باؤنا لا تجرّ:رواية البخاري عن الخارجي ممنوووع ، ورواية صدوقهم عن أنصب النواصب مسمووح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فلا يخفى على المتتبع كثرة ما ردده مرجع الشيعة وآيتهم العظمى عبد الحسين شرف الدين الموسوي من الطعونات بالبخاري والتي كان منها أنه روى عن عمران بن حطان داعية الخوارج المبغضين للأئمة ..
ولكن قدر الله تعالى أن أقف على حقيقة صرح بها رئيس محدثيهم وصاحب أحد الكتب الأربعة المعتمدة وهو صدوقهم ابن بابويه القمي حيث وصف أحد مشايخه الذين يروي عنهم بأنه لم يرَ أنصب منه بالعداء للأئمة
وإليكم بيان الحقيقتين وكما يلي:
الحقيقة الأولى: رواية البخاري عن الخارجي ممنوووع
وهذه عدها مرجعهم عبد الحسين مطعناً بالبخاري تجعله في مصاف أعداء الأئمة ، كما كررها في أكثر من موضع من كتبه منها:
1- قال عنه في كتابه ( أجوبة مسائل جار الله ) ( ص 71-72 ) :[ وأني والله لأعجب من الشيخ البخاري يروي عن ألف ومئتين من الخوارج ... ولا يخجل من الاحتجاج بعمران بن حطان داعية الخوارج وزعيمهم ].
2- قال عنه أيضاً في كتابه ( النص والاجتهاد ) ص 538 :[ حتى أنه لم يرو شيئا من حديث سبطه الأكبر وريحانته من الدنيا أبي محمد الحسن المجتبى سيد شباب أهل الجنة مع احتجاجه بداعية الخوارج وأشدهم عداوة لأهل البيت - عمران بن حطان - ].
الحقيقة الثانية: رئيس محدثيهم وصدوقهم يروي عن شيخه أنصب النواصب
وهذه الحقيقة قد قررها ابن بابويه نفسه وأكدها آيتهم العظمى أبو القاسم الخوئي في عدة مواضع وكما يلي:
1- يقول صدوقهم ابن بابويه القمي في كتابه ( عيون أخبار الرضا ) ( 1 / 312 ) :[ 3 - حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين الضبي وما لقيت انصب منه وبلغ من نصبه أنه كان يقول : اللهم صل على محمد فردا ويمتنع من الصلاة على آله ].
2- يقول آيتهم العظمى أبو القاسم الخوئي في كتابه ( معجم رجال الحديث ) ( 1 / 70 ) :[ وكيف تصح هذه الدعوى ؟ وقد عرفت أن صفوان ، وابن أبي عمير والبزنطي وأضرابهم قد رووا عن الضعفاء ، فما ظنك بغيرهم ؟ . هذا ، مع أن الرواية عن أحد لا تدل على اعتماد الراوي على المروي عنه ،
فهذا أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الضبي أبو نصر روى عنه الشيخ الصدوق في كتاب العلل ، والمعاني ، والعيون ، وقال فيه : ( ما لقيت أنصب منه ، وبلغ من نصبه أنه كان يقول : ( اللهم صل على محمد فردا ، ويمتنع من الصلاة على آله ) ].
3- قال الخوئي في نفس المصدر السابق ( 2 / 99-100 ) :[ 514 - أحمد بن الحسين بن أحمد : ابن عبيد الضبي المرواني أبو نصر النيسابوري : من مشايخ الصدوق - قدس سره - حدثه بنيسابور ، وقال : ( ما لقيت أنصب منه ) .. ( وبلغ من نصبه أنه كان يقول : اللهم صل على محمد فردا ، ويمتنع من الصلاة على آله ) ].
4- وكرر الخوئي المعنى في نفس المصدر السابق ( 17 / 288 ) :[ أقول : لا يبعد أن الرجل من النواصب ، فإن أحمد بن الحسين من أنصب النواصب ، على ما تقدم في ترجمته ، فإنه لا يمدح ، إلا من كان بعقيدته ، وبلغ أحمد من نصبه أنه كان يقول اللهم صل على محمد فردا ، ويمتنع من الصلاة على آله ].
5- يقول شيخهم لطف الله الصافي الگلپايگاني في كتابه ( فقه الحج بحوث استدلالية في الحج ) ( 2 / 304-305 ) :[ ورمى الخبر بعض الأعاظم بضعف طريق الصدوق إلى أبي جعفر فإنه يرويه عن شيخه ماجيلويه الذي لم يرد فيه توثيق ومجرد الشيخوخة لا توجب الوثاقة فإن من مشايخه من هو ناصبي خبيث كالضبي ].
فهذا رئيس محدثيهم وصدوقهم لم يروي عن ناصبي مبغض لأهل البيت فحسب بل يروي عن شيخهم الذي لم يرَ من يساويه بنصب العداء للأئمة فهو أنصب النواصب بلا منازع ..
فأين قدراتك التحقيقية الخارقة وتتبعاتك الباهرة التي استخدمتها مع الإمام البخاري ، فهل خانوك وخذلوك عندما صار المرمى رئيس محدثيكم وصدوقكم ؟!!!
( يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه )
أم أن باء غيرنا تجرّ وباءنا لا تجرّ ؟!!!