العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الـمـنـتـدى الــرمــــضـانـــي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-07-15, 05:00 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


فيما يجب على المسلم بعد شهر رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيما يجب على المسلم بعد شهر رمضان
يقول المولى عز وجل(وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)البقرة،
فمن نِعم الله على العبد أن يوفقه لعمل طاعة،فصيام الستة أيام من شوال بعد صيام الفريضة توفيق من الله للعبد وزيادة له في الخير ورغبة من الله له في الوصول إلى الصلاح،فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده،
وقد صرّح الفقهاء من الحنابلة والشافعية،بأن صوم ستة أيام من شوال،بعد رمضان يعدل صيام سنة فرضاً، وإلا فإنّ مضاعفة الأجر ثابت حتى في صيام النافلة لأن الحسنة بعشرة أمثالها،
فصيام ست من شوال سنة ثابتة عن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،ويجوز صيامها متتابعة ومتفرقة،لأن الرسول،صلى الله عليه وسلم،أطلق صيامها ولم يذكر تتابعاً ولا تفريقاً، حيث قال،صلى الله عليه وسلم(من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه،
وهذه الأيام ليست معينة من الشهر بل يختارها المؤمن من جميع الشهر،فإذا شاء صامها في أوله،أو في آخره ، وإن شاء فرقها ، وإن شاء تابعها ، فالأمر واسع بحمد الله،
ولهذه الست فضائل كثيرة منها،أن صيام الستّ من شوال تعويض النّقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثّر سلبًا في صيامه ويوم القيامة يُؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض، كما قال صلى الله عليه وسلم(إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة،قال،يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت تامة وإن انتقص منها شيئاً قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم)رواه أبو داود،
إن معاودة
الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم،ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها،كان هذا دليلاً على قبول العمل،
إن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، وأن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذه النعمة،وخير ما يترقب به العبد إلى ربه هو الصوم فالحق تبارك وتعالى هو الذي يُجزى به،
ها هي أيام رمضان قد انقضت،ولياليه قد تولت، انقضى رمضان وذهب ليعود في عام قادم، انقضى شهر الصيام والقيام، شهر المغفرة والرحمة، كان فيه الصلاة والصيام،والذكر وتلاوة القرآن, والصدقة والقيام,والإحسان وصلة الأرحام،وحلاوة الإيمان وحقيقة الصيام,ولذة الدمعة وحلاوة المناجاة في الأسحار،
لقد كان شهر رمضان يتنافس فيه المتنافسون،ويتسابق فيه المتسابقون،ويحسن فيه المحسنون،تربت فيه النفوس على الفضيلة، وترفعت عن الرذيلة،وتعالت عن الخطيئة،واكتسبت فيه كل هدى ورشاد، ومسكين ذاك الذي أدرك هذا الشهر ولم يظفر من مغانمه بشيء،
ومسكين من وفق لعمل الطاعات،والتزود من الخيرات، حتى إذا انتهى الموسم نقض ما أبرم،وعلى عقبه نكص، واستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير،لا ينفع معها ندم عند الوقوف بين يدي الواحد القهار،
إن رب رمضان هو رب شوال وبقية الشهور،ولقد كان النبي، صلى الله عليه وسلم،يداوم على العمل الصالح في كل أيام العام،
وكيف يقطع عبادته وقد قال،تعالى(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)
أنه يجب أن تستمر النفوس كما كانت في رمضان، ونهج الهدى لا يتحدد بزمان، وعبادة الرب وطاعته لا تكون قاصرة على رمضان،
ولئن انتهى صيام رمضان فهناك صيام النوافل كالست من شوال، والاثنين والخميس، والأيام البيض وعاشوراء، وعرفة وغيرها، ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة(كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)
ولئن انتهت صدقة أو زكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة،وهناك أبواب للصدقة،
وأن من صفات عباد الله المداومة على الأعمال الصالحة(الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ)
فلا بد من العزيمة الصادقة على لزوم العمل، والمداومة عليه،
ومن علامات قبول الله للحسنة أن يُتْبِعَها صاحبها بحسنة بعدها، فإذا قبل الله من العبد رمضان، واستفاد من هذه المدرسة، واستقام على طاعة الله،عز وجل،فإنه سيكون في ركاب الذي استقاموا واستجابوا لله دائماً،
حافظوا على ما كسبتم في رمضان من الحسنات ولا تُفسدوه بالرجوع إلى المعاصي والسيئات،فتهدموا ما بنيتُم، وتبطلوا ما قدَّمتم، فإن السيئات إذا كَثُرت أهلكت الإنسان، ورجحت بحسناته في الميزان (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ)
تفكروا في سرعة مرور الأيام والليال، وتذكَّروا بذلك قربَ انتقالِكم من هذه الدنيا، فتزوَّدوا بصالح الأعمالِ، حَلَّ بكم شهرُ رمضان المبارك بخيراتهِ وبركاتهِ، وعشتُم جميع أوقاته، ثم انتهى وارتحَلَ سريعاً،لمن عرف قدره واستفادَ من خيره بالطاعة،
وشاهداً على من تجاهل فضله،وأساء فيه بالإضاعة، فليحاسب كلٌّ منَّا نفسَه ماذا قدَّم في هذا الشهر، فَمَنْ قدَّم فيه خيراً فليحمَدِ الله على ذلك، وليسألْهُ القبولَ والاستمرارَ على الطاعة في مستقبلِ حياته، ومَنْ كان مفرطاً فيه فليتُب إلى الله، وليبدأ حياة جديدة يستغلُّها بالطاعة، بدلَ الحياة التي أضاعَها في الغفلة والإساءة، لعل الله يكفر عنه ما مضى،
قال تعالى(وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)هود،
وقال النبي،صلى الله عليه وسلم(وأتبع السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها)
إنَّ شهرَ رمضان كما وصفه رسول الله،صلى الله عليه وسلم(شهرٌ أولهُ رحمةٌ، وأوسطُه مغفرةٌ، وآخرُه عتقٌ من النار)
وذلك لأنَّ الناس مع هذا الشهر لهم حالاتٌ مختلفة، فمنهم مَنْ وافاه هذا الشهر وهو مستقيمٌ على الطاعة، محافظٌ على صلاة الجمع والجماعة، مبتعدٌ عن المعاصي، ثم اجتهد في هذا الشهر بفعل الطاعات، فكان زيادة خير له،فهذا تناله رحمة الله،لأنَّه محسنٌ في عمله، وقد قال تعالى(إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)الأعراف،
ومنهم من وافاه هذا الشهر، فصام نهاره، وقام ما تَيسَّرَ من ليله، وهو قبل ذلك محافظٌ على أداء الفرائض وكثيرٍ من الطاعات، لكن عنده ذنوبٌ دون الكبائر،فهذا تناله مغفرة الله،قال تعالى(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا)النساء،
وقال النبي،صلى الله عليه وسلم(الصلوات الخمسُ، والجمعة إلى الجمعة، ورمضانُ إلى رمضان كفارة لما بينَهُنَّ إذا ما اجُتنبت الكبائر)
ومنهم مَنْ وافاه شهر رمضان وعنده ذنوبٌ كبائر، لكنها دونَ الشرك،وقد استوجبَ بها دخول النار،ثم تاب منها،وصام هذا الشهر،وقام ما تيسر منه، فهذا يناله الإعتاق من النار بعد ما استوجب دخولها،
ومنهم من وافاه الشهر وهو مقيم على المعاصي من فعل المحرمات، وترك الواجبات،وإضاعة الصلاة، فلم يتغير حاله،ولم يتب إلى الله من سيئاته،أو تاب منها توبةً مُؤقَّتة في رمضان،ولما انتهى عاد إليها،فهذا هو الخاسر الذي خسر حياته،وضيع أوقاته، ولم يستفد من هذا الشهر إلا الذنوب والآثام،
وقد قال جبريل للنبي،عليهما الصلاة والسلام،ومن أدركه شهر رمضان،فلم يغفَر له فأبعده الله قل آمين،
فقال النبي،صلى الله عليه وسلم،آمين،والمحروم من حرمه الله،والشقي من أبعده الله،
إن عبادة الله واجبة في كل وقت وليس لها نهاية إلا بالموت،وقال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)آل عمران،
ويشترطُ لصحة التوبة ثلاثة شروط،
أحدها،ترك الذنوب تركاً نهائياً،أما من تاب بلسانه وهو مقيم على الذنوب،فتوبتُه غير صحيحة ولا مقبولة،
والثاني،أن يندم على ما حصل منه من الذنوب،فإن لم يندم ويخجل من الله على ما حصَل من المعاصي،فإن توبته غير صحيحة،
والثالث،أن يعزم على أن لا يعود إلى المعاصي طول حياته إلى الممات،
أما من تاب من المعاصي في وقت محدَّدٍ كشهر رمضان، وفي نيته أن يعود عليها في وقت آخر، كبعد رمضان فتوبتُه غير مقبولة، وشهر رمضان خير عون لِمَن يريدُ أن يتوبَ توبةً صحيحة،
لأنه يستطيع فيه السيطرة على نفسه وهواه، ويستطيع فيها ترك مألوفاته وشهواته، ويستطيع فيه فعل الطاعات بسهولة،فهو يسهل فعل الطاعات، وينبه ذوي الغفلات، والمُوفَّقُ في هذا الشهر من استفاد من مروره عليه، فتعوَّد فعل الطاعات، والابتعاد عن المعاصي والمحرمات، وصار منطلقاً في الاستمرار على ما اعتاده فيه من فعل الخير،
والمخذول من يعتبر شهر رمضان سجناً ثقيلاً يستطيل أيامه، وينتظر نهايته لينطلق إلى العصيان، وطاعة النفس والشيطان،
فاتقوا الله،وأتبعوا شهر رمضان بالاستمرار على الطاعات،
اللهم لك الحمد على أن بلغتنا شهر رمضان ، اللهم تقبل منا الصيام والقيام ،واجبر كسرنا على فراق شهرنا ، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ، واجعله شاهداً لنا لا علينا ،واجعلنا فيه من عتقائك من النار،ومن المقبولين الفائزين،
الله يتقبل أعمالنا ويغفر لنا ويكتبنا من عباده الصالحين في يوم الدين.







 
قديم 15-07-15, 01:23 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 18-07-15, 01:39 AM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا

بارك الله فيك اخوي محمد السباعى
وجزاك ربي جنة الفردوس






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:49 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "