العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ سليمان بن صالح الخراشي رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-01-16, 05:35 PM   رقم المشاركة : 1
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road


هذه الأُكذوبة الشيعية عن معاوية لازال يرددها البعض - للأسف - ؛ كالشنقيطي !

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أكذوبة شيعية سرت بين بعض المؤرخين - دون إسناد - تزعم أن معاوية - رضي الله عنه - أمر بسب علي - رضي الله عنه - على المنابر طوال عهده !

ثم سرت إلى بعض من يروي الغث والسمين، فصدقها من قال الله عنهم : ( وفيكم سماعون لهم ) ، ومن هؤلاء : الدكتور محمد المختار الشنقيطي صاحب كتاب " الخلافات السياسية بين الصحابة " ، وصاحبه الذي نقل عنه؛ عبدالمعطي قلعجي محقق كتاب "جامع المسانيد والسنن" لابن كثير؛ الذي استجاز لنفسه أن يلعن معاوية - رضي الله عنه - متكئاً على هذه الأكذوبة الرافضية التي ألصقت –ظُلماً وزوراً- بمعاوية[1].

والغريب أن قلعجيًا هذا قال في مقدمته لكتاب "جامع المسانيد والسنن"[2] معلقاً على موقف ابن كثير –رحمه الله- من الحرب بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - بعد إيراد حديث: "تفترق أمتي فرقتين فتمرق بينهما مارقة فيقتلها أولى الطائفتين بالحق":

( فهذا الحديث من دلائل النبوة؛ إذ وقع الأمر طبق ما أخبر به عليه الصلاة والسلام، وفيه الحكم بإسلام الطائفتين: أهل الشام وأهل العراق، لا كما يزعمه فرقة الرافضة والجهلة الطغام؛ من تكفيرهم أهل الشام، وفيه أن أصحاب علي أدنى الطائفتين إلى الحق، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة أن علياً هو المصيب، وإن كان معاوية مجتهداً، وهو مأجور إن شاء الله، ولكن علياً هو الإمام؛ فله أجران... ) !

فتأمل تناقض هذا الكلام الطيب مع لعنه السابق !

وأيضاً: فقد علق قلعجي على "فتاوى ابن الصلاح"[3] عند مسألة سب يزيد بن معاوية ولعنه قائلاً: ( وإني أميل إلى أن يُلعن من تتوفر فيهم الصفات الملعونة جملة وبطريقة جامعة: مثلاً : لعنة الله على الظالمين، أما لعنة شخص بعينه على وجه التحديد فهذا أمر غير لا ئق ) !

قلتُ : فما بال قلعجيًا وقع هنا في الأمر غير اللائق؟! لأن لعنته لمعاوية - رضي الله عنه - وخلفاء بني أمية لعنة محددة.

أعود إلى الأكذوبة والتهمة الرافضية لمعاوية : فقد رجعتُ إلى أدلة الشيعة على هذه القضية فوجدتها تنقسم قسمين:

1- أحاديث صحيحة لا تدل على كذبتهم .

2- روايات تاريخية تحوي هذه الكذبة، لكن دون إسناد!

فأما القسم الأول ؛ وهو ماأورده الشنقيطي في كتابه السابق نقلا عن القلعجي – مستدلا به على لعن معاوية لعلي – رضي الله عنهما - ، أو أمره بذلك ؛ فهو ثلاثة أدلة ، لم يجد غيرها القلعجي ! وهو المتخصص في الحديث :


الأول :
ما أخرجه مسلم في صحيحه " باب فضائل علي " عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال : " أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسُبَّ أبا تراب؟ فقال: أمّا ذكرت ثلاثاً قالهنَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلن أسُبّهُ ، لأن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إليَّ من حُمر النَّعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له و خلّفه في مغازيه فقال له عليّ: يا رسول الله، خلَّفْتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضىأن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوّة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأُ عْطينَّ الراية رجلاً يحبُّ الله ورسوله ويحبُّه الله ورسوله، قال: فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي علياً، فأُتي به أرْمَد فبصق في عَيْنه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولمّا نزلت هذه الآية: { قل تعالوْا ندعُ أبْناءنا وأبْناءَكم ...}، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحُسيناً فقال: اللهم، هؤلاء أهلي " [4].

وجوابه أن يُقال : هذا الحديث لا يفيد أن معاوية أمر سعداً بسبِّ عليّ، ولكنه كما هو ظاهر ، فإن معاوية أراد أن يستفسر عن المانع من سب عليّ، فأجابه سعد عن السبب ، ولم نعلم أن معاوية عندما سمع رد سعد غضب منه ولا عاقبه، وسكوت معاوية هو تصويب لرأي سعد، ولو كان معاوية ظالماً يجبر الناس على سب عليّ كما يدّعي الشيعة ومن تابعهم ، لما سكت على سعد ولأجبره على سبّه، ولكن لم يحدث من ذلك شيءٌ ، فعُلم أنه لم يؤمر بسبّه ولا رضي بذلك .

قال النووي شارحًا هذا الحديث : ( قول معاوية هذا، ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول : هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك. فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السب، فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك، فله جواب آخر، ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبّون، فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم ، فسأله هذا السؤال. قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه : ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتُظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ ) [5].

وقال القرطبي معلقاً على وصف ضرار الصُّدَائي لعلي رضي الله عنه وثنائه عليه بحضور معاوية، وبكاء معاوية من ذلك، وتصديقه لضرار فيما قال: ( وهذا الحديث يدل على معرفة معاوية بفضل علي رضي الله عنه ومنـزلته، وعظيم حقه، ومكانته، وعند ذلك يبعد على معاوية أن يصرح بلعنه وسبّه، لما كان معاوية موصوفاً به من العقل والدين، والحلم وكرم الأخلاق ، وما يروى عنه من ذلك فأكثره كذب لا يصح، وأصح ما فيها قوله لسعد بن أبي وقاص: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ وهذا ليس بتصريح بالسب، وإنما هو سؤال عن سبب امتناعه ليستخرج من عنده من ذلك، أو من نقيضه، كما قد ظهر من جوابه، ولما سمع ذلك معاوية سكت وأذعن، وعرف الحق لمستحقه ) [6] .

ورواية ابن ماجه ( 1 / 36 ) التي فيها : " فنال منه " ضعيفة مرسلة .


الثاني :
حديث أبي حازم عن سهل بن سعد قال : استُعمل على المدينة رجلٌ من آل مروان ، قال : فدعا سهلَ بن سعد فأمره أن يشتم عليًّا ، قال : فأبى سهل ، فقال له : أما إذا أبيت فقل : لعن الله أبا تراب ، فقال سهل : ماكان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب ، وإن كان ليفرح إذا دعي بها " [23] .

فيقال عنه : يُطالب الشنقيطي بإثبات أن الرجل الذي دعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم علياً هو معاوية ! ولفظ الأثر: "رجل من آل مروان"، وليس فيه ذكرٌ لمعاوية ؛ فلا يليق بمسلم أن يلومه بجريرة غيره ؛

كما قيل :

غيري جنى وأنا المعذب فيكــمُ *** فــكأنـني سبابــة المتـندم !

الثالث : أثر عبدالرحمن بن الأخنس أن المغيرة بن شعبة خطب فنال من علي ، فقام سعيد بن زيد فقال : أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ، وأبوبكر في الجنة ، وعمر في الجنة ... الحديث" [24]

ولا أدري ما علاقة هذا بمعاوية – رضي الله عنه - ؟!

وكما قلتُ في الأثر السابق : لاينبغي لمسلم أن يؤاخذه بصنيع غيره ، وإلا كان من الظالمين . وقد عُلم – أيضًا– أن السب واللعن ليس بأعظم من القتال الذي جرى ، وقد وقع من الطرفين – رضي الله عن الجميع - ، فمثل هذا يطوى ولا يروى ، أو يُتخذ دينًا أو شماعة للطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع الإقرار بأنهم بشر ليسوا بمعصومين ، يعتريهم ما يعتري البشر .

وأما القسم الثاني: فحكايات وأخبار يتناقلها المؤرخون وأهل الأدب دون خطام ولا زمام. ومعلوم أن هؤلاء "حطبة ليل" كما بين العلماء، فكم في كتبهم ومصنفاتهم من أباطيل ومفتريات لا تقوم على ساق عند النقد العلمي. يقول الشيخ محمود الألوسي –رحمه الله-: ( إن المؤرخين ينقلون ما خبث وطاب ، ولا يميزون بين الصحيح والموضوع والضعيف ، وأكثرهم حاطب ليل ، لا يدري ما يجمع ) [7] .

فممن نقلوا هذه الأكذوبة الشيعية في مصنفاتهم :

-الطبري في تاريخه[8] من طريق أبي مخنف "الشيعي الساقط" عند ذكر قصة التحكيم المكذوبة: قال (.. وكان –أي علياً- إذا صلى الغداة يقنت فيقول: اللهم العن معاوية وعمراً وأبا الأعور السلمي وحبيباً وعبدالرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد. فبلغ ذلك معاوية، فكان إذا قنت لعن علياً وابن عباس والأشتر وحسناً وحسيناً ) !

وهذه الراوية باطلة؛ لأنها من رواية الشيعي المحترق أبي مخنف لوط بن يحيى[9] ولذا قال ابن كثير بعد ذكرها في "البداية والنهاية"[10] : ( ولا يصح هذا ) .

ومعلومٌ قول الطبري في مقدمة تاريخه : ( فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه ، أو يستشنعه سامعه ، من أجل أنه لم يعرف له وجهًا في الصحة ، ولامعنى في الحقيقة ، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قِبلنا ، وإنما أتي من قِبل بعض ناقليه إلينا ، وأنّا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا ) .

وأيضًا :
يلزم من يحتج بهذه الحكاية الباطلة على ذم معاوية - رضي الله عنه - أن يقول مثل ذلك في علي - رضي الله عنه - لأنه هو البادئ باللعن والسب ! والله يقول : ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) ، فإن اعتذر لعلي فليعتذر لمعاوية - رضي الله عنهما .

وأما أهل السنة –ولله الحمد- فيشهدون ببطلان هذه القصة، ويترضون عن الجميع .


وعن الطبري تداول هذه الحكاية بعض المؤرخين الذين صرحوا في مقدمات كتبهم اعتمادهم عليه؛ كالمسعودي[11]، وابن الأثير[12].

ثم تفنن من بعدهم من مؤرخي الشيعة وغيرهم من الفرق الضالة أعداء الصحابة؛ كالمعتزلة والخوارج في حبك هذه الأكذوبة والزيادة عليها، وأنها استمرت يُعمل بها عشرات السنين على منابر المسلمين!! دون أن ينكرها أحد ! إلى أن جاء عمر بن عبدالعزيز فأبطلها.

انظر على سبيل المثال : "مروج الذهب" للمسعودي (3/41-42)، و"شرح نهج البلاغة" للشيعي المعتزلي ابن أبي الحديد (1/778-790)، (5/752، 754، 759). و"الكامل" للمبرد (نقلاً عن شرح نهج البلاغة 1/778، ولم أجده في المطبوع من الكامل)، و"الرد على الإمامية" للجاحظ (نقلاً عن شرح نهج البلاغة 1/778 وما بعدها) و"الأحداث" للمدائني، و"العقد الفريد" لابن عبد ربه (انظر النصائح الكافية لابن عقيل، ص 96-98) ، وغيرهم .

ثم تلقفها من هؤلاء: بعض المؤرخين والكتاب المعاصرين ممن لا يفرق بين الغث والسمين ، أو كان ذا نوايا سيئة ؛ كالدكتور حسن إبراهيم حسن في تاريخه (1/323) ، والعقاد في كتابه عن معاوية (ص14) ،والمودودي في " الخلافة والملك " ( ص 112-113) ، والتليدي في "فضائل الصحابة"! (ص159-160)، والحجوي في " الفكر السامي " ( ص 54 ) ، وعبدالله النفيسي ! في كتابه " عندما يحكم الإسلام " ( ص 111 ) ، وحسن المالكي في كتابه "نحو إنقاذ! التاريخ الإسلامي" (ص20 وما بعدها) وحسن السقاف في تعليقه على "دفع شبه التشبيه"؛ لابن الجوزي (ص 236) والتيجاني في كتاب "ثم اهتديت !، (ص 106-107، 121، 169).

علماء وكتّاب ردوا هذه الفرية :

- قال الشيخ الألوسي – رحمه الله – في كتابه " صب العذاب على من سب الأصحاب "[13] : ( وما يذكره المؤرخون من أن معاوية رضي الله تعالى عنه كان يقع في الأمير كرم الله تعالى وجهه بعد وفاته ويظهر ما يظهر في حقه ، ويتكلم بما يتكلم في شأنه مما لا ينبغي أن يعول عليه أو يلتفت إليه ؛ لأن المؤرخين ينقلون ما خبث وطاب ، ولا يميزون بين الصحيح والموضوع والضعيف ، وأكثرهم حاطب ليل ، لا يدري ما يجمع، فالاعتماد على مثل ذلك في مثل هذا المقام الخطر والطريق الوعر والمَهمَه الذي تضل فيه القطا ويقصر دونه الخطا ، مما لا يليق بشأن عاقل ، فضلا عن فاضل ) .

- وقال الشيخ محمد العربي التباني في "تحذير العبقري من محاضرات الخضري"[14] راداً هذه التهمة: ( أقول: لم يثبت عن معاوية رضي الله عنه أنه سب علياً أو لعنه مرة واحدة فضلاً عن الاهتمام به والتشهير به على المنابر، وقد تقدم ثناؤه وترحمه عليه في أثر ضمرة بن حمزة الكناني وغيره، فكلامه – أي الخضري - هذا باطل لا أصل له عنه رضي الله عنه ) .

وقال : ( ن الصحابة بشر يصدر منهم في حالة الغضب في حق بعضهم بعضاً ما يصدر من غيرهم) . [33] .

- الدكتور عبدالعزيز محمد نور ولي في رسالته "أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري"[15] .

- الشيخ محمود الزعبي في "البينات في الرد على أباطيل المراجعات"[16]، قائلاً: ( أما قول الرافضي بأن معاوية رضي الله عنه لعن علياً على منابر المسلمين؛ فهو محض كذب وبهتان؛ بل هو معارض بما ثبت عن معاوية أنه بكى علياً يوم قتله، وأنه كان يترحم عليه، ويعترف بأفضليته عليه) .

- الشيخ صالح بن سعد اللحيدان في كتابه "نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين على ضوء العبقريات"[17] قائلاً: ( لم يثبت بنص صحيح أبداً، ولم يصل إلينا نص سالم من المعارض؛ إنما فهم المؤلف هذا وأقره ونقله من خلال مجرد نقل سار عليه من كتب مذهبية إخبارية تاريخية وشعوبية، وحديثية لم يصح سندها، وهذه المقولة لاكها نقلة كثيرون في هذا بسبب تعصب أو جهل بمقتضيات حقيقة السند والمتن ) .

- الشيخ عبدالعزيز بن حامد في رسالته "الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية"[18] .

- الشيخ سليمان العلوان في رده على السقاف "إتحاف أهل الفضل والإنصاف"[19]

- الشيخ خالد العسقلاني في رده على التيجاني "بل ضللت"[20]

- الدكتور إبراهيم شعوط في كتابه "أباطيل يجب أن تُمحى من التاريخ"[21].

ومما يزيد هذه الفرية وهنًا [22] :

1- أن معاوية- رضي الله عنه - منـزه عن مثل هذه التهم، بما ثبت من فضله في الدين، فقد كان كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وثبت في سنن الترمذي بسند صحيح من حديث عبدالرحمن بن عميره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية: " اللهم اجعله هادياً مهدياً وأهد به" [23].

وكان محمود السيرة في الأمة، أثنى عليه بعض الصحابة وامتدحه خيار التابعين، وشهدوا له بالدين والعلم، والعدل والحلم، وسائر خصال الخير.

فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال لما ولاّه الشام: ( لا تذكروا معاوية إلا بخير ) [24].

وعن علي - رضي الله عنه - أنه قال بعد رجوعه من صفين: ( أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية، فإنكم لو فقدتموه رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل ) [25].

وعن ابن عمر أنه قال: ( ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية. فقيل : ولا أبوك؟ قال: أبي عمر –رحمه الله- خير من معاوية، وكان معاوية أسود منه) [26].

وعن ابن عباس قال: ( ما رأيت رجلاً كان أخلق بالملك من معاوية ) [27] .

وفي صحيح البخاري أنه قيل لابن عباس: ( هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة قال: إنه فقيه ) [28].

وعن عبدالله بن الزبير أنه قال: ( لله در ابن هند –يعني معاوية- إنا كنا لنفرقه وما الليث على براثنه بأجرأ منه، فيتفارق لنا، وإن كنا لنخدعه وما ابن ليلة من أهل الأرض بأدهى منه فيتخادع لنا، والله لوددت أنا مُتّعنا به ما دام في هذا الجبل حجر وأشار إلى أبي قبيس ) [29] .

وعن قتادة قال: ( لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم هذا المهدي) [30].

وعن مجاهد أنه قال: ( لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي ) [31].

وعن الزهري قال: ( عمل معاوية بسيرة عمر بن الخطاب سنين لا يخرم منها شيئاً ) [/32].

وعن الأعمش أنه ذكر عنده عمر بن عبدالعزيز وعدله فقال: ( فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا: يا أبا محمد يعني في حلمه؟ قال: لا والله، بل في عدله) [33].

وسئل المعافى : معاوية أفضل أو عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: ( كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبدالعزيز) [34].

والآثار عن السلف في ذلك كثيرة، وإنما سقت هنا بعضها.


كما أثنى على معاوية - رضي الله عنه - العلماء المحققون في السير والتاريخ، ونقاد الرجال :

يقول ابن قدامة المقدسي: ( ومعاوية خال المؤمنين، وكاتب وحي الله، وأحد خلفاء المسلمين –رضي الله تعالى عنهم-) [35].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة، وهو أول الملوك، كان ملكه ملكاً ورحمة) [36].

وقال: ( فلم يكن من ملوك المسلمين خير من معاوية، ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيراً منهم في زمان معاوية ) [37].

وقال ابن كثير في ترجمة معاوية : ( وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين... فلم يزل مستقلاً بالأمر في هذه المدة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية، والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض، والمسلمون معه في راحة وعدل، وصفح وعفو ) [38].

وقال ابن أبي العز الحنفي: ( وأول ملوك المسلمين معاوية وهو خير ملوك المسلمين ) [39].

وقال الذهبي في ترجمته: ( أمير المؤمنين ملك الإسلام ) [40].

وقال: ( ومعاوية من خيار الملوك، الذين غلب عدلهم على ظلمهم ) [41].

وإذا ثبت هذا في حق معاوية ؛ فإنه من أبعد المحال على من كانت هذه سيرته، أن يحمل الناس على لعن علي رضي الله عنه على المنابر ، وهو من هو في الفضل. وهذا يعني أن أولئك السلف وأهل العلم من بعدهم الذين أثنوا عليه ذلك الثناء البالغ، قد مالؤوه على الظلم والبغي واتفقوا على الضلال وهذا مما نزهت الأمة عنه بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن أمتي لا تجتمع على ضلالة " [42].


2- من علم سيرة معاوية في الملك، وما اشتهر به من الحلم والصفح، وحسن السياسة للرعية، ظهر له أن ذلك من أكبر الكذب عليه.

فقد بلغ معاوية في الحلم مضرب الأمثال، وقدوة الأجيال ؛ قال عبدالملك بن مروان وقد ذُكر عنده معاوية: ( ما رأيت مثله في حلمه واحتماله وكرمه ) [43].

وقال قبيصة بن جابر: ( ما رأيت أحداً أعظم حلماً، ولا أكثر سؤدداً، ولا أبعد أناة، ولا ألين مخرجاً، ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية ) [44].

ونقل ابن كثير: ( أن رجلاً أسمع معاوية كلاماً سيئاً شديداً، فقيل له : لو سطوت عليه؟ فقال: إني لأستحيي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي ) [45].

وقال رجل لمعاوية: ( ما رأيت أنذل منك ! فقال معاوية: بلى من واجه الرجال بمثل هذا ) [46].

فهل يُعقل بعد هذا أن يسع حلم معاوية سفهاء الناس وعامتهم المجاهرين له بالسب والشتائم، وهو أمير المؤمنين، ثم يأمر بعد ذلك بلعن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب على المنابر، ويأمر ولاته بذلك في سائر الأمصار والبلدان ؟! الحكم في هذا لكل صاحب عقل وفهم .


3- قال ابن كثير: ( وقد ورد من غير وجه: أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له: هل تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال: والله إني لأعلم أنه خير مني وأفضل، وأحق بالأمر مني...) الخبر[47].

ونقل ابن كثير أيضاً عن جرير بن عبدالحميد عن مغيرة قال: ( لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي، فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته؟ فقال: ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم ) [48].

فهل يسوغ في عقل ودين أن يسب معاوية علياً بل ويحمل الناس على سبه وهو يعتقد فيه هذا ؟!


4- أنه لا يعرف بنقل صحيح أن معاوية تعرض لعلي بسب أو شتم أثناء حربه له في حياته، فهل من المعقول أن يسبه بعد انتهاء حربه معه ووفاته؟! فهذا من أبعد ما يكون عند أهل العقول، وأبعد منه أن يحمل الناس على سبه وشتمه.


5- أن معاوية كان رجلاً ذكياً، مشهوراً بالعقل والدهاء، فلو أراد حمل الناس على سب علي- حاشاه ذلك- أفكان يطلب ذلك من مثل سعد بن أبي وقاص، وهو من هو في الفضل والورع، مع عدم دخوله في الفتنة أصلاً!! فهذا لا يفعله أقل الناس عقلاً وتدبيراً، فكيف بمعاوية.


6- أن معاوية انفرد بالخلافة بعد تنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما له ، واجتمعت عليه الكلمة والقلوب ودانت له الأمصار بالملك، فأي نفع له في سب علي؟ بل الحكمة وحسن السياسة تقتضي عدم ذلك، لما فيه من تهدئة النفوس، وتسكين الأمور، ومثل هذا لا يخفى على معاوية الذي شهدت له الأمة بحسن السياسة والتدبير.


7- أنه كان بين معاوية بعد استقلاله بالخلافة وأبناء علي من الأُلفة والتقارب، ما هو مشهور في كتب السير والتاريخ. ومن ذلك أن الحسن والحسين وفدا على معاوية فأجازهما بمائتي ألف. وقال لهما: ( ما أجاز بهما أحد قبلي، فقال له الحسين: ولم تعط أحد أفضل منا ) [49].

ودخل مرة الحسن على معاوية فقال له: ( مرحباً وأهلاً بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر له بثلائمائة ألف ) [50].

وهذا مما يقطع بكذب ما ادعي في حق معاوية، من حمله الناس على سب علي، إذ كيف يحصل هذا ؟ مع ما بينه وبين أولاده من هذه الألفة والمودة، والاحتفاء والتكريم . وبهذا يظهر الحق في هذه المسألة، وتتجلى الحقيقة.


بقي أن يقال :

- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " منهاج السنة "[51] : ( وأما ما ذكره – أي الرافضي - من لعن علي؛ فإن التلاعن وقع من الطائفتين كما وقعت المحاربة، وكان هؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم، وهؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم، وقيل: إن كل طائفة كانت تقنت على الأخرى، والقتال باليد أعظم من التلاعن باللسان، وهذا كله؛ سواء كان ذنباً أو اجتهاداً، مخطئاً أو مصيباً؛ فإن مغفرة الله ورحمته تتناول ذلك؛ بالتوبة، والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، وغير ذلك..." . وما أجمل أن يقال هنا ما قاله الأعمش – رحمه الله - : " حدثناهم بغضب أصحاب محمد الله صلى عليه وسلم فاتخذوه دينًا ) [71].

والعجب من الرافضة وأشباههم عندما تراهم يتمدحون بأن عليًا – رضي الله عنه – ومن معه كانوا يسبون أو يدعون على معاوية – رضي الله عنه – ومن معه ، ويرون ذلك منقبة لهم ! في مقابل التشنيع على غيرهم بالحكايات الباطلة والموضوعة .

قال يحيى بن حمزة ، الإمام الزيدي ، في رسالته "الوازعة للمعتدين عن سب صحابة سيد المرسلين"[52] : ( وانظر في معاملته –أي علياً رضي الله عنه لمعاوية وعمرو بن العاص وأبي الأعور وأبي موسى الأشعري؛ فإنه كان يعامل هؤلاء باللعن والتبري منهم ) ! فهو يفتخر بأن علياً كان يلعن معاوية - رضي الله عنهما - !!

قال الشيخ مقبل الوادعي –رحمه الله- في الهامش –متعقباً-: ( أما اللعن فلم نجده في شيء من كتب السنة المعتمدة بعد البحث الطويل، وأما الدعاء عليهم فقد صح عنه رضي الله عنه: قال ابن أبي شيبه (2/137): حدثنا هشيم قال: أخبرنا حصين، قال: حدثنا عبدالرحمن بن معقل: قال: صليت مع علي صلاة الغداة؛ فقنت، فقال في قنوته: اللهم عليك بمعاوية وأشياعه، وعمرو بن العاص وأشياعه، وأبا الأعور السلمي وأشياعه، وعبدالله بن قيس وأشياعه، قال البيهقي (2/204) وقد أخرج بعضه: صحيح مشهور، وهو كما قال من حيث الصحة؛ فهو على شرط الشيخين) اهـ كلام الشيخ مقبل.

ومن المناسب أن أختم بما أخرجه عبدالرزاق في" مصنفه " عن عروة : ( أن المسور بن مخرمة أخبره أنه وفد على معاوية ، فقضى حاجته ، ثم خلا به فقال : يا مسور ! ما فعل طعنك على الأئمة ؟ قال : دعنا من هذا وأحسن . قال : لا والله ، لتكلمنّي بذات نفسك بالذي تعيب عليّ . قال مسور : فلم أترك شيئًا أعيبه عليه إلا بينت له . فقال : لا أبرأ من الذنب ، فهل تعد لنا يا مسور مانلي من الإصلاح في أمر العامة ؟ فإن الحسنة بعشر أمثالها ، أم تعد الذنوب وتترك الإحسان ؟ قال : ما نذكر إلا الذنوب . فقال : فإنّا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه . فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تُهلكك إن لم تُغفر ؟ قال : نعم . قال : فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق مني ؟ فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي ، ولكن والله لاأخيّر بين أمرين : بين الله وبين غيره إلا اخترت الله على ما سواه ، وإني لعلى دين يُقبل فيه العمل ويُجزى فيه بالحسنات ، ويُجزى فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها . قال : فخصمني . قال عروة : فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه ) [53].

تنبيه ( 1 ) :
وجدتُ تشابهًا كبيرًا بين كتاب الأستاذ الشنقيطي " الخلافات السياسية .. " ، وكتاب المودودي " الخلافة والملك " في قضايا أساسية كبيرة ؛ كالنظرة إلى عدالة الصحابة، أو التحامل على معاوية – رضي الله عنه – وبني أمية ، وتصديق مايتناقله رواة الشيعة عنهم من أكاذيب ، أو التبجح بعد الاعتماد على كتاب " منهاج السنة " لشيخ الإسلام ، وكتاب " العواصم " لابن العربي ، وادعاء الاعتماد على المصادر الموثوقة ! ، التي هي عنده : تاريخ الطبري ، وكتاب " الإمامة " المكذوب على ابن قتيبة !! ، وأشياء أخرى ( انظر : ص 66، 78 ، 84 ، 113 ، 205، 219 ، 233 من كتاب المودودي ) . فالنَفَس هو النَفَس . وقد زاد كتاب المودودي بما هو أسوأ عندما لمز عثمان – رضي الله عنه - ! ( انظر : ص 64،70،71) . ومن خلال اطلاعي على كتاب المودودي أرى انه يحتاج إلى نقض وتفنيد ما جاء فيه من آراء أصبحت دستورًا لمن بعده من أصحاب الروح الثورية – هداهم الله - . وقد ذُكر في خاتمته أن بعض علماء الهند رد عليه ، فليت طالب علم من تلك البلاد يقوم بترجمة ردود العلماء عليه وطباعتها .

تنبيه ( 2 ) :
ذكرت في مقدمة تحقيقي لرسالة العالم الأزهري محمود النواوي - رحمه الله - " العقاد في الميزان " أن معاوية - رضي الله عنه - تكالب عليه الخصوم من كل جانب ، متوافقون في العداء له ، مختلفون في السبب ؛ ومن ضمنهم : الثوريون ، أصحاب النزعة الثورية في الخروج على حكام المسلمين ، متأثرين بالمعتزلة وغيرهم ، زاعمين أنهم ضد " الاستبداد " ! والشنقيطي - هداه الله - واحدٌ في ركبهم .

لذا ؛ علم النبهاء من رجال السلف وعلماء السنة أن معاوية - رضي الله عنه - ، وإن لم يكن من كبار الصحابة - رضي الله عنهم ، بل لا مقارنة بينه وبين علي - رضي الله عنه - في الفضل ، قال شيخ الإسلام - مقررًا هذا - : ( وليس في الصحابة بعدهم - الخلفاء الثلاثة - من هو أفضل من علي ، ولا تُنازع طائفة من المسلمين بعد خلافة عثمان في أنه ليس في جيش علي أفضل منه ، و لم تفضّل طائفة معروفة عليه طلحة والزبير ، فضلاً أن يُفضل عليه معاوية ) . " منهاج السنة : 6 / 330 " . إلا أنه بعد أن أصبح غرَضًا لسهام الأعداء من كل جانب ، أصبح " خط الدفاع الأول " عن حمى الصحابة ؛ لما رأو أن الذين نالوا منه وتجرأوا عليه ، انتقلوا بعده إلى مقام من هو أرفع وأجلّ ؛ كعثمان ، الخليفة الراشد - رضي الله عنه - ، وعائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - ، فقالوا قولتهم المشهورة : ( معاوية عندنا محنة ، فمن رأيناه ينظر إلى معاوية شزرًا اتهمناه على القوم - أعني على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ) ، وقولتهم : ( معاوية بن أبي سفيان ستر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه ) ، وقولتهم : ( معاوية بمنزلة حلقة الباب من حركه اتهمناه على من فوقه ) .

رضى الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم، و غفر الله لنا و لهم ، و لجميع من أحبهم ، وجمعنا بهم في دار كرامته . والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

رسالة " العقاد في الميزان "
للشيخ محمود النواوي - رحمه الله -
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=14080



الهوامش :

[1] انظر تعليقه على مسند معاوية رضي الله عنه (11/566)، وقد نقله الدكتور في كتابه (ص 101).
[2] (ص 177).
[3] ( ص ) .
[4] صحيح مسلم، (4/1871).
[5] شرح صحيح مسلم (15/175).
[6] المفهم (6/278).
[7] أخرجه مسلم (2409).
[8] ينظر : السنة لابن أبي عاصم، تحقيق الدكتور باسم الجوابرة (2/949 وما
بعدها). [25] صب العذاب على من سب الأصحاب، ص 421.
[9] (5/113).
[10] ينظر: رسالة "مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري" للدكتور يحيى اليحيى.
[11] (7/295).
[12] ينظر مقدمة تاريخه (1/15).
[13] ينظر مقدمة تاريخه (1/3).
[14] ص 421
[15] (2/198).
[16] (2/299-300).
[17] ص 370
[18] ص 35
[19] ص 194
[20] ص 72
[21] ص (243 – 245).
[22] ص 47، 61
[23] ص 394 - 396
[24] ينظر كتاب "الانتصار للصحب والآل" للدكتور إبراهيم الرحيلي –حفظه الله- (362-377)، وعنه أنقل بتصرف.
[25] السلسلة الصحيحة للألباني ، (4/615).
[26] البداية والنهاية (8/125).
[27] المرجع السابق (8/134).
[28] المرجع السابق (8/137).
[29] المرجع السابق .
[30] فتح الباري (7/103).
[31] البداية والنهاية (8/138).
[32] السنة؛ للخلال (1/438).
[33] المرجع السابق.
[34] المرجع السابق (1/444) .
[35] المرجع السابق (1/437).
[36] المرجع السابق (1/435).
[37] لمعة الاعتقاد، ص 33
[38] مجموع الفتاوى (4/478).
[39] منهاج السنة (6/232).
[40] البداية والنهاية (8/122)
[41] شرح العقيدة الطجاوية، ص 722
[42] سير أعلام النبلاء (3/120).
[43] المرجع السابق (3/159).
[44] السلسلة الصحيحة؛ للألباني (رقم 1331).
[45] البداية والنهاية (8/138).
[46] المرجع السابق.
[47] المرجع السابق.
[48] المرجع السابق.
[49] المرجع السابق (8/132).
[50] المرجع السابق (8/133).
[51] المرجع السابق (8/139).
[52] المرجع السابق (8/140).
[53] (4/468) وانظر: "إتحاف أهل الفضل والإنصاف" للشيخ سليمان العلوان، ص 61-62.
[54] سير أعلام النبلاء ، ( 2/394) .
[55] ص 112 - 121
[56] سير أعلام النبلاء ، وقال المحقق : رجاله ثقات ، وهو في المصنّف ( 20717) .






  رد مع اقتباس
قديم 30-01-16, 11:35 PM   رقم المشاركة : 2
منهج السالكين
(أبو معاذ) مشرف سابق







منهج السالكين غير متصل

منهج السالكين is on a distinguished road


جزاك الله خيرا على ما خطت يداك
موضوع قيم






  رد مع اقتباس
قديم 30-01-16, 11:43 PM   رقم المشاركة : 3
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road


تنبيه :

ألّف الأستاذ أمين الحداء - هداه الله - ، وهو شيعي يتظاهر بالسنة ، كتابًا بعنوان " إيقاف الناظرين على سب الأمويين لأمير المؤمنين وآله الطاهرين " حاول فيه جهده أن يُلصق هذه الأكذوبة بمعاوية - رضي الله عنه -! مرددًا الشبهات السابقة وما شابهها .

وقولي عنه : " شيعي يتظاهر بالسنة " ؛ لأني تأملت كتبه - وهي قليلة - ، فرأيت هدفه الأول فيها أن يقود القارئ بمكر وخديعة إلى أن يعتنق عقيدة الرافضة في معاوية - رضي الله عنه - من أنه ( منافق ، في الدرك الأسفل من النار ) !!

وهو لم يجرؤ على التصريح بهذا ؛ كما فعل شبيهه حسن المالكي ؛ كي يستدرج القارئ استدراجًا إلى هدفه ، دون أن يفاجئه به ، فيما لو جهر به من البداية .

وأما حديث : " لا يُبغضك إلا منافق " الذي يدندن حوله ، والذي هو رأس ماله ، والذي ردده أشياخ الرافضة قبله ؛ فقد أجاب عنه علماء السنة ، وبينوا معناه ، كما تجده في ( ص 100 - 114 ) من هذا الكتاب الذي حققته :

http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=6814


- والحداء هذا - هداه الله - يعتمد على ما يلتقطه من كتب السنة ، مما يظنه يشهد لعقيدته الفاسدة ، دون رجوع لفهم علماء السنة ، الذين - ولله الحمد - يرجعون إلى أصول شرعية واضحة ، ويجمعون ما بين النصوص ، ويفهمونها الفهم الصحيح .

فمثلاً : وردت أحاديث في فضل معاوية - رضي الله عنه - ، ومعها أقوال السلف ، وسيرته العطرة ، وحكمه للمسلمين 20 عامًا ، ونشره للإسلام .. إلخ ، كل هذا تجاهله الحداء ، ولم يلتفت إليه ! وتبنى نظرة الرافضة لمعاوية - رضي الله عنه - ؛ بسبب فهمٍ كسيح لحديث : " لا يُبغضك إلا منافق " !

فكيف يكون سنيًا من هذا حاله ؟

وأما اعتماده على مصادر السنة ، فهو تذاكٍ منه ، ومخادعة للجهلة منهم ، ليروّج لباطله بينهم ، دون أن يتحسسوا منه .

- ومن حكمة الله : أنه - بسبب اعتماده على كتب السنة - وقع في شر أعماله ؛ فاتهم عليًا - رضي الله عنه - بالنفاق من حيث لا يشعر !!

توضيحه : أنه أورد من الأدلة على تحريم إيذاء آل البيت ، وأنه نفاق .. الخ : الحديث الذي رواه البخاري في " صحيحه " : ( وإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ) .

وفات المسكين أن هذا الحديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما علم بنية علي - رضي الله عنه - الزواج على فاطمة - رضي الله عنها - !!

وهذا نصه من البخاري :

( عن الْمِسْوَر بْنَ مَخْرَمَةَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ ، وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ لَهُ : إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحًا ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ .
فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ : " أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي ، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي ، وإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ، وَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا )
.

فعلى حسب تقرير هذا المتشيع : يكون علي - رضي الله عنه - منافقًا !!

وحاشاه من ذلك .

أسأل الله أن يهدي الحداء ، ويسلل سخيمة نفسه ، ويُلهمه التوبة من عقيدة الرافضة ..



أخيرًا :
وقد وجدتُ بيانًا منشورًا في الأنترنت يتبرأ فيه القاضي اليمني محمد بن إسماعيل العمراني - وفقه الله - من كتب أمين الحداء ، وكان قد قدّم لبعضها ، منخدعًا بصاحبها :

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=267624







  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:55 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "