العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الـمـنـتـدى الــرمــــضـانـــي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-07-12, 12:14 AM   رقم المشاركة : 1
مناصرة الدعوة
مشرف سابق








مناصرة الدعوة غير متصل

مناصرة الدعوة is on a distinguished road


Lightbulb إضاءات قبيل شهر الرحمات ~



إضاءات قبيل شهر الرحمات




إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}[آل عمران: 102]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب: 70-71]..أما بعد:
إن الله عز وجل قد بيَّن الأشياء، ففضل بعضها على بعض، ومن ذلك تفضيله لشهر رمضان المبارك، فهو في الشهور كالبدر بين النجوم، تنظر إليه بقية الشهور كنظرة إخوة يوسف ليوسف عليه الصلاة والسلام، فتقول: {قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا}[يوسف: 91]، آثرك بأشياء عظيمة، آثرك بأن أنزل فيك كتابه، أنزل فيك الذكر الحكيم، والقرآن المجيد، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة: 185]، يقول الإمام السعدي رحمه الله: "{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، أي: الصوم المفروض عليكم هو شهر رمضان؛ الشهر العظيم الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم؛ وهو القرآن الكريم المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية، وتبيين الحق بأوضح بيان، والفرقان بين الحق والباطل، والهدى والضلال، وأهل السعادة وأهل الشقاوة، فحقيق بشهر هذا فضله، وهذا إحسان الله عليكم فيه؛ أن يكون موسماً للعباد، مفروضاً فيه الصيام"1، قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "يمدح تعالى شهر رمضان من بين سائر الشهور؛ بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم"2، وليس هذا فقط ما خص الله تعالى به رمضان، بل خصه بركن من أركان الإسلام عظيم وهو الصيام، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان))3، والصوم عبادة جعل الله عز وجل جزاءها جزاءً خاصاً، فجعل له الأجر العظيم الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل كما جاء في الحديث القدسي: ((كل عمل ابن آدم له؛ إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به))4.
رمضان الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتسلسل فيه الشياطين، بل إن فيه ليلة تعدل ثلاثة وثمانين سنة وبضعة أشهر فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاكم رمضان؛ شهر مبارك؛ فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم))5، ليلة القدر التي من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((من صام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))6، وغيرها من الفضائل العظيمة التي لم نذكر إلا بعضها.
فكان لابد من وضع إضاءات على طريق العبودية ونحن سائرون إلى الله تعالى، ونحن نرقب حلول ضيف عزيز، علَّ الله عز وجل أن يشرح بها الصدور، وينير بها العقول، وتطمئن لها الأفئدة، وترتاح لها الأنفس.
الإضاءة الأولى: الترحيب بالضيف الكريم:
فإن الواحد منا إذا علم بمقدم ضيف عزيز فإنه يعد له العدة، ويجهز له التجهيزات، وكلما كان الضيف ذا مكانة في قومه؛ كان استقباله أقوى، والترحيب به أكبر، فهذا رمضان سيد الشهور، مَن خصه الله تعالى بأعظم الأجور، يوشك أن يطرق بابنا، وأن يحل بدارنا، وأن ينزل بساحتنا؛ فبماذا نستقبله؟ وبأي وجه نقابله؟ لا بد أن تنشرح بمقدمه الصدور، وتبتهج بقربه القلوب، وليس في الاستقبال كثير خسارة مالية لأن الأصل في استقبال الضيف؛ الفرح به، والتبسم بمقدمه.

أضاحك ضيـفي عند إنـزال رحله *** ويخصب عندي والمكان جديب


وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى *** ولكنما وجه الكـريم خصـيب

وهذا خلاف ما يفعله الكثير من الناس، فإن استعداده ينحصر في تجهيز الكم الهائل من الطعام والشراب، وكل ما لذ طاب، مع أن رمضان شهر الصيام، وقلة الطعام، شهر التوجه إلى الملك العلام، شهر الأرواح والأفئدة، لا شهر امتلاء الطعام بالمائدة، فأنت بروحك لا بجسمك، وهذا شهر الروح لا شهر الجسد.

يا متعب الجسم كم تسعى لراحته *** أتعبت جسمك فيما فيه خسران


أقبل على الروح فاستكمل فضائلهـا *** فـأنت بالروح لا بالجسم إنسان

فلا بد أن يكون الترحيب بالشهر الكريم؛ ترحيباً يليق به، ترحيباً تنشرح فيه الصدور، ترحيباً ترتاح له الأفئدة.
إن قدوم شهر رمضان المبارك ليس كقدوم أي ضيف، غالباً يكلفك الضيف الكثير، بينما رمضان فإنه يأتيك وهو يحمل بين جنباته الهدايا، وتمتلئ كفه بالهبات والعطايا، إنه شهر الرحمات، شهر العتق من النار، شهر المغفرة، شهر مضاعفة الحسنات، والقرب من رب الأرض والسماوات.
فما أكرمه من ضيف، وما أعظمه من قادم، وما أجمله من هلال هلَّ علينا باليُمن والبركات؛ فلهذا لا بد أن يكون الترحيب مناسباً لوضع الضيف

مرحبا أهلاً وسهلاً بالصيام *** يا حبيبًا زارنا في كل عام


قد لقيناك بحب مفعم *** كل حب في سوى المولى حرام


فاقبل اللهم ربي صومنا *** ثم زدنا من عطاياك الجسام


لا تعاقبنا فقد عاقبنا *** قلق أسهرنا جنح الظلام

الإضاءة الثانية: اللهم بلغنا رمضان:
هذا ما كان يردده السلف الصالح ولمدة ستة أشهر قبل رمضان، يدعون الله تعالى أن يبلغهم رمضان، أما نحن فالقليل من يدعو بهذا الدعاء طوال هذه المدة، بل قد ينعدم، لكن سلفنا لما ذاقوا حلاوة رمضان، وذاقوا حلاوة الصيام والقيام، ولما تلذذوا بقراءة القرآن، وبالاستغفار بالأسحار، وبمناجاة الملك الجبار؛ دعوا بهذا الدعاء، ورددوا هذا النداء.
أما نحن - والله المستعان - فقد امتلأت قلوب أكثرنا بالدنيا، وانشغلنا بحطامها، وامتدت أبصارنا إلى متاعها، واغترت نفوسنا بزخرفها، هناك نسينا هذا الدعاء أو تناسيناه، فلا بد من جلسة عتاب مع النفس، وكيف أنها لا تترك من خير الدنيا شيئاً إلا سألت الله إياه، ثم تقصر في طلب ما يقربها إلى الله عز وجل؟.
الإضاءة الثالثة: الحسنة تدعو أختها:
معلوم أن الحسنة تدعو أختها، كما أن السيئة تجر أختها، ورمضان - كما هو واضح - شهر طاعات وقربات، وشهر المبادرة بالأعمال الصالحات، فكيف نقدم على الشهر الكريم ونحن نطمع أن نكون فيه من أهل التنافس في الطاعات، ولم نتقدمه بشيء من الحسنات؟
لابد من الإكثار من الطاعة، والتزود بالعبادة المستطاعة؛ حتى نكون من الفائزين في شهر المنافسة والمسارعة، فلا نقصر في الفرائض، ولا نهمل الواجبات، بل نعود أنفسنا على المحافظة على السنن والمستحبات، وقبل أن يأتي شهر الخير؛ لابد أن نكون من أهل الخير، قبل أن يأتي شهر الطاعة؛ لابد أن نكون من أهل الطاعة، قبل أن يأتي شهر القربات؛ لابد أن نكون من أهل القربات، قبل أن يأتي شهر التوبة؛ لابد أن نكون من أهل التوبة؛ وهذا ما سنذكره في الإضاءة الرابعة بعد جلسة الاستراحة في الخطبة الثانية، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.. أما بعد:
مواصلة في ذكر إضاءات قبيل شهر الرحمات نذكر الإضاءة الرابعة، وهي:
بادر بالتوبة قبل شهر التوبة:
ما أجمل أن يستقبل هذا الشهر بتوبة تسمو بها النفوس، واستغفار تمحى بها الخطايا، وتغفر بها الذنوب، وقبل الدخول في شهر القبول نتوب إلى الله عز وجل من جميع الذنوب، فهذا رجب قد وجد منا ما وجد، وهذا شعبان قد عانا منا ما عانا؛ فلا نصير رمضان أيضاً شهر ذنوب وعصيان.

يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجبٍ *** حتى عصى ربه في شهر شعبان


لقد أظلك شهر الصوم بعدهما *** فلا تصيره أيضاً شهر عصيان


واتل الكتاب وسبح فيه مجتهداً *** فإنه شهر تسبيحٍ وقرآن

نستغفر الله العظيم من كل ذنب اقترفناه، حتى لا يصدنا هذا الذنب عن طاعة الله، نقبل على ربنا بقلوب ملؤها الوجل، تحملها سحائب الاستغفار، يحيها غيث الخشوع، {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور: 31]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[التحريم: 8]، اللهم ارزقنا توبة قبل الموت، وشهادة عند الموت، وجنة ونعيماً بعد الموت، اللهم ردنا إليك رداً جميلاً، اللهم بارك لنا في شعبان، وبلغنا رمضان، اللهم ارزقنا في هذا الشهر الجد والاجتهاد، وأعنا فيه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم وفقنا لليلة القدر، واجعلنا ممن يقومها إيماناً واحتسابا..والحمد لله رب العالمين.


1 تفسير السعدي (1/86).


2 تفسير ابن كثير (1/216).


3 البخاري (7).


4 البخاري (5472).

5 رواه النسائي (2079) وقال الألباني: صحيح لغيره، انظر صحيح الترغيب والترهيب (1/241).

6 البخاري (1875)، مسلم (1268).






التوقيع :

قضتِ الحياةُ أنْ يكونَ النّصرُ لمن يحتملُ الضّربات لا لمنْ يضربُها !
~
ستنصرون .. ستنصرون .. أهل الشام الطيبون .

العلم مقبرة التصوف
من مواضيعي في المنتدى
»» من مصر الحرّة، كلية التربية في دمياط ، الحجاب يقف شامخاً في صورة آسرة تتحدث عن نفسها.
»» الليبرالي الخبيث شاكر يطعن في سيدنا عثمان رضي الله عنه
»» الشثري ينسحب بعد دخول نساء إلى القاعة
»» معرض الكتاب والجنادرية فساد يتوجب المقاطعة والأحتساب../ فيديو
»» إلى من نسي أنه من الرجال / تعليقاً على الطنطاوي
 
قديم 02-11-17, 04:04 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:29 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "