له : هل علمت من حين أني استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين ، ثم بلغني أنك ابتعت أفراساً بألف دينار وستمائة دينار.
قال : كانت لنا أفراس تناتجت ،وعطايا تلاحقت.
قال(عمر) قد حَسَبتُ لك رزقَك ومؤونتك وهذا فضلٌ فأَدِّه .
قال : ليس لك ذلك.
قال : بلى والله وأُوجِع ظهرَك، ثم قال إليه بالدِّرَّة فضربه حتى أدماه ، ثم قال : إيت بها.
قال : احتسبتها عند الله قال : ذلك لو أخذتَها من حلال وأديتها طائعاً ، أجئت من أقصى حَجْر البحرين بِجَبْي الناس لك لا والله ولا للمسلمين ما رجعت بك أُمَيْمَةُ إلا لِرعيَةِ الحُمُر .
وأميمة أُم أبي هريرة.اهـ
هذه أصل الرواية في العقد الفريد و لا مجال البتة للجزم أنها صحيحة-خصوصاً أنها بغير إسناد ،و ما كان كذلك فلا يصلح للاستدلال؛ بذلك يكون الثابت في حق أبي هريرة رضي الله عنه- البراءة مما اتهمه به زكريا ؛ و مما يؤكد براءته من ذلك محاولة عمر- رضي الله عنه- إرضاءه و إعادته إلى الإمارة مرة أخرى.

(1)- قال في الهامش عن تاريخ الذهبي الكبير (2/338)

(2) - قال في الهامش كتاب العقد الفريد( 1/53)

(3) - أبو هريرة الدوسي ج 4 ص 355-356.

(4) -العقد الفريد:باب ما يأخذ به السلطان من الحزم و العزم (1/54-55)


===============


أبو هريرة " رضي الله عنه " وأقـلام الحـاقدين

وقال ابن عبد ربّه المالكي في أوائل الجزء الاوّل من عقده الفريد ( 60 ) :
دعا عمر أبا هريرة ، فقال له : هل علمت أنّي استعملتك على البحرين ، وأنت بلا نعلين ، ثمّ بلغني أنّك ابتعت أفراساً بألف دينار وستمائة دينار ، قال : كان لنا أفراس تناتجت ، وعطايا تلاحقت ، قال : قد حسبت لك رزقك ومؤونتك ، وهذا فضل فأدّه ، قال : ليس لك ذلك ، قال : بلى واللّه أوجع ظهرك ، ثمّ قام إليه بالدرّة حتّى أدماه ، ثمّ قال : إئت بها ، قال : احتسبتها عند اللّه ، قال : ذلك لو أخذتها من حلال ، وأدّيتها طائعاً ، أجئت من أقصى حجر البحرين يجبي الناس لك لا للّه ولا للمسلمين ، ما رجّعت (61) بك اميمة إلا لرعية الحمر (62) .
قال ابن عبد ربّه : وأميمة أمّ أبي هريرة .
قال : وفي حديث أبي هريرة : لما عزلني عمر عن البحرين ، قال لي : يا عدوّ اللّه ، وعدوّ كتابه ، سرقت مال اللّه ، قال : فقلت : ما أنا عدوّ اللّه ، ولا عدوّ كتابه ، ولكنّي عدوّ من عاداك ، وما سرقت مال اللّه ، قال : فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف ؟ قلت : خيل تناتجت ، وعطايا تلاحقت ، وسهام تتابعت ، قال فقبضها منّي فلمّا صليت الصبح استغفرت لامير المؤمنين ، قال لي بعد ذلك : أتعمل ؟ قلت : لا، قال : قد عمل من هو خير منك يوسف ( عليه السلام ) ، قلت : يوسف نبيّ ، وأنا ابن أميمة أخشى أن يشتم عرضي ، ويضرب ظهري ، وينزع مالي .
العقد الفريد لابن عبد ربّه 1 : 34 ط . دار الفكر ـ بيروت
التعليق :
( العقد الفريد ) ، لأحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي ( ت 328 هـ ) .
( فالكتاب مخلوط صحيحه بواهيه ، محذوف منه الأسانيد والرواة ، واعتمد على مصادر لا يجوز النقل منها إلا بعد التثبت ، ولم يعتمد مؤلفه في النقل منها إلا الطرفة والملحة ، إذ في كتابه ميل إلى الفكاهة والدعابة ، ونزوع إلى القصص والنوادر والنكات ، فنراه في كتابه يذكر الكثير من ذلك أو لا يستنكف عن ذكر بذيء اللفظ وسافل المعنى ) .
فلا ينبغي للباحث الاعتماد على ما فيه حتى يفليه ويبحث عن ناقله .
وقد ذكر الاستاذ رشيد رضا في " تفسير المنار " 5 / 85 : أن هناك شبهة للقائلين بحل الخمر في الأديان السابقة ، وهي ، : أن الأنبياء قد شربوها ، ثم قال : ( كما نقل ذلك صاحب " العقد الفريد " وأمثاله من الأدباء الذين يعنون بتدوين أخبار الفساق والمجان وغيرهم ) .
قلت : إذا عرف العجب السبب ، بطل العجب كما يقولون ، فإن من مصادر ابن عبد ربه في كتابه هذا " التوراة " و " الإنجيل " و " كليلة ودمنة " وما شابهها .
وقد حذر الاستاذ منير محمد الغضبان في كتابه " أبو ذر الغفاري الزاهد المجاهد " ص 99 ـ 100
( من هذا الكتاب ، وقال بأنه لم يكن قصد لكاتبه عند كتابته ، إلا استهواء الجماهير عند جنوح الخيال ، وتعقد القصة وحلها بالشكل المثير للعاطفة والمحرك للنفسية ، شانهم في ذلك شأن القصاصين الذين كانوا يجلسون في المساجد فيصنعون ما يشاؤون من الأحاديث ، سواء كانت توافق الدين أو تخالفه ، وكان أكبر همهم أن يصغي أكبر عدد ممكن من الناس لأحاديثهم )
وقد بين الاستاذ عبدالحليم عويس في كتابه " بنو أمية بين الضربات الخارجية والانهيار الداخلي " ص 12 .
( أن هذا الكتاب وغيره قد أوجد حاجزاً سميكاً حال دون الوصول إلى كثير من الحقائق المتصلة بتاريخ بني أمية في المشرق ) .
ويقول الدكتور الطاهر أحمد مكي في كتابه " دراسة في مصادر الأدب " 1 / 294 ، وأنظر أيضاً : كتاب " البداية والنهاية " لابن كثير ، رحمه الله تعالى ، 10 / 20 ـ 21 .
في دراسة عن هذا الكتاب : " وهو لا يمحص الأخبار ، ولا يقف منها موقف الفاحص المدقق ، وإنما يعرضها كيفما تأتت له " ، ويقول أيضاً : " ثم يعرض الأشياء هي إلى الخرافات والأساطير أقرب " .
نقلاً من كتاب ( كتب حذر منها العلماء ) المجموعة الأولى .. .. .. تصنيف / أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان .. .. تقديم الشيخ / بكر بن عبدالله أبو زيد .
==============
( 2 )
أهل الأهواء لم يسرهم أن يروا أبا هريرة " رضي الله عنه " في المكانة السامية والمنزلة الرفيعة فدفعتهم ( ميولهم وأهواؤهم ) إلى أن يصوروه صورة تخالف الحقيقة .
فرأوا في صحبته للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام غايات خاصة لأبي هريرة ، ليشبع بطنه ويروي نهمه ، وصوروا أمانته خيانة ، وكرمه رياء ، وحفظه تدجيلاً ، وحديثة الطيب الكثير كذباً على رسول الله عليه الصلاة والسلام وبهتاناً ، ورأوا في فقره مطعناً وعاراً ، وفي تواضعه ذلاً ، وفي مرحه هذراً ، وصوروا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر لوناً من المؤامرات لخداع العامة ، ورأوا في اعتزاله الفتن تحزباً ، وفي قوله الحق انحيازاً ، فهو صنيعة الأمويين الذين طووه تحت جناحهم فكان أداتهم الداعية لمآربهم السياسية ، فكان لذلك من الكاذبين الواضعين للأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم افتراءً وزوراً !! .
هكذا أراد أن يصوره بعض أهل الأهواء ، كالنظام ، والمريسي ، والبلخي ، وتابعهم في العصر الحديث المستشرقين أمثال :
( جولد تسيهر Goldizher ) يهودي مجري ، عرف بعدائه للإسلام وبخطورة كتاباته عنه ، كتب عن القرآن والحديث ، ومن كتبه " تاريخ مذاهب التفسير الإسلامي " المترجم إلى العربية . وجولد تسيهر من محرري " دائرة المعارف الإسلامية " التي ألفها المستشرقون ومعظمهم متعصبون حاقدون على الإسلام والمسلمين .
و ( Spenger شبرنجر ) " 1813 ـ 1893 " نمساوي متجنس بالجنسية الإنجليزية .
والرافضي الكذاب الأشر ( عبدالحسين شرف الدين العاملي ) صاحب كتاب " المراجعات " وكتاب " أبو هريرة " ، الذي لم يلتزم الرافضي عبدالحسين الأمانة العلمية في كتاباته .
والضال المضل ( محمود أبو ريه ) صاحب كتاب " أضواء على السنة المحمدية ) والذي اعتمد في التدليل على ما ذهب إليه على كلام المستشرقين ، فآراوه مبسترة جائرة مصنوعة في معامل المســــتشرقين ، ثم استوردها " أبو ريه " ومن على شاكلته من أفكار وادعوها لأنفسهم زوراً وبهتانا .







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن
»» ايران لها سجل سوابق اسود في قتل السفراء و التفجير و هنا قائمة ببعضها
»» جواب هل الخوارج خرجوا ام سيخرجون آخر الزمان وهل هم الوهابية كما يسميهم الرافضة
»» جواب قول النبي يك هذا من عند الله يمضه ليس شكا
»» في جامعة هارفارد هناك حائط يحمل أعظم عبارات العدالة ومنها الآية 135 النساء
 
قديم 30-03-12, 06:23 AM   رقم المشاركة : 14
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


عزل سيدنا عمر سيدنا ابي هريرة رضي الله عنهم عن ولاية البحرين

http://www.dd-sunnah.net/forum/showp...59&postcount=9

http://www.dd-sunnah.net/forum/showt...59#post1521159







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» الصراع بين فكر مرتضى العاملي و المرجع فضل الله و الملحمة الحسينية/ماساة الزهراء
»» سؤال الي الشيعة الاثناعشرية اين العترة و الثقل الثاني الذي تتمسكون به
»» مراجع الشيعة وتحليل الربا
»» الأصول التي خالف فيها الشيعة الاثني عشرية أهلَ السنة والجماعة
»» تسليح الثوار الان لافشال مخطط اميركا لؤد الثورة في سوريا
 
قديم 30-03-12, 07:44 AM   رقم المشاركة : 15
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


ملف الدفاع عن ابوهريرة رضي الله عنه


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=69221







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» بقاء نظام بشار الاسد من مصلحة اسرائيل
»» الشيخ جنتي يدعو ا الشيعة للجهاد مع الاسد حتى لا يسقط بايدي اهل السنة اعداء ال البيت
»» اخر مسخرة عمرو موسى في أخطر تصريح : إيران دولة عربية !
»» حسينية دار الزهراء في الكويت و دورها في نشر التشيع في العالم
»» رابط كتاب الخطوط العريضة لدين الشيعة الاثناعشرية / محب الدين الخطيب
 
قديم 15-02-17, 05:17 PM   رقم المشاركة : 16
بحار400
عضو ماسي







بحار400 غير متصل

بحار400 is on a distinguished road


ملف الدفاع عن ابوهريرة رضي الله عنه


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=69221







التوقيع :
تعريف في دين الشيعة
القرآن في دين الشيعة محرف
يدعي الشيعة اتباع الائمة وليس لدي الشيعة رواية صحيحة السند من الامام الي النبي فكيف تتبعون اهل البيت وليس لدي الشيعة رواية صحيحة عنهم
يدعي الشيعة التمسك بالثقلين
الثقل الاول القرآن محرف
الثقل الثاني العترة اين العترة الذين يدعي الشيعة التمسك بهم اين الامام الحي الظاهر يقولون غائب في السرداب منذ 1200 عام
دين الشيعة المضروب
لاقرآن لاسنة لاامام لانه غائب في السرداب فمن اين ياخذ الشيعة دينهم
الذي هو من صنع البشر دين مضروب
من مواضيعي في المنتدى
»» ملف أثر التشيع و الشيعة في كتابة التاريخ
»» سعد بن عبادة ينسف دين الشيعة الاثناعشرية
»» مرجع رافضي ايراني يطالب بغزو و إسترجاع "فدك" من السعودية
»» كشف لما ذكره اتباع الشيخ الشيعي احمد الحسن اليماني عن حقيقة الشيرازي
»» ملف الرد على شبهة غضب فاطمة من ابوبكر و فدك
 
قديم 27-04-17, 12:05 AM   رقم المشاركة : 17
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


126377: كيف روى أبو هريرة رضي الله عنه كل هذه الأحاديث ومدة صحبته ثلاث سنوات فقط ؟


السؤال : إحدى الأخوات المسلمات سألتني سؤالاً فلم أستطع أن أجيبها ، قالت : طالما أن أبا هريرة رضي الله عنه أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاث سنوات فقط ، فكيف روى جميع هذه الأحاديث ؟ أرجو التفصيل ، وتدعيم الإجابة بالأدلة ، حتى أتمكن من الشرح لها وتفهيمها



الجواب :

الحمد لله

أولاً :

ليس هذا محل إشكال على الإطلاق ، وإذا قمنا بعملية حسابية سريعة يتبين لنا أن هذا الإشكال لا حقيقة له .

وبيان ذلك : أن ثلاث سنوات من صحبة أبي هريرة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم تعني أكثر من (1050) يوماً .

وقد كان أبو هريرة رضي الله عنه ملازماً للنبي صلى الله عليه وسلم ملازمة تامة ، يصاحبه أينما حل وارتحل ، ويقضي معه معظم يومه ، كما أخبر هو عن نفسه رضي الله عنه ، وأقر له الصحابة بذلك ، فكم حديثاً نتوقع أن يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم ؟

لا نريد أن نبالغ في العدد المفترض كي يتقبل القارئ الحجة ، بل نفترض عدداً يقبله كل منصف يريد معرفة الحق لاتباعه ، ولتكن خمسة أحاديث في اليوم فقط ، ونعني بالأحاديث هنا خمسة مواقف ، فالحديث قد يكون قولياً ، وقد يكون فعلياً ، وقد يكون إقرارا من النبي صلى الله عليه وسلم لفعل أو قول فعل أمامه أو بلغه ، وقد يكون الحديث وصفا للنبي صلى الله عليه وسلم .

فلو نقل أبو هريرة رضي الله عنه لنا فعلاً فعله النبي صلى الله عليه وسلم أو حدثاً معيناً - ولو كيفية الخروج للصلاة - فهذا يعد حديثا في عرف المحدثين .

فلو فرضنا أن أبا هريرة رضي الله عنه سيسمع عند كل صلاة من الصلوات الخمس كلمة من النبي صلى الله عليه وسلم ، أو يشاهد موقفاً معيناً ، فستكون حصيلة العلم الذي يجمعه أبو هريرة رضي الله عنه في اليوم الواحد خمسة أحاديث فقط .

ولا نظن أن أحداً يزعم أن هذا عدد كبير لحال أي صديق مع صديقه ، فكيف بحال أبي هريرة رضي الله عنه المتفرغ للعلم ، وهو يصاحب أعظم الرسل ، وسيد البشر ، محمداً صلى الله عليه وسلم ؟

وعليه ؛ ففي آخر صحبة أبي هريرة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم ستكون حصيلة الأحاديث أكثر من خمسة آلاف حديث .

وهكذا هي فعلا الأحاديث التي تروى عن أبي هريرة في كتب السنة ، نحو (5374) بحسب عددها في " مسند بقي بن مخلد " أضخم موسوعة حديثية مؤلفة ، نقلاً عن الدكتور أكرم العمري في كتابه " بقي بن مخلد ومقدمة مسنده " (ص/19).

فأين هي المبالغة المنسوبة لأبي هريرة رضي الله عنه في روايته للأحاديث ؟

نظن أن أي منصف يتأمل عدد مرويات أبي هريرة رضي الله عنه مع مدة صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم يستنتج أنه لا صحة لهذه الزوبعة التي يثيرها البعض على مرويات أبي هريرة رضي الله عنه .

فكيف إذا علم القارئ الكريم أن الخمسة آلاف حديث المروية لأبي هريرة رضي الله عنه في كتب السنة تشمل الصحيح والضعيف والموضوع ؟ يعني أن بعض هذه الأحاديث التي تُنسب لأبي هريرة رضي الله عنه لم تصح عنه من الأصل .

وكيف لو علم القارئ الكريم أيضاً أن الخمسة آلاف حديثاً المروية لأبي هريرة رضي الله عنه في كتب السنة تشمل المكرر الذي جاء بمتن ونص واحد ولكن تعددت أسانيده وطرقه ؟ فبعض الأحاديث تروى من عشرة طرق ونصها واحد ، فهذه يعدها العلماء عشرة أحاديث وليست حديثا واحداً .

وكيف لو علم القارئ الكريم أيضاً : أن الخمسة آلاف حديثاً المروية لأبي هريرة رضي الله عنه في كتب السنة لم يأخذها كلها من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة ، بل أخذ كثيراً منها عن إخوانه السابقين في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ؟

ثم كيف لو علم القارئ الكريم أيضاً أن أبا هريرة رضي الله عنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أربع سنوات ، وليس ثلاثة فقط .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في مدة صحبة أبي هريرة رضي الله عنه :

" قدم في خيبر سنة سبع ، وكانت خيبر في صفر ، ومات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول سنة إحدى عشرة ، فتكون المدة أربع سنين وزيادة ، وبذلك جزم حميد بن عبد الرحمن الحميري" انتهى .

" فتح الباري " (6/608).

وأما إخبار أبي هريرة رضي الله عنه عن نفسه أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين ، كما وقع في "صحيح البخاري" (حديث رقم/3591) أنه قال : (صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَ سِنِينَ ، لَمْ أَكُنْ فِى سِنِىَّ أَحْرَصَ عَلَى أَنْ أَعِىَ الْحَدِيثَ مِنِّى فِيهِنَّ) .

فهذا محمول على تقديره رضي الله عنه للمدة التي لازم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ملازمة شديدة ، واستثنى الأيام التي ابتعد فيها حين ذهب إلى البحرين ، أو في بداية إسلامه ، أو في أيام الغزوات ، حيث قد لا يتيسر له ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم في يومه وليلته .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" فكأن أبا هريرة اعتبر المدة التي لازم فيها النبي صلى الله عليه وسلم الملازمة الشديدة ، وذلك بعد قدومهم من خيبر ، أو لم يعتبر الأوقات التي وقع فيها سفر النبي صلى الله عليه وسلم من غزوه وحجه وعُمَرِه ؛ لأن ملازمته له فيها لم تكن كملازمته له في المدينة ، أو المدة المذكورة بقيد الصفة التي ذكرها من الحرص ، وما عداها لم يكن وقع له فيها الحرص المذكور ، أو وقع له لكن كان حرصه فيها أقوى ، والله أعلم " انتهى.

" فتح الباري " (6/608) .

فإذا تبين أن صحبة أبي هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أربع سنين ، وأسقطنا من عدد الأحاديث المروية عن أبي هريرة الأحاديث المكررة والضعيفة ، فأي محل يبقى لدعوى مبالغة أبي هريرة رضي الله عنه في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟

ثانياً :

ثم ننقل هنا بعض ما كتبه علماؤنا رحمهم الله في توضيح أسباب كثرة روايات أبي هريرة رضي الله عنه في كتب السنة عن غيره من الصحابة رض الله عنهم .

قال العلامة محمد رشيد رضا رحمه الله :

"لكثرة حديث أبي هريرة رضي الله عنه أسباب ، استخرجناها من عدة روايات :

أحدها : أنه قصد حفظ أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم ، وضبط أحواله ؛ لأجل أن يستفيد منها ، ويفيد الناس ، ولأجل هذا كان يلازمه ويسأله ، وكان أكثر الصحابة لا يجترئون على سؤاله إلا عند الضرورة ، وقد ثبت أنهم كانوا يُسَرُّون إذا جاء بعض الأعراب من البدو وأسلموا ؛ لأنهم كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم .

ومن الدلائل على هذا السبب ما رواه عنه البخاري قال : قلت : يا رسول الله ! من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال : ( لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث) .

وما رواه أحمد عن أُبيّ بن كعب : أن أبا هريرة كان جريئًا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره .

ثانيها : أنه كان يلازم النبي صلى الله عليه وسلم ، ويتبعه حتى في زيارته لنسائه وأصحابه ليستفيد منه ، ولو في أثناء الطريق ، فكانت السنين القليلة من صحبته له كالسنين الكثيرة من صحبة كثير من الصحابة الذين لم يكونوا يَرَوْنه صلى الله عليه وسلم إلا في وقت الصلاة ، أو الاجتماع لمصلحة يدعوهم إليها ، أو حاجة يفزعون إليه فيها ، وقد صرح بذلك لمروان .

وأخرج البغويّ بسند جيد - كما قال الحافظ ابن حجر - عن ابن عمر أنه قال لأبي هريرة :

أنت كنت أَلَزَمَنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمَنا بحديثه .

وفي " الإصابة " عنه أنه قال : أبو هريرة خير مني وأعلم بما يحدث .

وعن طلحة بن عُبيد الله : لا أشك أن أبا هريرة سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم

ما لم نسمع .

ثالثها : أنه كان جيد الحفظ قوي الذاكرة ، وهذه مزية امتاز بها أفراد من الناس كانوا كثيرين في زمن البداوة ، وما يقرب منه ؛ إذ كانوا يعتمدون على حفظهم ، ومما نقله التاريخ لنا عن اليونان أن كثيرين منهم كرهوا بدعة الكتابة عندما ابتدءوا يأخذونها ، وقالوا : إن الإنسان يتكل على ما يكتب فيضعف حفظه ، وإننا نفاخر بحفاظ أمتنا جميع الأمم ، وتاريخهم ثابت محفوظ ، قال الإمام الشافعيّ : أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره ، وقال البخاري مثل ذلك ، إلا أنه قال : عصره . بدل دهره .

وأعظم من ذلك ما رواه الترمذي عن عمر رضي الله عنه أنه قال لأبي هريرة : أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا لحديثه .

رابعها : بشارة النبي صلى الله عليه وسلم له بعدم النسيان ، كما ثبت في حديث بسط الرداء المتقدم – وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة : (ابْسُطْ رِدَاءَكَ . فَبَسَطْهُ . فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ : ضُمّهُ . قال أبو هريرة : فَضَمَمْتُهُ فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَهُ) رواه البخاري (119) - وهو مروي من طرق متعددة في الصحاح والسنن .

خامسها : دعاؤه له بذلك كما ثبت في حديث زيد بن ثابت عالم الصحابة الكبير رضي الله عنه عند النسائي ، وهو : ( أن رجلاً جاء إلى زيد بن ثابت فسأله ، فقال له زيد : عليك بأبي هريرة ، فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ، ندعو الله ونذكره ، إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلينا فقال : عودوا للذي كنتم فيه . قال زيد فدعوت أنا وصاحبي ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمّن على دعائنا ، ودعا أبو هريرة فقال : إني أسألك

مثل ما سأل صاحباي ، وأسألك علمًا لا يُنسى , فقال : سبقكم بها الغلام الدوسي ) – قال الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (4/208) : إسناده جيد -.

سادسها : أنه تصدى للتحديث عن قصد ؛ لأنه كان يحفظ الحديث لأجل أن ينشره ، وأكثر الصحابة كانوا ينشرون الحديث عند الحاجة إلى ذكره في حكم أو فتوى أو استدلال ، والمتصدي للشيء يكون أشد تذكرًا له ، ويذكره بمناسبة وبغير مناسبة ؛ لأنه يقصد التعليم لذاته ، وهذا السبب لازم للسبب الأول من أسباب كثرة حديثه .

سابعها : أنه كان يحدث بما سمعه وبما رواه عن غيره من الصحابة كما تقدم ، فقد ثبت عنه أنه كان يتحرى رواية الحديث عن قدماء الصحابة ، فروى عن أبي بكر وعمر ، والفضل بن العباس وأُبيّ بن كعب ، وأسامة بن زيد وعائشة ، وأبي بصرة الغفاري ، أي : أنه صرح بالرواية عن هؤلاء، ومن المقطوع به أن بعض أحاديثه التي لم يصرح فيها باسم صحابي كانت مراسيل ؛ لأنها في وقائع كانت قبل إسلامه ، ومراسيل الصحابة حجة عند الجمهور .

فمن تدبر هذه الأسباب لم يستغرب كثرة رواية أبي هريرة ، ولم ير استنكار أفراد من أهل عصره لها موجبًا للارتياب في عدالته وصدقه ؛ إذ علم أن سبب ذلك الاستنكار عدم الوقوف على هذه الأسباب .

على أن جميع ما أخرجه البخاري في صحيحه له (446) حديثًا ، بعضها من سماعه ، وبعضها من روايته عن بعض الصحابة ، وهي لو جمعت لأمكن قراءتها في مجلس واحد ؛ لأن أكثر الأحاديث النبوية جمل مختصرة .

فهل يستكثر عاقل هذا المقدار على مثل أبي هريرة أو من هو دونه حفظًا ، وحرصًا على تحمل الرواية وأدائها؟!" انتهى باختصار.

"مجلة المنار" (19/25) .



والله أعلم .

https://islamqa.info/ar/126377

الإسلام سؤال وجواب






 
قديم 27-04-17, 12:08 AM   رقم المشاركة : 18
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


بعد أن حاول أعداء السنة التشكيك في عدالة الصحابة ، كخطوة أولى لتمهيد السبيل ، وفتح الباب للطعن والتشكيك في أفرادهم وآحادهم - طالما أن عدالتهم وديانتهم قد سقطت - ، جاءوا إلى بعض الصحابة الذين عرفوا بكثرة الحديث والرواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجهوا سهام النقد إليهم ، ورموهم بكل نقيصة ، سعياً منهم إلى نزع الثقة فيهم ، وبالتالي إهدار جميع مروياتهم ، وعدم اعتبار أي قيمة لكتب السنة التي أخرجت هذه الأحاديث ، وأجمعت الأمة على تلقيها بالقبول ، وهذا هو ما يريدون التوصل إليه .

ولا يوجد أحد من الصحابة تعرض لحملات جائرة مسعورة ، بمثل ما تعرض له الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه ، وهي حملات ليست جديدة في الحقيقة ، فقد أطلق بعض أهل الأهواء ألسنتهم فيه منذ القدم لتسويغ بدعتهم وانحرافهم ، فنقل الإمام ابن قتيبة في كتابه " تأويل مختلف الحديث " ، الكثير مما رمي به أبو هريرة في القديم من قبل النظَّام و الإسكافي وأمثالهما من أهل البدع والأهواء الذين لهم مواقف معروفه من أكثر الصحابة ، حتى جاء بعض المستشرقين من أمثال " جولد زيهر " ، فوقعوا على أقوال المتحاملين فأخذوا وزادوا ، وأبدؤوا وأعادوا ، ثم طلعوا علينا بآراء مبتسرة وأحكام جائرة ، تلقفها بعض أبناء جلدتنا فأعادوا صياغتها وتعليبها ، وقدَّموها للناس على أنها حقائق علمية ، ونتائج موضوعية لم يسبق التوصل إليها .

فأما " أحمد أمين " فقد وزع طعونه على أبي هريرة في مواضع متفرقة من " فجر الإسلام " ، وكان حديثه عنه حديث المحترس المتلطَّف المحاذر من أن يجهر في حقه بما يعتقده من سوء ، ولكن أسلوبه ، وتحريفه لبعض الحقائق في تاريخ أبي هريرة ، وحرصه على التشكيك في صدقه ، وادعاء شك الصحابة فيه ، والتركيز على عرض الأمور التي يسيء ظاهرها لأبي هريرة ، وإغفال الجوانب الأخرى التي تبين مكانته بين الصحابة والتابعين ، وأئمة الحديث ، وثناءهم عليه ، وإقرارهم له بالصدق والحفظ والإتقان ، مما هو ألصق وأشد تعلقاً بموضوع البحث أكثر من أي شيء آخر ، كل ذلك أبان قصده ، وكشف الستار عن مراده .

وأما " أ بو رية " - عامله الله بما يستحق - فقد كان أفحش ، وأسوأ أدباً من كل من تكلم في حق أبي هريرة من المعتزلة والرافضة ، والمستشرقين قديماً وحديثاً ، مما يدل على سوء نية وخبث طوية ، حيث عرض لترجمته في كتابه " أضواء على السنة المحمدية " ، فيما يربو على خمسين صفحة لم يدع منقصة ، ولا مذمة إلا ألصقها به ، وألف كتاباً مستقلاً ضمنه كل إفك وبهتان ، وملأه بكل جارح من القول ، وتهجم فيه على أبي هريرة وغيره من الصحابة ، ورماهم بالكذب والاختلاق ، وسمى كتابه " شيخ المضيرة أبو هريرة " ، وهو عنوان يقطر حقداً وسخرية وتنقصاً لصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا الكتاب يرجع إليه ويعتمد عليه كل من لا خلاق له ممن يطعن في الصحابة ويسبهم ، وتدور مطاعنه ، في احتقاره ، وازدراء شخصيته ، واتهامه بعدم الإخلاص في إسلامه ، وعدم الصدق في حديثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحبه لبطنه وللمال ، وتشيعه لبني أمية إلى غير ذلك من الإفك والبهتان .

وسنعرض لشيء من هذه المطاعن على جهة الإشارة ، لا على جهة الحصر والاستقصاء ، والوقوف عند التفصيلات والأمثلة ، فذلك أمر يطول ، وقد كفانا مؤنة ذلك الأئمة والعلماء الذين قيضهم الله عز وجل للدفاع عن هذا الصحابي الجليل ، فردوا كل ما قيل في حقة من مطاعن وافتراءات ، وكشفوا نوايا هؤلاء المغرضين ، وبينوا الحق من الباطل ، وميزوا الطيب من الخبيث ، في بحوث ودراسات علمية معروفة ومتداولة ، قائمة على النزاهة في البحث ، بعيدة كل البعد عن الهوى والعصبية ، ويمكن لكل طالب حق أن يرجع إليها ، ليعرف شهادة التاريخ الصادق ، ورأي صحابة رسول الله ، وعلماء التابعين ، وأئمة المسلمين ، في هذا الصحابي الجليل ، ويقارن بعد ذلك بين هذه الصورة المشرقة ، وبين الصورة التي أراد هؤلاء أن يظهروه بها .

فقد غضوا من شأنه ، وطعنوا في أصله ونسبه ، مدعين أنه لم يكن معروفاً في أوساط الصحابة ، وأنه كان غامض الحسب ، مغمور النسب ، ولم يعرف إلا بكنيته ، بدلالة أن الناس اختلفوا في اسمه واسم أبيه اختلافاً كثيراً ، مع أن الخلاف لا يتجاوز عند التحقيق ثلاثة أقوال كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ، ونحن نجد عشرات الصحابة اختلف في أسمائهم إلى أكثر من ذلك ، وكثير منهم إنما اشتهروا بكناهم لا بأسمائهم ، فلماذا هذا التشويش بالذات على أبي هريرة رضي الله عنه ، ومتى كان الاختلاف في اسم الرجل يشينه أو يسقط من عدالته ؟؟.

وزعموا أنه كان مغموراً ، لم يذكر في طبقات الصحابة ، وليست له أي فضيلة أو منقبة ، مع أن المعروف من ترجمته أنه كان ممن هاجر بين الحديبية والفتح في العام السابع من الهجرة ، وأنه صاحَب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولازمه ما يربو على ثلاث سنين ، ويكفيه ذلك فضلاً وشرفاً، وقد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - له ولأمه أن يحببهما إلى عباده المؤمنين كما في الصحيح ، وكان عريف أهل الصفة ، وهم أضياف الإسلام ، وأحباب النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد ذكره الإمام مسلم فيمن لهم فضائل من الصحابة ، وعقد له الإمام النووي باباً في شرحه على مسلم ، وذكر الحاكم في مستدركه جملة صالحة من مناقبه استغرقت بضع صفحات ، وأما البخاري فهو وإن لم يعقد له ترجمة خاصة ، لكنه ذكر فضائله ضمن أبواب كتابه ، ومنها كتاب العلم .

وطعنوا في صدقه وديانته ، وأنه إنما أسلم حباً في الدنيا لا رغبة في الدين ، وهي دعوى يكذبها كل من يطالع سيرته وترجمته ، وما كان عليه رضي الله عنه ، من التقشف والانقطاع إلى العلم والعبادة ، وتبليغ أحاديثه - صلى الله عليه وسلم - .

ثم بحثوا عن كل عيب يمكن إلصاقه به ، حتى ولو كان من الأمور التي لا يعاب المسلم بها ، ولا تعلق لها بالحديث والرواية .

فعيروه بفقره وجوعه ، ومتى كان الفقر عيباً يعير به الإنسان إلا في منطق المتعالين المتكبرين ؟!

وعيروه بأميته ، وهل كانت أمية الصحابي سبباً للطعن فيه في أي عصر من عصور الإسلام ؟!حتى تذكر من جملة المطاعن ، ونحن نعلم أن الكتبة من الصحابة قليل لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة .

وجعلوا من لطافة أخلاقه ، وطيب معشره مدخلاً للنيل منه ، فوصفوه بأنه كان مزاحاً مهذاراً ، مع أنه خلق أكرمه الله به ، وحببه به إلى الناس ، ومتى كان المزاح المباح ، والتلطف إلى الناس والتودد إليهم خلقاً معيباً عند كرام الناس ، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس خلقاً ، ومع ذلك كان يمازح أصحابه ولا يقول إلا حقاً ، وكذلك كان الصحابة رضي الله عنهم ، فما هو الحرج في المزاح إذا كان مباحاً لا إسفاف فيه ، ولا إيذاء لأحد ، وفيه من المعاريض التي تدعو إلى إعمال الفكر والنظر ، وكل الذي ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه ، إنما هو من هذا القبيل ، وأما المزاح الساقط ، المشتمل على المجازفة ورديء القول والفعل ، فحاشا وكلا أن يكون أبو هريرة مما عرف به .

ثم لماذا يركز على هذا الجانب فقط من ترجمة أبي هريرة ، وتغفل الجوانب الأخرى التي عرف واشتهر بها بين الناس ورواها كل من ترجم له ، أين هي أخبار عبادته وصيامه وقيامه ، وتسبيحه وأوراده ؟!، أين هي أخبار كرمه وجوده ، وزهده وتقشفه وإعراضه عن الدنيا ؟! ، لماذا لا تذكر هذه الأمور عند التعرض له ، لا شك أن وراء الأكمة ما وراءها .

ورموه أيضاً بعدم الفقه وقلة الفهم ، وهو محض افتراء على التاريخ ، والواقع أنه كان من فقهاء الصحابة ، ومن كبار أئمة الفتوى ، كما يذكر ذلك أهل التراجم والطبقات فقد ذكره ابن سعد أنه ممن كانوا يفتون بالمدينة منذ مقتل عثمان إلى أن توفي رحمه الله ، وهذا يعني أنه مكث يفتي الناس على ملأ من الصحابة والتابعين ثلاثة وعشرين عاماً ، وكان يعارض أجلاء الصحابة كابن عباس في بعض المسائل ، وعده ابن حزم في فقهاء الصحابة ، وكذا الحافظ بن حجر في الإصابة ، وجمع تقي الدين السبكي جزءاً في فتاوى أبي هريرة ، وقال الإمام الذهبي في " تذكرة الحفاظ " : أبو هريرة الدوسي اليماني ، الحافظ الفقيه ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من أوعية العلم ، ومن كبار أئمة الفتوى ، مع الجلالة والعبادة والتواضع " أهـ ، وعندما ذكر ابن القيم في " إعلام الموقعين " المفتين من الصحابة ، وأنهم كانوا بين مكثر ومقل ومتوسط ، ذكر أبا هريرة من المتوسطين مع أبي بكر الصديق ، و أبي موسى الأشعري ، و معاذ بن جبل ، و جابر بن عبد الله ، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ، فمن زعم بعد ذلك أن أبا هريرة غير فقيه فهو العاري عن الفقه .

وقالوا : إنه لم يكن يكتب الحديث ، بل كان يحدث من ذاكرته ، مع أن ذلك شيء لم ينفرد به أبو هريرة رضي الله عنه ، بل هو صنيع كل من روى الحديث من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عدا عبد الله بن عمرو بن العاص فقد كانت له صحيفة يكتب فيها .

وادعوا كذلك أنه ، لم يكن يقتصر في تحديثه على ما سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مباشرة ، بل كان يحدث عنه ، بما أخبره به غيره ، واعتبروا ذلك منه تدليساً ، مع أن المعروف عند أهل العلم أن رواية الصحابي عن الصحابي وإسناده إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تسمى تدليساً ، بل تسمى إرسالاً ، وقد أجمع أهل العلم على الاحتجاج بمرسل الصحابي وقبوله ، وأن حكمه حكم المرفوع ، لأن الصحابي لا يروي إلا عن صحابي مثله ، والصحابة كلهم عدول ، فكون أبي هريرة يرسل بعض الأحاديث التي سمعها من غيره من الصحابة هذا أمر لا يعيبه ولا ينقص من قدره ، ولا يختص به وحده ، فقد كان ذلك شأن كثير من الصحابة الذين لم يحضروا بعض مجالسه - صلى الله عليه وسلم - إما لاشتغالهم ببعض أمور المعاش ، وإما لحداثة أسنانهم كابن عباس وغيره ، وإما لتأخر إسلامهم ، ويؤيد ذلك قول أنس بن مالك رضي الله عنه : " ما كل ما نحدثكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعناه ولكن لم يكذب بعضنا بعضاً " ، كما أن الأحاديث التي أرسلها هي شيء يسير مقارنة بما سمعه مباشرة بدون واسطة ، وقد تتبع الحافظ العراقي ما رواه عن غيره فجمع عشرين حديثاً فيها ما لا يصح .

وانتقدوا أيضاً كثرة أحاديثه - التي بلغت كما جاء في مسند بقي بن مخلد 5374- ، مع تأخر إسلامه حيث إنه لم يصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ثلاث سنين ، مدعين أن بعض الصحابة قد انتقدوه على إكثاره ، وشكوا فيه .

وكل باحث متجرد يجزم بأن سبب هذه الكثرة إنما هي طول ملازمته للرسول - صلى الله عليه وسلم - في جميع أحواله ، خلال هذه الفترة ، مع ما حباه الله من قوة الحفظ والذاكرة ، ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، أضف إلى ذلك تفرغه التام من الشواغل والصوارف ، فقد كان من فقراء الصحابة ومن أهل الصفة ، ليس له أهل ولا ولد ولا مال ، وكان يلازم النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما يقيم به صلبه ، ولا شك أن المتفرغ للشيء ، المهتم به ، المتتبع له ، يجتمع له من أخباره ، والعلم به في زمن يسير ، ما لا يجتمع لمن لم يكن كذلك .

وبعد أن تفرق الصحابة في الأمصار على عهد الخلفاء الراشدين ، رأى أن من الواجب عليه ، أن يبلغ ما حفظه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أمته ، وخاف عاقبة الكتمان إن هو امتنع عن التحديث ، فتفرغ للعلم والرواية والتحديث ، وكان من الطبيعي أن يثير إكثار أبي هريرة من الحديث استغراب بعض التابعين ، ولكن ما أن يبين لهم سبب ذلك ، حتى يزول هذا الاستغراب والدهشة ، فقد جاء في الصحيحين عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : يقولون : إن أبا هريرة قد أكثر ، والله الموعد ، ويقولون ما بال المهاجرين والأنصار لا يتحدثون مثل أحاديثه ، وسأخبركم عن ذلك : إن إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أَرَضيهم ، وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وكنت ألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ملء بطني ، فأشهد إذا غابوا ، وأحفظ إذا نسوا ، ولقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما : ( أيكم يبسط ثوبه فيأخذ من حديثي هذا ثم يجمعه إلى صدره فإنه لم ينس شيئا سمعه ) ، فبسطت بردة علي ، حتى فرغ من حديثه ، ثم جمعتها إلى صدري ، فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدثني به ، ولولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئا أبدا : {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون *إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم }( البقرة 159- 160) .

ولا يوجد أبداً نص ثابت يفيد بأن الصحابة رضي الله عنهم شكوا فيه ، أو صرحوا بكذبه ، أو منعوا من الاستماع إليه ، بل نصوص التاريخ الثابتة ، كلها تقطع بإقرار الصحابة له بالحفظ ، واعترافهم بأنه كان أكثرهم اطلاعاً على الحديث ، وربما استغرب أحدهم بعض أحاديثه ، ولكنه لا يلبث إلا أن يسلم له ، ويقبل منه ، ويعترف بإحاطته وحفظه .

ذكر ابن سعد في الطبقات أن أبا هريرة رضي الله عنه حدَّث ذات مرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بحديث ( من شهد جنازة فله قيراط ) ، فقال ابن عمر : " انظر ما تحدث به يا أبا هريرة فإنك تكثر الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بيده فذهب به إلى عائشة ، فقال : أخبريه كيف سمعتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ، فصدَّقَت أبا هريرة ، فقال أبو هريرة : يا أبا عبد الرحمن والله ما كان يشغلني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غرس الوَدِيِّ ، ولا الصفق بالأسواق ، فقال: ابن عمر : " أنت أعلمنا يا أبا هريرة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحفظنا لحديثه " وأصله في الصحيح .

وأخرج ابن كثير في تاريخه عن أبي اليسر عن أبي عامر قال : كنت عند طلحة بن عبيد الله ، إذ دخل رجل فقال : يا أبا محمد ، والله ما ندرى هذا اليماني أعلم برسول الله منكم ؟ أم يقول على رسول الله ما لم يسمع ، أو ما لم يقل ، فقال طلحة : " والله ما نشك أنه قد سمع من رسول الله ما لم نسمع ، وعلم ما لم نعلم ، إنا كنا قوماً أغنياء ، لنا بيوتات وأهلون ، وكنا نأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفي النهار ثم نرجع ، وكان هو مسكيناً لا مال له ولا أهل ، وإنما كانت يده مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان يدور معه حيث دار ، فما نشك أنه قد علم ما لم نعلم ، وسمع ما لم نسمع " وقد رواه الترمذى أيضاً .

كل ذلك يؤكد على أن صدق أبي هريرة لم يكن أبداً محل نزاع أو شك عند الصحابة ولا من بعدهم من التابعين .

وأما ما ورد من أن عمر نهاه عن التحديث ، وقال له : " لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس " ، فإنه على افتراض صحة هذه الرواية ، فقد كان ذلك في ظرف معين ، فعندما رأى أبو هريرة رضي الله عنه أن من الواجب عليه أن يحدث الناس بما سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خروجاً من إثم كتمان العلم ، ألجأه ذلك إلى أن يكثر من رواية الحديث ، فربما سرد في المجلس الواحد الكثير من الأحاديث ، وكان عمر رضي الله عنه ، يرى أن يشتغل الناس بالقرآن ، وأن يقلوا الرواية عن رسول الله في غير أحاديث العمل ، وأن لا يحدث الناس بأحاديث الرخص لئلا يتكلوا عليها ، إلى غير ذلك من الأمور ، ومن أجل ذلك قال لأبي هريرة ما قال ، لأنه كان أكثر الصحابة رواية للأحاديث ، فلم يقل ذلك تكذيباً له ولا شكاً في حديثه - وقد ذكر هذا التوجيه الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية - ، كما ذكر أنه أذن له في التحديث بعد ذلك . انظر سير أعلام النبلاء (2/601).

وهذا التوجيه إنما هو على فرض صحة هذه الرواية وثبوتها ، ولكن دون ذلك - كما قال المعلمي في الأنوار الكاشفة - مفاوز وقفار تنقطع فيها أعناق المطي ، وقد ذكر ما يثبت عدم صحة الخبر .

وأما ما يروونه من أن عمر رضي الله عنه ضربه بالدرة ، وقال له : " أكثرت يا أبا هريرة من الرواية ، وأَحْرِ بك أن تكون كاذباً على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فكل ذلك كذب مفضوح ، لا يوجد في أي مصدر معتمد ، وإنما هي أخبار مستقاة من مصادر أقل ما يقال عنها ، إنها مصادر غير معتمدة في البحث العلمي ، ككتب الأدب التي تروي التالف والساقط من الأخبار ، أو كتب أهل الأهواء التي عرف أصحابها ببغض أبي هريرة والافتراء عليه ، وليس لها أي قيمة علمية .

إذاً فإكثار أبي هريرة من الرواية كان مرجعه إلى طول الملازمة ، وعدم الشواغل ، والتفرغ للعلم والتعليم والفتيا ، وتأخر الوفاة ، وعدم الاشتغال بشؤون الحكم والولاية ، فهل يجوز بعد ذلك أن تتخذ كثرة روايته ، وحفظه للحديث مجالاً للطعن في صدقه وأمانته ؟!.

ولم تقف مطاعنهم عند هذا الحد ، فقد افتروا عليه بأنه كان متشيعاً لبني أمية ، يأخذ من معاوية الأعطيات من أجل وضع الأحاديث في ذم علي رضي الله عنه ، مع أن التاريخ والروايات والأخبار كلها تشهد بأن أبا هريرة رضي الله عنه كان محباً لآل البيت ، يعرف قدرهم ومكانتهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يناصبهم العداء قط ، وهو الذي روى الكثير في مناقبهم وفضائلهم ، وبوجه خاص فضائل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، ومن أشهرها حديث الراية يوم خيبر ، وروى في فضائل الحسن و الحسين أكثر من حديث ، وهو الذي كشف عن بطن الحسن رضي الله عنه ، وقال : أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقبل - ، وكان أبو هريرة رضي الله عنه ممن نصر عثمان يوم الدار كما نصره علي وابنه الحسن و الحسين .

بل إن الروايات التاريخية الصحيحة تدل على أنه رضي الله عنه كانت له مواقف صلبة مع بعض الولاة من بني أمية كما في موقفه مع مروان بن الحكم - الذي كان والي المدينة آنذاك ، فقد اصطدم معه حين تدخل مروان في منع دفن الحسن عند الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأغلظ له في الكلام قائلاً : " تدَخَّلُ فيما لا يع************ " ، ولما أراد أن يتخذ مروان من إكثار أبي هريرة للحديث ، سبيلاً إلى إسكاته أجابه بجواب صريح قوي ، حتى تمنى مروان أنه لم يكن أثاره ، وكانت بينهما وحشة استمرت إلى قرب وفاة أبي هريرة ، وكان مما قاله : " إنى أسلمت وهاجرت اختياراً وطوعاً ، وأحببت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حباً شديداً ، وأنتم أهل الدار ، وموضع الدعوة ، أخرجتم الداعى من أرضه ، وآذيتموه وأصحابه ، وتأخر إسلامكم عن إسلامي إلى الوقت المكروه إليكم ، فندم مروان على كلامه له واتقاه " .

وروى البخاري عن عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد قال أخبرني جدي قال : كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة ومعنا مروان قال أبو هريرة : سمعت الصادق المصدوق يقول : ( هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش ) وفي رواية ( غلمة سفهاء ) ، فقال أبو هريرة : " لو شئت أن أقول بني فلان ، وبني فلان لفعلت ، وكان ذلك كما قال الحافظ في الفتح في زمن معاوية رضي الله عنه ، وفي ذلك تعريض ببعض أمراء بني أمية .

بل روي عنه ما هو أصرح من ذلك مما يدل على شجاعته ، وعدم مداهنته ، فثبت عنه أنه كان يتعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان ، ويشير إلى خلافة يزيد بن معاوية لأنها كانت سنة ستين للهجرة ، واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة ، كما ذكر ذلك الحافظ بن حجر في الفتح .

ولكنه مع ذلك كله كان منصرفاً إلى بث السنة وخدمة العلم ، أبى أن يخوض في الفتنة التي وقعت بين علي و معاوية رضي الله عنهما ، كما أبى أن يخوضها عدد من كبار الصحابة ، اجتهاداً منهم بأن هذا هو الموقف الأسلم ، والأبرأ للذمة .

فهل هذه مواقف رجل متهم في دينه وإسلامه ، متشيع لبني أمية كما يريد أن يصوره الأفاكون المبطلون ، عليهم من الله ما يستحقون .

ومما شغب به أهل الأهواء على أبي هريرة حديث الوعائين ، وهو حديث أخرجه البخاري عنه وفيه يقول : " حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم ".
فقالوا لو صح لترتب عليه أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد كتم شيئاً من الوحي عن جميع الصحابة سوى أبي هريرة وهذا لا يجوز بإجماع المسلمين ، وكيف يخص أبا هريرة بعلم ، دون سائر الصحابة ممن هم أرفع منه منزلة وقدراً .

وقد أجاب أهل العلم عن المقصود بهذا الحديث فقالوا : المراد بالوعائين نوعان من الأحاديث التي تلقاها عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فأما النوع الأول : فهو ما يتعلق بأحاديث الأحكام والآداب والمواعظ ، وهذا هو الذي بلَّغه خشية إثم الكتمان ، وأما الآخر فهو ما يتعلق بالفتن والملاحم وأشراط الساعة ، وما سيقع للناس ، والإشارة إلى ولاة السوء ، مما لا يتوقف عليه شيء من أصول الدين أو فروعه ، فهذا هو الذي آثر ألا يذكر الكثير منه حتى لا يكون فتنة للسامع ، أو يسبب له التحديث به ضرراً في نفسه أو ولده أو ماله .

ولعل مما يؤكد ذلك رواية ابن سعد في الطبقات والتي يقول فيها : " لو حدَّثتكم بكل ما في جوفي لرميتموني بالبعر ، فقال الحسن : " صدق والله ، لو أخبرنا أن بيت الله يهدم ويحرق ما صدقه الناس " .

وهذا هو الذي ذكره أهل العلم في توجيه هذا الأثر ، قال الإمام ابن كثير في " البداية والنهاية " : " وهذا الوعاء الذي كان لا يتظاهر به ، هو الفتن والملاحم ، وما وقع بين الناس من الحروب والقتال ، وما سيقع ، التي لو أخبر بها قبل كونها ، لبادر كثير من الناس إلى تكذيبه ، وردوا ما أخبر به من الحق " أهـ .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " : " وحمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم ، وقد كان أبو هريرة يكنى عن بعضه ولا يصرح به ، خوفا على نفسه منهم ، كقوله : " أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان " ، يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية ، لأنها كانت سنة ستين من الهجرة ، واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة ..... ثم قال : " ويؤيد ذلك أن الأحاديث المكتومة ، لو كانت من الأحكام الشرعية ما وسعه كتمانها ، لما ذكره في الحديث الأول من الآية الدالة على ذم من كتم العلم ، وقال غيره : " يحتمل أن يكون أراد مع الصنف المذكور ما يتعلق بأشراط الساعة ، وتغير الأحوال والملاحم في آخر الزمان ، فينكر ذلك من لم يألفه ، ويعترض عليه من لا شعور له به " أهـ .
وأيا كان تأويل الحديث فليس فيه ما يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خصه بشيء من ذلك دون غيره من الصحابة .

كل ذلك نموذج لما قيل في هذا الصحابي الجليل ، وهو يكاد يرجع في أصوله ومعناه إلى ما قاله الأقدمون من أهل الأهواء ، بفارق واحد كما قال العلامة " أحمد شاكر " أن أولئك الأقدمين - زائغين كانوا أو ملحدين - كانوا علماء مطلعين ، أكثرهم ممن أضله الله على علم ، وأما هؤلاء المعاصرون فليس إلا الجهل والجرأة وترديد ألفاظ لا يفهمونها ، بل هم فيها مقلدون متبعون لكل ناعق .

وقد تعرض الحاكم رحمه الله في المستدرك لكل من تكلم في أبي هريرة رضي الله عنه ، وجعلهم أصنافاً ، وكأنما يرد على هؤلاء المعاصرين فقال رحمه الله : " وإنما يتكلم في أبي هريرة لدفع أخباره من قد أعمى الله قلوبهم ، فلا يفهمون معاني الأخبار ، إما معطل جهمي يسمع أخباره التي يرونها خلاف مذهبهم - الذي هو كفر - فيشتمون أبا هريرة ويرمونه بما الله تعالى قد نزهه عنه ، تمويهاً على الرعاع والسفل ، أن أخباره لا تثبت بها الحجة .

وإما خارجي يرى السيف على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا يرى طاعة خليفة ولا إمام ، إذا سمع أخبار أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلاف مذهبهم الذي هو ضلال ، لم يجد حيلة في دفع أخباره بحجة وبرهان ، كان مفزعه الوقيعة في أبي هريرة .

أو قدري اعتزل الإسلام وأهله ، وكفَّر أهل الإسلام الذين يتبعون الأقدار الماضية التي قدرها الله تعالى وقضاها قبل كسب العباد لها ، إذا نظر إلى أخبار أبي هريرة التي قد رواها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في إثبات القدر لم يجد بحجة يريد صحة مقالته التي هي كفر وشرك ، كانت حجته عند نفسه : أن أخبار أبي هريرة لا يجوز الاحتجاج بها .

أو جاهل يتعاطى الفقه ويطلبه من غير مظانه ، إذا سمع أخبار أبي هريرة فيما يخالف مذهب من قد اجتبى مذهبه وأخباره ، تقليداً بلا حجة ولا برهان ، تكلم في أبي هريرة ، ودفع أخباره التي تخالف مذهبه ، ويحتج بأخباره على مخالفيه ، إذا كانت أخباره موافقة لمذهبه .

وقد أنكر بعض هذه الفرق على أبي هريرة أخباراً لم يفهموا معناها ، أنا ذاكر بعضها بمشيئة الله تعالى " أهـ .

ثم أخذ الحاكم يذكر بعض الأحاديث التي استشكلت من أحاديث أبي هريرة ويجيب عنها .

فهذه كلمة الحق في رواية الإسلام أبي هريرة رضي الله عنه ، وهذا هو ما ذهب إليه أئمة الهدى ، وأعلام التقى ، وكبار فقهاء الإسلام ومحدثيه ، وإن صحابياً يظل يحدث الناس سبعاً وأربعين سنة بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - على مرأى ومسمع من كبار الصحابة والتابعين ، ويبلغ الآخذون عنه ثمانمائة من أهل العلم ، لا يعرف أن أحداً من الصحابة بلغ مبلغه في الآخذين عنه ، وكلهم يجمع على جلالته والثقة به ، وينطوي على ذلك تاريخ الإسلام أربعة عشر قرناً من الزمان ، وكلها شهادات حق وصدق في أحاديثه وأخباره ، ليأتي اليوم من يشكك فيه ، ويزعم أن المسلمين جميعاً أئمة وأصحاباً وتابعين ومحدثين كانوا مخدوعين فيه ، ولم يعرفوه على حقيقته ، وأنه كان يكذب ويفتري في الواقع ، فأي إزراء واستخفاف بعقول هذه الأمة وعلومها ودينها أعظم من هذا ، وصدق الله : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }( الحج 46) .

_______________

المراجع :
- السنة ومكانتها في التشريع د.مصطفى السباعي .
- دفاع عن السنة د. محمد أبو شهبة .
- أبو هريرة راوية الإسلام د. محمد عجاج الخطيب .
- موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية ، الأمين الصادق الأمين .
- الحديث والمحدثون محمد أبو زهو .
- المستشرقون والحديث النبوي د. محمد بهاء الدين .
- الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني .

http://articles.islamweb.net/media/i...ang=A&id=60718







 
قديم 27-04-17, 03:23 PM   رقم المشاركة : 19
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


دعوى رد كبار الصحابة أحاديث أبي هريرة


مضمون الشبهة:

يطعن بعض المغرضين في صحة ما رواه أبو هريرة رضي االله عنه٬ ويدعون أن كبار الصحابة قد جرموه وشكوا في مروياته؛ فعمر - رضي االله عنه - قد ضربه وهدده بالنفي لكثرة روايته للحديث٬ وكذلك عثمان وعلي - رضي االله عنهما - قد كذباه٬ وعائشة - رضي االله عنها - قد أنكرت حديثه٬ ويستدلون على ذلك بأنه روى حديث: «من حمل جنازة فليتوضأ»٬ فلم يأخذ به ابن مسعود - رضي االله عنه - ولا ابن عباس - رضي االله عنهما - الذي قال: لا يلزمنا الوضوء من حمل عيدان يابسة.
وأنه روى حديث «متى استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يضعها في الإناء٬ فإن أحدكم لا يدري أين باتت يداه» فلم تأخذ به عائشة٬ وقالت: كيف نصنع بالمهراس»([1([؟
ثم إنه روى الحديث الذي فيه "أمر رسول االله - صلى االله عليه وسلم - بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو ماشية" فقيل لابن عمر: إن أبا هريرة يقول: أو كلب زرع٬ فقال ابن عمر: إن لأبي هريرة زرعا.
رامين من وراء ذلك إلى الطعن في أبي هريرة٬ والتشكيك في عدالته مما يضعف من حجية السنة.

وجوه إبطال الشبهة:

1(إن ما روي عن عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - أنه اتخذ موقفا عدائيا من أبي هريرة - رضي االله عنه - أو أنه قد ضربه لكثرة حديثه - هي روايات ضعيفة لضعف رواتها٬ ولا يصح الاستدلال بها٬ وأما تهديده بالنفي بسبب كثرة رواياته٬ فإن ذلك من عمر لخشيته أتن يضع الناس الأحاديث في غير مواضعها.
2 (لم يثبت أن أيا من عثمان بن عفان أو علي بن أبي طالب - رضي االله عنهما - قد كذب أبا هريرة - رضي االله عنه - أو رد
أحاديثه٬ والروايات في ذلك ضعيفة لا يصح الاستدلال بها.
3 (إن حديث الوضوء من حمل الجنازة حديث حسن أخرجه غير واحد من أئمة الحديث٬ ولم ينفرد به أبو هريرة٬ ولم يذكر أحد من هؤلاء المخرجين إنكار أي من الصحابة له.
4 (إن حديث «متى استيقظ أحدكم من نومه....» والذي يزعم المغرضون إنكار عائشة - رضي االله عنها - له٬ هي ذاتها من رواته٬ لذا فمن غير المعقول أن تنكره على أبي هريرة٬ وإنما كان هذا القول استفسارا من التابعي "قين الأشجعي"٬ وليس إنكارا منه.
5 (إن ابن عمر - رضي االله عنهما - ما قصد أبدا الإساءة إلى أبي هريرة - رضي االله عنه - أو انتقاص قدره٬ وما كذبه في حديث أمر النبي - صلى االله عليه وسلم - بقتل الكلاب٬ وإنما أراد أن حفظ أبي هريرة له كان لحاجته إليه؛ لأنه صاحب زرع٬ وصاحب الحاجة أشد حرصا عليها من غيره.

التفصيل:

أولا. موقف عمر من روايات أبي هريرة:

إن هناك بعض الروايات التي تنسب إلى عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - وتذكر أنه ضرب أبا هريرة - رضي االله عنه - لكثرة
تحديثه٬ ولكن هذه الروايات كلها ضعيفة لضعف رواتها.
فلم يثبت قط أن عمر - رضي االله عنه - ضرب أبا هريرة - رضي االله عنه - بدرته؛ لأنه أكثر الحديث عن رسول االله صلى االله عليه وسلم٬
والرواية التي اعتمد عليها المغرضون نقلوها عن الإمام أبي جعفر الإسكافي المعتزلي٬ تقول: "وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا غير مرضي الرواية٬ ضربه ٬ وهي رواية ضعيفة؛ لأنها من طريق([2])
عمر بالدرة٬ وقال: قد أكثرت من الرواية فأحر بك أن تكون كاذبا على رسول االله " صلى الله عليه وسلم أبي " و هى روآية ضعيفة لأنها من طريق جعفر الإسكافي٬ وهو غير ثقة([3[

وأما تهديد عمر - رضي االله عنه - لأبي هريرة - رضي االله عنه - بالنفي فهو ما روي عن السائب بن يزيد أنه: "سمع عمر يقول لأبي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول االله أو لألحقنك بأرض دوس٬ وقال لكعب: لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة"([4[
ولا يوجد في أية رواية تكذيب عمر لأبي هريرة أو ضربه٬ وكل ما في الأمر أنه نهاه عن كثرة الرواية٬ وقد قال ابن كثير بعد أن أورد هذا الخبر:
"وهذا محمول من عمر على أنه خشي من الأحاديث التي تضعها الناس على غير مواضعها٬ وأنهم يتكلون على ما فيها من أحاديث الرخص٬ وأن الرجل إذا أكثر من الحديث ربما وقع في أحاديثه بعض الغلط أو الخطأ٬ فيحملها الناس عنه أو نحو ذلك"([5[
وروي أن عمر - رضي االله عنه - أذن لأبي هريرة - رضي االله عنه - بعد ذلك في التحديث٬ بعد أن عرف ورعه وخشيته الخطأ٬ قال أبو هريرة: "بلغ عمر حديثي فأرسل إلي٬ فقال: كنت معنا يوم كنا مع الرسول - صلى االله عليه وسلم - في بيت فلان؟ قلت: نعم٬ وقد علمت لأي شيء
٬ قال[6] سألتني٬ قال: ولم سألتك؟ قلت: إن رسول االله - صلى االله عليه وسلم - قال يومئذ: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار») ؛ فعمر - رضي االله عنه - لم يطعن في أبي هريرة٬ وكل "ما صدر منه إنما كان تطبيقا لمنهجه من التثبت في السنة ) أما لا٬ فاذهب فحدث"([7[
( والإقلال من الرواية٬ وأبو هريرة - رضي االله عنه - نفسه٬ كان يذكر لأصحابه شدة عمر - رضي االله عنه - في تطبيق منهجه"([8[
ومما يدل على أن عمر - رضي االله عنه - لم يكذبه ولم يطعن فيه٬ هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة - رضي االله عنه - قال: «أخذت الناس ريح بطريق مكة٬ وعمر بن الخطاب حاج٬ فاشتدت عليهم٬ فقال عمر لمن حوله: من يحدثنا عن الريح؟ فلم يرجعوا إليه شيئا٬ فبلغني الذي سأل عنه عمر من ذلك٬ فاستحثثت راحلتي حتى أدركته٬ فقلت: يا أمير المؤمنين٬ أخبرت أنك سألت عن الريح٬ وإني سمعت رسول االله - صلى الله عليه وسلم - يقول: الريح من روح االله تأتي بالرحمة٬ وتأتي بالعذاب٬ فإذا رأيتموها فلا تسبوها٬ وسلوا االله خيرها٬ واستعيذوا به من شرها»([9[
وبذلك يتضح أن أحدا لم يجب عمر - رضي االله عنه - سوى أبي هريرة رضي االله عنه٬ فهل يعقل بعد هذا أن يكذبه عمر٬ أو يهدده بالنفي وقد عرف حفظه وإتقانه؟!"([10[
وهكذا نجد من عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - كل تقدير وإجلال لأبي هريرة رضي االله عنه٬ ولا نجد منه ما يدل على رده
لأحاديثه أو عدم قبوله إياها٬ مما يدحض زعمهم أن عمر كذب أبا هريرة - رضي االله عنهما - أو ضربه لكثرة تحديثه.
إن سياسة عمر - رضي االله عنه - هذه لم تكن خاصة بأبي هريرة وحده٬ بل كانت عامة٬ وهناك أدلة كثيرة تثبت أن عمر - رضي االله
عنه - لم يكذبه ولم يطعن فيه٬ وفي ذلك تأتي رواية أبي هريرة الصحيحة السالف ذكرها في سؤال ابن الخطاب - رضي االله عنه - عن الريح٬ وإجابة أبي هريرة عن سؤاله هذا٬ لتنفي كل ما ادعاه المفترون من تكذيب عمر - رضي االله عنه - لأبي هريرة - رضي االله عنه - أو الطعن في حديثه أو تهديده بالنفي.. وذلك من وجهين:
1.هل يعقل أن يستحث أبو هريرة - رضي االله عنه - السير إلى عمرـ رضي االله عنه - ليحدثه لو كان قد صدر من عمر - رضي الله عنه - شيء مما ذكر؟ فلو كان مثل هذا قد صدر٬ ما حدث أبو هريرة أمير المؤمنين؛ إذ يكون قد اقتنع بأنه لن يسمع منه بل سيكذبه٬ وهل يعقل من مثل أبي هريرة أن يضرب بالدرة٬ ويكذب٬ ثم يرافق الفاروق في حجه؟!
2.وأما بالنسبة لعمر - رضي االله عنه - فلا يمكن "أن يهدده أو يكذبه بعد ذلك؛ لأنه عرف حفظه حين نسي أصحابه٬ أو عرف[11] سماعه حين لم يسمع أصحابه من الرسول صلى االله عليه وسلم "(
وبذلك٬ يتضح أن ما ادعاه المغرضون من تكذيب عمر لأبي هريرة أو ضربه أو تهديده بالنفي لكذبه هو محض افتراء من أعداء السنة ما أرادوا به إلا ضلالا وإضلالا٬ والروايات التي جاءت في ذلك كلها روايات ضعيفة ولا يصح الاستدلال بها.
ثانيا. موقف علي وعثمان من روايات أبي هريرة:
لم يذكر أي مصدر معتبر من حيث الصحة أن أيا من عثمان بن عفان أو علي بن أبي طالب - رضي االله عنهما - قد كذب أبا هريرة
رضي االله عنه٬ وكذلك لم يثبت أن أيا منهما قد طعن فيه أو منعه من التحديث٬ ولكن كل ما ورد في ذلك رواية ذكرها ابن خلاد٬ قال: حدثنا عبيد الله بن هارون بن عيسى - ينزل جبل رامهرمز - حدثنا إبراهيم بن بسطام٬ حدثنا أبو داود٬ عن عبد الرحمن بن أبي الزناد٬ عن محمد٬ قال أظنه ابن يوسف - قال: سمعت السائب بن يزيد يحدث٬ قال: "أرسلني عثمان بن عفان إلى أبي هريرة٬ فقال: قل له يقول لك أمير المؤمنين: ما هذا الحديث
عن رسول االله صلى االله عليه وسلم٬ لقد أكثرت٬ لتنتهين أو لألحقنك بجبال دوس٬ وأت كعبا٬ فقل له: يقول لك أمير المؤمنين عثمان: ما هذا لحديث قد ملأت الدنيا حديثا٬ لتنتهين٬ أو لألقينك بجبال القردة"([12[
إلا أن الخبر روي عن عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - ولم نر هذه الرواية عن عثمان - رضي االله عنهما - ومما يدل على عدم صحتها ونسبتها إلى عثمان - رضي االله عنه - وقد كانت صلة أبي هريرة قوية بأمير المؤمنين عثمان - رضي االله عنه - مما لا يتصور أن يهدده بالنفي٬ والمعقول أن ينصحه بالحسنى٬ ولو صحت هذه الرواية٬ فليس فيها طعن في أبي هريرة؛ لأنه ينهاه عن الإكثار من الرواية عندما لا تكون هناك حاجة إلى الإكثار فيها٬ وأبو هريرة نفسه لم ير في هذا مطعنا٬ ولم يترك كل هذا أثرا في نفسه٬ فنراه يوم الدار يدافع .
عن الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي االله عنه "([13([
وكذلك بالنسبة لعلي بن أبي طالبـ رضي االله عنه - فلم يحمل "أي مصدر موثوق ما يثبت أنه - رضي االله عنه - كذب أبا هريرة - رضي الله
عنه - أو نهاه عن التحديث٬ إلا أن بعض أعداء أبي هريرة يستشهدون برواية عن أبي جعفر الإسكافي؛ وهي: "أن عليا لما بلغه حديث أبي هريرة قال:
٬ وهذه رواية ضعيفة مردودة؛ لأنها من طريق الإسكافي
(ألا إن أكذب الناس - أو قال أكذب الأحياء - على رسول االله أبو هريرة الدوسي"([14[
وهو صاحب هوى داع إلى هواه غير ثقة.
ومنها ما أورده النظام عن أبي هريرة أن عليا - رضي االله عنه - بلغه قول أبي هريرة رضي االله عنه: "حدثني خليلي٬ وقال خليلي٬ ورأيت خليلي"٬ فقال له علي: متى كان النبي خليلك يا أبا هريرة؟"([15[
على علي٬ وقد كان أبو ذر يقول هذه الكلمة - أي يقول عن النبي صلى االله عليه
([16]
قال المعلمي اليماني: "وهذا من دعاوى النظام( وسلم: خليلي - والنبي - صلى االله عليه وسلم - خليل كل مؤمن وإن لم يكن أحد من الخلق خليلا له - صلى االله عليه وسلم - لقوله: «لو كنت([18])([17] متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر»(
( ومن "الغريب أن البعض ينقل هذا الكلام ويعزوه إلى ابن قتيبة"([19[
وقد تولى ابن قتيبة - رحمه االله - الرد على النظام - على فرض صحة كلام علي: "متى كان النبي خليلك يا أبا هريرة"٬ وبين بطلان دعواه وطعنه في أبي هريرة٬ فقال في كتابه القيم "تأويل مختلف الحديث": "فإن الخلة بمعنى الصداقة والمصافاة٬ وهي درجتان٬ إحداهما ألطف من الأخرى٬ كما أن الصحبة درجتان٬ إحداهما ألطف من الأخرى.
ألا ترى أن القائل: أبو بكر صاحب رسول االله - صلى االله عليه وسلم - لا يريد بهذا القول معنى صحبة أصحابه له٬ لأنهم جميعا صحابة٬ فأية فضيلة لأبي بكر - رضي االله عنه - في هذا القول؟ وإنما يريد أنه أخص الناس به.
وكذلك الأخوة التي جعلها رسول االله - صلى االله عليه وسلم - بين أصحابه٬ هي ألطف من الأخوة التي جعلها االله بين المؤمنين٬ فقال: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) (الحجرات: ١٠ )
(وهكذا الخلة. فمن الخلة التي هي أخص٬ قول االله سبحانه وتعالى: (واتخذ االله إبراهيم خليلا (125) ((النساء: ١٢٥(٬ وقول رسول االله صلى االله عليه وسلم: «لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر»([20([
وأما الخلة التي تعم٬ فهي الخلة التي جعلها االله تعالى بين المؤمنين فقال: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين (67) ((الزخرف). ٬ قال: متى كان خليلك"؟ ([21])
فلما سمع علي أبا هريرة - رضي االله عنهما - يقول:"حدثني خليلي٬ وقال خليلي وكان سيء الرأي فيه
يذهب إلى الخلة التي لم يتخذ رسول االله - صلى االله عليه وسلم - من جهتها خليلا٬ وأنه لو فعل ذلك بأحد٬ لفعله بأبي بكر رضي االله عنه.
وذهب أبو هريرة - رضي االله عنه - إلى الخلة التي جعلها االله تعالى بين المؤمنين٬ والولاية فإن رسول االله صلى االله عليه وسلم - من هذه الجهة - خليل كل مؤمن٬ وولي كل مسلم.) يريد أن الولاية بين رسول االله - صلى
وإلى مثل هذا٬ يذهب في قول رسول االله صلى االله عليه وسلم: «من كنت مولاه٬ فعلي مولاه»([22[
الله عليه وسلم - وبين المؤمنين٬ ألطف من الولاية التي بين المؤمنين بعضهم مع بعض٬ فجعلها لعلي - رضي االله عنه - ولو لم يرد ذلك٬ ما كان لعلي في هذا القول فضل٬ ولا كان في القول دليل على شيء؛ لأن المؤمنين بعضهم أولياء بعض٬ ولأن رسول االله - صلى االله عليه وسلم - ولي كل مسلم ولا فرق بين ولي ومولى([23[
إن عليا قصد في قولته هذه الخلة التي لم يتخذ النبي - صلى االله عليه وسلم - خليلا من جهتها٬ وأنه لو فعل ذلك لفعله بأبي بكر رضي االله عنه٬ وأبو هريرة قصد من الخلة الخلة التي جعلها االله بين المؤمنين أجمعين٬ فالخلة التي قصدها علي هي الخاصة٬ والتي قصدها أبو هريرة خلة عامة٬ وبذلك لم يكذبه علي رضي االله عنه٬ وليس فيه تكذيب لأبي هريرة.
وأيضا من أعجب ما ورد في ذلك ما ادعاه النظام؛ إذ قال: "بلغ عليا أن أبا هريرة يبتدئ بميامينه في الوضوء٬ وفي اللباس٬ فدعا بماء فتوضأ فبدأ ٬ وقد أورد ابن قتيبة هذا الخبر للرد على النظام٬ وليس لاعتقاده صحته.
بمياسره٬ وقال: لأخالفن أبا هريرة"([24[
وهل يقبل إنسان يحب عليا - رضي االله عنه - ويرى فيه إمام أهل البيت وحامل راية الحق٬ وأمير المؤمنين٬ هل يقبل إنسان يؤمن بهذا أن يصدر عن إمامه مثل ذلك الخبر؟ بل هل يصدق مثل تلك الرواية؟ وأغرب من هذه وتلك أن تورد هذه القصة؛ ليستشهد بها على طعن أمير المؤمنين علي - رضي االله عنه - في أبي هريرة وتكذيبه٬ وهي طعن صريح في السنة التي كان عليها علي رضي االله عنه٬ وإن عليا - رضي االله عنه - بريء من هذه الحادثة٬ فإن هذه الرواية موضوعة قد صنعتها يد أعداء أمير المؤمنين٬ وقد ثبت عن علي - رضي االله عنه - في الصحاح: «أنه دخل على ابن عباس - رضي االله عنهما٬ فدعا بوضوء٬ ...فقال: يا ابن عباس٬ ألا أتوضأ لك وضوء رسول االله صلى االله عليه وسلم؟ - قال ابن عباس - قلت: بلى فداك
٬ وهذا "الخبر صحيح يعارض الخبر السابق
(أبي وأمي٬ قال: فوضع له إناء... ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا٬ ثم يده الأخرى مثل ذلك»([25[
الضعيف٬ وإن من الخطأ الذي لا يغتفر أن ينساق المرء وراء ميوله وأهوائه٬ حتى ينتهي إلى ما يخالف به أصوله وسيرة قدوته٬ ويستشهد بما يطعن في مرشده ومعلمه٬ لقد ثبت تمسك علي - رضي االله عنه - بسنة رسول االله - صلى االله عليه وسلم - فهل يعقل أن يخالف سنة الرسول الكريم؛ لأنه (يسيء الظن بأبي هريرة كما يدعي المفترون؟ لا يقول هذا أحد قط٬ وإن قاله فهو من أعداء علي - رضي االله عنه - لا من شيعته"([26[
والاستشهاد بالحق أولى من الاستشهاد بما يخالف الحقيقة والتاريخ٬ فالنظام بذلك يعيب عليا - رضي االله عنه - ولا يمدحه ولا يعيب أبا هريرة؛ لأنه يتبع السنة.
وهكذا نرى أن الزعم بأن كبار الصحابة وعلى رأسهم عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب - رضي االله عنهما - قد اتخذوا موقفا عدائيا من أبي هريرة - رضي االله عنه - وأنهم قد ردوا أحاديثه هو زعم باطل وواه لا يقوم عليه دليل٬ بل هو محض افتراء ما أريد به إلا ضلال وإضلال.
ثالثا. حديث الوضوء من حمل الجنازة:
إن ما رواه أبو هريرة عن النبي - صلى االله عليه وسلم - من حديث الوضوء من حمل الجنازة هو حديث حسن٬ ولم يثبت صحة إنكار أي من الصحابة له؛ فإذا رجعنا إلى نص الحديث كما في منتقى الأخبار عن أبي هريرة - رضي االله عنه - عن النبي صلى االله عليه وسلم «من ٬ ورواه الترمذي بسنده عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ:
(غسل ميتا فليغتسل ومن حمله فليتوضأ»٬ قال: رواه الخمسة٬ ولم يذكر ابن ماجه الوضوء»([27[
٬ ثم قال: وفي الباب عن علي - رضي االله عنه - وعائشة رضي االله عنها٬ قال أبو عيسى:
(«من غسله الغسل ومن حمله الوضوء٬ يعني الميت»([28[
حديث حسن٬ فالحديث خرجه غير واحد منه أئمة الحديث٬ كما أنه لم ينفرد به أبو هريرة٬ مما ينفي التهمة عنه٬ وقد صحح ابن أبي حاتم عن أبيه أن وقفه على أبي هريرة أصح٬ وسواء أكان الحديث مرفوعا أو موقوفا فلم يذكر أحد من المخرجين له إنكار ابن مسعود ولا غيره من الصحابة عليه٬ نعم
ذكر صاحب "مسلم الثبوت" الحديث بلفظ: «من حمل جنازة فليتوضأ» وأن ابن عباس لم يأخذ به٬ وقال: " لا يلزمنا الوضوء من حمل عيدان يابسة" ([29]
وكتب الأصول لا يعتمد عليها في ثبوت الأحاديث والروايات"( وكذلك فإننا نجد أن الأدلة قد تعارضت في هذا الباب٬ فبينما نجد الترمذي وغيره من الأئمة روى هذا الحديث عن أبي هريرة وغيره من الصحابة
نجد البخاري يخرج في صحيحه - تعليقا - عن ابن عمر ما خالفه٬ فيقول: "وحنط ابن عمر - رضي االله عنهما - ابنا لسعيد بن زيد وحمله وصلى ولم ٬ فمن ثم اختلف الصحابة ومن جاء بعدهم من العلماء في هذا.
(يتوضأ"([30[
قال الإمام أبو عيسى الترمذي: "وقد اختلف أهل العلم في الذي يغسل الميت٬ فقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صلى االله عليه وسلم - وغيرهم: إذا غسل ميتا فعليه الغسل٬ وقال بعضهم عليه الوضوء٬ وقال مالك ابن أنس: أستحب الغسل من غسل الميت ولا أرى ذلك واجبا٬ وكذا قال الشافعي٬ وقال أحمد ابن حنبل: من غسل ميتا أرجو ألا يجب عليه الغسل٬ وأما الوضوء فأقل ما قيل فيه٬ وقال إسحاق: لابد من
وهكذا نجد أن المسألة محل اختلاف بين الأئمة٬([31]
الوضوء"٬ وقد روي عن عبد االله بن المبارك أنه قال: "لا يغتسل ولا يتوضأ من غسل الميت"(
فمن قائل بالوجوب٬ ومن قائل بالندب٬ بل قال بعضهم: "إن ما رواه أبو هريرة وغيره منسوخ٬ قال الحافظ في الفتح وقال أبو داود بعد تخريجه: هذا (منسوخ ولم يبين ناسخه"([32[
وفي مقابل هذه الروايات الموضوعة المختلقة عن أبي هريرة - رضي االله عنه - التي يرويها أهل الأهواء للطعن في السنة٬ فإن الروايات الكثيرة الصحيحة التي تشهد بعدالة أبي هريرة - رضي االله عنه - من قبل الصحابة٬ ثم إجماع الأمة على عدالته وفوق كل ذلك وقبله تعديل االله ورسوله وشهادة الأحاديث النبوية بعدالة أبي هريرة وهي كثيرة ومشهورة وصحيحة صريحة - ألا يكفي كل ذلك في دحض مزاعم المفترين على أبي هريرة؟!
وهكذا يتبين صدق أبي هريرة في رواية هذا الحديث الذي رواه غيره٬ وكذب المفترين على أبي هريرة٬ وصدق االله سبحانه وتعالى (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات االله وأولئك هم الكاذبون (105) ((النحل).
رابعا. حديث غسل الأيدي بعد الاستيقاظ حديث صحيح رواه أبو هريرة وعائشة أيضا:
لقد زعم خصوم السنة أن هذا الحديث لم تأخذ به عائشة - رضي االله عنها - إيهاما لنا أنه لم يروه إلا أبو هريرة وأن عائشة اعترضت عليه ولم تأخذ به؛ لعدم ثقتها في أبي هريرة٬ ثم اختلقوا كلاما لم تنطق به عائشة ولا ورد عنها وهو: "فكيف نصنع بالمهراس"٬ فلا يوجد هذا القول لعائشة - رضي االله عنها - في كتب الحديث٬ والثابت - أيضا - أن هذا الحديث لم ينفرد بروايته أبو هريرة؛ فقد رواه ابن عمر - أيضا - بل ذكر الترمذي أنه نقل عن عائشة ذاتها.
قال المعلمي اليماني: "إن عائشة - رضي االله عنها - لم تتكلم في هذا الحديث بحرف٬ وإنما يروى عن رجل يقال له قين الأشجعي أنه قال لأبي هريرة لما ذكر الحديث: "فكيف تصنع إذا جئنا مهراسكم هذا؟ فقال أبو هريرة: أعوذ باالله من شرك"٬ كره أبو هريرة أن يقول مثلا: إن المهراس ليس بإناء٬ والعادة أن يكون ماء الإناء قليلا٬ وماء المهراس كثيرا٬ أو يقول: أرأيت لو كانت يدك ملطخة بالقذر! أو يقول: إن وجدت ماء غيره٬ أو وجدت ما تغرف به فذاك٬ وإلا رجوت أن تعذر٬ أو نحو ذلك؛ لأن أبا هريرة - رضي االله عنه - كان يتورع عن تشقيق المسائل٬ ويدع ذلك لمن هو أجرأ وأشد غوصا على المعاني منه٬ وقد كان النبي - صلى االله عليه وسلم - يلتزم في الوضوء أن([33] يغسل يديه ثلاثا قبل إدخالها الإناء٬ ثبت ذلك من حديث عثمان وعبد االله بن زيد ولا يخفى ما في ذلك من رعاية النظافة والصحة"(
والحديث كما في مسند أبي يعلى وأحمد وغيرهما عن أبي هريرة٬ قال: قال رسول االله صلى االله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم من نومه فليفرغ على يديه من إنائه فإنه لايدري أين باتت يده٬ فقال قين الأشجعي: كيف تصنع إذا جئنا مهراسكم هذا؟ قال: أعوذ باالله من شرك ([34] ياقين»( ([35]
والحديث مروي في كتب السنة كلها٬ ولكن قدمنا مسند أحمد وأبا يعلى؛ لذكرهما قصة قين الأشجعي٬ فقد ورد عند البخاري( من طرق متعددة عن أبي هريرة صلى االله عليه وسلم. ([36]
ومسلم( ولو افترضنا صحة "اعتراض عائشة عليه فهو في مجال فهم الحديث٬ لا في مجال الشك والريبة في الصحابي الجليل؛ فقد فهم من الحديث وجوب. (غسل الأيدي٬ وفهمت هي عدم الوجوب٬ وهو قول الجمهور"([37[
ويوضح د. محمد أبو شهبة أنه رغم تعدد طرق الحديث وكثرتها: "إلا أن هذا الكلام لم يرد عن عائشة بتاتا٬ يقول: إن هذا الحديث رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة من طرق عدة٬ ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
قال الترمذي: "وفي الباب عن ابن عمر وجابر وعائشة كما روي من فعله - صلى االله عليه وسلم - عن علي وعثمان وجبير بن نفير؛ فالحديث ثابت عن أبي هريرة وغيره من قول الرسول وفعله٬ وغير معقول إنكار عائشة على أبي هريرة وهي من رواته٬ ولكن الطاعن حاطب ليل لا شأن له بالتحقيق. فمن ثم سقط ما هدف إليه الطاعنون من تجريح أبي هريرة واتهامه بالكذب.
وقد نبه شارح "مسلم الثبوت" الشيخ اللكنوي إلى أن هذا الإنكار لم يثبت عن عائشة ولا ابن عباس٬ وإنما هو من رجل يقال له: قين الأشجعي٬ تابعي من أصحاب عبد االله بن مسعود٬ جرت بينه وبين أبي هريرة قصة٬ ثم ذكر رواية أبي هريرة وقول "قين" له: "فإذا جئنا مهراسكم هذا فكيف نصنع؟"
ثم ألا يجوز أن يكون "قين" يريد الاستفسار ولا يريد الاستشكال والإنكار٬ وهذا هو الذي ينبغي أن يحمل عليه حال الرجل المسلم٬ ولو سلمنا ( أنه يريد الإنكار٬ فإنكار التابعي على الصحابي لا يعول عليه ولا يقدح في عدالته"([38[
وبهذا يتأكد أن السيدة عائشة - رضي االله عنها - لم تنكر حديث غسل اليدين بعد الاستيقاظ على أبي هريرة٬ وكيف ذلك وهي - أيضا - من رواة هذا الحديث؟! وإنما كان استفسارا من تابعي وهو "قين الأشجعي"٬ وهذا لا يقدح في الصحابي ولا التابعي المستفهم عن أمور دينه.
خامسا. الاستثناء من تحريم اقتناء الكلاب:
إن تعليق ابن عمر على زيادة أبي هريرة " أو كلب زرع" هو تفسير لطيف٬ يريد به أن أبا هريرة حفظ هذا الحديث؛ لأن عنده زرعا يذكره بذلك.
والحديث كما في صحيح مسلم عن ابن عمر «أن رسول االله - صلى االله عليه وسلم - أمر بقتل الكلاب٬ إلا كلب صيد٬ أو كلب([39]
غنم٬ أو ماشية٬ فقيل لابن عمر: إن أبا هريرة يقول: أو كلب زرع٬ فقال ابن عمر: إن لأبي هريرة زرعا»(
فليس في كلام ابن عمر هذا تكذيب لأبي هريرة٬ وكل ما في الأمر أن أبا هريرة حفظ هذا الحديث؛ لأن عنده زرعا يذكره بالحكم الوارد في الحديث٬ قال النووي في شرحه للحديث "قوله: «قال ابن عمر: إن لأبي هريرة زرعا» وقال سالم في الرواية الأخرى: وكان أبو هريرة يقول: «أو كلب حرث» وكان صاحب حرث٬ قال العلماء: ليس هذا توهينا لرواية أبي هريرة٬ ولا شكا فيها٬ بل معناه أنه لما كان صاحب زرع وحرث اعتنى بذلك وحفظه وأتقنه٬ والعادة أن المبتلى بشيء يتقنه ما لا يتقنه غيره٬ ويتعرف من أحكامه ما لا يعرفه غيره٬ وقد ذكر مسلم هذه الزيادة وهي اتخاذه للزرع من رواية ابن المغفل٬ ومن رواية سفيان بن أبي زهير عن النبي صلى االله عليه وسلم٬ وذكرها -
أيضا - مسلم من رواية ابن الحكم٬ واسمه عبد الرحمن بن أبي نعيم البجلي عن ابن عمر٬ فيحتمل أن ابن عمر لما سمعها من أبي هريرة٬ وتحققها عن النبي - صلى االله عليه وسلم - رواها عنه بعد ذلك٬ وزادها في حديثه الذي كان يرويه بدونها٬ ويحتمل أنه تذكر في وقت أنه سمعها من النبي - صلى االله عليه وسلم - فرواها٬ ونسيها في وقت فتركها.
والحاصل أن أبا هريرة ليس منفردا بهذه الزيادة٬ بل وافقه جماعة من الصحابة في روايتها عن النبي - صلى االله عليه وسلم - ولوانفرد بها لكانت مقبولة مرضية مكرمة"([40([
وقد قال ابن عساكر: "قول ابن عمر هذا - "إن لأبي هريرة زرعا" - لم يرد به التهمة لأبي هريرة٬ وإنما أراد أن أبا هريرة حفظ ذلك؛ لأنه كان صاحب زرع٬ وصاحب الحاجة أحفظ لها من غيره٬ وقد أخبرنا أبو سلمان أحمد بن إبراهيم٬ قال: قد زعم بعض من لم يسدد في قوله - ولم يوفق لحسن الظن بسلفه - أن ابن عمر إنما أخرج قوله هذا مخرج الطعن على أبي هريرة٬ وأنه ظن به التزيد في الرواية لحاجته إلى حراسة الزرع٬ قال:
وكان ابن عمر يرويه لا يذكر فيه كلب الزرع٬ قال أبو سليمان: وإنما ذكر ابن عمر هذا تصديقا لقول أبي هريرة٬ وتحقيقا له٬ ودل به على صحة روايته
وثبوتها؛ إذ كان كل من صدقت حاجته إلى شيء كبرت عنايته به٬ وكثر سؤاله عنه٬ يقول: إن أبا هريرة جدير بأن يكون عنده العلم٬ وأن يكون قد
سأل رسول االله - صلى االله عليه وسلم - عنه٬ لحاجة كانت إليه؛ إذ كان صاحب زرع٬ يدل على صحة ذلك فتيا ابن عمر بإباحة اقتناء كلب ٬ وإذا أبى الطاعنون هذا التفسير٬ فماذا يقولون في رواية ابن عمر نفسه التي ذكر فيها كلب الزرع؟! والتي رواها الزرع بعد ما بلغه خبر أبي هريرة"([41[
الإمام أحمد عن أبي الحكم البجلي عن عبد االله بن عمر٬ قال: "قال رسول االله صلى االله عليه وسلم: «من اتخذ كلبا غير كلب زرع أو ضرع أو صيد ( نقص من عمله كل يوم قيراط٬ فقلت لابن عمر: إن كان في دار وأنا له كاره؟ قال: هو على رب الدار الذي يملكها»([42[
وذكر الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه لمسند أحمد كل الروايات الواردة في الحديث وطرقها وأن فيها روايات صحيحة ليست عن أبي هريرة وطابقت روايته ثم قال:
" فهذه الروايات تدل على أن ابن عمر لم يكن ينكر على أبي هريرة روايته٬ وإنما كان يروى كل منهما ما سمع٬ بل إن ابن عمر روى عن أبي هريرة الزيادة التي جاءت في روايته٬ ولم يكن هؤلاء الرجال الصادقون المخلصون يكذب بعضهم بعضا٬ بل كانت أمارتهم الصدق والأمانة رضي االله عنهم"([43[
ولم تكن "هذه الزيادة نتيجة دافع نفسي أو عامل شخصي٬ وما كان أبو هريرة ليكذب على رسول االله - صلى االله عليه وسلم - ولو كان في ذلك نجاته"([44[
ومن ثم فإنه يتأكد أن ابن عمر - رضي االله عنه - ما قصد الإساءة إلى أبي هريرة إطلاقا٬ وإنما أراد أن الذي جعل أبا هريرة يحفظه ويهتم به أنه في حاجة إليه؛ لأنه صاحب زرع.
ويكفي أبا هريرة شرفا أن النبي - صلى االله عليه وسلم - قال فيه: «اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين٬ وحبب إليهم المؤمنين٬ ٬ فمن طعن في أبي هريرة فليراجع إيمانه فإنه حبيب كل مؤمن٬ وكل مؤمن حبيبه
(قال أبو هريرة: فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني»([45[
بنص هذا الحديث النبوي الشريف.
وهكذا تتأكد لنا مكانة الصحابي الجليل المفترى عليه أبي هريرة - رضي االله عنه - وأنه لا يفتري عليه إلا حاقد أو منافق معلوم النفاق.

الخلاصة:

 إن ما نسب إلى عمر - رضي االله عنه - من أنه ضرب أبا هريرة بدرته؛ لكثرة تحديثه عن الرسول - صلى االله عليه وسلم - هي رواية ضعيفة
ورواتها ضعاف؛ لذلك لا يحتج بها ولا يعول عليها.
 إن موقف عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - وسياسته العامة في رواية الحديث هي الإقلال٬ فكان ينهى عن كثرة الرواية؛ خشية من الأحاديث التي يضعها الناس على غير مواضعها٬ لا شكا في حفظهم٬ وكان أبو هريرة من بين المكثرين فنهاهه كما نهى غيره.
 لقد أذن عمر لأبي هريرة في التحديث٬ وقال له: "فاذهب فحدث"٬ بعدما تيقن من قوة حفظه ودقته وبعده عن الخطأ٬ وهذا يدل على ثقته بأبي هريرة وجدارته بالرواية عن رسول االله - صلى االله عليه وسلم - وإن أكثر منها.
 لم يثبت في أي من المصادر الموثوق بها أن أيا من عثمان بن عفان أو علي بن أبي طالب - رضي االله عنهما - كذب أبا هريرة - رضي االله عنه - أو منعه من التحديث٬ أو طعن فيه٬ وما ورد في ذلك هي روايات ضعيفة٬ وإن صحت - جدلا - فليس فيها طعن٬ ولكنه نهى عن الإكثار من الرواية خاصة ما لاتدركه عقول العامة.
 إن حديث أبي هريرة عن النبي - صلى االله عليه وسلم - في الوضوء من حمل الجنازة هو حديث حسن٬ ولم يثبت إنكار أي من الصحابة له٬ ولكنه محمول على الاستحباب لا الوجوب٬ بالإضافة إلى أن الحديث لم يرو عن أبي هريرة وحده وإنما روي عن علي وعائشة.
 إن حديث أبي هريرة - رضي االله عنه - عن النبي - صلى االله عليه وسلم - في غسل الأيدي بعد الاستيقاظ٬ حديث صحيح له رواة آخرون غير أبي هريرة٬ وعلى رأسهم السيدة عائشة - رضي االله عنها - ومن ثم٬ لا يعقل إنكارها لهذا الحديث وهي من رواته٬ وإنما كان هذا القول الذي استدل به هؤلاء هو استفسار من التابعي "قين الأشجعي" لما أشكل فهمه عليه.
 إن قول ابن عمر - رضي االله عنهما: "إن لأبي هريرة زرعا" في تعليقه على حديث أبي هريرة رضي االله عنه «من اقتنى كلبا إلا كلب صيد...»٬ ليس فيه انتقاص من قدر أبي هريرة - رضي االله عنه - أو إنكار عليه٬ لكنه تفسير لطيف من ابن عمر - رضي االله عنهما - يريد به أن الذي جعل أبا هريرة - رضي االله عنه - يحفظه ويهتم به هو حاجته إليه؛ لأن عنده زرعا.
 ومما يزيد الأمر وضوحا أن الحديث روي عن ابن عمر بعد ذلك بهذه الزيادة التي سمعها عن أبي هريرة فدل ذلك على ثقته في قول أبي هريرة لا تكذيبه كما ادعى هؤلاء.


http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=03-01-0065







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:37 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "