بسم الله الرحمن الرحيم,
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين,
تقدم بيان أن تقسيم البدع إلى أقسام الأحكام الخمسة لا يستقيم , ثم بيان قصد من قسم البدع بالبدعة الواجبة و المندوبة و المباحة و أنها ليست من بدع الصوفية التعبدية في شيء, بل على العكس قد عد من قَسَّم البدع البدع التعبدية من أبواب البدع المكروهة و المحرمة. و سبب الخلط بين البدع التعبدية و ما سماه بعض العلماء بالبدع الحسنة أسباب: منها الجهل بمصادر الشريعة و وسائل فهمها , و منها إتباع الهوى في الأحكام و منها تحسين الظن بالعقل في الشرعيات. و آفة المبتدعة جهلهم بأحوال السلف الصالح في إنكار البدع و التشدد فيها ,و إتباعهم لأقوال المتأخرين و كأن تفضيل القرون جاء من النبي –صلى الله عليه و سلم – في القرن الآخر فالآخر , و نضرب هنا أمثالا من مواقف السلف في إنكار البدع لمن كان له قلب تكون بإذن الله علما يهتدى به في معرفة أصل البدعة و إنكارها و من تأمل ما أنكروه و قارنه بحال البدع اليوم لوجد أن البدع في زمانهم لا تعد شيئا بالنسبة للطوام التي وقع فيها الصوفية اليوم. و نبدأ إنشاء الله بالصحابة فمن بعدهم, و مواقفهم واضحة لا تحتاج إلى تعليق و لكن أعلق في النادر على ما دلس في فهمه الآخرون:
(1) عن سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه- أنه سمع رجلا يقول في تلبيته: لبيك ذا المعارج. فقال له: " إن الله ذا المعارج و لكن لم نكن نقول ذلك مع نبينا –صلى الله عليه و سلم-" رواه أحمد و البزار و الطحاوي و البيهقي و أبو يعلى و الداراقطني. مع أن هذه الزيادة أقرها النبي –صلى الله عليه و سلم- من رواية جابر, و لكن الصحابي الجليل أنكرها من حيث أنه لم يسمعها مع النبي –صلى الله عليه و سلم-, فبين لنا أن الأصل في العبادات ما ورد عن النبي –صلى الله عليه و سلم- و أن ما أحدثه الناس في العبادات و إن لم يخالف نواهي الشرع الخاصة فهو مردود على صاحبه.
(2) " عمرو بن سلمة : كنا نجلس على باب عبدالله بن مسعود قبل صلاة الغداة فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد فجائنا أبو موسى الأشعري فقال: أخرج إليكم أبو عبدالرحمن؟ قلنا: بعد لا, فجلس معنا حتى خرج , فلما خرج قمنا إليه, فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيرا قال فما هو فقال إن عشت فستراه قال رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول هللوا مائة فيهللون مائة ويقول سبحوا مائة فيسبحون مائة, قال فماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئا إلا إنتظار رأيك, و إنتظار أمرك, قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم و ضمنت أن لا يضيع من حسناتهم, ثم مضى و مضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا :يا أبا عبد الله حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قال : فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم : هؤلاء صحابة نبيكم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده انكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة
قالوا : والله يا ابا عبد الله ما أردنا الا الخير قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا " أن قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم " وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ، ثم تولى عنهم ، فقال عمرو بن سلمة : رأيت عامة اولئك الحلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج " رواه الدارمي. فنرى هنا إجتماعهم على هذا الذكر و أداؤهم بصيغة جماعية حيث يأمرهم زعيم الحلقة بنوع الذكر و عدد التكرار و مع هذا فقد أنكر عليهم الصحابيان.
(3) عن نافع أن رجلا عطس إلى جنب ابن عمر –رضي الله عنهما- فقال "الحمد لله و السلام على رسوله" , قال ابن عمر: " و أنا أقول: الحمدلله و السلام على رسول الله, و ليس هكذا علمنا رسول الله –صلى الله عليه و سلم-, علمنا أن نقول: الحمدلله على كل حال" – رواه الترمذي و الحاكم.
(4) عن عبدالله بن عمر –رضي الله عنهما- قال: " كل بدعة ضلالة و إن رأها الناس حسنة" – اللالكائي و ابن بطة و البيهقي و ابن نصر
(5) عن مجاهد : كنت مع ابن عمر فثوب رجل في الظهر أو العصر فقال: اخرج بنا فإن هذه بدعة" و معنى التثويب: هؤلاء الذين يقومون على أبواب المساجد يقولون: الصلاة الصلاة" –رواه أبو داود
(6) عن سعيد بن المسيب: أنه رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين, يكثر فيها الركوع و السجود فنهاه, فقال: يا أبا محمد! يعذبني الله على الصلاة؟! قال: " لا و لكن يعذبك على خلاف السنة" رواه البيهقي و الخطيب و عبدالرزاق و الدارمي فلاحظ كيف شابه هذا الرجل في تبريره لما فعل أنه مجرد صلاة ما يبرر به الصوفية بدعهم أنها مجرد ذكر و صلاة و مدائح نبوية؟!
(7) قال النخعي: " لو أن أصحاب محمد –صلى الله عليه و سلم- مسحوا على ظفر لما غسلته إلتماس الفضل في إتباعهم" – رواه الدارمي
(8) و روى ابن حبيب عن ابن الماجشون قال : سمعت مالكا _ رحمه الله _ يقول : ( من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ، لأن الله تعالى يقول : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) المائدة :3 فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا ).
(9) عن سفيان قال: سمعت مالك بن أنس و أتاه رجل فقال: يا أبا عبدالله! من أين أحرم؟ قال: " من ذي الحليفة, من حيث أحرم رسول الله –صلى الله عليه و سلم- فقال: إني أحرم من المسجد من عند القبر. قال: " لا تفعل فإني أخاف عليك الفتنة" فقال: و أي فتنة في هذه؟! إنما هي أميل أزيدها!!. قال: " و أي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله –صلى الله عليه و سلم-؟ إني سمعت الله يقول "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" رواه الخطيب و أبو نعيم و البيهقي. قلت : رحم الله أبا عبدالله فكيف به إذا سمع من يزعم أن بدعته توصله إلى مقام المراقبة و الشهود و الإحسان!!
(10) قال الأوزاعي: " اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم و قل بما قالوا وكف عن ما كفوا عنه وسلك سبل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم" – رواه اللالكائي و البيهقي و قال: " ما جاء عن أصحاب النبي –صلى الله عليه و سلم- هو العلم و ما لم يجيء عن واحد منهم فليس بعلم"
هذا و الله أعلم و صلى الله و سلم على نبيه محمد و على آله و صحبه و سلم.
بالنسبة للأخ إسماعيل, تقول:
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
لو فرضنا أنهم جميععاً يحملون فكر الإمام الشاطبي و القرافي ... و لا يجوز أن نجعل أقوال الإمام الشاطبي و القرافي و غيرهم ممن رأوا أن التقسيم غير وارد .. لا ينبغي أن نجعل أقوالهم هي الصحيحة و نرمي بأقوال غيرهم عرض الحائط !! |
|
|
|
|
|
واضح جدا أنك لم تقرأ ما كتبته بإمعان و حتى تفعل لا أظن بأنا سنتمكن أن ننقاش الموضوع من ناحية أصولية.
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
فإن خلافنا أخي ليس فقط عن موضوع أن ذكر اسم الله بدعة ..
أنا أتيت بأقوال 7 من العلماء أباحوا ذلك بل و رغبوا في ذلك .. و هذا يدل على أنه ليس كل العلماء يرون ما يراه الإمام الشاطبي .
دعني اعطيك مثالاً ..
الإمام ابن عابدين .. قال أن ذكر اسم الله هو من أفضل الأذكار .. |
|
|
|
|
|
لم يقل هذا راجع كلامه و لا تحرف.
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
و قال عن الإمام ابو حنيفة و الطحاوي أنهم كانوا يرون أن ذكر اسم الله من أنفع الأذكار للسالك إلى الله ! |
|
|
|
|
|
لم يقل هذا كذلك راجع كلامه و لا تحرف و اتق الله
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
و الإمام الخادمي و العلامة علي القاري و المحدث المناوي و الإمام الجنيد كلهم ساروا على ذلك . |
|
|
|
|
|
و لو جئت بقول عشرات أضعافهم من المتصوفة لما غيرت من كونها بدعة, أفترانا نترك قول النبي –صلى الله عليه و سلم- و فعل أصحابه لنقبل من يخالفهم من القرون المتأخرة, لا و الله فبدعة المبتدع مردودة عليه كائنا من كان. الحجة في قول الله و قول رسوله و من دونه يأخذ من قوله و يرد.
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
و سأذكر لك أنواعاً من البدع المخالفة للشرع و سأبين لك لماذا هذه بدع ..
1- أن تقول .. اللهم صل على سيدنا محمد أول خلق الله .. و رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس أول خلق الله .. فقولنا انه أول خلق الله مخالف للشرع .. لذا فهذا بدعة !
2- الرقص أثناء الذكر .. هذه بدعة محدثة في الدين و مخالفة .. ليش ؟؟ أولا .. ليس هناك أحد من العلماء أجازها بل إن منهم من حرمها .. و لم يجزها أحد ! كما أنه لو أجازها أحد .. فإنها مخالفة للشرع لأنه ليس من آداب الذكر أن ترقص و تنط و تقفز الخ ... |
|
|
|
|
|
ليست البدع محصورة على ما ذكرت بل من شرع للناس طريقة في الذكر و استحسنها و جعلها مما يوصل إلى مقام كذا و عليها ثواب كذا فهو مبتدع كذلك فالعبادات توقيفية لا مجال للإجتهاد فيها. و أمعن النظر في مواقف السلف المذكورة أعلاه.
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
من هنا ... نصل إلى نتيجة ... بالنسبة للذكر بالاسم المفرد .
كلا الطرفين .. جاء بالأدلة و البراهين من القرآن و السنة و أقوال العلماء .. و كلا الطرفين لم يأتي بشيء مخالف للشرع .. أكرر أقول لم يأتي بشيء (( مخـــالف ))للشرع .. فلا ينبغي أن يبدع أحدنا الآخر أو أن يفسق أحدنا الآخر .. بل ينبغي أن يبقى كل منا على الاجتهاد الذي رآه مناسباً لأن كلا الاجتهادين من الدين و من أقوال رجال الدين . |
|
|
|
|
|
هذا القول يقال في مسائل الإجتهاد أما العبادات فلا إجتهاد فيها و لكن يقال للمبتدع ما قاله السلف: " انكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة" "وكم من مريد للخير لن يصيبه" و " ليس هكذا علم رسول الله" و " كل بدعة ضلالة و إن رأها الناس حسنة" و " اخرج بنا فإن هذه بدعة" و " لا و لكن يعذبك على خلاف السنة" و " ( من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ، لأن الله تعالى يقول : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) المائدة :3 فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا" و " و أي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله –صلى الله عليه و سلم-؟ إني سمعت الله يقول "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" و " اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم و قل بما قالوا وكف عن ما كفوا عنه وسلك سبل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم" و " ما جاء عن أصحاب النبي –صلى الله عليه و سلم- هو العلم و ما لم يجيء عن واحد منهم فليس بعلم"