العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-03-04, 01:21 AM   رقم المشاركة : 51
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


باسمه تعالى

والصلاة على محمد وآله


من الصعب جدا أن أرد ( ابتداء أو تكرارا ) على ما ورد كله ، ورغم أنني لم أشأ في البداية أن أرد ، إلا أنني عند قراءة الموضوع كاملا ( رأى السيد الذي يكتب لي ، أن مولانا حجاج بدا كملاكم رفع يده قبل إعلان النتيجة ) ورأيت أنه وقد تقوّل عليّ متعمدا ( أو وارثا ) هذه الأفكار التي يصعب الآن تكذيبها بعدما تغلغلت في نفسه فخالطته .

وكم كنت أتمنى أن يكون الاخ سلطان هو الذي قام بعملية التلخيص المزعومة هذه حتى تحبك التمثيلية بشكل أفضل ، وذلك لما ينتظر من المشرف من عدالة وحيادية دون عدالة الخصم ، ولكن قد وقع الفأس في الرأس .. فلا بد من التجاوب .. ولو بإيراد تعليق تذكيري على ما لخصه الزميل .


وأملي هو أن يقرأ القاريء الكريم كلامنا فيبدأ مرحلة الشك .. ليشك على الأقل بهذا القطع الذي يتوارثه عن الشيعة وما يسمعه من حجاج – اصلحه الله – وأمثاله الوهابية ، لأن الشك معبر رائع إلى اليقين ، فيبدأ التفكير دون الاكتفاء بما يلقى إليه ، أملا في أن يكون حرا .

وإذ أعجز عن التعليق على كل ما ورد ، حتى استقرت سفينة الحوار بفهمي للمطلوب من دعوتي من خلال شرحك للموضوع ، الذي لا زلت أصر على عظمته ( وذلك عظيم حتى على من يأخذ علمه عن علي (ع) ، فكيف لا يصعب على من أخذ عن غيره ؟ ) .. وأبدأ معلقا :

- أما اعتباري أن المائز الأكبر هو الكلام في العصمة وعدالة الصحابة ، فقد جاء ذلك لعلمي بأنه أقصر الطرق لمعرفة الخالق سبحانه وتعالى ، خصوصا عند من يدعي أن معرفة الخالق لا تتم الا بالنقل وإن خالف العقل ، فنحن نحتاج إلى الركون إلى ناقل عن الله ورسوله ، ممن يطمئن إلى نقله وعلمه ، وليس إلا المعصوم .. فالكلام كان في اعتماد أساس صحيح للخوض في بحث التوحيد . وأما ظنك بقابليتك لفهم الكتاب واستنباطك التوحيد منه فغلو منك في نفسك له آثار وخيمة على عقيدتك .

- قلت : " ويلاحظ فيها كما أشار الأخ أبو عبيدة ابتداءه بجحد النبي صلى الله عليه وسلم فضله في بيان التوحيد للأمة وعزو هذا الفضل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه " ، وأقول : قتلني الله إن ادعيت ذلك من عند نفسي ، ولكن بينت لك بعده بفاصلة أنه باب مدينة علم الرسول صلى الله عليه وآله ، وقد طلب منا ورود مدينة العلم من بابها وهو علي عليه السلام .. وهذا الذي أغفلتموه فوقعتم في ما وقعتم فيه من خبط في توحيده سبحانه ، وتجسيم وتشبيه مغلف بالبلكفة .
ولا أجدك حتى مقتنعا بما تقول ، لاحظ قولك : " ولو أنه قال: لا أجد ... اللجوء إليه بعد رسول الله إلا أمير المؤمنين، لكان أصوب " .. ويفهم من كلامك أنني لم أخرج عن الجادة وأنني لازلت في عالم الصواب . وأي صواب أصوب من ولوج المدينة من بابها ؟


- قلت : " ثم أورد كلاما في التوحيد منسوبا لعلي رضي الله عنه لا يعرف له سندا " ، وكأنك يا مولانا تهتم بالأسناد أو تعبأ بها !! أليس دأبك البحث في بطون ما بين جلدين من دون تثبت من قيمة كتاب أو أو رواية أو حتى تبصر لفحواها ؟
ثم من أين جئت بادعائك أنه كلام الأمير منسوب غير مسند ؟ فهلا اطلعت على باب الكفر والإيمان وكتاب التوحيد في الكافي الشريف أقلة لتجد هذا المعنى مسطورا هناك مفصلا أو مجملا يدعم بعضه بعضا .
وهذا أمر مهم لم تلتفت له – لانك صاحب هدف قد يهدم عليك ذلك الاطلاع هدفك فأعرضت عنه - ، فعقيدتنا المنتزعة بعناية من وسط هاتك الروايات ما صح منها وما ضعف وما نحل .. مجموعة في كتب العقيدة ، ومنه تعرف بالضرورة أن الروايات التي لم يبن عليها علماؤنا مخدوشة لسبب من الأسباب ( حتى لو كان منها ما وسم بالصحة ).
نعم برأيي ، أنه لا شك أن الحدود تبقى هلامية غير محددة النهاية بشكل قاطع ومتروكة للمكلف بشكل أو بآخر ، وهو ما يجعل الإيمان درجات ( وهذا في كل المذاهب ودليله الأخذ والرد بين علماء المذهب الواحد ) ، ولكن ما اصطلح عليه بالخط الأحمر الممنوع تجاوزه أو بعض القواعد المطلوبة قد بيناها لك فيما مضى .

- وألاحظ عليك بجلاء مولانا اعتمادك اسلوبا يعمل على هدم شخصية محاورك كما يدرس في بحوث الجدل ، وهذا أمر لا خلاف بنفعه لكسب جولات الحوار ، ولكنه ليس بالطريق القويم لإثبات الحق والباطل ، فطريق الحق والباطل يعتمد على إثبات ما تريد من الكتاب والسنة وكلام المعصوم ، وأما تهافت عنوان – كما هو حق تارة لضعفه أو باطل لأنه يمثل وجهة نظرك تارة أخرى – فلا يضر الحق شيئا وإن سقط شخص عنوان .
لذا ، حبذا لو تركز على الموضوع كما تركز على عنوان ، وستجد أن تهافت عقيدتك ابرز من تهافت عنوان إن صح تهافته .

- قلت : " التجسيم والتشبيه .. وإن كان من الموضوع لكنه ليس أساس الموضوع " ، ولا أخفي استغرابي من كونك خصما وحكما في آن واحد فتبقي ما تشاء وتؤخر ما تشاء وتطلب شطب ما تشاء .. فإذا كان أصل إيمانك بإله ليس هو الله تعالى اسمه ، فهل لك أن تناقش غيرك في شركه بهذا الإله الذي هو خاص بك ؟
وهذا ما أردت أن أبينه لك ، بأنك تدافع عن توحيد إله صنعه خيال بعض الصحابة ، وهو صلب موضوعنا . ( لاحظ أهمية الكلام عن عدالة الصحابة هنا وعلاقته ) .


- أما الاسترسال في مبحث التوسل إنما كان لبيان قواعد نشأ منها التوسل والاستعانة .. ( وهي التي بدأت بها حديثك واعتمدت على ما ورد في الأمثل ) واسترسالي كان بغرض حل الإشكال عندك فيما خص التوحيد كما يظهر لقاريء المداخلة .. وستجد أنني توقعت الحاجة لعرض " منشأ " التوسل وقد أصبت بذلك التوقع ، وما وجدت منك إلا تهربا عن الخوض فيه بحجة أنه غير مرتبط بالتوحيد وذلك لما عرفت ضعف حجتك فيه ، ولكي توهم القاريء بعدم الربط .


- هل أنا من أهل الباطن ؟
كما قلت ، الكلام عن شخص عنوان لا قيمة له ، ولكن الشيعة ليسوا من أهل الباطن ، نعم ، يجوز التعويل على الباطن بشروط ذكرناها في حينه فليراجع القاريء .
ثم محاولة بيان اختصاص الثقافة الشيعية بوجود تفسير باطني للقرآن دون أهل السنة فجهل لا يقوله متتبع للتفاسير ، والعمدة عندنا في جواز الأخذ بالتفسير الباطني هو بعد ثبوت العصمة للمخول بالتفسير وهم أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، وأما قبل ذلك فالظاهر من القرآن والسنة هو الملزم والحجة في إثبات إمامتهم وعصمتهم .
( لاحظ مناسبة الكلام عن العصمة كانت ثمرته هنا )


- الكلام عن ابن باز وابن عبدالوهاب وحتى ابن تيمية كلام في صلب البحث لما كان لهم من دور في بلورة ما يسمى بعقائدكم ، فليس مسألة جانبية كما تظن أو كما تصور للقاريء .


- قلت : " ثم ذكر أن القسط في الباطن هو أمير المؤمنين علي رضي الله عنه. فعلى المعنى الباطن تباعا يكون الله تعالى قائما بعلي. ولا تحتاج المسألة إلى شهادة دكتوراة لاستقاء هذا المعنى " ، وأقول : أبدا .. لا يحتاج القاريء للدكتوراه ولكن لاشك بأنه يحتاج إلى إنصاف لترجيح المعنى الذي نراه ونعيشه في كل يوم من كون علي عليه السلام عبدا لله فيصلا بين الحق والباطل ، وهو ما يقود فهم الرواية لغير ما تروم ، بالإضافة إلى ما لا يحصى من دلائل مخالفة من روايات وتفاسير وكتب عقيدة .


- قارنت بين استعانتي بالله تعالى في مداخلة وبين قولي : "ثم نربط الكلام بعون المهدي عليه السلام بموضوعك الذي طرحت" ، وقولي : " أقول مستعينا برسول الله صلى الله عليه وآله " . فقلت معلقا : " وكما يقال فإن الطبع يغلب التطبع، فالذي دأب على دعاء غير الله تعالى لا يستطيع صبرا على دعاء الله وحده، إلا أن يدعي أن الله جل وعلا والنبي والأئمة سواسية ولا حول ولا قوة إلا بالله ".
أقول :
لم أك غافلا بالقطع واليقين ، فقد كتبت ذلك وأنا أعلم بوقعه عليك ، ولكنها استعانة حقيقية لا أزال أطلبها منهم ، وهم سواسية مع الله في استجابة الطلب وإعانة المحتاج بإذن منه سبحانه ، ولو شاء لمنعهم ، ولولا عدله فلو شاء لعذبهم .. ولما استطاعوا منه فكاكا .
فهو سبحانه مصدر وهم المرآة العاكسة لنعمه بإذنه ، فكما للملائكة تدبير فلا مانع من تدبير من هو أعظم قدرا من الملائكة . وكما أن خلق عيسى ونفخه ما جعله إلها فكذلك أهل البيت عليهم الصلاة والسلام .

- الأئمة أبناء الله ؟ طبق القاعدة : إذا كان القصد حقيقيا فلا شك بكفر القائل ، وإن كان معنويا فهو غير شرك ، ويعرف ترجيح التعبير من عدمه من قبول المعصوم وعدمه ، فإن ورد في الروايات سلمنا بحسن التعبير وإلا فالمرجح عدم استخدام ألفاظ في هذا المقام من تلقاء ذات الخطيب لما قد يتسبب به الأمر من خلط على أمثال حجاج .


- وأما عن فساد استدلالي برواية صحيح مسلم وعهد النبي إلى علي أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ، ففساد الاستدلال هذا جاء برأيك وهو الفاسد ، إذ أنك اعتبرت أن الإنسان لا يكون معنى ، ولو أنني أعرض عن الخوص في صحة هذه الجملة من عدمها ، إلا أن الواضح أن الكلام عن حب علي ، وهو " معنى " فيطابق معيارك الذي وضعته .


- قلت : "وفي الواقع فإن إثبات وجود الواجب ذاتيا غير متعلق بتأليه الممكن . فهاهم النصارى يقولون بوجود واجب الوجود وصموه بالآب، ثم جاءوا بممكن الوجود ووصموه بالإبن وثالث وصموه بالروح القدس. والأخيران وإن كانا محدثين عندهم إلا أن منطقهم لم يمنعهم من تأليههما وإضفاء خصائص رب العالمين عليهما. "
حتى يصح التطابق وحتى نكون مصداقا – إذ مجرد المثال لا يكفي فهو ادعاء محض – ولكي تثبت أننا مصداق مطابق أرجو أن تبين لي القاعدة : متى يصدق التأليه على العلاقة بين فرد وآخر ؟
واعذرني وليعذرني زملاء المنتدى إن قلت بأن تأليه بعض الصحابة عندكم واضح ، فأنا أتفق معك أن تأليه الممكن وارد وواقع ، فها أنتم تفوقون حتى مجرد الشرك ، بأخذ تشريع عمر وضرب تشريع الخالق عرض الجدار في موضوع زواج المتعة .
ثم لا أجد تطابقا بين قولنا بولاية علي المستمدة من الله ورسوله وبين قول النصارى الشركي الواضح بقوله تعالى : " أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله " .


- وأما القرامطة والنصيرية والعلوية وغيرهم .. فإن كانوا يؤلهون عليا فكفار وليسوا بشيعة . وهل يلزم التعرف على تفاصيل كافة العقائد مادام المرء يملك أصحها وأفضلها ؟


- باقر الفالي : خطيب من أتباع السيد الشيرازي رحمه الله ، وليس بعالم يستند إلى علمه ، والسيد الشيرازي رحمه الله ليس من علماء الصف الأول ولا الثاني ولا الثالث في الحوزة العلمية كما يعرف أهل التتبع ، فكيف بأتباعه ومن نهلوا من حوزته المتواضعة .
فخذني رعاك الله بعقيدة الخميني رضوان الله تعالى عليه ، فهي التشيع من قصر عنها ينبغي له اللحوق بها ، ومن تعداها ففي المحظور وقع .

- حسين فهيد : شيخي قح ، فاسئله وهو موجود ، واكفنا استدلالاتك الضعيفة بما لا تعلم .


- وهذا سؤال طرحته بصور متعددة ، وأكرره : ما هي خصائص الله تعالى ؟ التي إن اعتقدت أنها عند غيره أشركت ؟ هلا أجبت ؟


- أنت تقرر قاعدة ولكنها لا تصلح ، أقصد لصقك فعل العوام بالمذهب فتقول : " أن السكوت عما ينتشر بين العوام من منكرات هو في مقام الإقرار به، وقد ذم الله تعالى اليهود فقال: (كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) فإما أن يستشهد على إنكار علمائه ما يقع من العوام من منكرات شركية أو أن يقعوا في مشابهة بني يهود." ، وأقول :
- عدم معرفتك بالانكار لا يدل على عدم وجود ذلك الإنكار فراجع مكتباتنا ومجالسنا.
- ثم إن الانكار العام قد يغني عن الخاص المفصل ( هذا في حال عدم وجود الخاص ) .
- بغض النظر عن صحة القاعدة فإننا إذا أخذناها على إطلاقها تلزمكم أنتم أيضا بالرد حتى على كل كتيب شيعي يصدر فتردون عليه غير مكتفين بما صدر حتى الآن ، بل كل ما يسطره اليهود يوميا والنصارى والبوذ وغيرهم ، لأن مجرد سكوت علمائك عن الكتيب المخالف إقرار بما كتب .
وهذا رأي متطرف أعوزك إليه ضعف حجتك . ( وأنا هنا أظنني أراك تقوم بعمل رسالة في التوحيد وتعمل على إقرار قواعد لها لتصل إلى نتيجة تريدها ، وأظن بأن أم القرى ستعطيك الدرجة المطلوبة مولانا بمجرد ذكر العنوان ، وأما إن رمت الحقيقة .. فالضعف يعتري ما تكتب .. إلا فيما خص شخص محاورك عنوان ولا أحسب ستحصل على درجة مقابل ذلك ) .


- قلت : " لا معنى يستفاد من إسناد العدل باطنا إلى أمير المؤمنين إلا أن يكون قد اشتهر عنه خلاف ذلك وهو ما لا نقول به " ، وأقول : قولك "وهو ما لا نقول به" يخالف مسيرة هذا المنتدى والعمل الدؤوب على التنقيص من مقام هذا الرجل الإلهي العظيم ومناقبه وفضائله التي اعترف بها أعداؤه قبل أولياؤه .
ثم يبدو لي أنك أخذت العدل في هذه الجملة بمعنى خاص مرتبط في عالم الجرح والتعديل ، والمعنى مورد الحوار هو العدل بمعناه الإلهي الواسع كما أفهم .


- وأدعوك هنا للبحث في قيمة تفسير العياشي من كلمات علمائنا ولا أظنك تغلب على ذلك ، فمثلك متصد للشيعة ، فلا بد أن يكون مطلعا على آثارهم غير مكتف بكلمات عبدالله السلفي ومحمد الوهابي وعثمان الطالباني .. فتحر قيمة نقلك ( وإن كنت أظن بأن هكذا هي استراتيجيتك المبنية على شفا جرف هار ) .


- يبدو لي أن هناك قواعد مشتركة عندنا فيما يخص التعامل مع الرواية ، فالرواية الصحيحة المعارضة للعقل والقرآن إما أن تؤول أو تضرب عرض الجدار ، وأما ما تستثقله النفس مما ثبت وروده - دون ذلك المتعارض - فمورده ضعف الإيمان أو قلة العلم ، وعلاجه التعلم أو الرد للمعصوم .
والرواية مورد الكلام ليست من جملة هاتك الروايات حتى نحتاج لتأويلها وإنما تحتاج لحسن فهمها على ضوء العديد من الروايات الحاكمة كما ذكرت ، وأما إلزامنا بفهمك .. فمنتداك .. وأصحابك فاخدع نفسك أو اخدعهم كما تشاء .


- مثلك يعلم أنه ليس هناك نصر وراء الإقرار بالقول بأن المعنى - المذكور في محله - محتمل في نفسه ، فمجرد احتمال المعنى لا يلزمني ولا أقول به ، ونظرة واحدة لكتب عقائدنا تبين لك أي الوجهين المحتملين مرجح عندنا بلا ريب ، فإلزامنا بالثاني مستحيل لغيره ، وشاهد على إفلاسك مولانا فاحذر .


- اتهامك لنا بالغلو جاء نتيجة اعتبارك أن عقائدكم هي الوسط ، ولا يخفى ما في هذا من تجن على الحقيقة ، فالواجب أولا إثبات عقائدكم ثم يأتي الدور لجعلها حكما على غيرها ، ولما لم تثبت الأولى ( بل يثبت خلافها ) ، ثبت تبعا له أن اتهامك جناية علينا من دون علم . ثم مالي أنا وما للشيعة - أيدهم الله حيثما كانوا - بما تؤمنون به وما تستقبحه أنفسكم ، هذه النفوس التي قدمت المؤخر وأخرت المقدم ولم تستقبح كل ذلك ، أنى لها بحسن الاختيار حتى تكون حكما ؟ فمن يؤمن بأن معاوية ويزيد أمراء للمؤمنين أله الحق أن يستقبح ويستحسن ، فهل يحق لشارب الخمر استنكار شرب المشبوه ؟
ثم بين لي موقفك من آصف بن برخيا وعظيم فعلته ، فهل الإيمان بفعله غلو ؟ وهل يعتبر إيماننا بفعله هذا شرك ؟ أم أن مجرد ثبوت النص بحقه كاف لعدم الغلو ومنع الذاتية كاف لعدم الشرك ؟ وهذا جل ما أطلب منك ملاحظته ، ثم نبدأ البحث عما صح لعلي بناء على هذه القاعدة التي تنتزع من الإجابة على هذين السؤالين .


- قلت : " وفي تعليقه الثاني انصاع إلى ما أوردنا عليه من تحذير الإمام لهم من الرد والإنكار على ما يستشنع من قول الإئمة " .
أقول : وهو كذلك ، فقول الإمام ملزم لكل عاقل يرنو الآخرة .


قلت : " لكنه عاد فوقع في المحذور حيث قال: (وإنما رددت أن يكون المعنى هو ما يترتب عليه الشرك بالله تعالى ) " .
أقول : بل هو عين المطلوب من صرف المعنى إلى ما يجوز دون ما يحال ، فأنت تصنف الرواية على أنها من المستصعبات التي ترد إلى المعصوم ، وأقول : ربما .. ربما يجب رد فهم الرواية لهم في حال البحث عن المعنى الحقيقي ، ولكن لا مفر من أن إجمالها يتناسب بالضرورة مع عقيدتنا في التوحيد إن صحت الرواية .. إذ لا يتصور من المعصوم كلاما يقصد منه ما فهمته أنت .


قلت : " مع أن الإمام لم يحصر الرد والإنكار على الكلام دون المعنى" .
وأقول : الضوابط غير منحصرة في تلك الرواية حتى ننتهي عندها متحيرين .


- قلت : " ثم أورد علينا فائدة تفوت كثيرا من الشيعة بزعمه تتمحور حول خطين أحمرين بدلالة ما ثبت عندهم بالكتاب وصحيح السنة. على أننا في هذا المقام نطلب منه تعريف الصحيح من السنة كي نزن ما نورده عليه من رواياتهم لتكون في الحجة ألزم. "
وأقول : لست بمتخصص في ذلك ، وإنما أنا مقلد وقد ذكرت لك ذلك قبل الشروع في الكلام ، على أن بيان ما يصح ويعتبر من الروايات علم قائم بذاته نأخذ ثمرته من المتخصصين ، والكتب في علم الحديث مسطورة وتجد بعضها في شبكة رافد أو غيره ( لا كما يظن بعض الزملاء الحمقى من انحصار القبول والرد بالسند فما إن ذكرت رواية حتى ظن أنه وضع محاوره في "مآزق" وتناول سندها مضعفا .. والحال أنه في مأزق الجهل يتخبط ) .


- الكلام في فصل الخطاب ، فاليقين أن أئمتنا أوتوا فصل الخطاب ، ومن العصمة التي حباهم الله بها نعرف أن ما قالوه حق ومناسب ، سواء صعب فهمه أو سهل ، فالحق هو ترجيحهم وترجيحهم هو الحق . ( ولمثل هذا قلنا بضرورة بحث موضوع العصمة ) .


- فيما يخص الحافظ البرسي فراجع فيه معجم رجال الحديث للسيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه ، وقد أخذ رحمه الله بقول المجلسي فيه من نسبة الغلو له ، وعدم اعتماد ما انفرد به .
وليس هذا قدح في فضله ، ولكن هذا ما يراه علماء الحديث ، وأجله انا عن الغلو تبعا لعقيدتي في أهل البيت التي أظنها أدق من عقيدة المجلسي رضوان الله تعالى عليه ، لارتباط عقيدتي بما سطرته أنامل سيد الثوار في هذا العصر روح الله الموسوي الخميني وفهمي – كما أرجو - للمقدار الذي يخص المكلف منها .


- قلت : " ثم عمد إلى التشكيك في الخطبة من حيث السند ودعانا إلى إثبات قيمتها مع أن هذا وارد عليه "
أقول : مع أنني أظنك تدعي اعتبارها فعليك اثبات ذلك !!


قلت : " ليثبت رد علمائه لها " .
وأقول : عدم بنائهم عليها كاف لعدم اعتبارها وبهذا تشهد كتب العقائد ، ولكن .. علو مقامهم على غيرهم لا شك فيه ، والكلام في مدى ذلك العلو .. الذي يحتاج إلى نصوص معتبرة لنبني عليها ، شرط عدم اعتقاد الذاتية .


قلت : " ولن يستطيع لما تقدم من حظر الأئمة عليهم رد أي رواية والتوقف عندها. " .
وأقول : قد بينا متى يرد ومتى لا يرد أعلاه ، فليراجع القاري الكريم .


قلت : " فإذا لم يكن بمقدوره الاستشهاد بمن رد هذه الرواية من علمائه، فطلبه منا لا يعدو أن يكون تجاهلا."
أقول : التجاهل هو ما تفعله عند طلبي مناقشة عقيدتك المتفق عليها عند علمائك وأمهات كتبك ورواياتك المعتبرة . وأما طلبك فكما قلت منفي بعدم البناء على هذه الروايات في كتب العقائد .


قلت : " على أنه انتقل من اعتماده في إبطال هذه الرواية بدءا "
أقول : وأبين هنا أن المقصود هو ليس إبطال الرواية ولا معناها وإنما التعويل عليها واعتبارها تصل لتشكل عقيدة ، وإنما هي جائزة في نفسها ما دامت بين الخطين الأحمرين .


قلت : " وصم الفالي والفهيد بالخطباء المنبريين ممن لا قيمة علمية لهما، إلى اعتماد آخر بوصمهم من الشيخية، والانتقال من اعتماد إلى آخر دليل الانقطاع. " .
أقول : لتثبت لنا أولا أن كونهما شيخية يقع في عرض كونهما خطيبين غير عالمين ثم اعتبره انتقالا من اعتماد إلى اعتماد لتبطله بعد ذلك . أنت تصد نفسك عن الفكرة بما تستثيره مما تشابه عليك أو تحب أن يتشابه عليك من أمرهما وقد مر عليك شرحه ، والساحة أمامك ، فتقص . وما كلامي عن السيد الفالي والشيخي فهيد إلا لأؤكد على قيمة استدلالاتك وضعف ما تبني عليه مؤاخذاتك .. ولا أخال القادم من كلامك إلا بوزن ما سبق منه .


قلت : " ثم أراد أن يدلل على إمكانية وقدرة الأئمة على إجابة الدعاء والإتيان بالمعجزات بسؤاله: (هل يستطيع الخالق تعالى أن يخلق خلقا عظيما يدير العالم أم لا يستطيع ؟ وإن استطاع فهل يقلل ذلك من شأن ربوبيته ؟ لاحظ أن الكلام عن مجرد المكنة دون الواقع طبعا .) مع أن هذا غير داخل في باب القدرة، إذ من المفروغ منه أن الله على كل شيء قدير، لكنه يقع في باب الممتنعات عقلا " .
وأقول : الممتنع والمقدور والواجب كلها تتعلق في شأن القدرة وحدودها ، وإن كنت تقصد أنها ليست محلا للقدرة كما يعبر أهل التخصص ، فليس الجواب مرتبطا بالسؤال هنا ، لأن هذا الخلق غير مستعص على الخالق خلقه ، ولكنه لا يعتبر إله لاستمداده القدرة من خالقه فإن منعه عجز المخلوق .. وما توكيله إدارة العالم لاحد بمنقصة له سبحانه ، كيف وهذا ملك موكل لقبض الأرواح وذاك ملك للمطر وآخر ملك لكذا وكذا .
فالممتنع هو أن يكون الكل اصغر من الجزء أو حاصل ضرب 2×2 = 5 فهذا مقبول لانه ليس محلا لوقوع القدرة .. وأما إن كان خلق هذا الخلق ممتنعا لغيره فبين لنا وجه الامتناع .


- هل هناك تعارض بين فضائل الأمير وعجزه عن الدفاع عن زوجته ؟
والواقع بأن السؤال هو : هل هناك تعارض بين فضائله وصبره ؟ فما حدث كان صبرا منه لا عجزا عن الرد .
واعذرني على إيراد جواب قرأته في منتدى أنصار الحسين عليه السلام ، ينفع ذكره بطوله ، قال المجيب على سؤال كسؤلك :
" هذا تساؤل طريف ، فإذا ملكت لسان السائل فياليتك تملك أذن المستمع ، فلربما مرت الإجابة تحت أنفك فلا شممتها أو أمام عي************ فلا أبصرتها .. فإن كنت لائما فلا تلومن غير نفسك الأمارة ، التي دأبها الدفاع عن ظلمة أهل البيت الذين وصاك الله ورسوله بمودتهم واتباعهم ، فإذا بك تحب .. ولكن أعدائهم ، وتتبع .. ولكن ظلمتهم .
عموما .. اخترتُ من كلامك ما أظنه الجوهر المتداعي في موضوعك وأعرضت عن غالبه المنهار سلفا :


قال السائل :
" رجل يمتلك كل هذه المعجزات والخوارق والقدرات يتحكم فى أمور الكون لايستطيع أن يأخذ حقه من مجموعة من الرجال !!!! " ؟
قال المجيب : أولا : إذن .. برأيك أن علي عليه السلام قوي ، والقوي برأيك عليه أن يأخذ حقه على إطلاق نشمه في كلامك ( مع إعراضي عن ركاكة صياغة هذه الجملة وغيرها).

قال السائل : " رجل عنده كل هذه القدرات الجبارة ألا يستطيع أن يبيدهم عن بكرة أبيهم فى لحظة واحدة ويريح الأمة من شرورهم !!!! " .
قال المجيب : ثانيا : نفهم من كلامك أيضا أن من يملك القدرة عليه أن يبيد الأشرار .

قال السائل : " رجل قد كتب الله له الخلافة بعد رسول الله مباشرة فهو مؤيد من الله بالنص ومؤيد من الله بالقدرة العظيمة لا يقدر أن يأخذ حقه من مرتدين !!!!." .
قال المجيب : ثالثا : ترى – أنت – بأن على الخليفة أن يستغل قدرة الله التي أعطاه ليأخذ حقه من المرتدين .

وبغض النظر – مولانا – عن ركاكة ما صغته وجلاء صدوره من قلب وبداوة لا عن عقل وحكمة ، أرى فقط أن أسألك عن الدليل الذي تستند عليه في استنكارك موقف علي عليه السلام :
أولا : من أين جئت بالقاعدة القاضية بأن القوي يجب عليه أن يأخذ حقه على الدوام من الشرير أو المرتد ؟
وكأنك ترى بأن الله قد أعطى ما أعطى لهذا الرجل فقط ليدافع عن حقه ، بغض النظر عن الحكمة من ذلك .

ثانيا :
ولكي تتدبر بشكل أفضل أسألك :
- أألله يملك القدرة التي لاحد لها أم علي عليه السلام ؟ فلماذا سكت سبحانه وتعالى عن إبليس ؟ بل إنه جل شأنه لم يمنع إبليسا من قدرته الفائقة في إضلال البشر حتى اليوم ؟

- أرسول الله صلى الله عليه وآله أشد بسطة وأعظم ملكا أم علي عليه السلام ؟ فلماذا كان يرتع ابن أبي سلول في ملكه ؟ بل لماذا كان يمنع من قتله ؟
وهكذا بالنسبة للمنافقين الذين يعرفهم وعرفهم حذيفة ؟
ولماذا لم يقتل الذين جاءوا بالإفك وهم عصبة من الصحابة العدووووول ؟

ثالثا : أتظن بأن البداوة والإنتقام وسرعة رفع السيف.. من صفات الله ورسوله ووليه ؟ بلا حكمة ومن دون لحاظ : أين ومتى ولـمَ وكيف ؟
فتدبر جليا ..

رابعا : إن جهلت أنت وأضرابك الحكمة من صمت علي عليه السلام ، فإن ذلك لا يعني عدمها .. وكيف تنعدم الحكمة في صمت علي وهو باب مدينة علم الرسول صلى الله عليهما وآلهما ؟


قلت : " رجل له كل هذه الصفات والقدرات يجعل أعناق المسلمين بيد كفار !!!! "
وهنا نسأل :
يجعل ؟
هو ؟
أم أخذها المنافقون منه بلا جعل منه ؟
فإن قلت : أين قدرة علي ولم لم يمنع ؟
قلنا : فأين قدرة الرسول في أحد والحديبية ؟ فلماذا كسرت رباعيته بأبي هو وأمي ولم يستعمل معاجزه - التي يعترف بها السنة والشيعة - في درء الخطر عنه والانتقام ؟


فافهم .. أن الله تعالى يحب أن تجري الأمور بما تقتضيه الحجية ، وهناك فرق بالنتيجة بين من يعطيه الله تعالى القدرة فيلعب بالقدرة لعب الأطفال والبدو فيستعملها في متعته الشخصية وحاجاته ، وبين من يعطيه الله القدرة فيضعها حيث يريد الله ومتى أراد الله .
وأعلم أن الصبر أصعب على صدر من يملك القدرة فيصبر .

..وظلم – أحبابك – له مصداق قوله صلى الله عليه وآله كما قال الذهبي : " ستغدر بك الأمة بعدي " .، ومن هنا قال البخاري عن علي عليه السلام : " أنا أول من يجثوا بين يدي الرحمن للخصومة " .، فلا الأنبياء ولا الأولياء ولا الأوصياء .. بل علي هو الأول في الشكاية .. فافهم عظم رزيته وعظم صبره ." انتهى ما أراه متناسبا مع نقطتك .


- قال حجاج : " ثم إنا طالبناه بحكمه فيمن ينسب لعلي رضي الله عنه ما لله تعالى من خصائص فلم يجبنا إلى ذلك ولا زلنا ننتظر." .
أقول : استغرب أنك لم تجد الجواب ، فلو قلت لم نقتنع به لما استغربت . أليس قد قلنا أن علي مهما ارتفع شأوه فليس عنده قدرة ذاتية !! فمن ادعى الذاتية لعلي ولو برمشة عين فقد كفر .. فكل ما عنده من ربه سبحانه .


- البرسي مرة أخرى :
لا خلاف بأن الإيمان على درجات قابل للزيادة والنقيصة " ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم " ، وارتباط الايمان بالعلم والتقوى لا يخفى : " اتقوا الله ويعلمكم الله " ، " والذين اتقوا زادهم هدى " وقال : " انما يخشى الله من عباده العلماء " ، وكل ذلك يثبت جواز اختلاف العلماء في درجة إيمانهم تبعا لدرجة التقوى والتعلم وغيرها ، وعلماؤنا خاضعون لذلك رضوان الله تعالى عليهم ، فمن اعتبر البرسي مغاليا لربما نشأ ذلك من درجة إيمانه بفحوى النقل ، ولربما كان هذا معفوا عنه لاختلاف البشر في الفهم والعلم ، ولكن هل يؤخذ كلام البرسي ليكون عقيدة متى صدر ؟ هذا خاضع لما بيناه سابقا .
المهم ألا يصل المرء في تبنيه عقيدة إلى الخط الأحمر الذي سبق ذكره مرات عديدة ، وعليه الاعتماد على ما يعتبر في تكوين عقيدته .


- لاتجوز حتى الصلاة خلف الشيخية .. راجع منية السائل للسيد الخوئي ص225 ، علما بأن السيد الخوئي يحبب الصلاة خلف أهل السنة .


- قلت : " ثم عاد ليضرب على وتر التفريق بين خطباء المنابر والمراجع وأن المتمسكين بالمذهب لا يأخذون إلا عمن تمت تزكيته من الحوزة، مغفلا حقيقة أن جماهير الشيعة (في كثير من الحسينيات الصغيرة وربما الكبيرة التي يديرها أهل العاطفة من العوام) هم من المتمسكين بالدين الجعفري " .
أقول : نعم ولا خلاف بذلك .. ولكن هل يخرج قليل العلم أو ضعيف الإيمان عن العقيدة ؟ وكيف تؤاخذني بالرد إلى الحوزة العلمية لبيان المحكم من المتشابه ؟ ألا تلتزم أنت مثله لنصح عوام السلف ؟


- قلت : " إلا إن كان الزميل يراهم من المارقين من الدين فهذا شأنه وليصرح به علنا دون مواربة " .
أقول : ولماذا لا يوجد عندك حل وسط ، جعفريين أو مارقين ؟ بل هم مؤمنين على رأسي ولكن ربما كانوا ممن قل علمه وضعف إيمانه فأخطأ ، أنالهم الله شفاعة محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام .


- قلت : " ثم شبهني بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله واتهمني بالسعي لأكون شيخا للإسلام منه، ويا لها من تهمة !!، ولا أدري أين وجه الشبه بيننا، فليبينه مشكورا. "
أقول : وأما وجه الشبه فبيناه قبلا وهو تسرعك كما يتسرع هو في الرد على الروافض فيغفل ويتسرع ، وهذا كلام الأباني عنه ، وكلامي عنك .. وتسرعت فلم تلحظ الشبه ، فترو قليلا .
ولعلك لم تر ذلك لغلبة النعاس البدني عليك أما النعاس القلبي والنفسي فتاريخه قديم مولانا لا نؤاخذك به .


- مرة أخرى الجملة المحتملة :
كيف يغفل مثلك عن أن كون هذه الجملة محتملة أو صادقة في نفسها أجنبي عن بحثنا ، فالكلام عن عقائدنا ، وعقائدنا لا تقول بذلك المعنى ، فالإقرار النظري باحتمال ما ذهبت إليه من معنى بذاته لا ننكره ، ولكن لا نقر به وتردّه أدبياتنا بشكل واضح .


- قلت :" ثم عنون النقطة التالية بقوله (ما لنا يا أخي إذا كانت صفات إله ابن تيمية هشة ) وهو إقحام في غير محله " .
أقول : وأكرر أن هذا رأيك أنت ، وأما رأيي فإن صفات إلهك محور من محاور البحث في مقتضيات التوحيد ، إلا إذا لم تقر بأن إلهك هو إله ابن تيمية ، فهذا أمر آخر ننتظر منك التصريح به بشوق .


- قلت : " ولو أنه تطرق إلى صفات الله تعالى عند شيخ الإسلام لكان لكلامه أعلاه وجه يبرره."
أقول : عجيب ، فكونه إلها هشا هو أصل ما نحن فيه ، فاعتقادك أن علي عظيم يخيفك على عظمة إلهك المجسم ، الذي تظن بأن عليا قد ينازعه ، ولعلك عبرت عن هذا بقولك فيما سبق إن لم تخني الذاكرة : " ماذا تركتم لله " .. وكأن الله تعالى ينافس بخلقه العظماء .
والأغرب أنك بعد تجويزك لي الكلام عن صفات إله ابن تيمية عدت وقلت : " لكنه استدراج واضح لحرف النقاش عن مساره الآني " !!


- لا زلت أكرر ، إن كان فهمك للرواية يصنف تحت إطار مشاركة علي خالقه بالذاتية في أي أمر من الأمور صغرت في عينك أو كبرت فهو شرك محض ، ولكن هذا الفهم غير صحيح وغير موجود عندنا كشيعة اثنا عشرية ، والغلو حتى عند الشيخية لم يلامس الخط الأحمر فإن لامس فقد وقعوا في المحظور ، ولكن أراه إيمانا منهم بمقامات لا دليل عليها ، فهو غلو مقام – برأيي – لا غلو تأليه . وأما ادعاؤك سوقك الأدلة المسموعة والمقروءه فقد بينا وزنها ، إن صدق عليها أدلة .


- قلت : " ضرورة استخدام عبارات أكثر دقة، لكنه حين وصل الأمر إلى أئمته أعفاهم من هذه الضرورة " ، وأقول : نعم ، وهذا بحث في الحجية وعوامل تماميتها وعلاقة ذلك بالعصمة لتحقيق الهدف من الشريعة ، فالحجة معلم والمكلف متعلم ، ولا يسأل عن فعله ولا يعترض عليه ، هذه عقيدتنا في الحجج ، فلا نتقدمهم ولا نناقشهم ولا نشكل عليهم ، أما عندكم .. فجائز حتى لو كان الحجة هو الرسول وذلك تأسيا بفعل الخليفة عمر .


- قلت : " فلما استشهدنا عليه برواية عروج علي للسماء وسفكه دماء بعض الملائكة، وهي من إخراج البرسي أيضا، أنكر علينا هذا بقوله (أنك لا تزال تتمسك بالضعاف ومرويات المغالين) مع أنه أنكر في السابق أن البرسي من الغلاة (انظر المداخلة الثلاثون).
أقول : كان الأجدر أن تلاحظ عمومية كلامي عن استدلالاتك ، وأما أمر البرسي فقد ورد ذكره وقيمة ما انفرد به رضوان الله عليه ، وفيما ذكرت كفاية لتعرف جواز علو المقام وعدم ثبوته إلا بالصحيح .. فاحفظ هذا وأعنا .
ويدلك على هذا المعنى عين ما ذكرت بقولك : "فهل تغير رأي محاوري بين عشية وضحاها؟ والأعجب منه عودته بعد أسطر للدفاع عن البرسي " .. فلم يتغير الموقف وإلا لما عدت للدفاع عنه كما لاحظت انت ، ولكن رجاؤك أوهمك .


وهنا نقطة مهمة ،فإن كتاب عقائد المظفر هو العقائد المتفق عليها عند الشيعة وأقر به السيد الخوئي وكذلك السيد السيستاني وهو الحد المطلوب عامة ، فإن ازداد المكلف اطلاعا وعلما وإيمانا فإن عقائد الخميني رضوان الله تعالى عليه هي الأضبط عندي والأدق ، ولا أظن أنها تقع في عرض بعضها بل في طولها وزيادة عليها .
وهذا كله – مولانا – حاكم على روايتك التي أتيت بها ، فإن صحت فقد وقعت ضمن هذا الإطار .


- قلت : " ثم إنه أتحفنا بنبذة عن الشيخية ومؤسسها وما آلت إليه وعزا حسين الفهيد إليهم من غير دليل بل ومن غير تكفير لهم ولعقائدهم. " .
وأقول : أما الضلال نعم فقد اتفقت الحوزتان على ضلالهم ، وأما التكفير فغيرنا أجرأ عليه منا لأن علم القلوب عند الله ، فنحن لا نعلم من منهم تجاوز الخط الأحمر على نحو عيني . .. وليس كل مغال كافر ، ونرجو منهم ولهم الرجوع لتقليد الأعلم من المراجع ومنه سيعودون تلقائيا لما هو مطلوب دون الغلو بغير حق .
وأما عدم علمك بأمر فهيد إنما هو لبعدك عن الساحة فلا نلومك إلا إذا أصررت ، لأننا لا نعهد جهة تصنف الناس وتعطي وثائق بذلك وإلا لجئنا لك به ، ولكننا نكتفي بالمشهور المعروف .


- قلت :" وإلا فإنكارنا عليهم ثابت في تهميش رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وإعطاء علي دورا وحظوة لا مثيل لهما لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل " .
وأقول : ربما نتج ذلك من قلة اطلاعك في كتبنا ، وما قيمة علي إلا لشبهه بالأصل وهو رسول الله صلى الله عليه وآله حتى استحق التطابق . ومجرد اتفاقكم – الاجمالي – على مقام النبي صلى الله عليه وآله يكفينا فلا نناقش فيه ، ولكن تنقيصكم من علي ومقامه هو الداعي للتركيز عليه . ( على انني أذكر بأن اختلافنا وغيرنا في تنزيه النبي الأكرم عن الكبائر والصغائر والسهو والغفلة كان موطن حوار في كتب مستقلة أو ضمن كتب العقائد وأخذت حيزا جيدا ، فلا تغفل ) .


- قلت : " قال عنوان : ( أنا أعترف بأن الخطابة عندنا غير خاضعة لضوابط سليمة رغم توصيات الحوزة ، وهذه نعاني منها أيما معاناة ويشهد الله على ذلك) ، قال حجاج : وفي هذا إثبات وتسليم بصحة ما أوردنا عليه " .
أقول : كثر من هذه الأدلة .. المفحمة ، وربما كتب هذه الجملة غيرك ممن هو أقل منك .. ولكن في النهاية قيمة كلامه كقيمة كلامك من حيث المتانة .


- قلت : " أوضحنا له أن التزامه بقول الخميني قد أوقعه في حيص بيص فأثبت ما أردنا من حيث أراد نفيه." .
وأقول : لا أزال أجهل سبب التباس الأمر عليك ، فأنا لا زلت أوضح لك القاعدة منطلقا من روايتك غير ملتزم حدودها ، وليست روايتك إلا واحدة مما يشتبه عليك ، فكلامي أكثر عن القاعدة التي نرجع إليها .
والتزامي بكلام الإمام الخميني لعله مما يريحك ، فكتبه التي يستصعب فهمها وعباراته التي تبهم على كثيرين لعلها ستكون مرتعا خصبا لك تورده علي فلماذا ترى أنه حيص وبيص ، بل هو التزام حرفي مني بكلامه .. لا بفهمك لكلامه .


- قلت : " ثم إنا أعدنا الكرة عليه مطالبين بذكر معشار ما لعلي رضي الله عنه من مناقب وفضائل ومعاجز مما أثبتوه لرسول الله صلى الله عليه وسلم كي يستقيم كلامه وتصح دعواه بأن عليا إنما ورث هذه الإفاضات عن رسول الله فلم يأتنا بشيء يذكر. "
أقول : رعاك الله ، أنت في مناظرة حوارية أم تعمل على تأسيس مكتبة ؟ كيف لي أن أحصر لك ما ورد في كتبنا مما ورد في شأن النبي الأكرم ؟ وبما أنني لا أدري أين " النكست تاون " هذه من العالم .. والا لأرشدتك إلى مكتبات تحوي آلاف هذه الكتب ، فما أعوزك إلى التخلص من قيود عبدالله السلفي وأضرابه والتعامل مع عالم الواقع .


- استهلالي بالآية الكريمة كان إشارة لمعناها وتناسبها لا يخفى على المنصف وتحريفها تهمة والدفاع عنها ليس محله هذه المداخلة ، وأما شعورك بوجود قفزة نوعية بأدب الحوار فألـحِقه رعاك الله بما أسأت فهمه مما سبق .
وأما اللعن فموجه لأهله ممن ظلم محمدا وآل محمد صلى الله عليه وآله ، ولم أك أظنك ستدافع عنهم بهذه الصراحة رغم عدم تشخيصنا لمصداق بعينه .


- وأما ما يخص الترتيب والترقيم فأمر جيد ونرجو المشرف العمل به شاكرين جهده .


- أرجو عدم أخذ المحاور بالفترتين المقترحتين ، واعتبارهما فترة واحدة ، فأنا مقل للدخول إلى منتداكم ( منتدى محبي أهل البيت هذا ) ، فأرجو اعتبار الأيام السبعة فترة واحدة ، مع جواز طلب التمديد المقيد .


وأشكر زميلنا المشرف ، وأقول معه بأنني تابع ( معزوم ) .. ولا أمانع من الرد على ما يطرحه الحجاج حسب قدرتي المتواضعة ، وكنت أرجو أن يأتي وقتي لسرد بعض تناقضات السلفيين أو الوهابية في صفات الخالق سبحانه ، خصوصا وأنني أظن بأن العمل على تاصيل قاعدة نتعامل معها أولى من تناول قطع متشابهة ، هذا ما حاولته ، ولعلي لم أوفق في بيانه بشكل جلي ، وإن كانت كياسة محاوري تكفي لاستخراجها من وسط المداخلات ..


الأمر لكم


والسلام







التوقيع :
" أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها " سيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله
من مواضيعي في المنتدى
»» كلمات حيرتني ..
»» حديث النبي بين التطبيق والتجميد
 
قديم 11-03-04, 02:13 AM   رقم المشاركة : 52
سلطان





سلطان غير متصل

سلطان is on a distinguished road


[ALIGN=CENTER]

اقتباس:
أضيف بواسطة عنوان

باسمه تعالى

والصلاة على محمد وآله

وكم كنت أتمنى أن يكون الاخ سلطان هو الذي قام بعملية التلخيص المزعومة هذه حتى تحبك التمثيلية بشكل أفضل ، وذلك لما ينتظر من المشرف من عدالة وحيادية دون عدالة الخصم ، ولكن قد وقع الفأس في الرأس .. فلا بد من التجاوب .. ولو بإيراد تعليق تذكيري على ما لخصه الزميل .



[ALIGN=CENTER]ومن الذي منعك من عمل تلخيص لنقاط الحوار بينكما مثل مافعل زميلك ؟ لازلنا ننتظرك إن كنت تنوي كتابة تلخيص لما سبق ولسنا في عجلة من امرنا

خصوصاً انني ارسلت اليك برسالة خاصة اطلب منك ايراد ماتستدركه على صاحبك في الحوار

وايضا كتبت لك في هذا الموضوع استحثك لطرح مالديك :
[/ALIGN]


اقتباس:
أضيف بواسطة سلطان


السلام عليكم

هل لدى العضو " عنوان " مايضيفه او يستدركه على محاوره ؟؟


[ALIGN=CENTER]يفترض بك إحسان الظن مادمت قد قبلت بالحوار الثنائي مع العضو الحجاج وبموافقتك على المشرف سلطان كمدير للحوار دون التدخل في جزئياته ويشهد الله انني اتابعكما بحيادية تامه , عموماً إن كانت هذه محاوله للخروج من هذا الحوار فتستطيع توكيل غيرك ليكمل مابدأت ولا يكلف الله نفساً الا وسعها .[/ALIGN][/ALIGN]






 
قديم 11-03-04, 04:25 PM   رقم المشاركة : 53
الحجاج
Islamic English Discussion Moderator







الحجاج غير متصل

الحجاج is on a distinguished road


المداخلة 52

الحمد لله الذي أسرى لطفه ففك الأسرى، وأجرى بإنعامه للعالمين أجرا، وأسبل على العاصين بكرمه سترا، وقسم بني آدم عبدا وحرا، ودبر أحوالهم غنى وفقرا، كما رتب البسيطة عامرا وقفرا.

أحمده حمدا يكون لي عنده ذخرا، وأصلي على رسوله مقدم الأنبياء في الدنيا والأخرى، صلى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكر الذي أنفق المال على الإسلام حتى ملأ الكف صفرا، وعلى عمر الذي هيبته كسرت كسرى، وعلى عثمان الذي قتل من غير جرم صبرا، وعلى علي الذي كان الرسول يغره بالعلم غرا، وعلى سائر آله وأصحابه الذين رفع الله لهم قدرا، وسلم تسليما.. أما بعد:

لشد ما يحزننا أن تنحى أيها الزميل عنوان منحى غير العقلاء لتتخذ من السباب واللعان مدخلا تبتدأ به ردك، وسنتجاوز هذه الإساءة على أمل أن لا تتكرر منك مستقبلا إن شاء الله.

قلت: (أصرح بأن المعنى محتمل في نفسه ، ولكن لا مناص من دحض المعنى المحتمل اصلا بما ثبت من خلافه في أدبياتنا)

أقول: لنطرح ما لم نتفق عليه من أدبياتكم، ولنتمسك بما عليه إجماعنا من احتمال مراد الإمام أن الله، تعالى عن قوله علوا كبيرا، قائم بعلي بعد أن أخذنا رهنك عليه، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله.

قلت: (ثانيا : وهنا أود أن ألفت نظرك إلى استنكارك إيرادي عقيدة ابن تيمية ، فأظن بأنك لا تبتعد عنه قيد أنملة ، وشركه في ربه غير خاف ، وما دمنا في بحث التوحيد فمن المناسب جدا الحديث حول إلهه .. الذي تؤمن به أنت أيضا حتى لا يكون البحث في اتجاه واحد كما يقتضي عنوان الموضوع .)

أقول: ليس إنكاري عليك في ذاته إنكارا مني لما أتفق فيه مع شيخ الإسلام، فعقيدته هي محض عقيدة السلف الصالح التي ننتهجها إن شاء الله، ولكن أنكرت عليك إقحامك ذكره من غير مناسبة استدراجا واستعجالا منك للعروج بالحوار عن مساره.

قلت: (وما ابن تيمية عندك ومن لف لفه إلا حجة ، وإلا فبين لي من تعتمد سواه ( كما بينت لك ) حتى لا نلزمك بمن لا تلتزم فنظلمك .)

أقول: كل من وافق قوله منهج السلف الصالح فارمني به فهو حجة علي ألتزم به، فتأكد ولا تغفل.

ثم جئت بما تعتمد من القواعد فذكرت:

1. (أصالة جواز حدوث الكرامات للأولياء ( وهذه نتفق عليها وتفوقوننا بأن توجبونها للدجال ونحن لا نجيزها له) أقول: نورنا بمن ذكر من علمائنا بأن ما سيأتي الدجال به من المعاجز هو من كرامات الله له.

2. ( ونوجب أن تكون كرامة كل ولي بحسب مقامه ، وأما عندكم فالحابل مشبوك بالنابل ، فالكرامات عندكم لا تعرف أصلها ولا منشأها ، ويبدو عليها أنها نحلت لمن تحبون للتشويش على من ( لا تحبون ) وفيه بحث طريف قد ننقله من الغدير للأميني في وقت ما) أقول: وما أنكرت على من زعم أنكم تنحتون الكرامات للتشويش على من لا تحبون؟ فأما معرفة أصل الكرامة ومنشأها فلا أقل من الاعتماد على قواعد الجرح والتعديل لقبولها من عدمه. فأتنا مشكورا ببعض كرامات ومعاجز أئمتك مما ورد من طرقكم بسند صحيح كي نقيم لقولك وزنا، ولا يفوتنا تذكيرك بما قلت سابقا (ومن أهم ما يمتازون به هو تسامحهم في دراسة روايات الفضائل رغم التسليم بكثرة الوضع والتغيير على الأطهار) فبالله أخبرنا عن أصلها ومنشأها، وهذا الوضع والتغيير على الأطهار بزعمك وضع للتشويش على من؟؟!!

3. ( ونرى أيضا بأن أهل البيت عليهم السلام أعلى الناس مقاما ما خلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومن هنا وجب أن تفوق كراماتهم كرامة غيرهم ، حتى أنبياء أولوا العزم عليهم الصلاة والسلام ) أقول قول الله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) أولى بالتصديق، وإن من أهل البيت إلى يومنا هذا من هو ضال مضل (خذ الملكة إليزابيث كمثل واسأل الكوراني به خبيرا)، فلا عبرة. فإن كنت حاصرا أهلية البيت النبوي بأئمتك الإثنا عشر لزمك الدليل وهيهات هيهات. فأما زعمك أن كراماتهم تفوق ألوا العزم من الرسل فظاهر الفساد لإجماع المسلمين والشيعة قولا واحدا أن النبوة أعلى من الإمامة مرتبة، فلو فاق الأنبياء أئمتكم بهذه المنزلة لكفى بها علوا عليهم.

4. (والإفاضات الإلهية عليهم مهما علت لا تجعل منهم شركاء لله سبحانه لأنه المصدر الذاتي لكل ما قرأته عندنا من كرامات سواء أخلقوا خلقا ، أو تصرفوا في ريح ، أو اشفاء عاهات أو غير ذلك مما ترضاه نفسك لغيرهم وتستعظمه لهم ) أقول: لعلك نسيت قولك سابقا: (أتفق معك تماما بأنه لا حاجة للاعتراف الحرفي بالشرك ليحق الشرك) فنذكرك به. ولو تنزلنا جدلا للتسليم بما زعمتم لهم من إفاضات إلهية تبقى مسألة البناء على هذه الكرامات عند عوامكم وما يترتب عليها من شرك أكبر، وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله. فقولك (ولا أحسبك تنكر أصل ذلك ، ففي مقام إثبات أصل هذه الكرامات لا نختلف ولا ننسب الألوهية لمن تحصل له ، ولكن نفسك ترد ما ارتبط منها بأهل البيت عليهم السلام ، فكلامك في مقام الثبوت .. فلا تخلط فيضيع القاريء الكريم ) غير دقيق، لأننا لا نؤمن إلا بما ثبت حسب الأصول المتبعة، سواء كانت للصديق أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من دونه. وهذه كتبنا تنطق بالحق في تكذيب كثير من الروايات. فنحن بفضل الله تعالى مع الحق ندور معه أينما دار.

5. (فإذا ثبت جواز إفاضة الكرامة على العبد ، من دون ترتب الألوهية ( لعدم التلازم إلا في حال ادعاء الاستقلالية والذاتية ) ، ولكن بقي أن تثبت بطريق صحيح حتى نقرها لأي عبد من عباد الله تعالى) أولا أسجل عجبي من ركاكة الجملة لغياب جواب الشرط، وثانيا قد سئمنا سؤالك تعريف الصحيح الذي تتعلق به كي نلتزم به ونتعلق به مثلكم، فهلا تفضلت علينا بتعريف الصحيح؟؟

ثم عقبت قائلا: (نعم قد ورد من طرقنا ( وربما من طرقكم ) أنهم يعلمون الغيب ، نعم ورد أنهم قد أفاضوا الحياة على الجماد ، نعم ورد أنهم يقلبون الرمل تبرا ، نعم .. ورد أنهم يطوون الأرض ، نعم .. ورد أنهم كانوا موجودين قبل أن يخلق الله آدم كأنوار عاقلة ، فإن صحت الرواية بنينا عليها لأن كل ذلك مقبول عقلا ، ولكن بإفاضة إلهية عليهم لأنهم أعبد العباد ) وأقول: ليست المسألة مسألة ورود روايات بقدر كونها مسألة يبنى على صحتها والاعتقاد بها، فلا تعد تتعلق بشرط الصحة هداك الله، فإما أن تبين لنا أن الرواية مسقطة من قبل علماء الفن، مصرح بوضعها أو دع عنك الجدال وائتنا بمن لديه الكفاءة في تبيان الصحيح من السقيم. إذ أن هذا الأسلوب لن يوصلنا إلى نتيجة ترجى، فتأمل.

الشروع في الجد:
وما تقدم من مباحث ليس سوى دردشة كما أسلفنا لكم، وسوف أقوم بعونه تعالى في الرد المقبل بإيراد ما نأخذه عليكم من شرك أكبر وغلو مفرط في أئمتكم، فشمر عن ساعديك لما هو آت.

مشرفنا الفاضل
هذه هي مداخلتنا الثانية والخمسون، فنرجو عونكم في جعل عنوان الرد منذ البدء رقم المداخلة حتى يسهل العزو لها والعودة إليها لنا ولكم وللقارئ الكريم. كما نسأل الزميل العنوان أن لا يغفل هذا الطلب مشكورا.







التوقيع :
إذا رأيت الرجل على ملة الرافضة فاتهمه في عقله وعرضه، ألا إنها ملة من سخط الله عليه.
من مواضيعي في المنتدى
»» الماسونية
»» من أمتع القصائد باللهجة العراقية ... روعة
»» المراجعات: الرد على عبد الحسين عدو الدين
»» أسماء القائلين بوجوب ستر المرأة لوجهها من غير النجديين
»» الشيعة تقول: علي يفضح جبريل عليه السلام أمام الخلائق (وثيقة)
 
قديم 16-03-04, 02:02 AM   رقم المشاركة : 54
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


المداخلة 53

باسمه تعالى

والصلاة على محمد وآله


أطلب التمديد راجيا العذر

مولانا سلطان .. أعتذر لصراحتي

ولئن رأيت مني سوء ظن ، فله مبرراته

على أي حال .. هكذا يكون حال الحكم .. يناله ما لا يحب .. فاصبر مشكورا

والسلام







 
قديم 16-03-04, 12:50 PM   رقم المشاركة : 55
سلطان





سلطان غير متصل

سلطان is on a distinguished road


[ALIGN=CENTER]يمنح العضو " عنوان " مدة زمنيه حسب طلبه [/ALIGN]







 
قديم 17-03-04, 01:09 AM   رقم المشاركة : 56
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


55

باسمه تعالى

والصلاة على محمد وآله


قلت : " لشد ما يحزننا أن تنحى أيها الزميل عنوان منحى غير العقلاء لتتخذ من السباب واللعان مدخلا تبتدأ به ردك وسنتجاوز هذه الإساءة على أمل أن لا تتكرر منك مستقبلا إن شاء الله. "
أقول : عافاك الله ، أيها كان موجها لك أو لأي عاقل ؟
فلا تظلم نفسك مولانا واقرأ الآية والعبارة بتمعن ، وأنا أربأ بك أن تكون من أعداء محمد وآله .. وأما اللعن فلا يسعني التراجع عنه وهو في صلب عقيدتي تجاههم .
وكونه منحى غير العقلاء فإطلاقه غير صحيح لورود اللعن في الكتاب على من يستحق ، وفي السنة على من يستحق (وعندكم) حتى على من لا يستحق .. فتأمل ولا تقلد بلا تبصر .



وأما ما يتطلب مني تعليقا من كلامك فأقول مستعينا بهم (ع) :
قلت :
"قال عنوان : أصالة جواز حدوث الكرامات للأولياء ( وهذه نتفق عليها وتفوقوننا بأن توجبونها للدجال ونحن لا نجيزها له) . قال حجاج : نورنا بمن ذكر من علمائنا بأن ما سيأتي الدجال به من المعاجز هو من كرامات الله له. "
وأقول :
الدجال بشر .. وقدرته - من خلال نظرية الطبيعة التكوينية التي ابتكرتها أنت - لا تخوله بذاته القيام بما هو خارق للعادة .
راجع قولك :" حتما الفرق جد كبير. فطبيعة الملائكة التكوينية تخولهم القيام بأمر الله على أكمل وجه. قال تعالى: (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) ومحال عقلا أن يأمرهم الله تعالى بفعل لم يقدرهم على القيام به ."
وصريح رواية صحيح مسلم أن الدجال قادر على الإماتة والإحياء خلافا لطبيعته التكوينية .
جاء في صحيح مسلم : صفة الدجال وتحريم المدينة عليه وقتله المؤمن وإحيائه ج4 ص 2256 .
أن أبا سعيد الخدري قال : حدثنا رسول الله ( ص ) يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا قال" يأتي وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول له : أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله ( ص ) حديثه فيقول الدجال : أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا قال فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه : والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن ، قال فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه " .

فهذه القدرة مولانا لا تعدوا أن تكون بين اثنتين :
- أن يكون للدجال قدرات خارقة من تلقاء نفسه ، وهذا شرك صريح .
- أو أن يكون كرامة له من الله تعالى .
إذ يستحيل أن يؤيد الله تعالى أعداءه بخرق للعادة ليضل به عن سبيل الله ، لأن المائز بين المعجزة وغيرها هي نسبتها لله تعالى حتى تطمئن النفس إلى أن صاحب الخرق المذكور مسدد من السماء .
ولو جاز الخرق على يدي الدجال لكانت الحجة لمن اتبعه على الله تماما كما هي على من يحضر آية لنبي ثم يتبعه لإثباتها ادعاءه ، لاحظ : " .. أتشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا " .
فأنتم تجيزون الكرامة للدجال وتقف شعوركم عند ذكر مثلها لأهل البيت .


قلت :
" قال عنوان : 2- ونوجب أن تكون كرامة كل ولي بحسب مقامه ، وأما عندكم فالحابل مشبوك بالنابل ، فالكرامات عندكم لا تعرف أصلها ولا منشأها ، ويبدو عليها أنها نحلت لمن تحبون للتشويش على من لا تحبون وفيه بحث طريف قد ننقله من الغدير للأميني في وقت ما.
قال حجاج : " وما أنكرت على من زعم أنكم تنحتون الكرامات للتشويش على من لا تحبون؟ "

أقول : وما الذي أحوجنا نحن للتشويش ؟ لاحظ أن المحتاج لدعم مذهبه بالمنحولات هو غيرنا ، فإنك إن رسمت دائرتين متقاطعتين وعزلت ما انفردت به الشيعة وما انفرد به السنة وجمعت ما اتفقوا عليه فلن تجد اتفاقا إلا على فضل أهل البيت وبعض من والاهم من صحبهم ، ومختلف في غيرهم .
فعمرو بن العاص مثلا الذي انفردتم بفضله مختلف فيه بين المسلمين ، ومالك الأشتر الذي نجله نحن بمفردنا مختلف فيه بين المسلمين ، فنخرجهما من دائرة التقاطع والحجية .
ولكن عليا وفاطمة والحسن والحسين وسلمان والمقداد وعمار وأبو ذر مثلا.. متفق عليهم ، ويكفي هذا الاتفاق لاعتبار فضلهم معيارا دون من اختلف فيه .
فما ورد في فضلهم منطقي ، وأما ما ورد في فضل غيرهم فإن تناقض مع فضل المتفق عليهم فمن الجدير أن نضع عليه علامة الاستفهام وأن نعده تشويشا .
وقد وردت روايات مختلفة في سد أبواب الصحابة عن المسجد إلا باب علي ، وعندكم تم التشويش على هذه المنقبة فنحلت لأبي بكر . والرواية الأولى رواها الفريقان والثانية تفردتم بها ، وهما متعارضتان إذ الاستثناء كان لشخص واحد ، فالأولى تقديم علي ، لأنه متفق عليه دون الخليفة لأنه مختلف فيه ، وهناك محاولات أخر ولكنها لا تصمد أمام مناقب علي ، فأحدها مشوش وهو ما انفردتم به قطعا دون ما اتفق عليه المسلمون .. فتفكر قليلا .
وسيأتيك مصدر من مصادر التشويش بعد أسطر .
( ولا أنكر ورود منحولات عندنا لأسباب متعددة ، ولكن المهم ما يرتبط بموضوعنا )



قلت :
" أما معرفة أصل الكرامة ومنشأها فلا أقل من الاعتماد على قواعد الجرح والتعديل لقبولها من عدمه "
.
أقول : عافاك الله .. أليس قد قلت لك هذا من البدء ؟
فأنت أصلحك الله خلطت لماّ راعك علو كعبهم ، فبان من كلامك أن مجرد الفضل العالي شرك ، والآن ( يبدو ) أنك عرفت بأن علو الكعب ليس شركا إلا إذا اعتبر المعتقد به صدوره ذاتيا ، غاية ما هنالك أن ثبوت التفصيل يحتاج إلى ورود الكرامة بطريق معتبر .


قلت : " فأتنا مشكورا ببعض كرامات ومعاجز أئمتك مما ورد من طرقكم بسند صحيح كي نقيم لقولك وزنا " .

أقول : بسند صحيح من طرقنا ؟؟
فهب أنني أتيتك بعدة فضائل صحيحة السند عندنا ، فما وجه الإلزام في ذلك لك لكي تقيم لقولي وزنا ؟ فهل إذا ثبت من طريقك شيء لزمني ؟؟!!



قلت : " ولا يفوتنا تذكيرك بما قلت سابقا (ومن أهم ما يمتازون به هو تسامحهم في دراسة روايات الفضائل رغم التسليم بكثرة الوضع والتغيير على الأطهار) فبالله أخبرنا عن أصلها ومنشأها، وهذا الوضع والتغيير على الأطهار بزعمك وضع للتشويش على من؟؟!! "

أقول :
أما قولي : " ومن أهم ما يمتازون به هو تسامحهم في دراسة روايات الفضائل رغم التسليم بكثرة الوضع والتغيير على الأطهار (ع) " فكان عن الشيخية الذين ضلوا الطريق ، فاعتقدوا دون دليل معتبر اعتقادات ربما لامست أحيانا الخط الأحمر كما يفهم البعض .
وأما إن كان قصدك هو وضعي بموضعهم ، وأنني أعتقد بما لم يثبت من طريق معتبر ، فقد تسرعت ، فالشيخية في طريقتهم في التعامل مع الروايات ينهجون اسلوب الوهابية فيقيمون الروايات بقلوبهم أكثر ، ويعتمدون السطحية في ذلك تماما مثل بعض فطاحل هذا المنتدى .


أنتم تنحلون الفضائل يقينا

ولكن ما يهمني هو لفت النظر إلى أنكم تنحلون الكرامات لمن تحبون ، وهو ظاهر في فضائل الخليفة الأول والثاني وغلوكم في بعض أئمتكم ومن تنسبونهم للصلاح ، راجع نزهة المجالس للصفوري وعمدة التحقيق للمالكي كمثالين يتبعهما العديد مما ورد في ابو حنيفة وأحمد وو.

وأما تشويشكم على فضائل أهل البيت فسببه معروف ، وممن أبدع في هذا التشويش ( وليس من ابتكره ) معاوية ، وقد ذكره المدائني في الأحداث والجاحظ في الرد على الإمامية ، وهو مشهور لا ينكره إلا من يفتقر للإنصاف . راجع الطبري في حوادث سنة 51 ، وابن الأثير في مجلد 3 صفحة 103 :
أن معاوية استعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة سنة 41 ، ثم دعاه وقال له : قد أردت إيصاءك بأشياء كثيرة أنا تاركها اعتمادا على بصرك ، ولست تاركا إيصاءك بخصلة ، لا تترك شتم علي وذمه ، والترحم على عثمان ، والاستغفار له ، والعيب لأصحاب علي ، والإقصاء لهم ، والإطراء لشيعة عثمان ، والإدناء لهم !
وروى المدائني في كتاب الأحداث قال : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة : أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته .
ونقل الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه على البخاري عن ابن الجوزي :
"أخرج ابن الجوزي أيضا من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي ما تقول في علي ومعاوية ؟ فأطرق ، ثم قال : أي شيء أقول فيهما ؟ اعلم أن عليا كان كثير الأعداء ففتش أعداؤه له عيبا فلم يجدوا، فعمدوا إلى رجل قد حاربه فأطروه كيدا منهم لعلي . قال :فأشار بهذا إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل مما لا أصل له ". قال : وقد ورد في فضل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد ، وبذلك جزم اسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما والله أعلم". انتهى من فتح الباري 7/105 رقم 3555.

وأقول :
فشتم معاوية – مثلا - لعلي والعمل على الضغط على أصحابه وشيعته وفعل كل ما يتطلبه الإبقاء على حكمه في إقصاء أهل البيت عليهم السلام - المنافسين الشرعيين له - طبيعي لا يحتاج إلى كثير بحث ، ومنه الوضع كما تضمنه الكلام السابق ، وهو بديهي حتى لو خلت منه المصادر ، فكيف وقد قرأت مما ورد فيها شطرا .



قلت :
" قال عنوان : 2- ونرى أيضا بأن أهل البيت عليهم السلام أعلى الناس مقاما ما خلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومن هنا وجب أن تفوق كراماتهم كرامة غيرهم ، حتى أنبياء أولوا العزم عليهم الصلاة والسلام .
قال حجاج : قول الله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) أولى بالتصديق، وإن من أهل البيت إلى يومنا هذا من هو ضال مضل (خذ الملكة إليزابيث كمثل واسأل الكوراني به خبيرا)، فلا عبرة. فإن كنت حاصرا أهلية البيت النبوي بأئمتك الإثنا عشر لزمك الدليل وهيهات هيهات."

وأقول : هيهات هيهات ؟؟ فمن هم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس ؟؟ ءأم المؤمنين عائشة وحفصة اللتان تظاهرتا عليه فنفتا أنهن مطهرات تطهيرا بذلك ؟ أم السيدة عائشة التي وردت عنها الرواية في الخمسة المعصومين دونها ؟ ولا أراك ستصر على أنها من أهل البيت المطهرين وإلا كيف يتقاتل المطهران ؟
ولماذا تقول هيهات هيهات فتحكم قبل الحوار وكأنك تضع اصبعك في أذنك حذرا مما تخاف سماعه ؟


أفضلية وزراء محمد - صلى الله عليه وآله - على بقية الأنبياء
قلت : " فأما زعمك أن كراماتهم تفوق ألوا العزم من الرسل فظاهر الفساد لإجماع المسلمين والشيعة قولا واحدا أن النبوة أعلى من الإمامة مرتبة، فلو فاق الأنبياء أئمتكم بهذه المنزلة لكفى بها علوا عليهم. "
وأقول : زعمك أن القول واحد .. فادعاء غير موفق ويخالفه الواقع ، وهذا أنت تثبت اتباعك منهج شيخ الاسلام بالتسرع وادعاء الاجماع زورا . وأما القاعدة التي طرحتها هي " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " فهي صحيجة البتة ، ولكن اشكالنا في أن التقوى أمر قلبي وسلوكي ، فإن أدركت السلوكي منها ، فإن بيان القلبي مختص بالسماء لا محالة .. إقرارا ودرجة .

ولما كان ترتيب المقامات كاشف عن القرب - المبتني على التقوى عنده تعالى - عرفنا بأن الرسل أشد تقوى من الأنبياء لأن الله قدمهم عليهم ، والأنبياء مقدمون على الأوصياء لذلك ، والأوصياء مقدمون على البشر لنفس السبب .
وأفضل الرسل هم أولوا العزم الخمسة عليهم السلام .


وأما الإمامة ، فالإمام مقدم على غيره ، والإمامة رتبة إلهية وهي على درجات أيضا .
وقولك أن النبوة أرفع من الإمامة غير صحيح ، لاحظ أيها الزميل :
كان إبراهيم عليه السلام نبيا وقد كبر سنه ولم يرزق بأبناء ، ثم رزقه الله أبناء على كبر " الحمد لله الذي رزقني على الكبر " .

ثم جعله إماما ، لاحظ : " واذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما ( لم يكن ثم أصبح إماما ) ، قال ومن ذريتي ( مما يعني أن له ذرية عند صدور الدعاء ) قال لا ينال عهدي الظالمين " .
فالإمامة إذن أعلى من النبوة بل من الرسالة. وهي مرتبة بلغها إبراهيم عليه السلام بعد الصبر على الابتلاء وذلك عندما كانت له ذرية أي على الكبر .
وأئمتنا أعلى مقاما من أولوا العزم عليهم الصلاة والسلام ، فأئمتنا ولدوا أئمة ، والحسن والحسين إمامان مذ كان عمرهما أربع سنين تقريبا بنص النبي صلى الله عليه وآله ، فتأمل أفضلية استحقاق الإمامة في علم الله من الذي استحقها على الكبر كنبي الله إبراهيم عليه السلام بعد الابتلاء الواقعي .



قلت :
" قال عنوان : والإفاضات الإلهية عليهم مهما علت لا تجعل منهم شركاء لله سبحانه لأنه المصدر الذاتي لكل ما قرأته عندنا من كرامات سواء أخلقوا خلقا ، أو تصرفوا في ريح ، أو اشفاء عاهات أو غير ذلك مما ترضاه نفسك لغيرهم وتستعظمه لهم . ) أقول: لعلك نسيت قولك سابقا: (أتفق معك تماما بأنه لا حاجة للاعتراف الحرفي بالشرك ليحق الشرك) فنذكرك به.) .

أقول : وألتزم به تماما ، وقد كررت عليك السؤال : ما هي خصائص الله تعالى ؟ التي إن اعتقدت أنها عند غيره أشركت ؟
حبذا لو تركز لي على الجواب مولانا دون التشتيت الذي تعتمده ، فهذا لب الخلاف .



قلت : " ولو تنزلنا جدلا للتسليم بما زعمتم لهم من إفاضات إلهية تبقى مسألة البناء على هذه الكرامات عند عوامكم وما يترتب عليها من شرك أكبر، وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله."
وأقول : لو كنت مكانك وكانت لي حجة ، لما تنزلت وسلمت في أمر شركي أصالة إلى النقاش في أمر شركي بالعرض . ومع ذلك .. فأنا أنتظر منك الكلام الذي وعدت به .



قلت :
" قال عنوان : ولا أحسبك تنكر أصل ذلك ، ففي مقام إثبات أصل هذه الكرامات لا نختلف ولا ننسب الألوهية لمن تحصل له ، ولكن نفسك ترد ما ارتبط منها بأهل البيت عليهم السلام ، فكلامك في مقام الثبوت .. فلا تخلط فيضيع القاريء الكريم ) غير دقيق، لأننا لا نؤمن إلا بما ثبت حسب الأصول المتبعة، سواء كانت للصديق أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من دونه. وهذه كتبنا تنطق بالحق في تكذيب كثير من الروايات. فنحن بفضل الله تعالى مع الحق ندور معه أينما دار. "

أقول :
وهنا مجموعة ادعاءات غير مدعمة بالدليل ، بل الدليل عندنا قام على خلافه ، ولكن لا نطيل لعدم ارتباطه بموضوعنا بشكل أساسي :
- لانؤمن إلا بما ثبت حسب الأصول المتبعة (غير صحيح فأنتم تخالفون الأصول ان أحببتم ) .
- ابو بكر أفضل الخلق ( لاحظ عمومية الكلام حتى على الأنبياء الذين لم يسبق لهم الكفر كأبي بكر ، ثم ترى بأننا مغالين إن قلنا ذلك أو ربما مشركين ).
- كتبنا تنطق بالحق ( والحق أنها مختلطة يغلب عليها الموضوعات ).
- ندور مع الحق حيثما دار . ( وهذه نكتة أرى بأنك تقصد إيرادها بنفس ألفاظ الرواية ولكن بعكس مدلولها .. وكأنه عناد صريح لرواية النبي صلى الله عليه وآله ).. موفقين .



قلت :
" قال عنوان : فإذا ثبت جواز إفاضة الكرامة على العبد ، من دون ترتب الألوهية ( لعدم التلازم إلا في حال ادعاء الاستقلالية والذاتية ) ، ولكن بقي أن تثبت بطريق صحيح حتى نقرها لأي عبد من عباد الله تعالى) أولا : أسجل عجبي من ركاكة الجملة لغياب جواب الشرط ."
وأقول : لا تعجب ، فأصولنا الفارسية قد تسرب أحيانا هكذا خلط ، مع أنني أرى الجملة هكذا : " إذا ثبت جواز افاضة الكرامة .. بقي أن تثبت بطريق صحيح حتى نقرها .. " .. فأثبتنا أولا جواز الكرامة ومن ثم طريق ثبوتها بالمعتبر .


قلت : " وثانيا قد سئمنا سؤالك تعريف الصحيح الذي تتعلق به كي نلتزم به ونتعلق به مثلكم، فهلا تفضلت علينا بتعريف الصحيح؟؟ "
أقول : أما تطاولك على العلم وظنك أنك بهذه العجالة ستعرف تمييز الصحيح من السقيم من رواياتنا فهضم لحق العلماء والمجتهدين الذين بخستهم حقهم بطلبك هذا .
فعباراتهم ستستصعب عليك ، وفهمها سيستعصي عليك ، فلا تطلب حمل ما لا قوة لك به ، واترك العلم هذا لأهله ، وأكرر راجيا .. لا تظنن أن مجرد ذكر السند كاف لمعرفة الصحيح من السقيم فإن مثل هذا الفهم السطحي لعلم الحديث يوردك الموارد .
" فإن المقياس في الأخذ بمضمون الروايات ليس هو دوما صحة السند من ضعفه ، فليس كل ما لم يثبت فيه سند صحيح ( يطرح ، فقد ) توجد بعض الأحيان قرائن داخلية وخارجية تحيط بالرواية وتكتنفها تستوجب الوثوق بالصدور وتشهد لصحة مستوى الحديث .
وقد يقع الاختلاف بين العلماء في تحديد بعض القرائن ومدى تأثيرها في إثبات حجية الخبر وتصحيحه ، ومما لا شك فيه أن أصل وجود القرائن مؤثر في ذلك "
، فما قد يشتهر من أخبار عند الخاصة والعامة وينظمه الشعراء ويخطب به البلغاء ويرويه الفهماء من حديث يغني عن تكلف إيراد اسناد له أحيانا .
فلا تعط نفسك أعلى من حجمك ، فسقوط المغرور مؤلم مولانا واعذرني على النصيحة .
وأنا هنا أعمل على تأصيل أس المسألة من بابها العقائدي لا من منطلقها المرتبط بعلم الحديث ، فالأمر الأول مطلوب من المكلفين ( على تفصيل ) خلافا للثاني الذي هو محور عمل المتخصصين .


قلت : " ثم عقبت قائلا: (نعم قد ورد من طرقنا ( وربما من طرقكم ) أنهم يعلمون الغيب ، نعم ورد أنهم قد أفاضوا الحياة على الجماد ، نعم ورد أنهم يقلبون الرمل تبرا ، نعم .. ورد أنهم يطوون الأرض ، نعم .. ورد أنهم كانوا موجودين قبل أن يخلق الله آدم كأنوار عاقلة ، فإن صحت الرواية بنينا عليها لأن كل ذلك مقبول عقلا ، ولكن بإفاضة إلهية عليهم لأنهم أعبد العباد ) وأقول: ليست المسألة مسألة ورود روايات بقدر كونها مسألة يبنى على صحتها والاعتقاد بها، فلا تعد تتعلق بشرط الصحة هداك الله، فإما أن تبين لنا أن الرواية مسقطة من قبل علماء الفن، مصرح بوضعها " .
أقول :
القواعد العقلية قاضية بجواز الكرامات أصالة ، ووجوبها لمن هم في خط الرسالة ، ووجوب تقدم المقدم في الكرامات كما وكيفا على المتأخر رتبة .
وإذا ثبت أيها الزميل - الذي أصابه السأم – أن رجلا كآصف قد تمكن من إحضار عرش بلقيس لنقل 500 كلمتر ، فإنه لن يعجز عن تحريكه 200 كم متر بطريق أولى ، فافهم .
فإذا ثبت لهم الكرامات العالية فما دونه يثبت بطريق أولى .
فليس أمره كأمر عمر – المزعوم – يا سارية الجبل ، فعمر خرق العادة وهو لا يدري ، بل لعله لا يدري ما القصة ولا القضية لأن القصة منحولة .. والله نحلها له غيره على استحياء فجعلها رمية من غير رام .

وأما أصحاب الكرامات فلاحظ مدى قوتهم في عرض ما أفيض عليهم : " وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك " ، فقوله " أنا " جلي واضح بمكنته التي أمكنه الله ، وعِلمُهُ بها واستخدامه لها متى شاء من دون التصريح بإذن الله وذلك لبداهته .

وأهل البيت أفضل ، فقد ورثهم الله علم الكتاب " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " ، وأما آصف فقد ورث علم (من) الكتاب " عنده علم من الكتاب " .. فتفكر في القدرة المفاضة على من يملك علم الكتاب إذا كانت قدرة آصف نابعة من علمه ببعض الكتاب .



قلت :
" الشروع في الجد:
وما تقدم من مباحث ليس سوى دردشة كما أسلفنا لكم، وسوف أقوم بعونه تعالى في الرد المقبل بإيراد ما نأخذه عليكم من شرك أكبر وغلو مفرط في أئمتكم، فشمر عن ساعديك لما هو آت. "

وأقول : قد خبرنا مولانا من زق العلم ( ان صح العبير ) منكم زقا ، فلم نجد عنده ما يروي الغليل ، بل خلى كثير كلامه من حجة ودليل ، وغلب عليه الحب والبغض واعمال القلب ، فكيف وأنت فقير كما اتضح لي مما سردت .


قلت :
" أو دع عنك الجدال وائتنا بمن لديه الكفاءة في تبيان الصحيح من السقيم. إذ أن هذا الأسلوب لن يوصلنا إلى نتيجة ترجى، فتأمل. "

وأقول :
لا أمانع في ترك الحوار متى أحس محاوري أو المشرف المسئول ضعفي عن تلبية متطلباته ، وهذا تصريح منك يؤكد ما سبق من المشرف ( المحايد ) .
وأما ترشيح غيري ، فأمره ليس بيدي وبإمكانك أن تأخذ الموضوع إلى أي منتدى شيعي ، كشبكة الحوار الإسلامي وأعدك بتثبيته .. www. al-hewar.com/ara/ وقد يدلك عليه زملاء كأبي عبيدة وربيع وغيرهما ممن يفر قبل أن يكر عندهم ..
فامرني بالتوقف تجدني مطيعا .. وخذ الموضوع تجاههم تجدهم ملأى .

والسلام







التوقيع :
" أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها " سيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله
من مواضيعي في المنتدى
»» كلمات حيرتني ..
»» حديث النبي بين التطبيق والتجميد
 
قديم 20-03-04, 10:09 AM   رقم المشاركة : 57
الحجاج
Islamic English Discussion Moderator







الحجاج غير متصل

الحجاج is on a distinguished road


المداخلة 56

الحمد لله الذي يمحو الزلل ويصفح، ويغفر الخطل ويسمح، كل من لاذ به أنجح، وكل من عامله يربح. تشبيهه بخلقه قبيح، وجحده أقبح. وتعطيل صفاته تطرح المعطل أقبح مطرح. أحمده ما أمسى المساء وما أصبح، وأصلي على رسوله محمد الذي أنزل عليه (ألم نشرح). صلى الله عليه وعلى أبي بكر صاحبه في الدار والغار لم يبرح، وعلى عمر الذي لم يزل في إعزاز الدين يكدح، وعلى عثمان ولا أذكر ما جرى ولا أشرح، وعلى علي الذي كان يغسل قدمه في الوضوء ولا يمسح، وعلى جميع آله وأصحابه صلاة دائمة لا تبرح، وسلم تسليما .. أما بعد:

فقد سألناك هداك الله أن تأتينا بمن ذكر من علمائنا بأن ما سيأتي به الدجال من المعاجز هو من (كرامات) الله له، وذلك ردا على قولك: ( أصالة جواز حدوث الكرامات للأولياء ( وهذه نتفق عليها وتفوقوننا بأن توجبونها للدجال ونحن لا نجيزها له) فتحاشيت المجيء بما طلبنا، لذا نكرر الطلب ثانية.

ثم إنك أنكرت (أن يؤيد الله تعالى أعداءه بخرق للعادة ليضل به عن سبيل الله ، لأن المائز بين المعجزة وغيرها هي نسبتها لله تعالى حتى تطمئن النفس إلى أن صاحب الخرق المذكور مسدد من السماء . ولو جاز الخرق على يدي الدجال لكانت الحجة لمن اتبعه على الله تماما كما هي على من يحضر آية لنبي ثم يتبعه لإثباتها ادعاءه ، لاحظ : " .. أتشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا " .) فما تقول فيما جاء به صاحب إلزام الناصب عن عقد الدرر:

( وفيه عن أسماء بنت يزيد قالت : كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في بيتي فذكر الدجال فقال : إن بين يديه ثلاث سنين : سنة تمسك السماء فيها ثلث قطرها والأرض ثلث نباتها والثانية تمسك السماء ثلثي قطرها والأرض ثلثي نباتها والثالثة تمسك السماء قطرها كله والأرض نباتها كله فلا تبقى ذات ظلف ولا ذات خرس من البهائم إلا هلك ، وإن من أشد فتنته أنه يأتي الأعرابي يقول : أرأيت إن أحييت لك إبلك ، ألست تعلم أني ربك ؟ فيقول : بلى ، فيمثل له نحو إبله كأحسن ما يكون ضروعا وأعظمه أسنمة قال : ويأتي الرجل قد مات أخوه ومات أبوه فيقول : أرأيت إن أحييت لك أباك وأخاك ألست تعلم أني ربك ؟ فيقول : بلى فيمثل له الشياطين نحو أبيه ونحو أخيه قالت : ثم خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لحاجته ثم رجع والقوم في اهتمام وغم مما حدثهم قالت : فأخذ بلحمتي الباب فقال : ميهم يا أسماء قلت : يا رسول الله لقد خلعت أفئدتنا بذكر الدجال قال : إن يخرج وأنا حي فأنا حجيجه وإلا فإن ربي خليفتي على كل مؤمن) الرواية.

فأما وجه الاعتراض (الدجال بشر .. وقدرته - من خلال نظرية الطبيعة التكوينية التي ابتكرتها أنت - لا تخوله بذاته القيام بما هو خارق للعادة . راجع قولك :" حتما الفرق جد كبير. فطبيعة الملائكة التكوينية تخولهم القيام بأمر الله على أكمل وجه. قال تعالى: (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) ومحال عقلا أن يأمرهم الله تعالى بفعل لم يقدرهم على القيام به ." ) فظاهر وإن غاب عنك، وذلك أن الدجال لا مرية في خروجه وفتنته وكونه علامة من علامات الساعة، وأما أئمتك فليسوا في العير ولا النفير، وليس في انتحال المخاريق لهم وجه، فتنبه.

وأما عن نحتكم الفضائل والمناقب والمعاجز الوهمية لأئمتكم وقولك (وما الذي أحوجنا نحن للتشويش ؟ لاحظ أن المحتاج لدعم مذهبه بالمنحولات هو غيرنا) فلا يستقيم وإقرار فطاحلكم بخلافه. فهذا ابن أبي الحديد الشيعي يقول في شرحه على النهج (ج 11 ص 49): " واعلم أن أصل الأكاذيب في أحاديث الفضائل كان من جهة الشيعة فإنهم وضعوا في مبدأ الأمر أحاديث مختلقه في صاحبهم حملهم على وضعها عداوة خصومهم" إلى قوله: " فلما رأت الشيعة ما قد وضعت البكرية أوسعوا في وضع الأحاديث فوضعوا حديث الطوق الحديد الذي زعموا أنه فتله في عنق خالد وحديث اللوح الذي زعموا أنه كان في غدائر الحنفية أم محمد وحديث ( لا يفعلن خالد ما آمر به ) وحديث الصحيفة التي علقت عام الفتح بالكعبة وحديث الشيخ الذي صعد المنبر يوم بويع أبو بكر فسبق الناس إلى بيعته وأحاديث مكذوبة كثيرة تقتضي نفاق قوم من أكابر الصحابة والتابعين الأولين وكفرهم"

وأما قولك (إن رسمت دائرتين متقاطعتين وعزلت ما انفردت به الشيعة وما انفرد به السنة وجمعت ما اتفقوا عليه فلن تجد اتفاقا إلا على فضل أهل البيت وبعض من والاهم من صحبهم ، ومختلف في غيرهم . ) فلا أقل من وصفه بالسذاجة. فما أنكرت على يهودي ونصراني ومسلم اجتمعوا، فقال اليهودي: إن رسمنا ثلاث دوائر متقاطعة وعزلنا ما تفرد كل منا به، وجمعنا ما اتفقنا عليه، فلن تجدوا إلا إجماعا على رسالة موسى واختلافا في صاحبيكم؟ فأعرض هداك الله عن هذه الترهات وعد إلينا بما هو أليق بك.

ثم نأتي على قولنا: ( أما معرفة أصل الكرامة ومنشأها فلا أقل من الاعتماد على قواعد الجرح والتعديل لقبولها من عدمه) وقولك: (عافاك الله .. أليس قد قلت لك هذا من البدء ؟) أقول: شافاك الله من آفة الخلط، لا لم تقل هذا من البدء فهلم وأتنا به. وإنما أنكرنا أن نؤمن بالخرافات والخزعبلات التي لا يصدقها إلا ذو آفة في عقله.

ثم على قولك: (فأنت أصلحك الله خلطت لماّ راعك علو كعبهم ، فبان من كلامك أن مجرد الفضل العالي شرك ، والآن ( يبدو) أنك عرفت بأن علو الكعب ليس شركا إلا إذا اعتبر المعتقد به صدوره ذاتيا ، غاية ما هنالك أن ثبوت التفصيل يحتاج إلى ورود الكرامة بطريق معتبر . ) والواقع أني لم أكن أعلم أن أحذيتهم كانت من ذوات الكعب العالي، فإن كان الأمر كذلك فلا غرو، وإن كان غير ذلك فالحجة هي المحك. فما أنكرت مثلا على من زعم أن رجلا حدثه عن جماعة من أصحابه، عن غير واحد عن أحدهما، أن محمدا (صلى الله عليه وسلم – وحاشاه) هو الذي خلق الأكوان من العدم وخلق الملائكة والجن والإنس والطير والدواب وخلق كل ذرة في الكون، وخلق الجنة وما فيها من نعيم مقيم، وخلق النار وما فيها من عذاب أليم، وخلق العرش والكرسي وهو الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض، وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، كل ذلك بإذن الله؟؟ فهذا من علو كعبه أيضا، فما الذي تنكر من قوله بغض النظر عن طريق ورودها؟

فأما سؤالك (فهب أنني أتيتك بعدة فضائل صحيحة السند عندنا ، فما وجه الإلزام في ذلك لك لكي تقيم لقولي وزنا ؟ فهل إذا ثبت من طريقك شيء لزمني ؟؟!!) أقول: افهم عني ما أقول وألزمني بما ألزمت نفسي به. هات عدة فضائل صحيحة السند لديكم ثم لكل حادث حديث. وإلا فإنني أظن أنك بهذه المراوغة إنما تشتري الوقت لاقتناص حديث ربما تنطبق عليه شروط الصحيح عندكم.

دأب الشيعة:
ومن دأبكم هداك الله الاستشهاد بالضعيف والموضوع من المرويات وولعكم به. فأما ما استشهدت به من حوادث سنة 51هـ فساقط لا يلزمنا في شيء، فألزمني ما ألزمت نفسي به مما صحت طرقه عندنا فأنا عند مقالتي. والعجب العجاب في استشهادك بما نقله الحافظ عن ابن الجوزي في أمر نحن ننكره أصلا ونحكم ببطلانه وبطلان كل منقبة لم تصح لأي إنسان كائنا من كان، فأين وجه إلزامك؟؟

على أن الجدير ذكره هنا إغفالك الجواب عن استفهامنا لك بخصوص ما أقررت به من (كثرة الوضع والتغيير على الأطهار) وسؤالنا إياك من الذي قام بهذا الوضع والتغيير وللتشويش على من، فما جئت بأكثر من قولك (فاعتقدوا دون دليل معتبر اعتقادات ربما لامست أحيانا الخط الأحمر كما يفهم البعض . ) فعلام بنيت هذه الاعتقادات؟ لا بد أنها قامت على روايات اعتمدوها، ونخص منها بالذكر روايات الفضائل والمناقب والمخاريق، ما هو منشأها وللتشويش على من وضعت؟ ثم إنك قلت: (وأما إن كان قصدك هو وضعي بموضعهم ، وأنني أعتقد بما لم يثبت من طريق معتبر ، فقد تسرعت) أقول: قد وضعنا أيدينا على موضع الداء، فما الذي تنكره علينا في رفضنا التصديق بمناقب لم تثبت لدينا بطريق صحيح؟ إن المأزق الذي أوقعت نفسك فيه ناتج عن فساد المقدمة التي اعتمدتها وهي أن كل منقبة أو فضيلة أو كرامة جائزة عليهم (غاية ما هنالك أن ثبوت التفصيل يحتاج إلى ورود الكرامة بطريق معتبر) فلو قيل لك أن عليا هو الذي خلق محمدا صلى الله عليه وسلم مع شماعة (بإذن الله) لما أنكرت منها شيئا إذ الأصل فيها عندك الجواز، (غاية ما هنالك أن ثبوت التفصيل يحتاج إلى ورود الكرامة بطريق معتبر) ولو قيل لك أن عليا شوهد في واشنطن في البيت الأبيض لما أنكرت منها شيئا (غاية ما هنالك أن ثبوت التفصيل يحتاج إلى ورود الكرامة بطريق معتبر)

منطق عجيب:
ثم زعمت (ولكن ما يهمني هو لفت النظر إلى أنكم تنحلون الكرامات لمن تحبون ، وهو ظاهر في فضائل الخليفة الأول والثاني) أما أنتم فحاشاكم، فكل ما ورد عندكم في فضائل أئمتكم فصحيح لدرجة أن غائطهم أطيب ريحا من المسك الأذفر، وتتبرك الأرض بابتلاعه، فهلا عطفوا على شيعتهم ومحبيهم فأعطوهم شيئا من هذا الغائط لينضروا به وجوههم ويشبعوا به بطونهم؟ إن الذي نفتخر به على الأمم قاطبة عربيهم وأعجميهم تحرينا وتمحيصنا للضعيف والموضوع من الروايات، وهو ما تفتقرون إليه إلى يومنا هذا.

دعوة للالتزام بالصحيح:
وأما دعواك (وممن أبدع في هذا التشويش ( وليس من ابتكره ) معاوية ، وقد ذكره المدائني في الأحداث والجاحظ في الرد على الإمامية ، وهو مشهور لا ينكره إلا من يفتقر للإنصاف . راجع الطبري في حوادث سنة 51 ، وابن الأثير في مجلد 3 صفحة 103 ) فمردود يا صاح، وأعود لأدعوك بإلزامي بما ألزمت نفسي به من قبول ما صحت عندنا طرقه. فهات أفضل ما عندك مما لا يحيجك المعاودة إلى غيره.

التناقض العجيب:
ثم جئتنا بما روحت به عن نفوسنا في قولك: (عرفنا بأن الرسل أشد تقوى من الأنبياء لأن الله قدمهم عليهم ، والأنبياء مقدمون على الأوصياء لذلك ، والأوصياء مقدمون على البشر لنفس السبب . وأفضل الرسل هم أولوا العزم الخمسة عليهم السلام .) بمعنى إذا كان الرسل أفضل من الأنبياء، وإذا كان الأنبياء أفضل من الأوصياء، فتكون النتيجة أن الرسل أفضل من الأوصياء. ثم جئتنا بما نصه:

(وأئمتنا أعلى مقاما من أولوا العزم عليهم الصلاة والسلام ، فأئمتنا ولدوا أئمة ، والحسن والحسين إمامان مذ كان عمرهما أربع سنين تقريبا بنص النبي صلى الله عليه وآله ، فتأمل أفضلية استحقاق الإمامة في علم الله من الذي استحقها على الكبر كنبي الله إبراهيم عليه السلام بعد الابتلاء الواقعي .) فإن كنت تقول في أئمتك أنهم أوصياء ثبت أن ألوا العزم من الرسل عليهم السلام مقدمون عليهم، وإن كنت تنفي أنهم أوصياء، فنعم القول، بل ونضع يدنا في يدك في هذا الإنكار، لكن هذا الإنكار أوقعك في مطب لا مخرج منه، وهو أن أئمتك أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم من وجهين: الأول إطلاقك القول أن مقامهم أعلى من أولوا العزم، ومعلوم لدى الخاص والعام أن النبي صلى الله عليه وسلم أحد الخمسة. والثاني: أن أئمتك ولدوا أئمة، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يولد إماما، فثبتت أفضليتهم حتى على خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم بنص قولك (فالإمامة إذن أعلى من النبوة بل من الرسالة) وهذا تخرص ما بعده تخرص لم يوقعك فيه سوى الغلو فيهم، فتأمل.

لب الخلاف:
وقد سألت (السؤال : ما هي خصائص الله تعالى ؟ التي إن اعتقدت أنها عند غيره أشركت ؟)

فنجيبك بواحدة هي قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ

إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) سورة لقمان، 33-34

ونسألك: هل يقع أئمتك تحت طائلة الآية الأولى أم لا؟ ثم هل لأئمتك من الخصائص المذكورة في الآية الثانية شيء أم لا؟ وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.

فأما ما ورد من قولي( لأننا لا نؤمن إلا بما ثبت حسب الأصول المتبعة، سواء كانت للصديق أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من دونه. وهذه كتبنا تنطق بالحق في تكذيب كثير من الروايات. فنحن بفضل الله تعالى مع الحق ندور معه أينما دار. " ) ثم تقولك علي (ابو بكر أفضل الخلق ( لاحظ عمومية الكلام حتى على الأنبياء الذين لم يسبق لهم الكفر كأبي بكر) فيدل إما على ثقل النظر العقلي أو البصري أو كلاهما معا عندك. وكلامي أوضح من الشمس في رائعة النهار، فإن كان لا زال مستعصيا على استيعابك بسطناه لك بسط المادة العلمية للمراحل الابتدائية، ولا حرج، فأنا هنا لهذا الغرض. وأما تندرك حول قولي ندور مع الحق حيث دار فسمج، لجواز الاقتباس والترصيع حتى من القرآن الكريم، فلا تغفل.

ثم نعود على ما بدأناه لنلزمك بقولك: (" إذا ثبت جواز افاضة الكرامة .. بقي أن تثبت بطريق صحيح حتى نقرها .. ") وهذا يعني إن لم تثبت بطريق صحيح لا تقرونها، وهذا عظيم. وسؤالنا لك الآن: كيف السبيل إلى معرفة الصحيح؟ هذا السؤال هو الحجر الأساس الذي سيهدم به كل باطل أنت عليه، ولا أراك إلا متهربا من إجابته أمام جميع القراء مسلمين وشيعة. فأما تعلقك في قولك (أما تطاولك على العلم وظنك أنك بهذه العجالة ستعرف تمييز الصحيح من السقيم من رواياتنا فهضم لحق العلماء والمجتهدين الذين بخستهم حقهم بطلبك هذا . فعباراتهم ستستصعب عليك ، وفهمها سيستعصي عليك ، فلا تطلب حمل ما لا قوة لك به ، واترك العلم هذا لأهله ، وأكرر راجيا .. لا تظنن أن مجرد ذكر السند كاف لمعرفة الصحيح من السقيم فإن مثل هذا الفهم السطحي لعلم الحديث يوردك الموارد . ) فسبب واه للهروب من المطلوب، ولا أراني إلا طالبا من أخينا المشرف إلزامك بالإجابة عليه حتى أنصفك، ولو أنك سألت أيا منا في هذا المنتدى عن تعريف الحديث الصحيح لما زاد جوابه عن سطرين، فتجرأ ولا تخف.

قاعدة بقاعدة:
ثم جئتنا بقولك: (فما قد يشتهر من أخبار عند الخاصة والعامة وينظمه الشعراء ويخطب به البلغاء ويرويه الفهماء من حديث يغني عن تكلف إيراد اسناد له أحيانا .) ونقول ردا عليه: قال شهيدكم الأول في الذكرى:

"ليس كل واقع يجب اشتهاره، ولا كل مشهور يجب الجزم بصحته، فرب مشهور لا أصل له، ورب متأصل لم يشتهر". وهذه قاعدة مشهورة عند الفريقين.

وراثة الكتب:
ثم جئتنا بالعجيب من القول إذ تقول: (وأهل البيت أفضل ، فقد ورثهم الله علم الكتاب " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " ، وأما آصف فقد ورث علم (من) الكتاب " عنده علم من الكتاب " .. فتفكر في القدرة المفاضة على من يملك علم الكتاب إذا كانت قدرة آصف نابعة من علمه ببعض الكتاب .) وكأننا متفقون على أن أئمتكم هم المعنيون بورثة الكتاب، وأن الكتاب الذي ورثه آصف هو عين الكتاب الذي سماه الله في الآية، أو الذي توارثه أئمتكم بزعمكم (مصحف فاطمة أو الجفر الأبيض والأسود والأحمر، أو اللوح المشتمل على أسمائهم المنزل من الله تعالى إلى فاطمة). وهكذا بكل بساطة وسذاجة تجزم أن الكتاب المقصود واحد. ولشد ما يؤسفني أيها الزميل أن أصارحك بأن مستوى نقاشك في هبوط مستمر، فاعمل على رفعه فقد عهدتك أفضل مما أنت عليه الآن.







التوقيع :
إذا رأيت الرجل على ملة الرافضة فاتهمه في عقله وعرضه، ألا إنها ملة من سخط الله عليه.
من مواضيعي في المنتدى
»» What a Lovely Work
»» هل كل شيعي بالضرورة خبيث الولادة؟؟؟ لنكن منصفين
»» حاخامات الرافضة في حفل ترفيهي / فيديو
»» إلا اللمم / منقول
»» مفتي المملكة رحمه الله يفتي بكفر الرافضة: مقطع صوتي
 
قديم 24-03-04, 12:20 AM   رقم المشاركة : 58
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


57

باسمه تعالى

والصلاة على محمد وآله الأطهار


اطلب تمديدا قصيرا

وأرجو من الزميل حجاج مراجعة بريده الخاص واعلامي بما يتم مع الاخ المشرف

والسلام







 
قديم 25-03-04, 04:56 PM   رقم المشاركة : 59
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


باسمه تعالى

والصلاة على محمد وآله


قبل كل شيء : أعتذر من الجميع عما قد يبدو حدة في لهجتي .. فلكل نبرة ما يوازيها ..


مولانا حجاج .. بينما كنتُ أظلل الموضوع لنسخه ، فإن أول ما وقعت عيني عليه هو آخر ما انتهى إليه التظليل وهو قولك : " ولشد ما يؤسفني أيها الزميل أن أصارحك بأن مستوى نقاشك في هبوط مستمر، فاعمل على رفعه فقد عهدتك أفضل مما أنت عليه الآن."
فقلت في نفسي : لعل الرجل قد جاء اليوم بما لم تأت به الأوائل ، فشمرت عن ساعدي إما للبخوع وإما للجواب .. وليتني ما فعلت ، فلم أجد حجاج الذي أعرفه للجواب عليه ، وأما البخوع فلم أر عاقلا يبخع لترهات زينت بكلمات .. عموما ..

قد مر اقتراحي عليك فيما سبق ، فلا تخلو المنتديات مولانا ممن له باع في حوار (صنديد مثلك) ، فإن ظفرت بواحد فقل لي وأنا أتنحى متى شئتَ وسأكفيك مجاراتي في النزول إلى مستواي .
وخيّب الله أجسرنا على الحق ، وأعان أقربنا له .


حجاج بين الدجال .. وخفق النعال
قلت : " فقد سألناك هداك الله أن تأتينا بمن ذكر من علمائنا بأن ما سيأتي به الدجال من المعاجز هو من (كرامات) الله له، وذلك ردا على قولك: ( أصالة جواز حدوث الكرامات للأولياء ( وهذه نتفق عليها وتفوقوننا بأن توجبونها للدجال ونحن لا نجيزها له) فتحاشيت المجيء بما طلبنا، لذا نكرر الطلب ثانية ."
أقول : لطيف منك هذا التهرب وكأن الأمر يحتاج لتصريح أكبر ، فالكلام ظاهر لكل ذي عينين ، وإنكار ظاهر كهذا جهل أحب أن أجلك عنه ، أو إفلاس رأيناه ممن هو أخبر منك .

فظاهر لفظ الحديث صريح بقدرته على الإماتة والإحياء ، وعقيدتكم في تصديق هذه الرواية شرك على كل حال . فهو إما شرك إذا ما قلتم بذاتية قدرته على الإحياء والإماتة ، أو شرك لنسبة العبث لله تعالى بمده الدجال بقدرات خارقة للعادة مما يخدع العباد ويقيم عليهم الحجة .. والاعتراف يليق بك أكثر من الإنكار ، فكن حرا إن استطعت .
إلا إذا قلت بأن لله في ذاك الزمان – زمان أشراط الساعة - جنديا يفعل بالدجال القادر فعل موسى بالسحرة ، فهذا مما يتفق مع عقيدتنا بالمهدي عليه الصلاة والسلام وعجل الله فرجه وسهل مخرجه وجعلني من جنده والمستشهدين بين يديه ، لتكون الحجة بغلبته أبلغ وتصب في صالح هداية الناس .. وتهدم نظرية الطبيعة التكوينية ( النكتة ) على كل حال .
فتكون قدرة الدجال أمرا أجازته السماء لإثبات خلافه مما يتماشى مع القاعدة ، ليكون فتى الإسلام المهدي عليه السلام الذي يقضي عليه فيثبت للناس ظهوره عليه الصلاة والسلام .
وكل ما فات يهدم نظريتك ، فيا حبذا لو تتراجع - رغم ما نظنه من ضغط ودعم وأماني وهابية تحيط بك - .. وما أصعب التراجع وسط خفق النعال من حولك .


استجداؤك أمر الدجال .. في إلزام الناصب ، هل ينفع نظريتك ؟؟
قلت :" ثم إنك أنكرت (أن يؤيد الله تعالى أعداءه بخرق للعادة ليضل به عن سبيل الله ، لأن المائز بين المعجزة وغيرها هي نسبتها لله تعالى حتى تطمئن النفس إلى أن صاحب الخرق المذكور مسدد من السماء . ولو جاز الخرق على يدي الدجال لكانت الحجة لمن اتبعه على الله تماما كما هي على من يحضر آية لنبي ثم يتبعه لإثباتها ادعاءه ، لاحظ : " .. أتشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا " .)
فما تقول فيما جاء به صاحب إلزام الناصب عن عقد الدرر: .. الخ "
أقول :
لم أظفر بالكتاب لأراجعه لمشاغل ، رغم ثقتي بك إلا فيما يخص مذهبنا ، فقد اعتدنا البتر وسوء النقل والمضحك من المفتريات ، فلابد من مراجعته أولا .
ولكنني لست أدري سبب إيرادك هذا النص علي ؟ أترد بذلك علي أم على نفسك ؟ حيث كان الكلام عن نظريتك التي تعتقدها وربطك الكرامة والخرق بالطبيعة التكوينية ، وكان هدفي نسف النظرية بما تعتمده أنت من رواياتك ، ثم دعمت أنت رأيي بهذه الرواية المروية عندكم أيضا في مشكاة المصابيح .. فثبوت ورودها لا يزيد إلا في هدم نظريتك .

فالقاعدة هي : أن ظهور أي خرق للعادة موافق لدعوى المدعي يعد تأييدا له ، ومن هنا ثبتت نبوة الأنبياء مثلا ، فلو قدحت بذلك لما كان لتأييد السماء للوسطاء بالمعاجز من معنى ولا كان له مرجح . وستكون الحجة للعباد على الله تعالى .. وكل هذا باطل .
ولعل مسيلمة لعنه الله مصداق جلي ، فقد اتبعه خلق كثيرون ، فكيف – مولانا - لو أجاز الله تعالى له معجزا كمعجز الدجال ؟ فهل يلام بعد ذلك متبعوه ؟ وكيف يفرق المكلف حينئذ بين محمد صلى الله عليه وآله المدعم بالمعجز وبين مخالفه المدعم بالمعجز مثله ؟
فقضية إعجاز الدجال باطلة من أصلها ، والغرض من الاستشهاد بها هدم نظرية الطبيعة التكوينية ، فلا تكابر .



صراخ على قدر الألم
قلت : " فأما وجه الاعتراض (الدجال بشر .. وقدرته - من خلال نظرية الطبيعة التكوينية التي ابتكرتها أنت - لا تخوله بذاته القيام بما هو خارق للعادة . راجع قولك :" حتما الفرق جد كبير. فطبيعة الملائكة التكوينية تخولهم القيام بأمر الله على أكمل وجه. قال تعالى: (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) ومحال عقلا أن يأمرهم الله تعالى بفعل لم يقدرهم على القيام به ." ) فظاهر وإن غاب عنك، وذلك أن الدجال لا مرية في خروجه وفتنته وكونه علامة من علامات الساعة، وأما أئمتك فليسوا في العير ولا النفير، وليس في انتحال المخاريق لهم وجه ، فتنبه " .
أقول : أما قاعدتك فقد قلبناها عليك وانتهى الأمر عند أولي الألباب ، وأما غضبتك وكلامك عن أئمتنا فمعذور فيه أنت مولانا ، فالصراخ على قدر الألم .. فقل ، ولطالما عفوا عمن أساء لهم .
وأكرر ما سبق ذكره من أن الاستشهاد كان لرد قاعدتك الضعيفة بما صح عندك . وأما عقيدتنا في الدجال فأمر آخر لا ربط له بالموضوع .



التشويش .. مرة أخرى
قلت : " وأما عن نحتكم الفضائل والمناقب والمعاجز الوهمية لأئمتكم وقولك (وما الذي أحوجنا نحن للتشويش ؟ لاحظ أن المحتاج لدعم مذهبه بالمنحولات هو غيرنا) فلا يستقيم وإقرار فطاحلكم بخلافه. فهذا ابن أبي الحديد الشيعي يقول في شرحه على النهج (ج 11 ص 49): " واعلم أن أصل الأكاذيب في أحاديث الفضائل كان من جهة الشيعة فإنهم وضعوا في مبدأ الأمر أحاديث مختلقه في صاحبهم حملهم على وضعها عداوة خصومهم" .
وأقول :
أولا : قولي : ( وما الذي أحوجنا نحن للتشويش ؟ لاحظ أن المحتاج لدعم مذهبه بالمنحولات هو غيرنا ) ، فالشيعة لا تحتاج لإثبات مقامات أهل البيت إلى وضع روايات وقد اعترف بأعلى مقاماتهم بعض ألد خصومهم .
ولكن خصومهم أحوج للموضوعات لمعادلة مقامات من قدموا من المؤخرين بمن أخروا من المقدمين .. فلاحظ .
ثانيا : شتان بين حجاج الذي أعرفه وبين هذا المستشهد بكلام ابن أبي الحديد( الشيعي !!) صاحب شرح النهج الذي يقول : " أصل الأكاذيب كان من جهة الشيعة " ، ويقول : " مختلقة في صاحبهم " ، ثم تنسبه بعد ذلك للشيعة ؟؟ فيالله وللدليل هذا ما أحكمه !!
وقال : "وحديث الشيخ الذي صعد المنبر يوم بويع أبو بكر فسبق الناس إلى بيعته وأحاديث مكذوبة كثيرة تقتضي نفاق قوم من أكابر الصحابة والتابعين الأولين وكفرهم" ، وأقول : لاشك في كفر قوم من أكابر الصحابة أو نفاقهم عند الشيعة ، فلو كان الحديدي شيعيا لما رابه ذاك ولا استنكره ، فهلا أتيتنا برافضي يقر ادعاءك بدلا عن صاحبنا المعتزلي .
نعم ، ربما يكون ابن أبي الحديد ممن قدم عليا على غيره لكثرة ما ورد في ذلك ، ولكنه ليس شيعيا بمعنى رافضي حتى يعتمد من كلامه شيء عندنا .. فابحث عن غيره .
ثالثا : يبدو أنك تبحث عن تصريح بأنني لا أنفي ورود روايات غير صحيحة عندنا في الفضائل إجمالا ، وبهذا أصرح . وأزيد بأن مهما كانت أسباب الوضع إلا أن المعتبر من فضائلهم من وسط ذلك صعب مستصعب يغنينا عن الحاجة لما قل اعتباره ، وقد مر توضيحه في المداخلة السابقة عند ذكر فضيلة آصف بالكيلو مترات



دائرتان متقاطعتان .. واستخدام خاطيء .. كالعادة
قلت : " وأما قولك (إن رسمت دائرتين متقاطعتين وعزلت ما انفردت به الشيعة وما انفرد به السنة وجمعت ما اتفقوا عليه فلن تجد اتفاقا إلا على فضل أهل البيت وبعض من والاهم من صحبهم ، ومختلف في غيرهم . ) فلا أقل من وصفه بالسذاجة. فما أنكرت على يهودي ونصراني ومسلم اجتمعوا، فقال اليهودي: إن رسمنا ثلاث دوائر متقاطعة وعزلنا ما تفرد كل منا به، وجمعنا ما اتفقنا عليه، فلن تجدوا إلا إجماعا على رسالة موسى واختلافا في صاحبيكم؟ " .
أقول : من الذي جاء بذكر هؤلاء ؟
رعاك الله ، القاعدة التي ذكرنها عقلية بديهية فيما خص جزئيتنا التي نتحدث عنها ، وهي حجية إجماع المسلمين في شأن الفضائل أقلة ، وليس الكلام عن الديانات ، فلرب قاعدة تنفع في حوار المذاهب ولا تنفع في حوارنا معهم ، فلا تصنع (كوكتيلا ) تضل به القاريء ، ولا تشطح وترد بما لا ربط له بموضوعنا .
فالكلام عن المتقاطع المعتبر مما أجمع عليه المسلمون في شأن الفضائل كما هو واضح من قولي ( وعزلت ما انفردت به الشيعة وما انفرد به السنة وجمعت ما اتفقوا عليه) كفريقين من فرق الاسلام الأساسية رغما عن أنوف عديدة .
فإن لم تصلح هذه القاعدة فبين لي وجه فسادها ، ولا تتخبط .. فأنا على يقين بأنني أضغط على جرحك فتحمل معي بارك الله فيك .
أين حجاج الذي أعرفه يا جماعة الخير ؟!!



رد الكرامة وقبولها .. بالقلب ؟ أم بالعقل ؟ أي عقل ؟
قلت : " ثم نأتي على قولنا: ( أما معرفة أصل الكرامة ومنشأها فلا أقل من الاعتماد على قواعد الجرح والتعديل لقبولها من عدمه) وقولك: (عافاك الله .. أليس قد قلت لك هذا من البدء ؟) أقول: شافاك الله من آفة الخلط، لا لم تقل هذا من البدء فهلم وأتنا به. "
أقول :
راجع قولي : (غاية ما هنالك أن ثبوت التفصيل يحتاج إلى ورود الكرامة بطريق معتبر)
وقد استشهدت به أنت بنفسك بعد فقرات ، فكيف تتصنع أنه فاتك وتقول لا لم تقل ؟ أم أنه جاء وقت اللف والدوران بعد أن خاب سهمك ؟
ونصيحتي لك ألا تكتب وأنت غاضب ، كيما يصدر عنك ما يزيد في إفساد قضيتك الفاسدة سلفا .




قلت : " وإنما أنكرنا أن نؤمن بالخرافات والخزعبلات التي لا يصدقها إلا ذو آفة في عقله."
وأقول :
منذ متى والعقل عندكم معتبر ؟
ومن أين جاءت حجية عقلك لكفاية ترجيح هذا أو ذاك ؟
وأي عقل وأنتم ترجحون الظالم على المظلوم والطالح على الصالح ؟
ويستوي عندكم المؤمن والمنافق ؟
عقل ؟؟ ( ابحث عن غيرها مولاي .. هذا رجاء )
وأما الخزعبلات والخرافات فلا أرى تعريفها يتطابق مع الروايات وإن ضعفت .



ورقة التوت .. بدأت بالسقوط
قلت : " ثم على قولك: (فأنت أصلحك الله خلطت لماّ راعك علو كعبهم ، فبان من كلامك أن مجرد الفضل العالي شرك ، والآن ( يبدو) أنك عرفت بأن علو الكعب ليس شركا إلا إذا اعتبر المعتقد به صدوره ذاتيا ، غاية ما هنالك أن ثبوت التفصيل يحتاج إلى ورود الكرامة بطريق معتبر . ) . والواقع أني لم أكن أعلم أن أحذيتهم كانت من ذوات الكعب العالي " .
أقول : لم أعهد منك مثل هذا الكلام ، لعل ذلك نابع من قلة متابعتي لما تكتب ، فلا أخفيك مدى اندهاشي .. ولكنها قلة الحيلة ، قاتل الله قلة الحيلة .



قلت : " فما أنكرت مثلا على من زعم أن رجلا حدثه عن جماعة من أصحابه، عن غير واحد عن أحدهما، أن محمدا (صلى الله عليه وسلم – وحاشاه) هو الذي خلق الأكوان من العدم وخلق الملائكة والجن والإنس والطير والدواب وخلق كل ذرة في الكون، وخلق الجنة وما فيها من نعيم مقيم، وخلق النار وما فيها من عذاب أليم، وخلق العرش والكرسي وهو الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض، وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، كل ذلك بإذن الله؟؟ فهذا من علو كعبه أيضا، فما الذي تنكر من قوله بغض النظر عن طريق ورودها؟

وأقول : ذلك جائز في حد نفسه ، فمن أجاز لأصف ما أجاز ولعيسى ما خلق ولبقرة بني إسرائيل إحياءها الميت وغير ذلك ، فلا يقلل من عظمته وقدرته سواء أخلق النبي صلى الله عليه وآله نبتة صغيرة أو مجرة فسيحة .. فلا هذا بما يؤلهه ولاذاك بما يقلل من ربوبية ربنا سبحانه .
وهذا بخلاف قول القائل أن محمد صلى الله عليه وآله فعل ذلك بحوله وقوته ، فادعاء الذاتية برمش عينه كفر صريح .
غاية الأمر ، هل نص معصوم على ذلك ؟ فإن نص آمنا به صاغرين .



استجابة مطولة بالقص واللصق لأمر خارج عن الموضوع
قلت : " فأما سؤالك (فهب أنني أتيتك بعدة فضائل صحيحة السند عندنا ، فما وجه الإلزام في ذلك لك لكي تقيم لقولي وزنا ؟ فهل إذا ثبت من طريقك شيء لزمني ؟؟!!) أقول: افهم عني ما أقول وألزمني بما ألزمت نفسي به. هات عدة فضائل صحيحة السند لديكم ثم لكل حادث حديث. وإلا فإنني أظن أنك بهذه المراوغة إنما تشتري الوقت لاقتناص حديث ربما تنطبق عليه شروط الصحيح عندكم. " .
أقول : مراوغة ؟ ثم يلومني زميلنا المشرف على سوء الظن .
عموما ، سأنزل إلى مستوى طلبك ، وهذه المداخلة مقتطعة اختصرتها من شبكة هجر :
يقول الكاتب :
" بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
وبعد: فقد انتشرت بين منتديات السلفية وخصوصا بعد كلمة شيخهم الخميس أنه ليس هناك أحاديث صحيحة السند لدى الشيعة في إثبات الإمامة أو إثبات فضائل أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، وقد تحدى الخميس في منتدى السرداب أن يأتي شخص برواية صحيحة السند في إثبات التصدق بالخاتم، وتبعه تلميذه الحاذق محمد علي عندما تحدى أن يأتي الشيعة بأي رواية صحيحة السند في فضائله عليه السلام، كأنهم بهذا الشيء يريدون حصر علم الرجال وعلم الأحاديث الصحيحة في مذهبهم فقط، وويح قلبي أية أحاديث هذه التي يتبجحون بها، وأي مذهب هذا الذي ضيق على نفسه الخناق عندما أصر وبكل قوة على صحة كتابين فضاق الخناق به، فلجأ عندها للتأويل والتلفيق.
وأنا في هذا الموضوع لا أحاول مساس كتب أهل السنة على الإطلاق، بل الموضوع بأكمله من كتب الشيعة، خصصته للنص ولبيان فضائلهم عليهم أفضل الصلاة والسلام.
وهذه المائة رواية ليست هي الوحيدة، وإنما هي غيض من فيض، وجزء من الكثير من الروايات التي وردت في حقهم عليهم أفضل الصلاة والسلام. ولكي لا أطيل فقد جزئت الموضوع إلى عدة أجزاء ففي كل حلقة سوف أطرح ما تيسر من الروايات.
هذا وقبل أن يأتي المتطفلون، والغوغائيون لكي يطعنوا ويرموا بما ليس لهم به علم، أوضح المنهج الذي اتبعته في هذا الموضوع:
فقد اتبعت منهج توثيق القدماء، وهم: الشيخ الطوسي، الكشي، النجاشي، المفيد، والصدوق قدس الله سرهم أجمعين (الخ .. فراجعه في المنتدى المذكور )


باب ما جاء في النص على الإثني عشر في أصول الكافي

- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن أبي هاشم داوود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني (ع) قال: أقبل أمير المؤمنين (ع) ومعه الحسن بن علي (ع) وهو متكىء على يد سلمان، فدخل المسجد الحرام، فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة، واللباس فسلم على أمير المؤمنين فرد عليه السلام، فجلس، ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما قضى عليهم وأن ليسوا بمأمونين في دنياهم وآخرتهم وإن تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: سلني عما بدا لك، قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه، وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى الحسن فقال: يا أبا محمد أجبه.
قال: فأجابه الحسن عليه السلام: فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله ولم أزل أشهد بها وأشهد أن محمدا رسول الله ولم أزل أشهد بذلك وأشهد أنك وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والقائم بحجته، وأشار إلى أمير المؤمنين ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته، وأشار إلى الحسن عليه السلام وأشهد أن الحسين بن علي وصي أخيه، والقائم بحجته، بعده، وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين وأشهد على جعفر بن محمد بأنه القائم بأمر محمد وأشهد على موسى أنه القائم بأمر جعفر بن محمد وأشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى، وأشهد على علي بن محمد بأنه القائم بأمر محمد بن علي
وأشهد على الحسن بن علي بأنه القائم بأمر علي بن محمد وأشهد على رجل من ولد الحسن، لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم قام فمضى، فقال أمير المؤمنين: يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد، فخرج الحسن بن علي عليهما االسلام فقال ما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأعلمته فقال: يا أبا محمد أتعرفه؟ قلت: الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم. قال: هو الخضر عليه السلام.


– محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهم القائم عليه السلام، ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي.


- علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله أرسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى الجن والإنس وجعل من بعده إثنا عشر وصيا منهم من سبق ومنهم من بقي وكل وصي جرت به سنة والأوصياء الذين من بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم على سنة أوصياء عيسى وكانوا اثني عشر وكان أمير المؤمنين عليه السلام على سنة المسيح.


- علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي تاسعهم قائمهم.


- محمد بن يحيي وأحمد بن محمد عن محمد بن الحسين عن أبي طالب عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: كنت أنا وأبو بصير ومحمد بن عمران مولى أبي جعفر عليه السلام في منزله بمكة فقال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: نحن أثنى عشر محدثا فقال له أبو بصير: سمعت من أبي عبد الله عليه السلام فحلفه مرة أو مرتين أنه سمعه؟ فقال أبو بصير: لكني سمعته من أبي جعفر عليه السلام.

- أصول الكافي: باب النص والإشارة على أبي جعفر (عليه السلام)
محمد بن يحيي عن عمران بن موسى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده قال: التفت علي بن الحسين عليه السلام إلى ولده وهو في الموت وهم مجتمعون عنده، ثم التفت إلى محمد بن علي فقال: يا محمد هذا الصندوق اذهب به إلى بيتك، قال: أما أنه لم يكن فيه دينار ولا درهم، ولكن كان مملوءا علما. باب الإشارة والنص

- على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق
محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما حضرت أبي الوفاة قال: يا جعفر أوصيك بأصحابي خيرا، قلت: جعلت فداك والله لأدعنهم والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحدا.


- علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن المثنى عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا جعفر يقول: إن من سعادة الرجل أن يكون له الولد، يعرف فيه شبه خلقه وخلقه وشمائله، وإني لأعرف من ابني هذا شبه خلقي وخلقي وشمائلي يعني أبا عبد الله.

- محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئل عن القائم عليه السلام فضرب يده على أبي عبد الله عليه السلام فقال: هذا والله قائم آل محمد عليه السلام قال عنبسة: فلما قبض أبو جعفر عليه السلام دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بذلك فقال: صدق جابر ثم قال: لعلكم ترون أن ليس كل أمام هو القائم بعد الإمام الذي كان قبله.

- علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الأعلى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبي استدودعني ما هناك فلما حضرته الوفاة قال: ادع لي شهودا فدعوت له أربعة من قريش، فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر فقال: اكتب هذا ما أوصى به يعقوب بنيه ((يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمعة وأن يعممه بعمامته، وأن يربع قبره، ويرفعه أربع أصابع وأن يحل عنه أطماره عند دفنه ثم قال للشهود: انصرفوا رحمكم الله، فقلت له: يا أبت - بعد ما انصرفوا - ما كان في هذا بأن تشهد عليه فقال: يا بني كرهت أن تغلب وأن يقال: إنه لم يوص إليه، فأردت أن تكون الحجة.


باب الإشارة والنص على أبي الحسن موسى عليه السلام
- علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال له منصور بن حازم بأبي أنت وأمي إن الأنفس يغدا عليها ويراح فإذا كان ذلك فمن؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: إذا كان ذلك فهو صاحبكم وضرب بيده على منكب أبي الحسن عليه السلام الأيمن – في ما أعلم – وهو يومئذ خماسي وعبد الله بن جعفر جالس معنا.


- أحمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد قال: دعا أبو عبد الله عليه السلام أبا الحسن عليه السلام يوما ونحن عنده فقال لنا: عليكم بهذا، فهو والله صاحبكم بعدي.


- باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا عليه السلام
محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: كنت أنا وهشام بن الحكم وعلي بن يقطين ببغداد، فقال علي بن يقطين: كنت عند العبد الصالح جالسا فدخل عليه ابنه علي فقال لي: يا علي بن يقطين هذا علي سيد ولدي أما أني قد نحلته كنيتي فضرب هشام بن الحكم براحته جبهته، ثم قال: ويحك كيف قلت؟ فقال علي بن يقطين: سمعت والله منه كما قلت، فقال هشام: أخبرك أن الأمر فيه من بعده.

– عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن معاوية بن حكيم عن نعيم القابوسي عن أبي الحسن عليه السلام أنه قال: إن ابني عليا أكبر ولدي وأبرهم عندي وأحبهم إلي وهو ينظر معي في الجفر ولم ينظر فيه إلا نبي أو وصي نبي.

- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن المغيرة عن الحسين بن مختار قال: خرج إلينا من أبي الحسن عليه السلام بالبصرة ألواح مكتوب فيها بالعرض: عهدي إلى أكبر ولدي يعطي فلان كذا وفلان كذا وفلان كذا وفلان لا يعطى حتى أجيئ أو يقضي الله عز وجل علي الموت، إن الله يفعل ما يشاء.



- باب مانص الله عز وجل ورسوله على الأئمة عليهم السلام واحدا فواحدا
علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس، وعلي بن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد، عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: ((أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)) فقال: نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام: فقلت له: إن الناس يقولون: فما له لم يسم عليا وأهل بيته عليه السلام في كتاب الله عز وجل؟ قال: فقال: قولوا لهم: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي فسر ذلك لهم ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي فسر ذلك لهم ونزلت ((أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)) ونزلت في علي والحسن والحسين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: في علي: من كنت مولاه، فعلي مولاه، وقال صلى الله عليه وآله وسلم أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي فإني سألت الله عز وجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض، فأعطاني ذلك، وقال: لا تعلموهم فهم أعلم منكم، وقال: إنهم لن يخرجوكم من باب هدى، ولن يدخلوكم في باب ضلالة فلو سكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يبين من أهل بيته، لادعاها آل فلان وآل فلان، لكن الله عز وجل أنزله في كتابه تصديقا لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)) فكان علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام، فأدخلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت الكساء في بيت أم سلمة، ثم قال: اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي، فقالت أم سلمة: ألست من أهلك؟ فقال: إنك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله كان علي أولى الناس بالناس لكثرة ما بلغ فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإقامته للناس وأخذه بيده، فلما مضى علي لم يكن يستطيع علي ولم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي ولا العباس بن علي ولا واحدا من ولده إذا لقال الحسن والحسين: إن الله تبارك وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك وبلغ فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما بلغ فيك وأذهب عنا الرجس كما أذهبه عنك، فلما مضى علي عليه السلام كان الحسن أولى بها لكبره، فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك والله عز وجل يقول: ((وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)) فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك وبلغ في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما بلغ فيك وفي أبيك وأذهب الله عني الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك، فلما صارت إلى الحسين عليه السلام لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدعي على أخيه وعلى أبيه، لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه ولم يكونا ليفعلا ثم صارت حين أفضت إلى الحسين عليه السلام فجرى تأويل هذه الآية ((وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)) ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين، ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي عليه السلام. وقال: الرجس هو الشك، والله لا نشك في ربنا أبدا.



- علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة والفضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن العلم الذي نزل مع آدم لم يرفع والعلم يتوارث وكان علي عليه السلام عالم هذه الأمة، وإنه لم يهلك منا علم قط إلا خلفه من أهله من علم مثل علمه، أو ما شاء الله.



- علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله برمانتين من الجنة فأعطاها إياهما فأكل واحدة وكسر الأخرى بنصفين فأعطى عليا نصفها فأكلها فقال يا علي أما الرمانة الأولى التي أكلتها فهي النبوة ليس لك فيها شيء وأما الأخرى فهو العلم فأنت شريكي فيه.


- بصائر الدرجات:
باب في الأئمة عليهم السلام أنهم معدن العلم وشجرة النبوة ومفاتيح الحكمة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة صلوات الله عليهم:
الرواية الأولى:
حدثني العباس بن معروف قال حدثنا حماد بن عيسى عن ربعي عن الجارود وهو أبو المنذر قال دخلت مع أبي على علي بن الحسين بت علي عليهم السلام فقال علي بن الحسين ما تنقم الناس منا نحن والله شجرة النبوة وبيت الرحمة وموضع الرسالة ومعدن العلم ومختلف الملائكة.

عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيي الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن عليا عليه السلام كان عالما والعلم يتوارث، ولن يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم علمه، أو ما شاء الله.


باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة عليهم السلام
الرواية الأولى:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن أيوب الحر وعمران بن علي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله.

باب أن الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم
الرواية الأولى:
عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل، قال: سألته عن قول الله عز وجل: ((بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العم)) قال: هم الأئمة خاصة.

باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأرثهم كتابه هم الأئمة عليهم السلام:

الرواية الأولى:
محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي ولاد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: ((الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به)) قال: هم الأئمة.

إثبات كون الأئمة هم المعنيون بأهل البيت، والمعنيون بآية التطهير:
علل الشرائع:
الرواية الأولى:
حدثني أبي قال: حدثني سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان الواسطي عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما عنى الله عز وجل بقوله: ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)) قال: نزلت في النبي، وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم أجمعين، فلما قبض الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله كان أمير المؤمنين إماما ثم الحسن ثم الحسين ثم وقع تأويل هذه الآية: ((وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)) وكان علي بن الحسين إماما ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء عليهم السلام، فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عز وجل.


حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن أبي اسحاق عن الحسن بن زياد العطار، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قول رسول الله فاطمة سيدة نساء أهل الجنة سيدة نساء عالمها، قال ذاك مريم وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين فقلت يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، قال هما والله سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين.


حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام عن آبائه (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام اكتب ما أملي عليك، فقال يا نبي الله أتخاف علي النسيان قال صلى الله عليه وآله وسلم لست أخاف عليك النسيان، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك، ولكن اكتب لشركائك، قال قلت ومن شركائي يا نبي الله قال الأئمة من ولدك بهم تسقى أمتي الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم وبهم يصرف الله عنهم البلاء وبهم ينزل الرحمة من السماء وهذا أولهم وأومى بيده إلى الحسن بن علي عليه السلام ثم أومى بيده إلى الحسين عليه السلام ثم قال الأئمة من ولده.


حدثني أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد الله وأبي جعفر وقلت لهما أنتما ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال نعم فقلت فرسول الله وارث الأنبياء علم ما علموا فقال لي نعم فقلت أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الأكمه والأبرص فقال لي نعم بإذن الله ثم قال ادن مني يا أبا محمد فمسح يده على عيني ووجهي وابصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شيء في الدار قال أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا قلت أعود كما كنت ولك الجنة خالصا قلت أعود كما كنت قال فمسح على عيني فعدت كما كنت قال علي فحدثت به ابن أبي عمير فقال أشهد أن هذا الحق كما أن النهار حق.



محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن أبي الجارود قال: سمعت جويرية يقول: أسرى علي بنا من كربلاء إلى الفرات، فلما صرنا ببابل قال لي: أي موضع يسمى هذا يا جويرية؟ قلت: هذه بابل يا أمير المؤمنين، قال: أنا إنه لا يحل لنبي ولا وصي نبي أن يصلي بأرض عذبت مرتين، قال: قلت: هذه العصر يا أمير المؤمنين فقد وجبت الصلاة يا أمير المؤمنين، قال: قد أخبرتك أنه لا يحل انبي ولا وصي نبي أن يصلي بأرض قد عذبت مرتين وهي تتوقع الثالثة، إذا طلع كوكب الذنب وعقد الجسر بابل قتلوا عليه مائة ألف تخوضه الخيل إلى السنابك، قال جويرية: والله لأقلدن صلاتي اليوم أمير المؤمنين عليه السلام وعطف علي عليه السلام برأس بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الدلدل حتى جاز سوراء قال لي: أذن بالعصر يا جويرية فأذنت، وخلا علي ناحية فتكلم بكلام سرياني أو عبراني، فرأيت للشمس صريرا وانقضاضا حتى عادت بيضاء نقية قال: ثم قال: أقم، فأقمت ثم صلى بنا فصلينا معه، فلما سلم اشتبكت النجوم فقلت: وصي نبي ورب الكعبة.


محمد بن عبد الحسن الصفار: عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كنت عنده فذكروا سليمان وما أعطي من العلم، وما أوتي من الملك، فقال لي: ((وما أعطي سليمان بن داود؟ إنما كان عندع حرف واحد من الإسم الأعظم، وصاحبكم الذي قال الله: ((قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب)) كان والله عند علي عليه السلام علم الكتاب)). فقلت: صدقت والله جعلت فداك.



حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثني الريان بن الصلت قال: لما أردت الخروج إلى العرق وعزمت على توديع الرضا عليه السلام فقلت في نفسي: إذا ودعته سألته قميصا من ثياب جسده لأكفن به، ودراهم من ماله أصوغ بها لبناتي خواتيم، فلما ودعته شغلني البكاء والأسف على فراقه عن مسألة ذلك، فلما خرجت من بين يديه صاح بي يا ريان ارجع، فرجعت فقال لي: أما تحب أن أدفع إليك قميصا من ثياب جسدي تكفن فيه إذا فنى أجلك؟ أو ما تحب أن أدفع إليك دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم؟ فقلت: يا سيدي قد كان في نفسي أن أسألك ذلك فمنعني الغم بفراقك فرفع عليه السلام الوسادة وأخرج قميصا، فدفعه إلي ورفع جانب المصلى فأخرج دراهم فدفعها إلي وعددتها فكانت ثلاثين درهما.


وفي ختام الموضوع أود التنويه ( صاحب الموضوع ) إلى بعض الأمور:

1-أننا ذكرنا في هذا الموضوع رواية الغدير صحيحة السند إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.

2-أننا ذكرنا فضائل الإمام علي عليه السلام من كتبنا صحيحة السند، وهي:

1-رواية مدينة العلم.
2-رواية التصدق بالخاتم.
3-رواية المباهلة.
4-تفسير سورة ألم نشرح.
5-تفسير آية ((ومن عنده علم الكتاب)).

هذا لكي يفقه السلفية أن ذهابنا لكتبهم ليس من باب أنه ليس لدينا في كتبنا روايات صحيحة السند، بل هو من باب الإلزام فقط ليس إلا، وإلا لو أرادوا فقد صحت لدينا كل هذه الأمور، ولو لا ذلك لما بحثنا عنها أصلا في كتبهم.

هذا ومن أراد الرد أو الإستفسار سواء من الزملاء السلفية، أو من الأخوة الشيعة الكرام فليتفضل بالسؤال عن أي رواية أو عن أي سند، فسيجدني إن شاء الله من المجيبين له. " انتهى

وأقول : هذه مقتطفات مما ذكر رحم الله والديه .. حئت ببعضها تلبية لطلبك أيها الزميل .
وعندنا منها المزيد .. فلا تشغلني فيما لا علاقة له بالبحث ، ولا يخدعنكم خميس أكثر .



مسلمات التاريخ لا تحتاج لإثبات
قلت : " ومن دأبكم هداك الله الاستشهاد بالضعيف والموضوع من المرويات وولعكم به. فأما ما استشهدت به من حوادث سنة 51هـ فساقط لا يلزمنا في شيء، فألزمني ما ألزمت نفسي به مما صحت طرقه عندنا فأنا عند مقالتي. والعجب العجاب في استشهادك بما نقله الحافظ عن ابن الجوزي في أمر نحن ننكره أصلا ونحكم ببطلانه وبطلان كل منقبة لم تصح لأي إنسان كائنا من كان، فأين وجه إلزامك؟؟ "
وأقول :
"أخرج ابن الجوزي أيضا من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي ما تقول في علي ومعاوية ؟ فأطرق ، ثم قال : أي شيء أقول فيهما ؟ اعلم أن عليا كان كثير الأعداء ففتش أعداؤه له عيبا فلم يجدوا، فعمدوا إلى رجل قد حاربه فأطروه كيدا منهم لعلي . قال :فأشار بهذا إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل مما لا أصل له ". قال : وقد ورد في فضل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد ، وبذلك جزم اسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما والله أعلم". انتهى من فتح الباري 7/105 رقم 3555.

سألت : " أين وجه إلزامك ؟ " ، أقول : ألم نأت على ذكر التشويش ؟
فهذا معاوية قد بث ما لا أصل له ، وأعانه على ذلك أعداء علي الذين لا زالوا يشككون في فضله وتقدمه ، ومنه ما ذكره ابن عمر عن تقدم أبي بكر وعمر وعثمان ويسكت مشوشا على أفضل وأقرب الصحابة لرسول الله أسد الله الغالب علي ابن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ، فلا هو اعترف بتقدم علي عليه السلام الظاهر ، لا بل غطى الحقيقة بوهم وأمنيات لا تصمد أمام الف باء التحقيق ولا التمحيص والتدقيق .
فالكلام عن التشويش مولانا ، وهذا شيء مما فعله قومك وأمير مؤمنينكم معاوية في التشويش عليكم ، وقد فعل غيره ممن سبقه أكثر منه إذ منع من تدوين الحديث ، حتى خاف أبو هريرة من بث ما يقطع بلعومه إن بثه ( فاتقى ) ومنع حديث رسول الله صلى الله عليه وآله .
وهذا ما يتسق مع مسيرة التاريخ ، فغير العاقل هو من يقول بأن الصحيح هو أن معاوية بن ابي سفيان قد بث جنوده الذين قاتلوا الأمير عليه السلام وأعوانه الذين لا يفرقون بين الناقة والجمل من أهل الشام لبث فضائل علي عليه السلام ومناقبه ، وبدأ خطبه مغاليا في حب علي والحسن عليهما الصلاة والسلام ، وقد أكرم يزيد ابنه الحسينَ فأقامه في أفخم القصور إكراما لله ورسوله الذين يحبون عليا والحسن والحسين .
ثم قل لي .. لماذا قتل أهل الشام النسائي ؟ وما الذي سمعوه عن معاوية فأقاموه في مقام ليس بمقامه ، حتى استحق هذا الحافظ القتل بهذه الطريقة ؟
وفي سِيَرُ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ، الإصدار 2.02 – للإمام الذَّهبي ..
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبُ الجُلاَّبِيُّ فِي (تَاريخِ وَاسِطَ):ابْنُ السَّقَّا مِنْ أَئِمَّةِ الوَاسطيِّينَ الحُفَّاظِ المُتْقِنِيْنَ. قَالَ السِّلَفِيُّ : سَأَلتُ خمِيساً الحَوزِيَّ عَنِ ابْنِ السَّقَّاءِ، فَقَالَ:هُوَ مِنْ مُزَينَةِ مُضَرَ، وَلَمْ يَكُنْ سقَّاءً، بَلْ هُوَ لَقَبٌ لَهُ، كَانَ مِنْ وُجُوهِ الوَاسِطِيِّينَ وَذَوِي الثَّروَةِ وَالحِفْظِ، رَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ، وَأَسْمَعَهُ مِنْ:أَبِي خَلِيْفَةَ، وَأَبِي يَعْلَى، وَابنِ زَيْدَانَ البَجَلِيِّ، وَالمُفَضَّلِ الجَنَدِيِّ وَجَمَاعَةٍ، وَبَاركَ اللهُ فِي سِنِّهِ وَعلمِهِ، وَاتَّفَقَ أَنَّهُ أَمْلَى ((( حَدِيْثَ الطَّائِر ))) ِ، فَلَمْ تحتمِلْهُ أَنفسُهُمْ فَوَثَبُوا بِهِ، وَأَقَامُوهُ، وَغسَّلُوا مَوْضِعَهُ، فَمَضَى وَلَزِمَ بيتَهُ لاَ يُحَدِّثُ أَحداً مِنَ الوَاسِطِيِّيْنَ، وَلِهَذَا قلَّ حَدِيْثُهُ عِنْدَهُمْ.. (16/353) انتهى
أقول : وحديث الطائر معروف رده قومك لأنه يخالف ما في قلوبهم ، وهكذا فعلوا بمجرد ذكر فضل علي ، ثم تنفي أنت التشويش ؟.. فلا تصم أذنك .
ثم أبحب علي بن أبي طالب طالَب معاوية سعدا كما في صحيح مسلم أم بسبه فامتنع ؟

سبحان الله " وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير " .. ثم تسأل عن وجه الإلزام فيما نقلته لك متغافلا عن علاقته بالتشويش من خلال وضع الأحاديث في المذهب ومنع ما يخالفها وهو ما سألتني عنه .

وأما الطنطنة بالاقتصار على الأحاديث الصحيحة فكلام على إطلاقه غير صحيح ولا يقول به إلا خائف مثلك ومثل الخميس وأضرابكما ، فأهل العلم لا يضربون عرض الجدار إلا الموضوع ، وأما غيره فيجبر ولكل منهجه الاجتهادي في ذلك .
ومع ذلك .. فالصحيح عندك يكفيني في رفع مذهبي وهدم مذهبك - رعاك الله - وزيادة .



تمحيص أم تحريف بمنخل ( كله إلا علي ) ؟
قلت : " إن الذي نفتخر به على الأمم قاطبة عربيهم وأعجميهم تحرينا وتمحيصنا للضعيف والموضوع من الروايات، وهو ما تفتقرون إليه إلى يومنا هذا."
أقول : وهذا قول من لا يعرف فيصرح ، فهناك الكثير من الكتب التي تناولت روايتنا بالبحث والتمحيص ، كالشافي ومرآة العقول والصحيح من الكافي والموضوعات للحسني وغيرها ، ونستأنس برأي كاتبها إلا أنه غير ملزم للفقيه المجتهد ، فلا تصرخ بجهلك واهمس في أذني أستر عليه وأجيبك .
نعم ، هناك فرق في اسلوب التعامل مع الروايات- ألجأنا إليه وصعبه علينا مغتصبوا الخلافة -قد يختلف في بعضه عن أسلوبكم الأبسط ، لأنكم وببساطة .. يا زميلي العزيز .. من اغتصب الخلافة وفاز بيسر الدنيا فاستغلها في بسط ضلاله ، فلم يعان رواتكم وعلماؤكم بقدر ما عاناه أصحابنا ( ولتسامحني والقاريء الكريم مرة أخرى ) .
ثم إنه لمن الخطأ الظاهر أن تعامل وراياتنا بمنهجكم ، أو أن نعامل رواياتكم حسب منهجنا ، فالأولى تصعب عليكم ، والثانية حجة عليكم ونعمل بها في حواراتنا معكم وبشرطكم .
وكم مالت كفة الميزان لنا ، ولكن هل يرجى من الأصم أن يسمع ؟



دعوة سخيفة للإلتزام بالأحاديث الصحيحة
قلت : " دعوة للالتزام بالصحيح: وأما دعواك (وممن أبدع في هذا التشويش ( وليس من ابتكره ) معاوية ، وقد ذكره المدائني في الأحداث والجاحظ في الرد على الإمامية ، وهو مشهور لا ينكره إلا من يفتقر للإنصاف . راجع الطبري في حوادث سنة 51 ، وابن الأثير في مجلد 3 صفحة 103 ) فمردود يا صاح، وأعود لأدعوك بإلزامي بما ألزمت نفسي به من قبول ما صحت عندنا طرقه. فهات أفضل ما عندك مما لا يحيجك المعاودة إلى غيره. " .
أقول : لم تبين لي أيها الفاضل علة رده . فمالك اليوم تنتهج التذوق في الرد والقبول ؟ فبإمكانك الاستعانة بصديق إن أعيتك المذاهب ، فبين لي ( أو صديقك ) سبب ردك لما ثبت من تشويش حبيب القلوب معاوية على مقامات العترة ، وقد مر منه شطر يدعم بعضه بعضا .

وفي نفس السياق
قلت : " ثم نعود على ما بدأناه لنلزمك بقولك: (" إذا ثبت جواز افاضة الكرامة .. بقي أن تثبت بطريق صحيح حتى نقرها .. ") وهذا يعني إن لم تثبت بطريق صحيح لا تقرونها، وهذا عظيم . " .
أقول : نعم ، لا نقرها ضمن عقائدنا ما دامت ضعيفة ، ولا نردها وقد مر عليك الكلام بذلك .



قلت : " وسؤالنا لك الآن: كيف السبيل إلى معرفة الصحيح؟ هذا السؤال هو الحجر الأساس الذي سيهدم به كل باطل أنت عليه، ولا أراك إلا متهربا من إجابته أمام جميع القراء مسلمين وشيعة. "
وأقول : وسأجيبك أمام كل المسلمين والوهابية ، بأنك أقل من أن تعرف السبيل للصحيح والسقيم ، وعلى هذا أقسم أيها الزميل .
ولكن فيما يخص أهل البيت عليهم السلام ومقامهم ، فقد يسهل الأمر إذ يكفي ورود فضائلهم عند خصومهم ، في أفضل كتبهم .. وبما أننا نقر منه ما لا يخالف عصمتهم فقد تم الاتفاق .
إذ يكفي في اعتبار الخبر وروده على خلاف عقيدة قائله وناقله في أهل البيت ، وهو دليل قطعيته واليقين بصدوره ، بل بعض فضائلهم يكفّر كبار الصحابة ومع ذلك رووه في أفضل كتبهم ، فأي صحة تريد بعد هذا ؟
ثم لاحظ أن موازين الصحيح اجتهادية ،وتختلف عن موازينكم التي يحصرها الوهابية – بغفلة - على مجرد السند ، أو بسطرين كما تتشدق .


أين الصحيح ؟ وأين من يفهم متن الصحيح ؟ ثم من يطبق ؟
قلت : " فأما تعلقك في قولك (أما تطاولك على العلم وظنك أنك بهذه العجالة ستعرف تمييز الصحيح من السقيم من رواياتنا فهضم لحق العلماء والمجتهدين الذين بخستهم حقهم بطلبك هذا . فعباراتهم ستستصعب عليك ، وفهمها سيستعصي عليك ، فلا تطلب حمل ما لا قوة لك به ، واترك العلم هذا لأهله ، وأكرر راجيا .. لا تظنن أن مجرد ذكر السند كاف لمعرفة الصحيح من السقيم فإن مثل هذا الفهم السطحي لعلم الحديث يوردك الموارد . ) فسبب واه للهروب من المطلوب، ولا أراني إلا طالبا من أخينا المشرف إلزامك بالإجابة عليه حتى أنصفك، ولو أنك سألت أيا منا في هذا المنتدى عن تعريف الحديث الصحيح لما زاد جوابه عن سطرين، فتجرأ ولا تخف. " .

وأقول :
فيما خص الصحيح من غيره فلستُ بمجتهد ، وقد أنقل لك بعض التعريفات والمناقشات ولكن مذهبي أكبر من أن يفتي به ملتح زين حائطه بشهادة من كلية شريعة متواضعة ظن معها أنه بطل الإسلام وشيخه ، فغدى يصحح ويضعف بجهالة ضحك منها حتى الألباني ، فقال :
" بعد تخريج هذا الحديث ( حديث الثقلين .. وعترتي ) بزمن بعيد كتب علي أن أهاجر من دمشق إلى عمان ثم أن أسافر منها إلى الإمارات أوائل سنة ( 1402 ) هجرية فلقيت في ( قطر ) بعض الأساتذة الطيبين فأهدى إلي أحدهم رسالة له مطبوعة في تضعيف هذا الحديث ، فلما قرأتها تبين لي أنه حديث عهد بهذه الصناعة ، وذلك من ناحيتين ذكرتهما له :
الأولى : انه اقتصر في تخريجه على بعض المصادر المطبوعة المتداولة ، ولذلك قصر تقصيرا فاحشا في تحقيق الكلام عليه ، وفاته كثير من الطرق والأسانيد التي هي بذاتها صحيحة أو حسنة فضلا عن الشواهد والمتابعات ، كما يبدو لكل ناظر يقابل تخريجه بما خرجته هنا .
الثانية : أنه لم يلتفت إلى أقوال المصححين للحديث من العلماء ولا إلى قاعدتهم التي ذكروها في " مصطلح الحديث " أن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق فوقع في هذا الخطأ الفادح من تضعيف الحديث الصحيح .
وكان نمى إليّ قبل الالتقاء به واطلاعي على رسالته أن أحد الدكاترة في الكويت ( قال عنوان : موطن كثير من الجهال ) يضعف هذا الحديث ، وتأكدت من ذلك حين جاءني خطاب من أحد الأخوة هناك يستدرك علي إيرادي الحديث في ( صحيح الجامع الصغير ) … لأن الدكتور المشار إليه قد ضعفه ، وأن هذا استغرب مني تصحيحه ! ويرجو الأخ المشار إليه أن أعيد النظر في تحقيق هذا الحديث ، وقد فعلت ذلك احتياطا ، فلعله يجد فيه ما يدله على خطأ الدكتور ، وخطئه هو في استرواحه واعتماده عليه ، وعدم تنبهه للفرق بين ناشيء في هذا العلم ومتمكن فيه ، وهي غفلة أصابت كثيرا من الناس الذين يتبعون كل من كتب في هذا المجال وليست له قدم راسخة فيه والله المستعان " انتهى .
وبه تعلم حالك وحال جماعة المنتدى الذين تستشهد لي بسطرين من تعريفهم السطحي ، فتختزل هذا الدين في جيب ملتح غاية أمره حفظ لا فهم فيه .



من الذي وضع بعض روايات التفضيل ؟
قلت : " على أن الجدير ذكره هنا إغفالك الجواب عن استفهامنا لك بخصوص ما أقررت به من (كثرة الوضع والتغيير على الأطهار) وسؤالنا إياك من الذي قام بهذا الوضع والتغيير وللتشويش على من، فما جئت بأكثر من قولك (فاعتقدوا دون دليل معتبر اعتقادات ربما لامست أحيانا الخط الأحمر كما يفهم البعض . ) فعلام بنيت هذه الاعتقادات؟ لا بد أنها قامت على روايات اعتمدوها، ونخص منها بالذكر روايات الفضائل والمناقب والمخاريق، ما هو منشأها وللتشويش على من وضعت؟ "
أقول :
قد مر أقراري بأن هناك أحاديث وضعت أو حرفت لأسباب متعددة بشكل عام ، سواء لنصرة مذهب الراوي كالخطابية أو لجهل الراوي أو لتقية فسمع ناقصا ونقل ناقصا وغير ذلك ، ولكن ما ورد من المعتبرات هو مدار صياغة عقائدنا وهي تكفي لليقين بعلو مقامهم بما لا يناله نبي أو ملك مقرب ( ما خلا رسول الله صلى الله عليه وآله ) .




قلت لم أقل قلت لم أقل قلت لم أقل
قلت : " ثم إنك قلت: (وأما إن كان قصدك هو وضعي بموضعهم ، وأنني أعتقد بما لم يثبت من طريق معتبر ، فقد تسرعت) أقول: قد وضعنا أيدينا على موضع الداء، فما الذي تنكره علينا في رفضنا التصديق بمناقب لم تثبت لدينا بطريق صحيح؟ إن المأزق الذي أوقعت نفسك فيه ناتج عن فساد المقدمة التي اعتمدتها وهي أن كل منقبة أو فضيلة أو كرامة جائزة عليهم (غاية ما هنالك أن ثبوت التفصيل يحتاج إلى ورود الكرامة بطريق معتبر) " .
أقول :
أنت لم تنكر المناقب والكرامات في البدء فحسب ، ولكن نسبت القائل للشرك فقلت : " فاختصارا نقول: إن دعاء العبد حيا أو ميتا فيما لا قدرة له عليه إشراك له في قدرة الله تعالى فتنبه." فكان الكلام عن الأصل ، فلما وضعناك في زاوية أقررت على استحياء فصار الكلام عن الثبوت فقلت : " فما الذي تنكره علينا في رفضنا التصديق بمناقب لم تثبت لدينا بطريق صحيح " .. وهو أمر جيد .
ولكن ما لبثت أن عدت لوهابيتك فتناقضت في فقرة واحدة ، فتارة تبرر موقفك بعد التصديق بما لم يثبت صحته ، ثم تعود وتعترض على أصل جواز الكرامات عليهم وإن وردت بطريق معتبر ، لأنها مقدمة فاسدة أصلا .. قل لي .. أيها تريد ؟



شماعة بإذن ألها حد أم مطلقة ؟
قلت : " فلو قيل لك أن عليا هو الذي خلق محمدا صلى الله عليه وسلم مع شماعة (بإذن الله) لما أنكرت منها شيئا إذ الأصل فيها عندك الجواز، (غاية ما هنالك أن ثبوت التفصيل يحتاج إلى ورود الكرامة بطريق معتبر) ولو قيل لك أن عليا شوهد في واشنطن في البيت الأبيض لما أنكرت منها شيئا (غاية ما هنالك أن ثبوت التفصيل يحتاج إلى ورود الكرامة بطريق معتبر)
منطق عجيب " .
أقول :
أولا : اعتمادك التعجب في رد ما تكره فلا دخل له ، وما قيمة تعجبك ؟
" أتعجبين من أمر الله " ، فهل كان تعجبها نافيا للصحة ؟ وهكذا تعجبك .. فلا قيمة له لأنك تعجب مما تجهل ، وهكذا الناس أعداء ما جهلوا ، وكم من رواية ردها البعض لأن في القلب منها شيء ، وكأن القلب المريض محط معرفة الحق والباطل .
ثانيا : أما أن يكون الأمير هو خالق النبي صلى الله عليه وآله فمحال ويعارض أبسط القواعد العقلية والنقلية من امتناع ظهور الصورة في المرآة قبل صاحب الصورة .
فعلي اشترك في نور محمد صلى الله عليهما وآلهما لأنه كان سيتبعه كالفصيل اثر أمه كما في علم الله ، وقل من تشبه بقوم إلا عد منهم ، فاستحق أن يخلق من نوره لشباهته بالأصل .
فما ابتكرته أناملك لا يتطابق مع مسلمات العقل والنقل .



أي شيء .. أي شيء .. لا يهم
قلت : "ثم زعمت (ولكن ما يهمني هو لفت النظر إلى أنكم تنحلون الكرامات لمن تحبون ، وهو ظاهر في فضائل الخليفة الأول والثاني) أما أنتم فحاشاكم، فكل ما ورد عندكم في فضائل أئمتكم فصحيح لدرجة أن غائطهم أطيب ريحا من المسك الأذفر، وتتبرك الأرض بابتلاعه، فهلا عطفوا على شيعتهم ومحبيهم فأعطوهم شيئا من هذا الغائط لينضروا به وجوههم ويشبعوا به بطونهم؟ إن الذي نفتخر به على الأمم قاطبة عربيهم وأعجميهم تحرينا وتمحيصنا للضعيف والموضوع من الروايات، وهو ما تفتقرون إليه إلى يومنا هذا. "
وإذ أترك لفت نظرك – وقد تسرعت ولا ألوم من حاله كحالك – إلى زميلنا المشرف حول عدم التزامك أدب الحوار الذي عهدته فيك ، وأنا الذي خلت أن مثلك لا يحتاج إلى مشرف ، وأقول :
أقول : إن ما أوردته اعتبره علماؤنا غلوا من قائله وإن كان الرجل ممن لا يعرف له وزن وردوا عليه بما يكفي ، وإن كان أصل ذلك التبرك موجودا عندنا كمسلمين وذكره حتى فطاحل أهل العلم في الدهور ((كالخميس )) في حقبته من أن أصحاب النبي كما عن عروة ابن مسعود أنه ما كان يتفل النبي صلى الله عليه وآله وسلم تفلة الا تلقفوها قبل أن تسقط على الأرض .
وأما عن عدم دخول من اختلط بلحمه شيء منهم فأصله قد أورده أهل السنة أنفسهم كما في الاستيعاب : أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا عطاء بن سائب عن الشعبي عن ابن مسعود قال : " قال أبو سفيان يوم أحد : قد كانت في القوم مثلة ، وإن كانت لعن غير ملأ مني وما أمرت ولا نهيت ولا أحببت ولا كرهت ولا سائني ولا سرني ، قال : ونظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع هند تأكلها ، فقال رسول الله ( ص ) : أكلت منها شيئا ؟ قالوا : لا ، قال : ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة النار " ، والسند حسن لا بأس به .
إلا أن صاحبنا غالى بلا دليل معتبر فرده علماؤنا .

ثم مالك وأنت الذي شعرت بالضيق لما أتيتك بالضعاف – برأيك - فيما يخص ألوهية أبي بكر والخزعبلات التي أحاطوه بها ، فما لك تمسك بهذه الترهات التي كتبها مغال وتترك فضائع العبيدي الممدوح عندكم في عمدة التحقيق بحجة الضعف ؟ لعن الله هذه الباء التي تجر تارة وتقف تارة .



القراءة بعين واحدة .. لا تقربوا الصلاة
قلت : " التناقض العجيب: ثم جئتنا بما روحت به عن نفوسنا في قولك: (عرفنا بأن الرسل أشد تقوى من الأنبياء لأن الله قدمهم عليهم ، والأنبياء مقدمون على الأوصياء لذلك ، والأوصياء مقدمون على البشر لنفس السبب . وأفضل الرسل هم أولوا العزم الخمسة عليهم السلام .) بمعنى إذا كان الرسل أفضل من الأنبياء، وإذا كان الأنبياء أفضل من الأوصياء، فتكون النتيجة أن الرسل أفضل من الأوصياء. "
أقول : نعم .. الآن تحتاج أنت لقاعدة : " لا تقربوا الصلاة " .
فاقتطعت الشطر الثاني المرتبط بالأول ، والذي يبين لك خصوصية وصاية محمد صلى الله عليه وآله خاتم الأنبياء وعلو مقامهم لعلو الدين على الدين كله ، فالقاعدة متكاملة فلا تبترها .



قلت : " ثم جئتنا بما نصه:
وأئمتنا أعلى مقاما من أولوا العزم عليهم الصلاة والسلام ، فأئمتنا ولدوا أئمة ، والحسن والحسين إمامان مذ كان عمرهما أربع سنين تقريبا بنص النبي صلى الله عليه وآله ، فتأمل أفضلية استحقاق الإمامة في علم الله من الذي استحقها على الكبر كنبي الله إبراهيم عليه السلام بعد الابتلاء الواقعي .) فإن كنت تقول في أئمتك أنهم أوصياء ثبت أن ألوا العزم من الرسل عليهم السلام مقدمون عليهم، وإن كنت تنفي أنهم أوصياء، فنعم القول، بل ونضع يدنا في يدك في هذا الإنكار، لكن هذا الإنكار أوقعك في مطب لا مخرج منه، وهو أن أئمتك أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم من وجهين: الأول إطلاقك القول أن مقامهم أعلى من أولوا العزم، ومعلوم لدى الخاص والعام أن النبي صلى الله عليه وسلم أحد الخمسة. والثاني: أن أئمتك ولدوا أئمة، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يولد إماما، فثبتت أفضليتهم حتى على خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم بنص قولك (فالإمامة إذن أعلى من النبوة بل من الرسالة) وهذا تخرص ما بعده تخرص لم يوقعك فيه سوى الغلو فيهم، فتأمل. "
وأقول :
خاب ظني فيك كما لم يخب من قبل .
هب أنني أغفلت هذه المرة استثناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم - عن أفضلية أهل البيت على أولي العزم - اعتمادا على تكراري الممل الذي مر أكثر من مرة ، لا في هذا الموضوع فحسب بل في جل مواضيعي في هذا المنتدى ، بل واعتمادا على وضوح عقيدتنا في ذلك ، فهل يستحق الأمر منك وضع أكليل الغار بنفسك على رأسك لهذه الغفلة المزعومة .
فهل أنت تحاور عنوان وتبحث عما تظنه شطحات عنوان ؟؟
حاور المذهب مولانا حاور المذهب .. فشخص عنوان وشخص الحجاج لا قيمة له قبال المذهب . والمعروف عند المسلمين قاطبة تقدم سيد الخلق على الجميع فلا يحتاج إلى تأكيد وذكر وهو إمام الأئمة .




وهذه لك مثلها
قلت : " فأما ما ورد من قولي( لأننا لا نؤمن إلا بما ثبت حسب الأصول المتبعة، سواء كانت للصديق أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من دونه. وهذه كتبنا تنطق بالحق في تكذيب كثير من الروايات. فنحن بفضل الله تعالى مع الحق ندور معه أينما دار. " ) ثم تقولك علي (ابو بكر أفضل الخلق ( لاحظ عمومية الكلام حتى على الأنبياء الذين لم يسبق لهم الكفر كأبي بكر) فيدل إما على ثقل النظر العقلي أو البصري أو كلاهما معا عندك. وكلامي أوضح من الشمس في رائعة النهار ، فإن كان لا زال مستعصيا على استيعابك بسطناه لك بسط المادة العلمية للمراحل الابتدائية، ولا حرج، فأنا هنا لهذا الغرض" .
وأقول : ما أثقل الحق مولانا الذي أخرجك عن ( طورك ) ، فاعترف بأنك أخطأت التعبير بقولك " أفضل الخلق " بلا قيد استثناء ، فنحن لا نتوقع فيك العصمة ، بل ونعرف ما هي أدبياتكم تجاه الخليفة .
ولكنني أحببت أن أعرف هل كان كلامك يخفي نظرية جديدة وراءه .. فآتنا – إن صح أنها نظرية جديدة - بدليله رعاك الله .
وإلا حملناه على سوء الصياغة ، فأطلقت الكلام اعتمادا على حسن ظنك بفهمي وعلمي بمذهبك .. ولم تفعله أنت مع كلامي رغم تكرار الاستثتاء مرات .



علي مع الحق والحق مع علي .. طرفة عندك ؟
قلت : ". وأما تندرك حول قولي ندور مع الحق حيث دار فسمج، لجواز الاقتباس والترصيع حتى من القرآن الكريم، فلا تغفل. "
وأقول : ترصيعك لا يغني عن الحق شيئا ، وكلامك يضرب بعضه بعضا ، بل كلامك ليس إلا تحد لرسول الله صلى الله عليه وآله ، وكأنك تقول له قلت وقلنا ، وهذا غير خاف في سلوككم ، ولا يحتاج منكم إلا اعترافا ، ويبدو لي أنك فعلت على استحياء .
ترصيع ؟ كلا ، بل هو تضييع ؟ واستهزاء محض .





خصائص الله تعالى ؟
ألها قاعدة أم أنها خاضعة أيضا لتعجبك واندهاشك ؟
قلت : " لب الخلاف: وقد سألت (السؤال : ما هي خصائص الله تعالى ؟ التي إن اعتقدت أنها عند غيره أشركت ؟)
فنجيبك بواحدة هي قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ
إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) سورة لقمان، 33-34
ونسألك: هل يقع أئمتك تحت طائلة الآية الأولى أم لا؟ "
أقول : كلا .. فقد سبق لهم الفضل من ربهم ، فهم يجيزون هذا ويمنعون ذاك ، فعلي قسيم الجنة والنار .

قلت :
" ثم هل لأئمتك من الخصائص المذكورة في الآية الثانية شيء أم لا؟ وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان. " .
أقول :
جوابك عن سؤالي لا جامع ولا مانع ، وقد بدأت مولانا تصول رافعا سيفك ملوحا به كالمعاق الذي لا يملك إلا لسانا يرتجز به بلا حقيقة وراء أرجوزته سوى الازعاج ، وأكتفي للرد عليك بنقطتين :
- الأولى تخص قوله تعالى " وما تدري نفس بأي أرض تموت " ، وقد ورد أن المسلمين يعلمون بموقع قتل الحسين عليه الصلاة والسلام ، وأنه يقتل في أرض كربلاء منذ زمان نبينا الأكرم ، ورواية القارورة معروفة :
عن شقيق بن سلمة : في معجم الطبراني وتاريخ ابن عساكر ومجمع الزوائد وغيرها . واللفظ للأول عن أبي وايل الشقيق بن سلمة عن أم سلمة قالت : كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بين يدي النبي ( ص ) في بيتي فنزل جبريل ( ع ) فقال : يا محمد ! إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك فأومأ بيده إلى الحسين فبكى رسول الله ( ص ) وضمه إلى صدره ثم قال رسول الله ( ص ) : وديعة عند ك هذه التربة فشمها رسول الله ( ص ) وقال : ويح كرب وبلاء قالت : وقال رسول الله ( ص ) يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل ، قال : فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول : إن يوما تتحولين فيه دما ليوم عظيم ) . المصادر : 1 - معجم الطبراني ح 51 / ص 124 . 2 - تاريخ ابن عساكر ح 622 . / صفحة 189 / 3 - تهذيبه 4 / 328 . 4 - بإيجاز في ذخائر العقبى ص 147 . 5 - مجمع الزوائد 9 / 189 . 6 - طرح التثريب للحافظ العراقي 1 / 42 . 7 - المواهب اللدنية 2 / 195 . 8 - الخصائص الكبرى للسيوطي 2 / 152 . 9 - السراط السوي للشيخاني المدني 93 . 10 - جوهرة الكلام ص 120 . 11 - الروض النضير 1 / 92 - 93 .. وهذه واحدة وهناك غيرها .
فإن قلت هذا علم من قبل الله تعالى ، قلنا كلها من تلك .. لا ذاتية في الأمر فاحفظ ما أقوله لك ، ولا تغفل .
- الثانية : قوله تعالى : " ويعلم ما في الأرحام " ، فإن كان ما ذكرته الآية الكريمة من مختصات الذات سبحانه كما تفهم أنت ، فما حكم هذه الروايات التي جمع منها زميل لنا أربعة عشر رواية من كتبكم في إحدى المنتديات ، منها :
المجموع - محيى الدين النووي ج 51 ص 377 :
روت عائشة رضى الله عنها ( ان اباها نحلها جذاذ عشرين وسقا من ماله فلما حضرته الوفاة قال يا بنية ان أحب الناس غنى بعدى لانت وان أعز الناس على فقرا بعدى لانت ، وأنى كنت نحلتك جذاذ عشرين وسقا من مالى ووددت انك جذذته وحزته وانما هو اليوم مال الوارث وانما هما اخواك واختاك . قالت هذان اخواى فمن أختاى ، قال ذو بطن بنت خارجه ، فانى اظنها جارية .

- وحدثني مالك عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أنها قالت : إن أبا بكر الصديق كان نحلها جاد عشرين وسقا من ماله بالغابة . فلما حضرته الوفاة قال : والله ، يا بنية ما من الناس أحد أحب إلى غنى بعدى منك . ولا أعز على فقرا بعدى منك . وإنى كنت نحلتك جاد عشرين وسقا . فلو كنت جدد تيه واحتزتيه كان لك . وإنما هو اليوم مالك وارث . وإنما هما أخواك وأختاك . فاقتسموه على كتاب الله . قالت عائشة : فقلت يا أبت ، والله لو كان كذا وكذا لتركته . إنما هي أسماء فمن الاخرى ؟ فقال أبو بكر : ذو بطن بنت خارجة . أراها جارية .

- السنن الكبرى - البيهقي ج 6 ص 170 :
... ان ابا بكر الصديق رضى الله عنه نحلها جداد عشرين وسقا من مال بالغابة فلما حضرته الوفاة قال والله يا بنية ما من الناس احد احب إلى غنى بعدى منك ولا اعز على فقرا بعدى منك وانى كنت نحلتك من مالى جداد عشرين وسقا فلو كنت جددتيه واحتزتيه كان لك ذلك وانما هو مال الوارث وانما هو اخواك واختاك فاقتسموه على كتاب الله فقالت يا ابت والله لو كان كذا وكذا لتركته انما هو اسماء فمن الاخرى قال ذو بطن بنت خارجة اراها جارية . " انتهى .
فأبو بكر عالم بما في الأرحام بصريح قوله : أراها جارية .

فبناء على نظريتك .. فأنتم باعتقادكم هذا مشركون ، وتنسبون للخليفة الأول ادعاء الألوهية بذلك ، فكفرتم وكفرتم الرجل .
أما نحن فلا نكفره ( فيما يخص هذه النقطة ) لأمرين :
الأول : أننا نقطع بأنها منحولة له ، إذ يحال أن يجعل الله كرامته عند من يغضبه .
الثانية : ونرى بأن من مختصات الله تعالى الذاتية ، فله أن يهب مَن شاء ما شاء ، فلا يضر ذاك بربوبيته سبحانه .. فلا مانع عندنا أن يعلم أحد ما في الأرحام من قبله سبحانه أو بإجازته .. وهذا السونار أمامك أم أنه يد الشيطان ؟؟؟ وترى كغيرك أن الأرض مسطحة ؟
وبهذا ينفرط عقد فهمك للآية .
أرجوك أرجوك ، آتني بقاعدة تبين اختصاصات الرب سبحانه ، وإن عجزت فبين لي أعلمك مما علمت رشدا .





خطأ منطقي في قاعدة اصولية
قلت : " قاعدة بقاعدة:
ثم جئتنا بقولك: (فما قد يشتهر من أخبار عند الخاصة والعامة وينظمه الشعراء ويخطب به البلغاء ويرويه الفهماء من حديث يغني عن تكلف إيراد اسناد له أحيانا .) ونقول ردا عليه: قال شهيدكم الأول في الذكرى: "ليس كل واقع يجب اشتهاره، ولا كل مشهور يجب الجزم بصحته، فرب مشهور لا أصل له، ورب متأصل لم يشتهر". وهذه قاعدة مشهورة عند الفريقين" .
أقول :
وأما قاعدة الشهيد الأول ، فهذه مولانا تقيد وتقلل مصاديق الأولى ولا تنافيها من رأس ، ومثلك أبو المنطق .. فلا نتوقع أن يفوته إلا ما يكرهه فيغمض عنه .. ما أصدق قول القائل : الصمت حكم وقليل فاعله .



أهل البيت ورثة الكتاب بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
قلت : " وراثة الكتب: ثم جئتنا بالعجيب من القول " .
وأقول : عدنا لما تعجب منه ثانية !! فأنت ترى أن مجرد تعجبك مقياس بين الحق والباطل ؟



قلت :
" إذ تقول: (وأهل البيت أفضل ، فقد ورثهم الله علم الكتاب " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " ، وأما آصف فقد ورث علم (من) الكتاب " عنده علم من الكتاب " .. فتفكر في القدرة المفاضة على من يملك علم الكتاب إذا كانت قدرة آصف نابعة من علمه ببعض الكتاب .) وكأننا متفقون على أن أئمتكم هم المعنيون بورثة الكتاب " .
وأقول :
هذا تراث المسلمين فاسبره ، وجد لي قوما من المتقين ادعوا أنهم منصوص عليهم ما خلى أهل البيت عليهم الصلاة والسلام .
فمن ادعى الوراثة ؟ أو من يجرؤ على ادعائها ؟
أمن صرف في الكفر والخمر عمره حتى نهاه القرآن عنه ووبخه ولم يأتمنه حتى على تبليغ بضعة آيات للمشركين ؟
أم من دفن رضيعته كأشد ما يكون عليه الجبابرة والله في جاهليته ، ثم إذا به يهجم على دار بنت النبي في إسلامه قائلا : وإن ؟
نعم ، الوراثة لا تعدوا أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، باعتراف من ألب عليهم ثم يروي فضلهم ، فاتبعتموه وتركتموهم .
لا تعدوا الوراثة هذا الذي قال فيه سيد الخلق : من كنت مولاه فهذا علي مولاه .
لاتعدوا من قيل فيه : " الحق مع ذا ،الحق مع ذا " كما نقل الهيثمي في مجمع الزوائد
لا تعدوا من قال فيه : وخليفتي من بعدي كما يروي الذهبي .
وما دونه خرط القتاد وخطل من القول وكفر بالحق لمن قامت عنده الحجة ، وقد قامت على كثيرين في هذا المنتدى . ورد كلام رسول الله كفر فلا تطل التفكير فيه .. وارعو .



قلت :
" ( كأننا متفقون على ) أن الكتاب الذي ورثه آصف هو عين الكتاب الذي سماه الله في الآية " .
وأقول :
لا يخلو الكتاب الذي سماه في الآية من ثلاث :
- أن يكون دون كتاب آصف في القيمة والأثر .
- أن يكون مثله .
- أن يكون فوقه .

والأولى : لا تصح لضرورة تقدم ( الكتاب ) في أمة الإسلام على غيره مهما كان القصد منه لعدم جواز ترجيح كتاب آصف من غير مرجح .
والثانية : تفي بالغرض .
والثالثة : هي الحق للفرق بين من ورث ( الكتاب ) وبين من ورث ( من الكتاب ).



قلت : " أو الذي توارثه أئمتكم بزعمكم (مصحف فاطمة أو الجفر الأبيض والأسود والأحمر، أو اللوح المشتمل على أسمائهم المنزل من الله تعالى إلى فاطمة). وهكذا بكل بساطة وسذاجة تجزم أن الكتاب المقصود واحد. "
أقول : أما هذه الكتب فليست مدار البحث ، والكتاب المقصود حسب بحثي ليس من جملتها.


ملاحظة :
( يبدو أيها الزميل أنك فعلا بدأت تنزل في حوارك إلى مستواي الهابط ، فتوقف عندي ولا تزد عليّ هبوطا ، فإن أهل الباطل سرعان ما يفتضحون ) .


والسلام







التوقيع :
" أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها " سيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله
من مواضيعي في المنتدى
»» حديث النبي بين التطبيق والتجميد
»» كلمات حيرتني ..
 
قديم 25-03-04, 05:12 PM   رقم المشاركة : 60
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


59

الزملاء الأفاضل

قد سألت زميلي الذي تحملني وتحملته أن نوقف النقاش فترة لانشغالي ما يقارب الشهر وعدم تمكني من الإلتزام الكامل معه كما ينبغي في هذا الموضوع ، فأجابني شاكرا .

ونحن بين ثلاث :
أن يكمل زميل لي الحوار متطوعا عني ، ولا ألزم أحدا .
أن نعلق الحوار حتى حين .
أن نختم هذه الجولة بمرافعة أخيرة .

ويبدو لي - بما أنه كان سمحا في الخيارت - أن الخيار الأخير أجدى .. بعد إذن سماحة المشرف .

ومن بعده سننتقل - إن كنا من الأحياء - إلى البحث المقترح من قبله .

ملاحظة : لا أقصد الابتعاد كليا ، ولكن طبيعة هذا الحوار وهذا الزميل تقتضي الإلتزام والتركيز بشكل أكبر ، وأما باقي الموضوعات فلربما حصل وأن ناوشنا البعض بين الحين والآخر متى ما سنحت الفرصة .


والسلام







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:35 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "