العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ سليمان بن صالح الخراشي رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-12, 03:19 PM   رقم المشاركة : 1
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road


إلى الدكتور ناجي العربي .. تمهلْ .. لا توغل في هذا الطريق - وفقك الله لما يُحب ويرضى

بسم الله الرحمن الرحيم

ابتدأ الصوفي البحريني الدكتور/ ناجي العربي –هداه الله- كتابة سلسلة عنوانها "التنبيهات المرضية على الأحاديث الضعيفة في كتب الشيخين ابن القيم وابن تيمية".
مُصدرًا الجزء الأول منها في كتيب يستنكر فيه تصحيح ابن القيم رحمه الله لحديث أبي رزين العقيلي رضي الله عنه ، الطويل ، الذي ذكر فيه صلى الله عليه وسلم شيئًا من أمور الآخرة ، حيث صححه ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" (3/677) متابعًا في ذلك ثلة من أئمة السنة وعلماء الحديث . فاعترض الدكتور ناجي على تصحيح ابن القيم للحديث بلغة تهويلية ، مُتبعًا ذلك بتقرير عقيدة المبتدعة في صفات الله عز وجل – كما سيأتي - . وقد أحببت أن أُعلق على كتابته في نقاط ؛ لعلها تُبصّره بأمور غابت عنه ، قبل أن يوغل في هذا الطريق البدعي المُهلك .

أولاً : ليت الدكتور – هداه الله – عندما عزم على تأليف هذه السلسلة تذكر قوله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ، فبدأ بالتنبيه على الأحاديث الموضوعات والأباطيل التي تعج بها كتب شيوخ الصوفية الجهلة ، وهو أدرى بها ، والتي عن طريقها تسلل الشرك والخرافة بين بعض أبناء الأمة ؛ كحديث " إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور " ، وحديث : " لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه " ، وغيرها من الأباطيل . فهذا أولى وأحرى من تتبع كتب العلماء المحققين ، الذين لا يُصححون حديثًا ولا يُضعّفون آخر إلا ولهم سلَف من أئمة المحدثين والنُقاد .. إن كان جادًا في نصرته للسنة.

ثانيًا : نزول لغة الدكتور في كتابته عن ابن القيم ، نحو قوله غير مرة مُهوِّلا : "أين كان عقل ابن القيم؟" (ص 81) ، "لست أدري أين يكون عقله؟" (ص 89) ، وغيرها ، مما لم يستعمله مع غيره ممن صحح الحديث . فلماذا ؟

ثالثًا : أن الإمام ابن القيم رحمه الله قد تابع أئمة الحديث وحفاظه ، وهم أهل هذا الشأن في تصحيح حديث أبي رزين ، وهم الذين رووه ، وتلقوه بالقبول ولم يستنكروه .
فإن أتى ابن القيم جُرمًا بتصحيحه هذا الحديث ، فقد سبقوه ، وهم أولى بالذم والانتقاد - وحاشاهم - منه ، فهم الأئمة الـمُتَّبعون وهو المقتدي الـمُتابِع .
فكيف يخصه رحمه الله بالذم دونهم ؟! أم أنها رغبة منه في إظهار انفراد ابن القيم بتصحيحه ، ومحاولة عيبه وذمه بما لا يصح عيبًا ولا ذمًا .
وكان ممن ذكرهم ابن القيم رحمه الله أنهم صححوا هذا الحديث ، ورووه ، وتلقوه بالقبول دون نكير :
1- عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل.
2- وابن أبي عاصم.
3- وأبا أحمد العسال.
4- والطبراني.
5- وأبا الشيخ الأصبهاني.
6- وابن مندة.
7- وأبا نعيم الأصبهاني.
8- وأبا زرعة الرازي.
9- وأباحاتم الرازي.
10- والإمام البخاري . ( وقد احتج به ، كما نقله عنه الترمذي في سننه (باب ما جاء ما لأدنى أهل الجنة من الكرامة) .
فكل هؤلاء أخبر عنهم ابن القيم أنهم تلقوا الحديث ( بالقبول، وقابلوه بالتسليم والانقياد، ولم يطعن أحدٌ منهم فيه، ولا في أحد رواته ) " زاد المعاد : 3 / 677 – 678 " .
وأضيفُ إليهم :
11- أبا عبدالله الحاكم في المستدرك (4/605) ، فقد روى الحديث وقال عنه: "هذا حديث جامع في الباب صحيح الإسناد ، كلهم مدنيون، ولم يُخرجاه".
12- والحافظ الهيثمي ، حيث أورده في كتابه "مجمع الزوائد" (10/611) وقال عنه: "رواه عبد الله والطبراني بنحوه، وأحد طريقي عبد الله إسنادها متصل، ورجالها ثقات".
13- وأمير المؤمنين في الحديث: الحافظ ابن حجر العسقلاني ، قال عنه في كتابه "الإصابة" (5/591): "سند الحديث حسن "!!
14 - وأطال الشيخ حمود بن عبد الله التويجري - رحمه الله - في كتابه الحافل «إتحاف الجماعة ، بما جاء في أشراط الساعة» في ذكر مصححيه ، والاحتجاج لهم وبهم .
15 – وقال الدكتور محمد البريدي ، محقق الجزء 7 من " تلبيس الجهمية " لابن تيمية : ( هذا الحديث من الأحاديث التي رواها الأئمة ، وتلقوها بالقبول ، وأخرجوها في مصنفاتهم ، فأقل أحواله أنه حسنٌ بتعدد الطرق ) ( ص 57 ) .

فلا حجة بعد هذا للدكتور ناجي في خَصِّهِ ابنَ القيم بالانتقاد دون هؤلاء الأئمة ! وإذا جعلناهم رحمة الله في كفه وهم مصححو الحديث ، وجعلنا الدكتور ناجي في كفة أخرى وهو مضعفه ، ظهرت حقيقة قيمته ، وصدق مكانته ، وأنه لا يجعل ذو لب نفسه في كفة غير كفتهم ، ولا يرى نفسه خصمًا لهم إلا من قد سفه نفسه .
ولا شك أن تخصيصه ابن القيم بالانتقاد دونهم ، لكثرة ردود ابن القيم على أهل البدع ، وكثرة مصنفاته في ذلك ، حتى أصبح لا يحبه إلا متبع مهتد ، ولا يبغضه إلا ضال معتدي ، فأعجزهم رد ما جاء به رحمه الله من حجج بينة ، وأدلة ظاهرة ، فتركوا ذا إلى غيره ، يريدون إيهام الناس أن عمدة ابن القيم في حججه الظاهرات ، الأحاديث الضعيفة والساقطة والموضوعات !

= = = = = = = = = =

* ثم أتبعَ الدكتور ناجي – هداه الله - تهويله السابق على ابن القيم ، بتهويل آخر يستنكر فيه على ابن القيم اعتقاد علو الله على خلقه ! مستنكرًا الاحتجاج على هذه العقيدة السنية بآية : ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ(36) أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً﴾ ، وشعر أمية بن أبي الصلت .

فأقول له :

أولاً : صفة العلو لله عز وجل ثابتة بمئات النصوص من الكتاب والسنة ، وليس إثباتها مقتصرًا على الآية السابقة ، أو شعر أمية . فانظر بعضًا منها في كتاب " العلو " لأبي محمد ابن قدامة ، و " العلو " للذهبي ، وكتاب " اجتماع الجيوش " و كتاب " الصواعق المرسلة " كلاهما لابن القيم ، وقد نص رحمه الله في نونيته أن أدلة العلو قد بلغت ألفي دليل ! قال رحمه الله :
يا قومنا والله إن لقولنا
ألفا تدل عليه بل ألفانِ

والعلماء – رحمهم الله – عندما يوردون أدلة العلو ، فإنهم يحشدون جميع ما ورد في الباب ؛ ليبينوا أن هذه الصفة مما اتفق عليه العقلاء وأهل الفِطر السليمة . قال ابن القيم رحمه الله في خاتمة كتابه " اجتماع الجيوش " بعدما أورد أدلة العلو المتنوعة : ( ولعل قائلا يقول :كيف يُحتج علينا في هذه المسألة بأقوال من حكيت قوله ممن ليس قوله حجة فأجلبت بها ثم لم تقنع بذلك حتى حكيت أقوال الشعراء ثم لم يكفك ذلك حتى جئت بأقوال الجن ثم لم تقتصر حتى استشهدت بالنمل وحمر الوحش فأين الحجة في ذلك كله؟!
وجواب هذا القائل أن نقول : قد عُلم أن كلام الله تعالى ورسوله وسائر أنبيائه عليهم السلام والصحابة والتابعين رضي الله عنهم ليس عندكم حجة في هذه المسألة ، إذ غاية أقوالهم أن تكون ظواهر سمعية وأدلة لفظية معزولة عن اليقين، متواترها يدفع بالتأويل ، وآحادها يقابل بالتكذيب – إلى أن قال - ولو شئنا لأتينا على هذه المسألة بألف دليل ولكن هذه نبذة يسيرة وجزء قليل من كثير لا يقال له قليل ، ومن يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له سبيلا ) .
فإن دفعتَ يا ناجي دليلاً أو دليلين .. ماذا ستفعل بمئات الأدلة ؟!

ولعلك تُفيد من هذا الرابط الذي أجاب عن الشبهات الكلامية التي صدتك عن الإيمان بهذه الصفة العظيمة لله عز وجل :
http://majles.alukah.net/showthread.php?32476


ثانيًا :
النقل الذي نقلتَه عن ابن القيم – وفيه الاستشهاد بالآية والشعر – واستشنعته منه ، أفيدك بأنه ليس له !! إنما نقله عن حافظ المغرب ابن عبدالبر ! ولعل عجلتك في التشنيع على ابن القيم أغابته عن بصرك ، مع أنه رحمه الله صرّح بالنقل عنه . هداك الله .
قال ابن عبدالبر في " التمهيد " ( 7 / 132 – 133 ) : ( وأما نزع من نزع منهم بحديث يرويه عبد الله بن واقد الواسطي عن إبراهيم بن عبد الصمد عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى "الرحمن على العرش استوى " على جميع بريته ; فلا يخلو منه مكان ; فالجواب عن هذا : أن هذا حديث منكر عن ابن عباس ، ونقَلته مجهولون ضعفاء ، فأما عبد الله بن داود الواسطي وعبد الوهاب بن مجاهد فضعيفان ، وإبراهيم بن عبد الصمد مجهول لا يُعرف ، وهم لا يقبلون أخبار الآحاد العدول فكيف يسوغ لهم الاحتجاج بمثل هذا من الحديث لو عقلوا أو أنصفوا ؟ أما سمعوا الله عز وجل حيث يقول : " وقال فرعون ياهامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا " فدل على أن موسى عليه السلام كان يقول : إلهي في السماء ، وفرعون يظنه كاذبًا ) .
إلى أن قال – رحمه الله - : ( أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز؛ إلا أنهم لا يكيفون شيئًا من ذلك ولا يحدّون فيه صفة محصورة. وأما أهل البدع الجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرونها ولا يحملون شيئًا منها على الحقيقة، ويزعمون أن من أقر بها مشبه، وهم عند من أقر بها نافون للمعبود، والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : وهم أئمة الجماعة ) .

ثالثًا : أظن أني سأفاجئك إن أخبرتك بأن من أوائل من استدل بالآية السابقة على صفة العلو: أبو الحسن الأشعري!! الذي تزعم أنك تتابعه في عقيدته!! فقد قال في كتابه "الإبانة" ( ص 405 – 408 ) :
( إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟ قيل له: نقول: إن الله عز وجل مستوٍ على عرشه ، كما قال: (الرحمن على العرش استوى) ، وقد قال : (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ، وقال : (بل رفعه الله إليه) ، وقال تعالى: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه) ، وقال تعالى حاكيًا عن فرعون لعنه الله: (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) ، كذّب موسى عليه السلام في قوله: إن الله سبحانه فوق السماوات.. ) إلخ أدلته . ومثله فعل حافظ الأندلس أبي القاسم المقري كما في "الجيوش الإسلامية" (ص 157- 160) ، فاحتج بالآية على صفة العلو . وبهذا يسقط تهويل الدكتور ناجي بقوله (ص 97): "تمنيت لو أن ابن القيم حي لأسأله هل أنت صادق أنك هكذا فهمت الآية الكريمة ... الخ تهويله" الذي خصّ به الإمام .

تنبيه : الدكتور متابع لأئمة الأشعرية في الاعتراض على مَن استدل بالآية السابقة على صفة " العلو " . فطالع : مقدمة الدكتور حمد التويجري للحموية ( ص 98 – 99 ) حيث نقل عن ابن جهبل الأشعري اعتراضه على شيخ الإسلام . قال الدكتور حمد : ( ووجه الدلالة من هذه الآية واضح ، فلو لم يُخبر موسى فرعون أن ربه فوق السموات ؛ لما حاول فرعون الصعود إليها للاطلاع عليه ، وهذا لا يحتاج إلى كثير جهد ) .
وقد استدل بها على العلو أيضا ، الحافظ العظيم أبو عثمان الصابوني الشافعي في عقيدته الشهيرة ، وهي مطبوعة مرارا . وانظر : " تلبيس الجهمية " ؛ لشيخ الإسلام ( 3 / 71 ) .

ختامًا : أُذكّر الدكتور بخطورة إنكار صفة العلو لله عز وجل ، الثابتة بمئات الأدلة ، على دينه ، ولهذا قال إمام الأئمة ابن خزيمة رحمه الله : ( من لم يقر بأنّ الله على عرشه قد استوى فوق سبع سماوات فهو كافر ، يُستتاب ، فإنْ تاب ، وإلا ضُربت عنقه ، وألقي على بعض المزابل ، حتى لا يتأذى المسلمون ولا المعاهدون بنتن ريح جيفته ، وكان ماله فيئاً لا يرثه أحدٌ من المسلمين ، إذْ المسلم لا يرث من الكافر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ) " إثبات صفة العلو " ؛ لابن قدامة ، ص 38 .

وأسأل الله لي وله الهداية والتوفيق لما يُحبه الله ويرضاه ، وأن يوفقه لتسخير اهتمامه بالحديث في نُصرة السنة – اعتقادًا وعملاً - . والله الهادي ..






  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:58 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "