العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ سليمان بن صالح الخراشي رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-02-13, 02:46 PM   رقم المشاركة : 11
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road


لامية ابن الوردي

اعتزل ذكـر الأغانـي والغـزل * وقل الفصل وجانب مـن هـزل

ودع الذكـرى لأيـام الصبـا * فلأيـام الصبـا نجـمٌ أفــل

إن أهنـا عيـشـة قضّيتـهـا * ذهبـت لذاتهـا والإثـم حـل

واتـرك الغـادة لا تحفـل بهـا * تُمس فـي عـز وترفـع وتُجـل

وافتكر في منتهى حسـن الـذي * أنت تهـواه تجـد أمـراً جلـل

واهجر الخمرة إن كنـت فتـى * كيف يسعى في جنون من عقـل

واتـق الله فتـقـوى الله مــا * جاورت قلب امرئ إلا وصـل

ليس من يقطـع طُرقـاً بطـلاً * إنمـا مـن يتقـي الله البـطـل

صدق الشرع ولا تركـن إلـى * رجل يرصد فـي الليـل زحـل

حارت الأفكار في قـدرة مـن * قد هدانـا سبلنـا عـز وجـل

أي بني اسمـع وصايـا جمعـت * حكماً خُصت بها خيـر الملـل

اطلب العلم ولا تكسـل فمـا * أبعد الخير على أهـل الكسـل

واحتفل للفقـه فـي الديـن ولا * تشتغـل عنـه بمـال وخـوَل

واهجر النـوم وحصلـه فمـن * يعرف المطلوب يحقر مـا بـذل

لا تقـل قـد ذهبـت أربابـه * كل من سار على الدرب وصـل

في ازدياد العلـم إرغـام العـدا * وجمال العلـم إصـلاح العمـل

جمـّل المنطـق بالنحـو فمـن * يُحرم الإعراب بالنطـق اختبـل

مات أهل الفضل لم يبق سـوى * مكرف أو من على الأصل اتكل

أنـا لا أختـار تقبيـل يــدٍ * قطعها أجمل مـن تلـك القبـل

إن جزتني عن مديحي صرت فـي * رقهـا أولا فيكفينـي الخجـل

مُلك كسرى تغني عنـه كسـرةٌ * وعن البحـر اجتـزاء بالوشـل

أعذب الألفاظ قولي لـك خـذ * وَأَمـرُّ اللفـظ نطقـي بلعـل

اعتبـر (نحـن قسمنـا بينهـم) * تلقـه حقـاً وبالحـق نــزل

ليس ما يحوي الفتى مـن عزمـه * لا ولا ما فات يومـاً بالكسـل

اطـرح الدنيـا فمـن عاداتهـا * تخفض العالي وتعلي مـن سفـل

عيشة الراغـب فـي تحصيلهـا * عيشة الجاهـد فيهـا أو أقـل

كم جهول وهو مسـرٍ مكثـر * وعليـم مـات منهـا بالعلـل

كم شجاع لم ينل فيهـا المنـى * وجبان نـال غايـات الأمـل

أيُ كف لـم تَفـد ممـا تُفـد * فرماهـا الله مـنـه بالشـلـل

لا تقل أصلـي وفصلـي أبـداً إ* نما أصل الفتى مـا قـد حصـل

قد يسود المـرء مـن غيـر أبٍ * وبحسن السبك قد ينفى الزغـل

وكذا الورد من الشـوك ومـا * يطلع النرجـس إلا مـن بصـل

قيمـة الإنسـان مـا يحسنـه * أكثـر الإنسـان منـه أو أقـل

اكتـم الأمريـن فقـراً وغنـى * واكسب الفلس وحاسب من بطل

وادَّرع جداً وكـداً واجتنـب * صحبة الحمقى وأربـاب الخلـل

بيـن تبذيـر وبخـل رتـبـةٌ * وكـلا هذيـن إن دام قـتـل

لا تخض في سب سادات مضـوا * إنهـم ليسـوا بأهـل للـزلـل

وتغافـل عـن أمـور إنــه * لم يفز بالحمـد إلا مـن غفـل

ليس يخلو المرء مـن ضـدٍ وإن * حاول العزلـة فـي رأس جبـل

مِل عن النمـام وازجـره فمـا * بلـغ المكـروه إلا مـن نقـل

دار جار السَّـوء بالصبـر وإن * لم تجد صبراً فما أحلـى النُقـل

جانب السلطان واحذر بطشـه * لا تعانـد مـن إذا قـال فعـل

لا تل الحكم وإن هـم سألـوا * رغبة فيك وخالف مـن عـذل

ن نصف النـاس أعـداء لمـن * ولي الأحكـام هـذا إن عـدل

فهـو كالمحبـوس عـن لذاتـه * وكلا كفيه فـي الحشـر تغـل

إن للنقـص والاستثقـال فـي * لفظة القاضـي لوعظـاً ومثـل

لا تـواز لـذة الحكـم بـمـا * ذاقه الشخص إذا الشخص انعزل

فالولايـات وإن طابـت لمـن * ذاقها فالسـم فـي ذاك العسـل

نَصَبُ المنصب أوهـى جلـَدي * وعنائي مـن مـداراة السِفـل

قصِّر الآمال فـي الدنيـا تفـز * فدليل العقـل تقصيـر الأمـل

غِب وزر غِباً تزد حبـاً فمـن * أكثـر التـرداد أقصـاه الملـل

خذ بحد السيف واتـرك غمـده * واعتبر فضل الفتـى دون الحُلـل

لا يضر الفضـلَ إقـلالٌ كمـا * لا يضر الشمس إطباق الطفـل

حبك الأوطـان عجـز ظاهـرٌ * فاغترب تلقَ عن الأهـل بـدل

فبمكـث المـاء يبقـى آسنـاً * وسُرى البدر به البـدر اكتمـل

لا يغرنـك ليـن مـن فـتـى * إن للحيـات ليـنـاً يعـتـزل

أنا مثـل المـاء سهـل سائـغٌ * ومتـى سُخـن آذى وقـتـل

أنا كالخيـزور صعـب كسـره * وهو لينٌ كيفما شئـت انفتـل

غير أني في زمـان مـن يكـن * فيه ذا مال هو المولـى الأجـل

واجب عنـد الـورى إكرامـه * وقليـل المـال فيهـم يُستقـل

كل أهل العصـر غمـرٌ وأنـا * منهم فاتـرك تفاصيـل الجمـل






  رد مع اقتباس
قديم 26-02-13, 07:04 PM   رقم المشاركة : 12
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road



نونية أبي الفتح البستي

زيـادَةُ المَرء فـي دُنيـاهُ نقصـانُ ...... وربْحُـهُ غَيرَ محض الخَير خُسـرانُ
وكُل وِجـدانِ حَظٍّ لا ثَبـاتَ لَـهُ...... فإنَّ مَعنـاهُ فـي التَّحقيق فُقْـدانُ
يا عامِـراً لخَـرابِ الدَّهرِ مُجتهِـداً...... باللهِ هـل لخَـرابِ العمر عُمـرانُ
ويا حَريـصاً على الأموالِ تَجمَعُهـا...... أُنْسِيـتَ أنَّ سُرورَ المـالِ أحْـزانُ

زَعِ الفـؤادَ عـنِ الدُّنيـا وزينتهـا ......فصَفْوُها كَدَرٌ والوَصـلُ هِجْـرانُ
وأَرعِ سَمعَـكَ أمثـالاً أُفَـصِّـلُها ...... كمـا يُفَصَّـلُ يَاقـوتٌ ومَرْجـانُ
أحسِنْ إلـى النّـاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ ...... فطالَمـا استعبدَ الإنسـانَ إحسانُ
يا خادمَ الجسم كم تشقـى بِخدمته ...... أتطلب الربح فيمـا فيـه خسرانُ

أقبل على النفس واستكمل فضائلها ...... فأنـت بالنفس لا بالجسم إنسـان
وإنْ أسـاءَ مُسـيءٌ فلْيَكنْ لكَ في ...... عُـروضِ زَلَّتِهِ صَفْـحٌ وغُفـرانُ
وكُنْ علـى الدَّهر مِعواناً لـذي أمَلٍ ...... يَرجـو نَداكَ فإنَّ الحُـرَّ مِعْـوانُ
واشدُدْ يَدْيـكَ بحَبـلِ الله مُعتَصِمـاً ...... فإنَّـهُ الرُّكْنُ إنْ خانَتْـكَ أركـانُ

مَـنْ يَتَّقِ الله يُحْمَـدُ فـي عَواقِبِـه ...... وَيكفِهِ شَرَّ مَـنْ عزُّوا ومَـنْ هانُوا
مَـنِ استعـانَ بغَيرِ اللهِ فـي طَلَـبٍ ...... فـإنَّ ناصِـرَهُ عَجـزٌ وخِـذْلانُ
مـن كان للخير منّاعـا فليس لـه ...... علـى الحقيقة إخـوان وأَخـدانُ
مـَنْ جادَ بالمـالِ مالَ النَّاسُ قاطِبَـة ...... إلَيـهِ والمـالُ للإنسـان فَتّـانُ

مَنْ سالَمَ النّاسَ يسلَمْ مـن غوائِلِهمْ ...... وعـاشَ وَهْوَ قَريرُ العَينِ جَـذْلانُ
مَنْ كانَ للعَقلِ سُلطـانٌ عَلَيهِ غَـدا ...... وما علـى نَفسِهِ للحِرْصِ سُلطـانُ
مَنْ مّدَّ طَرْفاً لفَرطِ الجَهلِ نحـو هَوى ...... أغضـى على الحَقِّ يَوماً وهْوَ خَزْيانُ
مَنْ عاشَرَ النّاسَ لاقـى مِنهُمُ نَصبَـاَ ...... لأنَّ سوسَـهُـمُ بَغْـيٌ وعُـدْوانُ

ومَنْ يُفَتِّشْ عـنِ الإخـوانِ يقلِهِـمُ ...... فَجُلُّ إخْـوانِ هَذا العَصرِ خَـوّانُ
منِ استشارَ صُروفَ الدَّهرِ قـامَ لـهُ ...... علـى حقيقةِ طَبعِ الدهـر بُرهـانُ
مَنْ يَزْرَعِ الشَّـرَّ يَحصُدْ في عواقبِـهِ ...... نَـدامَـةً ولِحَصـدِ الزَّرْعِ إبّـانُ
مَنِ استَنـامَ إلى الأشـرار نامَ وفـي ...... قَميصِـهِ مِنهُـمُ صِـلٌّ وثُعْبـانُ

كُنْ رَيَّـقَ البِشْـرِ إنْ الحُـرَّ هِمَّتُـهُ ...... صَحيفَةٌ وعَلَيهـا البِشْـرُ عُنْـوانُ
ورافِـقِ الرِّفْقَ في كُلِّ الأمورِ فلَـمْ ...... يندّمْ رَفيـقٌ ولـم يذمُمْهُ إنسـانُ
ولا يَغُرَّنْـكَ حَـظٌّ جَـرَّهْ خـرَقٌ ...... فالخَرْقُ هَـدمٌ ورِفـقُ المَرءِ بُنْيـانُ
أحسِنْ إذا كـانَ إمكانٌ ومَقـدِرةٌ فلن ...... يَـدومَ على الإحسـانِ إمكانُ

فالرَّوضُ يَـزدانُ بالأنْـوَارِ فاغِمـةً ...... والحُرُّ بالعـدلْ والإحسـانِ يَـزْدانُ
صُنْ حُرَّ وَجهِـكَ لا تهتِكْ غِـلامتهُ ...... فكُـل حُـرٍّ لِحُـرِّ الوَجـهِ صَـوّانُ
فإنْ لَقِيـتَ عـدُوّاً فَالْقَـهُ أبَـداً ...... والوَجـهُ بالبِشْرِ والإشـراقِ غَضّـانُ
دَعِ التكاسُلَ في الخَـيراتِ تطلُبُـها ...... فليـسَ يسعَدُ بالخَــيراتِ كَسْـلانُ

لا ظِلَّ للمَرءِ يعرى من تُقىً ونُهـىَ ...... وإن أظلَّتْـهُ أوراقٌ وأغصـانُ
والنّاسُ أعـوانُ مَنْ وَالتْـهُ دولَتُـهُ ...... وهُمْ علَيـهِ إذا عـادَتْـهُ أعـوانُ
سَحْبـانُ من غَيرِ مالٍ باقِلٌ حَصـرٌ ...... وبـاقِلٌ فـي ثَراءِ المـالِ سَحْبـانُ
لا تُودِعِ السِـرَّ وَشَّـاءً يبـوحُ بهِ ...... فما رعـى غَنَماً فـي البدَّوِّ سِرْحـانُ

لا تَحسَبِ النَّاسَ طَبْعاً واحِداً فَلهُمْ ...... غـرائـزٌ لسْتَ تُحصِيـهن ألـوانُ
ما كُـلُّ مـاءٍ كصَـدّاءٍ لـوارِدِه...... نَعَمْ ولا كُـلُّ نَبْتٍ فهـو سَعْـدانُ
لا تَخدِشَـنَّ بِمَطْلٍٍ وَجْـهَ عارِفَـةٍ ...... فـالبِـرُّ يَخدِشُـهُ مَطْـلٌ ولَيّـانُ
لا تَستشِـرْ غيرَ نَدْبٍ حتازِمٍ يَقِـظٍ ...... قـدِ اسْتَـوى فيـه إسْرارٌ وإعْـلانُ

فللِتـدابيـرِ فُرْسـانٌ إذا ركِبـُوا ...... فيهـا أبَـرُّوا كمـا للِحَربِ فُرْسـانُ
ولـلأمـور مَواقيـتٌ مُـقَـدَّرَةٌ ...... وكُـلُّ أمـرٍ لـهُ حَـدُّ ومِـيـزانُ
فلا تكُـنْ عَجِـلاً بـالأمرِ تطلُبُـهُ ...... فليـسَ يُحمَدُ قبـل النُّضْجِ بُحْـرانُ
كفى مِنَ العيـشِ ما قدْ سَدَّ من عَوَزٍ ...... ففيـهِ للـحُـرِّ إن حققـت غُنيـانُ

وذو القَنـاعَةِ راضٍ مـن مَعيشَتِـهِ ...... وصاحبُ الحِرْصِ إن أثـرى فَغَضبْـانُ
حَسْبُ الفـتى عقلُـهُ خِـلاًّ يُعاشِرُهُ ...... إذا تـحـامـاهُ إخـوانٌ وخُـلاّنُ
هُما رضيـعا لِبـانٍ حِكَمةٌ وتُقـىً ...... وساكِـنـا وَطَـنٍ مـالٌ وطُغْيـانُ
إذا نَبـا بـكريـمٍ موطِـنٌ فلَـهُ ...... وراءهُ فـي بسيـط الأرض أوطـانُ

يا ظالمـا فرحـا بالعـزِّ ساعَـدَه ...... إن كنت فـي صلـة فالظهر يقظـانُ
ما استَمْرأ الظُّلْمَ لو أنصْتَ آكِلُـهُ ...... وهلْ يلَـذُّ مَـذاقَ المـرء خُـطْبـانُ
يا أيُّـها العَالِـمُ المَرضِـيُّ سيرَتُـهُ ...... أبشِـرْ فـأنـتَ بغَـيرِ المـاءِ رَيـانُ
ويا أخَا الجَهلِ لو أصبَحْتَ في لُجَجٍ ...... فأنـتَ ما بينَـهـا لاشَـكَّ ضمـآنُ

لا تحسَبَـنَّ سُروراً دائمـاً أبَـداً ...... مَـنْ سَـرَّهُ زمَـنٌ ساءتْـهُ أزمـانُ
إذا جفـاك خليـلٌ كنت تألفـه ...... فـاطلب سـواه فكـل الناس إخوانُ
وإن نبَتْ فيك أوطان نشأت بهـا ...... فـارحـل فكـل بـلاد الله أوطـانُ
يا رافِلاً في الشَّبابِ الرحب مُنتشِياً ...... مِـنْ كأسِهِ هلْ أصابَ الرُّشْدَ نَشْـوانُ

لا تَغتَـرِرْ بشَبـابٍ رائـقٍ نظِـر ٍ ...... فـكَـم تَقـدَّمَ قَبـَل الشّيْبِ شُبّـانُ
ويا أخَا الشَّيبِ لو ناصَحتَ نفسَكَ ......لم يكُـنْ لمثِـلكَ فـي اللَّـذاتِ إنعـامُ
هبِ الشَّبيبَةَ تُبْذي عُذرَ صاحبـها ...... ما عُـذْرُ أشَيـبَ يَستهويـهِ شَيْطـانُ
كُـلُّ الذُّنـوبِ فإنَّ الله يغفِرهـا ...... إن شَيَّـعَ المَـرءَ إخـلاصٌ وإيـمـانُ

وكُـلُّ كَسْـرٍ فإنَّ الديـن يَجبُرُهُ ...... ومـا لِكَسـرِ قَنـاةِ الدِّيـنِ جُبْـرانُ
خذهـا سوائـر أمثـالٍ مهذَّبـةً ...... فيهـا لمـن يبتغـي التِّبيـانَ تِبيـانُ
ما ضرَّ حسَّـانَها والطبع صائِغُهـا ...... إنْ لم يقُلْهـا قَـريـعُ الشِّـعرِ حَسّـانُ






  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "