قال الحسن رحمه الله،استكثروا من الأصدقاء المؤمنين، فإن لهم شفاعة يوم القيامة،
وعن قتادة في قول الله عز وجل(يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ)عبس،
قال،يفر هابيل من قابيل،وإبراهيم عليه السلام من أبيه،
ونوح عليه السلام من ابنه(لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) عبس،
وفي الحديث الصحيح،في أمر الشفاعة(أنه إذا طلب إلى كل من أولي العزم أن يشفع عند الله في الخلائق،يقول،نفسي نفسي لا أسألك إلاّ نفسي،حتى إن عيسى بن مريم يقول،لا أسأله اليوم إلا نفسي، لا أسأله مريم التي ولدتني)
وقال ابنُ عباس،خضعت وذلَّت واستسلمت الخلائق لجبارها الحي الذي لا يموت،القيوم الذي لا ينام،وهو قيِّم على كل شيء يديره ويحفظه فهو الكامل في نفسه الذي كل شيء فقير إليه لا قوام له إلا به(وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا)طه،
قال ابن عباس،خسر من أشرك بالله،والظلم هو الشِّرك،
وقيل المراد بالظلم هنا ظلم العباد بعضهم بعضاً،فإن الله سيؤدي كل حق إلى صاحبه،
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(مَنْ كانت عنده مظلمةٌ لأخيه فليتحلله منها فإنَّه ليس ثمَّ دينارٌ ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإنْ لم يكن له حسنات أُخِذَ من سيئات أخيه فطرحت عليه)
وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،قال،قال،رسول الله صلى الله عليه وسلم(يخلص المؤمنون من النار،فيُحبسون على قنطرةٍ بين الجنة والنار، فيُقصُّ لبعضهم من بعض مظالمُ كانت بينهم في الدنيا،حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة،فوالذي نفسُ محمدٍ بيده لأحدهم أهدى بمنْزله في الجنة منه بمنْزله كان في الدنيا)
قال تعالى(يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ)الانفطار،
قال ابن عباس،لا يملك أحدٌ معه في ذلك اليوم حكماً كملكهم في الدنيا،
قال،ويوم الدين يوم الحساب للخلائق،وهو يوم القيامة، يدينهم بأعمالهم،إنْ خيراً فخيراً وإنْ شراً فشر، إلاّ من عفا عنه،
وفي الحديث الصحيح(يقبض الله تعالى،الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول،أنا الملك، أين ملوك الأرض)
وفي لفظ(أين الجبارون أين المتكبرون)
وفي،الصحيحين،عن ابن مسعود رضي الله عنه،قال(قال لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم،اقرأ عليَّ. فقلت،يا رسولَ الله أقرأ عليك وعليك أُنزِل،قال،نعم،إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أسمعه من غيري،فقرأتُ سورةَ النِّساء حتى أتيت هذه الآية(فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا)النساء،فقال،حَسْبُك الآن،فإذا عيناه تذرفان،
أي،لا يترك ذنباً صغيراً ولا كبيراً ولا عملاً وإن صغر إلا أحصاها،أي، ضبطها وحفظها،
قال تعالى(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)يس،
وروى مسلم،والنسائي،عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال(كُنَّا عند النبي صلى الله عليه وسلم،فضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم،أتدرون مِمَّ أضحك،قلنا،اللهُ ورسوله أعلم،قال صلى الله عليه وسلم،مِن مجادلة العبد ربَّه يوم القيامة، يقول،ربِّ ألم تُجرني من الظلم،فيقول،بلى،فيقول،لا أجيزُ على نفسي إلاّ شاهداً مني،فيقول،كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً،وبالكتاب شهوداً، فيختم على فيه ويقال لأركانه،انطقي، فتنطق بعمله، ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول،بعداً وسحقاً فعنكنَّ كنت أناضل)
ورواه النسائي،ومسلم،وأبو داود،عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(يلقى الله العبد،المنافق،فيقول،يا فلان،ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع،فيقول،بلى،،قال،فيقول،أظننت أنك ملاقي،فيقول،فإني أنساك كما نسيتني،
ثم يلقى الثاني،فيسأله فيجيب كما أجاب الأول،فيقول الله، فإني أنساك كما نسيتني،
ثم يلقى الثالث،فيقول له مثل ذلك، فيقول،يا رب آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع،فيقول،هاهنا إذن، قال،ثم يقال له،الآن نبعث شاهدنا عليك،ويفكر في نفسه من ذا الذي يشهد علي،فيختم على فيه، ويقال لفخذه ولحمه وعظامه،انطقي،فتنطق بعمله،وذلك ليعذر من نفسه،وذلك المنافق وذلك الذي يسخط الله عليه)