روى زيد النرسي في كتابه عن عبدالله بن سنان قال « سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : إن الله ينزل في يوم عرفه في أول الزوال إلى الأرض على جمل أفرق يصال بفخذيه أهل عرفات يميناً وشمالا ، فلا يزال كذلك حتى إذا كان عند المغرب ونفر الناس وكل الله ملكين بحيال المازمين يناديان عند المضيق الذي رأيت :
يارب سلّم سلّم ، والرّب يصعد إلى السماء ويقول جل جلاله : آمين آمين رب العالمين ، فلذلك لا تكاد ترى صريعاً ولا كبيراً »
تجدون هذه الرواية في كتاب الأصول الستة عشر ص54 ط دار الشبستري قم الطبعة الثانية سنة 1405 هذا
هذا الكتاب أنكرته الرافضة .. فماذا قال علماءهم؟
فهذا الكتاب الذي وجدت الرافضة ينكرونه ، الكتاب موجود في المعجم الفقهي الذي جمعه على الكوراني الذي يتكلم دائما ضد التجسيم وهو ممن ساهموا في نشر هذه الرواية
لنرى ماذا جاء في كتب رجالهم:
زيد النرسي :
قال النجاشي : " زيد النرسي : روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام ، له كتاب يرويه جماعة .
أخبرنا أحمد بن علي بن نوح ، قال : حدثنا محمد بن أحمد الصفوان ، قال :
حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد النرسي بكتابه " .
وقد تقدم كلام الشيخ في ترجمة زيد الزراد ، قال في أولها : زيد النرسي وزيد
الزراد لهما أصلان ، وقال في آخرها : وكتاب زيد النرسي رواه ابن أبي عمير عنه .
وعده في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام ( 7 ) .
وتقدم كلام ابن الغضائري في ترجمة زيد الزراد .
روى زيد النرسي عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ، وروى عنه ابن أبي عمير . كامل الزيارات
: الباب 101 في ثواب زيارة أبي الحسن علي ابن موسى الرضا عليه السلام بطوس ، الحديث 10 .
أقول : يظهر مما ذكرناه في ترجمة زيد الزراد صحة نسبة كتاب زيد النرسي إليه ، ويزاد على ما مر ماذكره الشيخ من أن كتاب زيد النرسي رواه ابن أبي عمير ، فلا يصغى إلى ماذكره ابن الوليد من أنه موضوع
وضعه محمد بن موسى الهمداني .
ثم إن طريق الشيخ إليه صحيح ، فإنه ذكر أن راوي كتابه ابن أبي عمير ،
وقد ذكر طريقه إلى جميع كتبه ورواياته في ترجمته ( 618 ) والطريق إليه صحيح . ولقد غفل الاردبيلي عن ذلك فذكر أن طريق الشيخ إلى زيد النرسي مرسل . طبقته في الحديث روى محمد بن يعقوب بسنده ، عن محمد بن أبي عمير ، عن زيد النرسي ، قال : سمعت عبيد بن زرارة يسأل أبا عبدالله عليه السلام . الكافي : الجزء 4 ، كتاب الصيام 2 ، باب صوم يوم عرفة وعاشوراء 61 ، الحديث 6 ، والتهذيب : الجزء 4 ، باب وجوه الصيام وشرح جميعها ، الحديث 912 ، والاستبصار : الجزء 2 ، باب صوم يوم عاشوراء ، الحديث 443 ، إلا أن فيهما زيد النرسي ، قال : حدثنا عبيد ابن زرارة ، قال : سمعت زرارة يسأل أبا عبدالله عليه السلام . .
وروى عن علي بن فرقد صاحب السابري ، وروى عنه ابن أبي عمير .
ـ384ـ الكافي : الجزء 7 ، كتاب الوصايا 1 ، باب أن الوصي إذا كانت الوصية في حق
فغيرها فهو ضامن 51 ، الحديث 1 .
ولكن في الفقيه : الجزء 4 ، باب ضمان الوصي لما يغيره ، الحديث 534 ،
والتهذيب : الجزء 9 ، باب وصية الانسان لعبده ، الحديث 896 ، علي بن مزيد
صاحب السابري ، ولا يبعد صحة ما في الاخيرين .
وروى عن علي بن مزيد صاحب السابري ، وروى عنه ابن أبي عمير .
الكافي : الجزء 2 ، كتاب الايمان والكفر 1 ، باب التقبيل 80 ، الحديث 3 .
أما عبد الله بن سنان فهو ثقة ثقة ثقة جاء بأربعة أسماء منهم أصحاب علماء الرافضة.
كل ما رأيت في الأمر هو أن الروافض ينفون صحة الكتاب فقط لكن لا يجرؤون أن ينالوا من إسم "زيد النرسي" و لا "عبد الله بن سنان"،
أما تصحيح الرواة فزيد ثبت روايته عن الأئمة بشهادة رواياته عمّن روى عنهم
و أنقل من ترجمة زيد الزراد لذكر حبيبي النرسي فيها ..
زيد الزراد :
قال النجاشي : " زيد الزراد : كوفي ، روى عن أبي عبدالله عليه السلام أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، قال : حدثنا أبي وعلي بن
الحسين بن موسى ، قالا : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد بكتابه " .
وقال الشيخ ( 301 ) زيد النرسي و ( 302 ) زيد الزراد : " لهما أصلان لم يروهما محمد بن علي بن الحسين بن بابويه . قال في فهرسته :
لم يروهما محمد بن الحسن بن الوليد وكان يقول : هما موضوعان وكذلك كتاب خالد بن عبدالله بن سدير ، وكان يقول : وضع هذه الاصول محمد بن موسى الهمداني ، وكتاب زيد النرسي رواه ابن أبي عمير عنه " .
وعده في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام ( 8 ) .
وقال ابن الغضائري : " زيد الزراد وزيد النرسي رويا عن أبي عبدالله عليه السلام . قال أبوجعفر ابن بابويه : إن كتابهما موضوع وضعه محمد بن موسى
السمان ، وغلط أبوجعفر في هذا القول فاني رأيت كتبهما ( عتقا ) مسموعة من محمد بن أبي عمير
أقول : هنا أمران :
الاول : في صحة كتاب زيد الزراد وأن الكتاب له أو أنه موضوع .
الثاني في وثاقة زيد الزراد وعدم وثاقته .
أما الامر الاول ، فالظاهر هو صحة الكتاب ، فإن طريق النجاشي إليه صحيح على الاظهر .
ويؤكد ذلك ما ذكره ابن الغضائري من أنه رأى كتب زيد مسموعة من محمد بن أبي عمير ، إذن لايصغى إلى ما ذكره ابن الوليد من أنه موضوع وضعه محمد بن موسى الهمداني ، ومن المطمأن به أن الكتاب لم يصل إلى ابن الوليد بطريق صحيح ، وإنما وصل اليه من طريق محمد بن موسى الهمداني فبنى على أنه موضوع ، ومع ذلك يؤخذ على ابن الوليد بأن محمد بن موسى وإن كان ضعيفا إلا أنه من أين جزم ابن الوليد بأنه وضع هذا الكتاب ، أفلا يمكن أن يصدق الضعيف ؟ أفهل علم ابن الوليد بأنه لايصدق أبدا ؟
وكيف كان فالصحيح أن الكتاب لزيد الزراد وليس بموضوع .
وأما الامر الثاني : ( وثاقته ) فاستدل على وثاقته بأمور غير قابلة للذكر
والمهم منها أمران :
الاول : رواية ابن عمير عنه وهو لايروي إلا عن ثقة .
الثاني : رواية الحسن بن محبوب عنه . الكافي : الجزء 3 ، كتاب الايمان والكفر
1 ، باب شدة ابتلاء المؤمن 106 ، الحديث 8 .
والحسن بن محبوب من أصحاب الاجماع ، وقد مر الجواب عن ذلك في المقدمات فراجع .
اذا الرواية صحيحة ؟؟؟