وليس في هذا الأثر ما يُفرح أهل البدع الطاعنين في الصحابة، فإن قول****عمر****رضي الله عنه: يا عدو الله وعدو الإسلام خنت مال الله ـ هي مما يجري على اللسان حال الغضب ولا يقصد به حقيقته، وأهل السنة لا يدَّعون العصمة للصحابة.
ولو كان****عمر ـ****رضي الله عنه****ـ يرى****أبا هريرة****رضي الله عنه****عدوا لله ـ وحاشاه من ذلك ـ لما****أراد أن يؤمره****مرة أخرى، كما في هذا الأثر نفسه.
وفي هذا الأثر من الدلالة على مناقب هذين الصحابيين الجليلين ما****يجعله****شجى في****حلوق أهل الأهواء، فمن ذلك: ورع****أبي هريرة ـ****رضي الله عنه****ـ وزهده****في تقلد المناصب وتجافيه عنها، وفيه: طيب نفسه****ـ رضي الله عنه****ـ وصفاء قلبه، فقد دعالعمر****رضي الله عنه وقد وبخه وأخذ من ماله! وفيه أيضا: حرص أمير المؤمنين****عمر****ـ رضي الله عنه ـ على المال العام، ومحاسبته للولاة، وعدم محاباتاه فيما يظن أنه حق، وفيه: رجوع أمير المؤمنين****عمر****ـ رضي الله عنه ـ إلى الحق بطلبه من****أبي هريرةرضي الله عنه أن يعمل له مرة أخرى.
والله أعلم.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=209377