العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-02, 03:53 PM   رقم المشاركة : 1
Guest





Thumbs up مناظرة بين سني وشيعي أرجو من الاخوان قرائتها بدون تعصب

بسم الله الرحمن الرحيم وبه تعالى نستعين


والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ، واللعنة الدائمه على أعدائهم اجمعين

إلى قيام يوم الدين ،،،،


هنا ارغب في طرح هذه المناظرة التي وقعت بين شيعي مؤمن وسنى متعصب وهي كما يلي : -




قال السنّي للشيعي : أنتم معشر الشيعة روافض ، والروافض في الدنيا يشملهم العار ، وفي الاخرة مقرهم النار وبئس القرار.
أجاب الشيعي بكل هدوء وسكون : عافاك الله يا أخي أليس من العدل والانصاف أن لا يحكم العاقل على غيره بدون دليل ولا برهان ، فما دليلك على أننا روافض ؟ وعلى تقدير صحة ما تقول ، ما هو برهانك على أن علينا في الدنيا العار ، ومصيرنا في الاخرة إلى النار وبئس القرار ؟
قال السني : أما كونكم معشرَ الشيعة روافض لانكم ترفضون خلافة خلفاء رسول الله الراشدين ، وهذا أمر لا يمكن لكل شيعي إنكاره ، وهذا من أكبر العار عليكم.
وأما كونكم مقركم النار وبئس القرار ، لانه قد قام الاجماع على أن كلّ من امتنع عن الاقرار بخلفاء رسول الله الراشدين ، فهو بمثابة الخروج من الدين ، وهذا أيضا لا يتمكن كل شيعي من إنكاره.
فقال الشيعي : عافاك الله يا أخي ، ها أنا شيعي وأنا أتبرؤ من كلّ من رفض خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، وأنا أشهد على كل شيعي قد فهم حقيقة التشيع أنه أيضا يتبرء مثلي من كل من رفض خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، فدعواك هذه على الشيعة ظلم وافتراء ، وعار على أمثالك من أهل العلم والفضل أن يتصفوا بهذه الصفات الذميمة التي قد يتحاشاها أبسط الجهال والعوام ، وحينئذ لا يبقى لحكمك يا أخي على الشيعة بالنار وبئس القرار أدنى قيمة أو اعتبار.
فأين دليلك وبرهانك اللّذان قد اعتمدت عليهما في حكمك هذا الجائر الباطل ، وأرجو المسامحة فأنت أحوجتني لهذا المقال ؟!
قال السني ـ وقد استشاط غضبا وغيظا ـ : ألستم معشر الشيعة ترفضون خلافة أبي بكر وعمر وعثمان أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وخلفائه الراشدين ، وكيف يمكنك أو يمكن لكل شيعي أن ينكر هذا الامر الذي هو أشهر من نور الشمس عند كل من عرف الشيعة حتى من غير المسلمين ، فما جوابك إن كنت من المنصفين ؟
فقال الشيعي : عافاك الله يا أخي ما ذكرت غير الذي به حكمت ، وبين الموضوعين بون بعيد وفارق عظيم قد كان حكمك السابق مستندا إلى أن الشيعة ترفض خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، والان تثبت لهم رفضهم لخلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، وهذا موضع آخر غير ما ذكرته سابقا.
لان نفس هؤلاء الخلفاء الثلاثة وجميع أتباعهم وأشياعهم يستنكرون على كل من يقول : إن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، قد استخلف وعيّن له خليفة من بعده أو نصّ عليه وأخذ له على الناس الخلافة والولاية ، وكلّهم يشهدون ويجزمون على أن رسول الله قد مات ولم يعين له خليفة ، وهذا شيء كاد أن يكون من خصائص أبي بكر وعمر وعثمان وأشباههم في ذلك العصر ، والباقي أتباعٌ لهم وعنهم قد أخذوا بهذا القول والدعوة التي يدّعونها حتى عصرنا الحاضر.
فقولك : إن الشيعة ترفض أو رفضت خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، هذا قد تسالم جميع السنّة على إنكاره ورفضه ، فمتى صار أبو بكر وعمر وعثمان خلفاء لرسول الله وهم أشد المنكرين على الشيعة الذين يدّعون أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، قد أوصى في حياته ونصّ على خليفته وعيّنه بشخصه وذاته وأخذ له من جميع المسلمين على مشهد مائة ألف أو يزيدون يوم غدير خمّ بعد رجوعه من حجة الوداع.
ولو نظرت يا أخي بعين الانصاف لكان عنوان الرافضة يصدق على جماعة السنّة بالخصوص دون سواهم ، لانهم هم رفضوا وصيّة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وخالفوه مخالفة صريحة ، وهذه كتبهم وصحاحهم تشهد بذلك بأوضح ما يكون ، وإذا أردت فهم ذلك جليّا فعليك بكتاب الغدير للشيخ النجفي حتى تعرف الحقيقة إذا كنت تجهلها ، وأبو بكر وعمر هما أوّل من بايع خليفة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في غدير خمّ وعمر هو الذي أعلنها صرخة مدوّية في ذلك المكان وهو يقول : بخ بخ لك يابن أبي طالب لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (1) ، حتى قام حسان بن ثابت وأنشد في ذلك الموقف أبياته التي قَلّ أن يخلو منها كتاب مؤرخ من محدثيهم وصحاحهم وإليك بها :


يُناديهمُ يـوم الغديـــر نبيُّهــم * بِخُمٍّ وأسمع بالرســول مناديـــا
يقولُ فمـن مولاكُــمُ ووليّكــم * فقالوا ولم يُبدوا هنـاك التعاميـــا
إلهك مولانــا وأنــت وليُّنــا * ولم تر منّا في الولايـة عاصيـــا
فقال له : قـم يـا عليّ فإننــي‌ * رضيتك من بعدي إماما وهاديـــا
فمن كنت مـولاه فهـذا وليّــه * ‌فكونوا له أنصار صدق مواليـــا
هناك دعـا : الّلهـم والِ وليّــه * ‌وكن للذي عادى عليّاً معاديـا (2)


وقد أخرج الطبري محمد بن جرير فى كتاب الولاية عن زيد بن أرقم أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ جعل يقول في ذلك الموقف الرهيب ويخاطب الجموع الغفيرة المتراصة حوله :
معاشر الناس قولوا أعطيناك على ذلك عهدا عن أنفسنا وميثاقا بألسنتنا وصفقة بأيدينا نؤديه إلى أولادنا وأهالينا ، لا نبغي بذلك بدلاً وأنت شهيد علينا وكفى بالله شهيدا ، قال زيد بن أرقم : فعند ذلك بادر الناس يقولون : نعم نعم سمعنا وأطعنا ، وكان أبو بكر وعمر أوّل من صافق وتداكوا على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وعلى عليّ ـ عليه السلام ـ.
وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من أئمة الحديث والتفسير ما يزيد على ستين محدثا وراويا ومؤرخا وكاتبا راجع الغدير الجزء الاول ص272 ترى العجب العجيب.
وأما قولك الاخير إن الشيعة ترفض خلافة أبي بكر وعمر وعثمان فهذا شيء صحيح لا ينكره ولا واحد من الشيعة وقوام الشيعة على هذا الانكار والاستنكار ، وهذا فخر وشرف للشيعة لان الذي دعاها لانكار ذلك هو نفس إطاعتها وإذعانها لامر نبيها محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، والثبات على عهده الذي أعطوه إيّاه في غدير خمّ بأمر من الله تعالى حينما أنزل على نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في ذلك الموضع وألزمه بالتبليغ وهدده إذا هو لم يبادر ويعلن خلافة عليّ ـ عليه السلام ـ من بعده قبل أن تتفرق الجموع الهائلة وتذهب جهوده أدراج الرياح ، فأنزل عليه قوله عزوجل : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) (3) ، فلم يكتف بالتهديد حتى أخبره أنك إن لم تفعل فجميع جهادك وجهودك يذهب هباءً منثورا ، ولا يترتب عليه أدنى أثر أو نفع ، ولذا تراه بعد قيامه بواجب التبليغ والاعلان نزل قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً ) (4) فجعل النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يقول : الحمد للّه على إكمال الدين وإتمام النعمة من الله بولاية أخي وابن عمي وخليفتي من بعدي عليّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ (5).
وإذا الشيعة رفضت كلّ من خالف الله ورسوله لا خصوص أبي بكر وعمر وعثمان ، وتمسكتْ بأمر الله ورسوله تكون مذمومة ومستحقة لعذاب النار كيف يكون ذلك (6) ؟!
____________
(1) راجع : ترجمة امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج2 ص75 ح575 و 577 ، المناقب للخوارزمي الحنفي ص94 ، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ج1 ص158 ح213 ، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص18 ح 24 ، فرائد السمطين ج1 ص77 ح44 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص30 و31 و 249 ط 1 اسلامبول وص33 و 34 و 297 ط الحيدرية ، تفسير الفخر الرازي الشافعي ج3 ص63 ط الدار العامرة بمصر وج12 ص50 ط مصر 1375 هـ ، احقاق الحق ج6 ص256 ، الغدير للاميني ج1 ص276 ، بتفاوت.
(2) مناقب الخوارزمي ص135 ح152 ، فرائد السمطين الجويني ج1 ص73 ح39 وص74 ح40 ، تذكرة الخواص لابن الجوزي ص80 ، بحار الانوار ج37 ص150 ، سفينة البحار ج2 ص306 ، وقد روي هذا الشعر في مصادر كثيرة جدا راجع : الغدير للاميني ج2 ص34 ـ 39.
(3) سورة المائدة : الاية 67.
(4) سورة المائدة : الاية 3.
(5) شواهد التنزيل للحسكاني ج1 ص200 ح 210 وما بعده ، مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان الكوفي ج1 ص118 ح66 وص137 ح76.
(6) ماذا في التاريخ للقبيسي ج12 ص61.

=====================







 
قديم 28-01-02, 04:33 PM   رقم المشاركة : 2
العبدالعزيز
عضو مميز





العبدالعزيز غير متصل

العبدالعزيز is on a distinguished road


ليس هناك تعصب يا عمار ... وهذا الرد كنت قد كتبته مسبقا لنفس الموضوع الذي أوردته ..

فاقول وبالله التوفيق :


بسم الله الرحمن الرحيم ..

الحمدلله والصلاة والسلا على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه

أما بعد ...

فقد تعجبت من هذه المحاورة .وأكاد أجزم بأن هذا الرافضي يتخبط في كلامه وليس لديه من أدلة تعضده وتوافقه.. ذلك لأنه في بداية كلامه أنكر شيئا مهما واجهه به هذا السني .. علما بأني أشك بصحة هذه المحاورة .. فقد تكون من نسيج خيال الرافضة قبحهم الله ..

تأمل معي أخي الكريم ما قاله هذا الرافضي :

فقال الشيعي : عافاك الله يا أخي ، ها أنا شيعي وأنا أتبرؤ من كلّ من رفض خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، وأنا أشهد على كل شيعي قد فهم حقيقة التشيع أنه أيضاً يتبرء مثلي من كل من رفض خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، فدعواك هذه على الشيعة ظلم وافتراء ، وعار على أمثالك من أهل العلم والفضل أن يتصفوا بهذه الصفات الذميمة التي قد يتحاشاها أبسط الجهال والعوام ، وحينئذ لا يبقى لحكمك يا أخي على الشيعة بالنار وبئس القرار أدنى قيمة أو اعتبار . فأين دليلك وبرهانك اللّذان قد اعتمدت عليهما في حكمك هذا الجائر الباطل ، وأرجو المسامحة فأنت أحوجتني لهذا المقال ؟

ثم يقول في نهاية حديثه :

وأما قولك الاَخير إن الشيعة ترفض خلافة أبي بكر وعمر وعثمان فهذا شيء صحيح لا ينكره ولا واحد من الشيعة وقوام الشيعة على هذا الاِنكار والاستنكار ، وهذا فخر وشرف للشيعة لاَن الذي دعاها لاِنكار ذلك هو نفس إطاعتها وإذعانها لاَمر نبيها محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، والثبات على عهده الذي أعطوه إيّاه في غدير خمّ بأمر من الله تعالى حينما أنزل على نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في ذلك الموضع وألزمه بالتبليغ وهدده إذا هو لم يبادر ويعلن خلافة عليّ ـ عليه السلام ـ من بعده قبل أن تتفرق الجموع الهائلة وتذهب جهوده أدراج الرياح

فهذا أول تناقض واضح .. وللعلم فإن دين الرافضة عالم مليئ بالتناقضات والترهات فلا نعجب من هذه الإزدواجية الفكرية .. والسطحية الذهنية .. والعقلية المتبلدة الحزبية ..

يؤيد خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم .. وفي آخر حديثه يفتخر بل ويفتخر كل شيعي برفض خلافتهم .. !!!

مدار حديث هذا الرافضي هو روايات غدير خم .. وهذا الموضوع أشبع تحليلا وردا .. ولا بأس أن نذكر شيئا منها مقتضب وبصورة سريعة حتى لا يمل القارئ ..

من كنت مولاه فهذا علي مولاه، حيث ان هذا الجزء يكاد يتفق عليه جميع المسلمين، وهو صحيح كما هو معلوم.

فنقول ورد ذكر الموالاة ومشتقاتها في القرآن الكريم في عشرات المواضع منها: ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون - المائدة 55 ) .

و( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة - التوبة 71 ) .

و( وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين - الجاثية 19 ) .

و( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وإن الكافرين لا مولى لهم - محمد 11 ) .

و( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات - البقرة 257 ) .

و( والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير 0 أم إتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي - الشورى 8،9 ) .

و( ان وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين - الاعراف 196 ) .

و( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين - آل عمران 28 ) .

و( الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين - النساء 139 ) .

و( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين آولياء من دون المؤمنين - النساء 144).

و( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا إليهود والنصارى أولياء - المائدة 51 ).

و( إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون - الاعراف 27 ) .

و ( أنهم إتخذوا الشياطين أولياء من دون الله – الاعراف 30 )

و( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا - الانفال 72) .

و( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض - الانفال 73 ) .

و( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن إستحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون - التوبة 23 ) .

و( وإن الظالمين بعضهم غولياء بعض والله ولي المتقين - الجاثية 19 ).

و( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة - الممتحنة 1).

و( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض - الاحزاب 6 ) .

و( وإن تولوا فأعلموا إن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير - الانفال 40 ) .

و( مأواكم النار هى مولاكم وبئس المصير - الحديد 15 ) .

و( وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبرئيل وصالح المؤمين والملائكة بعد ذلك ظهير - التحريم 4 .

فهذه الأمثلة من الآيات وكذلك ما ورد في السنة الشريفة والآثار، تدل على أن معنى الموالاة تحمل على وجوه عدة ومعاني مشتركة قد تبلغ الثلاثين، ولا أرى بأسا من ايرادها وهي:

الرب، العم، إبن العم، الابن، إبن الاخت، المعتق (بالكسر)، المعتق (بالفتح)، العبد، المالك، التابع، المنعم عليه، الشريك، الحليف، الصاحب، الجار، النزيل، الصهر، القريب، المنعم، الفقيد، الولي، الأولى بالشئ، السيد غير المالك والمعتق، المحب، الناصر، المتصرف في الأمر، المتولي في الأمر، وغيرها .

ولا شك ان الكثير من هذه الألفاظ لا تنطبق علي حديثنا، ولكن أقربها إلى مدلولها هي لفظة الموالاة التي هي ضد المعاداة والمحاربة والمخادعة، وليست الامارة والخلافة، لذا لم يقل صلى الله عليه وسلم :

من كنت واليه فعلي واليه او قريبا من هذا .

بل إنهم اتهموا الرسول الكريم بعدم تبليغ الرسالة .. فأي قبح بعد هذا .. ؟ وأي مصيبة تلبسوا بها هؤلاء الجهلة ..

فلم نر احدا منهم رد علي هذا الأمر الذي فيه خلاف النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ أمر من امور الشرع، حتى بدأ الناس ينفضون من حوله ويعودون إلى اوطانهم، حتى لم يبق معه سوى القليل، وكان جبرئيل عليه السلام ينزل المرة تلو الأخرى بالأمر بتبليغ رسالة ربه، والنبي صلى الله عليه وسلم يتردد، حتى استوجب غضب الله عز وجل وتهديده، حتى قال هو صلى الله عليه وسلم كما مر بك بزعم القوم: تهديد بعد وعيد، لأمضين أمر الله عز وجل، فإن يتهموني ويكذبوني فهو اهون علي من ان يعاقبني العقوبة الموجبة في الدنيا والآخرة .

فلم نجد احدا منهم رد هذا الخلاف البين المنافي للعصمة، بل نرى العكس، فقد وضعوا في إثبات ذلك روايات عدة، منها ما هو في غير هذه المناسبة، بل ان ذلك كان منه صلى الله عليه وسلم بزعمهم منذ بدء الدعوة، فمن هذه الروايات:

عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وأنذر عشيرتك الأقربين )، دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: ياعلي ان الله أمرني ان انذر عشيرتي الاقربين قال: فضقت بذلك ذرعا وعرفت إني متى اناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما اكره، فصمت علي ذلك وجاءني جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إنك ان لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك عز وجل الرواية ( 1 ) .

وعن جابر الجعفي قال: قرأت عند أبي جعفر قول الله تعالى ( ليس لك من الأمر شيء - آل عمران 182 ) قال: بلى والله ان له من الأمر شيئا وشيئا وشيئا، وليس حيث ذهبت ولكني أخبرك - ثم ذكر ان الله عز وجل أمر رسوله صلى الله عليه وسلم باظهار ولاية علي رضي الله عنه ففكر في عداوة قومه له ومعرفته بهم، - إلى ان قال - ضاق عن ذلك صدره فأخبر الله أنه ليس من هذا الأمر شييء ( 2 ) .

ومنها ان جبرئيل عليه السلام نزل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد ان ربك يقرؤك ان قومي حديثو عهد بالجاهلية، ضربتهم علي الدين طوعا وكرها حتى انقادوا لي، فكيف إذا حملت علي رقابهم غيري؟، وفي رواية قال: يا جبرئيل اخاف من تشتت قلوب القوم، وفي رواية: وبكى فقال له جبرئيل عليه السلام: مالك يا محمد اجزعت من أمر الله؟ فقال: كلا يا جبرئيل ولكن قد علم ربي ما لقيت من قريش اذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادي، وأهبط إلى جنودا من السماء فنصروني، فكيف يقروا لعلي من بعدي؟ فانصرف عنه جبرئيل ثم نزل عليه ( فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق بك صدرك – هود 12 ) .؟

وفي أخرى متصلة بالغدير، عن الباقر قال: فلم يبلغ ذلك وخاف الناس، وفي أخرى: وامتنع رسول الله من القيام بها لمكان الناس ( 3 ).

بل وجعلوا ذلك في ادعية يوم الغدير حيث ذكروا في ذلك عن الصادق في دعاء طويل فيه: أمرته ان يبلغ عنك ما أنزلت إليه من مولاة ولي المؤمنين وحذرته وانذرته ان لم يبلغ ان تسخط عليه ( 4 ) وهكذا .


بل وذكروا ان حفيد ابليس كان احرص علي ذلك منه صلى الله عليه وسلم، حيث رووا أنه أتى النبي r فسلم عليه وقال: من تكون؟ فقال: انا الهام بن الهيم بن لاقيس بن ابليس، فقال r: بينك وبين ابليس أبوان؟ قال: نعم يا رسول الله، - فذكر حديثا طويلا – فيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل الهام حاجتة؟ فقال: حاجتي ان تأمر امتك ان لا يخالفوا أمر الوصي [140]، وغيرها .

فكيف يقرون بصدور كل هذا منه صلى الله عليه وسلم من تردد وخشية الناس، وهو الذي نزل عليه قوله تعالى ( وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه – الاحزاب 37 )، في مسألة من المباحات، بينما نجده هنا في مسألة من اعظم اركان الدين بزعم القوم .

ومن الطرائف ان من قال من المسلمين بجواز الخطأ علي الانبياء إنما قال ذلك في الجانب البشري، لا التشريعي او فيما يبلغه صلى الله عليه وسلم عن ربه، خلافا لمعتقد القوم في العصمة من ان الانبياء والأئمة معصومون مطهرون من كل دنس، وانهم لا يذنبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ومن نفى عنهم العصمة في شييء من احوالهم فقد جهلهم، وان ذلك يكون قبل النبوة والإمامة وبعدها، بل من وقت ولادتهم إلى ان يلقوا الله سبحانه، فلا يقع منهم ذنب اصلا لا عمدا ولا نسيانا ولا لخطأ في التأويل ولا للإسهاء من الله سبحانه الي اخر ما قالوه في هذا الشأن، وقد مر بك، ولكن تراهم هنا قد تغاضوا عن كل ما بنوه واسسوه، وجوزوا ذلك عليه وفي الجانب التبليغي، وهذا من عجائب التناقضات عند القوم وما أكثرها .

ثم يقول هذا الرافضي بأن حسان رضي الله عنه قد أنشد ابياتا في ذلك .. فنقول : ما صحة إسنادها .. وما هو الدليل على ذلك .. ؟

ويقول هذا الرافضي : ولذا تراه بعد قيامه بواجب التبليغ والاِعلان نزل قوله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاِسلام ديناً )(4)شط فجعل النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يقول : الحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة من الله بولاية أخي وابن عمي وخليفتي من بعدي عليّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ(5).

ونقول : إن آية إكمال الدين نزلت في اليوم التاسع من ذي الحجة بعرفات .. وكان هناك خلق كثير من الصحابة .. وبرواياتهم 90 ألف أو 120000 صحابي ..

فلماذا لم يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الجموع بولاية علي .. ؟

ولماذا كان التبليغ في غدير خم في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة .. حيث وحسب رواياتهم بأن عدد الصحابة 10000 صحابي .. ؟

أليست ولاية علي رضي الله عنه من أركان الدين .. ؟ أليس منكر ولاية علي كافر ومخلد في النار .. ؟

ثم لا أدري كيف يمكن تلاوة آية تفيد وقوع الإكمال للدين وفي يوم محدد وهو يوم عرفة، في هذا الحشد الهائل ممن كان معه والذي بلغ في رواية تسعون الف، وفي أخرى: مائة الف وأربعة عشر الف، وأخرى: مائة الف وعشرون الفا، واخري: مائة الف وأربعة وعشرون الفا، وقيل غير ذلك، وبعد بيان مناسك الحج آخر الاركان، وذكر القواعد العامة للاسلام كما جاء في خطبة الوداع بإتفاق المسلمين، وقوله: الا هل بلغت، الا هل بلغت، فقال من حضر: نعم، فقال: اللهم اشهد، وأمر بتبليغ الحاضر للغائب، ويكون مما أمر بتبليغه حصل ذلك اليوم، ولا أدري كيف يكون هذا، ثم يأتي قائل فيقول ان أمر الولاية نزل يوم عرفة فأخر النبي بيان ذلك حتى بلغ غدير خم الذي يقع علي بعد عشرة فراسخ من المدينة وعلي أربعة اميال من الجحفة، حيث ان كثيرا من الذين حجوا معه او أكثرهم لم يكونوا معه يوم الغدير، بل بقي اهل مكة في موطنهم ورجع اهل الطائف وأهل اليمن وأهل البوادي القريبة من ذاك إلى مواطنهم، وانما رجع معه اهل المدينة ومن كان قريبا منها، حيث لم يبق معه يوم الغدير حسب روايات القوم سوى اثني عشر الف رجل، او عشرة الاف رجل، كما في أخرى، او الف وثلاثمائة رجل، كما في روايه الباقر ، من اصل المائة الف وأربعة وعشرون الف الذين كانوا معه يوم عرفه، كما مر بك .



فدل ذلك علي ان ما جرى يوم الغدير لم يكن مما أمر بتبليغه كالذي بلغه في حجة الوداع والذي لم يصح فيه ذكر لعلي وان قوله : هل بلغت، دليل علي ان الله ضمن له العصمة من الناس إذا بلغ الرسالة، مما يدل علي ان نزول اية التبليغ سابقة ليوم عرفة فضلا عن يوم الغدير، حيث لم يكن خائفا من أحد يحتاج ان يعتصم منه، بل كل من كان معه مسلمون منقادون له، ليس فيهم كافر، والمنافقون مقموعون مسرون للنفاق ليس فيهم من يحاربه ولا من يخاف الرسول منه، كما قيل في ذلك .


الهوامش

__________________________________

( 1 ) أمالي الطوسي، 20 تفسير فرات، 1/301 البحار، 18/191 ، 38/223

( 2 ) - العياشي، 1/220 البرهان، 1/314 البحار، 17/11،12 ، 25/337 إثبات الهداة، 3/531 الصافي، 1/296

( 3 ) - البحار، 35/282 ، 37/127،140،151،170 فرات، 1/131 ، 2/450 العياشي، 1/361 ، 2/103 البرهان، 1/489 ، 2/145 إثبات الهداة، 2/164 ، 3/544،546

( 4 ) - البحار، 98/304 الاقبال، 476







التوقيع :
قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال : إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه .. وإذا تكلم في أهل البدع ، فإنما هو للمسلمين وهذا أفضل . فتبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله ..( مجموعة الرسائل والمسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية 4/110 )
من مواضيعي في المنتدى
»» الردود على الشبهات الواردة في منتدى القطيف
»» عندما تسأل الفتاة الشيعية سؤالا يحيرها .. !
»» أبناء العوامية بالقطيف يبثون الفتنة ويحرضون عليها
»» الوهابية وحقيقة مناصبتها العداء لآل البيت
»» شيعة القطيف والأحساء يجتمعون مع مسؤولين أمريكان لمناقشة استقلالهم شاهد هذا الخبر
 
قديم 28-01-02, 06:34 PM   رقم المشاركة : 3
alta2b
عضو نشيط





alta2b غير متصل

alta2b


وهذه ايضا محاورة بين علماء شيعة و عالم مسلم واحد:

مـناظرة بـيـن علماء الــسنة و علماء الــشيعة

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة الكرام /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الحوار دار بين أحد علماء السنة وأحد علماء الشيعة . و قد ورد في هذين الكتابين:

الــخطـــــوط العــــريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الإثناعشرية ( للشيخ / محب الدين الخطيب)

وقد أورد هذا الحوار علامة العراق / السيد عبد الله بن الحسين السويدي العباسي ( مولود 1104 هـ : والمتوفي 1174 هـ ) في مذكراته عن مؤتمر النجف الذي إنتهى بخضوع مجتهدي الشيعة لإمامة أبي بكر و عمر رضي الله عنهما.

وقد أُعلن ذلك على منبر الكوفة في خطبة الجمعة يوم 26 / شوال / 1156هـ وقد حضرها نادر شاه ( و هو أحد ملوك الشيعة و معروف عنه البطش و التقتيل ) و علماء السنة و الشيعة.

والعالم السُني هو الشيخ / عبد الله بن الحسين العباسي. و العالم الشيعي هو الملا باشا علي أكبر أحد أكبر علماء الشيعة الذين حضروا المؤتمر.


--------------------------------------------------------------------------------

نبذة مختصرة عن المؤتمر:

أولاً: المكان:
تحت المسقَّف الذي وراء ضريح الإمام علي رضي الله عنه.

ثانياً: الزمان:
الأربعاء ، الخميس ، الجمعة ، 24-25-26 من شوال ( 1156 )

ثالثاً: أطراف المؤتمر:
أ - نحو سبعين عالماً من علماء الشيعة بإيران لم يكن معهم سوى سني واحد، من أبرزهم و أشهرهم:
1- الملا باشي : علي أكبر 12- ميرزا أسد الله ، المفتي بتبريز
2- مفتي ركاب : أقا حسين 13- الملا طالب ، المفتي بمازندران
3- الملا محمد ، إمام لاهجان 14- الملا محمد مهدي ، نائب الصدارة بمشهد الرضا
4- أقا شريف ، مفتي مشهد رضا 15- الملا محمد صادق ، المفتي بخلخال
5- ميرزا برهان ، قاضي شروان 16- محمد مؤمن ، المفتي بأستر أباد
6- الشيخ حسين ، المفتي بأرومية 17- السيد محمد تقي ، المفتي بقزوين
7- ميرزا أبو الفضل ، المفتي بقم 18- الملا محمد حسين ، المفتي بسبزوار
8- الحاج صادق ، المفتي بجام 19- السيد بهاء الدين ، المفتي بكرمان
9- السيد محمد المهدي ، إمام أصفهان
10- الحاج محمد زكي ، مفتي كرمنشاه
11- الحاج محمد الشمامي ، المفتي بشيراز
…وغيرهم من العلماء

ب - السيد عبدالله بن الحسين السويدي العباسي المولود سنة1104 هـ و المتوفى سنة 1174 هـ و كان رحمه الله علامة العراق و عماد هذا المؤتمر و رئيسه.

ج - علماء الأفغان:

1- الشيخ الفاضل الملا حمزة القلجاني الحنفي مفتي الأفغان
2- الملا أمين الأفغاني القلجاني ، ابن الملا سليمان ، قاضي الأفغان
3- الملا طه الأفغاني المدرس بنادر آباد الحنفي
4- الملا دنيا الحنفي
5- الملا نور محمد الأفغاني القلجاني الحنفي
6- الملا عبدالرزاق الأفغاني القلجاني الحنفي
7- الملا إدريس الأفغاني الابدالي الحنفي

د- علماء ما وراء النهر:
1- العلامة الهادي خوجة ( الملقب ببحر العلم ) ابن علاء الدين البخاري القاضي ببخارى الحنفي
2- مير عبدالله صدور البخاري الحنفي
3- ملا أميد صدور البخاري الحنفي
4- قلندر خوجة البخاري الحنفي
5- باد شاه مير خوجة البخاري الحنفي
6- ميرزا خوجة البخاري الحنفي
7- الملا إبراهيم البخاري الحنفي

رابعاً: النتائـج:

1- خضوع علماء إيران و مجتهديها من الشيعة لإمامة أبي بكر و عمر رضي الله عنهما و اعترافهم و إقرارهم بصحة و أحقية توليهم الخلافة قبل علي رضوان الله عليهم جميعاً.
2- رفع سب الشيخين.
3- إقرارهم بأن الصحابة كلهم عدول رضي الله عنهم.
4- تحريمهم المتعة إذ لا يقبلها إلا السفهاء منهم.
5- عدم تفضيله علياً على أبي بكر أو القول بأنه الخليفة الحق بعد النبي صلى الله عليه و سلم و اعترافهم بأن أفضل الخلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم: أبو بكر بن أبي قحافة ، فعمر بن الخطاب ، فعثمان بن عفان ، فعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً و أن خلافتهم على هذا الترتيب الذي ذكروه في تفضيلهم.
6- قبولهم شروط عدم تحليلهم حراماً معلوماً من الدين بالضرورة و حرمته مجمع عليها، و عدم تحريمهم حلالاً مجمعاً عليه معلوماً حله.
7- التوقيع من قبلهم على صحيفة أعدت لهذا الشأن.


--------------------------------------------------------------------------------

بعض تفاصيل المؤتمر:

طبعاً تفاصيل القصة طويلة وكيف بدأ المؤتمر و لمن أراد التفاصيل فليرجع إلى مذكرات الشيخ أو كتاب الخطوط ( العريضة لمذهب الشيعة الإمامية الإثنى عشرية ) للشيخ الجليل / محب الدين الخطيب رحمه الله. و لكن المؤتمر كان بسبب أن نادر شاه أرسل إلى أحد علماء السنة لمناظرة علماء الشيعة في مذهب الإثنى عشر فجاء عبد الله بن الحسين لهذا الأمر.

عندما سمع الملا باشا ( عالم الشيعة ) أن قاضي بخارى ( عالم سني ) يُقال له بحر العلم قال:--
كيف يسوغ له أن يُلقب ببحر العلم وهو لا يعرف من العلم شيئاً ، فوالله لو سألته عن دليلين في خلافة علي ( رضي الله عنه ) لما إستطاع أن يُجيب عنهما ، بل ولا الفحول من أهل السنة - وكرر الكلام ثلاث مرات - .

فقلت له ( أي عبد الله بن الحسين وكان موجوداً في المجلس ) :--
وما هذان الدليلان اللذان لا جواب عنهما ؟

قال ( الملا باشا = م) :--
قبل تحرير البحث أسألك هل قوله صلى الله عليه وسلم لعلي (( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي )) ثابت عندكم ؟

قلت ( عبد الله = ع ) :--
نعم إنه حديث مشهور .

فقال ( م ) :-- هذا الحديث بمنطوقه ومفهومه يدل دلالة صريحة على أن الخليفة بالحق بعد النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب .
قلت (ع) :-- ما وجه الدليل من ذلك ؟
قال(م) :-- حيث أثبت النبي لعلي جميع منازل هارون ولم يستثن إلا النبوة - والإستثناء معيار المعلوم - فثبتت الخلافة لعلي لأنها من جملة منازل هارون ، فإنه لو عاش لكان خليفة عن موسى .
فقلت(ع) :-- صريح كلامك يدل على أن هذه القضية موجبة كلية ، فما صور هذا الإيجاب الكلي ؟
قال(م) :-- الإضافة التي في الإستغراق بقرينة الإستثناء .
فقلت(ع) :-- أولاً إن هذا الحديث غير نص جلي ، وذلك لإختلاف المُحدثين فيه ، فمن قائل إنه صحيح ، ومن قائل إنه حسن ، ومن قائل إنه ضعيف ، حتى بالغ ابن الجوزي فادعى أنه موضوع .
فكيف تثبتون به الخلافة وأنتم تشترطون النص الجلي ؟!
فقال(م) :-- نعم نقول بموجب ما ذكرت ، وإن دليلنا ليس هذا ، وإنما قوله صلى الله عليه وسلم (( سلموا على علي بإمرة المؤمنين )) ، وحديث الطائر ، ولأنكم تدعون أنهما موضوعان فكلامي في هذا الحديث (أي حديث موسى وهارون عليهما السلام) معكم لما لم تثبتوا أنتم الخلافة لعلي به ؟
قلت(ع) :-- هذا الحديث لا يصلح أن يكون دليلاً من وجوه :-
منها أن الإستغراق ممنوع ، إذ من جملة منازل هارون كونه نبياً مع موسى ، وعلي ليس بنبي بإتفاق منا ومنكم ، لا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعده ، فلو كانت المنازل الثابتة لهارون - ما عدا النبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم - ثابتة لعلي لإقتضى أن يكون علي نبياً مع النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبوة معه لم تُستثن وهي من منازل هارون كونه أخاً شقيقاً لموسى ، وعلي ليس بأخ ، والعام إذا تخصص بغير الإستثناء صارت دلالته ظنية ، فليحمل الكلام على منزلة واحدة كما هو ظاهر التاء التي للوحدة ، فتكون الإضافة للعهد وهو الأصل فيها ، و(( إلا )) في الحديث بمعنى (( لكن )) كقولهم : فلان جواد إلا أنه جبان ، أي لكنه.
فرجعت القضية مهملة يراد منها بعض غير معين فيها وإنما نعينه من خارج ، والمعين هو المنزلة المعهودة حين إستخلف موسى هارون على بني إسرائيل ، والدال على ذلك قوله تعالى (( اخلفني في قومي )) ومنزلة علي هي إستخلافه على المدينة في غزوة تبوك.

فقال (م) :-- والإستخلاف يدل على أنه أفضل وأنه الخليفة بعد .
فقلت (ع) :-- لو دل هذا على ما ذكرت لإقتضى أن ابن أم مكتوم خليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه استخلفه على المدينة ، واستخلف غيره ، فلما خصصتم علياً بذلك دون غيره مع إشتراك الكل في الإستخلاف؟ و أيضاً لو كان هذا من باب الفضائل لما وجد علي ( رضي الله منه ) في نفسه وقال: ( أتجعلني مع النساء والأطفال والضعفة ) . فقال النبي صلى الله عليه وسلم تطييباً لنفسه (( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)).

فقال(م) :-- قد ذُكر في أصولكم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
قلت(ع) :-- إني لم أجعل خصوص السبب دليلاً ، وإنما هو قرينة تعيين ذلك البعض المهم .
فانقطع ....
ثم قال(م) :-- عندي دليل آخر لا يقبل التأويل ، وهو قوله تعالى (( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين )) .
قلت(ع) له :-- ما وجه الدلالة من هذه الآية ؟
فقال (م):-- أنه لما أتى نصارى نجران للمباهلة إحتضن النبي صلى الله عليه وسلم الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة ( رضي الله عنها ) من ورائهم وعلي ( رضي الله عنه ) خلفها ، ولم يقدم إلى الدعاء إلا الأفضل .
قلت (ع) :-- هذا من باب المناقب لا من باب الفضائل وكل صحابي اختص بمنقبة لا توجد في غيره ، كما لا يخفى على من تتبع كتب السير.
وأيضاً إن القرآن نزل على أسلوب كلام العرب ، وطرز محاوراتهم ، ولو فرض أن كبيرين من عشيرتين وقع بينهما حرب وجدال ، يقول أحدهما للآخر : ابرز أنت وخاصة عشيرتك وأبرز أنا وخاصة عشيرتي فنتقابل و لا يكون معنا من الأجانب أحد ، فهذا لا يدل على أنه لم يوجد مع الكبيرين أشجع من خاصتهما. و أيضاً الدعاء بحضور الأقارب يقتضي الخشوع المقتضي لسرعة الإجابة.

فقال(م):-- ولا ينشأ الخشوع إذ ذاك إلا من كثرة المحبة .
فقلت(ع):-- هذه محبة مرجعها إلى الجبلة والطبيعة ، كمحبة الإنسان نفسه وولده أكثر ممن هو أفضل منه ومن ولده بطبقات فلا يقتضي وزراً ولا أجراً إنما المحبة المحدودة التي تقتضي أحد الأمرين المتقدمين إنما هي المحبة الإختيارية .
فقال(م):-- وفيها وجه آخر يقتضي الأفضلية ، وهو حيث جعل نفسه صلى الله عليه وسلم نفس علي ، إذ في قوله (( أبناءنا )) يراد الحسن والحسين وفي (( نساءنا )) يراد فاطمة ، وفي (( أنفسنا )) لم يبق إلا علي والنبي صيى الله عليه وسلم .

فقلت(ع):-- الله أعلم أنك لم تعرف الأصول ، بل و لا اللغة العربية.
كيف وقد عبر بأنفسنا والأنفس جمع قلة مضافاً إلى (( نا )) الدالة على الجمع ومقابلة الجمع بالجمع تقتضي تقسيم الآحاد ، كما في قولنا ( ركب القوم دوابهم ) أي ركب كل واحد دابته.
وهذه مسألة مصرحة في الأصول ، غاية الأمر أنه أطلق الجمع على ما فوق الواحد وهو مسموع كقوله تعالى ((أولئك مبرؤن مما يقولون )) أي عائشة و صفوان ( رضي الله عنهما ) ، و قوله تعالى (( فقد صفت قلوبكما )) ولم يكن لهما إلا قلبان.
على أن أهل الميزان ( أي علم المنطق ) يطلقون الجمع في التعاريف على ما فوق الواحد ، وكذلك أطلق الأبناء على الحسن والحسين ، والنساء على فاطمة فقط مجازاً.
نعم لو كان بدل أنفسنا بـ ( نفسي ) لربما كان له وجه ما بحسب الظاهر.
وأيضاً لو كانت الآية دالة على على خلافة علي لدلت على خلافة الحسن والحسين وفاطمة ( رضي الله عنهم ) مع أنه بطريق الإشتراك ، ولا قائل بذلك لأن الحسن والحسين إذ ذاك صغيران ، وفاطمة مفطومة كسائر النساء عن الولايات ، فلم تكن الآية دالة على الخلافة .

فانقطع ......

ثم قال(م) :-- عندي دليل آخر وهو قوله تعالى (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) أجمع أهل التفسير على أنها نزلت في علي حين تصدق بخاتمه على السائل وهو في الصلاة و (( إنما )) للحصر ، و (( الولي )) بمعنى ( الأولى منكم بالتصرف ).

فقلت(ع) :-- لهذه الآية عندي أجوبة كثيرة .

وقبل أن أشرع في الأجوبة قال بعض الحاضرين من الشيعة باللغة الفارسية يخاطب الملا باشي بشيء معناه: إترك المباحثة مع هذا فإنه شيطان مجسم و كلما زدت في الدلائل و أجابك عنها إنحطت منزلتك.
فنظر إلي وتبسم وقال (م) :-- إنك رجل فاضل تجيب عن هذه وعن غيرها ، ولكن كلامي مع بحر العلم ( وهو القاضي / هادي خوجة قاضي بخارى ) فإنه لا يستطيع أن يجيب.
فقلت(ع) :-- الذي كان في صدر كلامك أن فحول أهل السنة لا يستطيعون الجواب ، فهذا الذي دعاني إلى المعارضة والمحاورة .
فقال(م) :-- أنا رجل أعجمي ولا أتقن العربية فربما صدر مني لفظ غير مقصود لي ....

فقلت(ع) له:-- أريد أن أسألك عن مسألتين لا تستطيع أهل الشيعة الجواب عنهما.
فقال(م) :-- وما هما ؟
قلت (ع):-- الأولى :
كيف حكم الصحابة عند الشيعة ؟
فقال(م):-- إرتدوا حيث لم يبايعوا علي على الخلافة ( إلا خمسة : علياً و المقداد و أبا ذر وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر)
قلت(ع) :-- إن كان الأمر كذلك فكيف زوج علي ( رضي الله عنه ) بنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) .
فقال(م) :-- إنه مكره !
قلت( ع):-- والله إنكم إعتقدتم في علي منقصة لا يرضى بها أدنى العرب فضلاً عن بني هاشم الذين هم سادات العرب وأكرمها أرومة وأفضلها جرثومة وأعلاها نسباً وأعظمها مروءة وحمية وأكثرها نعوتاً سنِيَّة. و إن أدنى العرب يبذل نفسه دون عرضه و يُقتل دون حرمه و لا تعز نفسه على حرمه و أهله. فكيف تثبتون لعلي وهو الشجاع الصنديد ليث بني غالب أسد الله في المشارق و المغارب مثل هذه المنقصة التي لا يرضى بها أجلاف العرب ؟! بل كم رأينا من قاتل دون عياله فقُتل!

فقال(م):-- يحتمل أن تكون زُفت إليه جنية ( أي شيطانة ) تصورت بصورة أم كلثوم ؟
قلت(ع):-- هذا أشنع من الأول فكيف يُعقل مثل هذا ؟! و لو فتحنا هذا الباب لانسدت جميع أبواب الشريعة حتى لو أن الرجل جاء إلى زوجته لاحتمل أن تقول : أنت جني تصورت بصورة زوجي فتمنعه من الإتيان إليها. فإن بشاهدين عدلين على أنه فلان لاحتمل أن يقال فيهما إنهما جنيان تصورا بصورة هذين العدلين وهلم جرا ..... و يحتمل أن جنياً تصور بصورة جعفر الصادق - الذي تزعمون أن عبادتكم موافقة لمذهبه - جنياً تصور بصورته و ألقى إليكم هذه الأحكام الثابتة.

ثم قلت(ع) له :-- ما حكم أفعال الخليفة الجائر ؟ هل هي نافذة عند الشيعة ؟
فقال(م):-- لا تصح ولا تنفذ.
فقلت (ع) :-- أنشدك الله من أي عشيرة أم محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب ؟
فقال(م) :-- من بني حنيفة .
فقلت(ع):-- من سبى بني حنيفة ؟
فقال(م) :--لا أدري ( وهو كاذب )
فقال بعض الحاضرين من علمائهم :-- سباهم أبو بكر الصديق ( رضي الله تعالى عنه )
فقلت(ع) :-- كيف ساغ لعلي أن يأخذ جارية من السبي ويتولدها ، والإمام - على زعمكم - لا تنفذ أحكامه لجوره ، والإحتياط في الفروج أمر مقرر !
فقال(م):-- لعله إستوهبها من أهلها ، يعني زوجوه بها .
قلت(ع):-- يحتاج هذا إلى دليل .

فانقطع ....... والحمد لله

ثم قلت(ع):-- إنما لم آتيك بحديث أو آية لأني مهما بالغت في صحة الحديث أقول رواه أهل الكتب الستة و غيرهم، فتقول أنا لا أقول بصحتها. و لو أتيتك بأية و قلت أجمع أهل التفسير لا يكون حجة علي و تذكر تأويلاً بعيداً و تقول الدليل إذا تطرقه الإحتمال بطل به الإستدلال. فهذا الذي دعاني إلى ترك الإستدلال بالآية أو الحديث.

ثم إن الشاه أُخبر بهذه المباحثة طبق ما وقع ، فأمر أن يُجمع علماء إيران وعلماء الأفغان ويرفعوا المكفرات وأكون ناظراً عليهم ووكيلاً عن الشاه وشاهداً على الفرق الثلاث بما يتفقوا عليه. فخرجنا نشق الخيام والأفغان والأزبك والعجم يشيرون إلي بالأصابع وكان يوماً مشهوداً.

إنتهى كلامه رحمه الله .


--------------------------------------------------------------------------------

نهاية المناظرة:

و قد انتهت المناظرة بالتالي:

قال العالم السُني هادي خوجة لعالم الشيعة الملا باشا :
أنتم تكفرون بسبكم الشيخين ( أي أبو بكر وعمر )

قال الملا باشا :
رفعنا سب الشيخين

قال هادي خوجة :
وتكفرون بتضليلكم الصحابة وتكفيركم إياهم

قال الملا باشا :
الصحابة كلهم عدول رضي الله عنهم ورضوا عنه

قال هادي خوجة :
وتقولون بحل المتعة

قال الملا باشا :
هي حرام لا يقبلها إلا السفهاء منا

قال هادي خوجة:
وتفضلون علياً على أبي بكر وتقولون إنه الخليفة الحق بعد النبي صلى الله عليه وسلم

قال الملا باشا :
أفضل الخلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر بن أبي قحافة فعمر بن الخطاب فعثمان بن عفان فعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً ، وإن خلافتهم على هذا الترتيب الذي ذكرناه في تفضيلهم

و كل ذلك غيض من فيض مما دار في تلك المناظرة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .







التوقيع :
الله اكبر....النصر للإسلام...
من مواضيعي في المنتدى
»» هدية اتمنى ان تعجب إخواننا....كتب للتحميل
»» الله اكبر...الله اكبر...الله اكبر...عدنا إلى حبيبنا..
»» هل هم يدعون الله؟؟؟؟ هل هم يناجون الله في كربهم؟؟؟ (صور)
»» قصة حدثت لي في المسجد النبوي
»» الرافضة تقول ان ابي بكر لم يكن مع الرسول في الغار
 
قديم 30-01-02, 10:13 PM   رقم المشاركة : 4
العبدالعزيز
عضو مميز





العبدالعزيز غير متصل

العبدالعزيز is on a distinguished road


أخي التائب

جزاك الله خيرا على هذه الإضافات المهمة جدا ....







التوقيع :
قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال : إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه .. وإذا تكلم في أهل البدع ، فإنما هو للمسلمين وهذا أفضل . فتبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله ..( مجموعة الرسائل والمسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية 4/110 )
من مواضيعي في المنتدى
»» هـــــــــام جدا.. كتاب خطير جدا في فضح الزنديق الكذاب الخميني (لع) شاهد غلاف الكتاب
»» افتراءات مجلة المنبر الرافضية في المحاكم الكويتية ( مقابلة مصورة )
»» مؤتمر للتقريب بين المذاهب في البحرين ينم عن مؤامرة كبرى
»» انتقام الله عز وجل من الروافض اللئام ( مدينة بم الرافضية )
»» من مشابهة الرافضة للهندوس القول بتناسخ الأرواح ( وثيقة مصورة )
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:47 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "