رقم الحديث في مبحثي(41)رقم الحديث في الكتاب(196)
حدّثنا مسدَّدٌ قال : حدَّثنا حمَّادُ بنُ زيد عن عاصم بن بَهْدَلَةَ , عن أبي صالح , عن أبي هريرة قال : قال رسول صلّى الله عليه وسلّم : " خَيْرُ الصَّدَقَةِ ما بقَّى غِنىً , واليَدُ العُليا خيرٌ من اليدِ السُّفلى , وابدأ بمن تَعُولُ. تقولُ امرأتُكَ : أنْفِقْ عليَّ أو طلِّقني , ويقولُ مملوكُكَ : أنِفْق عليَّ أو بِعني , ويقول وَلَدُكَ : إلى مَنْ تَكِلُنَا".
تخريج الحديث:
أخرجه المصنّف في النفقات , باب وجوب النفقة على الأهل والعيال (5355), لكن قوله " تقول امرأتك...", موقوف على أبي هريرة . (انظر الفتح 9/621, والإرواء 843).
ِفقه الحديث:
1/ أفضل الصدقة من بقي بعدها مستغنياً فإنه لا يندم عليها بل يُسرُّ بها.
2/ تفضيل الغنى للرجل الصالح الذي يقوم بحق الفقير في المال.
3/ كراهية السؤال والتنفير منه وأنّه لا يجوز إلّا لضرورةٍ مُلحِّة.
4/ أولى الناس بالنفقة هو الذي يجب عليك نفقته.
5/ وجوب نفقات الزوجة والعبد والابن على المرء.
ملاحظتي وتعليقي:
1/ وفي هذا الحديث , الحثُّ للمؤمن أن تكون يده عليا في القوّة بعلمه وماله وخُلقُه والعلوُّ في شتّى أموره , فعن أبي هريرة قال: صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ) رواه مسلم , فلا يزهد المؤمن في أن يكون قويّاً في شتّى جوانب حياته , وفيما يُرضي الله.
2/ثم لنتأمّل الفائدة في الفقرة رقم (1) من فِقه الحديث , في أنّ أفضل الصدقة , أن يجعل الله هذا الفقير بصدقتك مُستغنيا , فلا يكفي أن تتصدّق من فُتاتِ ما أنعم اللهُ به عليك , بل تصدّق من أحبِّ المال إليك وأغدق بذلك على الفقير ليستغني , وتذكّر قول الله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) .
3/ تعليقاً على ما أشارت إليهِ الفقرة رقم (4) من فِقه الحديث , أن بعض الناس , يُنفق على الفقراء من الأغراب , ولهُ أهل فُقراء , وهذا من مغبّة الجهل , فالأولى بالنفقة هوَ من تجبُ عليه نفقتك , ثمّ الأقرب فالأقرب , قال الله تعالى ( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم) .
5/ ما وردَ في الفقرة رقم (5) من فِقه الحديث , أن النفقة على الزوجة الداخلِ بها واجبةٌ بالمعروف , وواجبة على المملوك وواجبةٌ على الابن , وأوردت ذلك , حتّى لا يتهاون الإنسان في النفقة على هؤلاء , وأردُّ بها على من حَسبِ أنَّ هذه النفقة عليهم من باب الجميل لا من بابِ الوجوب , فهي واجبة, ويؤجر عليها إنِ احتسبها.
انتهى.
ملاحظة: ( الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)