يستدل الشيعة بحديث البخاري عن أن عمر بن الخطاب قال : ( ... ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول والله لو قد مات عمر بايعت فلانا فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي تابعه تغرة أن يقتلا ... )
البخاري في صحيحه ( 6 / 2503 برقم : 6442
واليكم الجواب
والحديث الذي ذُكِرت فيه لفظة " فَلْتَة " رواه البخاري ، وليس القائل هو عمر رضي الله عنه ، وإنما غضب عُمر رضي الله عنه لَمّا سَمِع من يقول ذلك .
قال ابن عباس : كنت أقرئ رجالاً من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف ، فبينما أنا في مَنْزِله بِمِنى وهو عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه في آخر حجة حجّها ، إذ رجع إليّ عبد الرحمن فقال : لو رأيتَ رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال : يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول : لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا ! فو الله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فَلْتَة ، فَتَمَّت ، فَغَضِب عمر ثم قال : إني إن شاء الله لقائم العشيّة في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يَغصبوهم أمورهم .
قال عبد الرحمن : فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل ، فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم ، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس ، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيّرها عنك كل مُطيّر ، وأن لا يَعوها وأن لا يضعوها على مواضعها ، فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكّنا ، فيَعِي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها ، فقال عمر : والله إن شاء الله لأقومنّ بذلك أول مقام أقومه بالمدينة .
قال ابن عباس : فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة ، فلما كان يوم الجمعة عجّلت الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته ، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب ، فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل : ليقولن العشيّة مقالة لم يقلها منذ استخلف ، فأنكر عليّ وقال : ما عَسيت أن يقول ما لم يَتقُلْ قبله ؟
فجلس عمر على المنبر ، فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال :
أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قُدّر لي أن أقولها ، لا أدري لعلها بين يدي أجلي ، فمن عقلها ووعاها فليُحدّث بها حيث انتهت به راحلته ، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب عليّ .
إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل الله آية الرّجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها . رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيَضِلّوا بترك فريضة أنزلها الله ، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف . إنّا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله : أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفرٌ بكم أن ترغبوا عن آبائكم - أو إنّ كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم - ألا ثمّ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تطروني كما أُطريَ عيسى ابن مريم ، وقولوا عبد الله ورسوله . ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول : والله لو قد مات عمر بايعت فلانا ، فلا يَغترنّ امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمّت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ، ولكن الله وقى شرّها ، وليس فيكم مّنْ تُقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر ، من بايع رجلا مِن غير مشورة من المسلمين فلا يُبايع هو ولا الذي تابعه تَغِرَّة أن يُقْتَلا .
الحديث بأطول مما هنا أخرجه البخاري .
فقوله : تَغِرَّة أن يُقتلا : أي : حذرا من أن يُغرِّر بنفسه ، فيتعرّض للقتل .
ولمزيد من شرحه يُراجع فتح الباري لابن حجر جـ 12 ص 148 - 162
ولو افترضنا – جَدَلاً - صِحّة فَهْم الشيعة ! فإنها لو كانت فَلْتَة وتَمَّت لِم يكن لأحدٍ أن يُناِزع مَن تمّت بيعته واجْتَمَع عليه الناس .
ودعونا نسأل : كيف وصل الخميني إلى الْحُكم ؟! وأين كان قَبْل ؟ ومن أين أتى ؟!
ومع ذلك فالشيعة مُجمِعَة – أو شِبْه مُجْمِعة – على إمامته !!