الحمد لله الذي صان دينه من تحريف الجاهلين ، والصلاة والسلام على رسول العالمين ، وعلى آله وصحبه الفائزين ، أما بعد :
قد جرّدت سيفي للجهاد ، ونبلي للجلاد ، حماية للعز والفخر والامجاد ، وللتفريق بين الغواية والرشاد ، في صد المُتمادي في جهله وسفه وطيشه وحمقه من المكرونات والمعكرونات ( علي لغتي شيراز ) من أهل التنعّم والوساد ..!!
وما أشقاك أيها الضفدع المنقنق ، فقد جرّيت على قومك الوبال ، ورشق النبال ، كـ ( رجم الناس قبر أبي رغال ) !!
وجرم جَرّه سفهاء قومٍ * * * * وحل بغير جارمه العذابُ
وكما وعدنا الأحباب والأصحاب ، وعذرًا عذرًا على التأخر للظروف والصعاب ، في نظم المنظومة ، وتكامل المعلومة ، في كشف تحريفات علمائهم ، وتخريفات أصنامهم ، واليوم مع نجمها وحامل بيرقها ، وممن خاطبه المعصوم بالسر المكتوم ، فأصبح الشيخ الأقدم، والطود الأشم ، إنه ( الصدوق ) صاحب التحريفات الباهرة ، والمقامات الظاهرة ، وصاحب ( ورشة العمل ) في أحد أحاديثهم المشهورة ، وأقوالهم المزبورة !!
كلّ ذلك نصرة لأهل الشريعة ، والرد على تشغيبات سفهاءهم السخيفة .!
وأجرؤ من رأيت بظهر غيبٍ * * * * على نشر العيوب ذوو العيوب
وهذه المزبورات _ بإذن الله _ هي لطالب الحق مقنعة ، ولباغي الخير ممتعة ، ولمريد السلامة في دينه والنجاة في الآخرة مغنية ..!
وأما العنيد البليد فلا تغني معه إقامة الحجج ، بل سبيله الصراخ على عتبات الحق الأبلج !
وكما أنشد الناشد :
وكثرة الصوت والإيعاد من فشلٍ
ونشر القول خير من طيّه ، (( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ )) ، ولزعزعة الجاهل الأحمق الذي يتبع رأي جاهلٍ أحمق
كبهيمةٍ عمياء قاد زمامها * * * * أعمى على عوج الطريق الحائر
وقبل عرض التحريفات والمفاجآت ، إليكم تذكيرًا بماضي ( الصدوق ) الزنديق!!
[ الصدوق هو من يقول : ربكم ليس ربنا ونبيكم ليس نبينا ]
المشهور أن السابق لهذه " المقولة الكفرية " هو الجزائري ، ولكن _ في الحقيقة _ أن الأسبق لها هو الصدوق المحرّف المخرّف !!
يقول نعمة الله الجزائري في كتابه " نور البراهين " (1/59 ) : [ قال الصدوق تغمده الله برحمته في تمام ما حكيناه عنه في المباحثة مع علماء الجمهور في مجلس بعض الملوك لما قالوا له : إننا وأنتم على إله واحد ونبي واحد ، وافترقنا في تعيين الخليفة الأول : ليس الحال على ما تزعمون بل نحن وأنتم في طرف من الخلاف حتى في الله سبحانه وفي النبي ، وذلك أنكم تزعمون أن لكم ربًا ، وذلك الرب أرسل رسولاً خليفته بالاستحقاق أبو بكر ، ونحن نقول : إن ذلك الرب ليس ربًا لنا ، وذلك النبي لا نقول بنبوته ، بل نقول : إن ربنا الذي نص على أن خليفة رسوله علي بن أبي طالب عليه السلام ، فأين الاتفاق ؟ ] بواسطة كتاب ( آفات تجهض الحوارات ) لشيخنا عبد الملك الشافعي ص53
ومع شيخهم وإمامهم الصدوق في تعامله مع النصوص التي تهدم دينه وتكشف بطلان عقيدته بـ ( التحريف ) و ( التلفيق ) و ( التزوير ) !
وخاصة إذا كان النص الذي يتعامل معه ( الصدوق ) يتحدث عن ( ثلاثة عشر ) إماماً معصوماً منصباً من الله .!!
ويتكرر المشهد والسيناريوـ بحذافيره ـ الذي وقع مع شيخ الطائفة ( الطوسي ) في موضوعنا السابق ، والفارق بينهما هو اختلاف لفظي الحديثين وهذا من " العجب " وكلاهما يصب في مؤدي واحد !!
وقبل أن نعرض " النص المحرّف " نقوم بسرد شهادات علمائهم واعترافات أسيادهم بتحريفات الصدوق المخبورة !!
[ شهادة العلامة المجلسي بتحريفات الصدوق ] :
يقول العلامة المجلسي في كتابه " بحار الأنوار " (5/156 ) : [ بيان : هذا الخبر مأخوذ من الكافي ، وفيه تغييرات عجيبة تورث سوء الظن بالصدوق ، وإنه إنما فعل ذلك ليوافق مذهب أهل العدل ]
[ شهادة علامتهم الكاظمي بتحريفات الصدوق ] :
يقول علامتهم الكاظمي في كتابه " كشف القناع عن وجه حجية الإجماع " ص313 : [ وبالجملة فأمر الصدوق مضطرب جدًا ، ولا يحصل من فتواه غالبًا علم ولا ظن ، إلى أن قال : وكذا في تصحيحه وترجيحه ] ثم نقل كلام المجلسي السابق !!
[ شهادة محدثهم النوري الطبرسي بتحريفات الصدوق ] :
يقول محدثهم الطبرسي في كتابه " مستدرك الوسائل " (11 /169 _170 ) : [ هذا ويظهر من بعض المواضع أن الصدوق رحمه الله كان يختصر الخبر الطويل ، ويسقط منه ما أدى نظره إلى إسقاطه ، فروى في التوحيد عن أحمد بن الحسن القطان ، عن أحمد بن يحيى ، عن بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدثنا أحمد بن يعقوب بن مطر قال : حدثنا محمد بن الحسن بن عبد العزيز الا حدث الجنديسابوري قال : وجدت في كتاب أبي بخطه : حدثنا طلحة بن يزيد ، عن عبد الله بن عبيد ، عن أبي معمر السعداني : ان رجلا أتى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وساق خبرا طويلا ، وكان الرجل من الزنادقة وجمع آياً من القرآن زعمها متناقضة ، وعرضها عليه ( عليه السلام ) ، فأزال الشبهة عنه . وهذا الخبر رواه الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج عنه ( عليه السلام ) ، بزيادات كثيرة أسقطها الصدوق في التوحيد ، والشاهد على أنه الذي أسقطها عنه ، أن الساقط هو المواضع التي صرح ( عليه السلام ) بوقوع النقص والتغيير في القرآن المجيد ، وهي تسعة مواضع ، ولما لم يكن النقص والتغير من مذهبه ألقى منه ما يخالف رأيه ] ثم نقل قولي الكاظمي والمجلسي السابقين !!
أهم عبارة في النص : [ ولما لم يكن النقص والتغير من مذهبه ألقى منه ما يخالف رأيه ]
[ فاجعة_ أخرى _ من محدثهم الطبرسي بتحريفات الصدوق في سائر كتبه ] :
يقول محدثهم الطبرسي في كتابه " فصل الخطاب " ص187 : [ وساق الخبر _ أي صدوقهم _ مع نقصان كثير عما في الاحتجاج منه ما يتعلق بنقصان القرآن وتغييره إما لعدم الحاجة إليه كما يفعل ذلك كثيرًا فيه وفي ساير كتبه أو لعدم موافقته لمذهبه .. ] ثم نقل قولي الكاظمي والمجلسي السابقين !!
وأرجو من الشيرازية أن تدقق في العبارة : [ كما يفعل ذلك كثيرًا فيه وفي ساير كتبه ]
فيحرّف وينقص الصدوق في ( سائر كتبه ) إما لعدم الحاجة إليها أو لعدم موافقته لمذهبه !!
وهذه كارثة وخيانة علمية للنقولات الإمامية !!
يتبع ..