قررت المغرب تعيين خمسين امرأة في منصب الإمامة لأول مرة في تاريخ البلاد، حيث ستقوم النساء واللاتي يحملن لقب "مرشدات دينيات" بتقديم التعليمات الدينية الأساسية في المساجد، كما تقدمن المساعدة في السجون والمدارس والمستشفيات ، ولن يسمح للمرشدات المغربيات بإمامة صلاة الجمعة.
وأشارت إحدى المرشدات المعينات كريمة عرجيلي والتي تبلغ 26 عاما، حسبما أوردت صحيفة "الوطن" الكويتية، إلى أن تعيينها في هذا المنصب يضع على كاهلها مسؤولية كبيرة ، كما أنها تهدف من وراء هذه الوظيفة إلى أن تغير الصورة السلبية التي انتشرت حول الإسلام وأن تبيّن أنه دين الرحمة والتسامح.
ونوهت السلطات المغربية إلى أن تأهيل وتكوين الأئمة والخطباء بما يكفل تطوير الخطبة وتوجيه الوعظ وتحسين الإرشاد الديني هو اللبنة الأولى في تطور المجتمع نحو الأمام ، كما رأى المراقبون أن المرأة المغربية ساهمت بلعب دور أكبر في المجتمع مؤخرا ، إضافة إلى أنها تولت مناصب كبيرة في الوزارات والقضاء والجمعيات المدنية.
ونقلا عن رويتر
أول دفعة للمرشدات الدينيات بالمغرب
تخرجت يوم مايو-2006 الأربعاء أول دفعة من المرشدات الدينيات اللاتي قال مسؤولون أنهن سيعملن على نشر الثقافة الدينية في المجتمع في خطوة وُصفت بالأولى من نوعها بهدف تدعيم مسلسل الإصلاح الديني وحمايته من التطرف.
وقال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية احمد التوفيق في حفل تخرج المرشدات الخمسين انه "جاء بعد ان تلقين تكوينا دام 12 شهرا والذي أمر به العاهل المغربي من أجل تدعيم التأطير الديني في مساجد المملكة من حيث الواجبات الدينية ومن حيث الوعظ والارشاد."
وقال ان هؤلاء تلقين تكوينا مكثفا وعصريا في مجالات عدة على رأسها القرآن والفقه والسنة ومناهج البحث والتصوف وتاريخ المسلمين والجغرافيا واللغات العربية والأجنبية.
وقال في الحفل الذي شهدت أيضا تخرج 150 إماما بتكوين عصري انه تم تكوينهم على أساس "الالتزام بالعقيدة والمذهب المالكي وبسياسة الدولة."
وكان العاهل المغربي في ابريل نيسان من عام 2004 قد اعلن عن "إرساء استراتيجية مندمجة وشمولية ومتعددة الأبعاد..تهدف بالأساس الى تحصين المغرب من نوازع التطرف والارهاب والحفاظ على هويته المتميزة بالوسطية والاعتدال والتسامح."
ويعتبر العاهل المغربي امير المؤمنين حسب الدستور "وحامي حمى الملة والدين."
وقال العاهل المغربي في وقت سابق ان "امر المرجعية الدينية محسوم في المغرب."
واعلن المغرب في وقت سابق عن اعادة هيكلة وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية من خلال "احداث مديرية التعليم العتيق واخرى مختصة بالمساجد." واعلن العاهل المغربي العام الماضي عن انشاء هيئة للفتوى تجنبا "للفتنة والبلبلة".
ونفى وزير الأوقاف أن يكون تخرج دفعة يوم الأربعاء من المرشدات والائمة بتكوين عصري وبطابع رسمي جاء للرد على بعض التيارات التي توصف بالمتشددة والتي تقوم بالوعظ أو الإرشاد في أماكن خاصة أو عامة من المجتمع.
وقال في تصريح " لرويترز" تخريج هذه الدفعة ليس له اي علاقة بالإرهاب أو بالرد على المتطرفين."
واضاف "جاء تخرج هذه الدفعة من المرشدات لتلبية حاجات مجتمعنا اليومية."
وقالت المرشدة بورباش زهور (39 سنة) لرويترز "دورنا سيتركز على التوعية والوعظ والارشاد في المجال الديني خاصة بالنسبة للنساء."
واضافت "سيكون لنا نفس دور الإمام إلا اننا لن نؤم الصلاة ولن نلقي خطبة الجمعة."
وقالت ان "الأمر محسوم بالنسبة للمذهب المالكي الذي يمنع ان تؤم المرأة الصلاة" بعد الجدل الذي أُثير السنة الماضية بعد قيام امرأة بامامة الصلاة في الولايات المتحدة الامريكية.
وقالت كريمة الرجيلي "انها مسؤولية جسيمة ملقاة على عاتقنا لخدمة بلدي."
واضافت "أسعى وزميلاتي الى تصحيح صورة الدين الاسلامي الذي هو دين التسامح والرحمة" مشيرة الى الخلط الذي حصل في الغرب بين الاسلام والارهاب.
وقال الامام محمد مفغوري وهو يقف في حفل التخرج بلباسه التقليدي "في هذا التكوين الذي تلقيته أُعطيت الاولوية للمعارف الجديدة التي لا تدرس في المدارس القرآنية العتيقة كالاعلاميات وعلوم الاجتماع وتاريخ الأديان وثقافة الآخر.. هذه مواد تساعد الطالب على تكوين عقلية متفتحة ."