العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-10-05, 12:00 PM   رقم المشاركة : 1
ابن الخطاب
عضو ماسي







ابن الخطاب غير متصل

ابن الخطاب is on a distinguished road


شبهات الرافضي وعد في المستقلة والرد عليها

ثلاث شبهات للرافضي وعد في المستقلة والرد عليها


الشبهة الأولى:
قال الرافضي :
- كتاب السنة- عمرو بن أبي عاصم ص 551 :
1188 - ثنا محمد بن المثنى ، حدثنا يحب بن حماد ، عن أبي عوانة ، عن يحيى ابن سليم أبي بلج عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست نبيا ( إنه لا ينبغي أن أذهب إلا ) وأنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي . قال أبو بكر : وحديث سفينة ثابت بن جهة النقل سعيد بن جمهان روى عنه حماد بن سلمة والعوام بن حوشب وحشرج .

قال الألباني في تحقيقه لسند الحديث:
- كتاب السنة- عمرو بن أبي عاصم ص 551 :
1188 إسناده حسن . ورجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بلج واسمه يحيى بن سليم بن بلج قال الحافظ : " صدوق ربما أخطأ " .

قال الرافضي أن هذا دليل على خلافة علي بعد رسول الله !!!
..................................................

الرد عليها:

أن الحديث هو في غزوة تبوك فإن الرسول إستخلف علي على المدينة وذهب رسول الله للجهاد في تبوك

ثم تكلم بعض المنافقين في علي فلحق علي بالجيش

إذن قول الرسول عليه الصلاة والسلام لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست نبيا ( إنه لا ينبغي أن أذهب إلا ) وأنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي..

أي خليفة على المدينة المنورة في وقت غزوة تبوك وليس على جميع ديار المسلمين كما فعل حين إستخلف رسول الله إبن أم مكتوم على المدينة وغيره من الصحابه على مناطق أخرى في اوقات غزوات أخرى


ثم إن منزلة هارون من موسى هي منزلة الأخوة وليست الخلافة بعده

والدليل أن وصي موسى هو ليس هارون بل هو يوشع بن نون فهارون قد مات قبل موسى

ثم إن هارون لم يكن خليفة موسى الا في حياته لا بعد موته لأنه مات قبل موسى

وكذلك علي كان خليفة رسول الله في حياة رسول الله على المدينة أثناء غزوة تبوك ولم يكن خليفة بعد موت رسول الله كما حصل لهارون بالضبط

شرح النووي على مسلم [ جزء 15 - صفحة 174 ] :
قوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه ( انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ) قال القاضي هذا الحديث مما تعلقت به الروافض والامامية وسائر فرق الشيعة في ان الخلافة كانت حقا لعلي وانه وصى له بها قال ثم اختلف هؤلاء فكفرت الروافض سائر الصحابة في تقديمهم غيره وزاد بعضهم فكفر عليا لانه لم يقم في طلب حقه بزعمهم وهؤلاء اسخف مذهبا وافسد عقلا من ان يرد قولهم او يناظر وقال القاضي ولا شك في كفر من قال هذا لان من كفر الامة كلها والصدر الاول فقد ابطل نقل الشريعة وهدم الاسلام واما من عدا هؤلاء الغلاة فانهم لا يسلكون هذا المسلك فاما الامامية وبعض المعتزلة فيقولون هم مخطئون في تقديم غيره لا كفار وبعض المعتزلة لا يقول بالتخطئة لجواز تقديم المفضول عندهم وهذا الحديث لاحجة فيه لاحد منهم بل فيه اثبات فضيلة لعلي ولا تعرض فيه لكونه افضل من غيره او مثله وليس فيه دلالة لاستخلافه بعده لان النبي صلى الله عليه وسلم انما قال هذا لعلي حين استخلفه في المدينة في غزوة تبوك ويؤيد هذا ان هارون المشبه به لم يكن خليفة بعد موسى بل توفي في حياة موسى وقبل وفاة موسى بنحو اربعين سنة على ما هو مشهور عند اهل الاخبار والقصص قالوا وانما استخلفه حين ذهب لميقات ربه للمناجاة والله اعلم .(إنتهى كلامه رحمه الله)

وكذلك نص العلامة إبن حجر العسقلاني على انه في غزوة تبوك في فتح الباري شرح صحيج البخاري ج7 ص 74 ثم قال رحمه الله:

فتح الباري - ابن حجر [ جزء 7 - صفحة 74 ]
واستُدل بحديث الباب على استحقاق علي للخلافة دون غيره من الصحابة فان هارون كان خليفة موسى وأجيب بان هارون لم يكن خليفة موسى الا في حياته لا بعد موته لأنه مات قبل موسى باتفاق أشار إلى ذلك الخطابي وقال الطيبي معنى الحديث انه متصل بي نازل مني منزلة هارون من موسى وفيه تشبيه مبهم بينه بقوله الا انه لا نبي بعدي فعرف ان الاتصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوة بل من جهة مادونها وهو الخلافة ولما كان هارون المشبه به انما كان خليفة في حياة موسى دل ذلك على تخصيص خلافة علي للنبي صلى الله عليه وسلم بحياته والله اعلم.(إنتهى)
وبهاذا إتضح كذب الرافضي في هذه الشبة والحمد لله

الشبهة الثانية:
قال الرافضي كيف تنكرون علينا القول بأن الأئمة يحيون ويميتون ويخلقون وتنكرون الولاية التكوينية وأنتم يا أهل السنة تقولون بها فقد قال شيخكم العثيمين أن الصحابي العلاء بن الحضرمي عبر على ماء البحر وغيره من الصحابه وكذاك أنه قال أن صلة بن أشيم أحيا فرسه الذي مات في فتاوى إبن عثيمين ج8 ص 126

الرد عليها:

بتر الرافضي كلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين حيث قال رحمه الله:

• • أما الكرامات، فهي جمع كرامة، والكرامة أمر خارق للعادة، يجريه الله تعالي علي يد ولي، تأييداً له، أو إعانة، أو تثبيتاً، أو نصراً للدين.
- - فالرجل الذي أحيا الله تعالي له فرسه، وهو صلة بن أشيم، بعد أن ماتت، حتي وصل إلي أهله، فلما وصل إلي أهله ، قال لابنه : ألق السرج عن الفرس، فإنها عربة! فلما ألقي السرج عنها، سقطتت ميتة. فهذه كرامة لهذا الرجل إعانة له.
- - أما التي لنصرة الإسلام، فمثل الذي جري للعلاء بن الحضرمي رضي الله عنه في عبور ماء البحر، وكما جري لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في عبور نهر دجلة، وقصتها مشهورة في التاريخ.
فالكرامة أمر خارق للعادة.
أما ما كان على وفق العادة، فليس بكرامة.
• • وهذا الأمر إنما يجربه الله علي يد ولي، احترازاً من أمور السحر والشعوذة، فإنها أمور خارقة للعادة، لكنها تجري على يد غير أولياء الله، بل على يد أعداء الله، فلا تكون هذه كرامة.(إنتهى)

فلم يقل الشيخ العثيمين رحمه الله ما إدعاه الرافضي من أنه قال ان فلان أحيا وفلان أمات بل قال أحيا الله له وهكذا يجري الله الكرامة وليس العبد فالشيعة تنص على أن الحياة والموت بيد الأمام يجريها الأمام والعياذ بالله
أقول كلام الشيخ العثيمين رحمه الله واضح وهو عقيدة اهل السنه في الكرامات وهي انها امور خارقه للعادة يجريها الله على يدي أوليائه

أما الولاية التكوينية فيه امر مختلف تماما عن الكرامة وتحضرني هذه الفروق

1- إذ أن الولاية التكوينية هي ولاية الأمام على جميع ذرات الكون فهي من عنديات الأمام

وأما الكرامة فهي خارقة يؤيد الله بها عبده في وقت دون آخر ومكان دون آخر كما في الكرامة فالكرامة هي من عند الله وليس من عند الولي

2- ثم إن الولاية التكوينية عند الإثني عشرية يجريها الأمام متى شاء أينما شاء على جميع ذرات الكون

بينما الكرامة كما بين الشيخ العثيمين هي خارقة من خوارق العادات يجريها الله على وليه

وليس يجريها الأمام على جميع ذرات الكون فيحي ويميت ويقدر ويعلم متى يموت وإن شاء الأمام فعل وإن لم يشأ لم يفعل

3- ثم هنالك فرق آخر خطير جدا

فإن الولاية التكوينية تحصل بإختيار من الأمام فإن شاء الأمام أحيا وإن شاء أمات وإن شاء علم وهكذا على جميع ذرات الكوين يعني رب مع الله والعياذ بالله

أما الكرامة فهي بإختيار من الله وليس بإختيار من الولي فإن شاء الله أيد وليه وأعانه وإن لم يشاء الله لم يؤيده
كما يصحح علامتهم الصفار في بصائره:

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 147 :
( 6 ) باب في علم الائمة بما في المسوات والارض والجنة و النار وما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 335 :
( 2 ) باب في الامام بانه ان شاء ان يعلم العلم علم
ولنرى شيء من الولاية التكوينية في أحد كتب الشيعة المعتمدة بتصفح أبوابه:

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 210 :
( 5 ) باب في الأئمة علهيم السلام عندهم الصحيفة التى فيها اسماء اهل الجنة واسماء اهل النار

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 219 :
( 9 ) باب في الائمة عليهم السلام انه جرى لهم ما جرى لرسول الله انهم امناؤ الله على خلقه واركان الارض و امناء الله على ما هبط من علم أو عذر أو نذر والحجة البالغة على مافى الارض وانهم قد اعطوا علم المنايا البلايا والوصايا وفصل الخطاب والعصار والميسم

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 240 :
( 3 ) باب ما يلقى إلى الائمة في ليلة القدر مما يكون في تلك السنة ونزول الملائكة عليهم

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 249 :
( 6 ) باب في ان الائمة عليهم السلام افضل من موسى والخضر عليهما السلام .

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 251 :
( 7 ) باب في انهم يخاطبون ويسمعون الصوت ويأتهم صور اعظم من جبرئيل وميكائيل

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 253 :
( 8 ) باب في الامام انه ترايا له جبرئيل وميكائيل و ملك الموت

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 254 :
( 9 ) باب ما يلهم الامام ما ليس في الكتاب والسنة من المعضلات


- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 255 :
( 10 ) باب في الائمة انهم يعرفون الاضمار وحديث النفس قبل ان يخبروا به

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 262 :
( 11 ) باب في الائمة انهم يخبرون شيعتهم بافعالهم وسرهم وافعال غيبهم وهم غيب عنهم

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 262 :
( 11 ) باب في الائمة انهم يخبرون شيعتهم بافعالهم وسرهم وافعال غيبهم وهم غيب عنهم


- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 278 :
( 15 ) باب في الائمة من آل محمد ع انهم إذا ظهروا حكموا بحكومة آل داود ع

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 280 :
( 17 ) باب في قول الائمة عليهم السلام لشيعتهم لو كان على افواههم اوكية وكتموا على انفسهم لاخبروهم بجميع ما يصيبهم من المنايا والبلايا وغيره .

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 282 :
الجزء السادس
( 1 ) باب في الائمة عليهم السلام انهم يعرفون اجال شيعتهم وسبب ما يصيبهم

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 289 :
( 3 ) باب في الائمة عليهم السلام انهم يحيون الموتى ويبرؤن الاكمه والابرص باذن الله .

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 335 :
( 2 ) باب في الامام بانه ان شاء ان يعلم العلم علم

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 353 :
( 11 ) باب في الائمة عليهم السلام انهم يتكلمون الالسن كلها .

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 361 :
( 14 ) باب في الائمة انهم يعرفون منطق الطير

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 367 :
( 15 ) باب في الائمة عليهم السلام انهم يعرفون منطق البهائم ويعرفونهم ويجيبونهم إذا دعوهم

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 410 :
( 8 ) باب في الامام انه يعرف شيعته من عدوه بالطينة التى خلقوا فيها بوجوههم واسمائهم .

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 430 :
( 16 ) باب في امير المؤمنين ان الله تعالى ناجاه بالطايف وغيرها ونزل بينهما جبرئيل

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 455 :
( 9 ) باب في الامام يرفع له في كل بلد منار وينظر فيه إلى اعمال العباد .

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 471 :
( 15 ) باب في الائمة ع ان روح القدس يتلقاهم إذ احتاجوا إليه .

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 447 :
( 5 ) باب عرض الاعمال على الائمة الاحياء والاموات

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 500 :
9 - باب في الائمة انهم يعرفون متى يموتون ويعلمون ذلك قبل ان ياتيهم الموت عليهم ع


الشبهة الثالثة:
قال الرافضي كيف تستنكرون أن الأئمة يعلمون ما كان وما يكون وما هو كائن الى يوم القيامة وحذيفة يعلم ذلك كما يروي مسلم:
صحيح مسلم [ جزء 4 - صفحة 2216 ]
24 - ( 2891 ) وحدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثني أبو بكر بن نافع حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن عبدالله بن يزيد عن حذيفة أنه قال
: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة فما منه شيء إلا قد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة ؟

الرد:

أقول حذيفة لم يقل انه يعلم كل ما هو كائن الى يوم القيامة والدليل أنه إستثنى فقال ((إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة ؟))

ثم إن حذيفة يتكلم عن أشراط الساعة التي ستحصل لا محالة والتي يعرفها رسول الله وهو الذي أخبره بها فقال حذفة أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة فما منه شيء إلا قد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة ؟

والرسول يخبر حذيفة وليس حذيفه يعلم ذلك من عندياته ولا الوحي الى حذيفه كما عند الأمام في إعتقاد الرافضه

ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام يوحى له فيخبر أصحابه بأشراط الساعة فالحديث في كتاب الفتن وأشراط السعة من صحيح مسلم

أما حذيفة فلا يوحى له بل يخبره الرسول

أما أئمة الشيعة فالشيعة تعتقد أن علمهم لدني (أي من عندياتهم) وأن الله يوحي لهم بعد موت النبي والعياذ بالله

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 147 :
( 6 ) باب في علم الائمة بما في المسوات والارض والجنة و النار وما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 335 :
( 2 ) باب في الامام بانه ان شاء ان يعلم العلم علم

- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 500 :
9 - باب في الائمة انهم يعرفون متى يموتون ويعلمون ذلك قبل ان ياتيهم الموت عليهم ع


وبهذا يتبين كذب الرافضي والحمد لله رب العالمين



جزي الله من كتبه خير الجزاء






التوقيع :
عن عباس بن يزيد عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ان هؤلاء العوام يزعمون ان الشرك اخفى من دبيب النمل في الليلة الظلماء.. فقال: لا يكون العبد مشركا حتى يصلي لغير الله أو يذبح لغير الله أو يدعو لغير الله عز وجل..»


وسائل الشيعة 341/28
وبحار الانوار 96/69
والخصال 136/1.
من مواضيعي في المنتدى
»» أسئلة المتصل منصور لكمال الحيدري والتي تهرب منها بشكل فاضح
»» علي شريعتي أول شيعي فارسي ينصف عدل عمر ونزاهته
»» !!!!سيدنا يزيد قتل سيدنا الحسين!!!!
»» صدق او لا تصدق - صلاة الإثني عشري تبطل أذا قرأ فيها بقراءة أهل البيت!!!
»» خميني المجوس وعشقه للقتل والدماء - فتوى في السجناء
 
قديم 19-10-05, 12:59 PM   رقم المشاركة : 2
نايف1
عضو ذهبي






نايف1 غير متصل

نايف1


جزاك الله خير اخي ابن الخطاب







التوقيع :
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
من مواضيعي في المنتدى
»» بدون ضحك الرسوخ العلمي الثقافي للرافضه
»» الشيخ عائض القرني وعاشوراء
»» النسب بين ال بيت والخلفاء
»» الهلال بيا الله والاستقلال بيا حسين
»» شاهد رقص الشيعه على القران
 
قديم 19-10-05, 01:22 PM   رقم المشاركة : 3
عادل
من كبار الأعضاء






عادل غير متصل

عادل is on a distinguished road


بارك الله فيك أخانا الكريم بن الخطّــــــــــاب







 
قديم 19-10-05, 02:56 PM   رقم المشاركة : 4
mcnaqi
مطرود لطعنه في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم





mcnaqi غير متصل

mcnaqi is on a distinguished road


فما هو رأيك في كلام ابن تيمية


" وقد روى ( ان اتين المذنبين أحب الى من زجل المسبحين ( وقد قالوا ان علماء الآدمين مع وجود المنافى والمضاد أحسن وافضل ثم هم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس واما النفع المتعدى والنفع للخلق وتدبير العالم فقد قالوا هم تجرى أرزاق العباد على أيديهم وينزلون بالعلوم والوحى ويحفظون ويمسكون وغير ذلك من افعال الملائكة والجواب ان صالح البشر لهم مثل ذلك واكثر منه"

كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 4، صفحة 379.

الرابط
http://arabic.islamicweb.com/Books/t...ok=381&id=1700




والحمدلله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين







 
قديم 19-10-05, 04:30 PM   رقم المشاركة : 5
فــــــــــــارس
عضو ذهبي







فــــــــــــارس غير متصل

فــــــــــــارس is on a distinguished road


الاخ ابن الخطاب بارك الله فيك اما بالنسبة للشبهة الاولى فاني سوف أزيد على ما تفضلت به وانقل لك من ملتقى اهل الحديث جواب مفصل من الشيخ عبد الله زقيل
الحديث رواه الإمام أحمد في " المسند " (1/330 - 331) ، والحاكم في " المستدرك " (3/132) ، وابن أبي عاصم في " السنة " (1351) .

والحديث مداره على أبي بلج واسمه يحيى بن سليم ، أو ابن أبي سليم .

قال البخاري : فيه نظر .

وقال ابن حبان في " المجروحين " (2/464) : يحيى بن أبي سليم أبو بلج الفزاري ، من أهل الكوفة ، وقد قيل : إنه واسطي ، يروي عن محمد بن حاطب ، وعمرو بن ميمون ، روى عنه شعبة وهشيم ، كان ممن يخطىء ، لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك ، ولا أتى منه ما لا ينفك منه البشر ، فيسلك فيه مسلك العدل ، فأرى أن لا يحتج بما انفرد من الرواية فقط ، وهو ممن استخير الله فيه .ا.هـ.


وقال الشيخ مقبل الوادعي - رحمه الله - في تتبعه لأوهام الحاكم التي سكت عنها الذهبي (3/155 رقم 4715) عند قول الحاكم : " هذا حديث صحيح " : لا ، أبو بلج يحيى بن سليم ، ويقال : ابن أبي سليم مختلف فيه ، والرجح ضعفه ؛ إذا الجرح فيه مفسر ، قال البخاري : فيه نظر ، وهي من أردى عبارات التجريح عند البخاري .ا.هـ.

وهذا الحديث مما تفرد به أبو بلج يحيى بن سليم .

وقد تابع العلامة الألباني - رحمه الله - الحاكم والذهبي في تخريجه لحديث : " من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعاد ِ من عاداه " في " الصحيحة " (4/341 رقم 1750) عند ذكره لطرق الحديث فقال (4/341) : وهو كما قالا .

وذهب الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في تعليقه على المسند (5/25 رقم 3062) إلى تصحيح سنده فقال :

إسناده صحيح . أبو بلج ، بفتح الباء وسكون اللام وآخره جيم : " اسمه يحيى بن سيلم " ويقال : " يحيى بن الأسود " الفزاري ، وهو ثقة ، وثقه ابن معين وابن سعد والنسائي والدارقطني وغيرهم ، وفي التهذيب أن البخاري قال : " وفيه نظر " ! وما أدري أين قال هذا ؟ فإنه ترجمه في الكبير ولم يذكر فيه جرحا ، ولك يترجمه في الصغير ، ولا ذكره هو ولا النسائي في الضعفاء ، وقد روى عنه شعبة ، وهو لا يروي إلا عن ثقة ...ا.هـ.

وممن توسع في تخريج هذا الحديث توسعا جيدا محقق " مسند الإمام أحمد " (5/178-188) ، بعد أن أعل الحديث بتفرد أبي بلج يحيى بن سليم ، وسأنقله بنصه فقال :

إسناده ضعيف بهذه السياقة ، أبو بلج - واسمه يحيى بن سليم ، أو ابن أبي سليم - وإن ويقه غير واحد ، قد قال فيه البخاري : فيه نظر ، وأعدل الأقوال فيه أنه يُقبل حديثه فيما لا بنفرد به كما قال ابن حبان في " المجروحين " ، وفي متن حديثه هذا ألفاظ منكرة بل باطلة لمنافرتها ما في الصحيح ، ولبعضه الآخر شواهد ...ا.هـ.

وقد تتبع ألفاظ الحديث وبين ما فيها من النكارة والمخالفة للأحاديث الثابتة ، فمن ذلك :

1 - نقله لكلام شيح الإسلام في " المنهاج " (5/34-36) على الحديث فقال شيخ الإسلام بعد أن ساق الحديث : وفيه ألفاظ هي كذب على رسوله صلى الله عليه وسلم ....ا.هـ.

2 - قصة نوم علي رضي الله عنه في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم رويت في كتب السير وغيرها وليس فيها إسناد قائم .

3 - قصة تأخر خروج أبي بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة ، فهي مخالفة لما وقع في الصحيح في أنهما خرجا معا من بيت أبي بكر ، أخرجه البحاري في صحيحه (3905) .

قال ابن كثير في " السيرة النبوية " (2/235) : وقد حكى ابن جرير عن بعضهم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق الصديق في الذهاب إلى غار ثور ، وأمر عليا أن يدُلَّه على مسيره ليلحقه ، فلحقه في أثناء الطريق . وهذا غريب جدا ، وخلاف المشهور أنهما خرجا معا .

4 – وفي قصة سد الأبواب غير باب علي أحاديث ... وليس في أسانيد هذه الأحاديث إسناد صالح ، بل هي أسانيد ضعيفة لا تثبت على نقد ، ولم يصنع الحافظ ابن حجر رحمه الله شيئا في تقوية هذا الحديث بمثل هذه الأسانيد ، ولم يصب في تنقيد الحافظين ابن الجوزي والعراقي رحمهما الله في إيرادهما هذا الحديث في " الموضوعات " .

هذا ملخص لما أورده المحقق لمسند الإمام أحمد – طبعة الرسالة – من إيرادات على الحديث .

ومن اراد المزيد فليراجع

هنـــــــــا







 
قديم 19-10-05, 04:59 PM   رقم المشاركة : 6
فــــــــــــارس
عضو ذهبي







فــــــــــــارس غير متصل

فــــــــــــارس is on a distinguished road


أما ما ادعاه الكذاب الرافضي من ان ابن العثيمين يقول بان رجل احيا فرسه فأضيف أيضا أخي ابن الخطاب بان شيخ الاسلام ابن تيمية رضي الله عنه قد ذكر في مجموع الفتاوى الجزء 11 صفحة 280 عن كرامات اولياء الله
و ( صلة بن أشيم ( مات فرسه وهو فى الغزو فقال اللهم لا تجعل لمخلوق على منة ودعا الله عز وجل فأحيا له فرسه فلما وصل الى بيته قال يا بنى خذ سرج الفرس فانه عارية فأخذ سرجه فمات الفرس

الرافضي الكذاب قال وبكل وقاحة ان الرجل أحيا الفرس فمن اين اتى بها هذا الزنديق ؟؟؟







 
قديم 19-10-05, 07:25 PM   رقم المشاركة : 7
الهاوي
عضو ماسي






الهاوي غير متصل

الهاوي is on a distinguished road



===================
أقول:
===================

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



جزاكما الله خيرا يا أخوي الحبيبين " ابن الخطاب " و " فارس " على هذه الردود


و أتمنى بأن تبعث فاكس الي الشيخ " جلال " أو مقدم البرنامج " الهاشمي "



/////////////////////////////////////////////////






التوقيع :
-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-

يوجد في منتديات - النيليين و سبلة العرب و ....الخ

من المنتديات من يحمل هذا الاسم " الهاوي" فالرجاء التأكد

من انني صاحب هذه الكتابات بعرضها في هذا المنتدى

-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-
من مواضيعي في المنتدى
»» المهدي vs التقية !؟!؟
»» أيهما أفضل - رؤية الشيعة أم الصوفية ؟؟؟
»» للجميع // ما هي الكتب تنصحوني بإقتنائها؟
»» شروط صلح الحسن مع معاوية رضي الله عنهما وفدك !؟
»» "النصر آت آت آت لا محالة " لماذا المطالبة بتوقف الحرب ؟
 
قديم 19-10-05, 08:07 PM   رقم المشاركة : 8
سيف الخطاب
عضو نشيط






سيف الخطاب غير متصل

سيف الخطاب is on a distinguished road


قال شيخ الاسلام

فصل
فى المسألة المشهورة بين الناس فى ( التفضيل بين الملائكة والناس ( قال الكلام إما أن يكون فى التفضيل بين الجنس الملك والبشر أو بين صالحى الملك والبشر أما الأول وهو أن يقال أيما أفضل الملائكة والبشر فهذه كلمة تحتمل أربعة أنواع

النوع الأول
أن يقال هل كل واحد من آحاد الناس أفضل من كل واحد من آحاد الملائكة فهذا لا يقوله عاقل فإن في الناس الكفار والفجار والجاهلين والمستكبرين والمؤمنين وفيهم وفيهم من هو مثل البهائم والأنعام السائمة بل الأنعام أحسن حالا من هؤلاء كما نطق بذلك القرآن في مواضع مثل قوله تعالى<إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون> وقال يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون والدواب جمع دابة وهو كل ما دب في سماء وأرض من إنس وجن وملك وبهيمة ففي القرآن ما يدل على تفضيل البهائم على كثير من الناس في خمس آيات
وقد وضع ابن المرزبان كتاب ( تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب ) وقد جاء في ذلك من المأثور ما لا نستطيع إحصاءه مثل ما في مسند أحمد ( رب مركوبة أكثر ذكرا من راكبها ) وفضل البهائم عليهم من وجوه
أحدها أن البهيمة لا سبيل لها الى كمال وصلاح أكثر مما تصنعه والإنسان له سبيل لذلك فإذا لم يبلغ صلاحه وكماله الذى خلق له بان نقصه وخسرانه من هذا الوجه
وثانيها أن البهائم لها أهواء وشهوات بحسب احساسها وشعورها ولم تؤت تمييزا وفرقانا بين ما ينفعها ويضرها والإنسان قد أوتى ذلك وهذا الذى يقال الملائكة لهم عقول بلا شهوات والبهائم لها شهوات بلا عقول والإنسان له شهوات وعقل فمن غلب عقله شهوته فهو أفضل من الملائكة أو مثل الملائكة ومن غلبت شهوته عقله فالبهائم خير منه وثالثها أن هؤلاء لهم العقاب والنكال والخزى على ما يأتونه من الأعمال الخبيثة فهذا يقتل وهذا يعاقب وهذا يقطع وهذا يعذب ويحبس هذا في العقوبات المشروعة وأما العقوبات المقدرة فقوم أغرقوا وقوم أهلكوا بأنواع العذاب وقوم ابتلوا بالملوك الجائرة تحريقا وتغريقا وتمثيلا وخنقا وعمى البهائم في أمان من ذلك
ورابعها أن لفسقة الجن والأنس في الآخرة من الأهوال والنار والعذاب والأغلال وغير ذلك ممن أمنت منه البهائم ما بين ( فضل البهائم على هؤلاء ) إذا أضيف إلى حال هؤلاء
خامسها أن البهائم جميعا مؤمنة بالله ورسوله مسبحة بحمده قانتة له وقد قال النبى انه ليس على وجه الأرض شىء إلا وهو يعلم أنى رسول الله إلا فسقة الجن والإنس

النوع الثانى
أنه يقال مجموع الناس أفضل من مجموع الملائكة من غير توزيع الأفراد وهذا على القول بتفضيل صالحى البشر على الملائكة فيه نظر لا علم لى بحقيقته فإنا نفضل مجموع القرن الثانى على القرن الثالث مع علمنا أن كثيرا من أهل القرن الثالث أفضل من كثير من أهل القرن الثانى

النوع الثالث
أنا إذا قابلنا الفاضل بالفاضل والذى يلى الفاضل بمن يليه من يليه من الجنس الآخر فأى القبيلين أفضل فهذا مع القول بتفضيل صالحى البشر يقال لا شك أن المفضولين من الملائكة أفضل من كثير من البشر وفاضل البشر أفضل من فاضليهم لكن التفاوت الذى بين ( فاضل الطائفتين ) أكثر والتفاوت بين مفضولهم هذا غير معلوم والله أعلم بخلقه

النوع الرابع
أن يقال حقيقة الملك والطبيعة الملكية أفضل أم حقيقة البشر والطبيعة البشرية وهذا كما أنا نعلم ان حقيقة الحى اذ هو حى أفضل من الميت وحقيقة القوة والعلم من حيث هو كذلك أفضل من حقيقة الضعف والجهل وحقيقة الذكر افضل من حيث الأنثى وحقيقة الفرس افضل من حقيقة الحمار وكان فى نوع المفضول ما هو خير من كثير من أعيان النوع الفاضل كالحمار والفأرة والفرس الزمن والمرأة الصالحة مع الرجل الفاجر والقوى الفاجر مع الضعيف الزمن
والوجه فى انحصار القسمة فى هذه الانواع فإن كثيرا من الكلمات المهمة تقع الفتيا فيها مختلفة والرأى مشتبها لفقد التمييز والتفضيل ان كل شىء إما أن نقيده من جهة الخصوص أو العموم أو الاطلاق فإذا قلت بشر وملك واما ان تريد هذا البشر الواحد فيكون خاصا أو جميع جنس البشر فيكون عاما أو تريد البشر مطلقا مجردا عن قيد العموم والخصوص وضبطه القليل والكثير والنوع الأول فى التفضيل عموما وخصوصا والثانى عموما والثالث خصوصا والرابع فى الحقيقة المطلقة المجردة
فنقول حينئذ المسألة على هذا الوجه لست أعلم فيها مقالة سابقة مفسرة وربما ناظر بعض الناس على تفضيل الملك وبعضهم على تفضيل البشر وربما اشتبهت هذه المسألة بمسألة التفضيل بين الصالح وغيره
لكن الذى سنح لى والله أعلم بالصواب أن حقيقة الملك أكمل وأرفع وحقيقة الإنسان أسهل وأجمع
وتفسير ذلك أنا اذا اعتبرنا الحقيقتين وصفاتهما النفسية والتبعية اللازمة الغالبة الحياة والعلم والقدرة فى الذات والشهوات وجدنا أول خلق الملك أعظم صورة ومحله أرفع وحياته أشد وعلمه أكثر وقواه أشد وطهارته ونزاهته أتم ونيل مطالبه أيسر وأتم وهو عن المنافى والمضاد أبعد لكن تجد هذه الصفات للإنسان بحسب حقيقته منها أوفر حظ ونصيب من الحياة والخلق والعلم والقدرة والطهارة وغير ذلك
وله أشياء ليست للملك من إدراكه دقيق الأشياء حسا وعقلا وتمتعه بما يدركه ببدنه وقلبه وهو يأكل ويشرب وينكح ويتمنى ويتغذى ويتفكر الى غير ذلك من الاحوال التى لا يشاركه فيها الملك لكن حظ الملك من القدر المشترك الذى بينهما اكثر وما اشتركا فيه من الامور افضل بكثير مما اختص به الإنسان
( مثاله ( مثل رجل معه مائة دينار وآخر معه خمسون درهما او خمسون دينارا أو خمسون فلسا واذا كان الامر كذلك ففصل الجواب كما سبق
وان أردت الإطلاق فالحقيقة الملكية بلوازمها أفضل من الحقيقة الانسانية بلوازمها هذا لا شك فيه فإنما يلزم حقيقة الإنسان من حياة وحس وعلم وعمل ونيل لذة وإدراك شهوة ليست بشىء وإنما تعددت أصنافه الى ما يشبه حقيقة الملك كحال من علم من كل شىء طرفا ليس بالكثير الى حال من أتقن العلم بالله وبأسمائه وآياته ولا يشبه حال من معه درهم الى حال من معه درة ولا يشبه حال من يسوس الناس كلهم الى حال من يسوس انسانا وفرسا
وقد دل على هذا دلالة بينة قوله تعالى ( ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) فدل على أنهم لم يفضلوا على الجميع وقوله ( ممن ) للتبعيض فإن قلت هذا الإستدلال مفهوم للمخالف وأنت مخالف لهذا منازع فيه فيقال لك تخصيص الكثير بالذكر لا يدل على مخالفة غيره بنفى ولا إثبات وأيضا فإن مفهومه انهم لم يفضلوا على ما سوى الكثير فاذا لم يفضلوا فقد يساوون بهم وقد يفضل أولئك عليهم فان الاحوال ثلاثة إما ان يفضلوا على من بقى او يفضل أولئك عليهم او يساوون بهم
قال واختلاف الحقائق والذوات لا بد أنها تؤثر فى إختلاف الأحكام والصفات واذا إختلفت حقيقة البشر والملك فلا بد ان يكون أحد الحقيقتين أفضل فإن كونهما متماثلتين متفاضلتين ممتنع
واذا ثبت ان أحدهما أفضل بهذه القضية المعقولة وثبت عدم فضل البشر بتلك الكلمة الإلهية ثبت فضل الملك وهو المطلوب
وقد ذكر جماعة من المنتسبين الى السنة أن الأنبياء وصالح البشر أفضل من الملائكة وذهبت المعتزلة الى تفضيل الملائكة على البشر وأتباع الأشعرى على قولين منهم من يفضل الأنبياء والأولياء ومنهم من يقف ولا يقطع فيهما بشىء
وحكى عن بعض متاخريهم أنه مال الى قول المعتزلة وربما حكى ذلك عن بعض من يدعى السنة ويواليها
وذكر لى عن بعض من تكلم فى أعمال القلوب أنه قال أما الملائكة المدبرون للسموات والارض وما بينهما والموكلون ببنى آدم فهؤلاء أفضل من هؤلاء الملائكة واما الكروبيون الذين يرتفعون عن ذلك فلا أحد أفضل منهم وربما خص بعضهم نبينا واستثناؤه من عموم البشر أما تفضيلا على جميع أعيان الملائكة أوعلى المدبرين منهم أمر العالم هذا ما بلغنى من كلمات الآخرين فى هذه المسألة وكنت أحسب أن القول فيها محدث حتى رأيتها اثرية سلفية صحابية فانبعثت الهمة الى تحقيق القول فيها فقلنا حينئذ بما قاله السلف فروى ابو يعلى الموصلى فى ( كتاب التفسير ( المشهور له عن عبد الله بن سلام وكان عالما بالكتاب الأول والكتاب الثانى اذ كان كتابيا وقد شهد له النبى صلى الله عليه وسلم بحسن الخاتمة ووصية معاذ عند موته وانه أحد العلماء الأربعة الذين يبتغى العلم عندهم قال ما خلق الله خلقا اكرم عليه من محمد الحديث عنه
قلت ولا جبرائيل ولا ميكائيل قال يا ابن اخى أوتدرى ماجبرائيل وميكائيل انما جبرائيل وميكائيل خلق مسخر مثل الشمس والقمر وما خلق الله تعالى خلقا اكرم عليه من محمد
وروى عبد الله فى ( التفسير ( وغيره عن معمر عن زيد بن اسلم انه قال قالت الملائكة ياربنا جعلت لبنى آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون فاجعل لنا الاخرة فقال وعزتى لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدى كمن قلت له كن فكان وكذلك قصة سجود الملائكة كلهم أجمعين لادم ولعن الممتنع عن السجود له وهذا تشريف وتكريم له
وقد قال بعض الأغبياء ان السجود انما كان لله وجعل آدم قبلة لهم يسجدون اليه كما يسجد الى الكعبة وليس فى هذا تفضيل له عليهم كما ان السجود الى الكعبة ليس فيه تفضيل للكعبة على المؤمن عند الله بل حرمه المؤمن عند الله افضل من حرمتها وقالوا السجود لغير الله محرم بل كفر
والجواب أن السجود كان لآدم بأمر الله وفرضه بإجماع من يسمع قوله ويدل على ذلك وجوه احدها قوله لآدم ولم يقل الى آدم وكل حرف له معنى ومن التمييز فى اللسان ان يقال سجدت له وسجدت اليه كما قال تعالى ( لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذى خلقهن ان كنتم إياه تعبدون ) وقال ( ولله يسجد من فى السموات ومن فى الارض )
واجمع المسلمون على ان السجود لغير الله محرم واما الكعبة فقد كان النبى يصلى الى بيت المقدس ثم صلى الى الكعبة وكان يصلى الى عنزة ولا يقال لعنزة والى عمود وشجرة ولا يقال لعمود ولا لشجرة والساجد للشىء يخضع له بقلبه ويخشع له بفؤاده واما الساجد اليه فانما يولى وجهه وبدنه اليه ظاهرا كما يولى وجهه الى بعض النواحى اذا امه كما قال ( فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره )
والثانى ان آدم لو كان قبله لم يمتنع ابليس من السجود او يزعم انه خير منه فان القبلة قد تكون أحجارا وليس فى ذلك تفضيل لها على المصلين اليها وقد يصلى الرجل الى عنزة وبعير والى رجل ولا يتوهم انه مفضل بذلك فمن اى شيء فر الشيطان هذا هو العجب العجيب
والثالث انه لو جعل آدم قبلة فى سجدة واحدة لكانت القبلة وبيت المقدس افضل منه بآلاف كثيرة اذ جعلت قبلة دائمة فى جميع انواع الصلوات فهذه القصة الطويلة التى قد جعلت علما له ومن أفضل النعم عليه وجاءت الى العالم بان الله رفعه بها وامتن عليه ليس فيها اكثر من انه جعله كالكعبة فى بعض الاوقات مع ( أن ) بعض ما أوتيه من الايمان والعلم والقرب من الرحمن افضل بكثير من الكعبة والكعبة انما وضعت له ولذريته افيجعل من جسيم النعيم عليه او يشبه به فى شىء نزر قليل جدا هذا مالا يقوله عاقل
واما قولهم لا يجوز السجود لغير الله فيقال لهم ان قيلت هذه الكلمة على الجملة فهى كلمة عامة تنفى بعمومها جواز السجود لآدم وقد دل دليل خاص على انهم سجدوا له والعام لا يعارض ما قابله من الخاص
وثانيها ان السجود لغير الله حرام علينا وعلى الملائكة اما الاول فلا دليل واما الثانى فما الحجة فيه ( وثالثها ) انه حرام امر الله به او حرام لم يأمر به والثانى حق ولا شفاء فيه واما الاول فكيف يمكن ان يحرم بعد ان امر الله تعالى به
ورابعها أبو يوسف وإخوته خروا له سجدا ويقال كانت تحيتهم فكيف يقال إن السجود حرام مطلقا وقد كانت البهائم تسجد للنبي والبهائم لا تعبد الله فكيف يقال يلزم من السجود لشيء عبادته وقد قال النبي ولو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها ومعلوم أنه لم يقل لو كنت آمرا أحدا أن يعبد
وسابعها وفيه التفسير أن يقال أما الخضوع والقنوت بالقلوب والإعتراف بالربوبية والعبودية فهذا لا يكون على الإطلاق إلا لله سبحانه وتعالى وحده وهو غيره ممتنع باطل
وأما السجود فشريعة من الشرائع إذ أمرنا الله تعالى أن نسجد له ولو أمرنا أن نسجد لأحد من خلقه غيره لسجدنا لذلك الغير طاعة لله عز وجل إذ أحب أن نعظم من سجدنا له ولو لم يفرض علينا السجود لم يجب البتة فعله فسجود الملائكة لآدم عبادة اللهت وطاعة له وقربة يتقربون بها إليه وهو لآدم تشريف وتكريم وتعظيم وسجود أخوة يوسف له تحية وسلام ألا ترى أن يوسف لو سجد لأبويه تحية لم يكره له ولم يأت أن آدم سجد للملائكة بل لم يؤمر آدم وبنوه بالسجود إلا الله رب العالمين ولعل ذلك والله أعلم بحقائق الأمور لأنهم أشرف الأنواع وهم صالحوا بنى آدم ليس فوقهم أحد يحسن السجود له إلا الله رب العالمين وهم أكفاء بعضهم لبعض فليس لبعضهم مزية بقدر ما يصلح له السجود ومن سواهم فقد سجد لهم من الملائكة للأب الأقوم ومن البهائم للإبن الإكرم
وأما قوله لم يسبق لآدم ما يوجب الإكرام له بالسجود فلغو من القول هذى به بعض من اعتزل الجماعة فإن نعم الله تعالى وأياديه وآلائه على عباده ليست بسبب منهم ولو كانت بسبب منهم فهو المنعم بذلك السبب فهو المنعم به ويشكرهم على نعمه وهو أيضا باطل على قاعدتهم لا حاجة لنا إلى بيانه ههنا
وقوله وله يسجدون فإنه إن سلم أنه يفيد الحصر فالقصد منه والله أعلم الفضل بينهم وبين البشر الذين يشركون بربهم ويعبدون غيره فأخبرهم أن الملائكة لا تعبد غيره ثم هذا عام وتلك الآية خاصة فيستثنى آدم ثم يقال السجود على ضربين سجود عبادة محضة وسجود تشريف فأما الأول فلا يكون إلا الله وأما الثانى فلم قلت إنه كذلك والآية محمولة على الأول توفيقا بين الدلائل
وأما السؤال الثاني فروى عن بعض الأولين أن الملائكة الذين سجدوا لآدم ملائكة فى الأرض فقط لا ملائكة السموات ومنهم من يقول لائكة السموات دون الكروبيين وانتحى ذلك بعض المتأخرين واستنكر سجود الأعليين من الملائكة لآدم مع عدم إلتفاتهم إلى ما سوى الله ورووا فى ذلك إن من خلق الله خلق لا يدرون أخلق آدم أم لا
ونزع بقوله ( استكبرت أم كنت من العالين ) والعالون هم ملائكة السماء وملائكة السماء لم يؤمروا بالسجود لآدم فاعلم أن هذه المقالة أولا ليس معها ما يوجب قبولها لا مسموع ولا معقول وإلا خواطر وسوانح ووساوس مادتها من عرش إبليس يستفزهم بصوته ( ليرد عنهم ) النعمة التى حرص على ردها عن أبيهم قديما أو مقالة قد قالها من يقول الحق والباطل لكن معنا ما يوجب ردها من وجوه
أحدها أنه خلاف ما عليه العامة من أهل العلم بالكتاب والسنة وإذا كان لابد من التقليد فتقليدهم أولى
وثانيها أنه خلاف ظاهر الكتاب العزيز وخلاف نصه فإن الإسم المجموع المعرف بالألف واللام يوجب إستيعاب الجنس قال تعالى ( واذ قلنا الملائكة إسجدوا لأدم ) فسجود الملائكة يقتضى جميع الملائكة هذا مقتضى اللسان الذى نزل به القرآن فالعدول عن موجب القول العام إلى الخصوص لابد له من دليل يصلح له وهو معدوم وثالثها أنه قال ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون ) فلو لم يكن الإسم الاول يقتضى الاستيعاب والاستغراق لكان توكيده بصيغة كل موجبة لذلك ومقتضية له ثم لو لم يفد تلك الإفادة لكان قوله أجمعون توكيدا وتحقيقا وبعد توكيد وتحقيق ومن نازع فى موجب الاسماء العامة فانه لا ينازع فيها بعد توكيدها بما يفيد العموم بل انما يجاء بصيغة التوكيد قطعا لاحتمال الخصوص واشباهه
وقد بلغنى عن بعض السلف أنه قال ما ابتدع قوم بدعة إلا فى القرآن ما يردها ولكن لا يعلمون فلعل قوله ( كلهم أجمعون ) جىء به لزعم زاعم يقول انما سجد له بعض الملائكة لا كلهم وكانت هذه الكلمة ردا لمقالة هؤلاء ومن اختلج فى سره وجه الخصوص بعد هذا التحقيق والتوكيد فاليعز نفسه فى الاستدلال بالقرآن والفهم فإنه لا يثق بشىء يؤخذ منه يا 2 ليت شعرى لو كانت الملائكة كلهم سجدوا واراد الله ان يخبرنا بذلك فأى كلمة أتم وأعلم أم يأتى قول يقال أليس هذا من أبين البيان
ورابعها أن هذه الكلمة تكررت فى القرآن وقال النبى فى حديث الشفاعة واسجد لك ملائكته وكذلك فى محاجة موسى وآدم ومن الناس من يقول ان القول العام اذا قرن به الخاص وجب ان يقرن به البيان فلا يجوز تأخيره عنه لئلا يقع السامع فى اعتقاد الجهل ولم يقترن بشىء من هذه الكلمات دليل تخصيص فوجب القطع بالعموم
وقال آخرون وهو الأصوب يجوز تأخير البيان عن وقت الخطاب لكن بعد البحث عن دليل التخصيص والله أعلم فيجب القول بالعموم واذا كانت القصة قد تكررت وليس فيها ما يدل على الخصوص فليس دعوى الخصوص فيها من البهتان
وأما إنكارهم لسجود الكروبيين فليس بشىء لأنهم سجدوا طاعة وعبادة لربهم وزاد قائل ذلك أنهم أفضل من آدم اذا نبت انهم لم يسجدوا والحكايات المرسلة لا تقيم حقا ولا تهدم باطلا وتفسيرهم ( العالين ) بالكروبيين قول فى كتاب الله سبحانه وتعالى بلا علم ولا يعرف ذلك عن إمام لامتبع ولا فى اللفظ دليل عليه وقيل ( استكبرت ) أطلبت ان تكون كبيرا من هذا الوقت أم كنت عاليا قبل ذلك ولا حاجة بنا الى تفسير كلام الله بآرائنا والله أعلم بتفسيره
وههنا ( سؤال ثالث ) وهو ان السجود له قد يكون الساجدون سجدوا له مع فضلهم عليه فإن الفاضل قد يخدم المفضول فنقول اعلم ان منفعة الأعلى للأدنى غير مستنكرة فإن سيد القوم خادمهم فالنبى أفضل الناس وانفع الناس للناس لكن منفعته فى الحقيقة يعود اليه ثوابها وتمام التقرب الى الله يحصل بنفع خلقه فهذا يصلح ان يورد على من احتج بتدبيرهم لنا ففضلهم علينا لكثرة منفعتهم لنا وأما نفس السجود فلا منفعة فيه للمسجود له إلا مجرد تعظيم وتشريف وتكريم ولا يصلح البتة ان يكون من هو افضل اسفل ممن دونه وتحته فى الشرف والمحقق لا المتوهم فافهم هذا فان تحته سر الدليل الثاني قوله قصصا عن إبليس أرأيتك هذا الذى كرمت على فإن هذا نص في تكريم آدم على إبليس إذ أمر بالسجود له
الدليل الثالث ان الله تعالى خلق آدم بيده كما ذكر ذلك من الكتاب والسنة والملائكة لم يخلقهم بيده بل بكلمته وهذا يقوله جميع من يدعى الاسلام سنيهم ومبتدعهم بل وعليه أهل الكتاب فإن الناس فى يدى الله على ثلاثة اقوال
أما أهل السنة فيقولون يدا الله صفتان من صفات ذاته حكمها حكم جميع صفاته من حياته وعلمه وقدرته وارادته وكلامه فيثبتون جميع صفاته التى وصف بها نفسه ووصفه بها أنبياؤه وان شاركت أسماء صفاته اسماء صفات غيره كما ان له اسماء قد يسمى بها غيره مثل رؤوف رحيم عليم سميع بصير حليم صبور شكور قدير مؤمن على عظيم كبير مع نفى المشابهة فى الحقيقة والمماثلة كما فى قوله تعالى ( ليس كمثله شىء وهو السميع البصير ) جمعت هذه لآية بين الاثبات والتنزيه ونسبة صفاته اليه كنسبة خلقه اليه والنسبة والاضافة تشابه النسبة والاضافة
ومن هذا الوجه جاء الاشتراك فى أسمائه وأسماء صفاته ما شبهت الرؤية برؤية الشمس والقمر تشبيها للرؤية لا للمرئى كما ضرب مثله مع عباده المملوكين كمثل بعض خلقه مع مملوكيهم وله المثل الاعلى فى السموات فتدبر هذا فانه مجلاة شبهة ومصفاة كدر فجميع ما نسمعه وينسب اليه ويضاف من الاسماء والصفات هو كما يليق بالله ويصلح لذاته
والفريقان الآخران اهل التشبيه والتمثيل منهم من يقول يد كيدى تعالى الله عن ذلك واهل النفى والتعطيل يقولون اليدان هما النعمتان والقدرتان والله اكبر كبيرا
وبكل حال اتفق هؤلاء كلهم على ان لآدم فضيلة ومزية ليست لغيره اذ خلقه بيده

( الوجه الثالث ) ان ذلك معدود فى النعم التى انعم الله بها على آدم حين قال له موسى ( خلقك الله بيده ( وكذلك يقال له يوم القيامة وانما ذكروا ذلك له فى النعم التي خصه الله بها من بين المخلوقين دون الذى شورك فيها فهذا بيان واضح دليل على فضله على سائر الخلق كما ذكر زيد بن أسلم ان الله تعالى قال للملائكة ( لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدى كمن قلت له كن فكان (
( الدليل الرابع ) ما احتج به بعض أصحابنا على تفضيل الأنبياء على الملائكة بقوله ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ) وقوله ( ولقد إخترناهم على علم على العالمين ) واسم ( العالمين ) يتناول الملائكة والجن والإنس وفيه نظر لان أصناف العالمين قد يراد به جميع اصناف الخلق كما فى قوله تعالى ( الحمد لله رب العالمين ) وقد يراد به الآدميون فقط على اختلاف اصنافهم كما فى قوله تعالى ( أتأتون الذاكران من العالمين ) اتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين ) وهم كانوا لا يأتون البهائم ولا الجن
وقد ويراد بالعالمين أهل زمن واحد كما فى قوله ( اخترناهم على علم على العالمين
فقوله ( ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران ) الآية تحتمل جميع اصناف الخلق ويحتمل أن المراد بنوا آدم فقط وللمحتج بها ان يقول اسم العالمين عام لجميع اصناف المخلوقات التى بها يعلم الله وهى آيات له ودلالات عليه لاسيما اولوا العلم منهم مثل الملائكة فيجب اجراء الاسم على عمومه الا اذا قام دليل يوجب الخصوص
وقد احتج ايضا بقوله ( ولقد كرمنا بنى آدم ) الآية وهو دليل ضعيف بل هو بالضد كما قررناه
الدليل الخامس قوله إني جاعل في الأرض خليفة وفيها دليل على تفضيل الخليفة من وجهين أولهما أن الخليفة يفضل على من هو خليفة عليه وقد وكان في الأرض ملائكة وهذا غايته أن يفضل على من في الأرض من الملائكة وثانيهما أن الملائكة طلبت من الله تعالى أن يكون ( والدليل الثامن ) وهو أول الأحاديث ما رواه حماد بن سلمة عن أبى المهزم عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لزوال الدنيا على الله أهون من قتل رجل مؤمن والمؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين عنده (
وهذا نص فى أن المؤمنين أكرم على الله من الملائكة الملائكة المقربين
ثم ذكر ما رواه الخلال عن أبى هريرة خطبنا رسول الله وذكر كلاما قال فى آخره ( ادنوا ووسعوا لمن خلفكم ( فدنا الناس وانضم بعضهم الى بعض فقال رجل أنوسع للملائكة أو للناس قال للملائكة انهم اذا كانوا معكم لم يكونوا من بين أيديكم ولا من خلفكم ولكن عن أيمانكم وشمائلكم قالوا ولم لايكونون من بين ايدينا ومن خلفنا أمن فضلنا عليهم أومن فضلهم علينا قال نعم أنتم أفضل من الملائكة ( رواه الخلال وفيه القطع بفضل البشر على الملائكة لكن لا يعرف حال إسناده فهو موقوف على صحة اسناده
وروى عبد الله بن أحمد فى ( كتاب السنة ( عن عروة بن رويم قال أخبرنى الأنصارى عن النبى صلى الله عليه وسلم أن الملائكة قالوا ربنا خلقتنا وخلقت بنى آدم فجعلتهم يأكلون ويشربون ويلبسون ويأتون النساء ويركبون الدواب وينامون ويستريحون ولم تجعل لنا شيئا من ذلك فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة وذكر الحديث مرفوعا كما تقدم موقوفا عن زيد بن أسلم عن أبيه
وزيد بن أسلم زيد فى علمه وفقهه وورعه حتى ان كان على بن الحسين ليدع مجالس قومه ويأتى مجلسه فلامه الزهرى فى ذلك فقال إنما يجلس حيث ينتفع أو قال يجد صلاح قلبه
وقد كان يحضر مجلسه نحو أربعمائة طالب للعلم أدنى خصلة فيهم الباذل ما فى يده من الدنيا ولا يستأثر بعضهم على بعض فلا يقول مثل هذا القول إلا عن بين والكذب على الله عز وجل اعظم من الكذب على رسوله
واقل ما فى هذه الآثار أن السلف الأولين كانوا يتناقلون بينهم أن صالحى البشر أفضل من الملائكة من غير نكير منهم لذلك ولم يخالف أحد منهم فى ذلك انما ظهر الخلاف بعد تشتت الأهواء بأهلها وتفرق الآراء فقد كان ذلك كالمستقر عندهم

( الدليل الحادى عشر ) أحاديث المباهات مثل أن الله تعالى ينزل كل ليلة الى سماء الدنيا وعشية عرفة فيباهى ملائكته بالحاج وكذلك يباهى بهم المصلين يقول ( انظروا الى عبادى قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى وكلا الحديثين فى صحيح مسلم والمباهات لا تكون الا بالأفاضل
فان قيل هذه الأخبار رواها آحاد غير مشهورين ولا هى بتلك الشهرة فلا توجب علما والمسألة علمية
قلنا ( أولاد ( من قال ان المطلق فى هذه القضية اليقين الذى لا يمكن نقيضه بل يكفى فيها الظن الغالب وهو حاصل
ثم ما المراد بقوله علمية أتريد أنه لا علم فهذا مسلم ولكن كل عقل راجح يستند الى دليل فإنه علم وان كان فرقة من الناس لا يسمون علما الا ما كان يقينا لايقبل الانتقاض وقد قال تعالى ( فإن علمتموهن مؤمنات ) وقد استوفى القول فى ذلك فى غير هذا الموضع فإن أريد علميه لان المطلوب الإستيقان فهذا لغو من القول لا دليل عليه ولو كان حقا لوجب الإمساك عن الكلام فى كل أمر غير علمى الا باليقين وهو تهافت بين
ثم نقول هى بمجموعها وانضمام بعضها الى بعض ومجيئها من طرق متباينة قد توجب اليقين لأولى الخبرة بعلم الإسناد وذوى البصيرة بمعرفة الحديث ورجاله فإن هذا علم اختصوا به كما اختص كل قوم بعلم وليس من لوازم حصول العلم لهم حصوله لغيرهم الا أن يعلموا ما علموا مما به يميزون بين صحيح الحديث وضعيفه
والعلوم على اختلاف أصنافها وتباين صفاتها لا توجب اشتراك العقلاء فيها لا سيما السمعيات الخبريات وان زعم فرقة من أولى الجدل ان الضروريات يجب الإشتراك فيها فإن هذا حق فى بعض الضروريات لا فى جميعها مع تجويزنا عدم الإشتراك فى شىء من الضروريات لكن جرت سنة الإشتراك بوقوع الإشتراك فى بعضها فغلط أقوام فجعلوا وجوب الاشتراك فى جميعها فجحدوا كثيرا من العلم الذى اختص به غيرهم
ثم نقول لو فرضنا أنها لا تفيد العلم وإنما تفيد ظنا غالبا أو أن المطلوب هو الإستيقان فنقول المطلوب حاصل بغير هذه الاحاديث وانما هى مؤكدة مؤيدة لتجمع أجناس الادلة على هذه المقالة

( الدليل الثانى عشر ) قد كان السلف يحدثون الاحاديث المتضمنة فضل صالحى البشر على الملائكة وتروى على رؤوس الناس ولو كان هذا منكرا لانكروه فدل على اعتقادهم ذلك
وهذا إن لم يفد اليقين القاطع فإن بعض الظن لم يقصر عن القوى الغالب وربما اختلف ذلك باختلاف الناس واختلاف أحوالهم
( الدليل الثالث عشر ) وهو البحث الكاشف عن حقيقة المسألة وهو أن تقول التفضيل اذا وقع بين شيئين فلا بد من معرفة الفضيلة ما هى ثم ينظر أيهما أولى بها
وأيضا فإنا إنما تكلمنا في تفضيل صالحى البشر إذا كملوا ووصلوا إلى غايتهم وأقصى نهايتهم وذلك إنما يكون إذا دخلوا الجنة ونالوا الزلفى وسكنوا الدرجات العلى وحياهم الرحمن وخصهم بمزيد قربه وتجلى لهم يستمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم وقامت الملائكة في خدمتهم بإذن ربهم
فالينظر الباحث في هذا الأمر فإن أكثر الغالطين لما نظروا في الصنفين رأوا الملائكة بعين التمام والكمال ونظروا الآدمى وهو في هذه الحياة الخسيسة الكدرة التى لا تزن عند الله جناح بعوضة وليس هذا بالإنصاف
فأقول فضل أحد الذاتين على الاخرى إنما هو بقربها من الله تعالى ومن مزيد اصطفائه وفضل اجتبائه لنا وإن كنا نحن لا ندرك حقيقة ذلك
هذا على سبيل الإجمال وعلى حسب الأمور التى هي في نفسها خبر محض وكمال صرف مثل الحياة والعلم والقدرة والزكاة والطهارة والطيب والبراءة من النقائض والعيوب فنتكلم على الفضلين
أما الأول فإن جنة عدن خلقها الله تعالى وغرسها بيده ولم يطلع على ما فيها مقربا ولا نبيا مرسلا وقال لها تكلمى فقالت قد أفلح المؤمنون جاء ذلك في أحاديث عديدة وأنه ينظر إليها في كل سحر وهي داره فهذه كرامة الله تعالى لعباده المؤمنين التى لم يطلع عليها أحد من الملائكة ومعلوم أن الأعلين مطلعون على الاسفلين من غير عكس ولا يقال هذا في حق المرسلين فإنها إنما بنيت لهم لكن لم يبلغوا بعد إبان سكناها وإنما هي معدة لهم فإنهم ذاهبون إلى كمال ومنتقلون إلى علو وارتفاع وهو جزاؤهم وثوابهم
وأما الملائكة فإن حالهم اليوم شبيهة بحالهم بعد ذلك فإن ثوابهم متصل وليست الجنة مخلوقة وتصديق هذا قوله تعالى فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين
فحقيقة ما أعده الله لأوليائه غيب عن الملائكة وقد غيب عنهم أولا حال آدم في النشأة الأولى وغيرهما
وفضل عباد الله الصالحين يبين فضل الواحد من نوعهم فالواحد من نوعهم إذا ثبت فضلهم على جميع الأعيان والأشخاص ثبت فضل نوعهم على جميع الأنواع إذ من الممتنع ارتفاع شخص من أشخاص النوع المفضول إلى أن يفوق جميع الأشخاص والأنواع الفاضلة فإن هذا تبديل الحقائق وقلب الأعيان عن صفاتها النفسية لكن ربما فاق بعض أشخاص النوع الفاضل مع امتياز ذلك عليه بفضل نوعه وحقيقته كما أن في بعض الخيل ما هو خير من بعض الخيل ولا يكون خيرا من جميع الخيل
إذا تبين هذا فقد حدث العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون أن محمدا رسول الله يجلسه ربه على العرش معه
روى ذلك محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد فى تفسير ( عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا ) وذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة وغير مرفوعة قال ابن جرير وهذا ليس مناقضا لما استفاضت به الاحاديث من ان المقام المحمود هو الشفاعة باتفاق الائمة من جميع من ينتحل الاسلام ويدعيه لا يقول ان اجلاسه على العرش منكرا وانما أنكره بعض الجمهمية ولا ذكره فى تفسير الآية منكر واذا ثبت فضل فاضلنا على فاضلهم ثبت فضل النوع على النوع أعنى صالحنا عليهم
( وأما الذوات ( فإن ذات آدم خلقها الله بيده وخلقها الله على صورته ونفخ فيه من روحه ولم يثبت هذا لشىء من الذوات وهذا بحر يغرق فيه السابح لا يخوضه الا كل مؤيد بنور الهداية والا وقع اما فى تمثيل او فى تعطيل فليكن ذو اللب على بصيرة أن وراء علمه مرماة بعيدة وفوق كل ذى علم عليم وليوقن كل الإيقان بأن ما جاءت به الآثار النبوية حق ظاهرا وباطنا وان قصر عنه عقله ولم يبلغه علمه ( فورب السماء والارض انه لحق مثل ما أنكم تنطقون ) فلا تلجن باب انكار ورد وامساك واغماض رد لظاهره وتعجبا من باطنه حفظا لقواعدك التى كتبتها بقواك وضبطتها بأصولك التى عقلتك عن جناب مولاك
اياك مما يخالف المتقدمين من التنزيه وتوق التمثيل والتشبيه ولعمرى إن هذا هو الصراط المستقيم الذى هو أحد من السيف وأدق من الشعر ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور
وأما الصفات التى تتفاضل فمن ذلك الحياة السرمدية والبقاء الابدى فى الدار الآخرة وليس للملك أكثر من هذا وان كانت حياتنا هذه منغوصة بالموت فقد أسلفت أن التفضيل انما يقع بعد كمال الحقيقتين حتى لا يبقى الا البقاء وغير ذلك من العلم الذى امتازت به الملائكة
فنقول غير منكر اختصاص كل قبيل من العلم بما ليس للاخر فإن الوحى للرسل على أنحاء كما قال تعالى ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا او من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء ) فبين ان الكلام للبشر على ثلاثة أوجه منها واحد يكون بتوسط الملك
ووجهان آخران ليس للملك فيهما وحى وأين الملك من ليلة المعراج ويوم الطور وتعليم الأسماء واضعاف ذلك
ولو ثبت ان على البشر فى الدنيا لا يكون إلا على أيدى الملائكة وهو والله باطل فكيف يصنعون بيوم القيامة وقد قال النبى فيفتح الله على من محامده والثناء عليه بأشياء يلهمنيها لم يفتحها على أحد قبلى (
واذا تبين هذا ان العلم مقسوم من الله ليس كما زعم هذا الغبى بأنه لا يكون الا بأيدى الملائكة على الاطلاق وهو قول بلا علم بل الذى يدل عليه القرآن ان الله تعالى اختص آدم بعلم لم يكن عند الملائكة وهو علم الاسماء الذى هو اشرف العلوم وحكم بفضله عليهم لمزيد العلم فأين العدول عن هذا الموضع الى بنيات الطريق ومنها القدرة
وزعم بعضهم أن الملك اقوى وأقدر وذكر قصة جبرائيل بأنه شديد القوى وانه حمل قرية قوم لوط على ريشة من جناحه فقد آتى الله بعض عباده اعظم من ذلك فأغرق جميع أهل الارض بدعوة نوح وقال النبى ( ان من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ( ورب أشعت أغبر مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لأبره وهذا عام فى كل الاشياء وجاء تفسير ذلك فى آثار ان من عباد الله من لو اقسم على الله أن يزيل جبلا أو الجبال عن أماكنها لأزالها وان لا يقيم القيامة لما اقامها وهذا مبالغة
ولا يقال إن ذلك يفضل بقوة خلقت فيه وهذا بدعوة يدعوها لأنهما فى الحقيقة يؤولان الى واحد هو مقصود القدرة ومطلوب القوة وما من أجله يفضل القوى على الضعيف ثم هب ان هذا فى الدنيا فكيف تصنعون فى الآخرة وقد جاء فى الاثر ( ياعبدى أنا أقول للشىء كن فيكون أطعنى أجعلك تقول للشىء كن فيكون يا عبدى انا الحى الذى لا يموت أطعنى أجعلك حيا لا تموت ( وفى أثر ( أن المؤمن تأتيه التحف من الله من الحى الذى لا يموت الى الحى الذى لا يموت ( فهذه غاية ليس وراءها مرمى كيف لا وهو بالله يسمع وبه يبصر وبه يبطش وبه يمشى فلا يقوم لقوته قوة
واما الطهاة والنزاهة والتقديس والبراءة عن النقائص والمعائب والطاعة التامة الخاصة لله التى ليس معها معصية ولا سهو ولا غفلة وإنما افعالهم وأقوالهم على وفق الامر فقد قال قائل من أين للبشر هذه الصفات وهذه الصفات على الحقيقة هى اسباب الفضل كما قيل لا اعدل بالسلامة شيئا فالجواب من وجوه
( أحدها ) انا اذا نظرنا الى هذه الاحوال فى الآخرة كانت فى الآخرة للمؤمنين على أكمل حال وأتم وجه وقد قدمنا ان الكلام ليس فى تفضيلهم فى هذه الحياة فقط بل عند الكمال والتمام والاستقرار فى دار الحيوان وفيه وجه قاطع لكل ما كان من جنس هذا الكلام فأين هم من اقوام تكون وجوههم مثل القمر ومثل الشمس لا يبولون ولا يتمخطون ولا يبصقون ما فيهم ذرة من العيب ولا من النقص
( الوجه الثانى ) ان هذا بعينه هو الدليل على فضل الآدمى والملائكة مخلوقون على طريقة واحدة وصفة لازمة لا سبيل الى انفكاكهم عنها والبشر بخلاف ذلك
( الوجه الثالث ) أنما يقع من صالحى البشر من الزلات والهفوات ترفع لهم به الدرجات وتبدل لهم السيئات حسنات فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ومنهم من يعمل سيئة تكون سبب دخول الجنة ولو لم يكن العفو أحب اليه لما ابتلى بالذنب اكرم الخلق عليه وكذلك فرحه بتوبة عبيدة وضحكه من علم العبد انه لا يغفر الذنوب الا الله فافهم هذا فإنه من اسرار الربوبية وبه ينكشف سبب مواقعة المقربين الذنوب
( الوجه الرابع ) ما روى ( ان الملائكة لما استعظمت خطايا بنى آدم القى الله تعالى على بعضهم الشهوة فواقعوا الخطيئة ( وهو احتجاج من الله تعالى على الملائكة واما العبادة فقد قالوا ان الملائكة دائموا العبادة والتسبيح ومنهم قيام لا يقعدون وقعود لا يقومون وركوع لا يسجدون وسجود لا يركعون ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون )
والجواب ان الفضل بنفس العمل وجودته لا بقدره وكثرته كما قال تعالى ( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا ) وقال ( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ) ورب تسبيحه من انسان افضل من ملء الارض من عمل غيره وكان ادريس يرفع له فى اليوم مثل عمل جميع أهل الأرض وان الرجلين ليكونان فى الصف وأجر ما بين صلاتهما كما بين السماء والارض
وقد روى ( ان اتين المذنبين أحب الى من زجل المسبحين ( وقد قالوا ان علماء الآدمين مع وجود المنافى والمضاد أحسن وافضل ثم هم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس واما النفع المتعدى والنفع للخلق وتدبير العالم فقد قالوا هم تجرى أرزاق العباد على أيديهم وينزلون بالعلوم والوحى ويحفظون ويمسكون وغير ذلك من افعال الملائكة
والجواب ان صالح البشر لهم مثل ذلك واكثر منه ويكفيك من ذلك شفاعة الشافع المشفع فى المذنبين وشفاعته فى البشر كى يحاسبوا وشفاعته فى أهل الجنة حتى يدخلوا الجنة ثم بعد ذلك تقع شفاعة الملائكة وأين هم من قوله ( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ) وأين هم عن الذين ( يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) وأين هم ممن يدعون الى الهدى ودين الحق ومن سن سنة حسنة واين هم من قوله صلى الله عليه وسلم أن من أمتى من يشفع فى أكثر من ربيعة ومضر ( وأين هم من الأقطاب والأوتاد والاغواث والابدال والنجباء
فهذا هداك الله وجه التفضيل بالاسباب المعلومة ذكرنا منه أنموذجا
نهجنا به السبيل وفتحنا به الباب إلى درك فضائل الصالحين من تدبر ذلك وأوتى منه خطا رأى وراء ذلك ما لا يحصيه إلا الله وإنما عدل عن ذلك قوم لم يكن لهم من القول والعلم إلا ظاهره ولا من الحقائق إلا رسومها فوقعوا في بدع وشبهات وتاهوا في مواقف ومجازات وها نحن نذكر ما احتجوا به
الحجة الأولى قوله تعالى لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا الله ولا الملائكة المقربون والذي يريد إثبات ذل إلا عاصم وانقياد إلا كابر إنما يبدأ فالأدنى مترقيا إلى الأعلى فالأعلى ليرقى المخاطب في فهم عظمة من انقيد له وأطيع درجة درجة وإلا فلو فوجىء بانقياد الأعظم ابتداء لما حصل تبين مراتب العظمة ولو قع ذكر الادنى بعد ذلك ضائعا بل يكون رجوعا ونقصا
ولهذا جرت فطرة الخلق أن يقال فلان لا يأتينى وفلان يأتينى أى كيف يستنكف عن الإيتان إلى وفلان أكرم منه وأعظم وهو يأتينى ولا يقال لا يأبى فلان أن يكرمك ولا من هو فرقة فالانتقال من المسيح إلى الملائكة دليل على فضلهم كيف وقد نعتوا بالقرب الذي هو عين الفضائل
والجواب زعم القاضى أن هذا ليس من عطف الأعلى على الأدنى وإنما هو عطف ساذج قال وذلك أن قوما عبدوا المسيح وزعموا أنه ابن الله سبحانه وقوما عبدوا الملائكة وزعمةا انها بنات الله كما حكى الله تعالى عن الفريقين فبين الله تعالى في هذه أن هؤلاء الذين عبدتموهم من دونى هم عبادى لن يستنكفوا عن عبادتى وأنهما لو استنكفا عن عبادتى لعذبتهما عذابا أليما والمسيح هو الظاهر وهو من نوع البشر وهذا الكلام فيه نظر والله أعلم بحقيقته
ثم نقول إن كان هذا هو المراد فلا كلام وإن أريد أن الإنتقال من الأدنى إلى الأعلى فاعلم نور الله قلبك وشرح صدرك للإسلام إن للملائكة خصائص ليست للبشر لا سيما في الدنيا هذا ما لا يستريب فيه لبيب أنهم اليوم على مكان وأقرب إلى الله وأظهر جسوما وأعظم خلقا وأجمل صورا وأطول أعمارا وأيمن آثارا إلى غير ذلك من الخصال الحميدة مما نعلمه
وللبشر أيضا خصائص ومزايا لكن الكلام في مجموع كل واحدة من المزيتين أيهما أفضل هذا طريق ممهد لهذه الآية وما بعدها وهو وراء ذلك فحيث جرى ما يوجب تفضيل الملك فلما تميزوا به واختصوا به من الأمور التى لا تنبغى لمن دونهم فيها أن يتفضل عليهم فيما هو من أسبابها
وذلك أن المسيح لو فرض استنكافه عن عبادة الله فإنما هو لما أيده الله من الآيات كما أبرا الأكمة والابرص وأحيا الموتى وغير ذلك ولأنه خرج في خلقه عن بنى آدم وفي عزوفه عن الدنيا وما فيها أعطى الزهد وما من صفة من هذه الصفات إلا والملائكة أظهر منه فيها فإنهم كلهم خلقوا من
غير أبوين ومن غير أم وقد كان فرس جبريل يحيى به التراب الذي يمر عليه وعلم ما يدخر العباد في بيوتهم على الملائكة سهل
وفي حديث أبرص وأقرع وأعمى أن الملك مسح عليهم فبرؤا فهذه الأمور التى من أجلها عبد المسيح وجعل ابن الله عز وجل للملائكة منها أوفر نصيب وأعلى منها وأعظم مما للمسيح وهم لا يستنكفون عن عبادته فهو أحق خلق أن لا يستنكف وأما القرب من الله والزلفى لديه فأمور وراء هذه الآيات وأيضا فأقصىما فيها تفضيلهم على المسيح إذ هو في هذه الحياة الدنيا وأما إذا استقر في الآخرة وكان ما كان مما لست أذكر فمن أين يقال إنهم هناك أفضل منه
الحجة الثانية قوله تعالى لنبيه قل لا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إنى ملك ومثله هود فالإحتجاج في هذا من وجوه
أحدها أنه قرن استقرار خزائنه وعلم الغيب بنفى القول بأنه ملك وسلبها عن نفسه في نسق واحد فإذا كان حال من يعلم الغيب ويقدر على الخزائن أفضل من حال من لا يكون كذلك وجب أن يكون حال الملك أفضل من حال من ليس بملك وإن كان نبينا كما في الآية
وثانيها أنه إنما نفى عن نفسه حالا أعظم من حاله الثابتة ولم ينف حالا دون حاله لأن من اتصف بالأعلى فهو على ما دونه أقدر على أن حال الملك أفضل من حاله أن يكون ملكا وهو المطلوب
وثالثها ما ذكر القاضى أنه لولا ما استقر في نفوس المخاطبين من أن الملك أعظم لما حسن مواجهتهم بسلب شيء هو دون مرتبته وهذا الإعتقاد الذي كان في نفوس المخاطبين أمر قرروا عليه ولم ينكره عليهم فئبت أنه حق والجواب من وجوه ( أحدها ) أنه نفى أن يكون عالما بالغيب وعنده خزائن الله ونفى أن يكون ملكا لا يأكل ولا يشرب ولا يتمتع واذا نفى ذلك عن نفسه لم يجب ان يكون الملك افضل منه ألا ترى انه لو قال ولا أنا كاتب ولا أنا قارىء لم يدل على ان الكاتب والقاريء أفضل ممن ليس بكاتب ولا قارىء فلم يكن فى الآية حجة
وأيضا ما قال القاضى أنهم طلبوا صفات الألوهية وهى العلم والقدرة والغنا وهى ان يكون عالما بكل شىء قديرا على كل شىء غنيا عن كل شىء فسلب عن نفسه صفات الألوهية ولهذا قالوا ( ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق ) وقال تعالى محتجا عنه ( وما أرسلنا قبلك من المرسلين الا انهم ليأكلون الطعام ويمشون فى الأسواق ) فكأنهم أرادوا منه صفة الملائكة أن يكون متلبسا بها فإن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون والبشر لهم أجواف يأكلون ويشربون فكان الأمر الى هذه الصفة وهذا بين ان شاء الله
( وثانيها ) أن الآخر اكمل فى امر من الامور فنفى عن نفسه حال الملك فى ذلك ولم يلزم ان يكون له فضيلة يمتاز بها وقد تقدم مثل هذا فيما ذكر من حال الملك وعظمته وانه ليس للبشر من نوعه مثله ولكن لم لا قلت من غير نوعه للبشر ما هو افضل منه
ولهذا اذا سئل الإنسان عما يعجز عنه قد يقول لست بملك وان كان المؤمن افضل من حال الجن والملك من الملوك
( وثالثها ) ان أقصى ما فيه تفضيل الملك فى تلك الحال ولو سلم ذلك لم ينف أن يكون فيما بعد أفضل من الملك ولهذا تزيد قدرته وعلمه وغناه فى الآخرة وهذا كما لو قال الصبى لا اقول انى شيخ ولا اقول انى عالم ومن الممكن ترقيه الى ذلك وأكمل منه
( الحجة الثالثة ) قول ابليس لآدم وحواء ( إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ) تقديره كراهة أن تكونا أو لئلا تكونا فلولا ان كونهما ملكين حالة هى أكمل من كونهما بشرين لما أغراهما بها ولما ظنا أنها هى الحالة العليا ولهذا قرنها بالخلود والخالد أفضل من الفانى والملك أطول حياة من الآدمى فيكون أعظم عبادة وأفضل من الآدمى والجواب من وجوه ( احدها ) ما ذكره القاضى ان قوله ( إلا أن تكونا ملكين ) ظن ان الملائكة خير منها كما ظن انه خير من آدم وكان مخطئا وقوله ( او تكونا من الخالدين ) ظنا منه انهما يؤثران الخلود لما فى ذلك من السلامة من الامراض والاسقام والاوجاع والآفات والموت لان الخالد فى الجنة هذه حاله ولم يخرج هذا مخرج التفضيل على الانبياء الا ترى ان الحور والولدان المخلوقين فى الجنة خالدون فيها وليسوا بأفضل من الأنبياء
( وثانيها ) ان الملك افضل من بعض الوجوه وكذلك الخلود آثر عندهما فمالا إليه
( وثالثها ) ان حالهما تلك كانت حال ابتداء لا حال انتهاء فانهما فى الإنتهاء قد صارا الى الخلود الذى لا حظر فيه ولا معه ولا يعقبه زوال وكذلك يصيران فى الإنتهاء الى حال هى أفضل وأكمل من حال الملك الذى أرادها أولا وهذا بين
( الحجة الرابعة ) قوله تعالى ( الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس ) فبدأ بهم والابتداء إنما يكون بالافضل والاشرف فالافضل والاشرف كما بدأ بذلك فى قوله ( أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين ) فبدأ بالاكمل والأفضل
والجواب أن الإبتداء قد يكون كثيرا بغير الافضل بل يبتدأ بالشىء لاسباب متعددة كما فى قوله تعالى ( وإذ أخذنا من النبين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم ولم يدل ذلك على ان نوحا افضل من إبراهيم والنبى صلى الله عليه وسلم افضل وكذلك قوله ( ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ) لا يدل على ان المسلم افضل من المؤمن فلعله والله أعلم انما بدأ بهم لان الملائكة اسبق خلقا ورسالة فإنهم ارسلوا الى الجن والانس فذكر الاول فالاول فى الخلق والرسالة على ترتيبهم فى الوجود
وقد قال تعالى ( يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور ) والذكور افضل من الإناث وقال ( والتين والزيتون ) ( والشمس وضحاها ) الآيات و ( فيهما فاكهة ونخل ورمان ) الى غير ذلك ولم يدل التقديم فى شىء من هذه المواضع على فضل المبدوء به فعلم أن التقديم ليس لازما للفضل
( الحجة الخامسة ) قوله تعالى ( فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم ) فدل على أن الملك أفضل من البشر وهن إنما أردن ان يتبين لهن حال هى اعظم من حال البشر
وقد اجابوا عنه ( بجوابين )
احدهما انهن لم يعتقدن ان الملائكة احسن من جميع النبيين وان لم يروهم لمخبر اخبرهم فسكن الى خبره فلما هالهن حسنه قلن ( ما هذا بشرا ان هذا إلا ملك كريم ) لأن هذا الحسن ليس بصفة بشر
وثانيهما انهن اعتقدن ان الملائكة خير من النبيين فكان هذا الاعتقاد خطأ منهن ولا يقال انه لما لم يقرن بالانكار دل على انه حق فإن قولهن ( ما هذا بشرا ) خطأ وقولهن ( ان هذا الا ملك كريم ) خطأ ايضا فى غيبتهن عنه انه بشر واثباتهن انه ملك وان لم يقرن بالانكاردل على أنه حق وأن قولهن ما هذا بشرا إن هذا الا ملك كريم خطأ ان فى نفيهن عنه البشرية واثباتهن له الملائكية وان لم يقرن بالانكار لغيبة عقولهن عند رؤيتة فلم يلمن فى تلك الحال على ذلك
واقول ايضا ان النسوة لم يكن يقصدن انه نبى بل ولا انه من الصالحين اذ ذاك ولم يشهدن له فضلا على غيره من البشر فى الصلاح والدين وانما شهدن بالفضل فى الجمال والحسن وسباهن جماله فشبهنه بحال الملائكة وليس هذا من التفضيل فى شىء من الذى نريد
ثم نقول اذا كان التفضيل بالجمال حقا فقد ثبت ان اهل الجنة تدخل الزمرة الاولى ووجوههم كالشمس والذين يلونهم كالقمر الحديث فهذه حال السعداء عند المنتهى وان كان فى الجمال والملك تفضيل فانما هو فى هذه الحياة الدنيا لعلم علمه النساء واكثر الناس واما ما فضل الله عباده الصالحين وما اعده الله من الكرامة فأكثر الناس عنه بمعزل ليس لهم نظر اليه وكذلك ما آتاهم الله من العلم الذى غبطتهم الملائكة به من اول ما خلقهم وهو مما به يفضلون فهذا الجواب وما قبله

( الحجة السادسة ) قوله تعالى ( انه لقول رسول كريم ذى قوة عند ذى العرش مكين مطاع ثم امين ) فهذه صفة جبرائيل
ثم قال ( وما صاحبكم بمجنون ) فوصف جبرائيل بالكرم والرسالة والقوة والتمكين عنده وانه مطاع وانه امين فوصفه بهذه الصفات الفاضلة ثم عطف عليه بقوله ( وما صاحبكم بمجنون ) فاضاف الرسول البشرى الينا وسلب عنه الجنون واثبت له رؤية جبرائيل ونفى عنه البخل والتهمة وفى هذا تفاوت عظيم بين البشر والملائكة وبين الصفات والنعم وهذا قاله بعض المعتزلة زل به عن سواء السبيل
والجواب اولا اين هو من قوله ( الم نشرح لك صدرك ) الى آخرها وقوله 0 والضحى والليل اذا سجى ) وقوله ( انا فتحنا لك فتحا مبينا ) الآيات ( وعسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا )
واين هو عن قصة المعراج التى تأخر فيها جبرائيل عن مقامه ثم اين هو عن الخلة وهو التقريب فهذا نزاع من لم يقدر النبى قدره ثم نقول ثانيا لما كان جبرائيل هو الذى جاء بالرسالة وهو صاحب الوحى وهو غيب عن الناس لم يروه بأبصارهم ولم يسمعوا كلامه بآذانهم وزعم زاعمون ان الذى يأتيه شيطان يعلمه ما يقول او انه انما يعلمه إياه بعض الإنس
اخبر الله العباد ان الرسول الذى جاء به ونعته احسن النعت وبين حاله احسن البيان وذلك كله انما هو تشريف لمحمد ونفى عنه ما زعموه وتقرير للرسالة اذ كان هو صاحبه الذى يأتيه بالوحى فقال ( انه لقول رسول كريم ) اى ان الرسول البشرى لم ينطق به من عند نفسه وانما هو مبلغ يقول ما قيل له فكان فى اسم الرسول اشارة الى محض التوسط والسعاية
ثم وصفه بالصفات التى تنفى كل عيب من القوة والمكنة والامانة والقرب من الله سبحانه فلما استقر حال الرسول الملكى بين انه من جهته وانه لا يجىء الا بالخير
وكان الرسول البشرى معلوم ظاهره عندهم وهو الذى يبلغهم الرسالة ولولا هؤلاء لما اطاقوا الاخذ عن الرسول الملكى وانما قال ( صاحبكم ) اشارة الى انه قد صحبكم سنين قبل ذلك ولا سابقة له بما تقولون فيه وترمونه من الجنون والسحر وغير ذلك وانه لولا سابقته وصحبته اياكم لما استطعتم الاخذ عنه الا تسمعه يقول ( ولوجعلناه ملكا لجعلناه رجلا ) تمييزا من المرسلين ثم حقق رسالته بأنه رأى جبرائيل وانه مؤتمن على ما يأخذه عنه فقام امر الرسالة بهاتين الصفتين وجاء على الوجه الأبلغ والاكمل والأصلح
وقد احتجوا بآيات تقدم التنبيه على مقاصدها من وصف الملائكة بالتسبيح والطاعة والعبادة وغير ذلك
( الحجة السابعة ) الحديث المشهور الصحيح عن الله عز وجل انه قال ( من ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ومن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منه (
والملأ الذى يذكر الله الذاكر فيه هم ( الملائكة ) وقد نطق الحديث بأنهم أفضل من الملأ الذين يذكر العبد فيهم ربه وخير منهم وقد قال بعضهم وكم من ملأ ذكر الله فيه والرسول حاضر فيهم بل وقع ذلك فى مجالس الرسول كلهم فأين العدول عن هذا الحديث الصحيح
الجواب ان هذا الحديث صحيح وهو أجود واقوى ما احتجوا به وقد اجابوا عنه بوجهين

( احدهما ) أضعف من الآخر وهو ان الخبر يجوز ان يرجع الى الذكر لا الى المذكور فيهم تقديره ذكرته ذكرا خيرا من ذكره لان ذكر الله كلامه وهذا ليس بشىء فان الخبر مجرور صفة للملأ وقد وصل بقوله منهم ولم يقل منه ولولا ذلك المعنى لقيل ذكرته فى ملأ خيرا منه بالنصب وصلة الضمير الذكر وهذا من اوضح الكلام لمن له فقه بالعربية ونعوذ ونعوذ بالله من التنطع
( وثانيهما ) انه محمول على ملأ خير ليس فيهم نبى فإن الحديث عام عموما مقصودا شاملا كيف لا والأنبياء والأولياء هم أهل الذكر ومجالسهم مجالس الرحمة فكيف يجيىء استثناؤهم
لكن هنا أوجه متوجهة
( أحدها ) ( أن الملأ الأعلى ( الذين يذكر الله من ذكره فيهم هم صفوة الملائكة وأفضلهم والذاكر فيهم للعبد هو الله يقال ينبغى ان يفرض على موازنه أفضل بنى آدم يجتمعون فى مجلس نبيه وإن كان افضل البشر لكن الذين حوله ليس افضل من بقى من البشر الفضلاء فإن الرسل والأنبياء أفضل منهم
( وثانيها ) أن مجلس أهل الأرض ان كان فيه جماعة من الأنبياء يذكر العبد فيهم ربه فالله تعالى يذكر العبد فى جماعات من الملائكة اكثر من اولئك فيقع الخير للكثرة التى لا يقوم لها شىء فإن الجماعة كلما كثروا كانوا خيرا من القليل
( وثالثها ) أنه لعله فى الملأ الأعلى جماعة من الأنبياء يذكر الله العبد فيهم فإن ارواحهم هناك ( ورابعها ) ان من الناس من فرق بين الخير والافضل فيقال الخير للانفع
( وخامسها ) أنه لا يدل على أن الملأ الاعلى افضل من هؤلاء الذكرين الا فى هذه الدنيا وفى هذه الحال لانهم لم يكملوا بعد ولم يصلحوا ان يصيروا أفضل من الملأ الاعلى فالملأ الاعلى خير منهم فى هذه الحالة كما يكون الشيخ العاقل خيرا من عامة الصبيان لانه اذ ذاك فيه من الفضل ما ليس فى الصبيان ولعل فى الصبيان فى عاقبته أفضل منه بكثير ونحن انما نتكلم على عاقبة الامر ومستقره
فليتدبر هذا فإنه جواب معتمد ان شاء الله والله سبحانه أعلم بحقائق خلقه وأفاضلهم وأحكم فى تدبيرهم ولا حول ولا قوة الا بالله وهذا ما تيسر تعليقه وانا عجلان فى حين من الزمان والله المستعان وهو المسؤول ان يهدى قلوبنا ويسدد السنتنا وايدينا والحمد لله رب العالمين.


هذه الفتوى كاملة يا أيها الشــيعي الذكي وكــفاكم ليّــا لأعناق الآيات وبتراً للنصوص أيها الشيعة.

مساعدة: لو واحد من الأخوان يعيد صياغة الفتوى كاملة للتوضيح وإقامة الحجة.







 
قديم 19-10-05, 09:03 PM   رقم المشاركة : 9
ابن الخطاب
عضو ماسي







ابن الخطاب غير متصل

ابن الخطاب is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mcnaqi 
   فما هو رأيك في كلام ابن تيمية


" وقد روى ( ان اتين المذنبين أحب الى من زجل المسبحين ( وقد قالوا ان علماء الآدمين مع وجود المنافى والمضاد أحسن وافضل ثم هم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس واما النفع المتعدى والنفع للخلق وتدبير العالم فقد قالوا هم تجرى أرزاق العباد على أيديهم وينزلون بالعلوم والوحى ويحفظون ويمسكون وغير ذلك من افعال الملائكة والجواب ان صالح البشر لهم مثل ذلك واكثر منه"

كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 4، صفحة 379.

الرابط
http://arabic.islamicweb.com/Books/t...ok=381&id=1700




والحمدلله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين






رحم الله ابن تيمية فقدأبتلي
بلصوص النصوص
هذا الكلام قاله ابن تيمية في سياق كلام طويل لنقاش مسألة
مشهورة بين الناس فى التفضيل بين الملائكة والناس
وكان كعادته
يعرض الاراء المختلفة
ويبين نقاط القوة والضعف فيها كلها
ومن ثم يعطي وجهه نظرة
ولو انك لم تتسرع بوضع مانقلته وتظن
أنك أتيت بشئ عظيم فقط لو كلفت نفسك
بقرأءة ما قبل موضوع إشكالك ومابعده فقط بصفحتين من الرابط الذي وضعته
لوضح لك رأي شيخ الاسلام حيث خلص
من هذا الحوار وعرض حجج الطرفين الى الآتي

------------------------------------------------------------
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 4، صفحة 381.
http://arabic.islamicweb.com/Books/t...ok=381&id=1702


عن الفريقين فبين الله تعالى في هذه أن هؤلاء الذين عبدتموهم من دونى هم عبادى لن يستنكفوا عن عبادتى وأنهما لو استنكفا عن عبادتى لعذبتهما عذابا أليما والمسيح هو الظاهر وهو من نوع البشر وهذا الكلام فيه نظر والله أعلم بحقيقته
ثم نقول إن كان هذا هو المراد فلا كلام وإن أريد أن الإنتقال من الأدنى إلى الأعلى فاعلم نور الله قلبك وشرح صدرك للإسلام إن للملائكة خصائص ليست للبشر لا سيما في الدنيا هذا ما لا يستريب فيه لبيب أنهم اليوم على مكان وأقرب إلى الله وأظهر جسوما وأعظم خلقا وأجمل صورا وأطول أعمارا وأيمن آثارا إلى غير ذلك من الخصال الحميدة مما نعلمه
وللبشر أيضا خصائص ومزايا لكن الكلام في مجموع كل واحدة من المزيتين أيهما أفضل هذا طريق ممهد لهذه الآية وما بعدها وهو وراء ذلك فحيث جرى ما يوجب تفضيل الملك فلما تميزوا به واختصوا به من الأمور التى لا تنبغى لمن دونهم فيها أن يتفضل عليهم فيما هو من أسبابها
وذلك أن المسيح لو فرض استنكافه عن عبادة الله فإنما هو لما أيده الله من الآيات كما أبرا الأكمة والابرص وأحيا الموتى وغير ذلك ولأنه خرج في خلقه عن بنى آدم وفي عزوفه عن الدنيا وما فيها أعطى الزهد وما من صفة من هذه الصفات إلا والملائكة أظهر منه فيها فإنهم كلهم خلقوا من

-----------------------------------------------------------






التوقيع :
عن عباس بن يزيد عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ان هؤلاء العوام يزعمون ان الشرك اخفى من دبيب النمل في الليلة الظلماء.. فقال: لا يكون العبد مشركا حتى يصلي لغير الله أو يذبح لغير الله أو يدعو لغير الله عز وجل..»


وسائل الشيعة 341/28
وبحار الانوار 96/69
والخصال 136/1.
من مواضيعي في المنتدى
»» ماذا يقول الازهر عن فرق الشيعه؟؟؟؟؟؟
»» الحيدري يرفع الراية البيضاء امام سياق آيات(التطهير-الولاية- اليوم أكملت-أني جاعلك)
»» نحن سبب غيبة محمد الحسن العسكري عجــ
»» ماذا فعل العجم بروايات جعفر الصادق (بصوت كمال الحيدري)
»» فضيحة مركز أبحاث الدكتور سيستاني السادة هم اليتامى والمساكين وأبناء السبيل؟$
 
قديم 19-10-05, 09:05 PM   رقم المشاركة : 10
salehhd
عضو نشيط






salehhd غير متصل

salehhd


جزاك الله خير اخ ابن الخطاب وبارك الله فيك

واسمح لي فقد اخذت نص موضوعك وقمت بأرسالة الي الدكتور جمال الدين بالبريد الالكتروني عسى ان تفيدة اليوم في الرد عليهم

وهذا نص الرسالة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك يا شيخنا الفاضل اسأل الله سبحانه وتعالي ان تكون بألف خير

أتمنى أن تكون قد وصلت لك فتوى الشيخ بن جبرين حفظة الله وكانت واضحة لأني اعتقد انك لم تعطى المجال لقولها

لقد القي الحج وعد شبهات في أخر الحلقة وهذه عادته في البرامج السابقة وقد قمت بنقل الرد علية من منتدى الدفاع عن السنة من الزميل ابو الخطاب الذي اسأل الله سبحانة ان يكتبها في ميزان حسناته وفيه توضيح جلي لافتراءاته والرد علية

أرجو أن تفيدك في الرد على شبهة وهي كالتالي

نص الموضوع


جزأك الله يا دكتورتا الفاضل خير الجزاء ونفع بك الإسلام والمسلمين

وهدانا وإياك إلي طريق الحق وأبعدنا عن طريق الظلال

اخوك
صالح

بريد الدكتور
[email protected]






التوقيع :
اذا قدرت على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك
من مواضيعي في المنتدى
»» بمناسبة عاشورا جائتني هذه الرسالة
»» اغتيال 14 عراقياً يحملون اسم عمر
»» اين انتم يا مدعين محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
»» الشيعة في العوامية يطالبون بحقوقهم في النفط
»» مهم: علماء الشيعة وكتابة " باسمه تعالى " !!!
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:04 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "