العودة   شبكة الدفاع عن السنة > منتدى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم > الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم > كتب ووثائق للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-02-10, 07:35 PM   رقم المشاركة : 21
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


5 ـ وصيته صلّى الله عليه وسلّم

لأمته في أوسط أيام التشريق:





وخطب صلّى الله عليه وسلّم الناس

في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة

وهو ثاني أيام التشريق ويقال له: يوم الرؤوس؛

لأن أهل مكة يسمونه بذلك؛ لأكلهم رؤوس الأضاحي فيه,

وهو أوسط أيام التشريق([1]),

فعن أبي نجيح عن رجلين من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم,

وهما من بني بكر, قالا:

رأينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

يخطب بين أوسط أيام التشريق, ونحن عند راحلته,

وهي خطبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم التي خطب([2]) بمنى([3]),


وعن أبي نضرة قال:

حدثني من سمع خطبة النبي صلّى الله عليه وسلّم

وسْطَ أيام التشريق فقال:


يا أيها الناس إن ربكم واحد,

وإن أباكم واحد,

ألا لا فضل لعربي على أعجمي

ولا لعجمي على عربي،

ولا لأحمر على أسود,

ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى,

أبلغت“؟

قالوا: بلَّغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

ثم قال:

”أي يوم هذا“؟

قالوا: يوم حرام.

ثم قال:

”أيُّ شهر هذا“؟

قالوا: شهر حرام.

ثم قال:

”أي بلد هذا“؟

قالوا: بلد حرام.


قال:

فإن الله قد حرَّم بينكم دماءكم, وأموالكم, وأعراضكم,

كحرمة يومكم هذا, في شهركم هذا, في بلدكم هذا،

أبلغت“؟

قالوا بلَّغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

قال: ”ليبلغ الشاهد الغائب“([4]).





وهناك جمل من خطبه صلّى الله عليه وسلّم

في حجة الوداع في الأماكن المقدسة

منها حديث ابن عباس رضي الله عنهما

أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطب الناس

في حجة الوداع فقال:


إن الشيطان قد يئس أن يُعبد بأرضكم

ولكن رضي أن يُطاع فيما سوى ذلك

مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا,

إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به

فلن تضلوا أبداً,

كتاب الله وسنة نبيه...“ الحديث([5]).


وحديث أبي أمامة رضي الله عنه قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول

وهو يخطب الناس على ناقته الجدعاء

في حجة الوداع يقول:

يا أيها الناس أطيعوا ربكم,

وصلّوا خمسكم, وأدّوا زكاة أموالكم،

وصوموا شهركم, وأطيعوا ذا أمركم

تدخلوا جنة ربكم“([6]).



~~~~~~~~~~~~~~~~~~~



([1]) انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود 5/432, وفتح الملك المعبود تكملة المنهل العذب المورود 2/100, وفتح الباري 3/574.

([2]) ومعنى قوله: "وهي خطبته التي خطب بمنى" أي مثل الخطبة التي خطبها يوم النحر بمنى,
فالخطبتان: في يوم النحر, وفي ثاني أيام التشريق اليوم الثاني عشر متحدتان في المعنى.
انظر: عون المعبود 5/431، وفتح الملك المعبود 2/100.

([3]) أبو داود برقم 1952 ويشهد له حديث سرَّاء بنت نبهان برقم 1953 وصحح حديث أبي نجيح الألباني في صحيح سنن أبي داود 1/368 برقم 1720.

([4]) أحمد بترتيب عبد الرحمن البناء 12/226 وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال:
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح 3/266.
وانظر: حديث أبي حرة الرقاشي عن عمه قال:
كنت آخذ بزمام ناقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أوسط أيام التشريق أذود عنه الناس...
وذكر فيه جملاً تراجع ويراجع سند الحديث في مسند أحمد 5/72.

([5]) ذكره المنذري في الترغيب وعزاه إلى الحاكم,
وحسنه الألباني صحيح الترغيب 1/21 برقم 36 وله أصل في صحيح مسلم.
انظر: حديث رقم 2812, وانظر: مسند أحمد 2/368 والأحاديث الصحيحة برقم 472.

([6]) الحاكم 1/473 وصحيحه على شرط مسلم, ووافقه الذهبي.






من مواضيعي في المنتدى
»» تفاصيل المخطط الإيراني لتجفيف شط العرب والأنهر الأحوازية
»» ما بين قمر العراق وقمر إيران
»» هل يجوز للموحدة أن تقبل منتسباً للطريقة التيجانية زوجاً لها ؟
»» مرجع إيراني بارز يلمح إلى محاسبة المرشد الأعلى وإمكانية عزله
»» في تصعيدٍ خطير رجال خامنئي يصفون مرجعيات قم بالطابور الخامس للأعداء
  رد مع اقتباس
قديم 10-02-10, 07:45 PM   رقم المشاركة : 22
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


وخلاصة القول:

أن الدروس والفوائد والعبر المستنبطة

من هذا المبحث كثيرة, ومنها:




1 ـ إن كل من قدم المدينة إجابة لأذان النبي صلّى الله عليه وسلّم بالحج فقد حج مع النبي صلّى الله عليه وسلّم؛

لقول جابر رضي الله عنه:

"فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس

أن يأتمَّ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويعمل مثل عمله"([1]).





2 ـ استحباب نزول الحاج إلى عرفات بعد زوال الشمس إن تيسر ذلك.



3 ـ استحباب خطبة الإمام بالحجاج بعرفات, يبين فيها للناس ما يحتاجون إليه،
ويعتني ببيان التوحيد, وأصول الدين,
ويحذر فيها من الشرك والبدع والمعاصي,
ويوصي الناس بالعمل بالكتاب والسنة.




وقد ثبت أن النبي صلّى الله عليه وسلّم خطب في حجة الوداع ثلاث خطب:

خطبة يوم عرفة, والخطبة الثانية يوم النحر في منى,

والخطبة الثالثة في منى يوم الثاني عشر من ذي الحجة.

ومذهب الشافعي أن الإمام يخطب يوم السابع من ذي الحجة كذلك([2]),

ويعلم الإمام الناس في كل خطبة ما يحتاجون إليه إلى الخطبة لأخرى.




4 ـ تأكيد غلظ تحريم الدماء, والأعراض, والأموال, والأبشار الجلدية.




5 ـ استخدام ضرب الأمثال وإلحاق النظير بالنظير؛

لقوله صلّى الله عليه وسلّم:

كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا“.




6 ـ إبطال أفعال الجاهلية, وربا الجاهلية, وأنه لا قصاص في قتلى الجاهلية.




7 ـ إن الإمام ومن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر

يجب أن يبدأ بنفسه وأهله؛

لأنه أقرب لقبول قوله, وطيب نفس من قرب عهده بالإسلام.




8 ـ الموضوع من الربا هو الزائد على رأس المال,

أما رأس المال فلصاحبه.




9 ـ مراعاة حق النساء, ومعاشرتهن بالمعروف,

وقد جاءت أحاديث كثيرة بذلك

جمعها النووي أو معظمها في رياض الصالحين.




10 ـ وجوب نفقة الزوجة وكسوتها،

وجواز تأديبها إذا أتت بما يقتضي التأديب

لكن بالشروط والضوابط التي جاءت بالكتاب والسنة،

وأن لا يحصل منكر من أجل ذلك التأديب.




11 ـ الوصية بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلّى الله عليه وسلّم.



~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


([1]) تقدم تخريجه من حديث جابر رضي الله عنه.

([2]) انظر: فتح الملك المعبود في تكملة المنهل المورود 2/20.






من مواضيعي في المنتدى
»» صرخة من شام الأمويين
»» حرق صورة الخميني يشعل الداخل الإيراني
»» محمد عبده يماني يتبرع بـ 18 مليون ريال لمقبرة حواء بجدة ؟
»» لا تأخذكم بهم رأفة
»» القرآن الكريم في رأي أحد المستشرقين
  رد مع اقتباس
قديم 10-02-10, 07:53 PM   رقم المشاركة : 23
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


من الدروس والفوائد والعبر المستنبطة من هذا المبحث

12 ـ قوله: ”لتأخذوا عني مناسككم

فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه

ففي ذلك لام الأمر, والمعنى خذوا مناسككم, وهكذا وقع في رواية غير مسلم,


وتقديره:

هذه الأمور التي أتيت بها في حجتي من الأقوال، والأفعال، والهيئات

هي أمور الحج وصفته وهي مناسككم فخذوها عني واقبلوها,


واحفظوها واعملوا بها، وعلموها الناس,

وهذا الحديث أصل عظيم في مناسك الحج,

فهو كقوله صلّى الله عليه وسلّم:

صلوا كما رأيتموني أصلي“([1]).





13 ـ وفي قوله صلّى الله عليه وسلّم: ”لعلي لا أحج بعد حجتي هذه


إشارة إلى توديعهم, وإعلامهم بقرب وفاته صلّى الله عليه وسلّم,

وحثهم على الأخذ عنه, وانتهاز الفرصة وملازمته,

وبهذا سميت حجة الوداع.




14 ـ الحث على تبليغ العلم ونشره, وأن الفهم ليس شرطاً في الأداء,

وأنه قد يأتي في الآخر من يكون أفهم ممن تقدم ولكن بقلة,

وأن الأفضل أن يكون الخطيب على مكان مرتفع؛

ليكون أبلغ في سماع الناس ورؤيتهم له.




15 ـ استخدام السؤال ثم السكوت والتفسير

يدل على التفخيم, والتقرير والتنبيه.




16 ـ الأمر بطاعة ولي الأمر مادام يقود الناس بكتاب الله تعالى,

وإذا ظهرت منه بعض المعاصي والمنكرات,

وُعِظَ وَذُكِّر بالله وخُوِّف به لكن بالحكمة والأسلوب الحسن.




17 ـ الوصية بطاعة الله, والصلاة, والزكاة, والصيام,

وأنه لا فرق بين أصناف الناس إلا بالتقوى.




18 ـ معجزة النبي صلّى الله عليه وسلّم الظاهرة الدالة على صدقه,

وذلك بسماع الناس لخطبته يوم النحر وهم في منازلهم([2])
فقد فتح الله لأسماعهم كلهم لها.




19 ـ الضحية سنه مؤكدة على الصحيح من أقوال أهل العلم,

وهي في حق الحاج وغير الحاج فلا يجزئ عنها الهدي,

وإنما هي سنة مستقلة؛

لأنه صلّى الله عليه وسلّم بعد أن خطب الناس بمنى

انقلب فذبح كبشين أملحين([3])

وهذا غير الهدايا التي نحرها بيده

وأشرك عليّاً في الهدي وأمره بنحر الباقي من البدن.



~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


([1]) البخاري برقم 7246.

([2]) البخاري, ومسلم برقم 1679 وتقدم تخريجه.

([3]) انظر: فتح الباري 3/574, 577, وشرح النووي 8/422 – 434 و9 /51-52 و11/182,
وفتح الملك المعبود في تكملة المنهل المورود شرح سنن أبي داود 2/20و2/54,2/99-206.






من مواضيعي في المنتدى
»» بناء أضخم مسجد في أوروبا
»» مسؤول إيراني يدعو الى محاكمة موسوي
»» أختاه هل تريدين السعادة ؟
»» تسونامي الإدمان يضرب إيران ؟
»» جهود كثيفة لصاحب مؤسسة آل البيت لتشييع محافظة ريف إدلب في سوريا
  رد مع اقتباس
قديم 11-02-10, 11:39 PM   رقم المشاركة : 24
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


المبحث الخامس:



توديعه للأحياء والأموات





عن عائشة رضي الله عنها قالت:


كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

كلما كان ليلتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول:


السلام عليكم دار قول مؤمنين,

وآتاكم ما توعدون,

غداً مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون,

اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد“([1]).



وفي رواية أنه قال صلّى الله عليه وسلّم:


فإن جبريل أتاني.. فقال

إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم



قالت عائشة:

يا رسول الله, كيف أقول لهم؟



قال:


قولي: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين

ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين

وإنا إن شاء الله بكم لاحقون“([2]).






وقد ذكر الإمام الأبي رحمه الله تعالى


أن خروجه هذا كان في آخر عمره صلّى الله عليه وسلّم([3])


وهذا والله أعلم يدل على توديعه للأموات


كما فعل مع شهداء أحد؛


ولهذا والله أعلم كان يخرج في الليل


ويقف في البقيع يدعو لهم



كما قالت عائشة رضي الله عنها:


”ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع

فقام فأطال القيام


ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف...“([4]).





وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه


أن النبي صلّى الله عليه وسلّم


خرج يوماً فصلى على قتلى أُحد صلاة الميت([5])


بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات


ثم طلع علي المنبر فقال:


إني بين أيديكم فرط لكم,

وأنا شهيد عليكم,

وإن موعدكم الحوض,

وإني والله

لأنظر إلى حوضي الآن مقامي هذا,

وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض,

أو مفاتيح الأرض،

وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي([6]),

ولكني أخاف عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها

[وتقتتلوا فتهلكوا

كما هلك من كان قبلكم]


قال عقبة:


فكانت آخر نظرة نظرتها


إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [على المنبر]“([7]).






فتوديعه صلّى الله عليه وسلّم للأحياء ظاهر؛

لأن سياق الأحاديث يشعر أن ذلك كان آخر حياته

صلّى الله عليه وسلّم,



وأما توديعه للأموات


فباستغفاره لأهل البقيع ودعائه لأهل أحد,


وانقطاعه بجسده عن زيارتهم([8]).


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


([1]) البقيع هو مدفن أهل المدينة, وسمي بقيع الغرقد, لغرقد كان فيه,
وهو ما عظم من العوسج.
انظر: شرح النووي 7/46, وشرح الأبي على مسلم 3/390.

([2]) أخرجه مسلم برقم 974.

([3]) انظر: شرح الأبي على صحيح مسلم 3/388, وفتح الباري 7/349.

([4]) مسلم برقم 974.

([5]) الأحاديث الصحيحة دلت أن شهداء المعركة لا يصلى عليهم,
أما هذا الحديث فكأنه صلّى الله عليه وسلّم دعا لهم واستغفر لهم حين علم قرب أجله مودعاً لهم بذلك,
كما ودع أهل البقيع بالاستغفار لهم.
انظر: فتح الباري 3/210 و7/349
ورجح ذلك العلامة ابن باز في تعليقه على فتح الباري 6/611.

([6])أي لا أخاف على مجموعكم؛ لأن الشرك قد وقع من بعض أمته بعده صلّى الله عليه وسلّم.
فتح الباري 3/211.

([7])البخاري من الألفاظ في جميع المواضع,
برقم 1344, 3596, 4042, 4085، 6426, 6590،
ومسلم برقم 2296, وما بين المعكوفين من صحيح مسلم.

([8]) الفتح 7/349.






من مواضيعي في المنتدى
»» إيران بين فرض الحجاب وانتهاك العفة
»» سياسات احمدي نجاد تقود إيران إلى الهاوية
»» عشرون نصيحة للفوز بليلة القدر
»» مراجعهم يأكلون الذهب وأتباعهم يأكلون التراب
»» للتحميل كتاب: الدكتور علي جمعة إلى أين؟
  رد مع اقتباس
قديم 11-02-10, 11:46 PM   رقم المشاركة : 25
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


وخلاصة القول:

أن الدروس والفوائد والعبر المستنبطة

من هذا المبحث كثيرة, منها:




1 ـ حرص النبي صلّى الله عليه وسلّم على نفع أمته,

والنصح لهم في الحياة, وبعد الممات؛

ولهذا صلى على شهداء أحد بعد ثمان سنوات،

وزار أهل البقيع ودعا لهم,

وأوصى الأحياء ونصحهم,

ووعظهم وأمرهم ونهاهم

فما ترك خيراً إلا دلهم عليه,

ولا شرًا إلا حذرهم منه.




2 ـ التحذير من فتنة زهرة الدنيا لمن فتحت عليه,

فينبغي له أن يحذر سوء عاقبتها,

ولا يطمئن إلى زخارفها,

ولا ينافس غيره فيها,

ويستخدم ما عنده منها في طاعة الله تعالى([1]).


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


([1]) انظر: فتح الباري 11/245 .






من مواضيعي في المنتدى
»» ما أروع السجود لله تعالى
»» التزوير برعاية الملالي
»» متى كان سكان المغرب العربي شيعة؟
»» لعبتا المال والجنس عند الشيعة
»» ما بين قمر العراق وقمر إيران
  رد مع اقتباس
قديم 12-02-10, 11:20 AM   رقم المشاركة : 26
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


المبحث السادس:


بداية مرضه صلّى الله عليه وسلّم

وأمره لأبي بكر أن يصلي بالناس





رجع صلّى الله عليه وسلّم من حجة الوداع في ذي الحجة فأقام بالمدينة بقية الشهر, والمحرم, وصفراً, وجهز جيش أسامة بن زيد رضي الله عنه,

فبينما الناس على ذلك ابتدئ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بشكواه في ليال بقين من صفر:

قيل في الثاني والعشرين منه,

وقيل: في التاسع والعشرين ,

وقيل: بل في أول شهر ربيع الأول,


وقد صلى على شهداء أحد فدعا لهم كما تقدم,

وذهب إلى أهل البقيع وسلم عليهم ودعا لهم مودعاً لهم,

ثم رجع مرة من البقيع فوجد عائشة وهي تشتكي من صداع برأسها

وهي تقول: وارأساه.

فقال: ”بل أنا والله يا عائشة وارأساه“.


قالت عائشة رضي الله عنها: ثم قال:

وما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك وكفنتك,

وصليت عليك, ودفنتك

قالت:

قلت: والله لكأني بك لو قد فعلت ذلك

لقد رجعت إلى بيتي فأعرست ببعض نسائك.

قالت:

فتبسم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم“([1])

وتتام به وجعه حتى استعزبه([2]) وهو في بيت ميمونة,

فدعا نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيتي([3]).






وأول ما اشتدَّ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجعه

في بيت ميمونة رضي الله عنها

فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنها([4]),



فعن عائشة رضي الله عنها قالت:

لما ثقل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واشتد به وجعه

استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذنَّ له

فخرج وهو بين رجلين تخط رجلاه في الأرض

بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر([5])

وكانت عائشة رضي الله عنها تحدث

أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما دخل بين واشتد به وجعه قال:


”هَرِيقوا([6]) عليَّ من سبع قرب([7]) لم تُحْلَلْ أوكيتهن

لعلي أعهد([8]) إلى الناس,



فأجلسناه في مِخضَب([9]) لحفصة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم

ثم طفقنا([10]) نصب عليه من تلك القرب,

حتى طفق يشير إلينا بيده أن قد فعلتن,

ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم“([11]).




وعنها رضي الله عنها قالت:


"ثقل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال:

”أصلى الناس“؟

قلنا: لا هم ينتظرونك يا رسول الله!


قال: ضعوا لي ماء في المخضب

قالت: ففعلنا. فاغتسل

فذهب لينوءَ([12]) فأُغمي عليه,



ثم أفاق فقال صلّى الله عليه وسلّم:

”أصلى الناس“؟

قلنا: لا هم ينتظرونك يا رسول الله!

فقال: ضعوا لي ماء في المخضب

قالت: ففعلنا [فقعد] فاغتسل.

ثم ذهب لينوء فأُغمي عليه.


ثم أفاق فقال: ”أصلى الناس“؟

فقلنا: لا , هم ينتظرونك يا رسول الله!

فقال: ضعوا لي ماء في المخضب

ففعلنا [فقعد] فاغتسل

ثم ذهب لينوء فأغمي عليه,


ثم أفاق فقال: ”أصلى الناس“؟

فقلنا: لا هم ينتظرونك يا رسول الله!


قالت:

والناس عكوف في المسجد

ينتظرون النبي صلّى الله عليه وسلّم لصلاة العشاء الآخرة,


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


([1])ابن هشام بسند ابن إسحاق, انظر: سيرة ابن هشام 4/320,
وانظر: البداية والنهاية لابن كثير 5/224, وفتح الباري 8/ 129 - 130,
وأخرجه أحمد 6/144 و228 لابن ماجه, والبيهقي,
وقال الألباني: إن ابن إسحاق قد صرح بالتحديث في رواية ابن هشام فثبت الحديث والحمد لله. أحكام الجنائز ص 50.

([2])استعزبه: اشتد عليه وغلبه على نفسه.

([3])انظر: سيرة ابن هشام 4/320 والبداية والنهاية لا بن كثير 5/223 - 231,
وقيل: كان ذلك في التاسع والعشرين من شهر صفر يوم الأربعاء,
فبقي في مرضه ثلاثة عشر يوماً وهذا قول الأكثر.
انظر: الفتح 8/129.

([4])صحيح مسلم برقم 418, وانظر: فتح الباري 8/129.

(6)هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما قال ابن عباس في آخر حديث البخاري رقم 687 ومسلم 418.

([6])وفي رواية: أهريقوا: أي أريقوا وصبوا. الفتح 1/303.

([7])هذا من باب التداوي؛ لأن لعدد السبع دخولاً في كثير من أمور الشريعة, وأصل الخلقة,
وفي رواية لهذا الحديث عند الطبراني: ”... من آبار شتى“. الفتح 1/303 و8/141.

([8])أعهد: أي أوصي. الفتح 1/303.

([9])المخضب: هو إناء نحو المركن الذي يغسل فيه وتغسل فيه الثياب من أي جنس كان.
النووي 4/379 والفتح 1/301 و303.

([10]) طفقنا: أي شرعنا: يقال: طفق يفعل كذا إذا شرع في فعل واستمر فيه. الفتح 3/303.

([11])البخاري برقم 198 وذكر هنا له ستة عشر موضعاً,
وقد جمع بين هذه المواضع الألباني في مختصر البخاري 1/170, ومسلم برقم 418.

([12])لينوء: أي لينهض بجهد. الفتح 2/174.






من مواضيعي في المنتدى
»» من إساءات الصفويين لعلي أمير المؤمنين
»» قد تكون شيعياً وأنت لا تعلم
»» القرآن الكريم في رأي أحد المستشرقين
»» أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق
»» ما أروع السجود لله تعالى
  رد مع اقتباس
قديم 12-02-10, 11:42 AM   رقم المشاركة : 27
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


قالت:

فأرسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

إلى أبي بكر؛ ليصلي بالناس,

فأتاه الرسول([1]) فقال:

إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأمرك أن تصلي بالناس.

فقال أبو بكر – وكان رجلاً رقيقاً –

يا عمر! صلِّ بالناس.

فقال له عمر: أنت أحقُّ بذلك.

قالت: فصلَّى بهم أبو بكر تلك الأيام.


ثم إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

وجد من نفسه خِفَّة فخرج بين رجلين

– أحدهما العباس([2])–

لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس,

فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر,

فأومأ إليه النبي صلّى الله عليه وسلّم بأن لا يتأخر ,

وقال لهما: ”أجلساني إلى جنبه“

فأجلساه إلى جنب أبي بكر,

فجعل أبو بكر يصلي وهو قائم

يأتم بصلاة النبي صلّى الله عليه وسلّم

والناس يصلون بصلاة أبي بكر

والنبي صلّى الله عليه وسلّم قاعد“([3]).

وهذا صريح في أن هذه الصلاة هي صلاة الظهر([4]).




وقد كان صلّى الله عليه وسلّم حريصاً

على أن يكون أبو بكر هو الإمام



وردد الأمر بذلك مراراً,



فمن عائشة رضي الله عنها قالت:

لما ثَقُل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

جاء بلال يؤذنه بالصلاة,

فقال: ”مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس“

فقلت: يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف([5])

وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس

فلو أمرت عمر؟

فقال: ”مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس“


قالت: فقلت لحفصة:

قولي له إن أبا بكر رجل أسيف

وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس

فلو أمرت عمر, فقالت له

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

”إنكنَّ لأنتن صواحب يوسف

مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس“


فقالت حفصة لعائشة:

[ما كنت لأصيب منك خيراً].


قالت عائشة:

فأمروا أبا بكر يصلي بالناس

فلما دخل في الصلاة

وجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من نفسه خفة,

فقام يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض،

حتى دخل المسجد،

فلما سمع أبو بكر حسه ذهب يتأخر,

فأومأ إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

”قم مكانك“

فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

حتى جلس عن يسار أبي بكر,

فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

يصلي بالناس جالساً وأبو بكر قائماً

يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلّى الله عليه وسلّم

ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر“([6]).





والسبب الذي جعل عائشة رضي الله عنها

تراجع النبي صلّى الله عليه وسلّم

في إمامة أبي بكر بالصلاة

هو ما بيَّنَتْه في رواية أخرى قالت رضي الله عنها:

لقد راجعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك

وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي

أن يحب الناس بعده رجلاً قام مقامه أبداً,

ولا كنت أرى أنه لن يقوم أحد مقامه

إلا تشاءم الناس به,

فأردت أن يعدل ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أبي بكر“([7])؛


ولهذا قال صلّى الله عليه وسلّم لها ولحفصة:

إنكن لأنتن صواحب يوسف“([8]).





قال ابن كثير رحمه الله تعالى:

"وتقديمه صلّى الله عليه وسلّم لأبي بكر

معلوم بالضرورة من دين الإسلام

وتقديمه له دليل على أنه أعلم الصحابة,

وأقرؤهم لما ثبت في الصحيح:


يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله..“([9]) الحديث.

نعم قد اجتمعت في أبي بكر

هذه الصفات رضي الله عنه...([10]).


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

([1])أي الذي أرسله إليه النبي صلّى الله عليه وسلّم ليصلي بالناس.

([2])والآخر علي رضي الله عنه كما تقدم.

([3])البخاري برقم 687 ومسلم برقم 418 وقد اخترت بعض الألفاظ من البخاري وبعضها من مسلم.

([4])وزعم بعضهم أنها الصبح, واستدل برواية أرقم بن شرحبيل عن ابن عباس:
”وأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم القراءة من حيث بلغ أبو بكر,
وهذا لفظ ابن ماجه وإسناده حسن؛ لكن في الاستدلال به نظر؛
لاحتمال أن يكون صلّى الله عليه وسلّم سمع لما قرب من أبي بكر الآية التي انتهى إليها أبو بكر خاصة,
وقد كان هو يسمع الآية أحياناً في الصلاة السرية كما في حديث أبي قتادة,
ثم لو سلم لم يكن فيه دليل على أنها الصبح بل يحتمل أن تكون المغرب
فقد ثبت في الصحيحين من حديث أم الفضل قالت:
"سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفاً,
ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه الله" البخاري برقم 763 و4429, ومسلم برقم 462
قال ابن حجر: لكن وجدت في النسائي أن هذه الصلاة التي ذكرتها أم الفضل كانت في بيته
وقد صرح الشافعي أنه صلّى الله عليه وسلّم لم يصلِّ بالناس في مرض موته في المسجد إلا مرة واحدة
وهي هذه التي صلى فيها قاعداً وكان أبو بكر فيها أولاً إماماً ثم صار مأموماً يسمع الناس التكبير.
انظر: الفتح 2/175.

([5])أسيف: شديد الحزن: والمراد أنه رقيق القلب إذا قرأ غلبه البكاء فلا يقدر على القراءة.
فتح 2/152, 165, 203.

([6])البخاري برقم 713 , 2/204 ومسلم برقم 418,
قول حفصة رضي الله عنها: ما كنت لأصيب منك خيراً. البخاري برقم 679.

([7])البخاري برقم 198, و4445, ومسلم برقم 418 رواية 93.

([8])البخاري برقم 713, مسلم برقم 418 وتقدم تخريجه.

([9])مسلم برقم 673.

([10])البداية والنهاية 5/234 وروى البيهقي عن أنس رضي الله عنه أنه كان يقول:
”آخر صلاة صلاها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع القوم في ثوب واحد ملتحفاً به خلف أبي بكر“
قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية 5/234: ”وهذا إسناد جيد على شرط الصحيح“

ورجح العلامة ابن باز حفظه الله أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يصلِّ خلف أحد من أمته إلا عبد الرحمن بن عوف.
قلت: أما الصلاة التي صلاها مع أبي بكر فإنه هو الإمام كما تقدم والله أعلم.








من مواضيعي في المنتدى
»» صوفيون يصلون ويبتهلون بالدعاء نحو القبة الخضراء لا اتجاه الكعبة
»» التسخيري والدولة الفاطمية
»» إيران بين الدعوة للفتنة في الحج وتغيير اتجاه القبلة
»» بناء أضخم مسجد في أوروبا
»» من هو الإمام الغزالي رحمه الله تعالى ؟
  رد مع اقتباس
قديم 12-02-10, 11:58 AM   رقم المشاركة : 28
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


وخلاصة القول:


أن الدروس والفوائد والعبر

في هذا المبحث كثيرة, ومنها:




1 ـ استحباب زيارة قبور الشهداء بأحد

وقبور أهل البقيع والدعاء لهم

بشرط عدم شد الرحال,

وعدم إحداث البدع.




2 ـ جواز تغسل الرجل زوجته وتجهيزها والزوجة كذلك.




3 ـ جواز استئذان الرجل زوجاته

أن يُمرِّض في بيت إحداهن إذا كان الانتقال يشق عليه,

وإذا لم يأذنَّ فحينئذ يقرع بينهن.




4 ـ جواز المرض والإغماء على الأنبياء

بخلاف الجنون فإنه لا يجوز عليهم؛ لأنه نقص,



والحكمة من مرض الأنبياء؛

لتكثير أجرهم، ورفع درجاتهم,

وتسلية الناس بهم؛

ولئلا يفتتن الناس بهم فيعبدونهم؛


لما يظهر على أيديهم من المعجزات والآيات البينات,


وهم مع ذلك


لا يملكون لأنفسهم ضرّاً ولا نفعاً

إلا ما شاء الله.




5 ـ استحباب الغسل من الإغماء؛

لأنه ينشط ويزيل أو يخفف الحرارة.




6 ـ إذا تأخر الإمام تأخراً يسيراً ينتظر,

فإذا شق الانتظار صلى أعلم الحاضرين.




7 ـ فضل أبي بكر وترجيحه على جميع الصحابة رضي الله عنهم,


وتنبيهه وتنبيه الناس أنه أحق بالخلافة من غيره؛


لأن الصلاة بالناس للخليفة؛


ولأن الصحابة رضي الله عنهم قالوا:


رضينا لدنيانا من رضيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لديننا“.




8 ـ إذا عرض للإمام عارض أو شغل بأمر لا بد منه

منعه من حضور الجماعة

فإنه يستخلف من يصلي بهم ويكون أفضلهم.




9 ـ فضل عمر رضي الله عنه؛ لأن أبا بكر وثق به,

ولهذا أمره أن يصلي ولم يعدل إلى غيره.




10 ـ جواز الثناء والمدح في الوجه

لمن أُمِنَ عليه الإعجاب والفتنة؛

لقول عمر رضي الله عنه:”أنت أحق بذلك“.




11 ـ دفع الفضلاء الأمور العظيمة عن أنفسهم

إذا كان هناك من يقوم بها على وجه مقبول.




12 ـ يجوز للمستخلف في الصلاة ونحوها

أن يخلف غيره من الثقات لقول أبي بكر:

”صلِّ يا عمر“.




13 ـ الصلاة من أهم ما يسأل عنه.



14 ـ فضل عائشة رضي الله عنها

على جميع أزواج النبي صلّى الله عليه وسلّم

الموجودات ذلك الوقت

وهن تسع إحداهن عائشة رضي الله عنهن.




15 ـ جواز مراجعة ولي الأمر

على سبيل العرض والمشاورة والاستشارة

بما يظهر أنه مصلحة,

لكن بعبارة لطيفة تحمل الحكمة وحسن الأسلوب.




16 ـ جواز وقوف المأموم بجنب الإمام لحاجة أو مصلحة:

كإسماع المأمومين التكبير في الجم الغفير

الذين لا يسمعون الصوت, أو ضيق المكان,

أو علة أخرى كصلاة المرأة بالنساء,

أو المنفرد مع الإمام، أو إمام العراة.




17 ـ جواز رفع الصوت بالتكبير

فينقل المبلغ للناس صوت الإمام

إذا لم يسمع الناس تكبير الإمام.




18 ـ التنبيه على الحرص على حضور الصلاة مع الجماعة

إلا عند العجز التام عن ذلك.




19 ـ الأعلم والأفضل أحق بالإمامة من العالم والفاضل.




20 ـ إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا صلى جالساً صلي الناس جلوساً,

وإذا صلى قائماً صلوا قياماً.



21 ـ البكاء في الصلاة من خشية الله لا حرج فيه

لكن لا يتكلف ذلك ولا يطلبه,

فإذا غلبه البكاء في الصلاة بدون اختياره فلا حرج([1]).


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

([1])انظر: شرح النووي 4/379 – 386 , وشرح الأبي 2/301- 302,
وفتح الباري 2/ 151, 152, 164 و166, 173, 203, 206.






من مواضيعي في المنتدى
»» موقع رائع جدا للقرآن الكريم وتلاوته وحفظه
»» اللحظات الأخيرة لطاغوت الرافضة
»» خلال عامين .. 300 ألف شخص يعتنقون الإسلام بأوروبا
»» الشيخ صالح اللحيدان يلقي درسه في الظلام الدامس
»» حاكم إيران الفعلي
  رد مع اقتباس
قديم 12-02-10, 02:25 PM   رقم المشاركة : 29
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


المبحث السابع:


خطبته العظيمة ووصيته للناس



خطب عليه الصلاة والسلام أصحابه

في يوم الخميس قبل أن يموت بخمسة أيام

خطبة عظيمة بيَّن فيها فضل الصدِّيق

من سائر الصحابة,

مع ما قد كان نص عليه أن يؤم الصحابة أجمعين,

ولعل خطبته هذه كانت عوضاً

أراد يكتبه في الكتاب,

وقد اغتسل عليه الصلاة والسلام

بين يدي هذه الخطبة العظيمة,

فصبوا عليه من سبع قرب لم تُحلل أوكيتهن,

وهذا من باب الاستشفاء بعدد السبع

كما وردت به الأحاديث([1])

والمقصود أنه صلّى الله عليه وسلّم

اغتسل ثم خرج وصلى بالناس ثم خطبهم.



قال جندب رضي الله عنه:


سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

قبل أن يموت بخمس وهو يقول:

إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل([2])؛

فإن الله تعالى قد اتخذني خليلاً,

كما اتخذ إبراهيم خليلاً,

ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً

لاتخذت أبا بكر خليلاً,

ألا وإن من كان قبلكم

كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد,

ألا فلا تتخذوا القبور مساجد

إني أنهاكم عن ذلك“([3]).




وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

خطب النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال:

إن الله خيَّر عبداً

بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء

وبين ما عنده فاختار ما عند الله“,



فبكى أبو بكر رضي الله عنه وقال:

فديناك بآبائنا وأُمهاتنا,

فعجبنا له,

وقال الناس:

انظروا إلى هذا الشيخ

يخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

عن عبدٍ خيَّرَه الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا

وبين ما عند الله، وهو يقول:

فديناك بآبائنا وأمهاتنا,

فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

هو [العبد] المخيَّر,

وكان أبو بكر أعلمنا.


فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

[يا أبا بكر لا تبكي]

إن من أمنَّ الناس عليَّ

في صحبته وماله([4]) أبو بكر,

ولو كنت متخذاً خليلاً من أمتي

لاتخذت أبا بكر,

ولكن أُخوَّةُ الإسلام, ومودته,

لا يَبْقَينَّ في المسجد باب إلا سد

إلا باب أبي بكر“([5]).


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


([1]) انظر: البداية والنهاية لابن كثير 5/228.

([2])الخُلَّة: الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خِلاله؛ أي في باطنه,

وهي أعلى المحبة الخالصة, والخليل: الصديق الخالص؛

وإنما قال ذلك صلّى الله عليه وسلّم؛ لأن خلته كانت مقصوره على حب الله تعالى
فليس فيها لغيره متسع ولا شركة من محاب الدنيا والآخرة.
انظر: النهاية في غريب الحديث 2/72, والمصباح المنبر 1/180,
وشرح النووي 5/16, شرح الأبي 2/426.

([3])مسلم برقم 532.

([4])معناه: أكثرهم جوداً لنا بنفسه وماله,
انظر: فتح الباري 1/559, وشرح النووي 15/160.

([5])البخاري برقم 466, 3654, 3904, ومسلم برقم 2382.






من مواضيعي في المنتدى
»» الفرقة الشيعية وملاعبة مصر بورقة الصحابة
»» إيران تقترب من إعلان إفلاسها
»» هدم الصنم الإيراني
»» إن بطشي أشد من بطش الله
»» إحياء الآثار بداية الشرك على الأرض
  رد مع اقتباس
قديم 12-02-10, 02:32 PM   رقم المشاركة : 30
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


وخلاصة القول:

أن الدروس والفوائد والعبر

في هذا المبحث كثيرة, ومنها:




1 ـ أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم بسد الأبواب

إلا باب أبي بكر

من جملة الإشارات التي تدل على أنه هو الخليفة.




2 ـ فضل أبي بكر رضي الله عنه

وأنه أعلم الصحابة رضي الله عنهم,

ومن كان أرفع في الفهم

استحق أن يطلق عليه أعلم,

وأنه أحب الصحابة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.




3 ـ الترغيب في اختيار ما في الآخرة على ما في الدنيا,

وأن الرغبة في البقاء في الدنيا وقتاً من الزمن

إنما هي للرغبة في رفع الدرجات في الآخرة

وذلك بالازدياد من الحسنات لرفع الدرجات.





4 ـ شكر المحسن والتنويه بفضله وإحسانه والثناء عليه؛

لأن من لم يشكر الناس لا يشكر الله تعالى.





5 ـ التحذير من اتخاذ المساجد على القبور

وإدخال القبور في المساجد أو وضع الصور فيها,

ولعن من فعل ذلك,

وأنه من شرار الخلق عند الله كائناً من كان([1]).





6 ـ حب الصحابة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم

أكثر من النفس والولد والوالد والناس أجمعين

ولهذا يفدونه بآبائهم وأمهاتهم.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

([1])انظر: فتح الباري 1/559, 7/14, 16, والنووي 15/16.







من مواضيعي في المنتدى
»» رئيس الجمهورية حرامي
»» القرآن الكريم في رأي أحد المستشرقين
»» جبهة معارضة جديدة يقودها كروبي وموسوي وخاتمي وتهديد أنصار نجاد بجلد مرجع بارز
»» النفاق وإيران وهدم المساجد
»» موضع جرح "المرأة من جديد" / للشيخ لطف الله خوجه
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:09 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "