قال شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية
في "الجواب الصحيح
لمن بدّل دين المسيح"
(1/322):
(والشيطان إنما يضل الناس
ويغويهم بما يظن أنهم يطيعونه فيه،
فيخاطب النصارى بما يوافق دينهم،
ويخاطب من يخاطب من ضلال المسلمين
بما يوافق اعتقاده،
وينقله إلى ما يستجيب لهم فيه
بحسب اعتقادهم،
ولهذا يتمثل لمن يستغيث من النصارى بجرجس
في صورة جرجس،
أو بصورة من يستغيث به من النصارى من أكابر دينهم
إما بعض البتاركة،
وإما بعض المطارنة،
وإما بعض الرهبان،
ويتمثل لمن يستغيث به من ضلال المسلمين
بشيخ من الشيوخ
في صورة ذلك الشيخ،
كما يتمثل لجماعة ممن أعرفه في صورتي،
وفي صورة جماعة من الشيوخ
الذين ذكروا في ذلك.
ويتمثل كثيراً في صورة بعض الموتى،
تارة يقول:
أنا الشيخ عبد القادر،
وتارة يقول:
أنا الشيخ أبو الحجاج الأقصري،
وتارة يقول:
أنا الشيخ عدي،
وتارة يقول:
أنا أحمد بن الرفاعي،
وتارة يقول:
أنا أبو مدْين المغربي،
وإذا كان يقول: أنا المسيح أو إبراهيم أو محمد،
فغيرهم بطريق أولى.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال:
( من رآني في المنام فقد رآني حقاً،
فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي )،
وفي رواية:
( في صورة الأنبياء )،
فرؤيا الأنبياء في المنام حق،
وأما رؤية الميت في اليقظة
فهذا جني تمثل في صورته.
وبعض الناس يسمي هذا روحانية الشيخ،
وبعض الناس يقول: هي رفيقه،
وكثير من هؤلاء من يقوم من مكانه
ويدع في مكانة صورة مثل صورته،
وكثير من هؤلاء ومن هؤلاء من يقول يُرى في مكانين،
ويرى وافقاً بعرفات وهو في بلده لم يذهب،
فيبقى الناس الذين لا يعرفون حائرين،
فإن العقل الصريح يعلم أن الجسم الواحد
لا يكون في الوقت الواحد في مكانين.
والصادقون قد رأوا ذلك عياناً لا يشكون فيه،
ولهذا يقع النزاع كثيراً بين هؤلاء وهؤلاء،
كما قد جرى ذلك غير مرة،
وهذا صادق فيما رأى وشاهد،
وهذا صادق فيما دل عليه العقل الصريح،
لكن ذلك المرئي كان جنياً
تمثل في صورة إنسان ) اهـ.
منقول