وكان رحمه الله من العلماء الذين ناصروا الدعوة السلفية بسيفه وشعره واثنى خيرا على الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بقصيدة تحوي 88 بيتا وكان محبا لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.
قال الشيخ العلامة عبدالجليل الطبطبائي : « ومنه من البدع : ما عم به الابتلاء من تزيين الشيطان للعامة تخليق حائط أو عمود وتعظيم عين أو حجر أو شجر لرجاء شفاء أو قضاء حاجة وقبائحهم في هذه ظاهرة غنية عن الايضاح والبيان " .
وقد أشار الكاتب بسام الفهد إلى كتاب مهم يعرف بجهود علماء وأمراء الكويت في نشر العقيدة السلفية وعنوانه " أمراء وعلماء من الكويت على عقيدة السلف " ، من تأليف دغش شبيب العجمي ، دوّن فيه الكاتب تلك الحقبة المباركة والسيرة العطرة لبعض الأمراء والعلماء .
والكتاب يتكون من 9 فصول يتناول فيها الكاتب حقيقة الدعوة السلفية وحال جزيرة العرب قبل قيام دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب ويبين في الفصل الثالث ان الكويت دولة سنية سلفية مستشهدا فيها بالأدلة على ذلك، وتحدث عن اعتناء علماء الكويت بكتب السلفيين وموقفهم من شيخ الإسلام ابن تيمية، كما تطرق إلى ثناء علماء الكويت على الإمام محمد بن عبد الوهاب، وتناول ارتباط علماء الكويت ومراسلاتهم للسلفيين من أهل نجد .
شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب.. وشيخ الكويت عبدالجليل الطبطبائي !!
تباركتَ يا مَولى الملوكِ الأعاظمِ * * * وَعَزَّيْتَ يا مُبدِي الجميلَ وراحِمي
لك الحمدُ إذ أوْليتَنا منك أنعُمًا * * * يضيقُ لها ذرعًا يَراعٌ لِراقِمِ
وأتحفتنا بالدين دين مُحمدٍ * * * عليه صلاةٌ مع سلامٍ مُلازمِ
فأضحَتْ به مِنَّا القلوبُ مُنيرة * * * وتزهو كما تزهو الرُّبا بالسَّواجِمِ
فأعظم بها من نعمةٍ حق شُكرها * * * علينا وشكرُ اللهِ آكَدُ لازِمِ
جَزىَ اللهُ رَبَّ العرشِ بالصفحِ وَالرِّضا * * * وبالخير مَنْ قد كانَ أصدقَ قائمِ
بنُصرة دينِ المصطفى وَظهيرهِ * * * هو الحَبْرُ ذو الأفضالِ حاويِ المكارمِ
هو الوَرِعُ الأوّاهُ شيخي مُحمدٌ * * * هو القانتُ السجادُ في جُنحِ فاحِمِ
لقد قامَ يدعو للمُهَيْمِنِ وَحْدَهُ * * * فريدًا طريدًا مالَهُ من مُسالمِ
وجاهدَ للرحمنِ حَقَّ جِهاده * * * وفي الله لم تأخُذْهُ لومةُ لائِمِ
هُمام بَدَا والناسُ إلاّ أقلهم* * * على مَحْضِ شركٍ في العبادةِ لاجِمِ
يَعُدُون للضراء قُبَّةَ مَيِّتٍ * * * كما طلبوا منه نتاجَ العَقائِمِ
فَهُمْ بَيْنَ مُومٍ بالركوعِ لِسَيِّدٍ * * * وآخَرُ يَعْنُو وجههُ للبهائِمِ
ومِن بَيْنِ داعٍ هاتِفٍ باسمِ شيخِهِ * * * يرومُ به نفعًا وَدَفْعَ العَظائِمِ
يُقَرِّبُ للمقبورِ قربانَ رَبِّنا * * * ويجهد في تسليمِ نذرِ الكرائِمِ
ويدفَعُ عينَ الحاسدين بأَعْظُمٍ * * * ويرجو لدَى الحُمَّى عقودَ التمائِمِ
وقد طَمَّ أكنافَ الدِّيارِ وعَمَّها * * * فسوقٌ وعِصيانٌ وهتكُ المَحارِمِ
عُقوقٌ وشربٌ واللواطُ مع الزنا * * * وزورٌ وقذفُ المُحصناتِ النواعِمِ
ولم تَلْقَ عن بادِ المناكِرِ ناهيا * * * ولا آمِرًا بالعُرْفِ بين العَوالِمِ
فَجَرَّدَ عَضْبَ العزم إذْ أوضحَ الهُدَى * * * بآياتِ حَقٍّ للضلالِ صَوارِمِ
وَقَدَّ بها هامَ الغوايةِ فانْمَحَتْ * * * قواعِدُ زَيْغٍ مُحْكَماتِ الدَّعائِمِ
سقى اللهُ قبرا ضَمَّ أَعْظُمَهُ الذي * * * حَوَى شَرَفًا مِن هامِيات الغمائِمِ
هتُونًا برضوانٍ وعَفْوِ ورحمةٍ * * * وَأَسكنه في الفردوس يا خير راحِمِ
* هذه القصيدة مدح وثناء لشيخ الإسلام المجدد محمد بن عبدالوهاب التميمي النجدي نظمها شيخ الكويت وعالمها في زمنه السيد عبدالجليل بن ياسين بن إبراهيم الطبطبائي من آل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام، ينتهي نسبه الى سيد شباب اهل الجنة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وأرضاهم..
* ولد الشيخ عبدالجليل الطبطبائي رحمه الله عام 1190هـ (1776م) ونشأ في بيت علم وتدين وكان مكرما عند اهل الكويت ومنهم أميرها الشيخ جابر الأول بن عبدالله الأول بن صباح الأول رحمهم الله.. وكان عمره حين وفاة الإمام محمد بن عبدالوهاب ستة عشر سنة فنشأ على حب الإمام المجدد لما رأى من حقيقة دعوته وكان محبا رحمه الله لشيخ الإسلام ابن تيمية.. وله مؤلفات منها «القول الحسن فيما يُستقبح وعما يُسَن».. وله ديوان شعر مطبوع قديما.. وفيه الأبيات التي ذكرناها وهي في الثناء على شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.. وفيها يقول أيضا:
وهاكَ إمامَ المسلمين خريدةً * * * أتَتْ من محبٍّ للإخاءِ مُلازِمِ
قوافٍ بديعاتٍ المعاني يزينُها * * * أنيقُ بيانٍ كالرياضِ البواسِمِ
على صفحاتِ الدَّهْرِ يَبقى ثناؤُها * * * عليك وأنت الكُفءُ يا ابن الأكارِمِ
* وصدق والله فإنها قصيدة خريدة فريدة بديعة.. رحمه الله وقد ترك ذرية مباركة ساهمت في بناء الكويت وكثير منهم اعلام واهل علم وقد برعوا في العلوم المختلفة ومنهم الشيخ الفاضل الدكتور محمد الطبطبائي عميد كلية الشريعة السابق بجامعة الكويت.. ومنهم صديقنا العزيز والزميل الفاضل النائب في البرلمان الكويتي الدكتور وليد الطبطبائي.. وهو وليد بن مساعد بن إبراهيم بن عبدالرزاق بن عبدالله بن عبدالوهاب بن السيد عبدالجليل الطبطبائي.. ذرية مباركة بعضها من بعض..
* توفي الشيخ عبدالجليل الطبطبائي عام 1270هـ رحمه الله رحمة واسعة وسنذكر ان شاء الله في مقالات قادمة مدحه للإمام الأمير عبدالعزيز بن محمد بن سعود رحمه الله وثناءه عليه وعلى حسن فعاله في نجد والجزيرة العربية..
وسنتكلم ايضا عن علاقة ائمة الكويت وعلمائها بالإمام المجدد ودعوته السلفية المباركة.. ومنهم الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السند النجدي الكويتي 1318هـ - 1397هـ (1900م – 1977م) رحمه الله.. ومنهم فقيه الكويت الشيخ محمد بن سليمان الجراح رحمه الله (1322هـ - 1417هـ)..
وسنتكلم عن ما كان يراه الشيخ ناصر بن مبارك الصباح 1301هـ - 1336هـ (1883م – 1917م) رحمه الله في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ابتداء أمره في أنه من الزنادقة والملحدين!!! وما قاله شيخ الكويت عبدالعزيز الرشيد في ذلك..
المقال للشيخ عبدالله زقيل / الساحات العربية الحرة