العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى القرآن الكريم وعلومه وتفاسيره

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-12-13, 09:25 AM   رقم المشاركة : 1
فوتون
مشترك جديد







فوتون غير متصل

فوتون is on a distinguished road


الحروف المقطعة / لفتة هامة

للعلماء في تفسير الحروف المقطعة أقوال كثيرة تبدوا أنها متناقضة ، و في هذا الموضوع أود أن أبين أمرا هاما وهو أن أغلب تلك الأقوال صحيحة وليست متناقضة وإنما هي متتامة متآلفة.


إن المسألة المركبة المعقدة إذا نظر إليها نظرة كلية فإنه يصعب حلها , وإن تُوُصّل فيها إلى حلول محتملة سوف تبدوا وكأنها متناقضة ، والأمر ليس كذلك إذا فككنا أو حللنا هذه المسألة إلى عدة أسئلة بسيطة وحُلّ كل سؤال على حدة ، وهذه قضية مفروغ من صحتها.
وهنا سوف أقوم بتحليل أو تفكيك مسألة الحروف المقطعة إلى عدة أسئلة بسيطة ثم نجيب عن كل سؤال على حدة.


وكل سؤال هو عبارة عن حقيقة ثابتة بشأن الحروف المقطعة ، يسأل عن الحكمة من اتصاف تلك الحروف بها.


السؤال الأول : هناك حقيقة وهي أن الله أنزل في كتابة حروفا من حروف المعجم لا يعلم معانيها فما الحكمة من ذلك ؟
السؤال الثاني : إذا علمنا الحكمة من نزول تلك الحروف المعجمية ، فثمة حقيقة أخرى وهي أن هذه الحروف مقطعة وليست مؤلفة ، أي أنها تنطق بأسمائها فما الحكمة من جعلها كذلك ؟
السؤال الثالث : الأبجدية العربية تتألف من 28 حرفا وما جاء منها من تلك الحروف هو 14 حرفا فقط ، معنى ذلك أن الله قد أخذ حروفا وترك حروفا فماذا يفيد ذلك؟
السؤال الرابع : يلاحظ أن الحروف المقطعة تأتي دائما في صدر السور ولا تأتي في موضع آخر من السورة قط ، فلماذا هي دائما مصدرة ، وما الحكمة من ذلك؟
السؤال الخامس : الحروف المقطعة تأتي على حرف وحرفين وثلاثة وأربعة وخمسة أحرف ، (مثل : ن،يس،ألم،ألمر،كهيعص) ، ولا تأتي على أكثر من ذلك ، ترى ما الحكمة من هذا؟
السؤال السادس : دائما يذكر بعد الحروف المقطعة اسم من أسماء القرآن أو إشارة للوحي ، إما ذكرا ظاهرا وهو الأغلب وإما ذكرا خفيا ، فماذا يفيد ذلك من معنى؟


والآن نجيب عن كل سؤال على حدة ، وسوف نبدأ الإجابة من السؤال الثاني ونؤخر إجابة السؤال الأول للنهاية.

السؤال الثاني : إذا علمنا الحكمة من نزول تلك الحروف المعجمية ، فثمة حقيقة أخرى وهي أن هذه الحروف مقطعة وليست مؤلفة ، أي أنها تنطق بأسمائها فما الحكمة من جعلها كذلك ؟

جعل الله الحروف مقطعة تنطق بأسمائها لأن هذا فيه دليل أن القرآن لم يتولد من رسول الله ، ذلك أن التعبير عن الحروف بأسمائها من رسوم أهل القراءة ، ومن يسمعون منه الكلام أمي.

انتبه أن ذلك ليس الحكمة من نزول الحروف المعجمية في القرآن ولكن فقط الحكمة من كونها مقطعة تنطق بأسمائها.

السؤال الثالث : الأبجدية العربية تتألف من 28 حرفا وما جاء منها من تلك الحروف هو 14 حرفا فقط ، معنى ذلك أن الله قد أخذ حروفا وترك حروفا فماذا يفيد ذلك؟

لنجيب على ذلك التساؤل يجب أن نعلم أن واضعوا الأبجدية العربية لم يخصصوا لكل حرف منطوق رمزا مكتوبا ولكنهم قسموا الحروف المنطوقة إلى مجموعات ووضعوا لكل مجموعة رمزا واحدا فمثلا وضعوا (ج /ح/خ) في مجموعة واحدة واصطلحوا لهم جميعا رمزا واحدا فتلك الأحرف الثلاثة تكتب ( ح ) وهكذا مع بقية الحروف
مجموعة بها (ج ح خ) تكتب ح
(ع غ) تكتب ع
(ر ز د ذ ) في مجموعة واحده للتشابه بين رسم الدال و الراء
(س ش ) تكتب س
(ص ض ) تكتب ص
(ط ظ ) تكتب ط
(أ و ى) طرق مختلفة لكتابة الألف مع اختلاف حركتها وأصلها لأن الواو قد يقصد بها نطق الألف كما في الصلوة المرسومة في المصحف والـ ى يقصد بها نطق الألف كما في إلى و على الخ
(ف ق ) تكتب ق بدون نقاط
(بـ تـ ثـ يـ نـ ) تكتب بدون نقاط
(ك ) في مجموعة وحدها ليس لها شبيه
(ل ) في مجموعة وحدها ليس لها شبيه
( م) في مجموعة وحدها ليس لها شبيه
( ن) في مجموعة وحدها ليس لها شبيه
(هـ) في مجموعة وحدها ليس لها شبيه

القرآن أخذ من كل مجموعة حرفا واحدا هو الأكثر استخداما و شيوعا في العربية فمثلا من ( س ش ) أخذ السين و هو أكثر شيوعا من الشين و هكذا ويمكن معرفة الحرف الأكثر شيوعا في الكلام بمقارنة عدد الصفحات المخصصة له في أي معجم عربي مع تلك التي ذكر بها الحرف الآخر
(ج ح خ) أخذ الأكثر شيوعا و هو الحاء (راجع المعجم)
(ع غ) أخذ الأكثر شيوعا و هو العين (راجع المعجم)
( د ذ ر ز ) أخذ الأكثر شيوعا و هو الراء (راجع المعجم)
(س ش ) أخذ الأكثر شيوعا و هو السين (راجع المعجم)
(ص ض ) أخذ الأكثر شيوعا و هو الصاد (راجع المعجم)
(أ و ى) أخذ الأكثر شيوعا و هو الأف (راجع المعجم)
(ف ق ) أخذ الأكثر شيوعا و هو القاف (راجع المعجم)
(ك ) أخذ
(ل ) أخذ
( م) أخذ
( ن) أخذ
(هـ) أخذ
(بـ تـ ثـ يـ نـ ) أخذ الياء لأنها أكثر شيوعا

من الملاحظ أن اختيار الحروف جاء حسب طريقة الكتابة وهذا ينفي أن يكون النبي هو من ألف القرآن لأن الأمي لا يعرف الكتابة كما أسلفنا . فالقرآن أخذ الحروف كلها "رسما " ولأن كل رسم يدل على أكثر من منطوق أخذ منها الأكثر شيوعا فلا يوجد تكرار في الحروف المقطعة من حيث الرسم فمثلا لا يوجد الشين و السن ولكن لأن الرسم واحد أخذ السين فقط وترك الشين والنبي لا يعرف كيف ترسم الحروف فهذا ينفي أن يكون ألف القرآن.
انظر إلى الحروف المقطعة وهي (أ ، ح ، ر ، س، ص، ط ، ع ، ق، ك ، ل، م ، ن ، ه ، ـــيــ ) ، هل يوجد حرف منها يشبه في رسمه حرفا آخر ، كلا . هل رسول الله يعلم طريقة رسم الحروف ؟ كلا . إذا القرآن لم يتولد من عند رسول الله ، انتهى.

وبذلك نعلم الحكمة من أخذ تلك الحروف دون غيرها.

انتبه أن ذلك ليس الحكمة من نزول الحروف المعجمية في القرآن ولكن فقط الحكمة من أخذ حروف بعينها وترك حروف أخرى.



السؤال الرابع : يلاحظ أن الحروف المقطعة تأتي دائما في صدر السور ولا تأتي في موضع آخر من السورة قط ، فلماذا هي دائما مصدرة ، وما الحكمة من ذلك؟

لقد صُدِّرت هذه الحروف كي تعمل عمل أدوات التنبيه ، وقد استخدم العرب من قبل الحروف كأدوات تنبيه مثل (يا) للنداء ، وحرف الهاء في (هذا) ، وحروف التنبيه لابد أن تكون في صدر الكلام فلا يصح أن تقول (زيد يا ) ولكن (يا زيد) ولا (ذاها) بدلا من (هذا)
والغرض من أدوات التنبيه إثارة انتباه السامع إلى ما يراد إلقاؤه إليه ، لأن الكفار كانوا يقولون لا تسمعوا لهذا القرآن.
انتبه أن ذلك ليس الحكمة من نزول الحروف المعجمية في القرآن ولكن فقط الحكمة من جعلها في صدر الكلام.

السؤال الخامس : الحروف المقطعة تأتي على حرف وحرفين وثلاثة وأربعة وخمسة أحرف ، (مثل : ن،يس،ألم،ألمر،كهيعص) ، ولا تأتي على أكثر من ذلك ، ترى ما الحكمة من هذا؟

من المعلوم أن الكلمة العربية المجردة تتألف من عدد من الحروف الأصلية هو حرف واحد (مثل فاء التعقيب أو باء حرف الجر) أو اثنان (مثل: ثم ، مع) أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أحرف ، وإن زاد عدد الحروف عن ذلك فإن الكلمة تكون مزيدة أو أو أعجمية .

إن مجيء الحروف المقطعة على نسق ما يكون في كلام العرب على حرف أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة كأنه يقول لنا ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون)


انتبه أن ذلك ليس الحكمة من نزول الحروف المعجمية في القرآن ولكن فقط الحكمة من مجيئها على حرف وحرفين وثلاثة وأربعة وخمسة أحرف.



السؤال السادس : دائما يذكر بعد الحروف المقطعة اسم من أسماء القرآن أو إشارة للوحي ، إما ذكرا ظاهرا وهو الأغلب وإما ذكرا خفيا ، فماذا يفيد ذلك من معنى؟

لقد بنى العلماء على تلك الملاحظة أشهر الأقوال في الحروف المقطعة ، وهي أنها إشارة للتحدي ، ولشهرة هذا القول لن أشرحه ، لكن فقط أنبه على ما تعودنا عليه في هذا الموضوع ، وهو أن الإشارة إلى التحدي ليست الحكمة من ذكر الحروف المقطعة ولكن فقط الحكمة من اتباعها بذكر الكتاب أو القرآن أو الذكر.


نلخص ما قلناه سابقا أن الله أنزل حروفا من حروف المعجم في كتابه لحكمة ، وجعلها تنطق بأسمائها لحكمة أخرى ، وانتقاها حسب آلية معينة لحكمة ثالثة ، وصدرها في بداية الكلام لحكمة رابعة ، وجعلها على حرف واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة لحكمة خامسة ، وأردفها بذكر اسم من أسماء القرآن لحكمة سادسة ، وهكذا فإن أطلعك الله على معنى آخر من معاني تلك الحروف فانسج على ذلك المنوال ولا تقل أن الحكمة من الحروف هي كذا ولكن قل الحكمة من اتصافها بالصفة الفلانية هي كذا (تلك الصفة التي استنبط منها قولك) ، وبذلك لا تبدوا الأقوال متناقضة فهي ليست كذلك.

وبقي أن نجيب عن السؤال الأول وهو عن الحكمة من وجود الحروف ذاتها.
السؤال الأول : هناك حقيقة وهي أن الله أنزل في كتابة حروفا من حروف المعجم لا يعلم معانيها فما الحكمة من ذلك ؟
اجابة ذلك السؤال في نقطين
الأولى : من المخاطب بالحروف المقطعة؟
يلاحظ أن المخاطب دائما بالحروف المقطعة هو رسول الله فلم تأتي سورة قيل فيها مثلا ( ألف لام ميم يأيها الناس أو ق يا أيها الذين آمنوا) ولكن المخاطب بعد الحروف المقطعة دائما هو رسول الله.
النقطة الثانية : إذا كان أمامك شخصان وتريد أن تشرح لهما قضية ما بحيث يصلان إلى نفس درجة العلم بتلك القضية ، وأحد هذين عالم ذكي والآخر قليل العلم والذكاء ، فكم ستأخذ من الوقت لكي يصلا إلى نفس الدرجة من العلم بتلك القضية ، وكيف سيكون كلامك لكليهما .

في الحقيقة فإن العالم الذكي سوف يكون كلامك له مجملا قليلا وسوف يفهم ما تريد
أما قليل العلم والذكاء فإنك سوف تضطر كي تصل به إلى نفس درجة العلم بتلك القضية التي وصل إليها الذكي العالم - سوف تضطر إلى تفصيل القضية والشرح الكثير والإطناب.

ومن هذا نفهم أن التفصيل أو الإجمال يعتمد على حال المخاطب من حيث علمه وذكاؤه.
لذا فإن الله إذا خاطب عامة الناس فصّل (كتفصيل قضية الوحدانية في القرآن كله فهي تخص جميع الناس)
وإن خاطب العلماء أجمل
وإن خاطب الراسخين في العلم أشار
فماذا إذا كان الخطاب موجها لرسول الله وحده ، هل يفصل أم يجمل أم يشير أم ماذا.

إن كان الكلام موجها إلى رسول الله وحده فإن الله اكتفى بأن يرمز له بحروف ، فهذه هي الحروف المقطعة ، لعلم الله بمدى ذكاء قلب نبيه فهو سيفهم معانها.

إذا فالحروف المقطعة لها معاني ولكن يعلم هذه المعاني من خوطب بمعناها ، لذلك روي عن عمر وعثمان وابن مسعود أنهم قالوا: الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يفسر.











 
قديم 28-09-18, 04:45 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:04 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "