العودة   شبكة الدفاع عن السنة > منتدى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم > الدفاع عن الآل والصحب

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-16, 08:00 AM   رقم المشاركة : 1
أحمد أحمد ابراهيم
مشترك جديد







أحمد أحمد ابراهيم غير متصل

أحمد أحمد ابراهيم is on a distinguished road


رضي الله عن أمي عائشه

أولاً (أسْرةُ أمِّ المُؤْمِنَين عَائِشَة)


(عَائِشَةُ) هيَ عائشة بنت عبد الله بن عثمان بن عامر التيمية القرشية المكية، يلتقي نسبها مع رسول الله في الجد السابع، وهي الطاهرةُ العفيفةُ المبرأة من فوق سبع سماوات، توفيت سنة (58هـ).
(زَوْجُهَا) هو محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي، خليل رب العالمين، وخاتم الأنبياء والمرسلين، سيِّدُ الخلقِ وشفيعهم, مربِّي الخلقَ وصفيُّهم, توفيَ سنة (11هـ).
(وَالِدُهَا) أبو بكر الصديق عبد الله بن عثمان القرشي، خليفة رسول الله، وأول الرجال إسلاماً وأكثر الصحابةِ فضلاً وعلماً، وأول من آزرَ النبيَّ وصدَّقه في نبوته، ذو النسبِ الرفيع والجاهِ الكبير، ولدَ بمكةَ فنشأ بها وترعرع، فكانَ معظَّما في قريش محبباً، خبيراً بأنساب العرب وأيامهم، تزوجَ بأربعِ نسوة فوُلد له خمسة أولادٍ، روى (142 حديثاً) وبويعَ في خلافتهِ ومكثَ فيها سنتين وأشهر، توفي سنة (13هـ).
(وَالدَتُها) أم رُومان (1) بنت عامر بن عويمر الكنانية الخزيمية، صحابيةٌ جليلةٌ أسلمت قديماً وبايعت وهاجرت إلى المدينة، تزوجت أبا بكر وولدت له عائشة وعبد الرحمن، روتْ حديثاً واحداً، وماتت في حياة النبي عليه الصلاة السلام فَنَزَلَ في قبرها واستغفر لها، وقال: اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك ! .
(جَدُّهَا) أبو قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب القرشي، أسلم عامَ فتح مكةَ ولحيته كالثَّغامة بياضاً، أتى به أبو بكر إلى النبي ليبايعه، فقال النبي - عليه الصلاة والسلام-: لو أقررتَ الشيخ لأتيناه - مكرمةً لأبي بكر- ، وكانَ من سادات قريش ورجالاتهم، توفي سنة (14هـ).
(إِخْوَانُهَا وَأخَوَاتُهَا) إنَّ والدة عائشة وعبد الرحمن (أم رومان) ووالدة محمد (أسماء بنت عميس) ووالدة عبد الله وأسماء (قتيلة بنت عبد العزى) ووالدة أم كلثوم (حبيبة بنت خارجة) أربعُ نسوةٍ تزوج بهنَّ أبو بكر الصدِّيق - رضي الله عنه-.



(وِلَادَتُهَا) ولدت أم المؤمنينَ عائشة بعد البعثةِ بأربعِ سنواتٍ، وقيلَ بخمسٍ، وهيَ أصغر من فاطمةَ بنت المصطفى - صلى الله عليه وسلم- بثمانِ سنينَ، وقالت عائشة: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين.
(نَشْأَتُهَا) كانتْ نشأةُ أم المؤمنينَ زاهرةً من النواحي (الماليةِ والاجتماعيةِ والعقديةِ) في بيتِ أبيها، وفي بيتِ زوجها المصطفى - عليه الصلاة والسلام -، فكانت نشأتها وحياتها ذات قطافٍ يانعة وزهورٍ رائعة.
* أما بيتُ أبيها فكان ذا يسار وغنىً، لأن أباها من تجار مكة، ومع هذا فكانَ أبو بكر لا يجاريه في النفقة أحد، وعاشتْ أم المؤمنين هيبةَ أبيها في قريش كما وصفها ابن الدُّغُنَّة (2) : (إِنَّ مِثْلَكَ لاَ يَخْرُجُ، وَلاَ يُخْرَجُ فَإِنَّكَ تَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ)، وكانَ لإسلامِ أبي بكرٍ وتركِهِ منكرات الجاهلية تأثيرٌ قويٌ في إسلامها وخضوعها لذا لم يخالط فكر عائشة شيء من الشركِ والأباطيل.
* وأما بيتُ زوجها فقد عاشتْ أم المؤمنينَ عيش الكفافِ والتقشف ورضيتْ بذلكَ، وشاركتْ نساءَ النبي - عليه الصلاة والسلام - في حجرهنَّ فكانتْ لهنَّ ضرةً - وكان لها حِجْر (3) خاص تلعبُ فيها بالبناتِ لصغر سنها-، وعاشتْ بِبَيت النبوةِ في بيئةِ العلمِ والصفاءِ كانتْ تنهل مما عندَ رسول الله من العلم وتفيضه على تلامذتها.
(كُنْيَتُهَا) تكنَى أم المؤمنين بـ"أم عبدِ اللَّهِ" ولا ولدَ لها، وسببُ كنيتها (أنها قالتْ ذاتَ مرةٍ لرَسُوْلَ اللهِ: كُلّ صَوَاحِبِيْ لَهُنَّ كُنًى! فقَالَ: اكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْد اللهِ يَعْنِيْ ابْن أُخْتهَا - عَبْد اللهِ بْن الزُّبَيْر- فكانتْ تُكنى بأمِّ عبد الله).
قال الإمام النووي - رحمه الله- : وأما ما رويناه في كتاب ابن السني عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " أسقَطتُ من النبي - صلى الله عليه وسلم - سقطا فسماه عبد الله" فضعيف لا يصح اهـ.
(لَقَبُهَا) كانَ-عليه الصلاة والسلام- يناديها بـ (الحميراء) تصغير حمراء يريدُ البيضاء، وكانَ يناديها بـ(عائش) وهو ما يسمى بالترخيم(3)، ورويَ أنه كان يناديها بـ (بنت أبي بكر) ، ولمْ يصحَّ في حديثٍ أن رسول الله ناداها بـ "عويش".
(زَوَاجُهَا) تزوج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عائشةَ بعدَ موتِ خديجة بن خويلد - رضي الله عنها- بثلاثِ سنين، وكان خطبَ قبل ذلكَ سودةَ بنت زمعة، (وقال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لعائشةَ: رَأَيْتُكِ فِي الْمَنَامِ مرتين يَجِيءُ بِكِ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ (4) مِنْ حَرِيرٍ فَقَالَ لِي: هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِكِ الثَّوْبَ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ فَقُلْتُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ يُمْضه). فخطبها رسول الله بمكةَ وهيَ بنت ست، وبنى بها في شوال بعد منصرفه من غزوةِ بدر وهي بنت تسع، وكانتْ وليمة العرسِ جفنة أرسل بها سعد بن عبادة - رضيَ الله عنه-. وكانَ سبب هذا الزواج الميمون "خولة بنت حكيم" - رضيَ الله عنها- .
(صِفَاتُهَا الخَلْقِيَّة) كانت عائشة ملكةُ العفافِ امرأةً جميلة، بيضاء اللون تميل إلى الشقرة، نحيلة الجسم، معتدلة القوام، كثيراً ما ينتابها المرض كما يتضح ذلك في قصة الإفكِ، وكانت تعتني بلباسها وتزينها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم



(صِفَاتُهَا الخُلُقِيَّة) لقد اجتمعَ في عائشةَ أكرمَ الصفات الحسان، وكانَ من أبرزِ الصفاتِ التي اتصفت بها عائشةُ:
(1) الصدقُ والذكاءُ، قد ورثتْ عائشةُ من أبيها هاتين الصفتين النادرتين، فكانتْ متحررَّة في نقدِ الحديثِ, وحريصةٍ في نقلِه على الوجهِ الذي جاءَ من غير تبديل ولا تنقيص، ومعَ ذلكَ فقد كانتْ متوقدة الذكاء، حاضرة الذهن، عذبة الحديث، على جانب عظيم من الحكمة والفكاهة، بالإضافةِ أنها أوتيت مقدرة كبيرة على الفهم الفقهي والاستنباطِ الشرعي.
(2) الزهد والورع، فقد عاشتْ عيشَ الكفافِ، وذاقتْ ضيقَ الحياةِ يلامسها الرضا والسعادة، روى الشيخان (أنها قالتْ: ما شبع آل محمد - صلى الله عليه وسلم- منذ قدم المدينة من طعام البُرِّ ثلاث ليال تباعاً حتى قبض). ولما خيرها رسول الله قالت: بل أريد الله ورسوله والدار الآخرة.





(مَنْزِلَتُهَا وَمَكَانَتُهَا العِلْمِيَّة) تبوأت أم المؤمنين منزلاً رفيعاً ومكانةً عاليةً كانتْ به مرجِعًا في عصرها فيما يُستشكل بهِ من أبوابِ الدينِ، وذلكَ لما ورثته من نبي الأمة محمد - صلى الله عليه وسلم- في عباداتهِ ومعاملاتهِ وأخلاقهِ. قال أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه-: ما أشكل علينا - نحن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً .
* روت عائشة (2210) حديثا، اتفق لها الشيخان على (174) حديثا، وانفرد البخاري بـ(54)، وانفرد مسلم بـ(69).
* وقد حازتْ إلى جانب علمها بالدينِ علماً بأحداث العربِ وأيامهم وبأنسابِهم عامةً ونسبِ قريش خاصةً، وحفظا للشعر الجاهلي فقد روت لِلَبيد بن ربيعةَ نحوًا من ألفِ بيت مما أورثها فصاحةً..قال عنها موسى بن طلحة: ما رأيت أفصح منها.
* وحازتْ علماً كبيراً بالطبِّ، وعلماً في الفرائضِ وفي العلوم كافةً, ويوضِّح لنا الشعبي - رحمه الله- حقيقة علمها إذ يقول: قيل لعائشة (6) : يا أم المؤمنين! هذا القرآن تلقيتِهِ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكذلك الحلال والحرام؛ وهذا الشعر والنسب والأخبار سمعتها من أبيك وغيره؛ فما بال الطب؟ قالت: كانت الوفود تأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فلا يزال الرجل يشكو علة، فيسأله عن دوائها؟ فيخبره بذلك، فحفظتُ ما كان يصفه لهم وفهمتُهُ. وقال عمر بن الخطاب: ما رأيت أحداً أعلم بفريضة، ولا أعلم بفقه، ولا بشعر من عائشة. وقال ابن حجر- رحمه الله-: قد قيل إنَّ ربعَ الأحكام الشرعية منقول عنها.
وكانـتْ أمنا في العلم بحراً *** تحل لسائليها المشكـلاتِ
وعلًّـمها النبي أجل علـمٍ *** فكانتْ من أجل العالمـاتِ
* فاجتمعَ لها خَلق كبير من التلاميذ العلماء والعالمات، كابن عمر وابن عباس وعروة وعبد الله ابني الزبير والقاسم بن محمد وابن أبي مليكة والزهري ومسروق، وعمرة بنت عبد الرحمن وغيرهم





(حَالُهَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ) إنَّ الحياة الزوجية مضتْ بينهما على قدوةٍ رفيعةٍ ؛ ومن ذلكَ:
* كانَ - عليه الصلاةُ السلامُ - يحبها حبا شديداً ويبجلها ويلاطفها، قال الذهبي: وأحبها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حبا شديدا كان يتظاهر به. وقال لها (إني لأعلمَ إذا كنت عني راضيةً وإذا كنت علي غضبى قالتْ من أين تعرف ذلك؟ قال إذا كنت عني راضية قلت لا ورب محمد وإذا كنت عليَّ غضبى قلت لا ورب إبراهيم. قالتْ: أجل يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك!).
* كان لهَا مكانٌ خاصٌ في قلب رسول الله لم يشاركها فيه غيرها من زوجاته، مما جعلهن يصبن بالغيرة الشديدة من ذلك، ويطالبن الرسول - صلى الله عليه وسلم- بالعدل بينهن، بل إنهن أرسلن إلى ابنته فاطمة –رضيَ الله عنهَا-، لكن كل ذلك لم يؤثر على قلب الرسول حتَّى إنه قال لفاطمة: (يا بنية ألا تحبين ما أحب؟).
* كانَت تعتني بالنبي - صلى الله عليه وسلم- أشدَّ العنايةِ في أموره، عَنْ عَائِشة قَالت: كَانَ النبِي - صلى الله عليه وسلم - يُصْغِي إِلَيَّ رَأسه وهوَ مجَاوِر فِي الْمسجد فَأرَجله وَأَنَا حَائِضٌ.
* كانتْ تسمرُ مع النبي - صلى الله عليهِ وسلم- ليلاً فيتحدثانِ، عن عائشة: وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا كان بِالليل سار مع عَائِشة يَتحدثُ.
* كانت تذبُّ وتنافحُ عن رسول الله بما تملكه من قدرة، عن عَائِشةَ أَن الْيَهودَ دَخَلوا عَلَى النبِي صلى الله عليه وسلم فَقالُوا: السام عَلَيْكَ فقالتْ: وَعَلَيكم السام وَلَعَنكم اللّه وَغضبَ عَلَيكم.
* وكانتْ شديدَ الغيرةِ عليهِ - صلى الله عليه وسلَّم-، عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ وَمَا رَأَيْتُهَا وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ ذِكْرَهَا ، وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلاَّ خَدِيجَةُ فَيَقُولُ إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ).
قال الإمام الذهبي - رحمه الله -: وَهَذَا مِنْ أَعْجَبِ شَيْءٍ أَنْ تَغَارَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - مِنِ امْرَأَةٍ عَجُوْزٍ، تُوُفِّيَتْ قَبْلَ تَزَوُّجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَائِشَةَ بِمُدَيْدَةٍ، ثُمَّ يَحْمِيْهَا اللهُ مِنَ الغَيْرَةِ مِنْ عِدَّةِ نِسْوَةٍ يُشَارِكْنَهَا فِي النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَهَذَا مِنْ أَلْطَافِ اللهِ بِهَا وَبِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِئَلاَّ يَتَكَدَّرَ عَيْشُهُمَا، وَلَعَلَّهُ إِنَّمَا خَفَّفَ أَمْرَ الغَيْرَةِ عَلَيْهَا حُبُّ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهَا، وَمَيْلُهُ إِلَيْهَا، فَرَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا اهـ.



(مَكَانَتُهَا عِنْدَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ) لقد كانَ لعائشةَ – رضي الله عنها- مكاناً كبيراً في قلوبِ أصحابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأورثَت تلكَ المكانة إلى التابعينَ وأتباعهم، فأثنوا عليها ثناءً عظيماً، وقدروها في قلوبهم حقَّ تقديرها، وحفظوا لها الودَّ والاحترام، وهذه بعض الآثار التي جاءتْ لنا تدليلاً على ما ذكرناه:

* عن أَبِي بُرْدَة عن أبي موسى الأشعري - رَضِي الْلَّه عَنْه- قال: مَا أُشكلَ عَلَيْنَا أَصْحَاب رَسُوْل الْلَّه - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- حَدِيْث قَط فَسَأَلْنَا عَائِشَة - رَضِي الْلَّه عَنْهَا- إِلَا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْه عِلْمَاً .


(دَوْرُهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ) تنوع الدور الذي قامت به عائشة في هذا العهدِ المباركِ، وكانَ من أكبرَ ما قامتْ بهِ:
(1) تهيئة الاستقرار النفسي لرسول اللَّه، فكانتْ الزوجة المثالية - لخير من وطئَ الثرى، ولقائد من ساد الورى- في دولةٍ هي طور البناء والإنشاء، فخدمته وأكرمته وطيبته مما أورثَ ذلك حبه الجم لها.
(2) الرضا بالقليل في العيشِ، وعدم التكلف في مشاغل الحياة الدنيا، لأنَّ من أكثر ما ينشغل به الزوج هوَ في قضاء حاجات زوجه.
(3) مساعدته فيما تستطيعه في الحرب، فكانتْ ترافقه في غزواته، وتشاركه في الحروب كما كانَ في (غزوة أحد) إذ أقبلتْ هي وأم سليم تملآن القرب وتفرغانِهِ في أفواه القوم



(خَصَائِصُ أمِّ المؤمنينَ عَائشةَ)

* قد خصتْ أم المؤمنينَ بكرائمَ من ربِّ العزةِ لم تكن لغيرها من نسوةِ رسولِ اللَّهِ, فمن ذلكَ:
(1) تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم– بكراً، عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَرَأَيْتَ لَوْ نَزَلْتَ وَادِيًا وَفِيهِ شَجَرَةٌ قَدْ أُكِلَ مِنْهَا وَوَجَدْتَ شَجَرًا لَمْ يُؤْكَلْ مِنْهَا! فِي أَيِّهَا كُنْتَ تُرْتِعُ بَعِيرَكَ؟ قَالَ: فِي الَّذِي لَمْ يُرْتَعْ مِنْهَا - تَعْنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا-.
(2) أحب أزواج النبي- صلى الله عليه وسلم– إليه، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عمرو بن العاص أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ عَائِشَةُ قُلْتُ مِنَ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ عُمَرُ فَعَدَّ رِجَالاً فَسَكَتُّ مَخَافَةَ أَنْ يَجْعَلَنِي فِي آخِرِهِمْ.
(3) استبطاء النبي المرض يومها، عن هشام عن عروةَ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ويقول (أين أنا غدا أين أنا غدا) حرصا على بيت عائشة . قالت عائشة فلما كان يومي سَكَنْ.
(4) أنها من أعلم الصحابةِ والصحابيات، قال الزهري: لو جمع علم عائشة لي وعلم جميع أمهات المؤمنين، وعلم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل.
(5) دعاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم لها بالغفران، عن عائشة أنها قالت: (لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب النفس قلت: يا رسول الله ادع الله لي، فقال: "اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر ما أسرت وما أعلنت"، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيسرك دعائي" ؟ فقالت: وما لي لا يسرني دعاؤك فقال صلى الله عليه وسلم: والله إنها لدعائي لأمتي في كل صلاة ).
(6) أن الوحي كان ينـزل في لحافها، قال - عليه الصلاة والسلام -: يا أم سلمةَ لاَ تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا.
(7) تحري الناس إهداء رسول الله في يومها، عن عروةَ قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون ذلك مرضاة النبى - صلى الله عليه وسلم -.
(8) إراءة جبريل – عليه الصلاة والسلام - لرسول الله صورتها قبل زواجها، وقال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لعائشةَ: (رَأَيْتُكِ فِي الْمَنَامِ مرتين يَجِيءُ بِكِ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَيقَولَ لِي: هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِكِ الثَّوْبَ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ فَقُلْتُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ يُمْضِهِ) .
(9) أنها أول من خيِّرت من نساءِ النبي- عليه الصلاة والسلام -، قَالَتْ عَائِشَةُ: أُنْزِلَتْ آيَةُ التَّخْيِيرِ فَبَدَأَ بِي أَوَّلَ امْرَأَةٍ فَقَالَ: إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، وَلاَ عَلَيْكِ أَنْ لاَ تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ. وتلا قوله {يا أيُّها النبيُّ قلْ لأزواجكَ...} فقالتْ: أَفِي هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ! فاستنَّ بها زوجات النبي – عليه الصلاة والسلام-.
(10) توفي النبي في بيتها، وبين سحرها ونحرها، وجمع الله بين ريقه وريقها، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي وَفِي نَوْبَتِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وريقِهِ عندَ موتهِ.

أقمتِ للمصطفى بالحبِّ أروقةً *** وكنتِ للدعوة الغرّاءِ شطآنا
وفي أسى موتِهِ قد كنتِ أقربهم *** ريقاً..ومثوًى..وأحضاناً..ووجداناً
واختـار داركِ مشكاةً لمرقدِهِ *** إلى مدى حشرِ أولانا وأُخرانـا

(11) أنها كانت تغضب فيترضاها، ويتعرَّف على ذلكَ من ردِّها: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- «إِنِّى لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّى رَاضِيَةً وَإِذَا كُنْتِ عَلَىَّ غَضْبَى». قَالَتْ فَقُلْتُ وَمِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟ قَالَ «أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّى رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ لاَ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ وَإِذَا كُنْتِ غَضْبَى قُلْتِ لاَ وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ». قَالَتْ قُلْتُ أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَهْجُرُ إِلاَّ اسْمَكَ).




(فَضَائلُ أمِّ المُؤمِنَينَ عائشَةَ)

* قد فضِّلت عائشة - رضي الله عنها- بمزايا كريمة استوجبتْ الرفعةَ في قدرها ومكانتها، فمن ذلك:

(1) فضلها على جميعِ النساء، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ».
(2) زوجةُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا والآخرة، عن الحكم سمعت أبا وائل قال: لما بعث علي عمارا والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها.
(3) إقراء جبريل عليهِ الصلاة والسلام لها، عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما (يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام) فقلتُ وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى - تريد رسول اللَّه-.



(وَفَاتُهَا)


ماتت أم المؤمنين في المدينة أيام معاويةَ ليلة الثلاثاء من شهر رمضان المبارك من (27 مضين) سنة 57 من هجرةِ زوجها النبي عليه الصلاة والسلام، ولها من العمر (66 عاماً) مباركاتٍ وقيل (63عاماً)، ثم دفنت بالبقيع ليلاً كما أوصتْ بذلكَ، وصلى عليها أبو هريرةَ، ونَزَلَ في قبرها أبناء إخوانها القاسم وعبد الله ابنا محمد بن أبي بكر .
ماتت أم المؤمنين في المدينة أيام معاويةَ ليلة الثلاثاء من شهر رمضان المبارك من (27 مضين) سنة 57 من هجرةِ زوجها النبي عليه الصلاة والسلام، ولها من العمر (66 عاماً) مباركاتٍ وقيل (63عاماً)، ثم دفنت بالبقيع ليلاً كما أوصتْ بذلكَ، وصلى عليها أبو هريرةَ، ونَزَلَ في قبرها أبناء إخوانها القاسم وعبد الله ابنا محمد بن أبي بكر .
حزن الناس حزناً غامراً على عائشة العفيفةَ

فاجتمع الناس وحضروا فلم تر ليلة أكثر ناساً منها نزل أهل العوالي فدفنت في البقيع. – رحمها الله ورضيَ عنها-.









سلام الله عليك يا أمنا أي منزلة نلتيها حيث كنت احب النساء إلى قلب رسول الله

وقبض بين سحرك ونحرك وجمع ريقك ريقه


وجعلت حجرتك روضة رسول الله


فاللهم اشهد أننا نحبها فاحشرنا معها يااارب:







 
قديم 22-07-16, 04:07 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 05-09-16, 01:26 AM   رقم المشاركة : 3
ستار2136
مشترك جديد







ستار2136 غير متصل

ستار2136 is on a distinguished road


رضي الله عنها و عن ابيها و عن صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:50 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "