العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ سليمان بن صالح الخراشي رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-14, 06:20 PM   رقم المشاركة : 1
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road


هل كان الشيخ محمد قطب أشعريًا .. كما يُنقل عن الشيخ حماد الأنصاري - رحمهما الله -

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد وفاة الشيخ محمد قطب رحمه الله رأيت بعض الإخوة على تويتر يتناقلون مقولة الأخ عبدالأول الأنصاري ، ابن الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله ، في كتابه " المجموع – في ترجمة والده " ص 617 : ( وسمعته يقول : إن محمد قطب شقيق سيد قطب أشعري خطير ، وقد ألف لوزارة المعارف السعودية كتابًا في التوحيد ، وهذا الكتاب كله علم كلام وفلسفة ) .
وبحسب اطلاعي على كتب الشيخ محمد قطب رحمه الله أقول : هذا الكلام غير صحيح . ولعل عُذر الشيخ حماد رحمه الله فيه أنه رأى توسع الشيخ محمد قطب رحمه الله في توحيد الربوبية على حساب غيره من المهمات ؛ فاعتقد بأنه أشعري ؛ لأن الأشاعرة لا يهتمون بتوحيد الألوهية .

ومما يشهد لهذا :
1-تقسيمه التوحيد في كتابه " ركائز الإيمان " وكتابه " مفاهيم ينبغي أن تُصحح " ( ص 147 و 193 ) إلى ثلاثة أنواع : الربوبية والألوهية, والأسماء والصفات . ومعلومٌ أن الأشاعرة لا يقولون بهذا التقسيم ، بل عندهم هذا التقسيم من اختراع ابن تيمية رحمه الله !

2- قوله – في الكتاب السابق - عند الحديث عن توحيد الأسماء والصفات : ( إن هذه الأسماء والصفات والأفعال الواردة في القرآن وفي الحديث يُعرفنا الله بها على نفسه لنتعرف عليه, وما كان ينبغي أن تكون هي التي تُضللنا عن معرفة الله , لولا أن هذه الفرق الضالة قد فُتنت عن حقيقة الإسلام البسيطة الواضحة , بنظريات وأفكار دخيلة على الإسلام ) ص 109, وقوله ص 110 : ( فعلينا إذن أن نؤمن بتلك الأسماء والصفات والأفعال , وأن نقف كذلك عندما جاء منها في القرآن والحديث , ولا نزيد على ذلك ، وهذا هو مذهب السلف رضوان الله عليهم , يؤمنون بها كما وردت , ولا يؤولونها ؛ لأن التأويل من شأن البشر , فهذه الصفات حقيقة ، ولكنها لا تشبه ما نراه من صفات البشر, ( ليس كمثله شيء) لا حاجة بنا ولا حاجة للفطرة السوية بتأويلات الفرق المنحرفة , سواء منها ما يُعطل الصفات , ومن يبحث في كيفيتها ، ولم يؤت القدرة على تكييفها، ومن يشبهها بأعمال البشر .. ) .والأشاعر كما هو معلوم إما أن يؤولوا صفات الله ، أو يفوضوا علمها وحقيقتها ، لا كيفيتها ، والشيخ كما سبق يُخالفهم في هذا الأصل العظيم .

3-حديثة في كتابه السابق ( ص128-129) عن شرك التقريب والزلفى وشرك طلب الشفاعة ، وهذا الكلام لا يقوله أشعري .

4-نقده للصوفية في كتابه" واقعنا المعاصر" ص 139 و ص173 .


5-قوله ( ص9) من كتاب " واقعنا المعاصر" : ( مفهوم لا إله إلا الله أساس الإسلام كله وأكبر أركانه كان قد تحول إلى كلمة تقال باللسان لا علاقة لها بالواقع , ولا مقتضى لها في حياة المسلمين أكثر من أن ينطقوا بها بضع مرات في كل نهار, فضلاً عما أحاط بالعقيدة من خرافة , وعبادة للأضرحة والأولياء والمشايخ ، بدلا من العبادة الصافية الخالصة لله دون وسيط ) . فهل يقول هذا أشعري ؟!

6-قوله عن الأفغاني ومحمد عبده ( ص 403) من كتابه السابق: (هل كانوا هم النتاج المنطقي الوحيد أو النتاج الممكن الوحيد لظروف عصرهم , كلا! فقد كان نموذج محمد بن عبد الوهاب قائمًا في الجزيرة العربية في الوقت الذي عاشوا فيه وكان يمثل الاتجاه الصحيح, والحركة المستقيمة ) . فهل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تُمثل الاتجاه الصحيح المستقيم عند الأشاعرة ؟!


7-نقلة عن شيخ الإسلام رحمه الله كما في كتابه " مفاهيم .." ( ص99) ، ومعلوم أن الأشاعرة ينأون عن شيخ الإسلام ولا يعتمدونه .

إذن ؛ لا يؤاخذ الشيخ محمد قطب رحمه الله بكونه أشعريًا ؛ لأن هذا غير صحيح كما سبق ، وعلى المدعي البينة . إنما يؤاخذ من العلماء بأمور أخرى ، يُمكن تلخيصها في التالي :

1-توسعه في تقرير توحيد الربوبية والحاكمية على حساب توحيد العبادة – كما سبق - ، والمسلمون يحتاجون الثاني أكثر من الأول ، لا سيما وهو يُشاهد صرف أنواع العبادة لغير الله ، في بلده مصر خاصة ، فكان ينبغي التوسع في الإنكار عليهم ، وحث المتأثرين به على تعليمهم وإرشادهم .

2-مبالغته في الحديث عن الحاكمية في كتبه ، وعدها توحيدًا مستقلاً ، كما في كتابه " مفاهيم .. " ( ص 147 ) ، وهي تدخل ضمن توحيد الألوهية عند العلماء . ومما يشهد لتضخمها المبالغ فيه عنده ، قوله في كتابه السابق( ص110): ( من مصائبنا التي ابتلينا بها في قرننا الأخير هذا أننا نُحدث الناس عن نواقض الوضوء وندرسها للطلاب في معاهدنا الدينية مئات المرات, وفي مئات الصفحات , ولا نُحدثهم عن نواقض لا إله إلا الله ، فإن حدثناهم فعن شرك الاعتقاد وشرك العبادة وحدهما دون شرك الاتباع ) !!

3- إطلاقه وصف " الجاهلية " على مجتمعات المسلمين ؛ كما في كتابه " جاهلية القرن العشرين " . وهذا مما انتقده عليه العلماء . قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : ( الجاهلية العامة انتهت ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولله الحمد ، وجاء الإسلام وجاء العلم وجاء النور وسيبقى ويستمر إلى يوم القيامة ، فليس بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم جاهلية عامة ، لكن تكون هناك بقايا من الجاهلية لكنها جاهلية جزئية وجاهلية بمن قامت به ، أما الجاهلية العامة فقد انتهت ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ولن تعود إلى قيام الساعة . أما وجود الجاهلية في بعض الأفراد أو الجماعات أو بعض المجتمعات فهذا أمر واقع لكنها جاهلية خاصة بمن وجدت فيه وليست عامة . فلا يجوز إطلاق الجاهلية على وجه العموم كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم ) "مراجعات في فقه الواقع " ؛ لعبدالله الرفاعي ص ( 49 – 50 ) .


قلت : وبسبب إطلاق هذا الوصف من الشيخ على مجتمعات المسلمين عامة – وإن كان لا يقصد به تكفير الأفراد كما بيّن في كتابه " مفاهيم .. " ص 129 – إلا أنه قد شحن بهذا الوصف قلوب من تأثر بطريقته على مجتمعاتهم وحكامهم ، وأحدث مفاسد كثيرة ، ولم يستثن بلاد التوحيد – حرسها الله - ، التي عاش فيها ! ؛ فسار من تأثر به من الدعاة وطلبة العلم مساره في " المفاصلة " مع هذه البلاد وحكامها – وفقهم الله لما يُحب - . وليس المجال هنا بيان ازدواجيتهم في التعامل مع الدولة السعودية ، والدول التي تمكن منها " الإخوان " ، حيث التهييج وتضخيم الأخطاء مع الأولى ، والتمجيد والغض من الانحرافات العظيمة مع الثانية .


وفق الله الجميع لما يُحب ويرضى ..






  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:50 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "