العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-13, 02:37 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اعظم اللذات

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعظم اللذات

إن اللذة والسعادة لابن آدم بمعرفة الله سبحانه وتعالى،وأن سعادة كل شيء ولذته وراحته تكون بمقتضى طبعه، وطبع كل

شيء ما خلق له،فلذة العين في الصور الحسنة،ولذة الأذن في الأصوات الطيبة،وكذلك سائر الجوارح بهذه الصفة،ولذة القلب

بمعرفة الله سبحانه وتعالى لأنه مخلوق لها،وكل لذات وشهوات الدنيا متعلقة بالنفس،ولذة معرفة الربوبية متعلقة بالقلب،وتكون

لذته أكثر،وضوؤه أكبر،لأنه خرج من الظلمة إلى النور،اللذه التابعه للمحبه،تقوى وتضعف،فكلما كانت الرغبه في المحبوب

والشوق اليه اقوى وكانت اللذه بالوصول اليه

اتم،والمحبه والشوق تابع لمعرفته والعلم به،فكلما كان العلم به اتم كانت محبته اكمل،وكل لذه ونعيم وسرور وبهجه،كقطرة في

بحر،فكيف يؤثر من له عقل بلذة ضعيفه قصيره مشوبه بالألم على لذة عظيمه دائمه ابد الأباد،وكمال العبد بحسب هاتين

القوتين،العلم والحب،وافضل العلم العلم بالله،واعلى الحب،الحب له،جمع النبي صلى الله عليه وسلم،بين تقوى الله،وحسن

الخلق،لأن تقوى الله تصلح مابين العبد وبين ربه،وحسن الخلق يصلح مابينه وبين خلقه،فتقوى الله توجب له محبه الله،وحسن

الخلق يدعو الناس الى محبته،قال ابن القيم،إن كمال اللذة والفرح والسرور ونعيم القلب وابتهاج الروح تابع لأمرين،

أحدهما،كمال المحبوب في نفسه وجماله،وأنه أولى بإيثار المحبة من كل ما سواه،والأمر الثاني،كمال محبته ، واستفراغ الوسع في

حبه،وإيثار قربه والوصول إليه على كل شيء،وكل عاقل يعلم أن اللذة بحصول المحبوب بحسب قوة محبته ، فكلما كانت المحبة

أقوى كانت لذة المحبة أكمل ، فلذة من اشتد ظمؤه بإدراك الماء الزلال ،ومن اشتد جوعه بأكل الطعام الشهي ، ونظائر ذلك على

حسب شوقه وشدة إرادته ومحبته،وإذا عُرف هذا،فاللذة والسرور والفرح أمر مطلوب في نفسه،بل هومقصود كل حي

وعاقل،وإذا كانت اللذة مطلوبة لنفسها فهي تُذم إذا أعقبت ألما أعظم منها،أو منعت لذة خير منها وأجل ، فكيف إذا أعقبت أعظم

الحسرات،وفوتت أعظم اللذات والمسرات،وتحمد إذا أعانت على لذة عظيمة دائمة مستقرة لا تنغيص فيها ولا نكد بوجه ما،وهي

لذة الآخرة ونعيمها وطيب العيش فيها، قال تعالى(بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى )الأعلى ،وقال السحرة لفرعون

لما آمنوا(فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا،إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله

خير وأبقى)طه،والله سبحانه خلق الخلق لينالهم هذه اللذة الدائمة في دار الخلد،وأما هذه الدار فمنقطعة ،ولذاتها لا تصفو أبداً ولا

تدوم بخلاف الآخرة،فإن لذاتها دائمة ونعيمها خالص من كل كدر وألم،وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين مع الخلود أبداً،ولا

تعلم نفس ما أخفى الله لعباده فيها من قرة أعين، بل فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر،وهذا المعنى

الذي قصده الناصح لقومه بقوله(يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد،يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الاخرة هي دار

القرار)غافر،فأخبرهم أن الدنيا متاع يستمتع بها إلى غيرها،وان الآخرة هي المستقر،وإذا عُرف أن لذات الدنيا ونعيمها

متاع،ووسيلة إلى لذات الآخرة،ولذلك خلقت الدنيا ولذاتها،فكل لذة أعانت على لذة أخرى،وأوصلت إليها لم يذم تناولها،بل يحمد

بحسب إيصالها إلى لذة الآخرة،وإذا عُرف هذا،فأعظم نعيم الآخرة ولذاتها،هو النظر إلى وجه الرب جل جلاله،والقرب

منه،كما ثبت في،الصحيح،في الحديث (فوالله ما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه )وفي كتاب السنة،لعبد الله بن الإمام

أحمد مرفوعاً( كأن الناس يوم القيامة لم يسمعوا القرآن،إذا سمعوه من الرحمن ،فكأنهم لم يسمعوه قبل ذلك)فأعظم الأسباب

التي تحصل هذه اللذة،هوأعظم لذات الدنيا على الإطلاق ، وهو لذة معرفة الله سبحانه وتعالى ولذة محبته ،فإن ذلك هو جنة

الدنيا ونعيمها،فإن الروح والقلب والبدن إنما خُلق لذلك،فأطيب ما في الدنيا معرفته ومحبته،وألذ ما في الجنة رؤيته ومشاهدته

،فمحبته ورؤيته قرة العيون ، ولذة الأرواح،وبهجة القلوب،ونعيم الدنيا وسرورها،بل لذات الدنيا القاطعة عن ذلك تنقلب آلاماً

وعذاباً،ويبقى صاحبها في المعيشة الضنك،فليست الحياة الطيبة إلا بالله،وكان بعض المحبين تمر به أوقات فيقول إن كان أهل

الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب,إن أعظم لذات الدنيا ما أوصل إلى أعظم لذة في الآخرة ، ومحبة الله هي حياة

القلوب،وغذاء الأرواح ، وليس للقلب لذة ولا نعيم ولا فلاح إلا بها،وإذا فقدها القلب كان ألمه أعظم من العين إذا فقدت

نورها،والأذن إذا فقدت سمعها ، والأنف إذا فقد شمه ، واللسان إذا فقد نطقه،بل فساد القلب إذا خلا من محبة فاطره وبارئه

وإلهه الحق أعظم من فساد البدن إذا خلا من الروح، وهذا الأمر لا يصدق به إلا من فيه حياة .







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:56 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "