رد الطنطاوي على من قال إن آزر عم إبراهيم!.
في كتاب " فتاوى علي الطنطاوي " :
سئل الشيخ – رحمه الله تعالى – السؤال التالي :
* سؤال من مستمع للتلفزيون يقول : إنه سمع من أحد كبار المحدثين ! أن آزر ليس والد سيدنا إبراهيم ! ، بل هو عمه ، واحتج بالحديث الذي يقول : (إنه ليس في آبائه – صلى الله عليه وسلم – إلا مؤمن ؟.....
والجواب :
[ أن الادعاء بأن آزر هو عم إبراهيم لا أبوه ، قال به كثير من المفسرين ، واحتجوا بأن العرب يسمون العم أبا .
1- وهذا – كما يبدو – من تأثير الإسرائليات ، والإسرائيليات كثيرة في كتب التفسير ، بينها المحققون من العلماء.
2- الأصل في الكلام الحقيقة ، ولا تترك إلا بقرينة تمنع إرادتها ، فيصار حينئذ إلى المعنى المجازي ، والله قد صرح في القرآن بأن آزر هو أبوه ، فأين القرينة التي تصرف الكلمة إلى معنى " العم " ؟!.
3- إن قلنا بأن القرينة هي الحديث الذي أشار إليه ، فالجواب على هذا : أنه لم يثبت أنه حديث صحيح ، ثانيا: إن الحديث – ولو كان صحيحا – لا يحتج به فيما يخالف نص القرآن ، وهذه قاعدة معروفة عند أهل الحديث ، تجدونها في أصغر كتاب لأكبر محدث! وهو (النخبة لابن حجر).
4- قال تعالى (( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه)).
وهذا نص صريح على أن والد إبراهيم كافر ، سواء كان اسمه آزر ، أم كان له اسم آخر.
5- إذا كانت العرب – كما يروي السائل عن المحدث الفاضل! الذي سمعه – تسمي العم أبا ، فيكون أبو لهب الكافر بمثابة أب للنبي – صلى الله عليه وسلم -!!! ]اهـ.
من (فتاوى علي الطنطاوي) ص 274،275.
والحمد لله رب لعالمين.