أخي أبو أنيسة, يجب يعني أن تفهم الفرق بين أحمد زروق رحمه الله و ما نُسب إليه أو يعتقده الجهلاء عنه.
لماذا أعطيت لك هذا الفيديو:
http://www.youtube.com/watch?v=stq8SeURgG4
؟؟
الشيخ فريد الانصاري رحمه الله يقول: "من أجود من مارس النقد و الحسبة في مجال التصوف, الشيخ أحمد زروق الفاسي المغربي المشهور, الذي انتقد التصوف في كتابه المشهور 'عدة المريد الصادق' و قد طبعته وزارة الأوقاف و الشئون الاسلامية بالمغرب, و هذا الكتاب .... كان غربلة لهذا المجال -أي التصوف- من أجل إعادة تأصيله و تأسيسه على كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم, و انتقد جميع الخرافات الرائجة فيه -اي في التصوف- و انتقد جميع الأشياء التي ليست في العبادة من شيء و ليس لها أصل في الكتاب و السنة...".
فالتصوف إذن نعم دخلت فيه أشياء غير صحيحة كما حدث في الفقه أيضا, لكن هنا لا ينبغي أن نضرب التصوف و الفقه بهذه الججة, فالتصوف لا يمكن التعبير عنه بكلمات بل بالعمل و الشعور, عندما تعرف كيف تتواضع أمام الله و تصبر على طلب العلم, و تصبر على جهل أو اعتداء أفراد العائلة عليك, و لا تقطع رحمك بسبب تفاهات, و تحاول أن تعبد الله كأنك تراه, و تزهد في الدنيا فتذهب إلى عملك على الدراجة بدل السيارة و تبيع السيارة لتنفق على العائلة و على تعليم أولادك و تعليم الأقرباء و اليتامى, و تلبس سروال عادي و لا تشتري أرماني سروال لتقول للناس ها أنا ألبس سروال 300 دولار, و تحب المسجد, و تجلس فيه, و تبتسم مع الناس, و يكون فيك حياء, و تبادر بالسلام على من عاداك, و لا تنصح أخوك إلا في الخاص لا على الملئ, و يكون عندك دائما حسن النية بالناس فإذا رأيت من يهمز و يغمر فاعتقد انهم يتكلمون عن شيء آخر و ليس عنك, و إذا نظروا اليك فضحكوا فاعتقد انهم لا يستهزؤن منك و إنما يتكلمون عن شيء آخر فشاءت الاقدار ان تتلاقى عيونكم و هم في تلك الحالة التي يتكلمون فيها فقط, فالرجولة ليست في المواجهة و الجرئة لكن أن تمسك نفسك في حالة غضب و تشكو الى الله أو تستغفر, و تنفق بدون أن تعمل هذا رياءا, و لا تحاول أن تلعب دائما دور الرئيس و البطل و من يريد أن يتحكم في زمام الأمور في جمعيتك أو فريقك الرياضي أو في القاعة أو في المجلس أو في الجماعة أو في المسجد أو في العمل... تفكر في الموت و تزور القبور لتفكر في الموت و تدعو الله لاهل القبور ان يرحمهم و أن تستشعر و كأن أهل القبور معك و يسمعون دعاءك.. و الإكثار من النوافل و التسبيح و الذكر.
تطوير تقافتك و تقاليدك في مجتمعك بصبغة دينية لكن ليس بنية تعبدية و إلا أصبحت بدعة و تحديث في الدين, مثلا الاحتفال بالاعياد الدينية كالمولد, بشرط أن لا يأخذ هذا الاحتفال حيزا اعتقاديا او تعبديا و إلا كان ذلك تحديث و تبديع في الدين. الرقص الصوفي إذا كانت بنية التعبد مع الاعتقاد فهو باطل مردود, و إذا كان بنية ثقافية للترويح على النفس و ترويضها كما نفعل عندما نلعب كرة القدم أو نجري مسابقات, فلا بأس. المسجد ليس للرقص و لا الأكل و لا نظافة بدنك و لا للنوم إلا إذا كان ذلك بنية غير عقائدية دينية تعبدية فيمكن تنام في المسجد و تأكل فيه و تنظف أظافرك, و تلعب مسابقة أسئلة و جواب, بشرط أن لا يكون ذلك على أساس آعتقادي تعبدي شعائري.
الرسالة ختمت بختم النبوة على يد سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله, و ليس هناك شخص يعرف أفضل في الشعائر التعبدية و العقائد. و ليس هناك مصدر آخر للدين في العقائد و العبادات إلا الكتاب و السنة.
أما فريد الأنصاري رحمه الله فهو نعم يمثل نفسه لكن كجميع علماء المغرب و فقهائه, هم نتاج جو ثقافي ديني معين.