كذبه أن الله يفنى إلا وجهه
كذب على أهل السنة حيث سماهم وهابيين ثم زعم أنهم « قالوا: إن الله تعالى يفنى إلا وجهه، ولا بد أنهم يحلوا المشكلة بقولهم: يفنى فناء يليق بجلاله، ويهلك هلاكاً يليق بجلاله» (الوهابية والتوحيد ص133).
وهذا من كذب الكوراني وجهله بلغة العرب.
فإن تفسير الآية عندنا : إلا ما أريد به وجهه كما حكاه الطبري وقاله مجاهد وسفيان الثوري (فتح الباري8/505). لا سيما وأن الآية مسبوقة بالنهي عن دعاء إله آخر ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه.
ووجه كل شيء أوله. فيكون أول ما يعمله المرء موجها الى الله. قال تعالى وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (آل عمران:72).. والوجه القصد بالفعل من ذلك قوله تعالى ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله
وذلك بجعل وجهة العمل خالصة لله. هذا في الدنيا. وأما في الآخرة فإن من دخل الجنة لا يهلك ويصح أن يكون من مستثنيات الآية.
أما الرافضة فقد اختبطوا في تفسيره فجعلوا المستثنى (إلا وجهه) بمعنى إلا الأئمة.
غير أنهم قالوا بتفسيرنا. فقد فسر الطوسي قوله تعالى كل شيء هالك إلا وجهه بمعنى أن كل فعل يتقرب به إلى غيره فهو هالك» (الأمالي3/50). ولا يزال الطوسي ومتقدموا مذهبهم شر من متأخريهم.
وجمع الطبرسي بين الآيتين كل شئ هالك إلا وجهه وقوله تعالى ويبقى وجه ربك أثناء تعليقه على حديث « الدنيا ملعونة ملعون ما فيها» (مكارم الأخلاق453).
وروى الكليني في ذلك عن أبي عبد الله قال « (كل شيء هالك إلا وجهه) من أتى الله بما أمر من طاعة محمد صلى الله عليه وآله فهو الوجه الذي لا يهلك» (الكافي1/143 التوحيد للصدوق ص149).
أكذوبته حول أطيط العرش
يدعي الكوراني أن أهل السنة صححوا حديث أطيط العرش (الوهابية والتوحيد ص63).
والحديث هو « إن كرسيه وسع السماوات والأرض، و إنه يقعد عليه، ما يفضل منه مقدار أربع أصابع-ثم قال بأصابعه فجمعها – و إن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله» (مجمع الزوائد10/159).
ثم ذكر قول الهيثمي « رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن خليفة الهمذاني وهو ثقة».
ولكن في كلام الهيثمي إشارة إلى أن عبد الله خليفة غير ليس من رجال الصحيح. وقد صرح أهل العلم أن عبد الله بن خليفة ليس ثقة إلا عند ابن حبان دون غيره. وابن حبان متساهل في التوثيق بالاتفاق (أنظر سلسلة الضعيفة للألباني2/257).
بل قد قال الذهبي عن ابن خليفة « لا يكاد يعرف» (ميزان الاعتدال4/89).
وقد حكم الألباني على الحديث بأنه منكر (سلسلة الضعيفة2/256 ح رقم866 وكذلك ح رقم4978 وكذلك ح رقم4978 وتخريجه للسنة لأبي عاصم ح رقم574).
وأعله شيخ الاسلام بالاضطراب في سنده ومتنه. (مجموع الفتاوى16/434-436). وذكره كمثال على الأحاديث الضعيفة التي يرويها بعض المؤلفين في الصفات.
وقد حكم بضعفه جمع من أهل السنة كابن كثير في تفسيره (1/311).
فمن أين لهذا الكوراني الكذاب أن يدعي تصحيح أهل السنة له؟
وأما عبارة الهيثمي (رجاله رجال الصحيح) فهي لا تعني عند أهل الفن بالرواية تصحيح السند. لأن كون الرواة من رجال الصحيح لا يلزم منه صحة الرواية إذ قد تكون هناك علل أخرى من الاختلاط والتدليس إلخ.
فأين التصحيح المزعوم يا شيخ علي الكوراني؟؟؟
حديث رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في خضر عليه نعلان من ذهب
زعم الكوراني الكذاب أن الألباني صحح الحديث بهذا النص « رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في خضر عليه نعلان من ذهب. على وجهه فراش من ذهب» (الوهابية والتوحيد ص174).
وهو كذاب فإن الشيخ الألباني صحح القسم الأول منه والذي هو (رأيت ربي في المنام في أحسن صورة). وهكذا ورد فقط في السنة لأبي عاصم من غير الزيادة التي افتراها الكوراني. وانما اكتفى ابن أبي عاصم بقوله « وذكر كلاما». هكذا الرواية فقط من غير زيادة (عليه نعلان من ذهب كما فعل الكذاب الكوراني الذي أورد النص كاملا في كتابه بما فيه (عليه نعلان من ذهب..الخ) ثم افترى على شيخنا بأنه صححه بهذا النص.
قال الألباني « حديث صحيح بما قبله» والحديث الذي قبله هو هكذا (إن ربي أتاني الليلة في أحسن صورة). ثم قال الألباني « وإسناده ضعيف مظلم» (السنة لأبي عاصم ح رقم 471).
قال الهيثمي » قال ابن حبان أنه حديث منكر لأن عمارة بن عامر بن حزم الأنصاري لم يسمع من أم الطفيل ذكره في ترجمة عمارة في الثقات« (مجمع الزوائد7/179).
قلت: وفيه مروان ابن عثمان حكى الذهبي طعن أهل العلم به (ميزان الاعتدال7/42).
كذلك فعل الخطيب البغدادي في مروان بن عثمان (تاريخ بغداد13/311).
كذلك فعل ابن الجوزي في (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية1/29).
كذبه على ابن تيمية
قال الكوراني « ابن تيمية، يرمي إمام الحرمين وحجة الإسلام الغزالي بأنهما أشد كفراً من اليهود والنصارى» (الوهابية والتوحيد ص209).
الجواب: أين وصفهما بذلك؟
الكوراني كما قال ليس بحاجة الى أن يأتي بالدليل على كذبه. فإنه تكفي العمامة ولا يحتاج معها الى الاتيان بالدليل فإن العمامة تنوب عن الدليل.
زعم الكوراني أن ابن تيمية متورط في القول بقدم العالم. (الانتصار2/87).
وهو كذاب فيما يقول. لأنه نقل في الصفحة التالية قول ابن تيمية « ثم يقال لهؤلاء إن كنتم تقولون بقدم السموات والأرض ودوامها فهذا كفر وهو قول بقدم العالم وإنكار انفطار السموات والأرض وانشقاقهما ، وإن كنتم تقولون بحدوثهما ، فكيف كان قبل خلقهما هل كان منتشراً متفرقاً معدوماً ثم لما خلقهما صار موجوداً مجتمعاً ، هل يقول هذا عاقل [مجموع الفتاوى2ـ188] .
ونقل قول ابن تيمية ((بل القول بقدم العالم قول اتفق جماهير العقلاء على بطلانه)) (الانتصار2/89).
زعم الكوراني أن ابن تيمية يعتقد بقدم العالم بذاته لا بنوعه لأنه تبنى حديث أبي رزين. (الانتصار2/93).
وأنا لا أفهم معنى قول الكوراني (تبنى الحديث). هل يعني أن ابن تيمية قد صحح حديث أبي رزين العقيلي « أين كان ربنا يا رسول الله؟ قال كان في عماء» أي كان في الغمام.
فقد وجدت ابن تيمية يرويه بصيغة التمريض كما في (مجموع الفتاوى5/315 وبيان تلبيس الجهمية2/343). بل ونقلها عن أبي عبد الله الرازي أيضا بصيغة التمريض (بيان تلبيس الجهمية1/590).
وتأمله في كتاب الاستقامة يصحح حديث الجارية غير أنه لا يصحح حديث أبي رزين بعده (الاستقامة1/126).
غير أنه وصف الحديث في موضع آخر بأنه حديث مشهور (مجموع الفتاوى2/275). ومجرد وصف الحديث بأنه مشهور لا يعني حكما بالصحة عليه. فقد دون العلماء كتبا في الأحاديث المشتهرة وحكموا بضعفها. مثل كتاب (الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة) للسيوطي.
وهذا إسناد ضعيف لأن وكيع بن حدس مجهول كما أفاده البيهقي والذهبي [الأسماء والصفات 479 ميزان الاعتدال 335]. وقد ضعّفه جمع من العلماء. وعلى كل حال وبالرغم من الضعف فالرواية عند البيهقي، ولكن النص (ثم استوى عليه) وليس (ثم استولى عليه).
فجاء الكوراني الظالم واعتبر ذلك اعتقادا بأزلية بعض المخلوقات لمجرد وصف ابن تيمية للحديث بالشهرة.
كذبة أخرى على ابن تيمية
قال الكوراني « أما ابن تيمية فتصور أن صفات الله تعالى كصفات الأشياء الطبيعية ، لا يمكن اثباتها لله تعالى الا بأن يكون سبحانه جسماً» (الانتصار2/13).
- قلت: بالطبع لا يلزم أن يأتي الكوراني بالدليل ما دام يضع على رأسه عمامة تخفي جريمة الكذب.
وهو يتهمه بذلك بينما ابن تيمية يحكم بكفر وضلال من يعتقد بأن الله له شبيه كما حكم على معتقد نزول الله كنزول البشر بأنه ضال بل كافر.
فقد قال في مجموع الفتاوى: « فمن قال إن علم الله كعلمي، أو قدرته كقدرتي .. أو استواؤه على العرش كاستوائي أو نزوله كنزولي، أو إتيانه كإتياني: فهذا قد شبه الله بخلقه، تعالى الله عما يقولون، وهو ضال خبيث مبطل بل كافر » [مجموع الفتاوى 11/482 الرسالة التدمرية 20 ط: المكتب الإسلامي].
ولكن الكوراني الجاني يتجاهل ذلك.
الكوراني المدلس
قال الكوراني نقلا عن كشف الارتياب – مع إخفائه حقيقة أن من ينقل عنه يماثله في هوية الرفض – بأن ابن تيمية هو أول من زقا بهذا القول – يعني بأن الله يتكلم بحرف وصوت (الوهابية والتوحيد ص217).
وصاحب هذا الكتاب هو محسن الأمين العاملي، ولكن الكوراني يوهم القارئ بأنه يحتج علينا من كتب مشايخنا.
كذب الكوراني أن ابن تيمية قال إن الله ينزل كنزولي
فزعم ان ابن تيمية قال إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا! ونزل ربعة من ربع المنبر. ونقل ذلك عن كتاب ابن بطوطة (الوهابية والتوحيد ص82).
ولكن أين قال ذلك؟ هل نقل عن كتاب لاين تيمية؟ الجواب بالطبع كلا.
لننظر ماذا قال في مجموع الفتاوى:
قال ابن تيمية « فمن قال إن علم الله كعلمي، أو قدرته كقدرتي .. أو استواؤه على العرش كاستوائي أو نزوله كنزولي، أو إتيانه كإتياني: فهذا قد شبه الله بخلقه، تعالى الله عما يقولون، وهو ضال خبيث مبطل بل كافر » [مجموع الفتاوى 11/482 الرسالة التدمرية 20 ط: المكتب الإسلامي].
وقال: « ونزوله واستواؤه ليس كنزولنا واستوائنا » [مجموع الفتوى 5/352]. فالدليل من كتاب ابن تيمية نفسه أقوى شهادة من هذه الروايات والإشاعات.
فهكذا ترى الكوراني يتجاهل ما صرح به ابن تيمية في كتبه واعتمد ما أورده خصومه ضده. وهذا قمة في الظلم.
مع انه كان يطالب أهل السنة بالحكم على الشيعة من خلال مصادر الشيعة لا من خلال ما يتهمهم به الآخرون (أنظر الوهابية والتوحيد ص276).
ومعلوم أن ابن تيمية قد سُجن بقلعة دمشق قبل مجيء ابن بطوطة إليها بأكثر من شهر، واتفق المؤرخون أنه اعتقل بقلعة دمشق لآخر مرة في اليوم السادس من شعبان سنة 726ه ولم يخرج من السجن إلا ميتًا، بينما ذكر المؤلف في الصفحة (102) من كتابه هذا أنه وصل دمشق في التاسع من رمضان ». وهذا ما نص عليه الحافظ ابن كثير والحافظ ابن رجب والحافظ ابن عبد الهادي حيث ذكروا أن ابن تيمية مكث في السجن في السادس من شعبان سنة ست وعشرين سنة 726 حتى موته [طبقات الحنابلة 2/405 البداية والنهاية 14/123 العقود الدرية 329].
أن رحلة ليست من كتب التاريخ المعتمدة، وليس مؤلفها معروفًا من أهل العلم، وإنما كان من عوام المتصوفة، وقد غلب على رحلته زيارة أضرحة الأولياء والتبرك بقبورهم وتقبيل أعتابها حتى إن الشيخ حسن السائح أشار إلى هذه الحقيقة في مقدمته لكتاب « تاج المفرق في تحلية علماء المشرق » للشيخ خالد بن عيسى البلوي. وأنه ربما سمع باسم عالم من علماء البلد التي زارها فيذكر اسمه في الرحلة ولو لم يتصل به اتصالاً شخصيًا كما فعل في تونس حين ذكر عَلَمًا من أعلامها وهو ابن الغماز.
وصرح الحافظ ابن حجر أن ابن بطوطة لم يكتب تفاصيل رحلته وإنما جمعها منه أبو عبد الله بن جزى وكان البلفيقي يتهمه بالكذب [الدرر الكامنة 3/480] وهذا يفيد أن ابن بطوطة ليس هو الذي كتب تفاصيل رحلته بيده.
تناقض وافتراء
وهكذا ينقل الكوراني من كتاب ابن بطوطة أن ابن تيمية كان يقف علىالمنبر ويقول « إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا!» (الوهابية والتوحيد ص83).
بينما تجد الكوراني يقول « إن المذاهب يجب أن تؤخذ من أفواه قائليها وأصحابهم المختصين بهم ومن هو مأمون في الحكاية عنهم، ولا يرجع فيها إلى دعاوى الخصوم» (الوهابية والتوحيد ص299).
ولكن هذه القاعدة لا يدخل فيها الشيعة فإنهم من طينة خاصة تجيز لهم أن يخرجوا أنفسهم من هذه القاعدة متى ما أرادوا.
لقد حكم ابن تيمية على من يقول بأن (الله ينزل كنزولي) بالكفر. فقد قال في مجموع الفتاوى: « فمن قال إن علم الله كعلمي، أو قدرته كقدرتي .. أو استواؤه على العرش كاستوائي أو نزوله كنزولي، أو إتيانه كإتياني: فهذا قد شبه الله بخلقه، تعالى الله عما يقولون، وهو ضال خبيث مبطل بل كافر » [مجموع الفتاوى 11/482 الرسالة التدمرية 20 ط: المكتب الإسلامي].
وقال: « ونزوله واستواؤه ليس كنزولنا واستوائنا » [مجموع الفتوى 5/352].
والآن ماذا تحكم على هذا الكوراني المفتري المتناقض؟
ادعاؤه ان ابن تيمية يعتقد انه يشبه الله
ادعى أن لله عند ابن تيمية شبيها وهو آدم.. وشبيها آخر هو ابن تيمية، وأنه لا مانع من تشبيه الله بخلقه، وأن معبوده موجود في منطقة فوق السماء التي نراها، وأنه وجود مادي جالس على العرش (الوهابية والتوحيد ص 91).
هل حقا أن ابن تيمية لا يمانع بالتشبيه؟
إن ابن تيمية يلتزم بهذا القانون « المشبِّه يعبد صنماً، والمعطّل يعبد عدماً» (الرسالة التدمرية39).
فكيف تدعي يا شيخ الشيعة ومرجعها أنه لا مانع عند ابن تيمية من التشبيه وهو يعتبر التشبيه وثنية؟؟؟
هل بعد هذا يبقى لشيخ الشيعة ومفتيها علي الكوراني مصداقية عند الناس.
وابقوا معنا لتقفوا على المزيد من أكاذيب الكوراني وأباطيله.