كتاب أروع القصص في من رأى المهدي عليه السلام في غيبته الكبرى للشيخ ماجد ناصرالزبيدي
إن القرامطة بعد أن قلعوا الحجر الأسود أثناء هجومهم على مكة المكرمة عام 317 ه , و نقلوه إلى هجر , و كان ذلك إبان الغيبة الصغرى , بقي الحجر عندهم ثلاثين عاماً أو يزيد . و أرجعوه إلى مكة عام 339 ه أو عام 337 . فكان المهدي (عليه السلام) هو الذي وضعه في مكانه و أقره على وضعه السابق , كما ورد في أخبرنا .
قال الراوي : لما وصلت إلى بغداد في سنة سبع و ثلاثين و ثلاثمائة عزمت على الحج و هي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر الأسود في مكانه إلى البيت . كان أكثر همّي الظّفر بمن ينصب الحجر , لأنه يمضي في أبناء الكتب قصة أخذه , فانه لا يضعه في مكانه إلاّ الحجة في الزمان . كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين (عليه السلام) في مكانه .
و أوضح الراوي بان الناس فشلوا في وضعه في محلّه , و كلما وضعه إنسان اضطرب الحجر و لم يستقم . فاقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله فوضعه في مكانه , فاستقام كأنه لم يزل عنه , و علت لذلك الأصوات .
ثم إن المهدي (عليه السلام) خرج من المسجد و لاحقه الراوي طالبا منه حاجة , فقضاها له , و أقام الدلالة ساعتئذ على حقيقته
واكتفى هنا بالسوال اذا كان ردة في زمن الغيبة الكبرى للحجر الاسود دليلا على وجودة افلم يكن كذلك منعة للقرامطة من نزعة في الغيبة الصغرى دليلا قويا على وجودة؟