بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ،
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
نزلت هذه الآية (ومن عنده علم الكتاب) في علي
ورد من طرق ضعيفة أن عليا هو المعني بهذه الآية.
فإن في السند عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري.
وهذا سند ضعيف جدا بل منكر.
فإن عطية قد اجتمع فيه التشيع والتدليس.
ومن تدليسه أنه كان يقول حدثني أبو سعيد موهما بأنه أخذ
الرواية عن أبي سعيد الخدري بينما لم يدرك أبا سعيد الخدري وإنما هو أبو سعيد الكلبي.
وورد في سنن الترمذي ما يفيد أن الآية نزلت في عبد الله
بن سلام حديث
(رقم3256 أو3309 حسب طبعات أخرى أو بحسب ترقيم
الألباني 3486)
ضعفها الألباني في ضعيف الترمذي
(ص414 تفسير الأحقاف وص511 مناقب عبد الله بن سلام).
ويشهد لهذا الضعف أن الآية مكية و عبد الله بن سلام أسلم
في المدينة كما أشار إليه ابن كثير رحمه الله تعالى وروى استنكار ذلك عن مجاهد.
وروى أيو نعيم في الدلائل (1/125) عن الطبراني في المعجم الكبير بإسناد ضعيف أن عبد الله بن سلام كان قد انطلق إلى مكة ليعلن إسلامه إلى رسول الله e قبل هجرته.
وهي رواية منكرة أشار الحافظ ابن كثير في تفسيره إلى نكارتها كما في نهاية تفسير سورة الرعد
(4/594
عطف على لفظ الجلالة وأن المراد به أهل العلم بالتوراة والإنجيل ويدل له قوله تعالى ) شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ
وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ ( وقوله ) فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ( وقوله )
فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ (من عنده علم الكتاب)
إسم جنس يفيد كل من كان عنده علم الكتاب ممن يجدون
صفة محمد e ونعته في كتبهم المتقدمة وليس واحدا فقط
كما يدندن حوله الرافضة.
كما قال تعالى
(أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل).
وكما قال
(الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل).
وقوله تعالى
(الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتون الحق وهم يعلمون).
وقوله تعالى
(وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذن لارتاب المبطلون. بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ)
(العنكبوت:49).
قال القرطبي وهذا إحجاج على مشركي العرب الذي كانوا يرجعون إلى أهل الكتاب – من آمن منهم – في التفاسير. وذكر النجاشي واحدا منهم.