العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ سليمان بن صالح الخراشي رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-18, 01:54 PM   رقم المشاركة : 1
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road


قصة ( جبلة بن الأيهم ) ورجوعه للنصرانية بسبب لطمة ! ( فاعتبروا يا أهل الحميّات ) !

بسم الله الرحمن الرحيم


هو ملك نصارى العرب : جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث بن أبي شمر، واسمه المنذر بن الحارث.


شهد اليرموك مع الروم أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ثم أسلم بعد ذلك في أيام عمر.


فلما بلغ عمرَ إسلامُه فرح ، ثم بعث يستدعيه ليراه بالمدينة.


وقيل: بل استأذنه جبلة في القدوم عليه فأذن له، فركب في خلقٍ كثير من قومه.


فلما سلّم على عمر ، رحّب به عمر وأدنى مجلسه، وشهد الحج مع عمر في هذه السنة، فبينما هو يطوف بالكعبة إذ وطئَ إزارَه رجلٌ من بني فَزارة ؛ فانحل، فرفع جبلة يده فهشم أنف ذلك الرجل !


فاستعدى عليه الفَزاري إلى عمر ، ومعه خلقٌ كثيرٌ من بني فزارة.


فاستحضره عمر ..


فاعترف جبلة.


فقال له عمر: أقدته منك .


فقال: كيف، وأنا مَلِكٌ وهو سُوقة ؟!


فقال: إن الإسلام جمعك وإياه، فلستَ تفضُله إلا بالتقوى.


فقال جبلة: قد كنتُ أظن أن أكون في الإسلام أعزَّ مني في الجاهلية !


فقال عمر: دع ذا عنك، فإنك إن لم تُرضِ الرجلَ أقدته منك.


فقال: إذن أتنصر !


فقال: إن تنصرتَ ضربتُ عنقَك !


فلما رأى الجِدَّ قال: سأنظر في أمري هذه الليلة .


فانصرف من عند عمر، فلما ادلهمّ الليل ركب في قومه ومَن أطاعه فسار إلى الشام ؛ ثم دخل بلاد الروم ، ودخل على هرقل في مدينة القسطنطينية، فرحّب به هرقل ، وأقطعه بلادًا كثيرة، وأجرى عليه أرزاقًا جزيلة، وأهدى إليه هدايا جميلة، وجعله من سُمّاره.


فمكث عنده دهرًا.


ثم إن عمر كتب كتابًا إلى هرقل مع رجلٍ يُقال له: جثامة بن مساحق الكناني.



فلما بلغ هرقل كتاب عمر بن الخطاب ؛ قال لجُثامة : هل لقيتَ ابن عمك جبلة ؟


قال: لا !


قال: فالقه .


فذكر جُثامة اجتماعه به وما هو فيه من النعمة والسرور والحبور الدنيوي، في لباسه وفرشه ومجلسه وطيبه وجواريه، حواليه الحسان من الخدم والقيان، ومطعمه وشرابه وسروره وداره التي تعوَّض بها عن دار الإسلام.


وذكر أنه دعاه إلى الإسلام والعَود إلى الشام ..


فقال جبلةُ : أبعدَ ما كان مني من الارتداد ؟



فقال: نعم ! إن الأشعث بن قيس ارتدّ وقاتلهم بالسيوف، ثم لما رجع إلى الحق قُبل منه ، وزوَّجه الصديق بأخته أم فروة.


فالتهى عنه بالطعام والشراب.


وعرض على جُثامة الخمرَ ! فأبى عليه، وشرب جبلة من الخمر شيئًا كثيرًا ، حتى سَكِر، ثم أمر جواريه المغنيات فغنينه بالعيدان من قول حسان يمدح بني عمه من غسان..



ثم سكت طويلاً ، ثم قال لهن: بكِّينني، فوضعنَ عِيدانهنّ ونكّسنَ رؤوسَهنّ وقلنَ:




تنصرت الأشرافُ من عارِ لطمةٍ * وما كان فيها لو صبرتُ لها ضررْ


تكنفني فيها اللجاج ونخوةٌ * وبعت بها العين الصحيحة بالعورْ


فيا ليت أمي لم تلدني وليتني * رجعتُ إلى القول الذي قاله عمرْ


ويا ليتني أرعى المَخاض بقَفرةٍ * وكنتُ أسيرًا في ربيعة أو مضرْ


ويا ليت لي بالشام أدنى معيشةٍ * أجالس قومي ذاهبَ السمع والبصرْ


أدين بما دانوا به من شريعةٍ * وقد يصبر العَود الكبير على الدَبَرْ


فلما قَدِم جُثامة على عمر وأخبره خبرَه ، قال عمر : ورأيتَه يشرب الخمر؟ !


قال: نعم !


قال: أبعده الله ! تعجّل فانيةً بباقيةٍ ، فما ربحت تجارتُه





* " البداية والنهاية " ؛ لابن كثير - باختصار وتصرف يسير - .






  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:30 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "