العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-06-15, 06:00 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


في شدة اليأس يأتي الفرج

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في شدة اليأس يأتي الفرج
الابتلاء والمحن والشدة خاصية وميزة من ميزات هذه الحياة الدنيا، فلا يكاد يوجد إنسان يسير على هذه الدنيا إلا وقد أصابه ابتلاء أو شدة أو محنة .فالأنبياء ومن تبعهم قد ابتلوا وأصابتهم الشدائد، ثم جاءهم الفرج، لكن مع ذلك هناك فوائد للشدائد، وقد وجه الشيخ عدة نصائح لعدة شرائح في المجتمع المسلم وأوصاهم بالصبر والمصابرة، مبيناً أن بعد الشدة فرحاً، وأن مع العسر يسراً،
فيملئ قلبه بالخوف والقلق والاضطرابات النفسية والهواجس في أقبح صورها ،فتضعف القيم في نفسه وتسوء أخلاقه وتنعدم الثقة بمن حوله فيخسر حياته وسعادته ودينه وآخرته،ونسي هذا الإنسان أن لهذا الكون رباً عظيماً يحكم فيه بمشيئته،لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ، يبتلي العباد لحكمه هو يعلمها وهو أرحم بهم من أنفسهم،
ملكٌ يُدبِّر أمر عباده، يأمرُ وينهى، ويُعطِي ويمنع، ويخفِضُ ويرفع، أوامرُه مُتعاقبةٌ على تعاقُب الأوقات، نافذةٌ بحسب إرادته ومشيئته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن﴿ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾الرحمن،
لا يغفل ولا ينام،يُفرِّج كرباً، ويجبِر كسيراً، ويُغنِي فقيراً، ويُجيبَ دعوةً، ويدفع شراً وينصر مظلوماً ويبطش بجبارٍ ويطعم جائع ويشفي مريضاً قال عن نفسه﴿وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ﴾ المؤمنون،
لذلك كان لزاماً على المسلم أن لا يستسلم أو يضعف أو ييأس حتى لا تعتريه هذه الهموم والمخاوف والأوهام وليثق بالله وليتوكل عليه وإن نزل البلاء كان على يقين بأن هذه سنة الله في هذه الحياة وأن الله سبحانه وتعالى لا يريد بهذا البلاء مهما كان إلا الخير لعباده لحكمة قد لا نعلمها وقد لا ندركها،وعليه أن يبذل ما يستطيع من جهد لدفعه بالوسائل الشرعية والمادية بدعاء أو كلمة أو نصيحة أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر،والله سبحانه وتعالى يتولى بعد ذلك أموره كلها فيجعل بعد الضيق فرجاً وبعد العسر يسرا،
إن الأحداث والهواجس والمخاوف التي يعيشها المسلم مهما كان تأثيرها على مسيرة حياته وعلاقته بربه وبمن حوله وعلى واقع الحياة ومستقبل الأفراد والشعوب والمجتمعات،
قد لا يدرك وهو في حالة ضعف من الإيمان والصلة بالله أن طوق النجاة قريباً منه وأن الخير في متناول يده وأن الفرج قاب قوسين أو أدني ، ورب محنة كانت منحة ربانية للفرد المسلم والمجتمع المسلم إذا أحسنوا التعامل معها فمن ذلك،
تكفير الذنوب والخطايا ورفع الدرجات وتطهير النفوس وتزكيتها وربطها بخالقها والتمكين والنصر والتمييز والتمحيص بين العباد،ومعرفة أهل الصدق والصبر والإيمان،وكشف وفضح أهل الخيانة والكذب والنفاق،قال تعالى(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَـٰهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَـٰرَكُمْ ) محمد،
فإذا أصابتك شدة فإنما هي سحابة صيف فلا يخفيك رعدها ولا برقها فربما تكون محملة بالغيث،
هبت عاصفة شديدة على سفينة فى عرض البحر فأغرقتها ونجا بعض الركاب،منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة ما كاد الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة والمساعدة وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر وما يصطاده من أرانب ويشرب من جدول مياه قريب وينام فى كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمى فيه من برد الليل وحر النهار،
وذات يوم،أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلاً ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة ولكنه عندما عاد، فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها فأخذ يصرخ،لماذا،حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لي شئ فى هذه الدنيا وأنا غريب فى هذا المكان،والآن يحترق الكوخ الذي أنام فيه لماذا كل هذه المصائب تأتى علىّ،
نام الرجل من الحزن وهو جوعان ولكن فى الصباح كانت هناك مفاجأة فى انتظاره،
إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وينزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه فلما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه ما الذي دلهم عليه،فأجابوه،لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما يطلب الإنقاذ،فإذا ساءت ظروفك فلا تخف،
فقط ثِق بأنَّ الله له حكمة في كل شيء يحدث لك وأحسن الظن به، والأحداث من حولنا والمصائب والكوارث والفتن قد تكون طوق نجاة لنا جميعاً لأن الله هو العدل الذي لا يجور فأحسنوا العمل وثقوا بالله وأحسنوا الظن به فإنه كريم عظيم .
وأعمال القلوب، التي لا يستشعرها ولا يعيش لحظاتها إلا من أوقد الله قلبه بحرارة الإيمان، وعمَّره برياض ذكر الله سبحانه وتعالى،والإقبال عليه، وخشيته في السر والعلانية،وصبر لله وعلى أقدار الله سبحانه،
يقول الله عزَّ وجل(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُون)النمل،
فمن الذي يجيب المضطر إذا رفع يديه إلى الله سبحانه وتعالى يطلب منه المدد؟ ومن الذي يجيب المسلم في لحظات الكرب والشدة وهو يهتف داعياً ربه منيباً إليه طالباً منه العون وتفريج تلك الهموم،وقال الله تعالى(إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)
الشرح،
فهذا العسر معرفة، واليسر نكرة في الآية، ولذلك قال ابن عيينة رحمه الله،أي،إن مع ذلك اليسر يسراً آخر، كقوله سبحانه(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ)التوبة،
إن العباد إذا نزلت بهم الشدائد فإنهم سرعان ما يقنطون، والله سبحانه وتعالى،جعل لكل أجل كتاباً،وجعل لهذا الهم نهاية، ولهذا الكرب تفريجاً،ولكن العباد يستعجلون،والله سبحانه وتعالى يعجب ويضحك من قنوطهم ومن قرب فرجه،
وكتب عمر إلى أبي عبيدة يقول(مهما ينزل بامرئ من شدة يجعل الله له بعدها فرجاً، وإنه لن يغلب عسر يسرين)
وهذه الشدائد التي تصيب المسلم،فوائد بالرغم من أنها مكروهة للنفس، فمنها،
أولاً،أن الله يكفر بها الخطايا، ويرفع بها الدرجات، ويدفع المكروب ،ويلجأ إلى الله وينكسر بين يديه، وهذا الانكسار أحب إلى الله من كثير من العبادات،أن ينكسر المخلوق لله سبحانه، وأن يشعر بذله أمام الله، وأن يشعر بحاجته إلى ربه وافتقاره إلى خالقه، فينقطع إلى الخالق ويترك المخلوق، وهنا يتحقق التوحيد،
ويخلص الإنسان لربه،وقد علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعية إذا نزل بنا الكرب واشتدت الأمور وضاقت علينا الأرض بما رحبت، فقد جاء في الصحيحين عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب(لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم)
وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قال(يا حي يا قيوم،برحمتك أستغيث)
وقال عليه الصلاة السلام(من أصابه هم أو غم أو سقم أو شدة فقال،الله ربي لا شريك له، كشف ذلك عنه)
وعن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(دعوة المكروب،اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(دعوة ذي النون إذ دعا بها في بطن الحوت،لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لا يدعو بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له)
وهذه ألطاف الله قد تخفى على الكثيرين،وكم يسر أتى من بعد عسر وفرج،
إذا ضاقت بك الأسباب يوماً فثق بالواحد الأحد العلي،
وكل الحادثات إذا تناهت فموصول بها فرج قريب،
اللهم فرج كرباتنا، وفرج همومنا وأحزاننا،
اللهم واجعل لنا من رحمتك نصيباً موفورا، واجعلنا من عبادك الصلحاء الأتقياء الأخفياء،
اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين، وأقض الدين عن المدينين،واجعل لنا من كل هم فرجاً، ومن كر ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، ومن كل مرض شفاء، ومن كل حاجة قضاءً، ومن كل ذنب مغفرة ورحمة,






 
قديم 02-07-15, 08:36 AM   رقم المشاركة : 2
الغد المشرق
عضو








الغد المشرق غير متصل

الغد المشرق is on a distinguished road


موضوع رائع وجميل

جزيتي خيرا






التوقيع :
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وصحبه وزوجاته اجمعين ..

من مواضيعي في المنتدى
»» أكثر من سبعين فائده من تدبر للقران الكريم
»» عباده السر الخبيئه الصالحه ....
»» تفسير سوره العاديات
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:22 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "