العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-07-16, 02:06 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


إن القلب الصافي يدفع الشبه ويردها وينكرها

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن القلب الصافي يدفع الشبه ويردها وينكرها
علوم الشريعة، والفقه،والعقيدة الصحيحة،فهذه علوم بها حياة القلوب وطريق العبودية وتوحيد رب العالمين,ولا صلاح للعباد والبلاد في الدنيا والآخرة إلا بها،
فهذه ينبغي أن يتشرّبها قلب العبد المؤمن،لأنها طريق السعادة في الدارين، وسُلّم العبودية لرب العالمين،
وما من العلوم،قسمان،
علوم دنيوية بحتة،يؤخذ منها ما يحتاج إليه لحياة الإنسان على هذه الأرض والسعي في معاشه,وهذه إن قصد بها المعونة على طاعة الله أُثيب عليها،وإن صدّت عن طاعة الله أو قُدّمت عليها عوقب عليها،
العلوم الفلسفية الفكرية المنحرفة،مقالات أهل الأهواء والبدع،
بمختلف تياراتها ومنطلقاتها،وهي داء العُضال الذي إن تسلل إلى القلوب أفسدها، وغشاها بالشبهات والشكوك، وحلوها من يقين الإيمان وبرد التسليم والطاعة وسلامة القلب وصحته وقوته إلى الحيرة والتردد وتسلّط الوساوس، وضعف العبادة وقلة الطاعة، وتحول القلب من الأُنس إلى الوحشة،
والشبهات من أشد الأشياء على القلوب وأثقلها حتى تكاد الشبهة أن تكون جبلاً، وأنَّى للقلب الرقيق تحمّله،
والمؤمن المستبصر يدرك مدى خطورة الأمر، خاصة إذا علم أنه لا أحد بمأمن مهما علا شأنه في العلم أو العبادة والطاعة،
وهو ما جعل هذه الشبهات تلج القلوب، فتُغيّر الكثير منها،فصارت هذه القلوب تمتص هذه الشبهات،
إن سؤال المسلم طلب الهداية(اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِالمَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ)الفاتحة،
أن سبيل الله واحد وما عداه سُبُل الشيطان، وأصل الهداية هداية القلوب،لأن القلب سيد البدن، كما أن أساس الضلالة،غواية القلوب وضلالها وانحرافها، فجاءت هذه الوصية من شيخ الإسلام بن تيمية،والتي تقول خلاصتها(لا تجعل قلبك للشبهات مثل الإسفنجة، فيتشربها ولا ينضح إلا بها،
فما وجه تشبيه هذا النوع من القلوب بالإسفنجة،
أولاً،أن الإسفنجة معروفة بطبعها،فهي تمتص كل سائل،فإن أدخلتها طيّباً،من ماء عذب أو لبن أو شراب،فإنها تمتصه،كما أنك إن أدخلتها في ماء عفن أو نجس،كخمر ونحوه، فإنها تمتصه أيضاً،
ثانياً،أن الإسفنجة إذا امتصت السائل فلا بد أن تنضح بما فيها،حيث يخرج منها القطرات بل أكثر من ذلك إذا ضغط عليها ولو بقليل من القوة وقلّما تحتفظ بما فيها حتى ينشف، ولو نشفت لما أقبح ما فيها،إن كان ما امتصته من المجاري وأشباهها،
ثالثاً، أن الإسفنجة متى ما اعتادت امتصاص العفن، تحولت هي إلى عفن،فلا ينفع معها تنظيف ولا غسل،
وكذلك القلوب فهي،رقيقة لأنها موطن الإرادة والحب والبُغض والمحبة والكُره، وهي موطن أعمال القلوب،من خوفٍ،ورجاء،ومحبة وإنابة، وإخلاص،وصدق،وتوبة،وتوحيد،وتوكل،ولذا فهي تابعة لمن خضعت بالافتقار لمولاها،مع كمال الانقياد والطاعة،إلى مولاها بالاستجابة التامة، بفعل الأوامر واجتناب النواهي،فإن أذنب تبادر إلى التوبة والاستغفار،وسبب ذلك أن قوتها بالله (عبادةً واستعانةً وتوكلاً)وهذا من أحوال قلوب المؤمنين الصادقين،حيث تجدها أعظم ما تكون رقّة ورحمة وأقوى ما تكون صلابة في الحق، ونفوراً من الباطل وشجاعة في الدفاع عن الدين الحق وأهله، والموالاة لهم،فهي في الإيمان لا تخاف لومة لائم،
وإن انقادت القلوب،إلى غير الله من نفسٍ أمّارة أو هوى أو شيطان، في معبود غير الله، أو تعلق بجاه أو دنيا أو شهوة قُدمت على عبادة الله، وطاعته،تحولت القلوب إلى محبة وخضوع لذلك المعبود من دون الله،فهي قاسية في عبادة الله وطاعته والانقياد له حتى تكون كالحجارة أو أشد قسوة،
إن القلوب،بحسب ما تُحمل وتُربى عليه،فإن حُملت على حبّ الحق والاستجابة له والنفور من الباطل والشبهات،
وأما إن تركت مرتعاً لكلّ عارض مما يعرض لها، تتقبله من غير تمييز،فإنها تكون عُرضةً للخطر،والوساوس التي يلقيها شياطين الإنس والجن،فتصبح مرتعاً للشبهات،فتصير كالسفنجة التي حذر منها شيخ الإسلام،تمتص الشبهات وربما تنضح، وتصبح مريضة بذلك،
وفي هذه الحالة المرضية يكون للقلب أحد مسارين،
أولاً، مسار يؤوب فيه القلب إلى سكينة الإيمان وبرد اليقين والتسليم لأمر الله،وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، بحيث تكون له خبيئة من عبادة وطاعة يتقرب بها إلى الله سبحانه تعالى،
فتجدد له هذه العبادة ثوب الإيمان،فيتوجه إليه منيباً مخبتاً متوكلاً،
ثانياً،مسار لا يوفق فيه لتسليم ولا لمزيد طاعة،فهذا قد تشتد عنده حالة الشك والقلق ويبقى حبيس نفسه وهواه وهواجسه ووساوسه،
لأن القلب تشربها واختلطت بها، كالإسنفجة التي امتصت الماء العفن،حيث تجده ينشرها بين أصحابه،فهو لا يكتفي بمرض قلبه، وإنما ينقل عداوة إلى الآخرين السالمين الأصحاء،حيث يخص أحبابه وأصحابه المقرّبين منه أو طلابه المتأثرين به،
أما الإسفنجي الذي حذّر منه شيخ الإسلام تلميذه ابن القيم،الذي يتشرّب شبهات أهل الأهواء فتعلق في قلبه فيكررها وينشرها وينضح قلبه بها،
أحوال القلوب وأمراضها وأدوائها وطرائق علاجها،
أولاً،العبادة والطاعة وهذه ضرورية لصفاء القلب وخلوصه من أكداره،
ثالثاً،أن تجعل قلبك كالزجاجة الصافية المصمتة، كما أوصى شيخ الإسلام فيكون لقلبك بصرٌ نافذٌ عند ورود الشبهات فيعرف أنها شبهة وليست علماً،فهو صلب في إيمانه وعلمه وبصيرته واثق من منهجه غير متردد فيه ولا شاك،
أن هذا القلب صافٍ كصفاء الزجاجة البلّورية النظيفة يُبصر الأمور والمسائل على حقيقتها فيفرق بين الحق والباطل والمعروف والمنكر،والواضح من حقائق الدين والعلم والإيمان،وشبهات الباطل، والخاطر الإيماني الرباني، والخواطر الشيطانية،فإذا أقبلت الشبهة أو الفتنة أبصرها،فقد نُوّر هذا القلب بأنوار الإيمان والعلم والطاعة فهو يعرفها ويعرف منشأها وغايتها،و
الفراسة يهبه رب العالمين لمن صفت قلوبهم وخَلَصت لربها تعالى،
فهو لصلابته يدفع الشبه ويردها وينكرها فهي من أجل هذه الصلابة لا تجد إليه مدخلاً،
اللهم أجعل قلوبنا بيضاء نقية تقية الى يوم تلقاك،لا يشوبها حقد ولا غل،ولا حسد،يارب العالمين.






 
قديم 04-07-20, 04:46 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "