الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ولا عدوان إلا على الظالمين، أما بعد:
فهذه هي الحلقة الأولى من موضوعي ( تحذير السني الحضرمي من كتاب المشرع الروي ) أسأل الله أن ينفع به:
وكتاب « المشرع الروي في مناقب السادة الكرام آل أبي علوي » لمحمد بن أبي بكر الشلي باعلوي هو من الكتب المهمة عند صوفية حضرموت وقد طبع طبعتين؛ الطبعة الأولى طبعت بمصر؛ والطبعة الثانية طبعت بجدة وقد أشرف على الطبعة الثانية محمد بن أحمد الشاطري.
وكتاب « المشرع الروي » مليء بالخرافات والشركيات كما سيتضح معنا إن شاء الله.
وقد قام الشاطري والناشرون للكتاب بحذف بعض القصص من الطبعة الثانية مع التنبيه في الهامش على مكان الحذف.
وقد ذكر الشاطري في مقدمة الكتاب (1/9 ـ 10) سبب الحذف؛ حيث قال: تحت عنوان: « أسلوب هذا المؤلف » :
( ولاحظ بعضهم على مؤلف هذا الكتاب عدم ترجمته لرجال في مستوى رجاله وعلى شرطه كعلي بن الفقيه المقدم، وشهاب الدين الأصغر، وعمر بن عبد الرحمن العطاس، وعمر المحضار بن الشيخ أبي بكر بن سالم، ولا يسعنا إلا أن نعتذر له بقول الشاعر: لعل لها عذراً وأنت تلوم، وإذا كان التماس العذر له بالنسبة للملاحظات السابقة مقبولاً، فإنه قد يكون مرفوضاً بالنسبة لروايته الشطحات والكرامات المخالفة لظاهر الشرع الشريف، إلا أنها محدودة ومعدودة ومؤولة ولو عند البعض، ومع ذلك فقد حذفت من هذه الطبعة هي وما اتصل بها مما لا يناسب نشره في هذا العصر، بناء على قرار الهيئة التي قامت بإعداد هذا الكتاب للطبع والنشر هذه المرة، لأسباب رأت وجاهتها بعد مداولة الرأي والبحث والموازنة بين الإثبات والحذف. ومع هذا فقد وضعت تعليقات تشير إلى المواضع المحذوفة من الأصل حرصاً على الأمانة في النقل والنشر، وإرشاداً لمن أراد الاطلاع عليها هناك، وسيجد معظمها مما أشرت إليه من الكرامات التي ربما لا يرضى أصحابها بنشرها عنهم ولا بنسبتها إليهم، لأنهم أرفع مقاماً وأعلى مرتبة من أن يعولوا عليها، كما روي ذلك عنهم ـ رضي الله عنهم ـ وأيضاً: فالمبدأ الذي يعتمدون عليه هو: « الاستقامة اعظم كرامة »، وقد اتصفوا بها فأغنتهم عما دونها من الكرامات.
ووجود هذه النقاط المنتقدة والملاحظات على « المشرع » لا ينقص شيئاً من قيمته ولا من قدر مصنفه ـ رحمه الله ـ :
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها . . . . كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
فالمشرع من كتب التراث المهمة، وقد سجل تاريخاً مجيداً نستفيد منه الكثير مما نحن بحاجة إليه من المعلومات الكثيرة المتنوعة، وإن كان بعضها يحتاج إلى مناقشة عند البعض مما لا يخلو عنه أي كتاب من أمثاله ( ولِكُلٍ وِجهةٌ هو مُوَلَّيها ) ) انتهى كلام الشاطري.
وإليكم صورة الوثيقة:
http://www.free-hoster.cc/users/abumuaad/9.jpg
http://www.free-hoster.cc/users/abumuaad/10.jpg
وإذا كان الأمور المحذوفة من الطبعة الثانية مخالفة للشرع فقد كان يجب على الشاطري أن يحذر منها بدلا من حذفها من هذه الطبعة ووضع تعليقات تشير إلى المواضع المحذوفة من الأصل حرصاً منه ـ كمل يزعم ـ على الأمانة في النقل والنشر، وإرشاداً لمن أراد الاطلاع عليها هناك !!!
فما هي فائدة الاطلاع على تلك الأمور المخالفة للشرع ؟!!
ولكن هذا الأمر لا يستغرب من الشاطري فإنه بالرغم مما حذفه فقد ابقى على كثير من القصص التي فيها مخالفة ظاهرة للشرع وفيها شطحات وشركيات كما سيتبين معنا إن شاء الله في الحلقات القادمة من هذا الموضوع إن شاء الله. وهذا يدل على رضائه بها والله المستعان.
وقد ذكر الشاطري إن مما تم حذفه من الطبعة الثانية بعض الأمور التي لا يناسب نشرها في هذا العصر !!!
وهذا يدل على أن تلك الأمور لا شيء فيها عنده ولكن لا يناسب نشرها في هذا العصر!!
وكان عليه أن يذكر تلك الأمور ولا يحذف القصص دون بيان سبب حذفها هل هو بسبب عدم رضائه بها لأنها مخالفة للشرع أم أنه حذفها رغم موافقته لها لأنه لا يناسب نشرها في هذا العصر؟!
وإلى هنا أقف وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخوكم/ أبو معاذ السلفي ( السني الحضرمي )
05-04-06, 03:05 PM
العرض العادي
