السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أسعد الله أوقاتكم بكل خير...
معكم (قلم فريد) من أبناء منطقة نجران والمنتمين للمذهب الاسماعيلي...
في البداية أؤكد على التزامي باحترام الموقع والقائمين عليه و احترام المذهب السني و احترام كل زميل يستحق الاحترام.. وأن ألتزم باداب الحوار ما استطعت.. وأن أعمل جاهدا للوصول الى نتائج ايجابية مثمرة باذن الله مفيدة للجميع..
بكل صراحة أنا أنظر للمذاهب على أنها مراجع.. لأنه سابقا يسلك المرء مذهبا دينيا معين ويصبح هو كل حياته.. اليوم أصبح كل انسان يسلك مسلك معيشته والمذهب أو الدين بمثابة المرجع له... ولذلك أنا أرى ان كلمة مذاهب لم تعد صالحة وانما كلمة مراجع أفضل... مثلا في الغرب.. يكون فيه انسان عادي غير متدين..ولكنه مثلا من أصول مسيحية معينة.. فقد يحدث أن يصاب بمصيبة في حياته كفقد ابنه او زوجته.. فيذهب للكنيسة كمرجع له يساعده ويسانده في مصيبته... أو حتى في مناسبات افراح كمناسبات الزواج مثلا... غير متدينين يتزوجون في الكنائس بغض النظر عن ايمانهم من عدمه...
خلاصة الكلام: "أنا أنظر الى المذهب الاسماعيلي على أنه مرجع اسماعيلي (أو ديني بالأصح) .. وليس مذهبا أو مسلكا ذاهبه وسالكه.. لذلك فأهميته في حياتي بسيطة.. وتركيزي على العلم والحقل الأكاديمي والجانب الفكري للحياة... بالمختصر أنا من أصول اسماعيلية.. ولكني لست اسماعيليا.. أنا أؤمن بالعلم... أحب الفلسفة بكل أنواعها.. ولكني لا أحب الفلسفة الدينية (وهي مايدور حوله المذهب الاسماعيلي).. فالفكر والفلسفة العلمية المجردة من الدين هي من ضمن هواياتي واهتماماتي."
ثانيا: المذاهب هي منتجات بشرية .. وحالها كحال أي منتج بشري ..النقص ..ولو وجد كمالا فهو انما كمال نسبي وليس بالكمال بالمطلق.. والأديان تم التعديل والتغيير فيها... لذلك من وجهة نظري.. المذاهب والأديان كلها ناقصة وهي دائمة التغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص..ولعله من الأفضل ..أن يقوم أبناء كل مذهب بتطويره وتنقيحه من كل الأخطاء والشوائب... لذلك أتمنى أن يكون الحوار من اجل التطوير والتنقيح وليس من أجل الشطب والنفي...
سأقوم بنقد سريع للمذهب الاسماعيلي من وجهة نظري...وأتمنى أن تقوموا بنفس الشيء مع مذهبكم...
1- أغلب الفلسفة الدينية (الاسماعيلية) صعبة الفهم وغير نافعة للعامة..حيث أنها تبعد الانسان عن الواقع..
2- تعمقت الفلسفة الاسماعيلية للبحث في الأمور الالهية حتى وصلت الى حد الجنون..
3- نقل المذهب الاسماعيلي عن الاخرين اقوالا مباشرة..من غير معالجة دقيقة وتدقيق.. كالنقل من الارث المسيحي.. في بعض أقوالهم عن عيسى عليه السلام..وعن اليونانيين..بعض الأمور المشكوك في صحتها..
4- تقسيهم العلوم أو الفلسفة الى أربعة أقسام(الرياضيات,المنطقيات,الطبيعيات,الالهيات).. وهو ماأثبت الزمن أنه خطأ فادح وواضح في نفس الوقت!! حيث أن العلوم لا حد لتقسيمها...
5- لم تقدم الفلسفة الاسماعيلية للانسانية شيئا مقابل تقديم الفلسفة الأوروبية والغربية للعالم..
6- عهود الصمت والتقية المبالغ فيها.. وهي طريقة عمل كثير من الجماعات الدينية (اأقليات في معظما لأحيان) موجودة في كثير من الحضارات اليوم ومنها الحضارة الغربية.. فهنالك من أخذوا على أنفسهم عهود الصمت والتجنب (التقية) .. وهذه الجماعات الدينية يطلقون على عهودهم ..(The Vow of Silence).. أي عهود الصمت.. ويموتون دون أن يتكلمون ..
7- عدم تقدير الخاصة الاثار السلبية نتيجة الصمت والتقية.. على العامة من أتباع المذهب.. فهم أي العامة معرضون لاقصاء اجتماعي سبب لهم الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.. وهم وان لم يكونوا السبب وراء هذه المشاكل للعامة.. الا انهم جزء من المشكلة..
في النهاية... لا شك أن أوجه النقص والعيوب لا حد لها, وأن الحاجة للتغيير والتطوير دائما موجودة...
وعلى دروب الخير نلتقي...