بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين
اللهم بك أستعين ومن إستعان بغيرك لايعان
إخواني الكرام
بالأمس القريب حصل معي موقف جعل قلبي يتوجع بين أضلعي , والعين تهمر دموعها حسرةً وألماً جراء ما أصاب أمة محمد..
إذ كيف يعقل أن يكون المسلم عبداً لشخص آخر؟
كيف يعلق الأمل يوم لاينفع مالٌ ولابنون على شخص آخر؟
" قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "
الموقف يكمن في أن شخص إيراني شيعي! هو مدربي , وطوال فترة تواجده لم أتناقش معه في أي من الأمور الدينية..
وفي أحد التمارين الشاقة قال "ياعلي " في الحقيقة لم أصعق من دعاء غير الله والإستغاثة به
ولكن ما آلمني أنه وبعد الإنتهاء من التمرين ذهبت إلى غرفته بغرض التحدث إليه وإنكار المنكر..
دخلت عليه مسلماً فرحب بي أشد مايكون الترحيب لأني لي مكانة خاصة لديه
وبعد الترحيب أجلسني .. فقلت ياكابتن إن مادفعني للحديث معك هو قول النبي عليه الصلاة والسلام
" من رآى منكم منكراً فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه , فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان "
قال مستغرباً , تفضل!
قلت : يقول المولى تبارك وتعالى " وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "
ونحن لانرضيك ونسخط الله , فيسخط الله علينا ويسخطك علينا!
بل نبتغي مرضاة الله جل وعلا..
قال : ما الأمر؟
قلت : قبل قليل في منتصف التمرين إستغثت
بــ / علي!
والله أحق أن تستغيث به
فإبتسم قائلاً أوهذا كل مالديك؟
قلت : لدي الكثير ولكن إن كانت البداية عثرة فما بعدها لانستطيع إكماله!!
قال : أكمل!
قلت : أنت بمنزلة أخٍ كبير ويعلم الله إني لك ناصح
وأخذت أوجه له من كلام الباري تبارك وتعالي ما أسعفتني ذاكرتي
وأخذت أبين له أن الإختلاف بيننا جوهري! إختلاف عقائدي ليس كما يصوره البعض بأنه فقهي..
ثم أبدى إهتماماً كبيراً عندما أسهبت في الحديث فعرجت على مسألة الخلافة والعصمة ومعركة الجمل وما إلى ذلك من أمور الخلاف الأولية..
قلت له : في الغد سآتيك بما يشيب له رأسك
قال : بإنتظارك! وتركته وهو منشغل البال فاتحاً فيهِ..
وفي اليوم التالي قبل التمرين دخلت عليه فسلمت فإبتسم في وجهي قائلاً لاتنسى ما إتنفقنا عليه بعد التمرين؟
شرحت صدري هذه الجملة كونه أبدى إهتماماً بالغاً بذلك الأمر..
قلت : حسناً
وبعد الإنتهاء من التمرين إتجهت إلى غرفته مباشرةً
فباغتّه بقولي : هل تسمح لي بالحديث وإيضاح الأمر قبل الولوج إليه؟
قال : بالطبع خذ ماتشاء من الوقت..
ثم تحدثت قليلاً عن فضائل صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وإستشهدت بآيات قرآنية وأحاديث تدل على عظم فضلهم.. ثم أعطيته صفحات مصورة من كتبهم تقول بتحريف القرآن؟
فقال أعوذ بالله!! والله يافلان إنها المرة الأولى التي أرى بها هذا الأمر؟ وأنا بريء منها
ثم أخرجت صفحات مصورة تسب عرض النبي عليه الصلاة والسلام! فحوقل!! وقال أستغفرالله
وأعطيته الكثير الكثير من الأوراق مايشيب له رأس الطفل الرضيع..
ثم أخرجت أشرطة الشيخ الفاضل عثمان الخميس "حقبة من التاريخ"
قلت فقط إسمعها؟ ولو من باب الفضول!
قال : حسناً
وفي اليوم التالي : وقبل التمرين لما رآني مترجلاً من سيارتي , قال واللهِ أسلمت!!
إستبشرت خيراً وإقتربت منه وقلت ماذا؟
قال إني الآن على نهج المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ورضي الله عن الصحابة أجمعين وحاشى أم المؤمنين أن تكون كذلك وماعلي وفاطمة إلا بشر يخطئون ويصيبون وكلام الله لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه
فحضنته حضناً يصعب على الدنيا تفريقنا وبكيت
قال أنا المفروض أبكي لا أنت
قلت الله يحبك!!
الله رؤوف رحيم
الله قذف في قلبك الهداية ا, لنعمة العظيمة التي إن فقدت لاتعدلها نعمة.
وإن ذهبت , لو إجتمعت نعم الدنيا كلها لاتغني عنها شيئاً
والآن هو سني من أهل السنة والجماعة , بل وصل به الأمر إلى أنه أخذ يلح علي بأن آخذه إلى محاضرات ودروس في العقيدة..
والحمدلله والله أكبر
والشاهد من الموقف .. أنه يا إخوان هناك الكثير والكثير من العوام والجهال لايعلم عما يفعله كبرائهم..
فلا تيأسوا , والله والله والله إن دين الله عز وجل يزداد قوة ومنعة.. فلا تبخلوا عليهم عل الله أن يهدي منهم أحدا..
وللحديث بقية مع كيفية محاولته للتمسك بأهل السنة والجماعة
أخوكم
الفقير إلى الله
أبي الإسلام