العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية > الرد على شبهات الرافضة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-04-17, 03:25 PM   رقم المشاركة : 1
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


دعوى رد كبار الصحابة أحاديث أبي هريرة رضي الله عنهم

دعوى رد كبار الصحابة أحاديث أبي هريرة


مضمون الشبهة:

يطعن بعض المغرضين في صحة ما رواه أبو هريرة رضي االله عنه٬ ويدعون أن كبار الصحابة قد جرموه وشكوا في مروياته؛ فعمر - رضي االله عنه - قد ضربه وهدده بالنفي لكثرة روايته للحديث٬ وكذلك عثمان وعلي - رضي االله عنهما - قد كذباه٬ وعائشة - رضي االله عنها - قد أنكرت حديثه٬ ويستدلون على ذلك بأنه روى حديث: «من حمل جنازة فليتوضأ»٬ فلم يأخذ به ابن مسعود - رضي االله عنه - ولا ابن عباس - رضي االله عنهما - الذي قال: لا يلزمنا الوضوء من حمل عيدان يابسة.
وأنه روى حديث «متى استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يضعها في الإناء٬ فإن أحدكم لا يدري أين باتت يداه» فلم تأخذ به عائشة٬ وقالت: كيف نصنع بالمهراس»([1([؟
ثم إنه روى الحديث الذي فيه "أمر رسول االله - صلى االله عليه وسلم - بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو ماشية" فقيل لابن عمر: إن أبا هريرة يقول: أو كلب زرع٬ فقال ابن عمر: إن لأبي هريرة زرعا.
رامين من وراء ذلك إلى الطعن في أبي هريرة٬ والتشكيك في عدالته مما يضعف من حجية السنة.

وجوه إبطال الشبهة:

1(إن ما روي عن عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - أنه اتخذ موقفا عدائيا من أبي هريرة - رضي االله عنه - أو أنه قد ضربه لكثرة حديثه - هي روايات ضعيفة لضعف رواتها٬ ولا يصح الاستدلال بها٬ وأما تهديده بالنفي بسبب كثرة رواياته٬ فإن ذلك من عمر لخشيته أتن يضع الناس الأحاديث في غير مواضعها.
2 (لم يثبت أن أيا من عثمان بن عفان أو علي بن أبي طالب - رضي االله عنهما - قد كذب أبا هريرة - رضي االله عنه - أو رد
أحاديثه٬ والروايات في ذلك ضعيفة لا يصح الاستدلال بها.
3 (إن حديث الوضوء من حمل الجنازة حديث حسن أخرجه غير واحد من أئمة الحديث٬ ولم ينفرد به أبو هريرة٬ ولم يذكر أحد من هؤلاء المخرجين إنكار أي من الصحابة له.
4 (إن حديث «متى استيقظ أحدكم من نومه....» والذي يزعم المغرضون إنكار عائشة - رضي االله عنها - له٬ هي ذاتها من رواته٬ لذا فمن غير المعقول أن تنكره على أبي هريرة٬ وإنما كان هذا القول استفسارا من التابعي "قين الأشجعي"٬ وليس إنكارا منه.
5 (إن ابن عمر - رضي االله عنهما - ما قصد أبدا الإساءة إلى أبي هريرة - رضي االله عنه - أو انتقاص قدره٬ وما كذبه في حديث أمر النبي - صلى االله عليه وسلم - بقتل الكلاب٬ وإنما أراد أن حفظ أبي هريرة له كان لحاجته إليه؛ لأنه صاحب زرع٬ وصاحب الحاجة أشد حرصا عليها من غيره.

التفصيل:

أولا. موقف عمر من روايات أبي هريرة:

إن هناك بعض الروايات التي تنسب إلى عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - وتذكر أنه ضرب أبا هريرة - رضي االله عنه - لكثرة
تحديثه٬ ولكن هذه الروايات كلها ضعيفة لضعف رواتها.
فلم يثبت قط أن عمر - رضي االله عنه - ضرب أبا هريرة - رضي االله عنه - بدرته؛ لأنه أكثر الحديث عن رسول االله صلى االله عليه وسلم٬
والرواية التي اعتمد عليها المغرضون نقلوها عن الإمام أبي جعفر الإسكافي المعتزلي٬ تقول: "وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا غير مرضي الرواية٬ ضربه ٬ وهي رواية ضعيفة؛ لأنها من طريق([2])
عمر بالدرة٬ وقال: قد أكثرت من الرواية فأحر بك أن تكون كاذبا على رسول االله " صلى الله عليه وسلم أبي " و هى روآية ضعيفة لأنها من طريق جعفر الإسكافي٬ وهو غير ثقة([3[

وأما تهديد عمر - رضي االله عنه - لأبي هريرة - رضي االله عنه - بالنفي فهو ما روي عن السائب بن يزيد أنه: "سمع عمر يقول لأبي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول االله أو لألحقنك بأرض دوس٬ وقال لكعب: لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة"([4[
ولا يوجد في أية رواية تكذيب عمر لأبي هريرة أو ضربه٬ وكل ما في الأمر أنه نهاه عن كثرة الرواية٬ وقد قال ابن كثير بعد أن أورد هذا الخبر:
"وهذا محمول من عمر على أنه خشي من الأحاديث التي تضعها الناس على غير مواضعها٬ وأنهم يتكلون على ما فيها من أحاديث الرخص٬ وأن الرجل إذا أكثر من الحديث ربما وقع في أحاديثه بعض الغلط أو الخطأ٬ فيحملها الناس عنه أو نحو ذلك"([5[
وروي أن عمر - رضي االله عنه - أذن لأبي هريرة - رضي االله عنه - بعد ذلك في التحديث٬ بعد أن عرف ورعه وخشيته الخطأ٬ قال أبو هريرة: "بلغ عمر حديثي فأرسل إلي٬ فقال: كنت معنا يوم كنا مع الرسول - صلى االله عليه وسلم - في بيت فلان؟ قلت: نعم٬ وقد علمت لأي شيء
٬ قال[6] سألتني٬ قال: ولم سألتك؟ قلت: إن رسول االله - صلى االله عليه وسلم - قال يومئذ: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار») ؛ فعمر - رضي االله عنه - لم يطعن في أبي هريرة٬ وكل "ما صدر منه إنما كان تطبيقا لمنهجه من التثبت في السنة ) أما لا٬ فاذهب فحدث"([7[
( والإقلال من الرواية٬ وأبو هريرة - رضي االله عنه - نفسه٬ كان يذكر لأصحابه شدة عمر - رضي االله عنه - في تطبيق منهجه"([8[
ومما يدل على أن عمر - رضي االله عنه - لم يكذبه ولم يطعن فيه٬ هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة - رضي االله عنه - قال: «أخذت الناس ريح بطريق مكة٬ وعمر بن الخطاب حاج٬ فاشتدت عليهم٬ فقال عمر لمن حوله: من يحدثنا عن الريح؟ فلم يرجعوا إليه شيئا٬ فبلغني الذي سأل عنه عمر من ذلك٬ فاستحثثت راحلتي حتى أدركته٬ فقلت: يا أمير المؤمنين٬ أخبرت أنك سألت عن الريح٬ وإني سمعت رسول االله - صلى الله عليه وسلم - يقول: الريح من روح االله تأتي بالرحمة٬ وتأتي بالعذاب٬ فإذا رأيتموها فلا تسبوها٬ وسلوا االله خيرها٬ واستعيذوا به من شرها»([9[
وبذلك يتضح أن أحدا لم يجب عمر - رضي االله عنه - سوى أبي هريرة رضي االله عنه٬ فهل يعقل بعد هذا أن يكذبه عمر٬ أو يهدده بالنفي وقد عرف حفظه وإتقانه؟!"([10[
وهكذا نجد من عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - كل تقدير وإجلال لأبي هريرة رضي االله عنه٬ ولا نجد منه ما يدل على رده
لأحاديثه أو عدم قبوله إياها٬ مما يدحض زعمهم أن عمر كذب أبا هريرة - رضي االله عنهما - أو ضربه لكثرة تحديثه.
إن سياسة عمر - رضي االله عنه - هذه لم تكن خاصة بأبي هريرة وحده٬ بل كانت عامة٬ وهناك أدلة كثيرة تثبت أن عمر - رضي االله
عنه - لم يكذبه ولم يطعن فيه٬ وفي ذلك تأتي رواية أبي هريرة الصحيحة السالف ذكرها في سؤال ابن الخطاب - رضي االله عنه - عن الريح٬ وإجابة أبي هريرة عن سؤاله هذا٬ لتنفي كل ما ادعاه المفترون من تكذيب عمر - رضي االله عنه - لأبي هريرة - رضي االله عنه - أو الطعن في حديثه أو تهديده بالنفي.. وذلك من وجهين:
1.هل يعقل أن يستحث أبو هريرة - رضي االله عنه - السير إلى عمرـ رضي االله عنه - ليحدثه لو كان قد صدر من عمر - رضي الله عنه - شيء مما ذكر؟ فلو كان مثل هذا قد صدر٬ ما حدث أبو هريرة أمير المؤمنين؛ إذ يكون قد اقتنع بأنه لن يسمع منه بل سيكذبه٬ وهل يعقل من مثل أبي هريرة أن يضرب بالدرة٬ ويكذب٬ ثم يرافق الفاروق في حجه؟!
2.وأما بالنسبة لعمر - رضي االله عنه - فلا يمكن "أن يهدده أو يكذبه بعد ذلك؛ لأنه عرف حفظه حين نسي أصحابه٬ أو عرف[11] سماعه حين لم يسمع أصحابه من الرسول صلى االله عليه وسلم "(
وبذلك٬ يتضح أن ما ادعاه المغرضون من تكذيب عمر لأبي هريرة أو ضربه أو تهديده بالنفي لكذبه هو محض افتراء من أعداء السنة ما أرادوا به إلا ضلالا وإضلالا٬ والروايات التي جاءت في ذلك كلها روايات ضعيفة ولا يصح الاستدلال بها.
ثانيا. موقف علي وعثمان من روايات أبي هريرة:
لم يذكر أي مصدر معتبر من حيث الصحة أن أيا من عثمان بن عفان أو علي بن أبي طالب - رضي االله عنهما - قد كذب أبا هريرة
رضي االله عنه٬ وكذلك لم يثبت أن أيا منهما قد طعن فيه أو منعه من التحديث٬ ولكن كل ما ورد في ذلك رواية ذكرها ابن خلاد٬ قال: حدثنا عبيد الله بن هارون بن عيسى - ينزل جبل رامهرمز - حدثنا إبراهيم بن بسطام٬ حدثنا أبو داود٬ عن عبد الرحمن بن أبي الزناد٬ عن محمد٬ قال أظنه ابن يوسف - قال: سمعت السائب بن يزيد يحدث٬ قال: "أرسلني عثمان بن عفان إلى أبي هريرة٬ فقال: قل له يقول لك أمير المؤمنين: ما هذا الحديث
عن رسول االله صلى االله عليه وسلم٬ لقد أكثرت٬ لتنتهين أو لألحقنك بجبال دوس٬ وأت كعبا٬ فقل له: يقول لك أمير المؤمنين عثمان: ما هذا لحديث قد ملأت الدنيا حديثا٬ لتنتهين٬ أو لألقينك بجبال القردة"([12[
إلا أن الخبر روي عن عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - ولم نر هذه الرواية عن عثمان - رضي االله عنهما - ومما يدل على عدم صحتها ونسبتها إلى عثمان - رضي االله عنه - وقد كانت صلة أبي هريرة قوية بأمير المؤمنين عثمان - رضي االله عنه - مما لا يتصور أن يهدده بالنفي٬ والمعقول أن ينصحه بالحسنى٬ ولو صحت هذه الرواية٬ فليس فيها طعن في أبي هريرة؛ لأنه ينهاه عن الإكثار من الرواية عندما لا تكون هناك حاجة إلى الإكثار فيها٬ وأبو هريرة نفسه لم ير في هذا مطعنا٬ ولم يترك كل هذا أثرا في نفسه٬ فنراه يوم الدار يدافع .
عن الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي االله عنه "([13([
وكذلك بالنسبة لعلي بن أبي طالبـ رضي االله عنه - فلم يحمل "أي مصدر موثوق ما يثبت أنه - رضي االله عنه - كذب أبا هريرة - رضي الله
عنه - أو نهاه عن التحديث٬ إلا أن بعض أعداء أبي هريرة يستشهدون برواية عن أبي جعفر الإسكافي؛ وهي: "أن عليا لما بلغه حديث أبي هريرة قال:
٬ وهذه رواية ضعيفة مردودة؛ لأنها من طريق الإسكافي
(ألا إن أكذب الناس - أو قال أكذب الأحياء - على رسول االله أبو هريرة الدوسي"([14[
وهو صاحب هوى داع إلى هواه غير ثقة.
ومنها ما أورده النظام عن أبي هريرة أن عليا - رضي االله عنه - بلغه قول أبي هريرة رضي االله عنه: "حدثني خليلي٬ وقال خليلي٬ ورأيت خليلي"٬ فقال له علي: متى كان النبي خليلك يا أبا هريرة؟"([15[
على علي٬ وقد كان أبو ذر يقول هذه الكلمة - أي يقول عن النبي صلى االله عليه
([16]
قال المعلمي اليماني: "وهذا من دعاوى النظام( وسلم: خليلي - والنبي - صلى االله عليه وسلم - خليل كل مؤمن وإن لم يكن أحد من الخلق خليلا له - صلى االله عليه وسلم - لقوله: «لو كنت([18])([17] متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر»(
( ومن "الغريب أن البعض ينقل هذا الكلام ويعزوه إلى ابن قتيبة"([19[
وقد تولى ابن قتيبة - رحمه االله - الرد على النظام - على فرض صحة كلام علي: "متى كان النبي خليلك يا أبا هريرة"٬ وبين بطلان دعواه وطعنه في أبي هريرة٬ فقال في كتابه القيم "تأويل مختلف الحديث": "فإن الخلة بمعنى الصداقة والمصافاة٬ وهي درجتان٬ إحداهما ألطف من الأخرى٬ كما أن الصحبة درجتان٬ إحداهما ألطف من الأخرى.
ألا ترى أن القائل: أبو بكر صاحب رسول االله - صلى االله عليه وسلم - لا يريد بهذا القول معنى صحبة أصحابه له٬ لأنهم جميعا صحابة٬ فأية فضيلة لأبي بكر - رضي االله عنه - في هذا القول؟ وإنما يريد أنه أخص الناس به.
وكذلك الأخوة التي جعلها رسول االله - صلى االله عليه وسلم - بين أصحابه٬ هي ألطف من الأخوة التي جعلها االله بين المؤمنين٬ فقال: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) (الحجرات: ١٠ )
(وهكذا الخلة. فمن الخلة التي هي أخص٬ قول االله سبحانه وتعالى: (واتخذ االله إبراهيم خليلا (125) ((النساء: ١٢٥(٬ وقول رسول االله صلى االله عليه وسلم: «لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر»([20([
وأما الخلة التي تعم٬ فهي الخلة التي جعلها االله تعالى بين المؤمنين فقال: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين (67) ((الزخرف). ٬ قال: متى كان خليلك"؟ ([21])
فلما سمع علي أبا هريرة - رضي االله عنهما - يقول:"حدثني خليلي٬ وقال خليلي وكان سيء الرأي فيه
يذهب إلى الخلة التي لم يتخذ رسول االله - صلى االله عليه وسلم - من جهتها خليلا٬ وأنه لو فعل ذلك بأحد٬ لفعله بأبي بكر رضي االله عنه.
وذهب أبو هريرة - رضي االله عنه - إلى الخلة التي جعلها االله تعالى بين المؤمنين٬ والولاية فإن رسول االله صلى االله عليه وسلم - من هذه الجهة - خليل كل مؤمن٬ وولي كل مسلم.) يريد أن الولاية بين رسول االله - صلى
وإلى مثل هذا٬ يذهب في قول رسول االله صلى االله عليه وسلم: «من كنت مولاه٬ فعلي مولاه»([22[
الله عليه وسلم - وبين المؤمنين٬ ألطف من الولاية التي بين المؤمنين بعضهم مع بعض٬ فجعلها لعلي - رضي االله عنه - ولو لم يرد ذلك٬ ما كان لعلي في هذا القول فضل٬ ولا كان في القول دليل على شيء؛ لأن المؤمنين بعضهم أولياء بعض٬ ولأن رسول االله - صلى االله عليه وسلم - ولي كل مسلم ولا فرق بين ولي ومولى([23[
إن عليا قصد في قولته هذه الخلة التي لم يتخذ النبي - صلى االله عليه وسلم - خليلا من جهتها٬ وأنه لو فعل ذلك لفعله بأبي بكر رضي االله عنه٬ وأبو هريرة قصد من الخلة الخلة التي جعلها االله بين المؤمنين أجمعين٬ فالخلة التي قصدها علي هي الخاصة٬ والتي قصدها أبو هريرة خلة عامة٬ وبذلك لم يكذبه علي رضي االله عنه٬ وليس فيه تكذيب لأبي هريرة.
وأيضا من أعجب ما ورد في ذلك ما ادعاه النظام؛ إذ قال: "بلغ عليا أن أبا هريرة يبتدئ بميامينه في الوضوء٬ وفي اللباس٬ فدعا بماء فتوضأ فبدأ ٬ وقد أورد ابن قتيبة هذا الخبر للرد على النظام٬ وليس لاعتقاده صحته.
بمياسره٬ وقال: لأخالفن أبا هريرة"([24[
وهل يقبل إنسان يحب عليا - رضي االله عنه - ويرى فيه إمام أهل البيت وحامل راية الحق٬ وأمير المؤمنين٬ هل يقبل إنسان يؤمن بهذا أن يصدر عن إمامه مثل ذلك الخبر؟ بل هل يصدق مثل تلك الرواية؟ وأغرب من هذه وتلك أن تورد هذه القصة؛ ليستشهد بها على طعن أمير المؤمنين علي - رضي االله عنه - في أبي هريرة وتكذيبه٬ وهي طعن صريح في السنة التي كان عليها علي رضي االله عنه٬ وإن عليا - رضي االله عنه - بريء من هذه الحادثة٬ فإن هذه الرواية موضوعة قد صنعتها يد أعداء أمير المؤمنين٬ وقد ثبت عن علي - رضي االله عنه - في الصحاح: «أنه دخل على ابن عباس - رضي االله عنهما٬ فدعا بوضوء٬ ...فقال: يا ابن عباس٬ ألا أتوضأ لك وضوء رسول االله صلى االله عليه وسلم؟ - قال ابن عباس - قلت: بلى فداك
٬ وهذا "الخبر صحيح يعارض الخبر السابق
(أبي وأمي٬ قال: فوضع له إناء... ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا٬ ثم يده الأخرى مثل ذلك»([25[
الضعيف٬ وإن من الخطأ الذي لا يغتفر أن ينساق المرء وراء ميوله وأهوائه٬ حتى ينتهي إلى ما يخالف به أصوله وسيرة قدوته٬ ويستشهد بما يطعن في مرشده ومعلمه٬ لقد ثبت تمسك علي - رضي االله عنه - بسنة رسول االله - صلى االله عليه وسلم - فهل يعقل أن يخالف سنة الرسول الكريم؛ لأنه (يسيء الظن بأبي هريرة كما يدعي المفترون؟ لا يقول هذا أحد قط٬ وإن قاله فهو من أعداء علي - رضي االله عنه - لا من شيعته"([26[
والاستشهاد بالحق أولى من الاستشهاد بما يخالف الحقيقة والتاريخ٬ فالنظام بذلك يعيب عليا - رضي االله عنه - ولا يمدحه ولا يعيب أبا هريرة؛ لأنه يتبع السنة.
وهكذا نرى أن الزعم بأن كبار الصحابة وعلى رأسهم عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب - رضي االله عنهما - قد اتخذوا موقفا عدائيا من أبي هريرة - رضي االله عنه - وأنهم قد ردوا أحاديثه هو زعم باطل وواه لا يقوم عليه دليل٬ بل هو محض افتراء ما أريد به إلا ضلال وإضلال.
ثالثا. حديث الوضوء من حمل الجنازة:
إن ما رواه أبو هريرة عن النبي - صلى االله عليه وسلم - من حديث الوضوء من حمل الجنازة هو حديث حسن٬ ولم يثبت صحة إنكار أي من الصحابة له؛ فإذا رجعنا إلى نص الحديث كما في منتقى الأخبار عن أبي هريرة - رضي االله عنه - عن النبي صلى االله عليه وسلم «من ٬ ورواه الترمذي بسنده عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ:
(غسل ميتا فليغتسل ومن حمله فليتوضأ»٬ قال: رواه الخمسة٬ ولم يذكر ابن ماجه الوضوء»([27[
٬ ثم قال: وفي الباب عن علي - رضي االله عنه - وعائشة رضي االله عنها٬ قال أبو عيسى:
(«من غسله الغسل ومن حمله الوضوء٬ يعني الميت»([28[
حديث حسن٬ فالحديث خرجه غير واحد منه أئمة الحديث٬ كما أنه لم ينفرد به أبو هريرة٬ مما ينفي التهمة عنه٬ وقد صحح ابن أبي حاتم عن أبيه أن وقفه على أبي هريرة أصح٬ وسواء أكان الحديث مرفوعا أو موقوفا فلم يذكر أحد من المخرجين له إنكار ابن مسعود ولا غيره من الصحابة عليه٬ نعم
ذكر صاحب "مسلم الثبوت" الحديث بلفظ: «من حمل جنازة فليتوضأ» وأن ابن عباس لم يأخذ به٬ وقال: " لا يلزمنا الوضوء من حمل عيدان يابسة" ([29]
وكتب الأصول لا يعتمد عليها في ثبوت الأحاديث والروايات"( وكذلك فإننا نجد أن الأدلة قد تعارضت في هذا الباب٬ فبينما نجد الترمذي وغيره من الأئمة روى هذا الحديث عن أبي هريرة وغيره من الصحابة
نجد البخاري يخرج في صحيحه - تعليقا - عن ابن عمر ما خالفه٬ فيقول: "وحنط ابن عمر - رضي االله عنهما - ابنا لسعيد بن زيد وحمله وصلى ولم ٬ فمن ثم اختلف الصحابة ومن جاء بعدهم من العلماء في هذا.
(يتوضأ"([30[
قال الإمام أبو عيسى الترمذي: "وقد اختلف أهل العلم في الذي يغسل الميت٬ فقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صلى االله عليه وسلم - وغيرهم: إذا غسل ميتا فعليه الغسل٬ وقال بعضهم عليه الوضوء٬ وقال مالك ابن أنس: أستحب الغسل من غسل الميت ولا أرى ذلك واجبا٬ وكذا قال الشافعي٬ وقال أحمد ابن حنبل: من غسل ميتا أرجو ألا يجب عليه الغسل٬ وأما الوضوء فأقل ما قيل فيه٬ وقال إسحاق: لابد من
وهكذا نجد أن المسألة محل اختلاف بين الأئمة٬([31]
الوضوء"٬ وقد روي عن عبد االله بن المبارك أنه قال: "لا يغتسل ولا يتوضأ من غسل الميت"(
فمن قائل بالوجوب٬ ومن قائل بالندب٬ بل قال بعضهم: "إن ما رواه أبو هريرة وغيره منسوخ٬ قال الحافظ في الفتح وقال أبو داود بعد تخريجه: هذا (منسوخ ولم يبين ناسخه"([32[
وفي مقابل هذه الروايات الموضوعة المختلقة عن أبي هريرة - رضي االله عنه - التي يرويها أهل الأهواء للطعن في السنة٬ فإن الروايات الكثيرة الصحيحة التي تشهد بعدالة أبي هريرة - رضي االله عنه - من قبل الصحابة٬ ثم إجماع الأمة على عدالته وفوق كل ذلك وقبله تعديل االله ورسوله وشهادة الأحاديث النبوية بعدالة أبي هريرة وهي كثيرة ومشهورة وصحيحة صريحة - ألا يكفي كل ذلك في دحض مزاعم المفترين على أبي هريرة؟!
وهكذا يتبين صدق أبي هريرة في رواية هذا الحديث الذي رواه غيره٬ وكذب المفترين على أبي هريرة٬ وصدق االله سبحانه وتعالى (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات االله وأولئك هم الكاذبون (105) ((النحل).
رابعا. حديث غسل الأيدي بعد الاستيقاظ حديث صحيح رواه أبو هريرة وعائشة أيضا:
لقد زعم خصوم السنة أن هذا الحديث لم تأخذ به عائشة - رضي االله عنها - إيهاما لنا أنه لم يروه إلا أبو هريرة وأن عائشة اعترضت عليه ولم تأخذ به؛ لعدم ثقتها في أبي هريرة٬ ثم اختلقوا كلاما لم تنطق به عائشة ولا ورد عنها وهو: "فكيف نصنع بالمهراس"٬ فلا يوجد هذا القول لعائشة - رضي االله عنها - في كتب الحديث٬ والثابت - أيضا - أن هذا الحديث لم ينفرد بروايته أبو هريرة؛ فقد رواه ابن عمر - أيضا - بل ذكر الترمذي أنه نقل عن عائشة ذاتها.
قال المعلمي اليماني: "إن عائشة - رضي االله عنها - لم تتكلم في هذا الحديث بحرف٬ وإنما يروى عن رجل يقال له قين الأشجعي أنه قال لأبي هريرة لما ذكر الحديث: "فكيف تصنع إذا جئنا مهراسكم هذا؟ فقال أبو هريرة: أعوذ باالله من شرك"٬ كره أبو هريرة أن يقول مثلا: إن المهراس ليس بإناء٬ والعادة أن يكون ماء الإناء قليلا٬ وماء المهراس كثيرا٬ أو يقول: أرأيت لو كانت يدك ملطخة بالقذر! أو يقول: إن وجدت ماء غيره٬ أو وجدت ما تغرف به فذاك٬ وإلا رجوت أن تعذر٬ أو نحو ذلك؛ لأن أبا هريرة - رضي االله عنه - كان يتورع عن تشقيق المسائل٬ ويدع ذلك لمن هو أجرأ وأشد غوصا على المعاني منه٬ وقد كان النبي - صلى االله عليه وسلم - يلتزم في الوضوء أن([33] يغسل يديه ثلاثا قبل إدخالها الإناء٬ ثبت ذلك من حديث عثمان وعبد االله بن زيد ولا يخفى ما في ذلك من رعاية النظافة والصحة"(
والحديث كما في مسند أبي يعلى وأحمد وغيرهما عن أبي هريرة٬ قال: قال رسول االله صلى االله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم من نومه فليفرغ على يديه من إنائه فإنه لايدري أين باتت يده٬ فقال قين الأشجعي: كيف تصنع إذا جئنا مهراسكم هذا؟ قال: أعوذ باالله من شرك ([34] ياقين»( ([35]
والحديث مروي في كتب السنة كلها٬ ولكن قدمنا مسند أحمد وأبا يعلى؛ لذكرهما قصة قين الأشجعي٬ فقد ورد عند البخاري( من طرق متعددة عن أبي هريرة صلى االله عليه وسلم. ([36]
ومسلم( ولو افترضنا صحة "اعتراض عائشة عليه فهو في مجال فهم الحديث٬ لا في مجال الشك والريبة في الصحابي الجليل؛ فقد فهم من الحديث وجوب. (غسل الأيدي٬ وفهمت هي عدم الوجوب٬ وهو قول الجمهور"([37[
ويوضح د. محمد أبو شهبة أنه رغم تعدد طرق الحديث وكثرتها: "إلا أن هذا الكلام لم يرد عن عائشة بتاتا٬ يقول: إن هذا الحديث رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة من طرق عدة٬ ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
قال الترمذي: "وفي الباب عن ابن عمر وجابر وعائشة كما روي من فعله - صلى االله عليه وسلم - عن علي وعثمان وجبير بن نفير؛ فالحديث ثابت عن أبي هريرة وغيره من قول الرسول وفعله٬ وغير معقول إنكار عائشة على أبي هريرة وهي من رواته٬ ولكن الطاعن حاطب ليل لا شأن له بالتحقيق. فمن ثم سقط ما هدف إليه الطاعنون من تجريح أبي هريرة واتهامه بالكذب.
وقد نبه شارح "مسلم الثبوت" الشيخ اللكنوي إلى أن هذا الإنكار لم يثبت عن عائشة ولا ابن عباس٬ وإنما هو من رجل يقال له: قين الأشجعي٬ تابعي من أصحاب عبد االله بن مسعود٬ جرت بينه وبين أبي هريرة قصة٬ ثم ذكر رواية أبي هريرة وقول "قين" له: "فإذا جئنا مهراسكم هذا فكيف نصنع؟"
ثم ألا يجوز أن يكون "قين" يريد الاستفسار ولا يريد الاستشكال والإنكار٬ وهذا هو الذي ينبغي أن يحمل عليه حال الرجل المسلم٬ ولو سلمنا ( أنه يريد الإنكار٬ فإنكار التابعي على الصحابي لا يعول عليه ولا يقدح في عدالته"([38[
وبهذا يتأكد أن السيدة عائشة - رضي االله عنها - لم تنكر حديث غسل اليدين بعد الاستيقاظ على أبي هريرة٬ وكيف ذلك وهي - أيضا - من رواة هذا الحديث؟! وإنما كان استفسارا من تابعي وهو "قين الأشجعي"٬ وهذا لا يقدح في الصحابي ولا التابعي المستفهم عن أمور دينه.
خامسا. الاستثناء من تحريم اقتناء الكلاب:
إن تعليق ابن عمر على زيادة أبي هريرة " أو كلب زرع" هو تفسير لطيف٬ يريد به أن أبا هريرة حفظ هذا الحديث؛ لأن عنده زرعا يذكره بذلك.
والحديث كما في صحيح مسلم عن ابن عمر «أن رسول االله - صلى االله عليه وسلم - أمر بقتل الكلاب٬ إلا كلب صيد٬ أو كلب([39]
غنم٬ أو ماشية٬ فقيل لابن عمر: إن أبا هريرة يقول: أو كلب زرع٬ فقال ابن عمر: إن لأبي هريرة زرعا»(
فليس في كلام ابن عمر هذا تكذيب لأبي هريرة٬ وكل ما في الأمر أن أبا هريرة حفظ هذا الحديث؛ لأن عنده زرعا يذكره بالحكم الوارد في الحديث٬ قال النووي في شرحه للحديث "قوله: «قال ابن عمر: إن لأبي هريرة زرعا» وقال سالم في الرواية الأخرى: وكان أبو هريرة يقول: «أو كلب حرث» وكان صاحب حرث٬ قال العلماء: ليس هذا توهينا لرواية أبي هريرة٬ ولا شكا فيها٬ بل معناه أنه لما كان صاحب زرع وحرث اعتنى بذلك وحفظه وأتقنه٬ والعادة أن المبتلى بشيء يتقنه ما لا يتقنه غيره٬ ويتعرف من أحكامه ما لا يعرفه غيره٬ وقد ذكر مسلم هذه الزيادة وهي اتخاذه للزرع من رواية ابن المغفل٬ ومن رواية سفيان بن أبي زهير عن النبي صلى االله عليه وسلم٬ وذكرها -
أيضا - مسلم من رواية ابن الحكم٬ واسمه عبد الرحمن بن أبي نعيم البجلي عن ابن عمر٬ فيحتمل أن ابن عمر لما سمعها من أبي هريرة٬ وتحققها عن النبي - صلى االله عليه وسلم - رواها عنه بعد ذلك٬ وزادها في حديثه الذي كان يرويه بدونها٬ ويحتمل أنه تذكر في وقت أنه سمعها من النبي - صلى االله عليه وسلم - فرواها٬ ونسيها في وقت فتركها.
والحاصل أن أبا هريرة ليس منفردا بهذه الزيادة٬ بل وافقه جماعة من الصحابة في روايتها عن النبي - صلى االله عليه وسلم - ولوانفرد بها لكانت مقبولة مرضية مكرمة"([40([
وقد قال ابن عساكر: "قول ابن عمر هذا - "إن لأبي هريرة زرعا" - لم يرد به التهمة لأبي هريرة٬ وإنما أراد أن أبا هريرة حفظ ذلك؛ لأنه كان صاحب زرع٬ وصاحب الحاجة أحفظ لها من غيره٬ وقد أخبرنا أبو سلمان أحمد بن إبراهيم٬ قال: قد زعم بعض من لم يسدد في قوله - ولم يوفق لحسن الظن بسلفه - أن ابن عمر إنما أخرج قوله هذا مخرج الطعن على أبي هريرة٬ وأنه ظن به التزيد في الرواية لحاجته إلى حراسة الزرع٬ قال:
وكان ابن عمر يرويه لا يذكر فيه كلب الزرع٬ قال أبو سليمان: وإنما ذكر ابن عمر هذا تصديقا لقول أبي هريرة٬ وتحقيقا له٬ ودل به على صحة روايته
وثبوتها؛ إذ كان كل من صدقت حاجته إلى شيء كبرت عنايته به٬ وكثر سؤاله عنه٬ يقول: إن أبا هريرة جدير بأن يكون عنده العلم٬ وأن يكون قد
سأل رسول االله - صلى االله عليه وسلم - عنه٬ لحاجة كانت إليه؛ إذ كان صاحب زرع٬ يدل على صحة ذلك فتيا ابن عمر بإباحة اقتناء كلب ٬ وإذا أبى الطاعنون هذا التفسير٬ فماذا يقولون في رواية ابن عمر نفسه التي ذكر فيها كلب الزرع؟! والتي رواها الزرع بعد ما بلغه خبر أبي هريرة"([41[
الإمام أحمد عن أبي الحكم البجلي عن عبد االله بن عمر٬ قال: "قال رسول االله صلى االله عليه وسلم: «من اتخذ كلبا غير كلب زرع أو ضرع أو صيد ( نقص من عمله كل يوم قيراط٬ فقلت لابن عمر: إن كان في دار وأنا له كاره؟ قال: هو على رب الدار الذي يملكها»([42[
وذكر الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه لمسند أحمد كل الروايات الواردة في الحديث وطرقها وأن فيها روايات صحيحة ليست عن أبي هريرة وطابقت روايته ثم قال:
" فهذه الروايات تدل على أن ابن عمر لم يكن ينكر على أبي هريرة روايته٬ وإنما كان يروى كل منهما ما سمع٬ بل إن ابن عمر روى عن أبي هريرة الزيادة التي جاءت في روايته٬ ولم يكن هؤلاء الرجال الصادقون المخلصون يكذب بعضهم بعضا٬ بل كانت أمارتهم الصدق والأمانة رضي االله عنهم"([43[
ولم تكن "هذه الزيادة نتيجة دافع نفسي أو عامل شخصي٬ وما كان أبو هريرة ليكذب على رسول االله - صلى االله عليه وسلم - ولو كان في ذلك نجاته"([44[
ومن ثم فإنه يتأكد أن ابن عمر - رضي االله عنه - ما قصد الإساءة إلى أبي هريرة إطلاقا٬ وإنما أراد أن الذي جعل أبا هريرة يحفظه ويهتم به أنه في حاجة إليه؛ لأنه صاحب زرع.
ويكفي أبا هريرة شرفا أن النبي - صلى االله عليه وسلم - قال فيه: «اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين٬ وحبب إليهم المؤمنين٬ ٬ فمن طعن في أبي هريرة فليراجع إيمانه فإنه حبيب كل مؤمن٬ وكل مؤمن حبيبه
(قال أبو هريرة: فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني»([45[
بنص هذا الحديث النبوي الشريف.
وهكذا تتأكد لنا مكانة الصحابي الجليل المفترى عليه أبي هريرة - رضي االله عنه - وأنه لا يفتري عليه إلا حاقد أو منافق معلوم النفاق.

الخلاصة:

 إن ما نسب إلى عمر - رضي االله عنه - من أنه ضرب أبا هريرة بدرته؛ لكثرة تحديثه عن الرسول - صلى االله عليه وسلم - هي رواية ضعيفة
ورواتها ضعاف؛ لذلك لا يحتج بها ولا يعول عليها.
 إن موقف عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - وسياسته العامة في رواية الحديث هي الإقلال٬ فكان ينهى عن كثرة الرواية؛ خشية من الأحاديث التي يضعها الناس على غير مواضعها٬ لا شكا في حفظهم٬ وكان أبو هريرة من بين المكثرين فنهاهه كما نهى غيره.
 لقد أذن عمر لأبي هريرة في التحديث٬ وقال له: "فاذهب فحدث"٬ بعدما تيقن من قوة حفظه ودقته وبعده عن الخطأ٬ وهذا يدل على ثقته بأبي هريرة وجدارته بالرواية عن رسول االله - صلى االله عليه وسلم - وإن أكثر منها.
 لم يثبت في أي من المصادر الموثوق بها أن أيا من عثمان بن عفان أو علي بن أبي طالب - رضي االله عنهما - كذب أبا هريرة - رضي االله عنه - أو منعه من التحديث٬ أو طعن فيه٬ وما ورد في ذلك هي روايات ضعيفة٬ وإن صحت - جدلا - فليس فيها طعن٬ ولكنه نهى عن الإكثار من الرواية خاصة ما لاتدركه عقول العامة.
 إن حديث أبي هريرة عن النبي - صلى االله عليه وسلم - في الوضوء من حمل الجنازة هو حديث حسن٬ ولم يثبت إنكار أي من الصحابة له٬ ولكنه محمول على الاستحباب لا الوجوب٬ بالإضافة إلى أن الحديث لم يرو عن أبي هريرة وحده وإنما روي عن علي وعائشة.
 إن حديث أبي هريرة - رضي االله عنه - عن النبي - صلى االله عليه وسلم - في غسل الأيدي بعد الاستيقاظ٬ حديث صحيح له رواة آخرون غير أبي هريرة٬ وعلى رأسهم السيدة عائشة - رضي االله عنها - ومن ثم٬ لا يعقل إنكارها لهذا الحديث وهي من رواته٬ وإنما كان هذا القول الذي استدل به هؤلاء هو استفسار من التابعي "قين الأشجعي" لما أشكل فهمه عليه.
 إن قول ابن عمر - رضي االله عنهما: "إن لأبي هريرة زرعا" في تعليقه على حديث أبي هريرة رضي االله عنه «من اقتنى كلبا إلا كلب صيد...»٬ ليس فيه انتقاص من قدر أبي هريرة - رضي االله عنه - أو إنكار عليه٬ لكنه تفسير لطيف من ابن عمر - رضي االله عنهما - يريد به أن الذي جعل أبا هريرة - رضي االله عنه - يحفظه ويهتم به هو حاجته إليه؛ لأن عنده زرعا.
 ومما يزيد الأمر وضوحا أن الحديث روي عن ابن عمر بعد ذلك بهذه الزيادة التي سمعها عن أبي هريرة فدل ذلك على ثقته في قول أبي هريرة لا تكذيبه كما ادعى هؤلاء.


http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=03-01-0065







 
قديم 27-04-17, 03:36 PM   رقم المشاركة : 2
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


الطعن في أمانة أبي هريرة رضي االله عنه (*)

مضمون الشبهة:

يطعن بعض المشككين في أمانة الصحابي الجليل أبي هريرة رضي االله عنه؛ مستدلين على ذلك: بأن عمر بن الخطاب حين ولاه على البحرين سنة 21هـ٬ بلغته عنه أشياء تخل بأمانة الوالي٬ فعزله وولى مكانه "عثمان بن أبي العاص الثقفي ".
وأن عمر بن الخطاب عاتبه وضربه حين عاد من البحرين بمال كثير٬ وأخذ نصف ماله ووضعه في بيت مال المسلمين٬ وقال له: " أسرقت مال الله؟ إنك عدو االله وعدو المسلمين".
رامين من وراء ذلك إلى زعزعة الثقة في عدالة أبي هريرة - رضي االله عنه - ومن ثم الطعن في روايته للحديث.

وجها إبطال الشبهة:

1 (إن عمر - رضي االله عنه - كان لا يترك الصحابة في أعمالهم على الولايات كثيرا حتى لا يدنسهم العمل أو تؤثر السياسة على قلوبهم٬ وكان يشاطرهم أموالهم تنزها وأخذا بالأحوط لا عن ريبة٬ ثم إن دعوة الخليفة عمر بن الخطاب أبا هريرة - رضي الله عنهما - للإمارة مرة أخرى بعد عزلة دليل قاطع وبرهان ساطع على أمانة أبي هريرة وعلى ثقة الخليفة فيه.
2 (الرواية التي تفيد أن الخليفة عمر بن الخطاب ضرب أبا هريرة مردودة؛ لعدم وجود سند متصل يثبت صحتها٬ مع وجود الروايات الصحيحة التي تخالفها.

التفصيل:

أولا : أمانة أبي هريرة وثقة عمر فيه:

بداية نشير إلى أن "رسول االله - صلى االله عليه وسلم - قد أرسل أبا هريرة مع العلاء بن الحضرمي إلى البحرين لينشر الإسلام٬ ويفقه المسلمين ويعلمهم أمور دينهم٬ فحدث عن رسول االله - صلى االله عليه وسلم - وأفتى الناس"[1.[
وفي عهد عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - استعمله على البحرين٬ فقدم بعشرة آلاف٬ فقال له عمر: "أستأثرت بهذه الأموال يا عدو الله وعدو كتابه؟ فقال أبو هريرة٬ فقلت: لست بعدو االله وعدو كتابه٬ ولكني عدو من عاداهما٬ قال: فمن أين هي لك؟ قلت: خيل نتجت٬
وغلة رقيق لي٬ وأعطية تتابعت علي٬ فنظروا٬ فوجدوا كما قال"٬ وفي رواية عنه: "خيل لي تناتجت٬ وسهام لي اجتمعت٬ فأخذ مني اثني عشر ألفا"[2.[
وفي رواية أن عمر قال لأبي هريرة: "كيف وجدت الإمارة يا أبا هريرة؟ قال بعثتني وأنا كاره٬ ونزعتني وقد أحببتها٬ وأتاه بأربعمائة ألف من البحرين٬ فقال: أظلمت أحدا٬ قال: لا٬ قال: أأخذت شيئا بغير حقه؟ قال: لا٬ قال: فما جئت به لنفسك؟ قال: عشرين ألفا٬ قال: من أين أصبتها؟ قال: كنت أتجر٬ قال: فانظر رأس مالك ورزقك فخذه واجعل الآخر في بيت المال"[3.[
والمتأمل في مثل هذه الروايات وغيرها مما ذكر في قصة عزل أبي هريرة عن البحرين يجد أن سبب عزل الخليفة عمر بن الخطاب لأبي هريرة هو "اشتغاله بالتجارة وكسبه بعض المال الذي يستطيع أن يكسبه أي شخص٬ غير أن الولاة والإداريين والخلفاء - آنذاك - لم يكونوا يملكون شيئا... فكثير من الولاة كانوا يذهبون إلى الولايات التي تم تعيينهم فيها وهم لا يملكون سوى قربة مملوءة بالماء٬ ويرجعون - أيضا - كما ذهبوا٬ ومن شذ عن هذه القاعدة كان كثيرا ما يعزل٬ هذا ولم يجمع أبو هريرة رأس ماله الصغير - هذا - عن طريق الرشوة أو عن طريق سوء استغلال سلطته"[4[٬ وإنما عن تجارته٬ فضلا عن أن أبا هريرة لم يكن الرجل الوحيد الذي عزله عمر بن الخطاب وشاطره ماله؛
"فلقد عزل عمر أبا موسى الأشعري عن البصرة وشاطره ماله٬ وعزل الحارث بن كعب بن وهب وشاطره ماله٬ وعزل سعد بن أبي وقاص عن العراق وشاطره ماله٬ وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة. إذن؛ فعمر لم يتهم أبا هريرة ولم يشاطره ماله وحده٬ بل تلك كانت سياسة عمر - رضي االله عنه - مع ولاته؛ كي لا يطمع امرؤ في مال االله٬ ويحذر الشبهات.
وكان لا يعزل ولاته عن شبهة٬ بل من باب الاجتهاد وحسن رعاية أمور المسلمين٬ فلما عزل المغيرة بن شعبة عن كتابة أبي موسى٬ قال له المغيرة: أعن عجز أم خيانة يا أمير المؤمنين؟
قال: لا عن واحدة منهما٬ ولكني أكره أن أحمل فضل عقلك على العامة"[5.[
أما عن مشاطرة عمر - رضي االله عنه - لمال أبي هريرة - رضي االله عنه - فليس فيه - أيضا - ما يطعن في أمانة أبي هريرة٬ أو ما يدل على أنه قد حصل على هذا المال من طريق غير مشروع؛ فقد كان هذا النظام "مقاسمة الولاة أموالهم" أمرا احتياطيا في زمن عمر - رضي الله عنه - حيث شعر عمر بنمو الأموال لدى بعض الولاة٬ فخشي أن يكون الولاة قد اكتسبوا شيئا من هذه الأموال بسبب ولايتهم٬ وقد علق ابن تيمية على فعل عمر هذا قائلا: "وكذلك محاباة الولاة في المعاملة من المبايعة٬ والمؤاجرة والمضاربة٬ والمساقات والمزارعة٬ ونحو ذلك هو من نوع الهدية؛ ولهذا شاطر عمر بن الخطابـ رضي االله عنه - من عماله من كان له فضل ودين٬ لا يتهم بخيانة٬ وإنما شاطرهم لما كانوا خصوا لأجل الولاية من محاباة وغيرها٬ وكان الأمر يقتضى ذلك؛ لأنه كان إمام عدل٬ يقسم بالسوية"[6[٬ وقد قام عمر رضي االله عنه "بمشاطرة أموال عماله ومنهم: سعد بن أبي وقاص٬ وأبو هريرة٬ وعمرو بن العاص٬ وكان - رضي االله عنه - يكتب أموال عماله٬ إذا ولاهم٬ ثم يقاسمهم ما زاد على ذلك٬ وربما أخذه منهم٬ بل قام - أيضا - بمشاطرة بعض أقارب الولاة لأموالهم٬ إذا ما رأى مبررا لذلك؛ فقد أخذ
من أبي بكرة نصف ماله٬ فاعترض أبو بكرة قائلا: إني لم آل لك عملا٬ فقال عمر: ولكن أخاك على بيت المال وعشور الأبلة٬ فهو يقرضك المال تتجر به"[7.[
وكتاب عمر - رضي االله عنه - إلى العلاء الحضرمي يؤكد سياسته مع جميع ولاته وعماله؛ فقد جاء في كتابه: "سر إلى عتبة بن غزوان - كان واليا على البصرة - فقد وليتك عمله٬ واعلم أنك تقدم على رجل من المهاجرين الأولين الذين سبقت لهم من الله الحسنى٬ لم أعزله ألا يكون عفيفا صليبا شديد البأس٬ ولكنني ظننت أنك أغنى عن المسلمين في تلك الناحية منه٬ فاعرف له حقه٬ وقد وليت قبلك رجلا فمات قبل أن يصل٬ فإن يرد االله أن تلي وليت٬ وإن يرد االله أن يلي عتبة فالخلق والأمر الله رب العالمين"[8.[
"كما كان عمر بن الخطاب يستعمل رجالا من أصحاب رسول االله - صلى االله عليه وسلم - مثل: عمرو بن العاص٬ ومعاوية بن أبي سفيان٬ والمغيرة بن شعبة٬ ويدع من هو أفضل منهم مثل: عثمان بن عفان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف ونظرائهم؛ لقوة أولئك على العمل والبصر به٬ ولإشراف عمر عليهم وهيبتهم له٬ وقيل له: مالك لا تولي الأكابر من أصحاب رسول االله - صلى االله عليه وسلم - فقال:
أكره أن أدنسهم بالعمل"[9.[ وليس أدل على أمانة أبي هريرة في الإمارة وفي غيرها من استدعاء عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - له مرة أخرى للإمارة ولكنه أبى. "قال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن أيوب٬ عن ابن سيرين٬ أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين٬ فقدم بعشرة آلاف٬ فقال له عمر:
أستأثرت بهذه الأموال٬ فمن أين لك؟ قال: خيل نتجت٬ وأعطية تتابعت٬ وخراج رقيق لي٬ فنظر فوجد كما قال٬ ثم دعاه ليستعمله فأبى٬ فقال: لقد طلب العمل من كان خيرا منك٬ قال: ومن؟ قال: يوسف٬ قال: إن يوسف نبي االله٬ ابن نبي االله٬ وأنا أبو هريرة ابن أميمة٬ وأخشى ثلاثا؛ أن أقول بغير علم٬ أو أقضي بغير حكم أو يضرب ظهري أو يشتم عرضي٬ وينزع مالي[10.[
وقد روى هذه القصة - أيضا - الحافظ ابن كثير في "بدايته"[11[٬ وسوف نسوقها في الوجه القادم؛ فعمر بن الخطاب قد عرض الإمارة مرة أخرى على أبي هريرة لكنه أبى٬ والسؤال: لو أن عمر - رضي االله عنه - يتهم أبا هريرة - كما يزعم هؤلاء - أكان يعرض عليه الإمارة مرة أخرى٬ وسيرة الفاروق في تشدده مع الولاة معروفة؟![12.[
لقد كان من سياسة عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - المتميزة في الحكم "متابعة الولاة والعمل٬ ومساءلتهم لأدنى ما يرفع عنهم٬ أو يقال ضدهم٬ مهما علت مراتبهم٬ وسمت منازلهم في السبق إلى الإسلام٬ والفضل فيه؛ لذا نراه يحاسب أبا هريرة ويحاسب من هو دونه٬ ومن هو أعلى منه في مراتب الصحبة والفضل٬ كسعد بن أبي وقاص - رضي االله عنه - أحد السابقين الأولين للإسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة ومجابي الدعوة منهم"[13[٬ وكان عمر - رضي االله عنه - قد عزله عن إمرة الكوفة٬ وقال بعد ذلك في وصيته لأهل الشورى: «إن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك٬ وإلا فليستعن به أيكم ما أمر٬ فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة...»[14.[
فمساءلة عمر بعض ولاته وعزلهم أحيانا كانت سياسة منه٬ وليست بالضرورة إدانة لمن يعزلهم٬ ولعله أراد أن يسن بها سنة لمن بعده من الخلفاء والأمراء.
وعليه فإن عزل عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - لعماله من الصحابة ومنهم أبو هريرة - رضي االله عنه - لم يكن عن خيانة لهم٬ وإنما هو احتياط يتخذه عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - وتخوف على أصحابه من أن يكون الناس راعوهم في تجارتهم ومكاسبهم لأجل الإمارة٬ فكان يأخذ منهم ما يأخذ ويضعه في بيت المال؛ لتبرأ ذممهم٬ ثم يعطيهم بعد ذلك من بيت المال بحسب ما يرى من استحقاقهم٬ فيكون حلا لهم بلا شبهة.
لقد كان عمر بن الخطاب رضي االله عنه "بمنزلة الوالد يعطف ويشغف ويؤدب ويشدد٬ وكان الصحابة - رضي االله عنهم - قد عرفوا له ذلك٬ وقد تناول بدرته بعض أكابرهم كسعد بن أبي وقاص وأبي بن كعب٬ ولم يزده ذلك عندهم إلا حبا.
فأهل العلم والإيمان ينظرون على ما جرى من ذلك نظرة غبطة وإكبار لعمر ولمن أدبه عمر٬ وأهل الأهواء ينظرون نظرة طعن على أحد الفريقين"[15.[
وفي النهاية نقول لهؤلاء: إن عمر - رضي االله عنه - لم يشك في أمانة أبي هريرة عند عزله عن إمارة البحرين٬ وإلا لما طلب منه أن يتولى إمارتها ثانية٬ إنما الشك في القلوب المريضة.

ثانيا. رواية مردودة لا يحتج بها.

إن الرواية التي تفيد أن الخليفة عمر بن الخطاب ضرب أبا هريرة - رضي االله عنهماـ مردودة؛ لأنها ذكرت بلا سند٬ بل تخالف روايات أخرى صحيحة مسندة؛ فلقد توكأ هؤلاء المشككون على رواية ذكرها ابن عبد ربه بغير سند؛ ليتهموا أبا هريرة ويدعوا أن عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - ضربه؛ لخيانته الأمانة وسرقته أموال المسلمين٬ ويحسن بنا أن نذكر تلك الرواية التي اعتمدوا عليها٬ وفيها:
"ثم دعا - أي عمر - أبا هريرة٬ فقال له: علمت أني استعملتك على البحرين٬ وأنت بلا نعلين٬ ثم بلغني أنك ابتعت أفراسا بألف دينار وستمائة دينار٬ قال: كانت لنا أفراس تناتجت وعطايا تلاحقت٬ قال: حسبت لك رزقك ومؤنتك٬ وهذا فضل فأده٬ قال: ليس لك ذلك٬ قال: بلى واالله٬ وأوجع ظهرك٬ ثم قام إليه بالدرة فضربه حتى أدماه٬ ثم قال: ائت بها٬ قال: أحتسبها عند االله٬ قال: ذلك لو أخذتها من حلال وأديتها طائعا"[16.[
فهذه الرواية التي استشهدوا بها خالية من السند٬ ولو كان لها سند لأمكننا أن نتعرف من خلاله على حالتها من الصحة أو الضعف.
على أن "الصحيح المسند الذي ورد في مصادر كثيرة جدا بأسانيد صحيحة٬ في حلية الأولياء٬ وطبقات ابن سعد٬ وتاريخ الإسلام٬ والإصابة٬ وفي عيون الأخبار "[17 [وغيرها يؤكد خلاف هذه الرواية الغير مسندة.
ومنها ما رواه ابن كثير٬ قال: "قال عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين فقدم بعشرة آلاف٬ فقال له عمر: أستأثرت بهذه الأموال أي عدو االله وعدو كتابه؟ فقال أبو هريرة: لست بعدو االله ولا عدو كتابه٬ ولكن عدو من عاداهما٬ فقال: فمن أين هي لك؟ قال: خيل نتجت٬ وغلة ورقيق لي٬ وأعطية تتابعت علي٬ فنظروا٬ فوجدوه كما قال٬ فلما كان بعد ذلك دعاه عمر ليستعمله٬ فأبى أن يعمل له٬ فقال له: تكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك٬ طلبه يوسف - عليه السلام - فقال: إن يوسف نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي٬ وأنا أبو هريرة بن أميمة٬ وأخشى ثلاثا واثنتين٬ قال عمر: فهلا قلت خمسة؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم٬
وأقضي بغير حكم٬ أو يضرب ظهري٬ وينتزع مالي٬ ويشتم عرضي"[18 [والسند من أصح الأسانيد٬ وفي "فتوح البلدان" من طريق يزيد بن إبراهيم التستري عن ابن سيرين عن أبي هريرة أنه لما قدم من البحرين... فذكر أول القصة ونحوه٬ وفيه "فقبضها منه" والسند صحيح أيضا٬ وأخرجه - أيضا - من طريق أبي هلال الراسبي عن ابن سيرين عن أبي هريرة٬ فذكر نحوه إلا أنه وقع فيه "اثنا عشر ألفا"٬ والصواب الأول؛
لأن أبا هلال في حفظه شيء٬ وفيه "فلما صليت الغداة قلت: اللهم اغفر لعمر٬ قال: فكان يأخذ منهم ويعطيهم أفضل من ذلك "[19.[
وفي "تاريخ الإسلام" للذهبي٬ قال همام بن يحيى: "حدثنا إسحاق بن عبد االله بن أبي طليحة أن عمر قال لأبي هريرة: كيف وجدت الإمارة؟
قال: بعثتني وأنا كاره٬ ونزعتني وقد أحببتها٬ وأتاه بأربعمائة ألف من البحرين٬ فقال: أظلمت أحدا؟ قال: لا٬ فما جئت به لنفسك؟ قال:
عشرين ألفا٬ قال: من أين أصبتها؟ قال: كنت أتجر٬ قال: انظر رأس مالك ورزقك فخذه٬ واجعل الآخر في بيت المال"[20.[
فكأنه "قدم لنفسه بعشرين ألفا فقاسمه عمر كما كان يقاسم سائر عماله٬ فذكر ابن سيرين العشرة الآف المأخوذة لبيت المال "[21.[
وهكذا يتبين لنا أن هذه الروايات المسندة الصحيحة لم يرد فيها ضرب عمر بن الخطاب لأبي هريرة - رضي االله عنهما - وأنى لعمر أن يضرب أبا هريرة وهو يعرف مكانته ومنزلته٬ وإلى جانب هذا لم يرد في الروايات الصحيحة المعتمدة شيء من ذلك.
هذا وجه الحق الذي أخفاه هؤلاء٬ فقد نقلوا رواية واحدة عن العقد الفريد لابن عبد ربه - مع أنها مردودة لعدم وجود سند لها؛ إذ وجدوا فيها ما يوافق أهواءهم٬ ولم يتعرضوا لبقية الروايات صحيحة السند التي تخالف ذلك وتبين الحقيقة٬ وبذلك نجزم بأن عمر لم يضرب أبا هريرة كما زعم هؤلاء٬ وأنى لعمر أن يضرب صحابيا مثل أبي هريرة - رضي الله عنهما.

الخلاصة:

 لقد كانت سياسة عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - أن لا يبقي ولاته في حكم الولايات مددا طويلة٬ بل كان يعزلهم وخاصة إذا كانوا من الصحابة الكرماء الأطهار؛ حتى لا تدنس السياسة قلوبهم فإن طول العمل فيها يقسي القلب٬ وحتى لا تشغلهم تجاراتهم وأموالهم٬ ولأنه كان لا بد أن يبقي معه نفر غير قليل منهم٬ يستشيرهم في أمور المسلمين ويفوضهم في افتاء الناس٬ فإنه لا يستطيع أن يستغني عنهم جملة ولا أن تكون بطانته من غيرهم٬ ولو أنه كان يعزلهم تخونا لهم لما أبقاهم في بطانته٬ بل لعاقبهم وحاسبهم حسابا عسيرا.

 لم يكن أبو هريرة - رضي االله عنه - أول وال يعزله عمر ويشاطره ماله؛ فقد عزل عمر من عماله أفضلهم وشاطرهم مالهم مثل سعد بن أبي وقاص - رضي االله عنه - أحد العشرة المبشرين بالجنة٬ وأبي بن كعب٬ وأبي موسى الأشعري رضي االله عنهم.

 لو كان عمر بن الخطاب يشك في أمانة أبي هريرة لما طلب منه توليته مرة أخرى بعد عزله٬ ولأخذ منه ماله كله ولم يبق له شيئا٬ ولأوقع عليه عقوبة الإخلال بأمانة الوظيفة٬ ولكن أبا هريرة قد حصل على ماله من تجارته وكسبه الحلال٬ وقد ثبت ذلك عند عمر والصحاب وتحققوا منه.
 لقد كان عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - يحتاط ويتخوف على أصحابه من أن يكون الناس صانعوهم٬ فكان يأخذ من مالهمويضع في بيت المال؛ لتبرأ ذممهم٬ ثم يعطيهم بعد ذلك مالا بقدر استحقاقهم له٬ فيكون حلا لهم بلا شبهة.


 الرواية التي استند إليها هؤلاء المغرضون في دعواهم أن عمر بن الخطاب ضرب أبا هريرة جاءت عارية السند٬ ولو ذكروا سندها لاستطعنا من خلاله الحكم على مدى صحتها. ولعدم وجود سند لها٬ فهي مردودة لا يحتج بها؛ طالما أن هناك من الصحيح ما ينفيها.

 إن الرواية الصحيحة التي وردت في مصادر كثيرة معتمدة بأسانيد صحيحة؛ مثل: عيون الأخبار٬ وحلية الأولياء٬ وتاريخ الإسلام٬ والإصابة في معرفة الصحابة٬ وطبقات ابن سعد٬ وفتوح البلدان وغيرها - لم يرد بها ضرب عمر أبا هريرة٬ وهذا فيه كفاية للدلالة على بطلان الرواية الأولى التي ذكر فيها ضرب عمر أبا هريرة رضي االله عنهما.

http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=03-01-0063

***






 
قديم 27-04-17, 04:27 PM   رقم المشاركة : 3
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


ملحق

و في كتاب البداية و النهاية لإبن كثير - رحمه الله - :


( وقال صالح بن أبي الأخضر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، سمعت أبا هريرة يقول : ما كنا نستطيع أن نقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . حتى قبض عمر . )

صالح بن ابي الاخضر : ضعيف الحديث

أقوال العلماء فيه :

1 - أبو أحمد بن عدي الجرجاني : في بعض أحاديثه ما ينكر عليه وهو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم
2- أبو بكر البزار: ليس بقوي في الحديث
3- أبو حاتم الرازي : لين الحديث
4- أبو حاتم بن حبان البستي يروي عن الزهري أشياء مقلوبة اختلط عليه ما سمع منه
5-أبو دواد السجستاني :أحب إلي من زمعة بن صالح
6- أبو زرعة الرازي : ضعيف الحديث
7-أبو عيسى الترمذي: يضعف في الحديث
8-أحمد بن حنبل: لم يرضه
9-أحمد بن شعيب النسائي: ضعيف
10-أحمد بن صالح الجيلي: يكتب حديثه وليس بالقوي
11-إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: اتهم في أحاديثه
12-ابن حجر العسقلاني: ضعيف يعتبر به، ضعيف
13-الدارقطني: لا يعتبر به
14_زكريا بن يحيى الساجي: صدوق يهم وليس بحجة
15-سبط ابن العجمي: صالح الحديث: قال الجوزجاني اتهم في أحاديثه فقوله هذا أي يكذب فيها أو بوضعها يحتمل ولهذا الاحتمال ذكرته فيهم
16--محمد بن إسماعيل البخاري: ضعيف، ومرة: لين، ومرة: ليس بشيء عن الزهري
17-يحيى بن سعيد القطان: ضعفه وكان لا يحدث عنه
18-يحيى بن معين: ليس بالقوي، ومرة: ضعيف، ومرة: ليس بشئ، ومرة: ضعيف الحديث


و ترجمته في تهذيب الكمال :

2795] صالح بن أبي الأخضر اليمامي

مولى هشام بن عبد الملك نزل البصرة

روى عن
1- خالد بن محمد بن زهير المخزومي
2- ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري
3- ومحمد بن المنكدر
4- ونافع مولى ابن عمر
5- والوليد بن هشام المعيطي
6- وأبي عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك

روى عنه
1- إبراهيم بن حميد الطويل
2- وبشر بن ثابت البزار
3- وبشر بن المفضل
4- وحماد بن زيد كد
5- وخالد بن الحارث
6- وروح بن عبادة س
7- وسعيد بن سفيان الجحدري
8- وسفيان بن عيينة س
9- والسكن بن نافع الباهلي
10- وأبو داود سليمان بن داود الطيالسي
11- وصالح بن عمر الواسطي
12- وعبد الله بن عثمان البصري
13- وعبد الله بن المبارك د
14- وعبد الرحمن بن مهدي
15- وعبد العزيز بن المختار
16- وعبد الغفار بن عبيد الله الكريزي
17- وعبد الملك بن جريج وهو من أقرانه
18- وعثمان بن فائد
19- وعكرمة بن عمار اليمامي
20- وعلي بن غراب ق
21- وعمرو بن صالح الثقفي
22- وعنبسة بن عبد الواحد القرشي
23- وعيسي بن شعيب
24- وعيسى بن يونس
25- وقريش بن أنس
26- ومحمد بن عبد الله الأنصاري
27- ومحمد بن أبي عدي
28- ومسلم بن إبراهيم الأزدي
29- ومعاذ بن معاذ العنبري
30- والمعافي بن عمران الموصلي
31- ومعتمر بن سليمان
32- والنضر بن شميل ت
33- وهارون بن المغيرة
34- ووكيع بن الجراح س ق
35- ووهب بن جرير بن حازم
36- ويحيى بن كثير بن درهم العنبري
37- وأبو عقيل يحيى بن المتوكل

علماء الجرح والتعديل

2 ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل البصرة 2

وقال 1 محمد بن عمرو الرازي، عن هارون بن المغيرة: حدثنا صالح بن أبي الأخضر، 1 قال: 2 وزعم ابن المبارك أنه كان خادما للزهري 2

وقال 1 أبو موسى محمد بن المثنى 1: 2 ما سمعت يحيى يحدث عن صالح بن أبي الأخضر، وسمعت عبد الرحمن يحدث عنه 2

وقال 1 صالح بن أحمد بن حنبل، عن علي بن المديني 1: 2 سمعت معاذا، وذكر صالح بن أبي الأخضر فقال: قال لي: هذا الكتاب سمعته من الزهري، وقرأه علي وقرأته عليه، قلت لمعاذ: ذكركم كان الكتاب ؟ قال كثير: قال معاذ: وكان يقول: حدثنا ابن شهاب فقلت لمعاذ: فهو إذا أصح أصحاب الزهري سماعا، قال: فهو كذاك، قال: فأخبرت أنا معاذا بقول يحيى فيه فقال معاذ: إنما اجتمعوا عليه، فقال لي: قد أكثروا علي، وأنا خليق أن أطردهم، قال معاذ: قلت: كيف ؟ قال: ترى غدا، فتكلم بشيء في سماعه، وذكر معاذ حديث الإفك، وحديث الثلاثة الذين خلفوا فقلت لمعاذ: فإن معمرا قرأ حديث الإفك على الزهري، فقال معاذ: قال لي بشر بن المفضل: سألت صالحا عن هذين الحديثين، فقلت: سمعتهما من الزهري ؟، قال: نعم، فلما كان من العشي رحت أنا إلي يحيى بن سعيد فأخبرته بقول معاذ هذا في صالح بن أبي الأخضر، فقال يحيى: ليتني عنده، ثم قال يحيى: قال لي عبد الله بن عثمان: إن صالحا يصحح هذا الحديث، وهو مما سمع أن أبا بكر، قال: لو رأيت رجلا على حد، قال يحيى: وكنا عند شعبة أنا، وصالح بن أبي الأخضر، وعبد الله بن عثمان، فسألته عنه، فقال لي من غير أن يغضبه إنسان: لا أدري سمعته من الزهري، أو قرأته، قال يحيى: ثم قال لنا بعد ذلك: حديثي منه ما قرأت على الزهري، ومنه ما سمعت، ومنه ما وجدت في كتاب، فلست أفصل ذا من ذا، وكان قدم علينا قبل ذلك، فكان يقول: حدثنا الزهري، حدثنا الزهري .

وقال عمرو بن علي: سمعت معاذ بن معاذ، وذكر صالح بن أبي الأخضر، فقال: سمعته يقول: سمعت من الزهري، وقرأت عليه، فلا أدري هذا من هذا، فقال يحيى وهو إلى جنبه: لو كان هذا هكذا كان جيدا، سمع وعرض، ولكنه سمع وعرض، ووجد شيئا مكتوبا، فقال: لا أدري هذا من هذا 2 .

وقال 1 محمد بن سعد، عن محمد بن عبد الله الأنصاري 1: 2 سألت صالح بن أبي الأخضر، فقلت له: هل سمعت هذا الذي ترويه عن الزهري ؟، فقال: منه ما حدثني به
ومنه ما قرأت عليه، فلا أدري هذا من هذا 2 .

وقال 1 حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله 1، يقول: 2 صالح بن أبي الأخضر من أهل اليمامة 2، قال وقال 1 يحيى بن سعيد 1: 2 أتيته أنا ومعاذ وخالد، فأخرج إلينا حديث الزهري، فقال: منها ما سمعت، ومنها ما لم أسمع، ومنها عرض 2، قال 1 أبو عبد الله 1: 2 وصدق الشيخ 2 .

وقال 1 أبو زرعة الدمشقي: قلت لأحمد بن حنبل: من أي شيء ثبت حديث أبي هريرة في الشفعة ؟، 1 قال: 2 رواه صالح بن أبي الأخضر، يعني مثل رواية معمر، قلت له: وصالح يحتج به ؟، قال: يستدل به، ويعتبر به 2 .

وقال 1 المفضل بن غسان الغلابي، عن يحيى بن معين 1: 2 صالح بن أبي الأخضر ليس بالقوي، قدم البصرة وليس منهم .

وقال في موضع آخر: ضعيف 2 .

وقال 1 معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين 1: 2 صالح بن أبي الأخضر بصري ضعيف، زمعة بن صالح أصلح منه 2 .

وقال 1 عباس الدوري، عن يحيى بن معين 1: 2 صالح بن أبي الأخضر ليس بشيء قدم عليهم البصرة، وكان يماميا 2 .

قال 1 يحيى 1: 2 لم يكن زمعة بالقوي، وهو أصلح من صالح بن أبي الأخضر، قال: وسمعت يحيى، يقول: قد روى عكرمة بن عمار، عن صالح بن أبي الأخضر 2، قال: يحيى، ومحمد بن أبي حفصة أحب إلي من صالح بن أبي الأخضر .

وقال 1 إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، عن يحيى بن معين 1: 2 ضعيف الحديث 2 .

وقال 1 أحمد بن عبد الله العجلي 1: 2 يكتب حديثه، وليس بالقوي 2 .

وقال 1 إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني 1: 2 اتهم في أحاديثه 2

وقال 1 سعيد بن عمرو البردعي: قلت لأبي زرعة 1: 2 زمعة بن صالح، وصالح بن أبي الأخضر واهيان ؟، قال: أما زمعة فأحاديثه عن الزهري، كأنه يقول مناكير، وأما صالح فعنده عن الزهري كتابان أحدهما عرض، والآخر مناولة، فاختلطا جميعا، وكان لا يعرف هذا من هذا 2 .

وقال 1 عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أبو زرعة، عن صالح بن أبي الأخضر 1، فقال: 2 ضعيف الحديث، وكان عنده عن الزهري كتابان، أحدهما عرض، والآخر مناولة، فاختلطا جميعا فلا يعرف هذا من هذا 2 .

وقال 1 أبو حاتم 1: 2 لين الحديث 2 .

وقال 1 البخاري 1: 2 ضعيف .

وقال في موضع آخر: لين .

وقال في موضع آخر: ليس بشيء، عن الزهري 2 .

وقال 1 الترمذي 1: 2 يضعف في الحديث، ضعفه يحيى القطان، وغيره 2 .

وقال 1 النسائي 1: 2 ضعيف 2 .

وقال 1 أبو أحمد بن عدي 1: 2 وفي بعض أحاديثه ما ينكر، وهو في الضعفاء الذين يكتب حديثهم 2 .

روى له الأربعة









الصور المرفقة
 
 
قديم 27-04-17, 05:03 PM   رقم المشاركة : 4
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


و مشاركة للإستاذ : أبو عاصم العتيبي


عن محمد بن عجلان أن أبا هريرة كان يقول : إني لأحدث أحاديث لو تكلمت بها فى زمان عمر أو عند عمر لشج رأسي".

أخرجه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 67/343
أخبرنا أبو عبد الله بن البنا قراءة عن أبي تمام علي بن محمد أنا أحمد بن عبيد نا محمدى بن الحسين نا ابن أبي خيثمة نا الوليد بن شجاع قال حدثني ابن وهب حدثني يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان أن أبا هريرة كان يقول إني لأحدث أحاديث لو تكلمت بها في زمان عمر أو عند عمر لشج رأسي

وفيه محمد بن عجلان قالن أبي هريرة وهذه فيها معضلات فلم يلق محمد بن عجلان أبا هريرة بل في رواياته عن أبي هريرة بالواسطة مشكلة كبرى قال البخاري في التاريخ الكبير 1/196
محمد بن عجلان المدني مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة القرشي سمع أباه وعكرمة روى عنه الثوري ومالك بن أنس قال علي عن يحيى لقيت بن عجلان سنة أربع وأربعين وكتبت عنه وقال لي علي عن بن أبي الوزير عن مالك أنه ذكر بن عجلان فذكر خيرا وقال يحيى القطان لا أعلم إلا إني سمعت بن عجلان يقول كان سعيد المقبري يحدث عن أبيه عن أبي هريرة وعن رجل عن أبي هريرة فاختلطت علي فجعلتها عن أبي هريرة

وقال ابن حجر في تقريب التهذيب ص496 :

محمد بن عجلان المدني صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة

وفوق هذا قد رمي محمد بن عجلان بالتدليس ولم يلق أبا هريرة فعلق عنه

*********



" عن أبي سلمة سمعت أبا هريرة يقول : ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله ص حتى قبض عمر " (!!!)

أخرجها ابن عساكر في تاريخه 67/344
خبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد أحمد بن الحسن أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن يحيى الذهلي نا محمد بن عيسى انا يزيد بن يوسف عن صالح بن ابي الاخضر عن الزهري عن أبي سلمة قال سمعت أبا هريرة يقول ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض عمر قال أبو سلمة فسألته بم قال كنا نخاف السياط وأوما بيده إلى ظهره


وفيه يزيد بن يوسف الرحبي وهو ضعيف والكلام فيه طويل عن الإئمة لكن نختصر كلامهم بكلام الحافظ حيث قال في تقريب التهذيب ص606
يزيد بن يوسف الرحبي بفتح الراء والمهملة بعدها موحدة الصنعاني صنعاء دمشق ضعيف


وفيه صالح بن ابي الاخضر قال الذهبي المغني في الضعفاء 1/302 لينه البخاري وغيره وقال ضعيف
وفي رواياته عن الزهري أوابد
وقال ابو زرعة وأما صالح فعنده عن الزهري كتابان أحدهما عرض والآخر مناولة فاختلطا جميعا وكان لا يعرف هذا من هذا. تهذيب التهذيب 4/333
وقال بن حبان - المرجع السابق - يروي عن الزهري أشياء مقلوبة روى عنه العراقيون اختلط عليه ما سمع من الزهري بما وجد عنده مكتوبا فلم يكن يميز هذا من ذاك ومن اختلط عليه ما سمع بما لم يسمع .

***

بما أن الأخ العتيبي قد أختصر أقوال العلماء في يزيد بن يوسف الرحبي فسأنقل بعض أقوال العلماء فيه :

يزيد بن يوسف الرحبي :


1-أبو أحمد بن عدي الجرجاني: مع ضعفه يكتب حديثه
2- أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث
3-أبو بكر البزار : لا بأس به
4-أبو حاتم الرازي : لم يكن بالقوي
5-أبو حاتم بن حبان البستي: سيء الحفظ كثير الوهم ممن يرفع المراسيل ولا يعلم ويسند الموقوف ولا يفهم فلما كثر ذلك منه في حديثه صار ساقط الاحتجاج به إذا انفرد أرجو ان احتج به فيما وافق الثقات لم يجرح في فعله لقدم صدقه
6-أبو دواد السجستاني:ضعيف
7-أحمد بن حنبل: رأيته ولم اكتب عنه شيء
8-أحمد بن شعيب النسائي: متروك الحديث شامي
9-ابن حجر العسقلاني: ضعيف
10-الدارقطني : متروك، ومرة: اختلفوا فيه ولا يستحق عندي الترك
11-الذهبي: واه
12-صالح بن محمد جزرة: تركوا حديثه
13- يحيى بن معين: ليس بشيء، ومرة: لا يساوى شيئا، ومرة: ليس بثقة، ومرة: كذاب


************************************************

" عن الزهرى قال : قال عمر : أقلوا الرواية عن رسول الله ص إلا فيما يعمل به (!!) قال ثم يقول أبو هريرة : أفكنت محدثكم بهذه الأحاديث وعمر حى ؟! أما والله إذا لأيقنت أن المحففة ستباشر ظهرى ، فان عمر كان يقول اشتغلوا بالقرآن كلام الله ولهذا لما بعث أبا موسى إلى العراق قال له إنك تأتى قوما لهم فى مساجدهم دوى بالقرآن كدوى النحل فدعهم على ما هم عليه ولا تشغلهم بالأحاديث وأنا شريكك فى ذلك . هذا معروف عن عمر ".



الأثر الأول: في مصنف عبد الرزاق مرسلة مصنف عبد الرزاق 11/262
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال قال أبو هريرة لما ولي عمر قال أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فيما يعمل به قال ثم يقول أبو هريرة أفإنكنت محدثكم بهذه الأحاديث وعمر حي أما والله إذا لألفيت المخفقة ستباشر ظهري
وهذه الرواية قد أرسلها الزهري عن أبي هريرة فلم يلق الزهري أبا هريرة .

وقال الذهبي في الكاشف 2/217
وحديثه عن أبي هريرة في الترمذي وعن رافع بن خديج في النسائي وذلك مرسل
قال العلائي في جامع التحصيل 1/269 :
محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري بن شهاب أحد الأئمة الكبار وكان يدلس أيضا كما تقدم ويرسل أيضا فروى عن أبي هريرة وجابر وأبي سعيد الخدري ورافع بن خديج وذلك مرسل
وكذلك وجدت الرواية عند ابن عساكر اوصلها من طريق الذهلي عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال قال عمر
تاريخ مدينة دمشق 67/344
فالزهري لم يدرك أبا هريرة فمن باب أولى أنه لم يدرك عمر وهذه من وراسيله والله اعلم

وعند ابن كثير في البداية والنهاية 8/107 بزيادة ولا تشغلهم بالأحاديث وقد ارسلها الزهري ايضا عن عمر
وما رواه الذهلي عن عبد الرزاق وساقه ابن عساكرفي تاريخه بسند وذكره ابن كثير في البداية والنهاية لم أجده في مصنف عبد الرزاق وإنما رواه عبد الرزاق عن عن معمر عن الزهري قال قال أبو هريرة

الثاني أخرجه الطبراني المعجم الأوسط ج2/ص326

حدثنا أحمد قال نا أحمد بن يحيى السوسي قال نا عبد الوهاب بن عطاء عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن قرظة بن كعب قال شيعنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم لم يرو هذا الحديث عن داود بن أبي هند إلا عبد الوهاب بن عطاء

وفيه عبد الوهاب بن عطاء والله أعلم هو عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبو نصر

العجلي قال الإمام أحمد بن حنبل : عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ضعيف الحديث مضطرب. ضعفاء العقيلي 3/77
وفوق ذلك ضعفه البخاري والنسائي ، وأيضا هو مدلس وعده بن حجر من المرتبة الثالة كما في طبقات المدلسين ص41 ، وقدر عرف ابن حجر هذه الطبقة بقوله كما في طبقات المدلسين ص13
من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم كأبي الزبير المكي.
وعبد الوهاب هنا لم يصرح بالسمعاع.

****

المستدرك على الصحيحين ج1ص183
" قال عمر إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تبدونهم بالأحاديث فيشغلونكم جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وامضوا وأنا شريككم فلما قدم قرظة قالوا : حدثنا –أي بحديث رسول الله- قال نهانا ابن الخطاب ".

وفي المعتصر من المختصر تكملة : " فقال قرظة : لا أحدث حديثا عن رسول اله صلى الله عليه وسلم أبد "
قال الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد له طرق تجمع ويذاكر بها ".

والله اعلم أن هذا الاسناد صحيح وقد طعن فيه ابن عبد البر وسياتي ولكن هذا الاثر ليس كالاثار التي ذكر فيها ابو هريرة وغيره انما هذه حالة مخصوصة

وقد اخرج النسائي في سننه الكبرى 4/ 274
أن عمر خرج فجلس على المنبر فتشهد فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإني قائل لكم مقالة لا أدري لعلها بين يدي أجلي فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث تنتهي به راحلته ومن خشي أن لا يعينها فلا أحل لأحد أن يكذب علي إن الله.

فهذا القول يوضح ما قصده أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وقد قال ابن عبر البر وهو يتكلم هن هذا الاثر في جامع بيان العلم وفضله 2/ 122
وهذا يدل على أن نهيه عن الاكثار وأمره بالاقلال من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان خوف الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وخوفا أن يكونوا مع الاكثار يحدثون بما لم يتيقنوا حفظه ولم يعوه لأن ضبط من قلت روايته أكثر من ضبط المستكثر وهو أبعد من السهو والغلط الذي لا يؤمن مع الاكثار فلهذا أمرهم عمر من الاقلال من الرواية ولو كره الرواية وذمها لنهى عن الاقلال منها والاكثار ألا تراه يقول فمن حفظها ووعاها فليحدث بها فكيف يأمرهم بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وينهاهم عنه هذا لا يستقيم بل كيف ينهاهم عن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأمرهم بالاقلال منه وهو يندبهم إلى الحديث عن نفسه بقوله من حفظ مقالتي ووعاها فليحدث بها حيث تنتهي به راحلته ثم قال ومن خشي أن لا يعيها فلا يكذب علي وهذا يوضح لك ما ذكرنا والآثار الصحاح عنه من رواية أهل المدينة بخلاف حديث قرظة هذا وإنما يدور على بيان عن الشعبي وليس مثله حجة في هذا الباب لأنه يعارض السنن والكتاب.

***


تذكرة الحفاظ ج1ص5 :

" ومن مراسيل ابن أبي مليكة أن الصديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال إنكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا (!!) فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه ".
وسئل أبو هريرة " أكنت تحدث في زمان عمر هكذا فقال : لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم يه لضربني بمخفقته ".

فهذه كما ذكروا من مراسيل ابن أبي مليكة وهو عبد الله بن عبيد الله قال العلائي في جامع التحصيل 1/214
عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال أبو زرعة في حديثه عن عمر وعثمان رضي الله عنهما هو مرسل وقال الترمذي لم يدرك طلحة بن عبيد الله وروى بن أبي مليكة عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقطع قراءته قال الترمذي ليس إسناده بمتصل لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن بن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم سلمة.

وهذا يكفي فالمرسل لا يقبل إذا لم يأت من طريق آخر مصولاً


وأما رواية وسئل أبو هريرة " أكنت تحدث في زمان عمر هكذا فقال : لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم يه لضربني بمخفقته ".

فهذه من رواية الدراوردي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة والدراوردي هو عبد العزيز بن محمد بن عبيد صدوق في حفظه شيء ورواها عن محمد بن عمر وهو صدوق له أوهام وقد أخرج له الشيخين في المتابعات وفي رواياته عن أبي سلمة عن أبي هريرة علة سئل بن معين عن محمد بن عمرو فقال ما زال الناس ينقون حديثه قيل له وما علة ذلك قال كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من روايته ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة . تهذيب التهذيب
9/333








الصور المرفقة
  
 
قديم 27-04-17, 05:47 PM   رقم المشاركة : 5
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


و في سير أعلام النبلاء (حققه مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط )

قال محمد بن يحيى الذهلي: حدثنا محمد بن عيسى: أخبرنا يزيد بن يوسف، عن صالح بن أبي الاخضر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: ما كنا نستطيع أن نقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; حتى قبض عمر رضي الله عنه، كنا نخاف السياط (1).
خالد بن عبد الله: حدثنا يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: بلغ عمر حديثي.
فأرسل إلي، فقال: كنت معنا يوم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت فلان ؟ قلت: نعم، وقد علمت لاي شئ سألتني.
قال: ولم سألتك ؟ قلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يومئذ: " من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار " قال: أما لا، فاذهب فحدث.
يحيى: ضعيف (2).

****

و في هامش ( المحقق ) :

__________

(1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن يوسف، وهو الرحبي الصنعاني: صنعاء دمشق، وشيخه فيه وهو صالح بن أبي الاخضر ضعيف أيضا.
وأخرجه ابن عساكر في " تاريخه " 19 / 117 / 2.
(2) بل متروك كما قال الحافظ في " التقريب " وأبوه عبيد الله بن عبد الله بن موهب التيمي لم يوثقه غير ابن حبان، وأخرجه ابن عساكر 19 / 117 / 2

http://islamport.com/d/1/trj/1/161/3701.htm



.






 
قديم 27-04-17, 07:22 PM   رقم المشاركة : 6
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


و من الكتب التي يستشهد بها الرافضة كتاب ( جامع بيان العلم و فضله لإبن عبد البر ) فينقلون الروآيات دون التحقق من الأسانيد و دون النظر في معنى الروآيات و لا حتى ينقلون هى في أي باب و لذلك يرسخون لعوام الشيعة أن عمر بن الخطاب قد أغلظ على أبي هريرة رضي الله عنهما لأن أبو هريرة يكذب على رسول الله !! ...

فإقرؤوا حتى تعرفون معنى الأحاديث التي ساقها ابن عبد البر ..



ففي جامع بيان العلم وفضله المؤلف : ابن عبد البر :


باب ذكر من ذم الإكثار من الحديث دون التفهم له والتفقه فيه

(3/239)

15004 - حدثنا عبد الرحمن بن يحيى ، ثنا عمر بن محمد ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا سعيد بن منصور ، قال حدثنا خالد بن عبد الله ، عن بيان ، عن الشعبي ، عن قرظة بن كعب ، قال : خرجنا فشيعنا عمر ، إلى صرار ثم دعا بماء فتوضأ ثم قال : « أتدرون لم خرجت معكم ؟ » قلنا : أردت أن تشيعنا تكرما بذلك ، قال : « إن مع ذلك لحاجة خرجت لها ، إنكم تأتون بلدة لأهلها دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم » قال قرظة : فما حدثت بعده حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

(3/240)

15005 - حدثنا عبد الرحمن بن يحيى ، ثنا عمر بن محمد ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن بيان ، عن الشعبي ، عن قرظة ، أن عمر ، رضي الله عنه قال لهم : « أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم »



15006 - وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى ، ثنا علي بن محمد ، ثنا أحمد بن داود ، ثنا سحنون بن سعيد ، ثنا ابن وهب ، قال : سمعت سفيان بن عيينة ، يحدث عن بيان ، عن عامر الشعبي ، عن قرظة بن كعب ، ح قال ونا محمد بن إبراهيم ، نا أحمد بن مطرف ، ثنا سعيد بن عثمان ، وسعيد بن خمير ، ثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : أنا سفيان ، عن بيان ، عن عامر الشعبي ، عن قرظة بن كعب ، ولفظهما سواء قال : خرجنا نريد العراق فمشى عمر رضي الله عنه معنا ، إلى صرار فتوضأ فغسل اثنتين ثم قال : « أتدرون لم مشيت معكم ؟ » قالوا : نعم نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيت معنا قال : « إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم ، جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم امضوا وأنا شريككم » فلما قدم قرظة قالوا : حدثنا ، قال : نهانا عمر بن الخطاب

(3/242)

11000 - قال ابن وهب ، وحدثني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : « ألا يعجبك أبو هريرة جاء إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعني وكنت أسبح فقام قبل أن أقضي تسبيحي ، ولو أدركته لرددت عليه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم »

(3/243)

10009 - أخبرنا عبد الله بن محمد ، نا محمد بن بكر ، نا أبو داود ، نا وهب بن بقية ، عن خالد ، عن محمد ، عن عمر ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أنه كان يقول : « لو أحدثكم بكل ما أعلمه لرميتموني بالقشع »

(3/244)

10010 - قال أبو داود : ونا أحمد ، عن كثير بن هشام ، ثنا جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم قال : سمعت أبا هريرة يقول : « والذي نفسي بيده لو حدثتكم بكل ما أسمع لرميتموني بالقشع ، يعني المزابل ، وما ناظرتموني »

(3/245)

10011 - قال : ونا أحمد بن صالح ، ثنا ابن أبي فديك قال : حدثني ابن أبي ذئب ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه كان يقول : « حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين ، فأما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته لقطعتم هذا البلعوم » قال أحمد : البلعوم : الحلقوم

(3/246)

12000 - قال : ونا محمد بن العلاء ، ثنا أبو بكر بن عياش ، عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل قال : سمعت عليا على المنبر يقول : أتحبون أن يكذب الله ورسوله ، لا تحدثون الناس إلا بما يعلمون « وقد تقدم قول ابن مسعود رضي الله عنه : » ما أنت محدث قوما حديثا لم تبلغه عقولهم إلا كان عليهم فتنة « وعن أبي هريرة ، أنه قال : » لقد حدثتكم بأحاديث ، لو حدثت بها زمن عمر لضربني عمر بالدرة « قال أبو عمر : » احتج بعض من لا علم له ولا معرفة من أهل البدع وغيرهم الطاعنين في السنن بحديث عمر هذا : أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما ذكرنا في هذا الباب من الأحاديث وغيرها وجعلوا ذلك ذريعة إلى الزهد في سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لا توصل إلى مراد كتاب الله عز وجل إلا بها والطعن على أهلها ولا حجة في هذا الحديث ولا دليل على شيء مما ذهبوا إليه من وجوه ، قد ذكرها أهل العلم منها أن وجه قول عمر هذا إنما كان لقوم لم يكونوا أحصوا القرآن فخشي عليهم الاشتغال بغيره عنه إذ هو الأصل لكل علم ، هذا معنى قول أبي عبيد في ذلك ، واحتج بما رواه عن حجاج عن المسعودي عن عون بن عبد الله بن عتبة قال : مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا : يا رسول الله حدثنا ، فأنزل الله عز وجل الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم (1) إلى آخر الآية قال : ثم ملوا ملة أخرى ، فقالوا : يا رسول الله حدثنا شيئا فوق الحديث ودون القرآن يعنون القصص فأنزل الله الر تلك آيات الكتاب المبين (2) إلى قوله نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن (3) الآية ، قال : فإن أرادوا الحديث دلهم على أحسن الحديث وإن أرادوا القصص دلهم على أحسن القصص ، وقال غيره : إن عمر رضي الله عنه إنما نهى من الحديث عما لا يفيد حكما ولا يكون سنة ، وطعن غيرهم في حديث قرظة هذا وردوه ؛ لأن الآثار الثابتة عن عمر رضي الله عنه خلافه ، منها ما روى مالك ومعمر وغيرهما عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن عبد الله بن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث السقيفة أنه خطب يوم جمعة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فإني أريد أن أقول مقالة قد قدر لي أن أقولها ، من وعاها وعقلها وحفظها فليحدث بها حيث تنتهي به راحلته ، ومن خشي أن لا يعيها فإني لا أحل له أن يكذب علي إن الله بعث محمدا بالحق وأنزل معه الكتاب فكان مما أنزل معه آية الرجم ، وذكر الحديث ، وهذا يدل على أن نهيه عن الإكثار وأمره بإقلال الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان خوف الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وخوفا أن يكون مع الإكثار أن يحدثوا بما لم يتقنوا حفظه ولم يعوه ؛ لأن ضبط من قلت روايته أكثر من ضبط المستكثر وهو أبعد من السهو والغلط الذي لا يؤمن مع الإكثار ؛ فلهذا أمرهم عمر بالإقلال من الرواية ولو كره الرواية وذمها لنهى عن الإقلال منها والإكثار ، ألا تراه يقول : فمن حفظها ووعاها فليحدث بها فكيف يأمرهم بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وينهاهم عنه ؟ هذا لا يستقيم بل كيف ينهاهم عن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأمرهم بالإقلال منه وهو يندبهم إلى الحديث عن نفسه ؟ بقوله : « من حفظ مقالتي ووعاها فليحدث بها حيث تنتهي به راحلته » ثم قال : « ومن خشي أن لا يعيها فلا يكذب علي » وهذا يوضح لك ما ذكرنا ، والآثار الصحاح عنه من رواية أهل المدينة بخلاف حديث قرظة هذا ، وإنما يدور على بيان عن الشعبي وليس مثله حجة في هذا الباب ؛ لأنه يعارض السنن والكتاب ، قال الله عز وجل : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة (4) وقال : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (5) وقال في النبي : النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون (6) وقال وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله (7) ، ومثل هذا في القرآن كثير ولا سبيل إلى اتباعه والتأسي به والوقوف عند أمره إلا بالخبر عنه ، فكيف يتوهم أحد على عمر رضي الله عنه أنه يأمر بخلاف ما أمر الله به وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها » ، الحديث ، وقد ذكرناه من طرق في صدر هذا الكتاب ، وفيه الحض الوكيد على التبليغ عنه صلى الله عليه وسلم وقال : « خذوا عني » في غير ما حديث ، و « بلغوا عني » والكلام في هذا أوضح من النهار لأولي النهى والاعتبار ولا يخلو الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يكون خيرا أو شرا ، فإن كان خيرا ولا شك فيه أنه خير فالإكثار من الخير أفضل ، وإن كان شرا فلا يجوز أن يتوهم أن عمر رضي الله عنه يوصيهم بالإقلال من الشر ، وهذا يدلك أنه إنما أمرهم بذلك خوف مواقعة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وخوف الاشتغال عن تدبر السنن والقرآن ؛ لأن المكثر لا تكاد تراه إلا غير متدبر ولا متفقه «
__________

(3/247)

1143 - ذكر مسلم بن الحجاج ، في كتاب التمييز قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أنا الفضل بن موسى ، ثنا الحسين بن واقد عن الرديني بن أبي مجلز ، عن أبيه ، عن قيس بن عباد ، قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، يقول : « من سمع حديثا ، فأداه كما سمع فقد ، سلم » « ومما يدل على هذا ما قد ذكرناه فيما يروى عن عمر أنه كان يقول : » تعلموا الفرائض والسنة كما تتعلمون القرآن « ، فسوى بينهما »

http://islamport.com/d/1/ajz/1/240/780.html

...






 
قديم 27-04-17, 10:42 PM   رقم المشاركة : 7
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


دعوى تسمية أبي هريرة - رضي االله عنه - بشيخ المضيرة(*)

مضمون الشبهة:

يدعي بعض المشككين أن أبا هريرة - رضي االله عنه - كان يحب طعاما اسمه المضيرة[1 [ولذا عرف به فسمي "شيخ المضيرة".
ويستدلون على ذلك بأن أبا هريرة كان يأكلها مع معاوية - رضي االله عنه - فإذا حضرت الصلاة صلى خلف علي - رضي االله عنه - فإذا قيل له في ذلك٬ قال: "مضيرة معاوية أدسم وأطيب٬ والصلاة خلف علي أفضل".
رامين من وراء ذلك التقليل من شأن أبي هريرة - رضي االله عنه - وتشويه صورته.


وجها إبطال الشبهة:

1 (إن هذه الرواية لم تصح نقلا ولا توافق عقلا؛ فالثابت أن عليا - رضي االله عنه - كان بالعراق٬ ومعاوية - رضي االله عنه - بالشام٬ وأبا هريرة - رضي االله عنه - كان مقيما بالحجاز لم يغادره بعد عزله عن إمارة البحرين في عهد عمر - رضي االله عنه - فكيف يأكل مع معاوية في الشام٬ ويصلي خلف علي بالعراق٬ وهو مقيم أصلا بالحجاز؟!.
2 (إذا افترضنا جدلا صحة هذه الرواية فإن حب أبي هريرة للمضيرة لا يطعن في عدالته٬ وما المانع شرعا أو عقلا أن يحب الإنسان لونا معينا من أنواع الطعام؟!

التفصيل:

أولا : رواية موضوعة يكذبها التاريخ والواقع:
إن المتأمل في أحداث التاريخ يجدها تكذب تلك الرواية التي يعتمد عليها المفترون؛ إذ كيف تصح هذه الرواية في العقول٬ وعليـ رضي االله عنه - كان في العراق٬ ومعاوية - رضي االله عنه - كان بالشام٬ وأبو هريرة - رضي االله عنه - كان بالحجاز؟! إذ الثابت أنه بعد أن تولى إمارة البحرين في عهد عمر - رضي االله عنه - لم يفارق الحجاز٬ فقد "استعمله عمر على البحرين٬ ثم عزله٬ ثم أراده على العمل فأبى عليه٬ ولم يزل يسكن المدينة٬ وبها كانت وفاته"[2.[
فكيف يأكل أبو هريرة المضيرة مع معاوية في الشام٬ ثم يقوم ليصلي خلف علي في العراق٬ اللهم إلا إذا كان أصحاب هذه الشبهة يرون أن أبا هريرة أعطي بساط سليمان٬ أو كانت تطوى له الأرض طيا٬ أو أنه كان يركب البراق فيحمله إلى الشام ليأكل مع معاوية٬ فإذا حانت الصلاة حمله إلى العراق ليصلي وراء علي٬ ثم بعد ذلك يحمله إلى الحجاز حيث مكانه واستقراره!!! وهذا ما لا يعقل. يضاف إلى ذلك أن هذه الرواية لم ترد في أي كتاب من كتب السنة.
ولعلنا نتساءل: هل يؤخذ العلم من الحكايات٬ لاسيما في موضوع فيه اتهام وتجريح كهذا؟! ولمن؟! لصحابي جليل من صحابة رسول االله صلى الله عليه وسلم [3.[
وإن قيل إن هذه الرواية وردت في كتب الأدب والتاريخ٬ قلنا: "إن من شأن كتب الأدب والتاريخ قتل الوقت وشغل الفراغ والتفكه والتندر٬ وكان الأليق بها الإهمال في معرض البحث العلمي٬ أما أن يؤخذ منها معلومات وأخبار لكي توضع في كتاب في تاريخ السنة؟ ويعتمد عليها في تجريح رجل من أهل العلم٬ فضلا عن كونه صحابيا جليلا زكاه الرسول - صلى االله عليه وسلم - والرعيل الأول من خيار المسلمين٬ فهذا ما لم نعهده في أسلوب البحث في القديم ولا الحديث"[4.[
لقد خفي على هؤلاء ما قرره الأئمة المحدثون من "أن المرويات لا يعتمد في الوثوق بها وقبولها على كتب الأدب والتاريخ؛ إذ إن فيها زيفا كثيرا وغثا غير قليل٬ وأن الحديث لا يؤخذ إلا من كتب الأئمة الثقات٬ الذين يرجع إليهم في معرفة الصحيح من الضعيف والمقبول من المردود٬ ومن قواعدهم التي وضعوها: من روى حديثا فعليه أن يبرز سنده أو ينسبه إلى من خرجه٬ وإلا فليس له أن ينسبه إلى رسول الله - صلى االله عليه وسلم - إلا بصيغة تفيد التضعيف كقيل وروي ويذكر ونحوها٬ وليس له أن ينسبه إلى رسول االله - صلى الله عليه وسلم -
بصيغة الجزم إلا إذا تحقق من صحته٬ أما وقد اعتمد هؤلاء في كثير مما نقلوا على كتاب "الشعر والشعراء"٬ وكتاب "ثمار القلوب في المضاف والمنسوب"٬ و "مقامات بديع الزمان الهمذاني"٬ و "المثل السائر"٬ و"شرح نهج البلاغة"٬ و"حياة الحيوان للدميري"٬ و "نهاية الأرب" ونحوها٬ مما لا تقوم به حجة في علم السنة وتاريخها فلا يلتفت إلى كلامهم إلا على سبيل توضيح تهافته.
ولسنا ذا نقصد الازدراء هذه الكتب ولا بأصحابها٬ ولكن نود أن نقول: إن كثيرين من العلماء ثقات في فنوم٬ ولكن لا يعتمد عليهم في رواية الحديث٬ ومعرفة صحيحه من سقيمه؛ لأنهم ليسوا من رجاله وصيارفته٬ وإذا كان ابن إسحاق وهو إمام أهل المغازي قد ضعفه بعض المحدثين فرواية الحديث - على ما بين التأليف في الحديث والسير في القديم من سبب وثيق - فما بالك بغيره من أهل الأدب واللغة والمباحث العامة؟" [5.[
وعليه فإن القول بأن أبا هريرة - رضي االله عنه - كان يأكل من مضيرة معاوية - رضي االله عنه - ويصلي خلف علي - رضي االله عنه - قول قد بلغ من الخيال مبلغا٬ وارتقى بقائله مرتقى صعبا.
إذ هل يصح في العقول أن يتنقل أبو هريرة بين الجماعتين٬ ويصانع الفئتين ولا ينكشف أمره؟!
أدركونا يا أصحاب العقول صدق القائل:
هذا كلام له خبيء
معناه ليس لنا عقول
إن هذه الحكايات وأمثالها - وما أكثرها في كتب الأدب - لا تصح نقلا ولا توافق عقلا[6[؛ ذاك لأنها انبنت على عكس الحقائق التاريخية المعروفة.
وإيضاحا للأمر نشير إلى أن أبا هريرة - رضي االله عنه - بقي مقيما في المدينة بعد أن عزله عمر عن ولاية البحرين"٬ ولم يشترك في الفتن التي
حدثت بعد استشهاد الخليفة عثمان بن عفان - رضي االله عنه - بين علي بن أبي طالب - رضي االله عنه - وبين معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - بل اعتزلها٬ ولم يزل يسكن المدينة٬ و بها كانت وفاته"[7.[
ولعله قد اتضح لدينا الآن فساد هذه الشبهة عقلا ونقلا.
ثانيا : ليس من الممنوع شرعا ولا عقلا أن يحب الإنسان نوعا معينا من أنواع الطعام:
ليس هناك أي عيب على أبي هريرة - رضي االله عنه - لا في دينه٬ ولا في كرامته٬ ولا حتى في عدالته حبه للمضيرة - على فرض صحة هذا الخبر - لأن االله عز وجل "لم يحظر في كتابه٬ ولا في سنة رسوله٬ ولا في قواعد شريعته أن يحب الإنسان لونا معينا من أطايب الطعام وحلاله٬ وقد كان رسول االله - صلى االله عليه وسلم - يحب الدباء٬ ويحب من اللحم ذراع الشاة ويحب الثريد٬ وهو سيد الرسل وأكرم الزهاد٬ وأفضل من يقتدى به٬ ولم يعرف الإسلام رهبانية البطون٬ كما لم يعرف رهبانية الفروج٬ فأي طعن في أبي هريرة٬ وأي حرج يناله في دينه أو كرامته أو عدالته إذا أحب لونا دسما من أنواع الطعام؟
وأيا ما كان فإن تجريح صحابي جليل كأبي هريرة بمجرد أخبار تروى للنكتة والتظرف في مجالس الأدب ليس من شأن أهل العلم والإنصاف" .[8]
ومما سبق ذكره يتبين بطلان استدلالهم٬ ومن ثم بطلان هذا الزعم٬ بالإضافة إلى أن صحة هذا الاستدلال لا تطعن في عدالة أبي هريرة في شيء؛ إذ إنه طعام أحله االله له.

الخلاصة:

 إن حقائق التاريخ تكذب هذه الرواية التي استند إليها الطاعنون؛ إذ الثابت أن معاوية - رضي االله عنه - كان بالشام٬ وعليا - رضي الله عنه - كان بالعراق٬ وأبا هريرة كان بالحجاز٬ فكيف يأكل مع معاوية في الشام٬ ويصلي وراء علي بالعراق٬ وهو مقيم أصلا بالحجاز؟!

 لا يمكن الاعتماد على كتب الأدب والتاريخ في الوثوق بالمرويات وقبولها؛ إذ فيها زيف كثير٬ ولكن يؤخذ الحديث من كتب
الأئمة الثقات الذين يرجع إليهم في معرفة الصحيح من الضعيف والمقبول من المردود.

 إذا افترضنا جدلا صحة قولهم بأن أبا هريرة كان يحب المضيرة فهذا لا يقدح في عدالته٬ ولا ينال من دينه وكرامته٬ ولا يقلل من شأنه؛ إذ إن الله لم يحظر في كتاب ولا في سنة رسوله - صلى االله عليه وسلم - أن يحب الإنسان لونا من ألوان الطعام الحلال الطيب

http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=03-01-0068







 
قديم 28-04-17, 04:15 PM   رقم المشاركة : 8
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه :

مروياته ومن روى عنهم ورووا عنه :

المروي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 5374 حديثاً[9] في مسند بقي بن مخلد .
لكن مسند بقي بن مخلد مفقود ، وأكبر مسند يعرفه الناس اليوم هو مسند الإمام أحمد وأحاديث أبي هريرة رضي الله عنه يبلغ عددها فيه : 3848 حديثاً .
ولكن أين الإشكال هنا ؟ قيل : إنها كثيرة .
لكن كثيرة مقارنة بماذا ؟ هل بمدة مكثه وملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم ؟ أو مقارنة بغيره ممن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟
لو نظرنا في أحاديث الصحيحين المتفق عليها لوجدناها تبلغ 326 حديثاً ، وانفرد البخاري بـ 93 حديثاً ، فيكون مجموع أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه في البخاري 419 حديثاً فقط ، وانفرد مسلم بـ 98 حديثاً عن أبي هريرة رضي الله عنه ، فيكون مجموع أحاديثه رضي الله عنه 424 عند مسلم .
فليس بكثير على أبي هريرة رضي الله عنه إذا أخرج له صاحبا الصحيحين هذا العدد من الأحاديث .

ثم تعالوا ننظر إلى أحاديث أبي هريرة رضي الله عنها ، حيث سنقسمها إلى ستة أقسام :
1 – المكرر :
فلننظر في أحاديث المسند المتداول وهو مسند أحمد ، وهذا يصل إلى قريب من 800 حديث مكرر ، إذ قد يذكر الإمام أحمد الحديث أكثر من مرة ، إما لاختلاف في إسناده ، أو لزيادة في كلمة ، أو لإثبات سماع أو لغير ذلك .
2 – الضعيف الذي لم يثبت :
فكما رأينا قبل قليل ما اتفق عليه الصحيحان وهو يقارب ثلاثة أرباع ما روياه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، ورأينا ما انفرد به كل منهما ، وأحاديث الصحيحن عند أهل السنة والجماعة صحيحة كلها .
وهناك أحاديث أخرى في كتب الحديث كبقية الكتب الستة ، والمسانيد والمعاجم والموطآت ففيها الصحيح والحسن والضعيف ، بل وفيها الموضوع .
وأهل العلم عندما يذكرون مجموع ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه يجمعون معها ما ليس بصحيح وما هو مكرر .
3 – الموقوف :
أي من قول أبي هريرة رضي الله عنه ، وليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد يخطأ بعض الرواة فيظنها حديثاً فيرفعها[10] إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي في الواقع اجتهادات أو آراء أو فتاوى أو نصائح أو حكم لأبي هريرة رضي الله عنه ، فيبين أهل العلم أنه ليس بثابت عنه صلى الله عليه وسلم ، وأنه من قول أبي هريرة رضي الله عنه .
4 – ما رواه عن غيره :
وخاصة أحاديث العهد المكي التي لم يدركها رضي الله عنه ، بل ولم يدرك السنوات الست الأولى من الهجرة ، فأبو هريرة رضي الله عنه إذا حدث بأحاديث في ذلك الزمن قبل هجرته ، فإنه يكون قد سمعها من صحابة آخرين عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ليس بعيب وقد تقدمت الإشارة إليه قبل قليل ,
5 – المرفوع ، وينقسم إلى 3 أقسام :
- قول : أي ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو الغالب .
- وفعل : أي ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم .
- وتقرير : أي ما يكون أمام النبي صلى الله عليه وسلم فيسكت عنه .
- ما ذكره من صفات خلقية للنبي صلى الله عليه وسلم .
وكل هذا ليس بكثير أن يرويه أبو هريرة رضي الله عنه .
6 – ما اشترك في روايته مع غيره من الصحابة رضي الله عنهم :
وهي الأحاديث التي لم يروها أبو هريرة رضي الله عنه منفرداً ، وبعد ذلك انظر بكم انفرد أبو هريرة رضي الله عنه .

فهذا ما يدَّعون من كثرة أحاديثه رضي الله عنه وأرضاه ، بينما إذا نظرنا إلى أولئك الذين يعيبون فإننا نقول لهم : هل تعرفون شخصاً يقال له : أبان بن تغلب ؟
إنه أحد رواة الشيعة ، وهذا الرجل قد روى ثلاثين ألف 30000 حديث ، وليس ذلك بكثير عندهم ، ويستكثرون على أبي هريرة رضي الله عنه أن روى خمسة آلاف حديث ! وقلنا إنها غير موجود وأكثر ما وُجد في مسند الإمام أحمد .
وكذلك جابر بن يزيد الجعفي يروي عن الباقر سبعين ألف 70000 حديث وليس هذا بكثير عندهم ، ويروي عن غير الباقر مائة وأربعين ألف 140000 حديث ، فيكون المجموع مائتين وعشرة آلاف حديث 210000 حديث ، أي قريب من الربع مليون حديث وليس بكثير ، ويستكثرون على أبي هريرة رضي الله عنه خمسة آلاف حديث .
ثم بعد هذا كله نجد جعفر الصادق رحمه الله يقول عن جابر الجعفي : وما رأيته عند أبي قط إلا مرة واحدة ، ما دخل علي قط .[11] فكيف بعد هذا يحق لمثل أولئك أن يطعنوا في مثل أبي هريرة رضي الله عنه ؟!

[1]- التاريخ الكبير للبخاري .
[2]- منها على سبيل المثال : قول أبي هريرة رضي الله عنه : رأيت الحسن في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدخل أصابعه في لحية النبي صلى الله عليه وسلم ، والنبي صلى الله عليه وسلم يدخل لسانه في فمه ثم قال : « اللهم إني أحبه فأحبه » ، والحديث الذي فيه إنه صلى الله عليه وسلم أرسل الحسن والحسين رضي الله عنهما إلى أمهما ليلاً ، فبرقت برقة ، فلم يزالا – أي الحسن والحسين رضي الله عنهما - في ضوئها حتى دخلا على أمهما .
[3]- أخرجه الحاكم في المستدرك 4 / 463
[4]- مقدمة صحيح ابن حبان ، ومنه ما ثبت في الصحيحن ان سبيعة بنت الحارث الاسلمية وضعت بعد وفاة زوجها بليال ، فمر بها أبو السنابل بن بعكك فقال : قد تصنعت للأزواج إنها أربعة اشهر وعشر . فذكرتْ ذلك سبيعةُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذب أبو السنابل يريد : أخطأ . ولو كان المجال يتسع لذكرنا أمثلة ، فمن شاء الاستزادة فليراجع كتاب المجروحين لابن حبان وصحيح ابن حبان كذلك .

[5] - انظر : سير أعلام النبلاء 2 / 608 ، ومقدمة صحيح ابن حبان 1 / 122 .
قلت : ومن أمثلة ذلك حديث عائشة رضي الله عنها في قصة بدء الوحي ، فهي لم تدرك الحادثة ، وكذلك حادثة أبي سفيان مع هرقل والتي كانت بعد الحديبية ، رواها ابن عباس رضي الله عنهما وهو لم يحضر الحديبية وكان له من العمر تسع سنوات .


******************

[6] - أخرجه الإمام أحمد في العلل .
[7]- أخرجه الحاكم .
[8]- أخرجه الطبراني في الكبير .
[9]- انظر : جوامع السير لابن حزم ص 275
[10]- وهذا هو الإدراج في الحديث ، وستأتي الإشارة إليه بحول الله تعالى .
[11]- رجال الكشي ص 191






 
قديم 28-04-17, 04:41 PM   رقم المشاركة : 9
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


الزعم أن كثرة مرويات أبي هريرة تطعن في عدالته(*)


مضمون الشبهة:

يطعن بعض أعداء السنة في مرويات الصحابي الجليل أبي هريرة - رضي االله عنه - بسبب كثرا٬
والتي وصلت إلى (5374 (خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثا٬ وهذا أضعاف ما رواه الخلفاء الأربعة - رضي االله عنهم - على الرغم من أن صحبة أبي هريرة - رضي االله عنه - لم تتعد سنة وأربعة أشهر٬ كما أن هذا العدد أضعاف ما رواه عبد االله بن عمرو بن العاص - رضي االله عنهما - الذي شهد له أبو هريرة نفسه بأنه أكثر حديثا منه عندما قال: «ليس أحد من أصحاب رسول االله - صلى االله عليه وسلم - أكثر حديثا مني إلا عبد االله بن عمرو٬ فإنه كان يكتب ولا أكتب»؛ ولذلك أنكر عليه عبد االله بن عمر بن الخطاب - رضي االله عنهما - إكثاره هذا قائلا: «لقد أكثر علينا أبو هريرة».
رامين من وراء ذلك إلى الطعن في مرويات أبي هريرة التي تمثل جزءا كبيرا من السنة النبوية.

وجوه إبطال الشبهة:

1(من المعلوم أن صحبة أبي هريرة - رضي االله عنه - تعدت ثلاث سنوات٬ فقد قدم على النبي - صلى االله عليه وسلم - عام خيبر٬ أي في جمادى الأولى سنة سبع٬ ولازمه حتى وفاته٬ وبين خيبر ووفاة النبي - صلى االله عليه وسلم - أربعة أعوام إلا شهرين٬ وهذه المدة ليست قليلة لحفظ هذه الأحاديث٬ لاسيما لمن لازم النبي - صلى االله عليه وسلم - وأوقف حياته على تلقي الحديث وحفظه فقط٬ خصوصا وقد دعا له النبي - صلى االله عليه وسلم - بعدم النسيان.
2 (إن من الخطأ الفاحش أن نقارن بين الخلفاء الراشدين وأبي هريرة في كثرة المرويات عن النبي - صلى االله عليه وسلم - وذلك لانشغالهم بشئون السياسة وأمور الدولة٬ بينما تفرغ أبو هريرة - رضي االله عنه - للحديث٬ وابتعد عن الفتن وغيرها من المشاغل.
3 (لا تصح مقارنة عبد االله بن عمرو - رضي االله عنهما - بأبي هريرة في رواية الحديث؛ لأن عبد االله سكن مصر والشام بعيدا عن طلاب الحديث فقلت مروياته٬ وشهادة أبي هريرة له كانت بأنه أكثر تحملا لا أداء٬ وكذلك لم يقصد ابن عمر - رضي االله عنهما - اتهام أبي هريرة بمقولته: «لقد أكثر علينا أبو هريرة»٬ لأنه يعني أن روايته زادت على روايتهم.

التفصيل:

أولا. ملازمة أبي هريرة للنبي - صلى االله عليه وسلم - كافية لحفظ هذه الأحاديث:
من المعلوم أن أبا هريرة - رضي االله عنه - قدم مهاجرا من اليمن إلى المدينة ليالي فتح خيبر سنة سبع من الهجرة٬ وكان قد أسلم على يد الطفيل بن عمرو في اليمن٬ وشهد هذه الغزوة مع رسول االله - صلى االله عليه وسلم - ولازمه إلى آخر حياته يخدمه٬ ويتلقى العلم عنه٬ ويتحدث هو عن ذلك لما سأله مروان بن الحكم قائلا له: " إن الناس قد قالوا إنك أكثرت على رسول االله - صلى االله عليه وسلم - الحديث٬ وإنما قدمت قبل وفاة النبي - صلى االله عليه وسلم - بيسير٬ فقال أبو هريرة: نعم٬ قدمت ورسول االله - صلى االله عليه وسلم - بخيبر سنة سبع٬ وأنا - يومئذ - قد زدت على الثلاثين سنة سنوات٬ وأقمت معه حتى توفي٬ أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه٬ وأنا و الله - يومئذ - مقل (فقير)٬ وأصلي خلفه٬ وأحج٬ وأغزو معه٬ فكنت - واالله - أعلم الناس بحديثه٬ قد - واالله - سبقني قوم بصحبته والهجرة إليه من قريش والأنصار٬ وكانوا يعرفون لزومي له؛ فيسألوني عن حديثه٬ منهم: عمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير٬ فلا - واالله - ما يخفى
علي كل حدث كان بالمدينة٬ وكل من أحب االله ورسوله صلى االله عليه وسلم٬ وكل من كانت له عند رسول االله - صلى الله عليه وسلم - منزلة٬ وكل صاحب لرسول االله صلى االله عليه وسلم٬ فكان أبو بكر صاحبه في الغار٬ وغيره قد أخرجه رسول االله - صلى االله عليه وسلم - من المدينة أن يساكنه٬ فليسألني أبو عبد الملك عن هذا وأشباهه٬ فإنه يجد عندي منه علما كثيرا جما...٬ فو االله ما زال مروان يقصر عن أبي هريرة٬ ويتقيه - بعد ذلك - ويخافه ويخاف جوابه"[1.[
وفي هذا رد صريح "على من ادعوا أن صحبة أبي هريرة للنبي - صلى االله عليه وسلم - لم تتعد السنة وتسعة أشهر؛ لأن أبا هريرة أسلم عام خيبر٬ وخيبر كانت في جمادى الأولى سنة سبع٬ وتوفي النبي - صلى االله عليه وسلم - في ربيع الأول سنة 11 هـ٬ وبين خيبر ووفاة النبي - صلى االله عليه وسلم - أربع سنوات إلا شهرين تقريبا"[2.[

ولكثرة مرويات أبي هريرة - رضي االله عنه - عدة أسباب هي:


1 .شدة ملازمته النبي - صلى االله عليه وسلم - ومواظبته على حضور مجالسه؛ فقد روى الشيخان وغيرهما أن أبا هريرة قال: "إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث على رسول االله صلى االله عليه وسلم٬ واالله الموعد٬ إني كنت امرأ مسكينا٬ ألزم رسول االله - صلى الله عليه وسلم - على ملء بطني٬ وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق٬ وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم٬ فشهدت من رسول الله - صلى االله عليه وسلم - ذات يوم وقال: «من يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه فلم ينس شيئا سمعه مني٬ فبسطت بردة كانت علي٬ فوالذي بعثه بالحق ما نسيت شيئا سمعته منه»[3.[
2 .رغبته الشديدة في تحصيل العلم؛ حتى نالته دعوة النبي - صلى االله عليه وسلم - ألا ينسى شيئا من العلم٬ فبز أقرانه في كثرة الحديث عن النبي - صلى االله عليه وسلم - مع قصر صحبته قياسا عليهم٬ فقد روى البخاري في باب الحرص على الحديث عن أبي هريرة أنه قال: «يا رسول االله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة٬ قال رسول االله صلى االله عليه وسلم: "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث٬ أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا االله خالصا من قلبه أو نفسه»[4.[
3 .أدرك أبو هريرة كبار الصحابة وأخذ عنهم شيئا كثيرا من الحديث فتكامل علمه به واتسع أفقه فيه[5.[
ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن "ما رواه - أبو هريرة - لم يكن جميعه عن النبي - صلى االله عليه وسلم - بل روى عن الصحابة رضي الله عنهم٬ ورواية بعض الصحابة عن بعض مشهورة مقبولة لا مأخذ عليها "[6.[
4 .قوة ذاكرته وحفظه وحسن ضبطه٬ خاصة بعد حادثة بسط الثوب٬ وتبشير الرسول له بالحفظ وعدم النسيان - كما سبق - فكان حافظا متقنا ضابطا لما يرويه.
ويدل على ذلك قصة امتحان مروان له فيما رواه الحاكم عن أبي الزعيزعة كاتب مروان بن الحكم: "أن مروان بن الحكم دعا أبا هريرة فأقعدني خلف السرير٬ وجعل يسأله وجعلت أكتب٬ حتى إذا كان عند رأس الحول٬ دعا به فأقعده وراء الحجاب٬ فجعل يسأله عن ذلك٬ فما زاد ولا نقص٬ ولا قدم ولا أخر"[7[٬ وهذه القصة "تدل على قوة حفظه وإتقانه٬ كما شهد له بذلك الصحابة والتابعون فمن بعدهم من أئمة الحديث إلى يومنا هذا"[8.[
5 .امتداد عمره - رضي االله عنه - بعد وفاة رسول االله - صلى االله عليه وسلم - حيث عاش بعده نحو سبعة وأربعين عاما ينشر الحديث ويبثه بين الناس بعيدا عن المناصب والمشاغل والفتن.
ومن هذه الأمور مجتمعة كان أبو هريرة أحفظ الصحابة للحديث٬ متفوقا عليهم في باب التحمل والرواية معا٬ وكان كل ما رواه أبو هريرة مجتمعا يثبت متفرقا لدى جميع الصحابة أو كثير منهم٬ لهذا كانوا يرجعون إليه٬ ويعتمدون في الرواية عليه٬ حتى إن ابن عمر كان يترحم عليه في جنازته ويقول: "كان يحفظ على المسلمين حديث النبي صلى االله عليه وسلم "[9[٬ قال البخاري: "روى عن أبي هريرة نحو من ثمان مائة رجل من أهل العلم من الصحابة والتابعين وغيرهم"[10.[
ومعلوم لدى علماء الحديث "أن أبا هريرة روى خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثا(5374(٬ اتفق الشيخان منها على ثلاثمائة وخمسة وعشرين(325)٬ وانفرد البخاري بثلاثة وتسعين (93) ٬ ومسلم بمائة وتسعة وثمانين(189]"(11.[
ومن ثم٬ نتساءل ما وجه الغرابة في كثرة مرويات أبي هريرة - رضي االله عنه - مع حداثة صحبته بالنسبة لغيره٬ طالما أن المدة التي صحب النبي - صلى االله عليه وسلم - فيها ليست بالزمن القصير في عمر الصحبة؟ وليس ذلك ببدع لا في العقل ولا في العادة٬ فكم من شخص قد يجمع في الزمن القليل مالا يجمعه غيره في أضعافه٬ والذكاء والإقبال على العلم والتفرغ من الشواغل الدنيوية - كل ذلك يساعد على الإكثار مع الجمع والتحصيل.
وإنا "لنجد في عصورنا المتأخرة بعض التلاميذ والمريدين الذين لازموا أساتذتهم وشيوخهم مدة وجيزة٬ يقيدون عنهم الكتب والمجلدات ويحفظون عن ظهر قلب من كلامهم ما يربو على ما حفظه أبو هريرة عن رسول االله - صلى االله عليه وسلم - وذلك على الفرق الذي بين عصرنا وعصر النبوة٬ وبين أبي هريرة - رضي االله عنه - وهؤلاء التلاميذ من جهة التفرغ والاستعداد وتكاليف الحياة٬ وكذلك التقوى والورع وغير ذلك من متطلبات حصول العلم.
ولا يغيب عنا أن هذه الخمسة آلاف والثلاثمائة والأربعة والسبعين حديثا - الكثير منها لا يبلغ السطرين أو الثلاثة٬ ولو جمعت كلها لما زادت عن جزء٬ فأي غرابة في هذا؟"[12.[
إنه من الغريب حقا أن يعجب هؤلاء من كثرة حديث أبي هريرة٬ فهل يعجبون من قوة ذاكرة أبي هريرة أن تجمع (5374 (حديثا؟ أم يعجبون أن يحمل هذه الكثرة عن الرسول - صلى االله عليه وسلم - خلال ثلاث سنوات؟
إذا كانوا "يعجبون من قوة حافظة أبي هريرة٬ فليس هذا مجالا للدهشة والطعن؛ لأن كثيرا من العرب قد حفظوا أضعاف أضعاف ما حفظه أبو هريرة٬ فكثير من الصحابة حفظوا القرآن الكريم والحديث الشريف والأشعار٬ فماذا يقولون في هؤلاء؟ وماذا يقولون في حفظ أبي بكر أنساب العرب؟ وعائشة - رضي االله عنها - شعرهم؟ وماذا يقولون في حفظ حبر الأمة عبد االله بن عباس؟ وحفظ الإمام الزهري والشعبي وقتادة؟ فحفظ أبي هريرة - إذن - ليس بدعا وليس غريبا. وإذا كانوا يعجبون من تحمل أبي هريرة هذه الأحاديث الكثيرة عن الرسول - صلى االله عليه وسلم - خلال ثلاث سنوات٬ فقد غاب عن ذهنهم أن أبا هريرة صحب الرسول - صلى االله عليه وسلم - في سنوات ذات شأن عظيم - هذا فضلا عما ذكرناه من أسباب قوة حفظه - جرت فيها أحداث اجتماعية وسياسية وتشريعية هامة٬ وفي الواقع أن الرسول قد تفرغ في تلك السنوات للدعوة والتوجيه بعد أن هادنته قريش٬ ففي السنة السابعة وما بعدها انتشرت رسله في الآفاق٬ ووفدت إليه القبائل من جميع أطراف جزيرة العرب٬ وأبو هريرة في هذا كله يرافق الرسول - صلى االله عليه وسلم - ويرى بعينيه٬ ويسمع بأذنيه٬ ويعي بقلبه"[13.[
ومن ثم٬ فإنه لا غرابة أن يحفظ أبو هريرة هذه الأحاديث في مدة تزيد على ثلاث سنوات؛ لتوفر كل متطلبات الحفظ لديه٬ وهذه المدة ليست سنة وأربعة أشهر كما زعموا٬ وإنما هي أكثر من ثلاث سنوات.

ثانيا : حيثيات المفارقة بين مرويات أبي هريرة والخلفاء الراشدين:


من الخطأ الفاحش أن يقارن بين الخلفاء الراشدين وأبي هريرة في مجال الحفظ وكثرة الرواية لأسباب عدة٬ أهمها:
1 .أن هؤلاء الخلفاء الأربعة اهتموا بشئون الدولة٬ وسياسة الحكم٬ فأنقذوا العلماء والقراء والقضاة إلى البلدان٬ فأدوا الأمانة التي حملوها٬كما أدى هؤلاء الأمانة في توجيه شئون الدولة٬ فكان ذلك الذي شغلهم عن رواية الحديث مما أدى إلى قلة حديثهم٬ فكما لا نلوم خالد بن الوليد - مثلا - على قلة حديثه عن الرسول - صلى االله عليه وسلم - لانشغاله بالفتوحات لا نلوم كذلك أبا هريرة على كثرة حديثه لانشغاله بالعلم٬ وهل لأحد أن يلوم عثمان بن عفان أو عبد االله بن عباس - رضي االله عنهما - لأنها لم يحملا لواء الفتوحات شرقا وغربا؛ لأن كل امرئ ميسر لما خلق له.
2 .إن في انصراف أبي هريرة - رضي االله عنه - إلى العلم والتعليم٬ واعتزاله الفتن والسياسة٬ واحتياج الناس إليه لامتداد عمره٬ ما يجعل الموازنة بينه وبين غيره من الصحابة السابقين أو الخلفاء الراشدين غير صحيحة٬ بل هي خطأ كبير[14.[
3 .تقليل الخلفاء الراشدين من الرواية؛ خشية أن يتخذها المنافقون مطية لأغراضهم الخبيثة:
فقد نظر الخلفاء الراشدون وتابعهم سائر الصحابة إلى السنة الشريفة فألقوها كنوزا ثمينة في صدور الذين أوتوا العلم٬ فلم يشاءوا أن يعرضوها في سوق الرواية؛ لئلا يتخذ المنافقون من شيوع الحديث عن رسول االله - صلى االله عليه وسلم - ذريعة للتزيد فيه وسلما لتزييف الحديث على رسول االله٬ ولئلا تزل بالمكثرين أقدامهم فيسقطوا في هوة الخطأ والنسيان فيكذبوا على رسول االله من حيث لا يشعرون٬ كما كرهوا أن يشتغل الناس برواية الحديث وينصرفوا عن تلاوة القرآن ولما يتيسر حفظه لكثير منهم؛ لذلك نجدهم قد أتقنوا من السنة بقدر ما يعن لهم من مسائل الفتوى والقضاء.
فهذا أبو بكر الصديق - رضي االله عنه - على كثرة سماعه من رسول االله - صلى االله عليه وسلم - يقلل من رواية الحديث٬ وكان عمر بن الخطاب يأمر الناس بتقليل الرواية وكان مهيبا عند جميع الصحابة؛ فقد روى ابن ماجه في سننه عن الشعبي عن قرظة بن كعب٬ قال: «بعثنا عمر بن الخطاب إلى الكوفة وشيعنا٬ فمشى معنا إلى موضع يقال له "صرار"٬ فقال: أتدرون لم مشيت معكم٬ قال: قلنا: لحق صحبة رسول الله - صلى االله عليه وسلم - ولحق الأنصار٬ قال: لكني مشيت معكم لحديث أردت أن أحدثكم به٬ فأردت أن تحفظوه لممشاي معكم٬ ٬ فإذا رأوكم مدوا إليكم أعناقهم٬ وقالوا: أصحاب محمد٬ فأقلوا
[16] المرجل [15] إنكم تقدمون على قوم للقرآن في صدورهم هزيز كهزيز الرواية عن رسول االله - صلى االله عليه وسلم - ثم أنا شريككم»[17.[
فلما قدم قرظة٬ قالوا: "حدثنا٬ قال: نهانا عمر بن الخطاب"[18.[ وهذا أبو هريرة - الذي يحتجون به - يمسك عن التحديث في زمن عمر بن الخطاب مع أنه معدود في المكثرين من الصحابة لرواية الحديث٬ ولكنه اتباعا لسنة الشيخين في التقليل من الرواية يكف عنها٬ ثم لما طالت به الأيام واحتيج إلى ما عنده من العلم حدث به وأظهره للناس؛ فقد روى البخاري عن أبي هريرة أنه قال: «إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة ولولا آيتان في كتاب االله ما حدثت حديثا٬ ثم يتلو قوله سبحانه وتعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم
اللاعنون (159 (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم (160) ((البقرة).»[19[
ومن ثم٬ فإن الخلفاء الراشدين وقفوا على حذر في شأن الحديث٬ فأقلوا من الرواية خشية أن يتخذها المنافقون مطية لأغراضهم الخبيثة٬ وهم مع ذلك واقفون عند قوله صلى االله عليه وسلم: «إياكم وكثرة الحديث عني٬ من قال علي فلا يقولن إلا حقا أو صدقا...»[20][21[

ثالثا. أسباب كثرة ما روي عن أبي هريرة وقلة ما روي عن عبد االله بن عمرو:

إن طعنهم في أبي هريرة بسبب كثرة أحاديثه (5374 حديثا) قياسا بأحاديث عبد االله بن عمرو بن العاص(700 حديثا)٬ قائلين كيف يشهد أبو هريرة بأن عبد االله بن عمرو أكثر منه حديثا٬ فقد روي عن أبي هريرة - رضي االله عنه - أنه قال: «ليس أحد من أصحاب رسول الله - صلى االله عليه وسلم - أكثر حديثا مني٬ إلا عبد االله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب»[22[٬ ومع كل هذا تروي لنا كتب السنة أحاديث لأبي هريرة تربو على مرويات عبد االله بن عمرو بن العاص بالآلاف؟
نقول قد يكون أبو هريرة قال هذا قبل دعاء النبي - صلى االله عليه وسلم - له بعدم النسيان٬ أو أن عبد االله بن عمرو كان - فعلا - أكثر تحملا من أبي هريرة٬ ولكن قلت مروياته٬ ويرجح ذلك عدة أسباب منها:
1.أنه كان مشتغلا بالعبادة أكثر من اشتغاله بالتعليم٬ فقلت الرواية عنه٬ بخلاف أبي هريرة فقد كان متصدرا للتحديث.
2 .إن عبد االله كان أكثر مقامه بعد الفتوحات بمصر أو بالطائف٬ ولم تكن الرحلة إليهما من طلاب الحديث كالرحلة إلى المدينة٬ وكان أبو هريرة مقيما بالمدينة متصديا للفتوى والتحديث إلى أن مات٬ ويظهر هذا في كثرة من أخذ عن أبي هريرة الحديث٬ فقد بلغ عددهم ثمان مائة نفس٬ ولم يقع ذلك لغيره من الصحابة.
3 .إن عبد االله بن عمرو - رضي االله عنهما - كان قد وقع له بالشام كتب من كتب أهل الكتاب٬ فكان ينظر فيها ويحفظ منها جملا٬ ويحدث بها؛ فربما تجنب التحمل عنه لذلك الكثير من أئمة التابعين.
لهذه الأسباب "نجد أن ما روي عن عبد االله بن عمرو - رضي االله عنهما - لا يتناسب مع غزارة علمه وكثرة ما حفظه وكتبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم٬ فلم يصل إلينا عنه سوى سبعمائة حديث اتفق الشيخان منها على سبعة عشر حديثا٬ وانفرد البخاري بثمانية٬ ومسلم بعشرين"[23.[
أما عن زعم الطاعنين أن عبد االله بن عمر بن الخطاب - رضي االله عنه - اتهم أبا هريرة - رضي االله عنه - بقوله: «لقد أكثر علينا أبو هريرة»٬ فهذا زعم باطل؛ إذ ليس في قول ابن عمر - رضي االله عنه - هذا اتهام لأبي هريرة٬ غاية ما في الأمر أنه أراد أن أبا هريرة أكثر عليهم٬ أي زادت روايته عن رواياتهم.
إن ما روي عن ابن عمر - رضي االله عنه - من شهادته لأبي هريرة بأنه أكثر سماعا من النبي - صلى االله عليه وسلم - لأنه كان أكثرهم جرأة يدحض هذا الزعم٬ فلقد مر عبد االله بن عمر بأبي هريرة وهو يحدث عن النبي صلى االله عليه وسلم: «من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط٬ فإن شهد دفنها فله قيراطان٬ القيراط أعظم من أحد٬ فقال له ابن عمر - رضي االله عنهما: "أبا هر انظر ما تحدث عن رسول الله صلى االله عليه وسلم٬ فقام إليه أبو هريرة حتى انطلق به إلى عائشة - رضي االله عنها - فقال لها: يا أم المؤمنين أنشدك االله٬ أسمعت رسول الله - صلى االله عليه وسلم - يقول: "من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط٬ فإن شهد دفنها فله قيراطان٬ فقالت: اللهم نعم. فقال أبو هريرة: إنه لم يكن يشغلني عن رسول االله - صلى االله عليه وسلم - غرس ولا صفق بالأسواق٬ إنما كنت أطلب من رسول االله - صلى الله عليه وسلم - كلمة يعلمنيها٬ أو أكلة يطعمنيها٬ فقال ابن عمر: "يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول االله - صلى االله عليه وسلم - وأعلمنا بحديثه»[24.[
وهذا اعتراف صريح من ابن عمر بأن أبا هريرة كان ألزمهم للنبي - صلى االله عليه وسلم - وأعلمهم بحديثه٬ وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول االله - صلى االله عليه وسلم -: «إذا صلى أحدكم الركعتين قبل الصبح فليضطجع على يمينه٬ فقال له مروان بن الحكم: أما يجزئ أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع على يمينه٬ قال عبيد االله في حديثه: قال: لا٬ قال: فبلغ ذلك ابن عمر٬ فقال: أكثر أبو هريرة على نفسه٬ قال: فقيل لابن عمر: هل تنكر شيئا مما يقول٬ قال: لا٬ ولكنه اجترأ وجبنا٬ قال: فبلغ ذلك أبا هريرة٬ قال: فما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا»[25 [ومعنى "اجترأ"٬ أي: اجترأ على سؤال النبي - صلى االله عليه وسلم - في حين أن الصحابة كانوا يهابون سؤاله٬ فعن أبي بن كعب قال: كان أبو هريرة جريئا على النبي - صلى االله عليه وسلم - يسأله عن أشياء لا نسأله عنها[26[٬
وكيف يتهم ابن عمر أبا هريرة وهو يعيذ سائله من أن يرد أو يشك مجرد الشك فيما رواه أبو هريرة؟!
من خلال ما سبق يتبين بجلاء أن المقارنة بين أبي هريرة وعبد االله عمرو بن العاص في كثرة المرويات عن النبي - صلى االله عليه وسلم - لا تصح؛ لاختلاف ظروف كل منهما٬ وأما قول ابن عمر: «لقد أكثر علينا أبو هريرة»٬ أي زادت روايته على روايتهم٬ ولم يقصد منها اتهام أبي هريرة أو ذمه٬ بل يقصد مدحه والثناء عليه لشدة حرصه٬ والدليل على ذلك قوله: "لكنه اجترأ وجبنا"٬ وقوله: "كنت ألزمنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعلمنا بحديثه"٬ وترحمه عليه بقوله في جنازته: "رحم االله أبا هريرة كان يحفظ على الناس سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

الخلاصة:

 لقد أسلم أبو هريرة عام خيبر٬ وخيبر كانت في جمادى الأولى سنة سبع٬ وبين خيبر ووفاة النبي - صلى االله عليه وسلم - أربع سنوات إلا شهرين٬ وفي هذا رد من قال: إن أبا هريرة لم يصحب النبي - صلى االله عليه وسلم - إلا سنة وأربعة أشهر.
كان دعاء النبي - صلى االله عليه وسلم - لأبي هريرة - رضي االله عنه - بعدم النسيان - مع تفرغه لطلب العلم٬ وشدة ملازمته النبي - صلى االله عليه وسلم -٬وحرصه على أداء ما حمله - وراء كثرة مروياته رضي االله عنه.
 من الخطأ الفاحش أن يقارن الخلفاء الأربعة - رضي االله عنهم - بأبي هريرة - رضي االله عنه - في كثرة الرواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لانشغالهم بأمور السياسة٬ وشئون الدولة المترامية الأطراف٬ على عكس تفرغ أبي هريرة للحديث٬ وابتعاده عن الفتن وغيرها من المشاغل٬ واحتياج الناس إليه لامتداد عمره٬ وإذ ما أضفنا إلى ذلك إقلال الخلفاء الراشدين من الرواية خشية أن يتخذها المنافقون مطية لأغراضهم الخبيثة - علمنا لماذا زادت مرويات أبي هريرة عن الخلفاء الراشدين.
 إن شهادة أبي هريرة لعبد االله بن عمرو بن العاص - رضي االله عنهما - بأنه أكثر حديثا منه٬ تعني أنه كان أكثر تحملا لا أداء٬ ولم يتيسر لعبد االله أداء كل ما عنده لسكنه بمصر والشام بعيدا عن طلاب الحديث٬ على عكس أبي هريرة الذي قطن المدينة ملجأ طلاب الحديث.
 لم يقصد ابن عمر - رضي االله عنهما - بمقولته: «لقد أكثر علينا أبو هريرة» الطعن في أبي هريرة٬ بدليل تصديقه له٬ وتحذيره من الشك فيما رواه٬ وترحمه عليه بقوله: "رحم االله أبا هريرة كان يحفظ على الناس سنة رسول االله صلى االله عليه وسلم "ولكنه قصد أن روايته زادت على روايتهم؛ لاهتمامه بالحديث والعمل على حفظه ونشره بين الناس٬ وهذا ثناء ومدح وليس ذما

http://bayanelislam.net/Suspicion.as...1&value=&type=






 
قديم 28-04-17, 09:43 PM   رقم المشاركة : 10
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road




مهم جداً :


( مقتطفات من كتاب كتاب: أبو هريرة راوية الإسلام المؤلف: الدكتور محمد عجاج خطيب )


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=186361







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:21 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "