بسم الله الرحمن الرحيم
***
إلى من لا يزال مخدوعاً بالبوطي!!!
إلى من لا يزال يعتبره عالماً يجب احترامه....
نقول:
إنّ الحقّ أحبُّ إلينا من الدنيا وما عليها....ويعرفُ الرجالُ بالحقِّ ولا يُعرف الحقُّ بالرجال...
اعرف الحقَّ تعرف أهله!!!...وليس العلم بكثرة التأليف ولا بالشهرة الزائفة!!
إنّما العلمُ الخشية.....( إنّما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)
والعالم الحقُّ يقول كلمةَ الحقّ ...
( و إذ أخذ الله ميثاقَ الذين أوتوا الكتاب لتبيّنُنَه للناس ولا تكتمونه )
وإنْ لم يستطع فعلى الأقلّ يسكت كما سكتَ غيره!
والبوطي لم يقل كلمة الحقّ ولم يسكت...بل قال الباطلَ وناصر الطاغوت وافترى على
المسلمين...فكانَ بحقٍّ إمامَ المضلّين!!
وهو عالمُ سوءٍ من الطراز الأول....والله سبحانه وتعالى ذمّ علماء السوء بأوصافٍ لم يوصف بها حتى الطواغيت والفراعنة والجبابرة!!...وهذا لما في التلبيس على العباد في دينهم من الخطر العظيم ولما في حالهم من الفتنة للناس في دينهم ومعتقدهم!!
ففي كتاب الله تجد أنّ الله وصف علماء السوء بأنّهم كالحمير التي تحمل الكتب على ظهرها ولكنّها لا تنتفع بها:
((مثلُ الذين حُمّلوا التوراةَ ثمّ لم يحملوها كمثل الحمارِ يحملُ أسفارا ))
ووصف الله عالم السوء بأنّ مثله كمثل الكلب!!:
(( وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ وَاتـَّــبَعَ هَوَاهُ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذيِنَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ))
وقد تكلّم الإمام ابن القيّم بكلامٍ قيّم حول هذه الآية الكريمة أنقل منه ما يلي:
يقول ابن القيم رحمه الله: فشبَّه سبحانه مَن آتاه كتابه وعلَّمه العلمَ الذي منعه غيرَه فترك العمل به واتَّبع هواه وآثر سخط الله على رضاه، ودنياه على آخرته، والمخلوقَ على الخالق
بالكلب الذي هو مِن أخبث الحيوانات وأوضعها قدراً، وأخسِّها نفساً، وهمَّته لا تتعدى بطنه، وأشدها شرهاً وحرصاً، ومِن حرصه أنَّه لا يمشي إلا وخطمه في الأرض يتشمَّم ويستروح حرصاً وشرهاً...)
وهكذا هي أنفس علماءِ السوء كأنفس الكلاب بل أسوءَ حالاً..ولا حول ولا قوة إلّا بالله!
وضلالُ البوطي وانحرافه لم يكنْ وليد الأشهر الأخيرة وإنّما كان منذ عقود خلتْ....
وهو ذنبٌ للبعث النُصيري منذ القِدَم!!...ولكنْ يأبى الله إلّا أنْ يفضح المنافقين ولو بعد حين!
(ما كان الله ليذرَ المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيثَ من الطيّب)
أمّا الذين ما يزالون يرقّعون للبوطي ويعتذرون له...وأنّه قد يكون مكرهاً وووو...فنقول لهم:
إنّ دعوى الإكراهِ باطلةٌ من وجوه:
أولاً: لو كان البوطي يريد الحقّ ويحرص عليه لفرّ بدينه كما فرّ الكثير من علماء سوريا كأمثال الشيخ محمد علي الصابوني والشيخ عدنان العرعور والشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وغيرهم....لكنّ الذي رأيناه أنّ البوطي يتزلّف للعصابة البعثية منذ القدّم ويرقع لها الكفر البواح!
ثانياً: لنفترض جدلاً أنّه لم يستطع الفرار بدينه _إن كان عنده دين_ إلى خارج سوريا..فهذا ليس دليلاً على الإكراه!..فهذا شيخ قرّاء الشام الشيخ محمد كريم راجح وهو عالمٌ كبير سنّاً وقدراً لمْ يتزلف لحزب البعث وقال كلمة الحقّ ولم يقل الباطل وهو داخل سوريا وليس خارجها! وقد مُنِع من الخطابة....فلماذا لم يكن البوطيُّ مثله؟!؟
أيضاً الشيخ أسامة الرفاعي حفظه الله قال كلمة الحقّ وتحمّل تبعاتها وتمّ اقتحام مسجده في ليلة القدر..وعاث الكفرة فيه فساداً ,,، وتمّ ضرب الشيخ وأُدخل المستشفى ولكنّه صبر!!
فلماذا لم يكن البوطيُّ مثله؟!!
ثالثاً: لو صحّ أنّهُ أُكره على قول الباطل...هل يُعتبرُ إكراهاً مشروعاً؟!!!
الجواب:لا....لأنّه هو من أتى برجليه إلى الفتنة يوم أن كان يتزلّف وما يزال للمجرمين البعثيين وأمضى نصف عمره تقريباً في أحضانهم...ثمّ بعد ذلك يقال إنّه مكرهٌ!! والحقيقةُ هي أنّه لا وجه للإكراه في هذه الحال ...خاصة إذا علمنا أنّ بعض المسلمين الأوائل لمّا أُمروا بالهجرة إلى المدينة ..لم يهاجروا بل بقوا في مكة _شحّاً بالموطن والسكن_وقد كان باستطاعتهم أن يهاجروا!!..و يوم بدرٍ أُرغموا وأُجبروا على الخروج مع المشركين لتكثير سوادهم وقد قتل منهم من قُتل! فهل قبل الله عذرهم بالإكراه؟؟؟
اسمع ماذا أنزل الله فيهم لتعرفَ هل قبل الله عذرهم أم لا؟؟!!
(إنّ الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعةً فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا )
إذن...
البوطي ليس مكرهاً على قول الباطل بل هو داعيةٌ إلى الضلال والباطل منذ زمن..ولو كان مكرهاً _كما يزعم البعض_ لما كان لإكراهه وجهٌ مقبول لما أسلفنا من الأدلة..
ونتمنّى من الذين ينتصرون للبوطي أن يتحرروا من الأغلال وأن يكون انتصارهم لدين الله والحق ولدماء المسلمين المهدورة في سوريا وللأعراض الطاهرة التي دنّسها المرتدون!
وأن يعلموا أنّ الله لا يحبّ المجادلة عن الظالمين والخائنين:
((ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إنّ الله لا يحبُّ منْ كان خواناً أثيما))
والله الموفق
_________
عاشق الفلوجة