العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ سليمان بن صالح الخراشي رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-04-14, 07:08 PM   رقم المشاركة : 1
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road


هل تُصدّق ؟ جماعة " الإخوان " في العراق تُرشح شيعيًا مُعممًا لرئاستها !!

بسم الله الرحمن الرحيم

رغم كل ما قيل عن تساهل جماعة الإخوان في علاقتهم ونظرتهم للشيعة ، لم أكن أتصور أن يصل ذاك التساهل بل التمايع إلى أن يُرشحوا شيعيًا مُعممًا ليكون رئيسًا عليهم !! وهذا – للأسف – ما فعله إخوان العراق كما سيأتي .
ثم زال استغرابي عندما اطلعت على مذكرات مرشد الإخوان في العراق : الشيخ محمد محمود الصواف رحمه الله ، فوجدته يقول تحت عنوان " تآلف الشيعة والسنة " ( ص 134 ) :

( وأكثر من ذلك ؛ فقد شملت الدعوة : السنة والشيعة ) !


فدعوتهم من الممكن أن يكون من أعضائها من هو شيعي ، وطبيعي جدًا أن يصل هذا العضو إلى رئاستها ، ولو كان مُعممًا ! وهذا ما حدث مع الشيعي المعمم طالب الرفاعي ، الذي ذكر في " أماليه " ( ص 106 – 114 ) قصة ترشيح جماعة الإخوان بالعراق له ليكون رئيسًا لهم :

يقول :

(ترشيحي لرئاسة الإخوان : قلت : كانت علاقتي بجماعة «الإخوان» تمتدُّ إلى أوائل الخمسينيات، من القرن الماضي، والصِّلة كانت بالمؤسس محمد محمود الصَّواف، وكنت أتردد على جمعية فلسطين التي يتبنّونها، وقراءتي لمنشوراتهم، وأن محمد هادي السُّبيتي كان على صلة بهم وبـ «حزب التَّحرير الإسلامي». أما علاقتي بالـ «حزب الإسلامي العراقي»، وهو حزب «الإخوان المسلمين» فرع العراق، فأقصّها كالآتي:
في أحد الأيام، من العام 1960 م، أتيت إلى الكاظمية قادمًا من النَّجف الأشرف، وكان السيد محمد باقر الصدر هناك، وكان مقصد زيارتي إليه، بعد زيارة ضريحي الإمامين الجوادين: موسى بن جعفر وحفيده محمد الجواد. ذهبتُ إليه ولحظتها جاء أحد مسؤولي تحرير مجلة «الأضواء» بالنَّجف ليأخذ كلمة الصَّدر، وهي تُنشر تحت عنوان «كلمتنا» بلا اسمه، وبعد توقفه عن كتابتها أخذ يكتبها السَّيد محمد حسين، ثم كتبها أبو إبراهيم الشّيخ محمد مهدي شمس الدِّين (ت 2001)، وبعد الغداء مكثت مع الصَّدر حتى العصر، ونقلنا مجلسنا إلى الحديقة، وكان البيت أعطاه له أحد مريديه طوال فترة وجوده بالكاظمية.
نحن في هذه الأثناء، وإذا بخاله الشَّيخ مرتضى آل ياسين يدخل علينا، فنهضنا لاستقباله، وما إن رمقني ببصره الشَّريف قال: سيد طالب! شكو عندك هنا هذا مو مكانك! لحظتها استغربت من هذا الأسلوب وهذه اللهجة، مع أن الشيخ في منتهى الأخلاق واللُّطف! ثم قال: مكانك «الحزب الإسلامي»، عجّل إلى هناك، فالآن مؤتمره يُعقد بالأعظمية.
مباشرة نهضتُ وذهبتُ إلى مكان انعقاد المؤتمر، فأخذت سيارة أجرة ووصلت، وإذا بمكبرات الصَّوت تلعلع، كان ذلك بعد إجازة تأسيس الحزب العام 1960 م، وكان عبد الكريم قاسم أجازهم في يوم واحد هم والحزب الشِّيوعي البديل، جماعة يوسف الصَّائغ، وليس الحزب الشِّيوعي العراقي الذي كان أمينه العام سلام عادل .
دخلت إلى المؤتمر وإذا أجد الشيخ جليل شختور، وهو شيعي من سوق الشيوخ ابن الشيخ يوسف شختور، أحد علماء مدينة سوق الشيوخ، وهو من الإسلاميين أيضًا. ووجدت أحد الحلاقين وهو من مدينتي الرفاعي، وليس له لا بالعير ولا بالنفير، واسمه شنان، يعتمر العقال والكوفية، وكنت أعرفه من الرِّفاعي، فقلت له: شنان ماذا تفعل هنا! وعرفت أنه في «الحزب الإسلامي العراقي»، أي من «الإخوان المسلمين» أيضًا، وهو الآخر شيعي بطبيعة الحال، وهو على ما يبدو جرفه التَّيار ضد الشِّيوعيين أيضًا.
دخلتُ قاعة المؤتمر، فاستُقبلتُ استقبالاً حارًا حافلاً، وأنا بعمامتي السَّوداء وجبتي، وصادف أن انتهت كلمة المتحدّث من على المنصة، فأخذوني من الباب إلى المنصة مباشرة لأُلقي خطابًا في المؤتمر، فهذه فرصة كبيرة كوني عالمًا شيعيًا، وبمواجهة عبد الكريم قاسم، ويشارك في مؤتمر «الإخوان المسلمين»، إنها فرصة لا تعوّض. كان مستهل كلمتي الآية الكريمة: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} .
انطلقت من الآية ومكبرات الصوت تصدح، والقائمون على المؤتمر كانوا مسرورين أيما سرور، وقد ذكرتُ هذه الحكاية عند رواحي إلى مصر، بعد حين، للشيخ طه جابر العلواني، فقال لي: أنا الذي قدمتك في تلك المناسبة، وأنا الذي صعدتُ معك إلى المنصة، وما كنت أتذكر اسم من قدمني عندها.
فقلت: «شهد شاهد من أهلها». لأنه كان ضمن جماعة «الإخوان المسلمين»...
أخذتُ أفسر الآية المذكورة، وطال الخطاب نحو الخمسين دقيقة، وكان بحسب ما سمعته من الحضور وما بان من سرور على وجوههم موفقًا، لم أُهاجم أحدًا ، إنما كانت كلمتي إسلامية دينية بحتة، ولم أتحدث عن شِيعة وسُنَّة، بل حصرت الحديث في محاسن الشَّريعة الإسلامية والنظام الإسلامي. لما نزلت من المنصة أُخذت بالأحضان والتَّقبيل والتَّرحيب المنقطع النَّظير، فقد أشعروني بما لم أكن أتوقعه، فقلت حينها: جزاك الله يا شيخنا المرتضى، لما أشار أعليَّ بحضور هذا المؤتمر، بل أمرني بالحضور.
بعدها كنت عند ما أسيرُ في الشارع ببغداد، أو أزور مجلسًا من المجالس، يتقدم أُناس يسلمون عليَّ، منهم أكراد مثلاً، ويقولون: نشكرك على كلمتك في مؤتمر الحزب. مرَّت فترة قصيرة، وعقدوا مجلسًا لاختيار رئيس للـ «حزب الإسلامية العراقي»، ولم أكن أعلم بذاك أن اسمي كان مرشحًا لهذه المهمة...
جاءني – معن العجلي - في غرفتي الخاصة وإذا به يضحك مباشرة بلا مقدمات، فقلتُ خيرًا إن شاء الله تضحك يا أبا المهلب! قال: جئتك بخير الدُّنيا والآخرة. ثم قال: قبل ذلك قُم والبِس ثيابك، فالسَّيارة تنتظرنا. فسألته: ما القصة! قال: الآن مجلس الحزب الإسلامي ينعقد ببغداد، فلما بحثوا في اختيار رئيس للحزب اتفقوا على اختيار طالب الرِّفاعي رئيسًا. فالمجلس يبقى ينتظر مجيئك، وهو في حالة انعقاد حتى يبايعوك.
قلتُ: يا معن هذه قضية كبيرة وخطيرة في الوقت نفسه على شخص مثل طالب الرفاعي. قال: هم اختاروك، وأنا جئت أبلغُك ومعي سيارةُ أحد كبار الجماعة الخاصة تنتظرك مع سائقها، وهي مدة المسافة من النَّجف إلى بغداد. فأخذتُ أفكر بمخرج، فالمسألة ليست سهلةً، أن حزبًا سُنِّيًا يختارُ معممًا شيعيًا رئيسًا له! هذا لم يحدث في التاريخ أبدًا. ففهمت أنهم اختاروني انطلاقًا من خطابي في قاعة مؤتمر الحزب.
أخبرت معن: انتظرني لعشرين دقيقة أذهب إلى الشيخ مرتضى آل ياسين وأعودُ إليك. فلا بدَّ من الاستشارة لأني بالأساس، بعمامتي ووضعي الخاص، أُمثل جهة، ونحن كنا قد شكلنا «حزب الدَّعوة»، وعلاقتنا مع «الإخوان المسلمين» جيدة، نحضرُ مناسباتهم، ويحضرون مناسباتنا إلى آخره. وعندما كنا نذهب إلى مناسباتهم نجدهم رافعين صور الإمام علي بن أبي طالب والإمام علي الرِّضا وما تيسَّر من صور الأئمة. لكن تريد الحقيقة، أنا الآن أعتبر تلك الحركات كليشيهات سياسية لا أكثر، فكلُّ القضية كانت موجهة ضد عبد الكريم قاسم.
ذهبتُ إلى الشيخ مرتضى آل ياسين، وقلت له: أنا في حيرة من أمري، عُرضت عليَّ قضية ترشيحي لرئاسة مجلس «الحزب الإسلامي العراقي»، فبماذا تنصحني! قال: أنت حُرُّ في هذا الأمر، وإذا ترى في نفسك القدرةَ فلك الأمر، وأنت حر نفسك. فوجدت الشيخ مرتضى لم يرجح لي القبول أو الرفض، فأبقاها على مسؤوليتي. لما صارت على مسؤوليتي، قلتُ في نفسي: لا أستطيع تحمّل هذه المسؤولية، فسأُحرق حرقًا بالنَّجف عن طريق الألسنة والأقلام، أي سيحرقني الشِّيعة كوني صرت رئيسًا لحزب سُنّي.
عدتُ إلى معن العجلي، وكان ينتظرني في غرفتي، وقلتُ له: اشكر لي جماعة «الحزب الإسلامي» على هذه الثقة وهذا الاختيار والترشيح، لكني لا أجدُ في نفسي القدرة ولا القابلية على تلبية طلبهم في أن أكون على رأس الحزب، أولاً لصغر سني، قياسًا بكبر المهمة، وقلة تجربتي، وأنت تعرف لو قبلت بالمهمة سيفترق قومي في أمري، فربما هناك فريق يوافقني ويؤيدني، لكنه سيكون الأقل.
قلت: بينما الأكثر سينالني بالرِّماح والصَّوارم، وأنا ليست لي قدرةٌ على المجابهة، وجماعة «الإخوان المسلمين» اختاروني لشيعيتي وعِمامتي، وأنا لستُ قائدًا للشِّيعة، إنما أنا طالب الرِّفاعي الفرد، فإذا أرادوا أن يتمُّ الأمر فليكن عبر طريقة أخرى، وهي أن يُقدمَ طلبٌ إلى المرجعية الدِّينية، ثم الأخيرة تُكلّفني به.
أما أن أكون أنا بصفتي الشَّخصية قائدًا شيعيًا لطرف آخر، وعلى مسؤوليتي فهذا صعبٌ عليَّ. فردَّ قائلاً: أنت الشّجاع والجريء! فقلت: ليست هناك شجاعة، وأشكرك على هذا الإطراء يا أبا المهلب، وأي رئيس للحزب يأتي سأكون ساندًا له، ونحن معكم في معسكرٍ واحد ضدَّ الكفر والإلحاد.
عاد معن إلى المؤتمرين، وحينها اختار الحزب الإسلامي عبد الرزاق نعمان السامرائي رئيسًا للحزب، وانتهت القصة إلى هنا ) انتهى حديث طالب الرفاعي .



قلت :
لعل الأحداث الأخيرة في العراق تُفيق جماعة الإخوان هناك من انخداعهم بالشيعة ، بعدما رأوا مكرهم وحقدهم على أهل السنة ، دون تفريق بينهم ، فتكون سببًا في مراجعة موقفهم منهم ، وأنهم قوم لا يُستأمنون ولا يؤمنون . إلا أن ما يُعكر على هذا الرجاء أني قرأت للأستاذ محمد أحمد الراشد - مُنظّر جماعة الإخوان بالعراق - كلامًا يشهد أن القوم لا زالوا – أو بعضهم – في حلمهم القديم ، ماضين خلف وهم التقريب بين السنة والشيعة ! يقول الأستاذ الراشد في كتابه الأخير " بوارق العراق " متحدثًا عن حزب الإخوان الحالي ( ص 142 ) :

( إن معظم أهل السنة ، وشطرًا واسعًا من الشيعة ، ورهطًا كثيفًا من الكرد والتركمان ، هم جميعًا مع مشروع " الحزب الإسلامي العراقي " قلبًا وقالبًا ) !!

أسأل الله أن يهدي جماعة الإخوان ، وأن يُبصرهم بخطر الشيعة الروافض ؛ فيُغيروا مسلكهم القديم في التعامل معهم إلى مسلك : الحذر ، والدعوة ، والمفاصلة . والله الموفق ..






  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:54 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "