بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
وَالْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن وَصَلَاة الْلَّه وَسَلَامُه عَلَى الصَّادِق الْأَمِيْن
رَحْمَة الْعَالَمِيْن وَعَلَى آَلِه الْطَّيِّبِين إِلَى يَوْم الْدِّيِن ، وَبَعْد ..
أُمَّهَات الْمُؤْمِنِيْن كُنْيَة كَرَم بِهَا الْقُرْآَن الْكَرِيْم أَزْوَاج الْنَّبِى صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم فِى قَوْلِه تَعَالَى: ( وَأَزْوَاجُه أُمَّهَاتُهُم ) الْأَحْزَاب 6
وَكَان الْهَدَف مِن إِطْلَاق هَذِه الْكُنْيَة عَلَى أَزْوَاج الْنَّبِى تَقْرِيْر حُرْمَة الْزَّوَاج بِهِن بَعْد مُفَارَقَتِه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم وَهُو الْحُكْم الْوَارِد فِى قَوْلِه تَعَالَى: (وَمَا كَان لَكُم أَن تُؤْذُوْا رَسُوْل الْلَّه ، وَلَا أَن تَنْكِحُوْا أَزْوَاجَه مِن بَعْدِه أَبَدا إِن ذَلِكُم كَان عِنْد الْلَّه عَظِيْما ) الْأَحْزَاب:53
وَكَان اعْتِبَار زَوْجَات الْنَبِى صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم أُمَّهَات لِلْمُؤْمِنِيْن بِمَثَابَة وِسَام وُضِع عَلَى صُدُوْرِهِن تَكْرِيمَا لَهُن ، وَتَقْدِيْرا لِدُورَهُن فِى مَسِيْرَة الْدَّعْوَة.
وَقَد أَطْلَقْت هَذِه الْكُنْيَة عَلَى ثَلَاث عَشْرَة امْرَأَة تَزَوَّج بِهِن رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم وَلَم يَجْتَمِع فِى عِصْمَتِه فِي تَرَفَّه مَن الْزَّوْجَات فِى وَقْت وَاحِد أَكْثَر مِن تِسْع نِسَاء. وَكَان اقْتِرَانُه بِهِن عَلَى الْتَّرْتِيْب الْتَّالِى:
الْأُوْلَى: خَدِيْجَة بِنْت خُوَيْلِد
الْثَّانِيَة: سَوْدَة بِنْت زَمْعَة
الثَّالِثَة: عَائِشَة بِنْت أَبِى بَكْر الْصِّدِّيق
الْرَّابِعَة: حَفْصَة بِنْت عُمَر بْن الْخَطَّاب
الْخَامِسَة: زَيْنَب بِنْت خُزَيْمَة بْن الْحَارِث الْهِلَالِيَّة
الْسَّادِسَة: أُم سَلَمَة، اسْمُهَا هِنْد بِنْت سُهَيْل
الْسَّابِعَة: زَيْنَب بِنْت جَحْش
الْثَّامِنَة: جُوَيْرِيَة بِنْت الْحَارِث
الْتَّاسِعَة: أَم حَبِيْبَة بِنْت أَبِى سُفْيَان
الْعَاشِرَة: صَفِيَّة بِنْت حُيَى بْن أَخْطَب
الْحَادِيَة عَشْرَة: مَيْمُوْنَة بِنْت الْحَارِث
الْثَّانِيَة عَشْرَة: رَيْحَانَة بِنْت زَيْد
الثَّالِثَة عَشْرَة: مَارِيَة الْقِبْطِيَّة
وَلَسَوْف نَبْدَأ الْإِبْحَار فِي سَيْرِهِن الْطَّاهِرَة لَعَل بُنِيَاتِنا الْعَفِيفَات يَتْبَعْن خُطَاهُن الْكَرِيْمَة
وَيَطَّلِعْن عَلَى مَآثرُهُن الْعَظِيْمَة فَيُدِرْكّن طَرِيْق الْفَلَاح وَالْنَّجَاح
وَبِمَن سَنَبْدَأ يَاتُرَى ؟
بِسَيِّدَة الْتَّارِيْخ الْأُوْلَى الَّتِي قَال عَنْهَا الْرَّسُوْل صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم :
( لَقَد فُضِّلَت خَدِيْجَة عَلَى نِسَاء أُمَّتِي كَمَا فُضِّلَت مَرْيَم عَلَى نِسَاء الْعَالَمِيْن )