هذا رمضان فلا تأسوا . . . لنزيف طال تمدده / تشطيرٌ لقصيدة: يا ليل الصبُّ

[الآلوسي]

تشطيرٌ لقصيدة ( يا ليلُ الصبُّ )

كتبتُ هذه القصيده بمناسبة قرب شهر رمضان أي قبل حلول الشهر الفضيل
ملاحظة: الشطور الحمراء (المحاطة بالأقواس فقط) لأبي الحسن القيرواني رحمه الله ، والباقي هي لابن الزيتون

( يا ليلُ: الصبُّ متى غدُهُ؟ ). . . . . رمضان تقارب مورده


قد بِتنا دهراً نرقبُهُ . . . . . (أقيام الساعة موعدُهُ ؟! )


( رقد السُمّارُ فأرّقهُ ) . . . . . خوفُ الآجالِ يُبعِدُهُ


قد هدّ القلبَ وأحزنَهُ . . . . . ( أسفٌ للبينِ يُردّده )


( فبكاهُ النجمُ ورقّ لهُ ). . . . . من كثرةِ ما يتعهّــــدُهُ


ويُعدِّدُهُ ، فيعــــــــاتِبُهُ. . . . . ( مما يرعاه ويرصدُهُ)


(كَلِفٌ بغزالٍ ذي هَيفٍ ). . . . . قد أخرجَهُ ما يُسهِدُهُ


وهلالٌ فرقـــدُهُ دُرٌّ . . . . . ( خوفُ الواشين يُشرِّدُهُ )


( نصبت عيناي لهُ شَرَكاً ) . . . . . أَتُرى سأراه وأشهدُهُ؟


فعرَفتُ بأنّيَ ألحظُهُ. . . . . ( في النوم فعـزَّ تصيّدُهُ )


( وكفى عجباً أني قَنِصٌ ) . . . . . للخيرِ، وغيري يجحدُهُ


ويُصرُّ القولَ يُردّده : . . . . . (للسّربِ سباني أغيده )


---------------------------------------


هذا رمضانُ فلا تَأسَوا .............. لنزيفٍ طال تمدده


والشهرُ فضيلٌ أحسَبه .............. لكنّ الدمع يُنكّدهُ


هو منفعلٌ بل مندهشٌ .............. من ليلٍ تمادى أسودُهُ


قد مرّ "ببدرٍ" من زمنٍ .............. قد غاب اليومَ مهنَّدُهُ


لكنَّ الجُرحَ وإن طالَ زمانٌ .............. قد يلئَمُ إنْ تَتَعهّدُهُ


------------------------


مهما عظّمتم من شهرٍ .............. يبقى رمضانٌ سيّدُهُ


قد قلتُ الشعرَ أجرِّبُهُ .............. معقوف الوزنِ فسدده


إنَّ النيّاتَ لها صَفوٌ ............... يُخرِجنَ الكلْم منضَّدَهُ


وأنا لا أبغي من ثمنٍ .............. أو حتى مال أنقده


فصلاة الله على المختار .............. خير الأكوانِ محمدُهُ


ما غنَّت في الأيكِ طيورٌ .............. أو أمَّ أناسٌ مسجدُهُ





أخوكم : ابن الزيتون ...

هذهِ قصيدةٌ منقولةٌ من أحد الملفات القديمة في جهازي ، وأحببتُ أن ألفتَ انتباهك إلى أن قصيدة ( الحصري القيرواني ) نالت من الشهرة والانتشار ما نالته كبريات القصائد ، وحازت أفخر القلائد ، وذلك لتماسك سبكها ، وسهولةِ كلماتها ، وعذوبةِ لفظها ، ورشاقةِ بحرها ، ورقّةِ طبعها .

ويُذكرُ في هذا المجالِ أن لهذه القصيدةِ 99 معارضة !!

فسبحان الله الذي آتى هذا الرجل من فضله !

وللعلم : فالحصري القيرواني لاتُعرف له ( دواوين ) في الشعر !

بل له هذه القصيدة ، وله قصائد ومقطوعات متناثرة ، جمعها أستاذان مصريان في كتابٍ أسموه : الحصري القيرواني ( حصلتُ عليه بعد شقِّ الأنفسِ )

والعجيب أنه إمام في مجال القراءات ، وكان كفيف البصر !

وكان عالماً ، عزيزاً ، كريماً ، تعرّضَ لوشايةٍ عند الأمير ، فأرسل الحصري للأمير هذه القصيدة ( من 99 بيتاً ) واشتُهرَ منها أوّلها ( أوّل 24 بيت ) ..

ولعلَّ الله ييسرُ أن نتذاكر هذه القصيدة وسيرة صاحبها ، وشئ من معارضاتِها .


أخوكم : الآلوسي ..