{فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين }
تعتقد الشيعة الاثني عشرية ان آية المباهلة إحدى الايات التي تثبت ولاية علي بن ابي طالب والحسن والحسين رضوان الله عليهم اجمعين لما روى اهل السنة في كتبهم ان النبي عليه صلوات ربه أحضر علي " أنفسنا" وفاطمة " نساءنا" والحسين والحسين " ابناءنا" لمباهلة نصارى نجران اليمن واصل استدلالهم على عقيدتهم هذه يستند على كلمة " أنفسنا" ويفسرونها بعلي بن ابي طالب بالمعنى انه نفس النبي عليه صلوات ربه بما يتمتع به من منزلة وفضائل والكمالات وبهذا يتضح هو الخليفة من بعد رسول الأمة المنصوب لها تنصيبا إلهيا لنفس مقام نبيها !
فنقول : الشاهد من اللغة العرب والمعنى المخصص من لفظة " أنفسنا " و "نساءنا"يرد اطروحتهم ولا ينسجم معها بالمرة !
اذا ان الاية الكريمة موضوع بحثنا جاءت بعد الايات التي تلت قصة حياة مريم العذراء وحياة نبي الله عيسى ومعجزاته وبعثته الى بني اسرائيل مصدقا لما بين يديه من التوراة وليحل لهم بعض الذي حرم عليهم وتأكيده على على عبادة الله وحده وطاعته ربه وربهم وانه بشرا خلقا من تراب كما خلق ابيه آدم مما لا يدع مجالا لأي شبهة في بشريته وعبوديته لله ،فلما كابر نصارى نجران واصروا على كفرهم ومماترتهم في اعتقدتهم بألوهية نبي الله عيسى بن مريم فلا حجة لهم بعد اوحى الله به من العلم لنبيه محمد عليه صلوات ربه في بيان فساد عقيدتهم فقل تعالوا لدعوة جماعية : جمع النبي مقابل جمع نصارى نجران للابتهال اي الدعوة بإيقاع اللعنة على الكاذبين فلم يستجب نصارى نجران لها .
والاظهر والارجح من قوله تعالى " فقل تعالوا ندع ابناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم "
اي أبناء ونساء ورجال المؤمنين وعلى رأسهم رسولهم محمد عليه صلوات ربه ، *فالنساء الرجل اول ما يكون زوجاته لا محالة* .
وهنا نطرح نفس السؤال الذي طرحناه في تفسير أية التطهير برواية الكساء : لماذ خَص لنبي عليه صلوات ربه من أهله وقدم فقط علي وفاطمة والحسن والحسين دون البقية من أهله ؟!
فاذا كانت لهم خصوصية دون غيرهم من أهله، فتفسير الاية هنا لا يسمح بالخصوصية لهم على من هو اخص منهم! ونساء النبي اخص من غيرهن .
وحتى في روايات الكساء التي جاء فيها قول النبي لزوجته ام سلمة انت على خير ولم يدخلها في الكساء فأين بقية بناته واهل بيتهن الا يستحقن دعاء النبي بذهاب الرجس عنهم وعن اهلهن كما لبيت علي بن ابي طالب !
فنساء النبي بعد ان خيرهن الله وامرهن بطاعته وطاعة رسوله وعدم تكليفه في معيشتهن فوق طاقته والحفاظ على انفسهن من ذوي القلوب المريضة نزلت أية التطهير المتحققة شرط التزامهم بطاعتي ربهن هذه هي المناسبة
فما المناسبة من خَص بعض اهل البيت بالكساء دون الاخرين !
ولفظة " أنفسنا " لا تدل على ان الجماعة المجتمعين في نفس المقام والمنزلة من كلا الطرفين المؤمنين والنصارى
والا لاصبح الرجال مع النبي أنبياء ورسل لهم نفس الدرجة والمنزلة والمقام والرفعة !
وهذا محال شرعا ولغة وعرفا وعقلا
وأنفسنا تشير الى الجماعة الذين تربطهم الشراكة في الدين والملة ..
12-06-18, 10:34 PM
العرض العادي
