عند العرب نجود كثيرة ذكرها الحموي في معجم البلدان: (5/265) وصاحب تاج العروس (2/509) وذكروا منها: نجد البرق باليمامة ونجد خال ونجد اجاء ونجد العقاب بدمشق ونجد اليمن ونجد الحجاز ونجد العراق .
وقد روى مسلم في هذا الباب أيضاً الكثير من الأحاديث حيث أشار النبي صلى الله عليه و سلم إلى أرض بعينها قائلا (وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ الْمَشْرِقِ إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ).
جاء في هذا الحديث التصريح بالنص على [ العراق ] من حديث ابن عمر وابن عباس ومن مرسل الحسن أخرجه أبو نعيم في الحلية و الفسوي في المعرفة والتاريخ وابن عساكر وابو الشيخ كما ذكره الهندي في كنز العمال: (14/135) (10/60)
الروايات الاخرى للحديث المبينه ان المقصود هو المشرق
وهي الرواية التى عند الامام احمد والطبراني : قال قال رسول الله اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا فقال رجل ومشرقنا فقال رسول الله هنالك الزلازل والفتن ومن هناك يطلع قرن الشيطان ...
واصرح منه رواية ابو نعيم في الحلية من حديث ابن عمر الحديث السابق ..فقال رجل وفي عراقنا فأعر ض عنه وقال فيها الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان .
وعند الطبراني في الاوسط وقال الهيثمي رجاله ثقات الحديث السابق فقال رجل والعراق قال : ان بها قرن الشيطان وتهيج الفتن وان الجفاء بالمشرق
صحيح البخاري :
[ حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم .
قال في فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( رأس الكفر نحو المشرق ) في رواية الكشميهني " قبل المشرق " وهو بكسر القاف وفتح الموحدة أي من جهته , وفي ذلك إشارة إلى شدة كفر المجوس , لأن مملكة الفرس ومن أطاعهم من العرب كانت من جهة المشرق بالنسبة إلى المدينة , وكانوا في غاية القسوة والتكبر والتجبر ]
والفرس كانوا يحكمون نجد العراق ولم يكونوا أبداً في نجد الحجاز .
قال الكرماني في شرحه للبخاري : (24/168) :
[ ومن كان بالمدينة الطيبة -صلى الله على ساكنها وسلم - كان نجده بادية العراق وهي مشرق أهلها ] أ.هـ.
قال ابن عبد البر في التمهيد : (1/279) :
[ وبها يطلع قرن الشيطان قال أبو عمر دعاؤه صلى الله عليه وسلم للشام يعني لأهلها كتوقيته لأهل الشام الجحفة ولأهل اليمن يلملم علما منه بأن الشام سينتقل إليها الإسلام وكذلك وقت لأهل نجد قرنا يعني علما منه بأن العراق ستكون كذلك وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم]. أ. هـ.
وقال ايضا: 017/12):
[ في هذا الحديث علم من أعلام نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لإخباره بالغيب عما يكون بعده والفتنة ههنا بمعنى الفتن ... فأخبر صلى الله عليه وسلم عن إقبال الفتن من ناحية المشرق وكذلك أكثر الفتن من المشرق انبعثت وبها كانت نحو الجمل وصفين وقتل الحسين وغير ذلك مما المطلوب ذكره مما كان بعد ذلك من الفتن بالعراق وخراسان إلى اليوم ]
قال الخطابي :
[ نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق أهلها] أ.هـ.
قال الشيخ محمد اشرف الهندي في كتابه (اكمل البيان في شرح حديث نجد قرن الشيطان) قال:
[ والحق الذي اتفق عليه الشراح ودلت عليه الحقائق التاريخية والحوادث الماضية : أن نجد العراق هي مبدأ الفتن والشرور .. فلذلك أبى رسول الله عليه الصلاة والسلام ان يدعوا لنجد العراق]
قول الالباني رحمه الله :
: وإنما أفضت في تخريج هذا الحديث الصحيح وذكر طرقه وبعض ألفاظه, لأن بعض المبتدعة المحاربين للسنة والمنحرفين عن التوحيد - يعني الشيعة - يطعنون في الإمام محمد بن عبد الوهاب مجدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية, ويحملون الحديث عليه باعتباره من بلاد ( نجد ) المعروفة اليوم بهذا الاسم, وجهلوا أو تجاهلوا أنها ليست المقصودة بهذا الحديث , وإنما هي ( العراق ) كما دل عليه أكثر طرق الحديث, وبذلك قال العلماء قديماً كالإمام الخطابي وابن حجر العسقلاني وغيرهم . وجهلوا أيضاً أن كون الرجل من بعض البلاد المذمومة لا يستلزم أنه هو مذموم أيضاً إذا كان صالحاً في نفسه, والعكس بالعكس فكم في مكة والمدينة والشام من فاسق وفاجر, وفي العراق من عالم وصالح, وما أحكم قول سلمان الفارسي لأبي الدرداء حينما دعاه أن يهاجر من العراق إلي الشام : أما بعد, فأن الأرض المقدسة لا تقدس أحداً, وإنما يقدس الإنسان بعمله . السلسلة الصحيحة (( 5 / 302-305 ))