العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحوار مع باقي الفرق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-11, 02:28 PM   رقم المشاركة : 1
جريح
موقوف







جريح غير متصل

جريح is on a distinguished road


Lightbulb منهج المرجئة لفضيلة الشيخ الدكتور حامد بن عبدالله العلي حفظه الله

السؤال: استفسارات عن الارجاء ولماذا المرجئة يحاربون جهاد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟




جواب الشيخ:


السؤال:


ما هو الإرجاء ، وما هي خطورة هذه العقيدة ، وما هي أسبابها ، ولماذا هم يحاربون الجهاد ويعارضونه ، حتى وزعوا لدينا شريطا محصلته أنه لاجهاد في هذا العصر ، وأن المجاهدين خوارج ، وما حكم الدول التي تسن القوانين التي تجرم الجهاد ، وما حكم من يعينهم على مراقبة المجاهدين ، وملاحقتهم والزج بهم في السجون ؟

**********************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبنيا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ

ما هو الارجاء :
ـــــــــــ

والمشهور فــــي اطلاق اللفظ الارجاء ، في تاريخ الفرق ، أنه يطلـق على إخراج العمل من اسم الايمان ، والمرجئة هي الفرقة التــــي تجعل الإيمان الذي فرضه الله تعالى على عباده وأرسله به رسله ، هـــــو تصديق القلب فحسب ، او هو مــــــع النطـــق بالشهادتين ، أو معهمـا عمــل القلـــب ـ على خلاف بينهم ـ وقد أخرجت المرجئة العمل من اسم الايمان ، وجعلتـــــــه أمرا زائدا على حقيقته ، ليس جزءا منها ، خارجا عن ماهيّته ، وبنـــوا على هذا التصــــــــور الخاطيء ، عقيدتين ضالتين :

أحداهما : أن مــن تولى عن الانقياد بجوارحه لمـــا جاءت به الرسل ، فلم يعمل شيئـــا قط مع العمل والتمكن ، أن ذلــــك لاينفــي عنه اسم الايمان ، ولايخرجه من دائرة الاسلام .

الثانية : أن الايمان لاينقضه فعل فاعــــل ، مهما كان فعله موغلا فــي الكفر أوالاشراك ، مالــم يقترن بفعله ، جحود أو استحلال ، ذلك ان الايمان هو التصديق ، فلاينقضـه الا التكذيب في زعمهم .

مع أن بعض الذين يتبنون هاتين العقيدتين الضالتين ، لايقولون إن الايمان هو التصديق فحسب ، ومع ذلك يتناقضون هذا التناقض القبيح ، إذ الإيمان إن كان قولا وعملا ، فلا بد أن يكون نقضه بالقول والعمل أيضا .

أين تكمن خطورة عقيدة الارجاء ؟
ــــــــــــــــــــــــــــ

وتكمــن خطورة هاتين العقيدتين ، في أنهما يجردان الايمان الذي نزل به القرآن ، من خاصيّتــه الحيويّـة التي تربط بين الباطن والظاهر ، والقلب والجوارح ، والتي تحـــــــوّل الانسان الـــــــى طاقة إيمانية هي ينبوع العمل الصالح ، كما قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) ابراهيم 25

وليست كلمات باهتة مجردة .

فهذان الاعتقادان ، يجعلان الإيمان كالتصورات النظريّة الجامدة ، أوكالعقائد الميّتة التـي لاحراك فيها .

فهما في حقيقتهما ، إنما يهيّّئـان الطريق لانحراف البشريّة عن اتّباع الرسل ، ويفسحان السبيل لتعطيـل ترجمة تعاليم الدين إلى واقع حياتي.

كما أنهما يحرضان على الردّة بالقول والعمل .

ويجعلان التهجم على الدين ، سهل المنال ، ذلك أنه يكون في مأمن من الحكم بالردة ، تحت ذريعة عدم توفر شرط الجحود والاستحلال .


مدى شناعة ما يترتب على عقيدة الارجاء :
ـــــــــــــــــــــــــ

وقد عبـــــر الامام ابن القيم في نونيته عن مدى شناعة ، عقيدة الارجاء ، هذا التصور الخاطيء لحقيقة الايمان وما يؤدي اليه ، في هذه الابيات :

وكذلك الإرجاء حين تقــــرّ بالمعبـود تصبـــح كامــل الإيمـــــان
فارم المصاحف في الحشـوش وخرّب البيت العتيق وجدّ في العصيان
واقتل اذا ما استعطت كل موحّد وتمسّحـــــــن بالقسّ والصلبــان
واشتم جميع المرسلين ومــن أتــوا مــن عنــــده جهراً بلا كتمان
واذا رأيت حجارة فاسجـد لهـــا بـــل خـِــرَّ للأصنــام والأوثـان
وأقــرّ أنّ اللـــــّـه جلّ جلالـه هــو وحـده البـاري لذي الأكوان
وأقــــرّ أنّ رسوله حقاً أتـــى مـن عنــده بالوحــــي والقرآن
فتكون حقاً مؤمنـاً وجميـــع ذا وزر عليـــك وليـــس بالكفــران
هذا هو الإرجاء عنــد غلاتهـم مـــــن كــل جهميّ أخـي شيطان

العلمانيّون اللاّدينيون يفرحون بهذه العقيدة المنحرفة :
ــــــــــــــــــــــــــــ

وإن مما يثير الآسى ، أن هذا بعينه ما يروّجه زنادقة العصر العلمانيّون اللاّدينيّون ، ، فغاية أمانيهم ، أن يختزل كل دين الإسلام الــــــى أمر يعتقده الانسان ـ ان بدا له ذلك ـ بجنانــــه .

وليس لاحـــــــد أن يسأله فيما وراء ذلك ، عن أي التزام من قول أو عمل ، فالايمــان ـ إن كان ولابدّ منه عند اللادينين ـ لاينبغي أن يعدو كونه تصديقا محضــا ، لاينبني عليه أي موقف عملي ، الا أن يكون كمالا ، لايؤثر زواله أجمع في حقيقة الايمان .

الارجاء انهزام نفسي :
ـــــــــــــــــــ

وقد رد على المرجئـــة ذينك القولين ، كثير من العلماء المتقدمين والمـتأخرين والمعاصرين ، وطويت هذه البدعة الى حين .

ثم أثيــــر غبارهـا مرة أخرى من بعض الإسلاميين ، متأثرين ـ من حيـــــث لا يشعرون ـ ، بالدعوة اللادينية ، وبتخويفها من الحكم على زنا دقتهم اللادينيين بالــردة ، وإشهارها سلاح الاتهام ( بالتكفيريين ) لمن يكفر ملحديهم ، ووصمه بأنه ( متطرف ) أو (إرهابي ) .

فتراجعــت أمام صيحات هؤلاء الزنادقة ، عقـــول حائرة ، فطاشـــت سهامها ، وفرّت خوفا مــــن الوقوع في فتنة التكفير المتخبط بغيـــر هدى ، إلى فتنة الإرجاء المخذّل الذي يهدم عقيدة الأمـــّــة .

فروّجت للمقالتين الإرجائيتين الضالّتين السابقتيـن ، في بعض الإصـدارات والكتــب ، وانتشرت في بعض أوساط الصحوة الإسلاميــــة ، وتبنـّـاها بعض المتحمّسيــن ، احسانا للظن بمؤلّفيها أو مُزكّيها ، فأخذت في الرواج والإنتشــارسريعا .

من أسباب انتشارالارجاء ، والاستهانة بمنزلة العمل من الدين ، وتهوين الوقوع في الردة :
ـــــــــــــــــــ

ولعل من اسباب انتشار ظاهرة الارجاء فـــــــي هذا الزمن ، الذي تمر به الأمّة وهي تعاني تراجعاً في التمسك بدينها ، وهجمة من أعداءها ، أنها وافقـــــــت استــــرواح النفوس الــــى طلب الدعــة ، والراحة من عناء مواجهة الباطل وأهله.

ومن أسبابها ايضا : الاسترسال ، والانقياد ـ بغير شعور ـ لضغط الواقع ، مع الدعوة العالميّة الى حريّة المعتقد ، وترك الناس وشأنهـــــم ما يفعلـــــون ، حتى لو كانت أفعالهم نواقض تهدّ كيان الإيمان هدّاً .

ومن المعلوم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، و معارضــــــــة الباطل لاسيما اذا كان كفراً ، تستــدعي جهداً وجهاداً يشقّ على النفــوس ، خاصّة اذا كان أهل الباطل هم الطواغيت ، أهل السطـــوة والحبوة ( من الحباء أي العطاء ) وقديمــا قيل : ان البدعة اذا وافقت هوى ، فما أثبتها في القلوب .

البدع تبدأ صغاراً ثم تؤول كباراً :
ـــــــــــــــــ

وقد كان بعض السلف يقول : إن البدع تبدأ صغارا ثم تؤول كبارا ، وقد وجدنا هذا حقا في المرجئة ، فما كنــّا نظنّ أن تتعدّى نزعة التخذيل لديهم إلى درجة أن ينتقلوا من التنظير الشرعي لتسلط الطواغيت على الأمة ، إلى التنظير للاحتلال الصليبي لها ، ثم كان منهم أن فعلوا ذلك ، ففيهم اليوم من علا صوته مدافعا عن الاحتلال الصليبي للعراق ، واصفا إياه بأنه أخف الضررين ، وفيه مصلحة للشعب العراقي ، محاربا المجاهدين فيها ، ناعتا لهم بأقبح أوصاف الذم ، ولاريب أن في هذا القول من الضلال الصريح ، بل الكفر القبيح ما فيه .

اقتران الإرجاء بالتخذيل عن الجهاد بأنواعه "سواء جهاد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او جهاد القتال" ومحاربة المجاهدين :
ـــــــــــــــــــــــــــــ

هذا وسبب اقتران الإرجاء بالتخذيل عن الجهاد ، ومحاربة المجاهدين ، أن منبعهما واحد ، إذ كان الإرجاء في حد ذاته ، نزعة تخذيل ، وهو عاهــه ضعف ، هي جزء من التركيب النفسي والعضوي للشخص .

وأيضا داعيهما واحد ، فالإرجاء كما قال المأمون ( دين الملوك ) ، ولهذا ما بَعُـد عن الحقيقة من قال : إن الإرجاء أصلا نشأ نشأة سياسية ، ولهذا كان المرجئة دوما أداة طيعة بيد الملوك والحكام والساسة ، لأن محصلة عقيدتهم الضالة أنهم يقولون : دعوا من تولّى عليكم ، يقول ويفعل ما شاء ، لأنّه مؤمن بمجرد انتسابه إلى الاسلام ، يكفيه ذلك ، والله يحكم فيه يوم القيامة ، ليس ذلك إليكم ، فدعوه يوالي الكفار ، ويحارب الإسلام ، وينصب الطاغوت حاكما بين الناس ، ويفتح باب كل شر على الأمة ، فإنما هي الذنوب ، التي لايسلم منها أحدٌ ، كل ابن آدم خطاء !! بل هو خير ممن ينكر عليه ، لأنهم خوارج ، والعصاة أهون شرا من الخوارج ، فليت شعري ، ما أحوج الطواغيت إليوم إلى هــذا (الافيون) ليســـري في جســــد الأمة !

حكم من يجرّم الجهاد ، ويعين الطواغيت على ملاحقة المجاهدين :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا وكل من قام بجهاد مشروع ، ينصر فيه دين الله ، أو يدفع عن حرمات المسلمين ، أو يكف بأس الذين كفروا عن أهل الإسلام ، فإن سنّ القوانين التي تجرِّم هذا الجهاد المشروع ، وملاحقة من يقوم به ، إرضاء للكافرين ، هو من نواقض الإسلام ، وهو من اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، وقد تبرأ الله تعالى ممن اتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء .. الآية ) .

وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لاتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) .

وإثم النهي عن جهاد الكفار ، من اعظم الآثام ، لانه لا فتنة أعظم من فتنة ظهور الكفار على بلاد المسلمين ، واستعلاءهم على أهل الإسلام ، فمن يكن عونا على الفتنة هو شريك في جريمتها ، وجزء منها ، وإذا كان الله تعالى قد قال ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) .

قال ذلك في الذين يقعدون مع المنافقين ، ولا ينكرون عليهم خوضهم في آيات الله بالباطل ، فكيف بالذين يعينون أهل الباطل على باطلهم ، ثم كيف بالذين يحاربون أهل الحق إرضاء لأهل الباطل!.

ومعلوم أن من نصر قوما ووالاهم حشر معهم يوم القيامة ، فمن نصر المجاهدين ووالاهم حشر معهم ، ومن نصر الكفار ووالاهم وكان معهم على المجاهدين ، حشر معهم ، ولسوف يتبرؤون منه ، يوم لا ينفع مال ولا بنون ، بل ذلك اليوم يكفر بعضهم ببعض ، ويلعن بعضهم بعضا ، كما قال تعالى عن الكافرين وأولياءهم : ( ويوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار ومالكم من ناصرين ) والله أعلم






 
قديم 05-06-11, 03:49 PM   رقم المشاركة : 2
أبو حفصة المديني
عضو نشيط






أبو حفصة المديني غير متصل

أبو حفصة المديني is on a distinguished road


الإيمان خوف و رجاء و هما جناحاه
* أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ
*
ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون







 
قديم 05-06-11, 03:55 PM   رقم المشاركة : 3
أحمد بن عاثم
مسلم وافتخر







أحمد بن عاثم غير متصل

أحمد بن عاثم is on a distinguished road


بوركت أخي

وبارك الله في شيخنا الحبيب






التوقيع :
قال تعالى : {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴿٢٨﴾ }
من مواضيعي في المنتدى
»» لماذا لا يعين الشيعة في العسكرية‎
»» عثمان العمير : اعتذر عن وصفي لمن حرم الغناء بأنه في آخر مرتبة الحيوانات
»» لو كنت انت معهم ماذا ستفعل له ...؟
»» فضيحة جديدة للروافض تسجيل علي البالتوك وكيف يصطادون المواليات الشيعيات ليتمتعوا بهن‎
»» القذافى يشترط تسميته امير المؤمنين وخادم الحرمين مقابل ان يوقف حربه على شعبه
 
قديم 05-06-11, 08:06 PM   رقم المشاركة : 4
جريح
موقوف







جريح غير متصل

جريح is on a distinguished road


Thumbs up

جزاك الله خير ، والمرجئه هم في الأصل كانوا جهميه ثم أشعرية ثم صوفية
وفي عصرنا الحاضر جمعوا بين مذهبين (مذهب الخوارج ومذهب الإرجاء)
فتجدهم مرجئه مع الحكام وخوارج على العلماء

يعني يزين للحاكم كثير من شهوات الدنيا المحرمه مثل (موالاة الكفار ، القعود عن الجهاد ، الربا ، وغيره) حينها يكون فقيها مرجئا.
ويعادي أهل العلم ويشن الغارات عليهم ويسبهم ويحط من قدرهم ويحذر منهم ويتسبب في سجنهم وربما يصل به الامر إلى استحلال دمائهم ، حينها يكون هذا المرجئ خارجيا على اهل العلم.

فاليوم اجتمع في هذه الطائفه مذهبان الحروريه (الخوارج) والإرجاء ، نسأل الله العافيه.

واقرب مثال للإخوه القراء بارك الله فيهم ، هو مفتي سوريا ، مرجئ مع الحاكم (بشار الاسد) وخارجي حروري مع الشعب يشجع ويستحل سفك دمائهم.

وفقهاء المرجئه تجدهم يحرمون المظاهرات الـــــســــلــــمــــيـــه التي تطالب بالمعروف وتريد ايصال النصيحه بالمعروف للحاكم ومطالبته بشيئ من الخبز وشيئ من الدواء وتحكيم شرع الله ، يحرمونها ويتهمون القائمين بها بأنهم خوارج.
فهل يعقل ان يكون الشعب الليبي والشعب التونسي والشعب المصري والشعب السوري هل يعقل ان تكون هذه الملايين المملينه من المسلمين أن يكونوا خـوارج!!! ولدي تفصيل بعد قليل في حكم المظاهرات أو المناصرات لكن أولا أريد أن ابين للأخوه ما معنى المظاهرات :
مظاهرات مفردها مظاهره وبمعنى آخر مناصره ومعاونه
فلو كان خروج الناس لمناصرة قضيه حرمها الشرع ، تكون المناصره او المظاهره هذه حرام والقائم بها يأثم
مثل الدعوه لمظاهرات 17يونيو التي تطالب بتحرير المرأه!!
أما لو كانت المناصره (المظاهرات) من أجل نصرة قضيه شرعيه واجبه وجائزه ، تكون هذه المناصره(المظاهره) تكون جائزه مثل المطالبه بتحكيم شرع الله أو المطالبه بتوزيع ثروات البلاد بشكل منصف على فقراء المسلمين أو نصرة بلد مسلم مجوار غزاه الأعداء وغيرها.







 
قديم 05-06-11, 11:05 PM   رقم المشاركة : 5
جريح
موقوف







جريح غير متصل

جريح is on a distinguished road


Thumbs up

الأدلة و البينات على حكم المظاهرات والاعتصامات
2011-03-06
بقلم أ.د/عبد الكريم بن يوسف الخضر
الدكتور:عبد الكريم بن يوسف بن عبد الكريم الخضر أستاذ الفقه المقارن في قسم الفقه في كلية الشريعة في جامعة القصيم

يتبين مما سبق ذكره من أدلة شرعية من الكتاب والسنة ومن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعمل أصحابه رضوان الله عليهم ومن قواعد فقهية وأدلة عقلية أن المظاهرات والاعتصامات انما هي وسيلة لغاية فهي ليست مقصودة بذاتها فالحكم فيها يكون بناء على الحكم في غاياتها لان للوسائل أحكام الغايات , فإذا كانت الغاية مباحة فالوسيلة وهي المظاهرات والاعتصامات مباحة وإذا كانت الغاية مندوبة فالحكم فيها الندب والسنية وإذا كانت الغاية واجبة فحكم المظاهرات واجب وإذا كانت الغاية محرمة فالوسيلة إليها وهي المظاهرات محرمة وهكذا بقية الأحكام التكليفية الخمسة .. والذي يظهر لي في هذا العصر أن جل المظاهرات والاعتصامات(إن لم اقل كلها ) في البلاد الإسلامية من قبيل الواجب لأنها عادة لا تكون إلا بسبب المطالبة برفع ظلم واستبداد الحكام و المتنفذين أو فعلهم لأمر محرم أو ترك هم لأمر واجب




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله سيد المرسلين وإمام المتقين أما بعد:
فبارك الله في كل من التزم بكتاب الله وسنة رسول الله في إثبات حرمة ما حرم الله وعدم المزايدة على شرعه لان من زايد عليه أو انقص منه أو زاد فيه ما ليس فيه فقد جعل نفسه إلها مع الله يزيد في شرعه مالم يرتضه وذلك هو الشرك المبين الذي يقع فيه بعض المزورين للدين , ممن قدم رضا الظالمين من حكام وسلاطين على رضا الله المعين , ووفق الله كل من حرص على التزام أحكام الشرع المطهر في المنشط والمكره وترك أهواء البشر تحقيقا للتوحيد وإن خالف الضالين المظلين من أسياد وحكام طاغين وظالمين.
يتردد كثيرا على ألسنة الناس مصطلح المظاهرات والاعتصامات وخاصة بعد تحصيل النفع الجليل والخير الكثير من قيامها في بعض بلاد المسلمين والتي كانت قد أخفيت فيها شعائر الدين الظاهرة وأكلت فيها حقوق المسلمين الباهرة, أو التي سلبت فيها كرامة المسلمين ووالى حكامها أعداء الإسلام الماكرة ,وحماة الصهاينة والصليبيين الفاجرة . فوجد بعض الحكام الظالمين قد سارع لتشغيل بعض فقهائه الظالمين أعوان المستبدين وناصري الضالين المظلين ودافني شعائر الدين خدمة لحكامهم الطاغين المستبدين من اجل رعاية الصهاينة والصليبيين أعداء الدين.
فابتداءًا نقول إن معنى المظاهرة في اللغة: المعاونة والتظاهر: التعاون، ومنه قول الله تعالى: {وَإِن تَظَهَرَا عَلَيهِ فَإنَّ الله هُو مَولَاهُ}، ومنه أيضاً: قوله: {سِحرَانِ تَظَهَرَا}؛ فالتظاهر التعاون، فرجل عاون رجلاً على شيء فقد ظاهره عليه.
وفي الاصطلاح المعمول به في الوقت الحاضر:فهو صورة من صور إنكار المنكرات السياسية (الصادرة من الحاكم ) وإعلان عدم الرضا بها ومخالفتها سواء كان هذا المنكر يتعلق بأمر سياسي كمنع الحاكم لشعيرة من شعائر الإسلام أو كانت تتعلق بأمر اجتماعي كمنع الزواج من جنسية معينة أو تتعلق بأمر اقتصادي كسوء توزيع ثروة البلاد أو استئثار الحاكم بشي منها دون بقية شعبه ونحو ذلك .
وعليه فإن التظاهر قد يكون على البر والتقوى فيكون من التعاون على البر والتقوى وهو محمود، وقد يكون على الإثم والعدوان فيكون من التعاون على الإثم والعدوان وهو محرمٌ ،
إن المظاهرات والاعتصامات السلمية وغيرها من طرائق التعبير عن الرأي وإنكار المنكرات السياسية الصادرة من الحكام والسياسيين الذين يرغبون في منع جميع مظاهر الاعتراض على قراراتهم مهما كانت ، ومظاهر قنوات التأثير على الآخرين هي من قبيل الوسائل التي يتوصل بها إلى غايات مرجوة ، وليست غايات في ذاتها , وبناء على ذلك فإننا نقول انه يجب أن ينظر إلى المظاهرات والاعتصامات من جهتي الوسيلة والغاية (المقصد) :
أما الأولى وهي الوسيلة :فإنه عند النظر إلى الوسيلة المستخدمة في التعبير عن الغرض فإننا نقول انه تجري عليها الأحكام التكليفية الخمسة ، المتوصل بها إلى الغاية ، وهل هي مأمور بها شرعا فتكون واجبة أو مندوبة ، أو ممنوعة شرعاً فتكون محرمة أو مكروهة أو لم يأمر بها ولم ينه عنها فتكون مباحة .
ـ فإن كان مأمورا بها فلا شك في جواز استخدامها،.
ـ وإن كانت الوسيلة ممنوعة ، فإن كان منع تحريم فإنه يحرم اتخاذها أو التوصل بها إلى أي غاية ، حتى وإن كانت الغاية مطلوبة شرعا ، فهذا ونحوه لا يلتفت فيه إلى الغاية ، لأن الطريق الموصل إليها ممنوع في ذاته.
وإن كانت ممنوعة منع كراهة فإنه يكره اتخاذها تبعا لذلك .
ـ وإن كانت الوسيلة مباحة ، فهذا مما اختلف فيها الفقهاء على قولين بين مجيز ومانع .
وحجة القائلين بالمنع أنهم جعلوا الوسائل تعبدية ، أما القائلين بالجواز فقالوا الأصل في الوسائل الجواز.
والذي أراه أن الوسائل ، وهي الطرق المؤدية إلى المقاصد ليست تعبدية ولا منحصرة ، وأنها تأخذ حكم مقاصدها ، بناء على ذلك فينظر أليها : هل هي ممنوعة أولا . ولا ينظر إليها : هل هي مأمور بها أو لا.
الثانية : من جهة المقاصد ، وذلك لأنه لايحكم على الوسائل ـ بحكم مستقل عن الغايات المرداة من ورائها ، لأن الوسائل لها أحكام المقاصد. فإذا كان المقصد مطلوبا شرعا ، والغاية مأمورا بها من حيث هي ، فإنه يشرع التوصل والتوسل إليها بكل وسيلة غير ممنوعة شرعا .. فنصرة المسلم المظلوم مطلوبة شرعا . قال تعالى : ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) متفق عليه. فكل وسيلة قديمة أو مستحدثة غير ممنوعة شرعا ، يغلب على الظن أنها تحقق المقصود ، وهو النصرة ورفع الظلم أو تخفيفه فإنها جائزة,بل مأمور بها بحسب مالها من أثر .
ومعلوم أن الشعوب لها طرائق مختلفة في التعبير عن آرائها منها الإضراب عن الطعام والشراب وقد سبق بيان حكمه في بحث سابق ومنا العصيان المدني وسيأتي بيان حكمه في بحث قادم إن شاء الله ومنها (المظاهرات والاعتصامات السلمية) وهذا ما سنبين حكمه فيما يأتي , وبناء على ذلك فإننا نقول انه اذا كانت الغاية من المظاهرات والاعتصامات مشروعة فإن الشرع لا يمنع من استخدام تلك الطرائق ، ولا يحصر معتنقيه على وسائل بعينها ، وليس مع من ادعى تحريم الاعتصامات والتظاهرات السلمية (مطلقا مهما كانت غايتها) حجة نقلية ولا عقلية ، بل مقاصد الشرع وقواعده ، ووقائع تاريخ المسلمين في الصدر الأول تشهد بخلاف ذلك و لم اجد مع من ذهب إلى التحريم مطلقاً دليلاً من الكتاب أو السنة أو فعل الصحابة . بل قامت الأدلة الشرعية مع من قال بأن الأصل فيها هو المشروعية
ومن أهم الأدلة على ذلك ما يأتي :

الدليل الأول:
عموم الأدلة الشرعية التي ورد فيها الأمر بالعدل و النهي عن الظلم تدل دلالة صريحة على أن الله عز وجل قد نهى عن الظلم وأمر برفعه ودفعه وحرمه على نفسه كما حرمه بين الناس وذمه وبين صفات الظالمين في نصوص كثيرة من القران والسنة ومنها :
قول الله تعالى( إنه لايفلح الظالمون ) الإنعام: الآية(21 ) وقال الله تعالى (هل يهلك إلا القوم الظالمون) الأنعام: الآية( 47) وقال الله تعالى(ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار )إبراهيم: الآية(42)
وقال تعالى في الحديث القدسي( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ))
وجه الدلالة:
أن الظلم أمر محرم شرعا والأمر المحرم شرعاً يجب على الإنسان اجتنابه والبعد عنه ,بل ويجب على المسلم أن يبذل وسعه في عمل جميع الأسباب والوسائل المانعة منه والمعينة على اجتنابه, وتحريم الظلم يفيد وجوب العدل وذلك لان تحريم الشي يفيد وجوب ضده.
والتظاهرات والاعتصامات السلمية من اجل رفع الظلم والاعتراض عليه وفضح ممارسيه ومنعهم من الظلم ,من أهم الوسائل الحديثة المعينة على ذلك في العصر الحاضر فتكون مشروعة
قال الله تعالى في الحديث القدسي : (( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ))


الدليل الثاني :
قال الله تعالى (‏إن الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ...الآية) التوبة الآية (111).
وجه الدلالة:
إن الله عز وجل قد اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بثمن غالي هو الجنة إذا قاتلوا فإما أن يقتلوا المشركين أو يقتلون قبل ذلك. وذلك من اجل رفع الظلم (وهو الشرك والكفر ) وغيرها من المظالم عن الكفار كتحليل ما حرم الله أو تحريم ما احل الله أو موالاة أعداء الله ومظاهرتهم ضد المسلمين ، قال ابن كثير رحمه الله : حمله الأكثرون على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله , ولا فرق عند من باع نفسه لربّه ، بين أن يموت بسيف يقطع عنقه أو رصاصة تخترق صدره ، أو جوع أو عطش يقضي عليه , مادام أن الهدف هو إعلاء كلمة الله وتحرير خلق الله من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد فإذا جاز أن يتسبب الإنسان بذهاب نفسه من أجل رفع الظلم عن العباد الكافرين فإن ماكان دون ذلك فجوازه من باب أولى وهذا يدل على جواز الاعتصام والمظاهرة السلمية التي ترفع الظلم عن المسلمين و لا تصل إلى فوات النفس من باب أولى
الدليل الثالث :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم . الله أكبر
وجه الدلالة :
أن النبي صلى الله عليه وسلم أوجب على كل مسلم يرى المنكر أن ينكره بيده فإن لم يستطع إنكاره بيده فلينكره بلسانه فإن لم يستطع فلينكره بقلبه وهذه الدرجة من الإنكار اضعف الإيمان وأقله, لأنه لم يعد بعدها شي يمكن الإنكار به . وهنا ندرك وجوب إنكار جميع المنكرات بالأول فالأول وهكذا. وكل وسيلة يمكن الإنكار بها دون ضرر مترتب عليها وهي غير محرمة فإنه يجب الإنكار بها.
فإذا كانت الوسيلة تحتاج عملا وحركة كانت من قبيل الإنكار باليد وذلك مثل المظاهرات والاعتصامات والإضرابات والعصيان المدني وغيرها . وان كانت تحتاج إلى الكلام والإبانة فهي من قبيل الإنكار باللسان كالمقالات والمناظرات والمحاورات ونحوها وإلا فهي إنكار بالقلب.
والمنكرات الصادرة من الحكام والسلاطين من أهم المنكرات التي يجب أن يكون إنكارها باليد ليكون ابلغ في الإنكار ولان ضررها أعظم واشد من غيرها . والإنكار باليد أقوى من الإنكار باللسان, مع أنه قد لايستطيع الإنسان أن ينكر المنكر بلسانه لعدم قدرته على إيصال صوته لفاعل المنكر وقد لا يستطيع هو أصلا الوصول إليه فلا يستطيع أن يوصل إنكاره باللسان له كما هو حال الحكام في هذا الوقت والذي لايستطيع الإنسان أن يصل فيه إليهم , بل ولا إلى مدراء مكاتبهم , بل لايستطيع أن يقترب من المبنى الذي يمكن أن يتواجدون فيه يوماً من الأيام فكيف يمكنه أن يخبره باعتراضه على هذا المنكر إلا بالمظاهرات والاعتصامات والتي تدخل في مرتبة الإنكار للمنكر باليد وهي أعلى درجات الإنكار.
أو نقول له إذا احتجب الحاكم عن رعيته فإنه يترك يأتي من المنكرات العامة ما شاء مهما أضر بالأمة ولا ينكر عليه بالمظاهرات لأنه لم يمكن الإنكار عليه باللسان فمن باب أولى الإنكار عليه باليد .
وهذا يدل على أن إنكار المنكر بالمظاهرات والاعتصامات كالإنكار باليد واللسان بل قد يكون اوجب منهما لان الثمرة والنتيجة المتصورة من الإنكار بالمظاهرات اكبر واظهر حيث إن المظاهرات والاعتصامات إن لم تلغي المنكرات نهائياً فإنها بلاشك سوف توقفها.
وبذلك ندرك أن المظاهرات تدخل في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وجميع أدلة وجوب إنكار المنكر تدل على وجوب بذل الإنسان وسعه في جميع الأساليب المشروعة لإنكار المنكرات وإزالتها ومن تلك الأساليب المظاهرات والاعتصامات فهي واجبة أيضا
الدليل الرابع :
قصة حلف الفضول والتي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لقد حضرت حلفاًفي دار ابن جدعان ما أود أن لي بها حمر النعم,ولو دعيت لمثله في الإسلام لأجبت)
وجه الدلالة :
أنه من المعلوم أن حلف الفضول الذي حصل قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كان حلفاً عقد في دار عبد الله بن جدعان لنصرة المظلومين ورد الحقوق لأصحابها وقد حضره النبي صلى الله عليه وسلم مع أعمامه وبعض وجهاء قريش في ذلك الوقت ، واتفقوا على أنه لا تقع مظلمة في مكة إلا رفعوها وأزالوها وتعاهدوا على ذلك ثم توجهوا فوراً في تظاهرة حاشدة قوامها جميع المتحالفين والمتناصرين وفيهم النبي صلى الله عليه وسلم فلم رآهم الرجل الذي وقعت منه المظلمة مجتمعين خاف منهم ومن اجتماعهم عليهم فاضطر إلى إعادة الحق إلى صاحبه فتحقق لهم بتظاهرهم على الحق وخروجهم لإنكار المنكر ما قصدوا إليه من ذلك وهو إعادة حق الرجل اليماني إليه ، واستمر هذا الحلف معمولاً به حتى عهد يزيد بن معاوية كما ذكر بعض أهل الحديث والتاريخ .
فهذا الحلف- والذي كان النبي صلى الله عليه وسلم أحد أطرافه- اتفاق على إزالة الظلم بجميع الطرق والأساليب وإزالة لآثاره ولم يحددوا وسيلة خاصة بذلك,بل كانت أول وسيلة عملوا بها لإنكار أول منكر علموا به هي الخروج في تظاهرة مكونة من جميع أصحاب الحلف ولقناعة النبي صلى الله عليه وسلم بعدالة المقصد وصحة التوجه ومشروعية رفع الظلم حتى عن الكفار لم ينكر عليهم هذا الخروج وهذا التظاهر لا في وقت التظاهر قبل البعثة ,ولا بعد الإسلام بل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحلف وهذا الفعل بمعرض الفخر به والثناء علية .حيث قال : (( ما أواد أن لي به حمر النعم )) . ولمعرفته بمشروعية هذا الفعل وحسن المقصد منه قال : (( لو دعيت لمثله – وفي رواية بمثله – في الإسلام لأجبت )) .
ولا أظن أحداً يعلم بهذا الحديث ثم يقول إن رفع الظلم عن جميع الناس – مسلمهم وكافرهم – بطريقة التظاهر والاحتشاد والتجمع ومحاصرة الظالم حتى ينتهي عن ظلمه ليس بمشروع .لأنه إذا كان واجباً رفع الظلم عن الكافر بأي وسيلة مباحة كالكلام و المناصحة أوالامتناع عن الطعام والشراب أو التظاهر والاحتشاد ومحاصرة الظالم ونحوها فان رفعه عن المسلم المظلوم بأي وسيلة مباحة أيضاً أشد وجوباً هذا فيما إذا لم تكن الوسيلة قد ورد فعلها عن النبي صلى الله عليه وسلم , أما إذا كانت قد ورد فعلها عنه صلى الله عليه وسلم كالتظاهر والاجتماع لرفع المظالم-كما في قضية حلف الفضول- فإن ذلك يكون اشد وجوباً.
ومما سبق ندرك أن الاتفاق والاجتماع من اجل إبراز المعاني السامية والأخلاق الرفيعة من السنة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم , و أن التعاون والتكاتف في العمل على رفع الظلم قديم جداً وكان العرب يفتخرون فيه قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم , وإذا كانت محاولة رفع الظلم في الجاهلية قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن ذلك واجباً على الناس فإن رفع الظلم بعد الإسلام من أ وجب الواجبات خاصة مع تحريم الله للظلم على نفسه وعلى الناس ,.كما أن العمل على رفع الظلم عن من وقع عليه تنفيذ لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وأنه لا يعتبر ذلك من التدخل في شئون الناس الخاصة كما يحاول بعض المتمصلحين من بقاء الظلم في المجتمعات إقناع الناس به , كما أنه من المعلوم انه لا يمكن للظلمة والمستبدين الاعتداء على حقوق الناس وافتراس أعراضهم ولا أموالهم إلا عندما يتفرقون و يتشرذمون , فيسهل افتراسهم والتلاعب بهم .
,اما حين يجتمعون فإن الظالم المستبد لايستطيع ان ينال ذلك منهم ,وهذا ما جعل بعض الأنظمة المستبدة تمنع التجمعات الاهلية وتحضر إنشاء الجمعيات الأهلية والمؤسسات المدنية والنقابات المهنية . مما يبين أن وجود مؤسسات المجتمع المدني التي تطالب بحقوق الناس وتحافظ على مكتسباتهم سبب من أسباب رد الظلم ودفعه ورفعة عن من وقع عليه, وهو ما يبين بجلاء أن الاتحاد والاجتماع في مؤسسات وجمعيات أهلية قوة ومنعة للناس من وقوع الظلم عليهم وأن في التفرق والتشرذم ضعفاً وغلبة للظالم على المظلوم.
فليتق الله طلبة العلم الشرعي وعقلاء المجتمعات الإسلامية في القول على الله بغير علم في تسويغ الظلم ووجوب الصبر عليه, وان ذلك من شعائر الإسلام الذي جاء تشريعه ممن حرم الظلم على نفسه, وليوضحوا لعموم الأمة إن العدل والمطالبة به من أصول الإسلام ومبانيه العظام وأن وجوب رفع الظلم من أظهر شعائر التوحيد الخالص لله والذي يجب ان يتعلمه تلاميذ المدارس الابتدائية بدلاً من تعليمهم الذل والخنوع والرضا بالظلم والحث على الصبر عليه .
ولذلك فإنه يجب عليهم العمل بكل الطرق المباحة فضلاً عن المشروعة على رفعه عمن وقع عليه, وليقفوا وقفة صادقة مع المظلومين في وجه الظالمين والمعتدين على حقوق الناس وليأطروهم على العدل والحق وليمنعوهم من التعدي والظلم لان الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من أعضاء حلف الفضول تداعوا إلى إزالة المظلمة التي وقعت على اليماني وخرجوا في تظاهرة حاشدة (في وقتها) من اجل إزالة هذه المظلمة مما أوقع الرهبة والخوف في قلب الظالم فاضطر تحت وقع الخوف الكبير من هؤلاء المتجمعين إلى رد المظلمة إلى صاحبها والتزامه بعدم الظلم
وهذا مانراه من الحكام و المتنفذين حينما تقوم المظاهرات الحاشدة من اجل رد مظالم أو إيقاف منكرات انه سرعان ما يعود الطغاة والظلمة عن هذه المظالم مما يوضح بجلاء الأثر الكبير لهذه المظاهرات على إزالة المنكرات والمظالم أكثر مما تفيده المناصحات السرية التي يزعم بعض العلماء والدعاة أنه يسديها للحكام .
نعم حصلت هذه قبل مبعث الرسول لكنه بعد مبعثه قال (لو دعيت لمثله في الإسلام لأجبت) افتخر بها وتمنى أن يدعى لمثلها في الإسلام ليجيب هذه الدعوة للاجتماع لرفع الظلم عن الغير فكيف إذا كان الاجتماع لرفع الظلم عن عموم المجتمع الإسلامي من رجال ونساء , وأطفال وعجزة وكبار وصغار وأصحاء ومرضى.

الدليل الخامس
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( انصر أخالك ظالماً أو مظلوماً )) ثم بيّن صلى الله عليه وسلم أن نصرة الظالم بمنعه عن الظلم ، أما نصرة المظلوم فإنها واضحة متجلية لا ريب فيها ويكون بالوقوف معه وشد أزره والمطالبة له برفع الظلم عنه.
وجه الدلالة :
أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم هنا بالنصرة للمظلوم يفيد وجوبه على جميع المسلمين كل بحسب قدرته واستطاعته قال الله تعالى(لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.... الآية ) البقرة الآية (286) , والقول بوجوب ذلك بناءً على القاعدة الأصولية التي ذكرها علماء الأصول وهي : أن الأصل في الأمر أنه للوجوب إلا بصارف يصرفه من الوجوب إلى الندب ولا صارف هنا فيبقى على أصله وهو الوجوب .
وإذا علم حرمة الظلم ونهى الله عنه مما يوجب نصرة المظلوم ووجوب رفع الإنسان له عن نفسه وعن غيره, ونصرة الظالم في منعه من إيقاع الظلم أدركنا جميعاً أن الأصل في المسلم أن يمتنع عن الظلم لنفسه ولغيره وأنه كبيرة من كبائر الذنوب وأن من فعله فقد أباح لنفسه ما حرم الله على نفسه ، ولذلك فإن الظالم جعل له على عباد الله ما لم يجعله الله لنفسه على عباده ، وهذا ما جعل عقوبة الظالم كبيرة في الدنيا والآخرة .
ومن هنا ندرك وجوب بذل الإنسان قصارى جهده ووسعه وجوباً شرعياً في عمل جميع الأسباب والوسائل المعينة له على رفع الظلم عن نفسه وعن غيره مهما كانت هذه الوسائل المستخدمة في رفع الظلم إذا لم يكن قد ورد في حرمة هذه الوسائل نصاً شرعياً يجرمها,أما إذا كانت الوسائل المستخدمة في رفع الظلم ودفعه قد ورد العمل بها كالتظاهر الحاصل من النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه عندما خرجا من بيت ابن جدعان لرفع المظلمة الواقعة على الرجل اليماني فإن وجوب رفع الظلم بها اظهر وأولى وانه لا يجوز له السكوت عن المظالم الواقعة على نفسه وعلى غيره حتى ولو أدى ذلك إلى فوات نفسه ,ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم )من قتل دون نفسه فهو شهيد, ومن قتل دون عرضه فهو شهيد, ومن قتل دون ماله فهو شهيد ), وأما مسالة الرضا بالظلم والاستكانة له والركون إلى الظالم فإنها ليست من ثقافة الإسلام , بل هي من الثقافات الغريبة عليه والتي أسهم في نشرها في المجتمعات الإسلامية علماء السلاطين وفقهاء الاستبداد, حتى تستقيم الحياة والمعيشة للحكام الظالمين وتقنع الشعوب الإسلامية بما يرميه لها سلاطين النهب والسلب من فتات ما ينهبوه من ثروات الأمة, بل ويقنعوهم أن هذا هو الأصل في دين الله العظيم , وان الصبر على الظلم هو شرع رب العالمين , وهذا غير صحيح على الإطلاق وهو ما تسبب في تأخر المسلمين وفقرهم , وتقدم الكافرين وغناهم وتسلطهم على الشعوب الإسلامية,
ولعل من أهم الوسائل المعينة على رفع الظلم والتشهير بالظالمين وفضحهم أمام العالمين وسيلة المظاهرات والاعتصامات السلمية بحالة دائمة أو حتى يتم إزالة المنكر أو لفترة محددة ،وهي من أفضل الوسائل لفضح الظالمين وتعرية المستبدين والمنتهكين لحقوق الإنسان وهي وسيلة يقوم بها عادة أهالي المعتقلين وغوائل المسجونين والمظلومين حينما يبلغ بهم الأذى مبلغه, فلا يبقى أمامهم إلا التقاتل مع الظالمين أو الاعتصام والمظاهرة السلمية , وهذه الوسيلة وسيلة سلمية مأمونة للإبلاغ عن المظالم والاعتقالات وفضح التعذيب وانتهاك الحقوق والحريات وهي تشابه وسيلة النطق بكلمة الحق أمام السلطان الجائر إلا أنها اقل ضرراً ونتيجة.لان الإنسان في المظاهرة يسلم من القتل من قبل السلطان الظالم ويتحقق للمتظاهر والمعتصم الأمر المطلوب ويسمع صوته لظالميه.


الدليل الثامن :
أن إزالة المنكرات وإعادة الحقوق عن طريق التجمع والمظاهرات أوضح وأسرع وانفع بكثير من إزالتها بغيرها من الطرق بل إن الإزالة للمظالم عن طريق المظاهرات والاعتصام أسرع من غيرها أيضا لان في المظاهرات و الاعتصمات إبراز للمظالم وإظهار للمنكرات وفضح لمقترفيها أمام الرأي العام مما يحرج الظالم سواء كان من الحكام أو من غيره من المتنفذين أمام العالم اجمع مما يوقع ضغطا علية أخر وفضح لسلوكياته أيضا


الدليل التاسع:
انه لا باس من التشهير بالظالم الذي تجاوز ظلمه الحد المعتاد بالتظاهر والاعتصام ضده لفضحه لعله يرتدع عن ظلمه وتجاوزه , ولان التشهير بالظالم سنة شرعية تتجلى بصورة واضحة في شعيرة إقامة حد الزنا للمحصنين حيث اشترط الله أن يحضر عذاب الزانيين طائفة من المؤمنين مع إن الأصل في منكر الزنا انه منكر سري جدا يقع بعيدا عن أعين الناس لكن الله جعل أمر إقامة الحد عليه ظاهر جدا ولا يجوز إخفاؤه, وقد وضع الله عز وجل أمرين مهمين للتأكيد على علانية فضح الظالمين في الزنا وهما :
1_ إن الله عز وجل اشترط أن يحضر عذاب الزانيين طائفة من المؤمنين.
2- إن الله عز وجل جعل عقوبة الزنا هي الرمي بالحجارة حتى الموت وذلك إبعاد للسرية عن عملية إقامة الحد وحتى لا يأتي من يجتهد من علماء السلاطين ممن يطلب السرية في إقامة هذا الحد على الزناة خاصة إذا وقع الزنا من الإشراف أو أعوانهم ولذلك جعل الله ماهية الحد وطريقة تطبيقه تجعل عملية السرية في تطبيقه مستحيلة .

الدليل العاشر :
إن بعضاً ممن ذهب إلى عدم جواز المظاهرات والاعتصامات ذهب إلى ذلك باعتبار أن المظاهرات تعتبر خروجاً على الحاكم وهم -من باب الأصل الذي يعتقدونه في ذلك- يعتبرون المظاهرات محرمة. وهذا غير صحيح فالمظاهرات والاعتصامات لا تعتبر خروجاً على الحكام لأنها وسيلة سلمية لإنكار المنكر والتعبير عن الرأي , بل إنها في حقيقة الأمر تعتبر وسيلة لتثبيت حكم الحاكم العادل لا المستبد الظالم وذلك لأنه إذا استطاع الناس أن يعبروا عن رأيهم وعن غضبهم من أمر معين فإنهم يتظاهرون فيكون ذلك متنفسا لهم في التعبير عن أرائهم, أما في حالة المنع من المظاهرات والاعتصامات فإن المجتمع يضل يحتقن ويغلي من الداخل ولا يجد وسيلة سلمية يعبر فيها عن راية حتى يصل الأمر به إلى حد الانفجار الخطير الذي قد يصل به إلى التهور في القتل و الإفساد , أو المطالبة بزوال الحاكم ونحو ذلك , وهذا يوضح أن المظاهرات والاعتصامات السلمية وسيلة مضمونة للتعبير عن الرأي تتسبب في تثبيت الأمن وحماية المجتمع من التطرف والغلو ولو نظرنا إلى المجتمعات التي تنص دساتيرها على مشروعية المظاهرات والاعتصامات السلمية نجدها تخلوا من أهل العنف بخلاف المجتمعات التي تمنع المظاهرات والاعتصامات السلمية وجميع أساليب التعبير عن الرأي فنجدها تفرخ أصحاب العنف والأفكار الانتقامية.
ولو قلنا أنها تعتبر خروجا على الحاكم للزم من ذلك أن نقول إن كل وسائل إنكار المنكر هي من قبيل الخروج على الحكام وهذا مالا يمكن إن يقول به احد


الدليل الحادي عشر:
أن بعض من ذهب إلى تحريم المظاهرات والاعتصامات قال إن التحريم بسبب الاختلاط الذي يمكن أن يحصل بين الرجال والنساء والاختلاط محرم فيكون كل ما يؤدي إلى محرم فهو محرم

ويجاب عليه: بأن هذه مفسدة محتملة فلا تترك المصلحة المؤكدة وهي إزالة المنكر من اجل مفسدة محتملة وهو الاختلاط و لأدى ذلك إلى ترك كل الأشياء خشية ماقد يترتب عليها من مفاسد,كما أن هناك عبادات مشروعة ومن أركان الإسلام وفيها اختلاط لكنه ليس مقصوداً بذاته ومع ذلك فهي مشروعة فكذلك الاختلاط المتصور وقت المظاهرات ليس مقصودا بذاته ويمكن تلافيه حيث إنه يمكن أن تكون المظاهرات والاعتصامات ليس فيها اختلاط فيفصل بين الرجال والنساء فهل تصح المظاهرات بعد ذلك . كما يقال لمن ذهب إلى تحريمها بسبب ما يمكن أن يترتب عليها من اختلاط, ما هو حكم المظاهرة والاعتصام إذا لم يكن فيها اختلاط أو كانت للإنكار على الاختلاط , كالمظاهرات على دمج تعليم الأبناء والبنات, أو للإنكار على الاختلاط في الجامعات أو المستشفيات ونحوها ولماذا لم يقال إن المظاهرات والاعتصامات تجوز إذا لم يكن فيها اختلاط وخلت من المنكرات .
وما لحكم حينما تكون المظاهرات للاعتراض على عدم تطبيق شرع الله كما حصل في تونس فبعد المظاهرات والاعتصامات انتشر الأذان في أنحاء تونس وأصبح الإنسان قادرا على أداء صلاته دون أن يتعرض لمضايقة بسبب ذلك, كما أصبح من حق الإنسان أن ينكر المنكر وان يظهر شعائر دينه دون خوف ولا وجل فهل هذه المظاهرات محرمة أيضا

الدليل الثاني عشر :
قد تكون المظاهرات والاعتصامات للمطالبة بتطبيق شرع الله سواء كان هذا الأمر المطالب به واجباً أو مندوباً أو كانت هذه المظاهرات والاعتصامات لإزالة أمر محرم ومنكر من المنكرات أو كانت المظاهرات والاعتصامات لتبديل أمور محرمة ببديل لها جائز كالمظاهرات من اجل إزالة الربا من بلاد المسلمين وإبداله بالمصرفية الإسلامية فهل تكون هذه المظاهرات واجبة لما تؤدي إليه من واجبات لان تطبيق شرع الله واجب على الجميع.أم يقال بأنها محرمة لان الحاكم لا يرغب فيه ولا يريدها أن تشغب عليه ؟؟؟

الدليل الثالث عشر:
أنه لا يصح القول بان ترك المظاهرات اسلم لدين الشخص ولعرضه واقرب للورع وأحفظ للجهد والوقت. بل إن فعلها وحضورها قد يكون هو الأسلم لدين الإنسان وعرضه لما فيها من مطالبة بإقامة شرع الله على عبادة, وقد يكون بقاء المتظاهر عدة ساعات في المظاهرات أحفظ لوقت المتظاهر عند إرادته إنكار المنكر, بدلاً من امضائه الساعات الطوال أو الأيام الكثيرة أمام قصور الحكام قبل ان يؤذن له بالدخول فيها حتى ينكر المنكرات أمامه, وما الحكم إن كان القيام بها اسلم لدين الشخص وعرضه وأحفظ لوقته , وأكثر ورعاً له لما فيها من إنكار المنكرات السياسية وغيرها من المنكرات التي يرعاها الحاكم أو احد المتنفذين حوله.


الدليل الرابع عشر:
أن الأمة هي الحفيظة على الملة والمناط بها تحقيق مقاصد الشريعة وقد وكلت بمحض إرادتها واختيارها عرفائها مع الحاكم بالقيام بحماية الدين وتحقيق مقاصد الشريعة والنيابة عنها في ذلك . وهم بالتالي وكلاء عنها وليسوا أولياً عليها , فإذا قصروا في هذه النيابة والوكالة ولم تستطع أن تقوم بإلزامهم في القيام بهذا الواجب عليها إلا بالتظاهر كان هذا الأمر واجبا عينيا عليها لا يسقط عنها إلا إذا قام به من يعلم يقينا قيامه به وإلا فانه يلزمها بعمومها القيام بذلك بجميع الطرق المؤدية لذلك مالم يكن في هذه الطرق ما ثبت تحريمه بدليل قطعي لا ظني


الدليل الخامس عشر:
إن الأمة وكلت عرفائها مع الحاكم في سياسة الأمور وتدبير المصالح ورد الاعتداءات وإنصاف المظلومين والعدل فيها والاهتمام بمقدراتها جمعا وإنفاقا .والقيام باستشارتها فيما يصلح أحوالها فإذا قصروا فيما وكلتهم به فإن لها أن تتظاهر لتبين اعتراضها على ما يقوموا به قبل أن تعمد إلى عزلهم وتنحيتهم وهذا يدل على أن المظاهرات والاعتصامات من أهم الأمور المشروعة أمام الأمة لأطر نوابها وعرفائها و الحاكم على الحق وبيان وجوب التزامهم بما وكلتهم الأمة به وذلك قبل أن تقوم الأمة بعزلهم وتنحيتهم.

الدليل السادس عشر:
قال الله تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض )البقرة الآية 251 ومن أوضح مظاهر سنة التدافع المظاهرات والاعتصامات السلمية فكم فيها من دفع للشرور والفتن التي يفرضها أعدائها على حكامها ويضطر الحكام للقيام بهذه الأمور المفروضة عليه حتى لايخسر كرسيه الذي يجلس عليه, لكن الأمة إذا قامت متظاهرة على الحاكم حينما يحيد عن الطريق السديد فإنها تظهر له ولعدوها وعدوه أنها لا ترتضي هذا الأمر المهين وان الأعداء وإن استطاعوا إذلال الحاكم وإجباره على الإتيان بما يفسد المجتمع فانه لن يستطيعوا ذلك مع عموم المسلمين

الدليل السابع عشر:
حديث علي رضي الله عنه في الصحيحين عن السرية التي أمرهم أميرهم بالدخول في النار فرفضوا أمره ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال : (لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا, انما الطاعة في المعروف) وحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين انه قال : السمع و الطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره فإذا أمر بمعصية فلا سمعاً ولإطاعة
وجه الدلالة من هذه الأحاديث
إن طاعة الأمة للحاكم محصور في الطاعة في المعروف فإذا كان كل ما يأتي يعتبر من المعروف فيطاع أما إذا كان ما يأمر به يمكن إن يعتبر من غير المعروف فلا يلزم طاعته بل يجب أطره على الحق بجميع الوسائل الممكنة ومن ذلك التظاهر والاعتصام حتى يعود عن غيه , وإذا جاز اطر الظالم على الحق والوقوف الحسي ضد ظلمه مهما كان فان أطره على الحق والوقوف ضد ظلمه بالطرق المعنوية من باب أولى


الدليل الثامن عشر:
إن الواجب على الحاكم الأمر بالمعروف والعمل به والنهي عن المنكر واجتناب فعله فإذا لم يأمر بالمعروف أو لم يفعله و لم ينه عن المنكر أو فعله كان الواجب على الأمة بعمومها أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بأي وسيلة ممكنة وغير محرمة ومن أفضل الوسائل لذلك المظاهرات والاعتصامات قال ابن تيمية في السياسة الشرعية ( وولي الأمر إنما نصب ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهذا هو مقصود الولاية فإذا كان الوالي يمكن من المنكر بمال يأخذه كان قد أتى بضد المقصود من نصبته ليعينك على عدوك فأعان عدوك عليك وبمنزلة من أخذ مالا ليجاهد له في سبيل الله فقاتل به المسلمين يوضح ذلك أن صلاح العباد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن صلاح المعاش والعباد في طاعة الله ورسوله ولا يتم ذلك إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و به صارت هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس قال الله تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر } وقال تعالى : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } وقال تعالى عن بني إسرائيل : { كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } وقال تعالى : { فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون } فأخبر الله تعالى أن العذاب لما نزل نجي الذين ينهون عن السوء وأخذ الظالمين بالعذاب الشديد

الدليل التاسع عشر:
إن من فال بالتحريم لم يعتمدوا في تحريم المظاهرات على دليل واضح مثل اعتمادهم على ما يسمونه خشية الفتنة ومن المعلوم إن الفتنة ليست في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لان هذا من باب الجهاد السلمي في قول الحق بل الفتنة في تركهما قال الله تعالى (ومنهم من يقول إذن لي ولاتقتني ألا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين ) فهؤلاء المنافقين قد هربوا بزعمهم من فتنة النساء والوقوع في المحرم من نظر ونحوه والله بين أنهم وقعوا في فتنة أشد وأخطر وهي فتنة ترك الجهاد في سبيل الله ورفع الشرك والظلم عن الناس ,ولذلك نقول إن الفتنة هي في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليست في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالوسائل الممكنة وغير المحرمة ومنها المظاهرات والاعتصامات, الفتنة في ترك الحكام تتهوك في إعراض المسلمين وأموالهم ومقدراتهم فتعطي من تشاء ولو كان كافرا وتحرم من تشاء ولو كان مؤمناً مواطنا , وتذل من تشاء ولو كان شريفا وتعز من تشاء ولو كان عاصيا مذلا. الفتنة إلا يجد الحاكم من يأمره وينهاه , الفتنة أن يترك الحاكم ليتفرعن فيصح قول الله تعالى فيه (فأستخف قومه فأطاعوه) ولذلك أكمل الله عنهم صفتهم الحقيقية (أنهم كانوا قوماً فاسقين ) الزخرف الآية 54
الفتنة أيها الفضلاء في مبدأ الوصاية التي يمارسها بعض الحكام على شعوبهم مما جعلهم كالبهائم يسوقها الراعي إلى حيث يشاء حتى أعدم وأزال الكرامة والحرية فسلمها لأعدائها فأصبحت ألعوبة لدول الغرب والشرق هذه هي الفتنة وليست الفتنة في إنكار منكر سياسي بطريقة مشروعة قد يصل إلى درجة الوجوب العيني على كل مسلم ذكر وأنثى صغير وكبير شيخ وشاب . وهذا واضح وجلي في المجتمعات التي تركت الإنكار على الحكام والسلاطين كيف منع الحاكم أهل الحق من الإنكار , وأتاح لأهل الباطل نشر الخزي و المنكرات عبر وسائل الإعلام فأصبحت المجتمعات تغص بأنواع المنكرات وإذا أراد أهل الحق الرد في الإعلام منعهم القائمين عليها, وإذا أرادوا التظاهر والاعتصام منعهم فقهاء السلاطين بان في هذا فتنة وشر كبير وهم قد تركوا لأهل الإعلام الباب مفتوحاً على مصراعيه لنشر الفتن والمنكرات , فكيف يريدون إقامة هذه الشعيرة العظيمة وقد أقفلت عليهم الأبواب من الحكام بحجة إثارة الرأي العام ومن فقهائه بحجة الفتنة , ومن منع إنكار المنكر بحجة الفتنة فإنه يصدق فيه قول الله نعالي (ألا في الفتنة سقطوا )
وخشية الفتنة باب واسع لو فتح لقلنا بحرمة كثير من الأمور الواجبة خشية الفتنة فكما يحرم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن طر يق المظاهرات خشية الفتنة فكذلك بقية شعائر الإسلام قد يقال بتحريمها خشية الفتنة لأنه لأفرق بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين الصلاة والزكاة قال ابن تيمية :فالأمر بالمعروف مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج والصدقة والأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن العشرة مع الأهل والجيران ونحو ذلك فالواجب على ولي الأمر أن يأمر بالصلوات المكتوبات جميع من يقدر على أمره ويعاقب التارك بإجماع المسلمين فإن كان التاركون طائفة ممتنعة قوتلوا على تركها بإجماع المسلمين وكذلك يقاتلون على ترك الزكاة والصيام وغيرهما وعلى استحلال ما كان من المحرمات الظاهرة المجمع عليها كنكاح ذوات المحارم والفساد في الأرض ونحو ذلك فكل طائفة ممتنعة عن التزام شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة يجب جهادها حتى يكون الدين كله لله باتفاق العلماء ,,,,,,,,الخ وكذلك من جحد سائر الواجبات وفعل المحرمات هو مقصود الجهاد في سبيل الله وهو واجب على الأمة باتفاق كما دل عليه الكتاب والسنة وهو من أفضل الأعمال


الدليل العشرون:
أن إظهار الحق والعدل ، بكل وسيلة مشروعة وغمط الباطل والظلم بكل وسيلة مشروعة، والتظاهر مع الحق والعدل، وضد الباطل والظلم سنة مشروعة جارية في القران والسنة, شرعها الله في إظهار الحدود على الفساد كما في قول الله تعالى : "وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين "، كما شرعها في الفرح والسرور بالأعياد، ، وفي إظهار القوة والنشاط حينما شرع للطائفين أن يهرولوا في الطواف والساعين إن يهرولوا في السعي نكاية بالأعداء وإظهارا لقوة وصحة أجسامهم، وما فعله الرسول مع أبي سفيان حينما ألزمه رؤية قوة المسلمين، وليقطع عليه التفكير في مواجهة قوة المسلمين وجيش الإسلام،و من هنا يتضح أن إظهار الاتحاد بين المسلمين ونصرة بعضهم لبعض وبيان قوتهم وصلابتهم في الحق ورفضهم للمنكر والباطل من شعائر الإسلام الظاهرة وهي سنة في الإسلام قائمة وقد تواترت على مشروعية ذلك الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة .ولذلك فإن تظاهرهم واعتصامهم لإنكار المنكرات وإزالة الظلم والمحرمات سواء كان الحاكم قد أقرها من ذاته لهوى في نفسه أو فرضت عليه بالقوة والخوف من عدوه لان تظاهرهم يظهر مدى قوتهم ورفضهم للباطل والمحرم وهذا يظهر جليا في الدول التي تسمح في التظاهرات والاعتصامات السلمية حيث تحجم كثير من الدول الغربية عن فرض رأيها وأجندتها عليها لأنها تخشى انفجار الشارع المحلي عليها مما يضر بمصالحها وهذا بالتالي يؤثر على سياستها الداخلية والخارجية , بخلاف الدول القمعية الاستبدادية التي تصادر حرية الرأي وتقمع المظاهرات والاعتصامات فإنها تفرض عليها الدول الغربية أجندتها وتحتكر عليه مقدراتها دون أن تتأثر سياسة هذه الدولة (الفارضة لاجندتها) الداخلية والخارجية لان العالم كله سيظن إن شعوب هذه الدولة المستضعفة قد وافقوا ضمناً على ذلك لانه لم يظهر عليهم ما يفيد باعتراضهم على مثل هذه التصرفات من مظاهرات او اعتصامات سلمية او إضرابات او عصيان مدني سلمي ونحوها .


الدليل الحادي والعشرون
أنه تبين جدوى هذه المظاهرات والاعتصامات الكبيرة في رفع الأذى عن شعوب عديدة عبر التاريخ، وآخر شواهد ذلك ما شاهده الناس في جنوب إفريقيا وكيف نال سكانها الحرية من الاستعمار وكيف أزالوا النظام العنصري فيها بوسائل عدة من أهمها المظاهرات والاعتصامات ,كما حدث في اندونيسيا عندما خرج المتظاهرون وأبعدوا سوهارتو ونظامه الفاسد، وما حدث من تظاهر اليوغسلاف ضد الطاغية سلوبودان ميلسوفتش، و ما فعله الإخوة في تونس حينما تظاهروا وأزالوا النظام السابق الذي ضيق عليهم في دينهم ودنياهم واستطاعوا تحرير أنفسهم بالخروج في مظاهرات عارمة حتى ولى الفرار وسقطت هيبته ونظامه والامثلة من التاريخ شاهدت على ثمرة المظاهرات أكثر من إن تعد أو تحصى كلها يكون الصوت الأوضح و الأظهر والأخير لكل المظلومين ضد الظالمين ،فتسقط الأصنام، وتصان الدماء والأعراض والحرية والكرامات من الجور والطغيان والاستبداد ,كما أننا لو تأملنا كيف تم إنهاء الاستعمار في أكثر البلدان الإسلامية المستعمرة حول العالم في بلداننا العربية وغيرها، من سوريا ومصر ودول شمال إفريقيا كتونس والمغرب والجزائر وإيران والعراق و الهند و الفلبين لوجدنا إن المظاهرات والاعتصامات أثرت أثرا ملحوظا ومشهوداً لا ينكره عاقل، فهي من أهم الوسائل المعينة على رفع الظلم وإنكار الباطل والمنكر .
وهذا لا يعني أن المظاهرات والاعتصامات وسيلة إنكار معصومة من الخطأ فكل وسائل إنكار المنكر ووسائل رفع الظلم لا يمكن إن تسلم من الخطأ والخلل لكنها اقل الوسائل ضرر لان ترك المنكر فيه ضرر انتشار المنكرات في المجتمع الإسلامي وتقوي لأهل الباطل على أهل الحق , وإنكار المنكر بالعنف وحمل السلاح يؤدي إلى سفك الدماء واستباحة دماء المسلمين المعصومة وبين جمل السلاح على أهل الباطل والمنكر والانبطاح لهم وتركهم يعيثون في الأرض فسادا نجد طريقة وسط بين هذا وذاك وهي المظاهرات والاعتصامات والإضرابات , فلا يترك المنكر ينتشر ليفسد المجتمع ,ولا يعتدي على مقره أو فاعله بالسلاح , بل يعتصم ويتظاهر ضده حتى يزال بهذه الوسيلة السلمية ، ولا يمكن إن يزال المنكر ويدفع الظلم بالمناصحات السرية فقط, والواقع خير شاهد على ذلك فمن يريني منكر سياسي عام انتشر ثم زال بالمناصحة السرية فقط.

الدليل الثاني والعشرون
إن القول بتحريم المظاهرات والاعتصامات(مع عدم وجود الدليل الشرعي على ذلك ) لن يوقف المظلوم عن إظهار اعتراضه على الظلم ورفضه له لأنه لن يبقى أمام المظلوم ومسلوب الحرية والإرادة إلا أحد ثلاثة أمور:
1-الصبر على الظلم وهذا الصبر لن يحصل والواقع يشهد بذلك وان حصل الصبر فسيكون صبراً مؤقتاً سرعان ما ينفذ من صاحبه.
2- اوالانتحار والإلقاء بالنفس للتهلكة لليأس الذي يصيبه من تتابع الظلم وسلب الحرية والإرادة منه.
3-أو القيام بالمظاهرات ولن ينظر في تلك الحالة لمن قال بالتحريم لأنه لم يعد أمامه إلا هذا الطريق
وكما قال الشاعر :
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء

وبالتالي فإن المظلوم لن يستفيد من القول بالتحريم ,لكن القول بالتحريم سيأتي بنتيجة عكسية تثير الفتنة وتساعد على الفوضى والعنف لأنه هو الذي سيغري حرس السلطة المسئول عن صد المظاهرات والاعتصامات السلمية حيث يتسبب بنشر الفتنة والفساد في الأرض بانتهاج العنف في التصدي للمتظاهرين وإطلاق الرصاص الحي والذي عادة ما يتم تزويدهم به في مثل هذه الأحوال فيقتلون ويجرحون ويعتقلون ويفسدون على كل من حاول إنكار المنكرات عن طريق المظاهرات والاعتصامات السلمية, لأنه يرى إن ما يقوم به من قتل وجرح واعتقال انما هو طاعة للحاكم وعبادة يتعبد بها لأنه يمنع الناس من اقتراف ما ذكره المفتين من حرمة المظاهرات فكيف إذا اجتمع مع هذه الحرمة (المزعومة له ) أمر الحاكم(المتعبد به) لهؤلاء الحرس بقمع المتظاهرين
الكاتب: أبو مصعب
التاريخ: 14/03/2011






 
قديم 06-06-11, 11:32 AM   رقم المشاركة : 6
ابوعمرالتميمي
عضو نشيط






ابوعمرالتميمي غير متصل

ابوعمرالتميمي is on a distinguished road


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ،،، قولوا لا اله الا الله تفلحوا







 
قديم 06-06-11, 07:12 PM   رقم المشاركة : 7
جريح
موقوف







جريح غير متصل

جريح is on a distinguished road


لا إله إلا الله

جزاك الله خيرا على إثراء الموضوع أسأل الله ان يجعل ذلك في موازين حسناتك ، ونضيف كيف يصنع المرجئه مع (لا إله إلا الله).

لا إله إلا الله عند المرجئة هو قول بلا عمل ، قول باللسان ينافيه عمل الجوارح.
فتجد المرجئ يقول لا إله إلا الله ويأتي بعكس مقتضاها مثلا يوالي أعداء الله ويكثر سوادهم ويقاتل معهم أهل الاسلام ويلخص هذا المذهب ابن القيم في قصيدته:

وكذلك الإرجاء حين تقــــرّ بالمعبـود تصبـــح كامــل الإيمـــــان
فارم المصاحف في الحشـوش وخرّب البيت العتيق وجدّ في العصيان
واقتل اذا ما استعطت كل موحّد وتمسّحـــــــن بالقسّ والصلبــان
واشتم جميع المرسلين ومــن أتــوا مــن عنــــده جهراً بلا كتمان
واذا رأيت حجارة فاسجـد لهـــا بـــل خـِــرَّ للأصنــام والأوثـان
وأقــرّ أنّ اللـــــّـه جلّ جلالـه هــو وحـده البـاري لذي الأكوان
وأقــــرّ أنّ رسوله حقاً أتـــى مـن عنــده بالوحــــي والقرآن
فتكون حقاً مؤمنـاً وجميـــع ذا وزر عليـــك وليـــس بالكفــران
هذا هو الإرجاء عنــد غلاتهـم مـــــن كــل جهميّ أخـي شيطان




ونلاحظ يا اخوه ان الإرجاء هو من أصول إعتقاد الجهميه القدماء ثم الأشاعره والمتصوفه اليوم ، وهو الطريق إلى كل ضلاله
وامتازوا بـ بتر النصوص ، كما هي عادة باقي الفرق المنحرفه ، فيأتون بنص من القرآن أو من السنه ويعرضون عن النصوص الآخرى المبينه وعن اجتهاد أهل العلم ، من أجل ان يسقطوا غيرهم من المسلمين بتشويه صورتهم أمام الامه او بتكفيرهم أو تصويرهم بأنهم ليسوا على المنهج الحق. وانتشر فعلهم القبيح هذا في أشرطة سابقه يذكرون فيها اسم مخالفهم صراحة ويقدحون فيه ويسقطونه ويحقرون منزلته العلميه وهو من فطاحل العلماء الكبار عند الامه ، فمنجهم خليط بين مذهب الحروريه (الخوارج) والإرجاء ، فتراهم يعادون العلماء ويوادون الوزراء.
كيف وقد بتروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل ان يفصلوا بين القول والعمل.
روى الإمام البخاريُّ رحمه اللَّه من حديث معاذ بن جبل حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدّثنا معاذ بن هشام قال: حدّثني أبي عن قتادة، قال: حدثنا أنس بن مالك أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ـ ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل ـ قال: (يا معاذ بن جبل)، قال: لبَّيك يا رسول اللَّه وسعديك، ثم قال: (يا معاذ)، قال: لبَّيك يا رسول اللَّه وسعديك ثلاثاً، قال: (ما من أحدٍ يشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنّ محمداً رسول اللَّه؛ صدقاً من قلبه، إلا حرَّمه اللَّه على النار)، قال: يا رسول اللَّه، أفلا أُخبر به الناس فيستبشروا، قال: (إذاً يتّكلوا)، وأخبر بها معاذٌ عند موته تأثُّماً.
قال سفيان رحمه الله : " كان الفقهاء يقولون : لا يستقيم قول إلا بعمل ، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية ، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة".
وهناك كلام جميل للحسن البصري رحمه الله لا يحضرني الان ، مقتضاه أن عمل الجوارح هو دليل ما وقر في القلب.







 
قديم 08-06-11, 10:31 PM   رقم المشاركة : 8
جريح
موقوف







جريح غير متصل

جريح is on a distinguished road


Thumbs up







 
قديم 02-11-11, 01:25 PM   رقم المشاركة : 9
جريح
موقوف







جريح غير متصل

جريح is on a distinguished road


Lightbulb

قال تعالى { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا }

في عقيدة المرجئة التسليم والطاعة ومبايعة الكافر إذا تمكن على المؤمنين
ليست مزحة ، كما قلنا وشرحنا سابقاً هي عقيدة العصر انتشرت انتشار النار في الهشيم ، يعني لدرجة أن عوام الناس وجهالهم يظنون انها فعلاً هي الإسلام الصحيح ، نسأل الله العافية.


البابا شنودة لو تمكن فهو إمامنا....

http://www.youtube.com/watch?v=YI9yIim1X1I







 
قديم 04-11-11, 02:25 AM   رقم المشاركة : 10
أبو زرعة الرازي
عضو ماسي






أبو زرعة الرازي غير متصل

أبو زرعة الرازي is on a distinguished road


اقتباس:
وفقهاء المرجئه تجدهم يحرمون المظاهرات الـــــســــلــــمــــيـــه التي تطالب بالمعروف وتريد ايصال النصيحه بالمعروف للحاكم ومطالبته بشيئ من الخبز وشيئ من الدواء وتحكيم شرع الله ، يحرمونها ويتهمون القائمين بها بأنهم خوارج.

الذي أفتى بحرمة هذه المظاهرات السلمية -وإن سلمنا بوجود هذه السلمية- وغير السلمية هم أئمة المسلمين، كالمشايخ ابن باز وابن عثيمين والألباني والفوزان وغيرهم رحمهم الله وحفظ الأحياء منهم، فنعت هؤلاء بالمرجئة تعد واضح.

اقتباس:
فهل يعقل ان يكون الشعب الليبي والشعب التونسي والشعب المصري والشعب السوري هل يعقل ان تكون هذه الملايين المملينه من المسلمين أن يكونوا خـوارج!!!

هؤلاء عوام، فهل تحكم الشرع بفعل العوام؟
إن هؤلاء خرجوا يوم خرجوا طلبا للدنيا، ولا ينبئك مثل خبير، فلم يخرج أحدهم لإقامة شرع الله، بل خرج لدفع جور جائر على دنياه، وما خرج لدفع جور هذا الجائر على الدين.

اقتباس:
مظاهرات مفردها مظاهره وبمعنى آخر مناصره ومعاونه
فلو كان خروج الناس لمناصرة قضيه حرمها الشرع ، تكون المناصره او المظاهره هذه حرام والقائم بها يأثم
مثل الدعوه لمظاهرات 17يونيو التي تطالب بتحرير المرأه!!
أما لو كانت المناصره (المظاهرات) من أجل نصرة قضيه شرعيه واجبه وجائزه ، تكون هذه المناصره(المظاهره) تكون جائزه مثل المطالبه بتحكيم شرع الله أو المطالبه بتوزيع ثروات البلاد بشكل منصف على فقراء المسلمين أو نصرة بلد مسلم مجوار غزاه الأعداء وغيرها.

أئمة العصر أفتوا بأنها فتنة، وقال ابن عثيمين رحمه الله المظاهرات كلها شر، وليست من هدي السلف.

اقتباس:
وانتشر فعلهم القبيح هذا في أشرطة سابقه يذكرون فيها اسم مخالفهم صراحة ويقدحون فيه ويسقطونه ويحقرون منزلته العلميه وهو من فطاحل العلماء الكبار عند الامه ، فمنجهم خليط بين مذهب الحروريه (الخوارج) والإرجاء ، فتراهم يعادون العلماء ويوادون الوزراء.

ليس التصريح باسم أحد أهل العلم والقدح فيه صراحة منهج الخوارج، بل هو منهج أهل العلم الربانيين.
وقد قدح في أبي حنيفة الكثير، وأقول الكثير من أئمة المسلمين لوقوعه في شيء من الإرجاء غفر الله له، ومنهم مالك والأوزاعي وابن المبارك وغيرهم، فإن كان هؤلاء خوارج فأين أهل السنة هداك الله؟

اقتباس:
روى الإمام البخاريُّ رحمه اللَّه من حديث معاذ بن جبل حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدّثنا معاذ بن هشام قال: حدّثني أبي عن قتادة، قال: حدثنا أنس بن مالك أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ـ ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل ـ قال: (يا معاذ بن جبل)، قال: لبَّيك يا رسول اللَّه وسعديك، ثم قال: (يا معاذ)، قال: لبَّيك يا رسول اللَّه وسعديك ثلاثاً، قال: (ما من أحدٍ يشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنّ محمداً رسول اللَّه؛ صدقاً من قلبه، إلا حرَّمه اللَّه على النار)، قال: يا رسول اللَّه، أفلا أُخبر به الناس فيستبشروا، قال: (إذاً يتّكلوا)، وأخبر بها معاذٌ عند موته تأثُّماً.

أنا ما فهمت موطن البتر هنا؟ هل تقصد أن هناك من أهل السنة من يخالف الآن في دخول العمل في مسمى الإيمان؟ ولو سلمنا بوجوده، فما مفاد بتر قوله صلى الله عليه وسلم "مخلصا من قلبه" أو "خالصا بها قلبه" ....، هذا الحديث يذكره المرجئة والجهمية في القديم بسياقته هذه، فما وجه البتر؟ المرجئة ما نازعت في التصديق وإنما نازعت في العمل، بل الجهمية ما نازعت في التصديق.

اقتباس:
قال تعالى { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا }

في عقيدة المرجئة التسليم والطاعة ومبايعة الكافر إذا تمكن على المؤمنين
ليست مزحة ، كما قلنا وشرحنا سابقاً هي عقيدة العصر انتشرت انتشار النار في الهشيم ، يعني لدرجة أن عوام الناس وجهالهم يظنون انها فعلاً هي الإسلام الصحيح ، نسأل الله العافية.

البابا شنودة لو تمكن فهو إمامنا....

الكافر لو تمكن فلا يخرج عليه إلا عند قلة المفسدة أو انعدامها، وهذا لا إشكال فيه.
أما أن يكون الخروج على الكافر وخلعه بقتل ألوف المسلمين، فهذا لا يقوله من شم رائحة العلم، ولا يقوله من يعرف قدر الدم المسلم.
وعلى هذا المنحى يحمل كلام الرجل، وليس في هذا إشكال.
فالرجل تكلم عن تحكم الغالب وإمرته، فإن كان مؤمنا عادلا، فلا إشكال في إمرته.
وإن كان فاسقا وتغلب، فعقيدة أهل السنة السمع والطاعة له وحرمة الخروج عليه كما قال الإمام أحمد رحمه الله في أصول السنة "والسمع والطاعة للأمة وأمير المؤمنين البر والفاجـر ومن ولي الخلافة، واجتمع الناس عليه ورضوا به، ومن عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين".
وأما الكافر، فليس له بيعة ولم أسمع الرجل يقول أن له بيعة، وإنما صار إماما -لا شرعا وإنما بالغلبة-، وهذا لا يحرم الخروج عليه لذاته، وإنما يحرم الخروج عليه إن زادت المفسدة على المصلحة.


وختاما، أرجو أن تتحقق في هذه المسائل، فكم من طالب علم زل في هذه المسائل حتى نعتوا الأئمة كالشيخ الألباني وابن باز وغيرهما بالإرجاء وقالوا عنهم وعن غيرهم من الأفاضل مرجئة العصر وعلماء السلاطين، وكم ضيع طلبة العلم هؤلاء من شباب المسلمين، فالله المستعان.






التوقيع :
إلى كل من يحرض المسلمين على المظاهرات في مصر، هنا حكمها
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164793
وإلى كل من يريد نصرة الإسلام بدون مظاهرات، انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164737
وإلى كل من يظن أن المظاهرات والاعتصامات ستنصر الدين انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164556
ولمعرفة حال الأحزاب القائمة على هذه الفتنة انظر هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=164862

فاتقوا الله في دماء المسلمين، والزموا السنة التي لا يشقى بها أحد
من مواضيعي في المنتدى
»» طريق التمكين الذي لا يفلح من سار في غيره
»» الانتماء إلى الجماعات والأحزاب الإسلامية
»» فتاوى العلماء في المظاهرات والاعتصامات
»» كيف تنصر المشروع الإسلامي؟
»» من عجز عن غسل عضو كيف يتطهر
 
 

الكلمات الدلالية (Tags)
المرجئة . الإرجاء . القاديانية . الإنبطاح . المنبطحين


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:27 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "